حصار الوطن والمواطن
لندن : السبت 11- أيلول/ سبتمبر 2004م

لَقَدْ مَرَّتْ عَلَى الْوَطَنِ السُّنُوْنُ1
وَحَاْصَرَ كُلَّ مَنْ فِيْهِ الْجُنُوْنُ

وَأَظْلَمَتِ الْبِلاْدُ، وَغَاْبَ نُوْرٌ
وَجُنَّ2 اللَّيْلُ، وَانْتَشَرَ الدُّجُوْنُ3

حصار الوطن والمواطن
لندن : السبت 11- أيلول/ سبتمبر 2004م

لَقَدْ مَرَّتْ عَلَى الْوَطَنِ السُّنُوْنُ1
وَحَاْصَرَ كُلَّ مَنْ فِيْهِ الْجُنُوْنُ

وَأَظْلَمَتِ الْبِلاْدُ، وَغَاْبَ نُوْرٌ
وَجُنَّ2 اللَّيْلُ، وَانْتَشَرَ الدُّجُوْنُ3

وَصَاْرَ الْحُرُّ لِلأَوْغَاْدِ عَبْداً
يُعَاْقِبُهُ الْجَبَاْنُ، وَمَنْ يَخُوْنُ

فَيَبْقَىْ مُرْهَقاً قَلِقاً حَزِيْناً
طَوَاْلَ الدَّهْرِ ؛ تَرْصُدُهُ الْعُيُوْنُ4

وَلِلْجَاْسُوْسِ صَرْحٌ مُشْمَخِرٌ
بِهِ تَيْسٌ حَدَاْثِيٌّ لَبُوْنُ

وَحَوْلَ الصَّرْحِ حُرَّاْسٌ غِلاْظٌ
وَبَاْئِعُ ذِمَّةٍ؛ وَغْدٌ؛ خَؤُوْنُ

وَأَشْرَاْفُ الْبِلاْدِ بِدَاْرِ ذُلِّ
وَلَيْسَ - لِمِثْلِهِمْ - صَدْرٌ حَنُوْنُ

لأَنَّ بِلاْدَنَاْ تَحْتَ احْتِلاْلٍ
لَهُ - فِيْ كُلِّ زَاْوِيَةٍ
أَتُوْنُ5
 

يُكَرِّسُهُ الرِّفَاْقُ بِسُوْءِ فَنٍّ
وَأَشْبَاْهُ الرِّجَاْلِ لَهُمْ فُنُوْنُ

فُنُوْنٌ قَدْ تَجَلَّتْ فِي الْمَآسِيْ
وَإِجْرَاْمُ الرِّفَاْقِ لَهَاْ حُصُوْنُ

وَآبَاْءُ الرِّفَاْقِ لَهُمْ ذُيُوْلٌ
وَأَبْنَاْءُ الرِّفَاْقِ لَهُمْ قُرُوْنُ

لَقَدْ فَجَرَ الرِّفَاْقُ بِكُلِّ قُطْرٍ
وَهُزَّتْ - فِيْ مَحَاْفِلِهِمْ - ذُقُوْنُ

وَخَاْنُوا الدِّيْنَ، وَالأَعْرَاْضَ حَتَّىْ
تَكَاْثَرَتِ الْفَضَاْئِحُ، وَالشُّجُوْنُ6

وَكُلُّ رَفِيْقَةٍ مَاْعَتْ فَضَاْعَتْ
وَسَاْدَ الْخِزْيُ، وَانْتَشَرَ الْمُجُوْنُ7

تَعَهَّدَهَا الرِّفَاْقُ، فَدَوَّلُوْهَاْ
وَقَاْلُوْا: إِنَّهَاْ أُنْثَىْ مَصُوْنُ

لَقَدْ كَذَبُوْا عَلَيْهَاْ، وَاسْتَبَاْحُوْا
حُدُوْدَ الْعِرْضِ، فَاضْطَرَبَتْ شُؤُوْنُ

وَسَاْلَ الدَّمْعُ يَحْكِيْ سِرَّ عَاْرٍ
- مِنَ الدُّيُوْثِ - تَذْرِفُهُ الْعُيُوْنُ

تَقُوْلُ دُمُوْعُهُنَّ، بِكُلِّ صِدْقٍ:
قَدِ احْتَرَقَتْ مِنَ الْحُزْنِ الْجُفُوْنُ

