قصة حبّ؛ قالوا؛ فأجبتهم ، شعر؛ د. محمود السيد الدغيم

لندن؛ الجمعة: 10/8/2007م

lovee.gif

قَاْلُوْا: كَأَنَّكَ عَاْشِقٌ؛ وَعَلِيْلُ؟
فَأَجَبْتُهُمْ: وَمُتَيَّمٌ؛ وَأَصِيْلُ
 

Launch in external player

***

ألقيت هذه القصيدة في برنامج الشعر في قناة المستقلة


 

إذا لم تسمعوا الصوت فهذا يعني أن ليس لديكم برنامج ريل بلير، ومع ذلك يمكنكم الاستماع بتشغيل الملف التالي "فلاش" بالضغط على السهم الأبيض وسط المربع الأسود

***

رابط تحميل القصيدة

اضغط هنا

اضغط هنا

 

***

قصة القصيدة

 

أحبُّ في البداية أنْ أوجّه التحيةَ والتهنئة لكلِّ أُنثى كريمة أحبّت ولم تخدعْ محبوبَها، وكذلك أوجِّهُ التحية للمخلصين بحُبّهم مِن الرجال، وأعتذرُ ابتداءً مِن كُلِّ الْمُخلصات لِوُرُوْدِ ألفاظٍ قاسيةٍ خاصّة بحادثة مخصوصةٍ ليس لها صِفةُ العُمومِ

 

***

كان كلٌّ منهما من بلدٍ عربي بعيد عن بلد الآخر، حصل بينهما لقاء بالصدفة في مدينة لندن (مربط الخيول العربية)، ثم تحولت الصدفة إلى حبٍّ من أول نظرة، فأحبَّ كلٌّ منهما الآخرَ حَسْبَ طريقته، كانت تعاني من صدمة عاطفية جراء تجربة فاشلة، فعالجتها بزواج المسفار، المختلف عن زواج المسيار، مع أن الزواجين يحققان المتعة، وما أدراك مالمتعة؟

 

وكان يعاني من فراغ عاطفي يُحوّلُ القوّة ضعفاً؛ والضعفَ قوّة، فكّر بوضع حدٍّ للفراغ العاطفي، فكّر بها؛ اقتنع بأنها ضالّتهُ المنشودة؛ وبعد تفكير عميق قرّر أنْ يتزوجَها راجياً أن تملأ حياتَه سعادةً وأنوثةً وسروراً، (فتزوّجها نظرياًّ لا عملياًّ) حيثُ عَقَدا عقداً شرعياًّ، وتزوجا على سُنة الله ورسوله، وأعْلَنَا زواجَهما على نطاق ضيق جداًّ، وبعد مرور السنوات بدأتْ تنسحبُ من حياته شيئاً فشيئاً، فأورثته هماًّ وغماًّ، حتى أوشك على الهلاك جرّاء نار العشق التي تحرق الأكباد

 

 

عاينتُ هذه التجربة الغرامية، وشاهدتُ ما يعانيه العاشقُ العليل، وحاولتُ إخراجهُ من قُمْقُم الحبِّ الذي سَجَنَ نفسَه فيه ففشلتُ؛ وأصرَّ على السُّهاد؛ والعيشِ في خِضَمِّ الأحلام الوردية مُعَلِّلاً نفسَه بلقاءٍ أبديٍّ في عُشِّ الزوجية الْمُزدانةِ بالرَّحْمَةِ والسَّكينةِ، وهكذا عرفتُ كيف تفتكُ الغزلان بالأسود، وبعدَما طالتْ مُعاناةَ الضَّحِيَّة جَسَّدْتُ تلك الْمُعاناة بالقصيدةِ التالية لَعَلَّها تَصِلُ إلى مَسامِعِها فَتَرِقُّ لِلضَّحِيَّةِ لأنَّ الراحمين يرحمهم اللهُ، وهو أرحم الراحمين

 

 

قالوا؛ فأجبتهم

 

شعر؛ د. محمود السيد الدغيم

 

لندن؛ الجمعة: 10/8/2007م

 

