قصيدة: مساء العشاق ، شعر؛ د. محمود السيد الدغيم، لندن: 27/6/2007م
حَلَّ الْمَسَاْءُ؛ وَأَقْبَلَتْ عَفْرَاْءُ
وَتَزَيَّنَتْ بِقُدُوْمِهَا الأَنْوَاْءُ

فَالشَّمْسُ سَكْرَىْ، وَالنُّجُوْمُ عَلِيْلَةٌ
فَوْقَ الْبُرُوْجِ كَأَنَّهَاْ أَشْلاْءُ

والبرق يومض من بعيدٍ كلما
هب الهوى، وتجددت أخطاء

والغيم يجري في السماء كأنه
إبل عليها عنبر ودلاء

والبدر يرسل في الليالي ضوءه
طربا، وترقص حولنا الأضواء

والماء يهدر شاديا
فرحا، وقربي غادة عذراء

والريح تكتب بالغصون قصيدة
والطير تعزف لحنها والماء

والأرض تنشر في الرياض عبيرها
وتفوح عطرا؛ جنة عذراء

والزهر يغبطني لطيب أريجها
خجِلا؛ وتضحك وردة حمراء

وتبوح بالعطر المضمخ بالشذى
جهرا، وتمدح فعلها الغبراء

وتقول: إن الحب لحن خالد
يا عاشقين! ونعمة؛ وعطاء

والحب موسيقى القلوب؛ ولحنها
لا الغول يفهمها ولا العنقاء

مفتاحها الخلُّ الوفي؛ وسرها
لغزٌ خفي مدهش لألاء

كالبدر في ليل الأحبة نورُها
متجددٌ ومؤانسٌ وضاء

ترمي قلوب العاشقين سهامها
فتصيبها السراء والبأساء

وقلوبنا تحيا بنظرة عاشق
ترثي لرقة قلبه الأشياء

وتقول: يا عفراء! زيدي عشقه
عشقا لأن العاشقين سواء

يتقاسمون الحزن في ليل المنى
شوقا؛ ويسعى عاذل مشَّاء

يؤذي قلوب العاشقين بفتنة
فيها مواء عواذل وعواء

تجتاح بالحقد القلوبَ سفاهةً
فتولول البضاء والسمراء

ويموت عروةُ شاكيا من عذلهم
وتموت بعد مماته عفراء

والحب يبقى خالدا متجددا
صبح يجود بذكره ومساء

القصيدة من البحر الكامل