وَأَنْوَاْعُ اللُّصُوْصِ لَهُمْ رَشَاْوَىْ
تُبَرِّرُهَا الْعَجُوْزُ الْحَيْزَبُوْنُ8

لُصُوْصُ بِلاْدِنَاْ مَلَؤُوْا بُنُوْكاً
وَلَمْ تَشْبَعُ - مِنَ السُّحْتِ
الْبُطُوْنُ9

لَهُمْ بَذْخٌ وَتَرْفِيْهٌ وَنَهْبٌ
وَحِصَّةُ شَعْبِنَا الْغَاْلِي الدُّيُوْنُ

وَمَنْ حَفِظَ الأَمَاْنَةَ دُوْنَ رَيْبٍ
تُظَنُّ بِحُسْنِ نِيَّتِهِ الظُّنُوْنُ

وَيُعْدَمُ بِالرَّصَاْصِ، بِحَقْلِ رَمْيٍّ
وَبَعْدَ الرَّمْيِ يَنْهَمِرُ الْهَتُوْنُ10
 

فَكَمْ سَاْلَتْ عَلَى الْقَتْلَىْ دُمُوْعٌ
وَكَمْ حَاْمَتْ عَلْى الشَّعْبِ الْمَنُوْنُ

وَكَمْ عُقِرَتْ جِيَاْدٌ صَاْفِنَاْتٌ
عِرَاْبٌ - فِيْ مَرَاْبِعِنَاْ
صُفُوْنُ11

وَكَمْ نَشَرَتْ مَنَاْشِيْرُ الأَعَاْدِيْ
غُصُوْناً أَفْرَعَتْ مِنْهَاْ غُصُوْنُ

وَكَمْ سَلَبُوْا؟ وَكَمْ قَتَلُوْا؟ وَكَمْ ؛ كَمْ؟
- بِقَيْدِ الْقَتْلِ - قَيَّدَنَا السُّكُوْنُ

سُكُوْنٌ فِي الْبِلاْدِ ، وَمَنْ عَلَيْهَاْ
كَأَنَّ جُمُوْعَنَاْ صِنْعٌ12 أُجُوْنُ13

جَمِيْعُ الْحَاْكِمِيْنَ قُيُوْدُ ذُلٍّ
وَأَوْغَاْدٌ، وَزُعْرَاْنٌ، وَدُوْنُ14

وَأَشْرَاْفُ الْبِلاْدِ - بِبَحْرِ قَمْعٍ
وَتَنْكِيْلٍ - يُحَاْصِرُهُمْ كُمُوْنُ15

وَأَحْرَاْرُ الْبِلاْدِ لَهُمْ قُبُوْرٌ
بِهَا امْتَلأَتْ - مِنَ الظُّلْمِ - السُّجُوْنُ

وَلِلثُّوَاْرِ إِعْدَاْمٌ فَظِيْعٌ
يُنَفِذُ حُكْمَهُ جَيْشٌ حَرُوْنُ16

وَجَيْشُ الظَّاْلِمِيْنَ قَطِيْعُ عُهْرٍ
تُشَتِّتُ شَمْلَهُ حَرْبٌ زَبُوْنُ17

يَفِرُّ مِنَ الْحُرُوْبِ بِدُوْنِ حَرْبٍ
وَتَجْمَعُ جَمْعَهُ - لَيْلاً
قُيُوْنُ18

لأَنَّ رَئِيْسَهُ الْبَاْغِيْ جَبَاْنٌ
وَدَيْدَنُهُ19 التَّبَذُّلُ، وَالْفُتُوْنُ
 

 

أَنَاْنِيٌّ، دَنِيْءٌ ، طَاْئِفِيٌّ
تُعَاْدِيْهِ الْبَوَاْدِيْ، وَالْحُزُوْنُ20

وَيَرْفُضُ حُكْمَهُ شَعْبٌ أَبِيٌّ
لَهُ - مِنْ صَبْرِهِ - سَيْفٌ شَطُوْنُ21

سَيَأْتِيْهِ الْقَصَاْصُ بِإِذْنِ رَبٍّ
كَرِيْمٍ حُكْمُهُ: كَاْفٌ وَنُوْنُ

وَيَنْتَشِرُ السَّلاْمُ بِكُلِّ رُكْنٍ
وَتَرْعَىْ فِيْ مَرَاْعِيْهَا الأَمُوْنُ23

وَيَخْرُجُ هُدْهُدٌ بَعْدَ اخْتِبَاْءٍ
وَتَرْقُصُ بَعْدَ هِجْرَتِهَاْ السُّنُوْنُو24

وَتَفْرَحُ أُمَّةٌ بَعْدَ ابْتِلاْءٍ
بِأَحْكَاْمٍ تَكُوْنُ، كَمَاْ تَكُوْنُ

هذه القصيدة من البحر الوافر

الهوامش

1: السنون: جمع سنة وهو ملحق بجمع المذكر السالم.