قَاْلُوْا: كَأَنَّكَ عَاْشِقٌ؛ وَعَلِيْلُ؟
فَأَجَبْتُهُمْ: وَمُتَيَّمٌ؛ وَأَصِيْلُ
 

 

لِلْحُبِّ بَيْنَ جَوَاْنِحِيْ؛ يَاْ صُحْبَتِيْ
خَيْلٌ وَسَيْلٌ جَاْرِفٌ وَصَهِيْلُ

 

وَالْحُبُّ يَحْفِرُ فِي الْقُلُوْبِ مَسَاْلِكاً
دَمَوِيَّةً فَكَأَنَّهُ إِزْمِيْلُ

 

***

 

قَاْلُوْا: الْخُضُلَّةُ[1] سَاْفَرَتْ وَتَزَوَّجَتْ
فَأَجَبْتُهُمْ: إِنَّ الْوَفَاْءَ قَلِيْلُ

 

لاْسِيَّمَاْ فِيْ غُرْبَةٍ عَبَثِيَّةٍ
مَمْقُوْتَةٍ؛ وَدَلِيْلُهَا التَّضْلِيْلُ

 

نَاْبَلْتُهَاْ؛ فَنُبِلْتُ[2] مِنْ أَهْدَاْبِهَاْ
نَبْلاً؛ وَخَاْبَ مَعَ النَّبِيْلِ[3] نَبِيْلُ

 

وَنَظَرْتُهَاْ[4] عَاْماً فَعَاْماً فَاسْتَوَىْ
حُبِّيْ، وَأَعْيَا الْمَاْهِلَ[5] التَّمْهِيْلُ

 

تَبْتَزُّنِيْ! وَتُرِيْدُ قَتْلَ رُجُوْلَتِيْ
قَتْلاً! كَأَنَّ نَبِيَّهَاْ حِزْقِيْلُ[6]

 

ضِعْنَاْ؛ وَفِيْ بَحْرِ الْمَحَبَّةِ أُغْرِقَتْ
سُفُنُ الْغَرَاْمِ، وَرُجِّحَ التَّعْذِيْلُ[7]

 

تُهْنَاْ فَلاْ هَاْرُوْنُ يُرْشِدُنَاْ؛ وَلاْ
مُوْسَىْ؛ وَلاْ عِيْسَىْ؛ وَلاْ جِبْرِيْلُ

 

فَشِلَ الْغَرَاْمُ، وَحُطِّمَتْ آمَاْلُنَاْ
وَتَبَخَّرَ التَّعْلِيْلُ؛ وَالتَّأْوِيْلُ

 

كُلٌّ يُعَلِّلُ، أَوْ يُؤَوِّلُ حَسْبَمَاْ
يَحْلُوْ لَهُ التَّفْرِيْعُ؛ وَالتَّأْصِيْلُ

 

وَالْحُبُّ لُغْزٌ مُبْهَمٌ؛ وَمُحَبَّذٌ
وَبِسِرِّهِ تَتَحَيَّرُ الْخِرْبِيْلُ[8]

 

***

 

قَاْلُوْا: تَمَتَّعْ يَاْ غَشُوْمُ بِغَيْرِهَاْ
فَأَجَبْتُهُمْ: إِنَّ الْحَبِيْبَ بَخِيْلُ

 

وَأَنَاْ الْغَشَمْشَمُ[9]، مَاْ طَلَبْتُ بَدِيْلَةً
عَنْهَاْ؛ وَلَمْ يُغْنِ الْفُؤَاْدَ بَدِيْلُ

 

وَعَجِبْتُ مِنْ مَكْرِ النِّسَاْءِ بِجِنْسِنَاْ
فَلِمَكْرِهِنَّ إِذَاْ مَكَرْنَ صَلِيْلُ

 

وَالْمَرْأَةُ الرَّعْنَاْءُ تَظْلِمُ بَعْلَهَاْ
بَطَراً[10]، وَفِي الظُّلْمِ الصَّرِيْحِ دَلِيْلُ

 