2: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً سَتَره . وكلُّ شيء سُتر عنك فقد جُنَّ عنك . وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً و جُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ بالضم ، جُنوناً و أَجَنَّه سَتَره; قال ابن بري : شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

وماء ورَدْتُ على جِفْنِه 

 وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وفي الحديث : جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره ، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم واخْتِفائهم عن الأبصار ، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه . و جِنُّ الليل و جُنونُه و جَنانُه شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه ، وقيل : اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ. والجَنَنُ، مُحَرَّكةً: القبْرُ والميِّت والكَفَنُ، وأجَنَّهُ: كفَّنَهُ.

3: الدَّجْنُ ظلُّ الغيم في اليوم المَطير . ابن سيده : الدَّجْن إلباسُ الغَيم الأَرضَ, وقيل : هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء , والجمع أَدْجان و دُجون و دِجان قال أَبو صخر الهذلي:

ولذائذ مَعْسولة في رِيقةٍ

وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ

وقد أَدْجَن يومُنا و ادْجَوْجن فهو مُدْجن إذا أَضَبَّ فأَظلم . و أَدْجَنوا دخلوا في الدَّجْن ; حكاها الفارسي . ابن الأَعرابي : دَجَن يومُنا يَدْجُن بالضم , دَجْناً و دُجوناً ودَغَن , ويوم ذو دُجُنَّة ودُغُنَّة . ويوم دَجْنٌ إذا كان ذا مطر , ويوم دَغْنٌ إذا كان ذا غَيم بلا مطر . و الدَّجْن المطر الكثير . وأَدْجَنت السماء : دام مطرها.

4: العيون: قيل ذو العُيَيْنَتَين للجاسوس، ولا تقل ذو العُوَيْنَتين . قال ابن سيده : و العَيْن الذي يُبْعث ليَتجسَّس الخبَر، ويسمى ذا العَيْنَين ويقال تسمية العرب ذا العينين وذا العُوَينتين، كله بمعنى واحد. والجمع عيون، وفلانٌ عَيْنُ الجيش : يريدون رئيسه، و العَيْنُ الدَّيْدَبانُ والجاسوسُ .

و العَيْنُ عَيْنُ الماء . و العَيْنُ التي يخرج منه الماء . و العَيْنُ يَنْبُوع الماء الذي يَنْبُع من الأرض ويجري ، أنثى،والجمع أعْيُنٌ و عُيُونٌ ويقال : غارَتْ عَينُ الماء . وعَينُ الرِّكِيَّة : مَفْجَرُ مائها ومَنْبَعُها

وصَنَع ذلك على عَيْنٍ وعلى عَيْنينِ وعلى عَمْدِ عَينٍ وعلى عَمْدِ عَيْنين كل ذلك بمعنى واحد أَي عَمْدًا. و عَيْن كل شيء : شاهده وحاضره.

العَيْنُ حاسة البصر والرؤية ، أنثى، تكون للإنسان وغيره من الحيوان . قال ابن السكيت : العَينُ التي يبصر بها الناظر، والجمع أعْيان و أعْيُن و أعْيُنات ؛ الأخيرة جمع الجموع والكثير عُيون.

5: الأَتُّونُ: بالتشديد : المَوْقِدُ , والعامّة تخفِّفه, والجمع الأَتاتين، ويقال : هو مُولَّد. قال ابن خالويه: الأَتُونُ , مخفف من الأَتُّون , والأَتُّونُ : أُخْدُودُ الجَبّارِ والجصَّاص , وأَتُون الحمّامِ , قال : ولا أَحسبه عربيًّا . وجمعه أُتُنٌ . قال الفراء: هي الأَتاتينُ. قال ابن جني : كأَنه زاد على عين أَتُونٍ عينًا أُخرى , فصار فعُول مخفف العين إلى فعّول مشدّد العين فيُصوّره حينئذ على أَتّونٍ فقال فيه أَتانين كسَفّودٍ وسَفافيد وكَلّوب وكَلاليبَ; قال الفراء : وهذا كما جمعوا قُسًّا قَساوِسةً , أَرادوا أَن يجمعوه على مثال مهالِبة , فكثرت السِّينات وأَبدلوا إحداهنَّ واوًا, قال : وربما شدّدوا الجمعَ ولم يُشدِّدوا واحدَه مثل أَتُونٍ وأَتاتِينَ.

6: الشجون: شَجَنَ يَشْجُنُ شُجُوناً. شجنتِ الحمامةُ: ناحَت وَتَحزَّنَت. شجن الأمرُ فلاناً شَجْناً: أَهَمَّهُ وشَغَلَهُ. شَجَنَني الاحتياجُ. ـ شجنـه: أَحزَنَهُ. شجنني غَدرُ مَنْ كُنتُ أظنُّهُ صديقاً وفيّاً.

7: مَجَنَ الشيءُ: يَمْجُنُ مُجُوناً إِذا صَلُبَ وغَلُظَ ، ومنه اشتقاقُ الماجِن لصلابة وجهه وقلة استحيائه. و المِجَنُّ التُّرْسُ منه ، على ما ذهب إِليه سيبويه من أَن وزنه فِعَلٌّ ، وقد ذكر في ترجمة جنن ، وورد ذكر المجَنِّ و المِجانِّ في الحديث ، وهو التُّرْسُ والتِّرَسَة ، والميم زائدة لأَنه من الجُنَّةِ: السُّتْرة . والماجِنُ و الماجِنَةُ معروفان ، و المَجانَةُ أَن لا يُباليَ ما صَنَع وما قيل له.

والمَخانة : مصدر من الخيانة ، والميم زائدة.

والماجِنُ عند العرب : الذي يرتكب المَقابح المُرْدية والفضائح المُخْزِية ، ولا يَمُضُّه عَذْلُ عاذِلِه ولا تَقْريعُ من يُقَرِّعُه . و المَجْنُ خَلْطُ الجِدِّ بالهزل . يقال : قد مَجَنْتَ فاسْكُتْ ، وكذلك المَسْنُ هو المُجُون أَيضاً ، وقد مَسَنَ . والمُجون : أَن لا يبالي الإِنسانُ بما صنع .

قال ابن سيده : الماجِنُ من الرجال الذي لا يبالي بما قال ولا ما قيل له كأَنه من غلظ الوجه والصلابة. قال ابن دريد : أَحسَبُه دَخِيلاً ، والجمع مُجّانٌ مَجَنَ ، بالفتح ، يَمْجُنُ مُجوناً و مَجَانة و مُجْناً ؛ حكى الأَخيرة سيبويه ، قال : وقالوا المُجْنُ كما قالوا الشُّغْلُ ، وهو ماجِنٌ .

قال الأَزهري : سمعت أَعرابيّاً يقول لخادم له كان يَعْذِلُه كثيراً وهو لا يَرِيعُ إِلى قوله : أَراك قد مَجَنْتَ على الكلام ؛ أَراد أَنه مَرَنَ عليه لا يَعْبأُ به ، ومثله مَرَدَ على الكلام .

و المُماجِنُ من النوق : التي يَنْزُو عليها غيرُ واحدٍ من الفُحولة فلا تكاد تَلْقَح . وطريق مُمَجَّنٌ أَي ممدود . و المِيجَنَة المِدَقَّة ، تذكر في وجن. 

8: الحَيزَبون : العجوز من النساء . والحَيزَبون : السيئة الخلق.

9: السُّحْتُ و السُّحُتُ: كلُّ حرام قبيح الذِّكر ; وقيل : هو ما خَبُثَ من المَكاسب وحَرُم فلَزِمَ عنه العارُ , وقَبيحُ الذِّكْر , كَثَمن الكلب والخمر والخنزير , والجمعُ أَسْحاتٌ، وإِذا وَقَع الرجلُ فيها , قيل : قد أَسْحَتَ الرجلُ.