تُؤْذِي الْعَشِيْرَ؛ وَتَرْتَجِيْ إِخْلاْصَهُ
فَكَأَنَّهُ لِمِزَاْجِهَاْ[11] مِنْدِيْلُ

 

يُرْمَىْ كَمَاْ تُرْمَى النُّفَاْيَةُ وَالْقَذَىْ
وَالْقِشْرُ؛ حَتَّىْ يُمْلأَ الْبِرْمِيْلُ

 

تَرْمِيْهِ إِنْ وَجَدَتْ بَدِيْلاً حَاْضِراً
فَوْراً؛ وَيَبْدَأُ قَاْلُهَاْ؛ وَالْقِيْلُ

 

فَكَأَنَّ دَاْءَ الْعِشْقِ مِلْكُ يَمِيْنِهَاْ
وَلَهَاْ يُكَاْلُ الْمَدْحُ؛ وَالتَّبْجِيْلُ

 

أَمَّاْ صَرِيْعُ الْغَاْنِيَاْتِ فِإِنَّهُ
حَقْلٌ لِتَجْرِيْبِ الْغَرَاْمِ حَقِيْلُ[12]

 

يَرْضَىْ؛ وَيَغْضَبُ مِنْ إِشَاْعَةِ نُكْتَةٍ
وَيَغِشُّهُ الإِطْرَاْءُ؛ وَالتَّعْذِيْلُ[13]

 

وَيُذِلُّهُ عِشْقٌ بِفَرْطِ صَبَاْبَةٍ
كُبْرَىْ، وَدَاْءُ الْعَاْشِقِيْنَ وَبِيْلُ[14]

 

***

 

قَاْلُوْا: تَنَاْسَاْهَاْ، وَغَاْزِلْ غَيْرَهَاْ
فَأَجَبْتُهُمْ: إِنَّ الْمُحِبَّ ذَلِيْلُ

 

فَكَأَنَّهَاْ قَاْبِيْلُ فِيْ عُدْوَاْنِهَاْ
وَكَأَنَّنِيْ – يَاْ حَسْرَتِيْ – هَاْبِيْلُ

 

سَلَّتْ فُؤَاْدِيَ بِالْهَوَىْ؛ نَظَرَاْتُهَاْ
سَيْفٌ لِذَبْحِ الْعَاْشِقِيْنَ سَلِيْلُ[15]

 

مَاْعُدْتُ أَدْرِيْ!! كَيْفَ أَخْرُجُ سَاْلِماً؟
فَأَنَاْ مَعِيْلٌ[16]؛ وَالْفَتَاْةُ مُعِيْلُ

 

**

 

قَاْلُوْا: لَعَمْرُكَ إِنَّ حُبَّكَ قَاْتِلٌ
فَأَجَبْتُهُمْ: وَمُقَاْتِلٌ؛ وَقَتِيْلُ

 

وَالْحُبُّ يَغْتَاْلُ الأَحِبَّةَ عَنْوَةً
وَلِرَدْعِهِ لاْ يَنْفَعُ الْبِرْطِيْلُ

 

كَمْ مِنْ سَعِيْدٍ أَصْبَحَتْ أَيَّاْمُهُ
بُؤْساً، وَخَيَّبَ ظَنَّهُ التَّعْضِيْلُ[17]

 

***

 

قَاْلُوْا: دَوَاْءُ الْعِشْقِ؛ وَصْلٌ دَاْئِمٌ
فَأَجَبْتُهُمْ: حَبْلُ الْغَرَاْمِ طَوِيْلُ

 

كَالرُّمْحِ بَيْنَ عُرُوْقِنَاْ؛ وضُلُوْعِنَاْ
وَعَلَيْهِ يُنْشَرُ لِلْغَرَاْمِ غَسِيْلُ

 

وَأَنْاْ طُعِنْتُ بِحَرْبَةٍ مَسْمُوْمَةٍ
كَالسِّحْرِ فِيْهَاْ لِلسُّمُوْمِ مَسِيْلُ

 

وَالْقِرْدُ قَهْقَهَ مِنْ هَوَاْنَاْ شِاْمِتاً
وَالدُّبُّ حَوْقَلَ[18] حَوْلَنَاْ والْفِيْلُ

 

أُضْحُوْكَةً صِرْنَاْ لِكُلِّ بَهِيْمَةٍ
فِي الْحُبِّ لَيْسَ لِحَاْلِهَاْ تَحْوِيْلُ

 

***

 

قَاْلُوْا: دُمُوْعُكَ!! هَلْ دُمُوْعُكَ جُفِّفَتْ؟
فَأَجَبْتُهُمْ: إِنَّ الدِّمَاْءَ تَسِيْلُ

 

فَدِمَاْؤُنَاْ كَدُمُوْعِنَاْ مَسْفُوْحَةٌ
لا الصَّبْرُ يُوْقِفُهَاْ؛ وَلا التَّهْوِيْلُ

 

وَقُلُوْبُنَاْ بِغَرَاْمِنَاْ مَحْرُوْقَةٌ
وَبِهَاْ يَعِيْثُ الْوَهْمُ؛ وَالتَّدْجِيْلُ

 

وَهُمُوْمُنَاْ قُطْرِيَّةٌ قَوْمِيَّةٌ
لا الْقُطْرُ يَبْحَثُهَاْ؛ وَلا التَّدْوِيْلُ

 

جَوْرُ الْجَوَاْرِيْ دَاْئِمٌ مُتَوَاْصِلٌ
مَاْ نَاْحَ فِيْ بُرْجِ الْحَمَاْمِ هَدِيْلُ[19]

 

كَمْ عَذَّبَتْ؛ كَمْ أَعْدَمَتْ عُشَّاْقَهَاْ
فَدَمُ الْمُتَيَّمِ بِالنِّسَاْءِ طَلِيْلُ[20]

 

وَأَنَاْ قُتِلْتُ؛ وَمَاْ جَنَيْتُ جِنَاْيَةً
وَاللهُ رَبِيْ شَاْهِدٌ؛ وَوَكِيْلُ

 

سَلَّمْتُهَاْ قَلْبِيْ عَلَىْ طَبَقِ الْمُنَىْ
يَاْ نَاْسُ؛ وَالدَّمْعُ الْهَتُوْنُ رَسِيْلُ

 

فَفَرَتْ بِحَدِّ اللَّحْظِ كُلَّ عُرُوْقِهِ
ظُلْماً، وَسَيْفُ النَّاْعِسَاْتِ كَحِيْلُ

 

بِالْقُطْنِ يُذْبَحُ عَاْشِقٌ مُتَحَمِّسٌ
إِذْ أَنَّ طَرْفَ الْمَاْكِرَاْتِ صَقِيْلُ

 

***

 

قَاْلُوْا: لِمَاْذَاْ صَاْرَ لَيْلُكَ مُظْلِماً؟
فَأَجَبْتُهُمْ: قَدْ حُطِّمَ الْقِنْدِيْلُ

 

وَالْبَدْرُ غَاْبَ؛ وَحَاْصَرَتْه سَحَاْبَةٌ
هَوْجَاْءُ فِيْهَاْ ضَجَّةٌ وَعَوِيْلُ

 

وَالرِّيْحُ نَاْحَتْ، وَالْهُمُوْمُ تَلَبَّدَتْ
لَنَ يَنْفَعَ التِّمْثَاْلُ؛ وَالتَّمْثِيْلُ

 

غُرْمُ الْغَرَاْمِ عَلَى الْغَرِيْمِ مُضَاْعَفٌ
وَعَلَىْ كِرَاْمِ الْمُغْرَمِيْنَ ثَقِيْلُ

 

وَأَنَاْ عَشِقْتُ؛ وَمَاْ مَلَلْتُ مِنَ الْهَوَىْ
فَالْحُسْنُ يُغْرِيْ؛ وَالْغَرَاْمُ جَمِيْلُ

 

سَمَّلْتُ[21] حَوْضَ الْعِشْقِ بَعْدَ جَفَاْفِهِ
خَطَأً فَضَاْعَ بِقَاْعِهِ التَّسْمِيْلُ

 

وَحُرِمْتُ مَاْ أَهْوَىْ؛ إِذَاْ هَبَّ الْهَوَىْ
وَتَفَاْقَمَ الإِجْحَاْفُ؛ وَالتَّبْخِيْلُ

 

وَشَكَوْتُ أَمْرِيْ لِلَّتِيْ أَحْبَبْتُهَاْ
إِنَّ الْقُلُوْبَ إِ
لَى الْقُلُوْبِ تَمِيْلُ

 

لَكِنَّهَاْ مَاْلَتْ؛ وَجَاْرَتْ، وَاعْتَدَتْ
فَبِقَلْبِهَاْ مَاْ أُنْزِلَ التَّنْزِيْلُ

 

***

 

قَاْلُوْا: لَعَمْرُكَ إِنَّ حُبَّكَ مُشْكِلٌ
فَأَجَبْتُهُمْ: وَمَشَاْكِلٌ؛ وَشَكِيْلُ[22]

 

شَكَّلْتُهُ شَكْلاً، فَأَشْكَلَ بَعْدَ مَاْ
أَغْرَى الْفُؤَاْدَ الشَّكْلُ؛ وَالتَّشْكِيْلُ

 

فَغَرِقْتُ فِيْ بَحْرِ الْغَرَاْمِ، وَلَمْ يَصِلْ
وَصْلٌ، وَلاْ لَمْسٌ؛ وَلاْ تَقْبِيْلٌ

 

فَأَنَاْ بِحُبِّ الْفَاْتِنَاْتِ مُعَلَّقٌ
وَمُطَلَّقٌ؛ وَمُؤَرَّقٌ؛ وَخَلِيْلُ

 

***

 

قَاْلُوْا: تَعَلَّلْ كَالْعَلِيْلِ بِعِلَّةٍ
فَأَجَبْتُهُمْ: لَنْ يَنْفَعَ التَّعْلِيْلُ

 

إِنَّ الْمُتَيَّمَ؛ وَالْمُوَلَّهَ عَاْشِقٌ
أَرِقٌ؛ مَرِيْضٌ؛ يَاْئِسٌ؛ وَعَلِيْلُ

 

يَغْفُوْ؛ فَتُوْقِظُهُ الظُّنُوْنُ بِسُرْعَةٍ
وَالْيَأْسُ؛ وَالتَّسْوِيْفُ؛ وَالتَّفْئِيْلُ[23]

 

وَإِذَا الْقُلُوْبُ تَعَرَّضَتْ لِمَحَبَّةٍ
بَدَأَ الأَذَىْ؛ وَالْقَهْرُ؛ وَالتَّنْعِيْلُ

 

فَالْحُبُّ يَنْتَعِلُ الْقُلُوْبَ كَأَنَّهُ
مَلِكٌ بِذُلِّ الْعَاْشِقِيْنَ كَفِيْلُ

 

يُلْقِي الْقُلُوْبَ عَلَى الْقُلُوْبِ بِمَسْلَخٍ
جَوْراً؛ لِيُقْتَلَ فَاْضِلٌ؛ وَفَضِيْلُ

 

وَأَنَاْ قُتِلْتُ، وَمَاْ قَتَلْتُ؛ وَإِنَّمَاْ
قَدْ سَاْدَ فِيْ بَحْرِ الْهَوَى التَّنْكِيْلُ

 

خَاْنَ الْبُغَاْثُ بِكُلِّ حُرٍّ عَاْشِقٍ
وَتَفَاْقَمَ الإِذْلاْلُ؛ والتَّبْكِيْلُ[24]

 

فَالْحُبُّ شِلْوٌ[25] بِالرَّمَاْدِ مُعَفَّرٌ
مُتَقَاْرِبٌ؛ مُتَبَاْعِدٌ؛ وَكَلِيْلُ

 

عُقِرَتْ مَكَاْرِمُهُ! فَلَيْسَ لِمِثْلِهِ
كَرَمٌ؛ وَلاْ كَرْمٌ؛ وَلاْ تَنْوِيْلُ

 

***

 

قَاْلُوْا: تَرَفَّعْ عَنْ غَرَاْمٍ زَاْئِلٍ
فَأَجَبْتُ: كَيْفَ يُرَقَّعُ الزِّنْبِيْلُ؟

 

إِنَّ الْمَحَبَّةَ لاْ تُعَوَّضُ إِنَّمَاْ
دَاْءُ الْغَرَاْمِ عَلَى الْمُحِبِّ عَتِيْلُ[26]

 

مُطِلَتْ دُيُوْنُ الْعَاْشِقِيْنَ؛ وَضُيِّعَتْ
جَوْراً؛ وَخَاْبَ الْهَدْرُ؛ وَالتَّحْصِيْلُ

 

وَجَنَى الْعَوَاْذِلُ وَالْوُشَاْةُ جِنَاْيَةً
كُبْرَىْ؛ فَلَيْسَ إِلَى الْوِفَاْقِ سَبِيْلُ

 

مَاْ رُتِّلَ الْقُرْآنُ فِيْ سِرْدَاْبِهِمْ
أَبَداً؛ وَلا التَّوْرَاْةُ؛ وَالإِنْجِيْلُ

 

إِنَّ الْعَوَاْذِلَ وَالْوُشَاْةَ مُصِيْبَةٌ
أَزَلِيَّةٌ؛ وَأَسَاْسُهَا التَّعْطِيْلُ

 

حَرَقُوْا بِنِيْرَاْنِ النَّمِيْمَةِ حُبَّنَاْ
فَرثَىْ الْفُرَاْتُ لِحَاْلِنَاْ؛ وَالنِّيْلُ

 

وَجَرَتْ دُمُوْعُ الْبَحْرِ بَعْدَ فِرَاْقِنَاْ
وَبَكَىْ عَلَىْ ذَبْحِ الْغَرَاْمِ الْغِيْلُ[27]

 

وَبَكَتْ عَلَىْ أَفْرَاْحِنَاْ أَتْرَاْحُنَاْ
وَبَكَىْ عَلَىْ آمَاْلِنَا التَّأْمِيْلُ

 

قُتِلَ الْوِفَاْقُ!! وَكُفِّنَتْ أَشْلاْؤُهُ
وَتَكَاْثَرَ الإِيْجَاْزُ؛ وَالتَّفْصِيْلُ

 

وَطَوَى الزَّمَاْنُ حِكَاْيَةً تَفْصِيْلُهَاْ
صَعْبٌ، فَلَيْسَ لِسِرِّهَا تَحْلِيْلُ

 

صَلُّوْا عَلَىْ حُبِّيْ صَلاْةَ جِنَاْزَةٍ
وَلْيَقْرَأَنَّ الشِّعْرَ هَذَا الْجِيْلُ

 

صَلُّوْا عَلَىْ حُبِّ الْحَبِيْبِ؛ وَسَلِّمُوْا
يَاْ حَبَّذَا التَّكْبِيْرُ؛ وَالتَّهْلِيْلُ

 

إِكْرَاْمُ هَمِّ الْعَاْشِقِيْنَ بِلَحْدِهِ
فَاللَّحْدُ ظِلٌّ لِلْهُمُوْمِ ظَلِيْلُ

 

وَإِذَاْ لَهِيْبُ الْهَجْرِ حَاْصَرَ عَاْشِقاً
فَالْقَبْرُ لِلصَّبِّ الْعَلِيْلِ مَقِيْلُ[28]

 

القصيدة من البحر الكامل

 



[1]  : الخُضُلَّة‏:‏ النَّعْمَةُ، والرِّيُّ، والرَّفاهِيَةُ، والزَّوْجَةُ، واسمٌ للنِّساءِ، وقَوْسُ قُزَحَ، والمرأةُ الناعِمَةُ.

 

[2]  : النُّبْلُ، بالضم‏:‏ الذَّكَاءُ والنَّجابَةُ‏.‏ فهو نَبيلٌ، والنَّبْلُ‏:‏ السِهامُ، والنابِلُ والنَّبيلُ‏:‏ الحاذِقُ بالنَّبْلِ‏. ونابَلْتُه فَنَبَلْتُه‏:‏ كنتُ أجْوَدَ منه نَبْلاً، أَو أكثَرَ نَبَالَةً

 

[3]  : النبيل الأول رامي النبل، والثاني: الوقور النجيب.

 

[4]  : قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ] (104)  سورة البقرة.

 

[5]  : الْمُهْلَةُ،:‏ السَّكينَةُ والرِّفْقُ‏.‏‏ وأمْهَلَ‏:‏ بالَغَ وأعْذَرَ‏. والماهِلُ‏:‏ السريعُ، والمُتَقَدِّمُ‏.‏ ومَهَّلَهُ تَمْهِيلاً‏:‏ أجَّلَهُ‏.‏ والتَمْهيلَ‏:‏ التأجيل.

 

[6]  : ‏ ‏حِزْقِلٌ؛ أو حِزْقيلٌ؛ أو حزقيال عليه السلام؛ كزِبْرِج وزِنْبيل: اسْمُ نبيٍّ من أنبياءِ بني إسرائيل، وذكر قومه في سورة البقرة الآية: 243‏. وله في التوراة سِفر حزقيال.

 

[7]  : العَذْلُ‏:‏ الملامةُ، كالتعذيلِ‏.‏ واعْتَذَلَ وتَعَذَّلَ‏:‏ قَبِلَ الملامةَ، فهو عُذَلَةٌ، كهُمَزَةٍ وشَدَّادٍ‏:‏ كثيرهُ‏.‏ وهم العَذَلَةُ والعُذَّالُ والعُذَّلُ‏.‏

 

[8]  : والخِرْبِيلُ‏:‏ المرأة الحَمْقاءُ، أو العَجوزُ المتَهَدِّمَةُ، والجمع‏:‏ خَرابيلُ.

 

[9]  : الغَشَمْشَمُ: الجريء الماضي، وقيل: الغَشَمْشَمُ والمِغْشَمُ من الرجال: الذي يَرْكَبُ رأْسَه لا يَثْنيه شيء عما يريد، ويَهْوَى من شجاعته.

 

[10]  : البَطَرُ: النشاط، التبختر؛ وقلة احتمال النِّعمة، والدَّهَشُ والحَيْرَةُ والطُّغيان في النِّعْمَةِ؛ وكراهة الشيء من غير أَن يستحق الكراهية.

 

[11]  : ِمزاجُ البدَنِ: ما أُسِّسَ عليه البدنُ من الدّم؛ والمِرّتَيْنِ؛ والبَلْغَمِ. وما رُكِّب عليه البدن من الطبائع. ومازجَهُ: فاخرَهُ.

 

[12]  : الحَيْقَل: الذي لا خير فيه.

 

[13]  : العَذْلُ‏:‏ الملامةُ، كالتعذيلِ‏.‏ واعْتَذَلَ‏:‏ اعْتَزَمَ‏.‏ واعْتَذَلَ وتَعَذَّلَ‏:‏ قَبِلَ الملامةَ، فهو عُذَلَةٌ، وهم العَذَلَةُ والعُذَّالُ والعُذَّلُ‏.‏

 

[14]  : قال الله تعال: "َأَخَذْنَاهُمْ أَخْذاً وَبِيلاً " سورة المزمل، الآية: 16.  أي: أَخْذاً شَدِيداً، ودَاءٌ وَبِيلٌ: دَاءٌ شَدِيدُ الوَطْأَةِ. وطَعَامٌ وَبِيلٌ: طَعَامٌ يُخَافُ سُوءُ عاَقِبَتِهِ.

 

[15]  - السَّلُّ‏:‏ انْتِزَاعُكَ الشيءَ وإخْراجُهُ في رِفْقٍ، والسَّلَّةُ‏:‏ السَّرِقَةُ الخَفِيَّةُ، كالإِسْلالِ ، والجمع‏:‏ سِلالٌ‏.‏ وسَيْفٌ سَليلٌ‏:‏ مَسْلولٌ‏.‏

 

[16]  - عالَ يعيلُ عَيْلاً ومَعيلاً‏:‏ افْتَقَرَ، فهو عائِلٌ. والمُعيلُ‏:‏ الأَسَدُ، والنَّمِرُ، والذِئْبُ‏.‏ لأنه يُعيلُ صَيْداً، أي يَلْتَمِسُ‏.‏ وعالَنِي الشيءُ عَيْلاً ومَعيلاً‏:‏ أعْوَزَني

 

[17]  : عَضَلَ عليه‏:‏ ضَيَّقَ، وعَضَلَ به الأمرُ‏:‏ اشْتَدَّ، وأَعْضَلَ  المرأةَ يَعْضُـِلُها، مُثَلَّثَةً، وعَضَّلَها‏:‏ مَنَعَها الزَّوْجَ ظُلْماً‏.‏ وعَضَّلَ المَكانُ تَعْضيلاً‏:‏ ضاقَ.

 

[18]  : حوقَلَ: قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وحَوْقلَ حَوْقَلَةً وحِقالاً: اعتمد بيديه على خَصْرَيه. وأسرعَ في مشيهِ. وأعيا. وحوقله: دفعَهُ.

 

[19]  : الهَديلُ‏:‏ صَوْتُ الحَمامِ، و وفَرْخُها، أو ذَكَرُها، أو هو فَرْخٌ حمام مات على عَهْد نوحٍ عليه السلام،  فما من حَمامةٍ إلاَّ وهي تَبْكِي عليه‏.‏

 

[20]  : المَطْلُ: قِلَّةُ لَبَنِ الناقةِ، ويضمُّ، وسَوْقُ الإِبِلِ عَنيفاً، وهَدَرُ الدَّمِ، فلا يُثْأرَ به، وقد طَلَّ هو، وطَلَلْتُهُ أنا طَلاًّ وطُلولاً، فهو مَطْلولٌ وطَليلٌ

 

[21]  - سَمَّلَ الحَوْضُ تَسْميلاً‏:‏ لم يَخْرُجْ منه إلاَّ ماءٌ قليلٌ، والدَّلْوُ كذلك، وسمّل فلاناً بالقولِ‏:‏ رَقَّقَ له‏.‏

 

[22]  - الشكيل: الزبد المختلط بالدم يظهر على شكيم اللجام

 

[23]  : الفَأْلُ‏:‏ ضِدُّ الطِّيرَةِ، و يُسْتَعْمَلُ في الخيرِ والشَّرِّ والجمع:‏ فُؤُولٌ وأفْؤُلٌ‏.‏ وقد تَفاءَلَ به، وتَفَأَّلَ‏.‏ والافْتِئالُ‏:‏ افْتِعالٌ منه‏.‏ والتَّفْئيلُ‏:‏ تَفْعيلٌ‏.‏

 

[24]  : البَكْلُ‏:‏ الخَلْطُ، والغَنيمَةُ، والتَّبْكيلُ‏:‏ التَّخْليطُ‏.‏‏

 

[25]  : الشِّلْوُ و الشَّلا: الجِلدُ والجسَد من كل شيء، والعُضْو من أَعضاء اللحم، وكلُّ مسلوخة أُكِلَ منها شيءٌ فبَقِيَّتُها شِلْوٌ و شَلاً.

 

[26]  : العُتُلُّ‏:‏ الأكولُ المَنيعُ الجافي الغليظُ، والرُّمْحُ الغليظُ، وكأَميرٍ‏:‏ الأجيرُ والخادِمُ، والجمع‏:‏ عُتَلاءُ‏.‏ وداءٌ عَتيلٌ‏:‏ شديدٌ‏.‏

 

[27]  : الغِيِلُ : الأجَمَة.وموضع الأسد؛ والشجرُ الكثير الملتفّ. وكل وادٍ فيه ماء، والجمع: غُيُولٌ وأَغْيَالٌ.

 

[28]  : القائلة: الظهيرة. والقيلولة، والنوم في الظهيرة. و نصف النهار. وقد قال القوم قيلا وقائلة وقيلولة ومقالا ومقيلا، والمقيل أيضا: موضع القيلولة.

*************