والسُّحْتُ : الحرامُ الذي لا يَحِلُّ كَسْبُه , لأَنه يَسْحَتُ البركةَ أَي يُذْهِبُها . وأَسْحَتَتْ تجارتُه : خَبُثَتْ وحَرُمَتْ . و سَحَتَ في تجارته , وأَسْحَتَ : اكْتَسَبَ السُّحْتَ . وسَحَتَ الشيءَ يَسْحَتُه سَحْتاً قَشَره قليلاً قليلاً . وسَحَتُّ الشَّحْمَ عن اللحم : قَشَرْتُه عنه , مثل سَحَفْتُه . و السَحْتُ العذابُ . وسَحَتْناهم : بَلَغْنا مَجْهُودَهم في المَشَقَّة عليهم . وأَسْحَتْناهم : لغة . و أَسْحَتَ الرجلَ : اسْتَأْصَلَ ما عنده.

10: هَتَنَتِ السماء: تَهْتِنُ هَتْناً و هتوناً و هَتناناً و تَهْتاناً و تَهاتَنَتْ: صَبَّتْ.

وقيل : هو من المطر فوق الهَطْلِ ، وقيل : الهَتَنان: المطر الضعيف الدائم . ومطر هَتُون: هَطُولٌ . وسحابة هَتُون وسحاب هاتنٌ وسحاب هَتُون ، والجمع: هُتُن، مثل عَمُود وعُمُد.

قال ابن بري : صوابه مثل صَبُور وصُبُر لأَن عَمُوداً اسم، و هَتُوناً صفة . وسحائب هُتُنٌ و هُتَّنٌ وكأَنَّ هُتَّناً على هاتِنٍ أَو هاتِنَة لأَن فُعَّلاً لا يكون جمع فَعُول. و التَّهْتانُ: نحو من الدِّيمةِ.

وقال النضر : التَّهْتانُ مطرُ ساعةٍ ثم يفتر ثم يعود. ويقال : هَتَنَ المطرُ والدمع، يَهْتِنُ هَتْناً وهُتُوناً و تَهْتاناً: قَطر. وعين هَتُونُ الدَّمْع .

11: صَفَنَتِ الدابةُ تَصْفِنُ صُفُوناً : قامت على ثلاثٍ وثَنَتْ سُنْبُكَ يدِها الرابعَ . قال أَبو زيد : صَفَنَ الفرسُ إذا قام على طرف الرابعة، وصَفَنَ يَصْفِنُ صُفُوناً : صَفَّ قدميه . وخيل صُفُونٌ كقاعد وقُعُود.

12: الصنع: حوض الماء.

13: وماء آجن: ماء آسن راكد فيه طحالب جراء ركوده.

14: دُونُ نقيضُ فوقَ , وهو تقصير عن الغاية , ويكون ظرفاً . والدُّونُ : الحقير الخسيس ; وقال الشاعر:

إذا ما عَلا المرءُ رامَ العَلاء 

 ويَقْنَع بالدُّونِ مَن كان دُونا

ولا يشتق منه فعل . وبعضهم يقول منه : دانَ يَدُونُ دَوْناً و أُدِين إدانةً.

15: كَمَنَ كُمُوناً اخْتَفى . وكَمَن له يَكْمُن كُموناً و كَمِن استَخْفى . وكمنَ فلانٌ إِذا استخفى في مَكْمَنٍ لا يُفْطَنُ له . و أَكْمَن غيرَه : أَخفاه . ولكل حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ به الصوتُ أَثاره . وكلُّ شيءٍ استتر بشيءٍ فقد كَمَن فيه كُموناً.

16: حَرَنتِ الدابةُ، تَحْرُن حِراناً و حُراناً، و حَرُنَتْ لغتان ، وهي حَرونٌ: وهي التي إذا استُدِرَّ جَرْيُها وقَفَتْ ، وإنما ذلك في ذوات الحوافر خاصَّة ، ونظيرُه في الإِبل اللِّجانُ والخِلاءُ ، واستعمل أَبو عبيد الحِرانَ في الناقة، وفرس حَرُونٌ: من خَيْل حُرُنٍ لا يَنْقادُ ، إذا اشتدّ به الجَرْيُ وَقَف . وقد حَرَنَ يَحْرُنُ حُرُوناً، و حَرُنَ بالضم أَيضاً : صار حَرُوناً، والاسم: الحِرانُ.

17: حربٌ زَبُون: تَزْبِنُ الناس، أَي: تَصْدِمِهُم وتدفعهم , على التشبيه بالناقة الزَّبون, وقيل : معناه أَن بعض أَهلها يدفع بعضها لكثرتهم . وإنه لذو زَبُّونة أَي ذو دفع , وقيل أَي مانعٌ لجنبه.

18: القَيْنةُ الفَقْرة من اللحم , والقَيْنة الماشطة , و القَيْنة المغَنّية، وجمعها قَيْناتٌ، وتجمع على قِيانٍ أَيضاً، والقُيون ; جمع قَيْنة.

19: الدَّدَن و الدَّدُ محذوف من الدَّدَن , والدَّدا محوَّل عن الدَّدَن , والدَّيْدَن كله . اللَّهْو واللعب, اعْتَقَبت النونُ وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً كما اعتقبت الهاء والواو في سنة لاماً وكما اعتقبت في عِضاه ; قال ابن الأَعرابي : هو اللهو . والدَّيْدَبُون , وهو ددٌ ودَداً ودَيْدٌ ودَيَدانٌ ودَدَنٌ كلها لغاتٌ صحيحة. والدَّيْدنُ الدأْب والعادة , وهي الدَّيْدانُ ; عن ابن جني ; قال الراجز:

ولا يَزال عندَهُمْ خَفَّانُهُ 

دَيْدانُهُمْ ذاك , وذا دَيْدانُهُ

و الدَّيْدَبُون: اللهو ; قال ابن أَحمر:

خَلُّوا طَريقَ الدَّيْدَبُونِ , فَقَدْ 

 فات الصِّبا , وتَفاوَتَ البُجْر

21: والحَزْنُ : بلادٌ للعَربِ . قال ابن سيده : والحَزْنُ ما غلُظَ من الأَرض ، والجمع حُزُونٌ وفيها حُزُونةٌ وقوله : الحَزْنُ باباً، والعَقورُ كَلْباً. أَجرى فيه الاسم مُجْرى الصفة ، لأَن قوله: الحَزْنُ باباً؛ بمنزلة قوله: الوَعْر باباً، والمُمْتَنِع باباً . وقد حَزُنَ المكانُ حُزونةً ، جاؤوا به على بناء ضِدِّه وهو قولهم : مكانٌ سَهْلٌ وقد سَهُل سُهولة.

قال الأَصمعي : الحُزَنُ الجبال الغلاظُ ، الواحدة حُزْنة مثل صُبْرةٍ وصُبَر. والحَزْنُ والحَزْمُ الغلَيظُ من الأَرض ، وقال غيره : الحَزْمُ من الأَرض ما احْتَزم من السَّيْل من نَجَوات المُتُون والظُّهور ، والجمع الحُزُوم . والحَزْنُ : ما غَلُظ من الأَرض في ارْتفاعٍ ، وقد ذُكِرَ الحَزْم في مكانه . قال ابن شميل : أَوَّلُ حُزُونِ الأَرض قِفافُها وجِبالُها وقَواقِيها وخَشِنُها ورَضْمُها ، ولا تُعَدُّ أَرضٌ طَيِّبَةٌ ، وإن جَلُدَتْ ، حَزْناً وجمعُها حُزُون قال : ويقال حَزْنَةٌ و حَزْن و أَحْزَن الرجلُ إذا صار في الحَزْن . قال: ويقال للحَزْن حُزُن لُغَتان; وأَنشد قول ابنِ مُقْبل:

مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَةٍ ،

ومُصْطَافُهُ في الوُعُولِ الحُزُنْ

الحُزُن جمع حَزْن . وحُزَن : جبل; وروي بيت أَبي ذؤيب المتقدّم : فأَنْزَلَ من حُزَن المُغْفِرات

ورواه بعضهم من حُزُن ، بضم الحاء والزاي . و الحَزُون الشاة السيِّئة الخُلق.

22: الشَّطَنُ الحَبْل ، وقيل : الحبل الطويل الشديدُ الفَتْل يُسْتَقى به وتُشَدُّ به الخَيْل ، والجمع أَشْطان، ويقال للفرس العزيز النَّفْس : إنه ليَنْزُو بين شَطَنَين ؛ يضرب مثلاً للإنسان الأَشِر القويّ ، وذلك أَن الفرسَ إذا استعصى على صاحبه شَدَّه بحبَلين من جانبين ، يقال : فرس مَشْطون و الشَّطون من الآبار : التي تُنْزَع بحَبْلين من جانبيها ، وهي متسعة الأَعلى ضيقة الأَسفل ، فإِن نزَعَها بحبل واحد جَرَّها على الطَّيِّ فتخرَّقت . وبئر شَطُونٌ مُلتَوية عَوْجاء . وحربٌ شَطُونٌ : عَسِرةٌ شديدة ؛ قال الشاعر عبيد الراعي النميري:

لنا جُبَبٌ وأَرْماحٌ طِوالٌ ،

بِهنَّ نُمارِسُ الحَرْبَ الشَّطونا 

وبئر شَطون : بعيدة القعر في جِرابها عِوَجٌ . ورمح شَطونٌ : طويل أَعوج . و شَطَنَ عنه : بَعُدَ . و أَشْطَنَه أَبعده . وفي الحديث : كل هَوًى شاطنٌ في النار ؛ الشاطِنُ البعيد عن الحق ، وفي الكلام مضاف محذوف تقديره كل ذي هَوًى ، وقد روي كذلك . وشَطَنَتِ الدارُ تَشْطُنُ شُطوناً بَعُدَت . ونية شَطونٌ : بعيدة ، وغزْوة شَطونٌ كذلك . و الشَّطِينُ البعيد . قال ابن سيده : كذلك وقع في بعض نسخ المُصَنَّف ، والمعروف الشَّطِير ، بالراء ، وهو مذكور في موضعه . ونَوًى شَطون : بعيدة شاقة ؛ قال النابغة:

نَأَتْ بِسُعاد عنك نَوًى شَطونُ

فبانَتْ ، والفُؤَادُ بها رَهينُ .

وإِلْيَة شطونٌ إذا كانت مائلة في شِقّ . و الشَّطْنُ مصدر شَطَنَه يَشْطُنُه شَطْناً خالفه عن وجْهه ونيته . و الشيطانُ حَيَّةٌ له عُرْفٌ . والشاطِنُ : الخبيث . والشَّيْطانُ : فَيْعال من شَطَنَ إذا بَعُدَ فيمن جعل النون أَصلاً ، وقولهم الشياطين دليل على ذلك . والشيطان : معروف ، وكل عات متمرد من الجن والإِنس والدواب شيطان ؛ قال جرير:

أَيامَ يَدْعُونَني الشيطانَ من غَزَلٍ ،

وهُنَّ يَهْوَيْنَني ، إذ كنتُ شَيْطاناً

و تَشَيْطَنَ الرجل و شَيْطَن إذا صار كالشَّيْطان وفَعَل فِعْله.

23: الأَمينُ القويُّ لأَنه يُوثَقُ بقوَّتِه . وناقةٌ أَمون أَُمينةٌ وثِيقةُ الخَلْقِ , قد أُمِنَتْ أَن تكون ضعيفةً , وهي التي أُمِنتْ العِثَارَ والإعْياءَ , والجمع أُمُنٌ قال : وهذا فعولٌ جاء في موضع مَفْعولةٍ , كما يقال : ناقة عَضوبٌ وحَلوبٌ . و آمِنُ المالِ : ما قد أَمِنَ لنفاسَتِه أَن يُنْحَرَ , عنَى بالمال الإبلَ , وقيل : هو الشريفُ من أَيِّ مالٍ كانَ , كأَنه لو عَقَلَ لأَمِنَ أَن يُبْذَل.

24: السُّنُونُو نوعٌ من الخطاطيف قيل يوجد في عشهِ أحيانًا حجرٌ ينفع من اليرقان. ولذلك يقال لهُ حجر السنونو. وإذا فُقِئَت عين فرخهِ يأتيِه بعشيةٍ يكحلهُ بها فتعود عينهُ كما كانت. وقد جرَّبها رجلٌ فقأَ عين أحد فراخهِ بالإبرة ثم افتقدها فوجدها صحيحة ورأى العشبة ولكن لم يعرفها.

وقد أجاد جمال الدين بن رواحة في تشبيه السنونو بقوله:

وغريبةٍ خفَّت إلى وكرٍ لها

فأتت إليِه في الزمان المقبلِ

فرشت جناح الآبنوس وصَفَّقَت

بالعاج ثم تقهقهت بالصندلِ

ويشبه أن يكون السنُونُو أعجميًا إذ ليس في العربيَّة اسمٌ معرَّبٌ بالحركة آخرهُ واوٌ بعد ضمَّةٍ

السُّنُونُوَة والسُّنُونِيَة واحدة السنونو. والعامَّة تقول: سنونة وتسمِّيها الحُجيّجة كأنها تصغير الحاجَّة. وفي بلدة جرجناز يسمونها: سُنَيْنَوَّة، ويجمعونها على: سُنَيْنَوّ.

 

 

 

 


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16432060
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة