أحوال آل عثمان بين الأمس واليوم. الشجرة المنتشرة في أقطار المسلمين وغير المسلمين. الكاتب: د. محمود السيد الدغيم. جريدة الحياة؛ العدد: 13707، الصفحة: 20 . تاريخ النشر: 23 جمادى الثانية1421 هـ/ 21 أيلول/ سبتمبر 2000م
الكتاب: آل عثمان المؤلف: عثمان صلاح الدين عثمان أوغلى تقديم: أرطغرل عثمان الناشر: وقف أبحاث الثقافة والحرف والتاريخ الإسلامي (ISAR) اسطنبول 19991م - الطبعة الأولى صدر هذا الكتاب بمناسبة مرور 700 سنة على نشوء الدولة العثمانية. وهي بدأت امارة فسلطنة ثم صارت خلافة اسلامية عثمانية بعدما أخذ السلطان سليم الأول البيعة من آخر خلفاء بني العباس في مصر الخليفة المتوكل على الله، »الثالث«، منهياً الخلافة العباسية التي استمر 766 سنة “منذ سنة 750م حتى 29 أب/ أغسطس 1516م”.
ولما عاد السلطان سليم الأول من القاهرة الى اسطنبول اصطحب الخليفة العباسي المتوكل على الله ومعه أبناء عمومته: أبو بكر وأحمد وقاضي قضاة مصر. وما زالت بعض مخطوطات مكتبة أبي بكر العباسي محفوظة في مكتبة كوبريلي في اسطنبول حتى اليوم. وبقي الخليفة العباسي في اسطنبول حتى أيام الخليفة العثماني سليمان القانوني ابن السلطان سليم الأول، إذ ان القانوني سمح للمتوكل على الله بالعودة الى مصر سنة 926 هـ/ 1521م؛ بعدما قضى في اسطنبول ثلاث سنوات، ثم عاش في مصر حتى وافاه الأجل سنة 1543م وكان قد وُلي الخلافة بعد والده المستمسك سنة 1509م. والمتوكل هو الخليفة العباسي الثالث والسبعون.
بدأت خلافة السلطان سليم حينما أدى صلاة الجمعة 29 آب/ أغسطس 1516م في الجامع الأموي في حلب - حيث يوجد ضريح النبي زكريا عليه السلام - وخاطبه إمامُ الجامع بلقب: حاكم الحرمين الشريفين.
فنهض السلطان وقال: بل خادم الحرمين الشريفين، وبيت المقدس، واستمر هذا اللقب ملازماً خلفاء آل عثمان حتى سنة 1924م إذ ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة الإسلامية العثمانية، وأقر النظام الجمهوري التركي العلماني اللاإسلامي. وطرد آل عثمان من تركيا فتوزعوا في أقطار المسلمين وغير المسلمين.
عائلة آل عثمان
بعد التقديم يرد مدخل الكتاب الذي أوضح فيه عثمان صلاح الدين عثمان أوغلى كون هذا الكتاب يتضمن بيانات تخصُّ أعضاء العائلة العثمانية ومَنسوبيها في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، والكتاب يسد ثغرةَ تجاهل العائلة العثمانية خلال الخمس وسبعين سنة الماضية، أما الفترة السابقة على سنة 1924م فقد توافرت معلومات كافية حولها في التقويم العثماني “سالنامة” والأرشيف العثماني ودفاتر النفوس العثمانية الخ... ولكن الجمهورية التركية أصدرت قرار طرد 155 شخصاً من آل عثمان خارج الحدود التركية في شهر آذار “مارس” سنة 1924م، على أنه لا تحق لهم العودة الى تركيا إلاَّ بعد 28 سنة، ولكن لم يسمح بعودة أحفاد السلاطين الى تركيا حتى سنة 1974م، ومع ذلك ما زال آل عثمان منتشرين في جهات الدنيا الأربع.
بعد المدخل عرض المؤلف التاريخ الماضي لآل عثمان الذين توّج منهم: 36 حاكماً ما بين سنة 1299م وسنة 1922م؛ إذ كان آخر حكامهم محمد وحيد الدين السادس، وجاء بعده الخليفة من دون سلطنة عبدالمجيد أفندي.
ويقوم المؤلف بتوثيق أنساب العثمانيين المعاصرين استناداً الى القرار القانوني الثامن الصادر عن السلطان محمد وحيد الدين السادس سنة 1336 هـ/ 1920م، والمتضمن تعريف أعضاء ومنسوبي السلالة العثمانية من ذكور وإناث، وتحديد الألقاب، وقواعد المخاطبة، ومنح وريث السلطنة لقب ولي العهد.
واستناداً الى القانون الثامن قسّم المؤلف أبناء آل عثمان المعاصرين الى قسمين، الأول يضم الأعضاء المنحدرين من صُلب آل عثمان، والثاني يضم المنسوبين الى آل عثمان.
أما القسم الأول فيضم الشاه زادة عميد العائلة وأحفاد السلاطين المنحدرين من صلب الغازي عثمان الأول وأولاده وأحفاده ويشمل البنين والبنات.
أما القسم الثاني فيضم أفراد عائلات المنسوبين الى آل عثمان ويطلق على الواحد منهم لقب بيك زادة أو سلطان زادة، ويُطلق على الإناث لقب خانم سلطان، أما أزواج بنات هؤلاء فيمنحون لقب داماد أي الصهر، وأما زوجاتهم فيُمنحن لقب خانم أفندي.
يبني المؤلف الفصل الرابع من الكتاب على ما في البروتوكول العثماني من الألقاب والرُّتب وأولها وأعلاها هو باديشاه أو خاقان أو خان، ويطلق على السلطان العثماني، أما والدة السلطان فتلقّب والدة سلطان، وتخاطب أدباً بكلمتي: دولتلو عفّلتو، أما أولاد السلاطين فيمنحون لقب شاه زادة ويخاطبون بالقول: دولتلو نجابتلو شاه زادة... أفندي.
أما بنات السلاطين فيُمنحن لقب سلطان ويخاطبن بالقول: دولتلو عصمتلو... سلطان أفندي. أما في الزمن الحاضر فقد اقتصر خطاب أحفاد السلاطين على الابتداء بأسمائهم والحاقها بكلمة أفندي، أي السيد، ولكن النساء أحسن حظاً من الرجال في هذه الناحية حيث ما زالت مخاطبة النساء تبدأ بذكر أسمائهن ثم تُلحقُ بها عبارة سلطان.
أما أول أربع زوجات من زوجات السلاطين فيمنحن لقب: قادن أفندي، وتختص أولى زوجات السلطان بمُخاطبتها بالقول: عِصمتلو “ثم يذكر اسمها” باش قادن أفندي، أما باقي الزوجات فيُخاطبن بالقول: عِصمتلو “ثم يذكر اسمها” قادن أفندي. من دون ذكر كلمة باش التي تعني الرأس والذروة من كل شيء في اللغة التركية.
وهنالك أولاد بنات السلاطين وهم يمنحون لقب بيك زادة، وبناتهن يمنحن لقب خانم سلطان والأصهار يمنحون لقب داماد ويخاطبون بالقول: داماد شهريار “ثم يذكر اسمه” بيك أفندي، أما زوجات الشاه زادة - أي المنحدر من سلالة بنات السلاطين - فتُخاطب الأولى بالقول: عِصمتلو “ثم يذكر اسمها” باش خانم أفندي، والنساء الباقيات يخاطبن بالقول: عصمتلو خانم أفندي، وفي اللغة التركية الحديثة تحولت كلمة خانم الى هانم بإبدال الخاء هاء مثلما تحولت كلمة بيك الى كلمة بيه وهذا وارد في غياب السلاطين ووجود الثوريين الاشتراكيين العلمانيين.
ويتضمن هذا الفصل شجرة آل عثمان ابتداء من جده كوندوز آلب، ثم أرطغرل غازي، ثم عثمان الأول 1299-1324م، ومن جاء بعده من السلاطين الذين حكموا في بورصة وأدرنة حتى جاء سابعهم محمد الفاتح ابن مراد الثاني ابن محمد الأول ابن بايزيد الأول ابن مراد الأول ابن أورخان ابن عثمان الأول الذي فتح القسطنطينية سنة 857 هـ/ 1453م، وصار اسمها اسلام بول ثم اسطنبول التي بقيت مقرّ تخت آل عثمان حتى نهايتهم فورثتها أنقرة وبقية العواصم ولكنها ما زالت تزدان بآثار آل عثمان.
حكم السلطان محمود الثاني من سنة 1808 حتى سنة 1839م وهو السلطان الثلاثون الذي أباد الإنكشارية، وألغى الطريقة الباطنية البكتاشية، وتصدى للمرتد محمد علي باشا، وتولى الحكم بعده ابنه السلطان عبدالمجيد بن محمود الثاني “1839 - 1861م” ثم ابنه عبدالعزيز”1861 – 1876م”
ثم عاد الحكم الى أبناء عبدالمجيد ابتداء بالسلطان الثالث والثلاثين مراد الخامس سنة 1876م ثم انتقل الى أخيه عبدالحميد الثاني “1876 - 1909” ثم أخيه محمد رشاد “1909 - 1918” ثم أخيه محمد وحيد الدين السادس 1918 – 1922م. فانتهت السلطنة.
ثم عادت الخلافة بدون سلطنةالى عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن محمود الثاني “1922 - 1924م”.
وقد نظّم مؤلف الكتاب جداول تتضمن أعداد أعضاء سلالة السلطان محمود الثاني العثمانية ومجموعهم: ٢٣٢ نسمة منهم ٧ سلاطين وخليفة واحد، و27 شاه زادة ذكوراً، و76 أنثى، و41 ذكراً من أبناء بنات العثمانيين، و40 أنثى من بنات بناتهم.
ثم يقدم العديد من اللوحات التي تحتوي معلومات عن زوجات أعضاء السلالة العثمانية، وأزواج بنات آل عثمان وأمهات السلاطين.
ثم يقدم لوحات خاصة بزوجات أبناء بنات السلاطين، وأزواج بنات بنات السلاطين مع ذكر الولادة والوفاة للفترة التي سبقت آذار “مارس” سنة 1924م ثم يقدم جدولاً بأسماء رؤساء العائلة العثمانية بعد زوال السلطنة، إذ ترأس العائلة السلطان محمد وحيد الدين السادس من ٣-٣-1924م حتى 16-٥-1926م
ثم آلت عمادة العائلة العثمانية الى الخليفة عبدالمجيد أفندي من 16-٥-1926م حتى 23-٨-1944م، واستلم بعده أحمد نهاد أفندي ابن محمد صلاح الدين ابن السلطان مراد الخامس فاستمر من 23-٨-1944م حتى ٤-٦-1954م
وجاء بعده أخوه عثمان فؤاد أفندي فاستمر حتى 19-٥-1973م إذ خلفه محمد عبدالعزيز أفندي ابن محمد سيف الدين ابن السلطان عبدالعزيز فاستمر حتى 19-١-1977م، ثم خلفه علي واصيب أفندي بن أحمد نهاد بن محمد صلاح الدين بن السلطان مراد الخامس فاستمر حتى ٩-12-1983م، ثم خلفه محمد أورخان أفندي بن محمد عبدالقادر أفندي بن السلطان عبدالحميد الثاني فاستمر عميداً للعائلة العثمانية حتى 12-٣-1994 م ثم آلت عمادة العائلة العثمانية الى أرطغرل عثمان أفندي ابن محمد برهان الدين ابن السلطان عبدالحميد الثاني،
وعميد العائلة العثمانية الحالي من مواليد 1912م.
ويتضمن الكتاب كشفاً بأسماء أبناء آل عثمان وتواريخ ولاداتهم وأماكن وفياتهم في ديار الغربة، وأماكن اقامتهم، ويُلاحظ أن التكية السليمية في دمشق ضمت رفاة تسعة أمراء عثمانيين كما دفن بعضهم في المدينة المنورة والقاهرة والاسكندرية وبيروت واسطنبول، وفيينا وباريس ونيويورك ونيس. كما يتضمن الكتاب جدولاً بأعداد أفراد الأسرة العثمانية ابتداء بسنة 1875م حيث كان مجموعهم حينذاك: 31 نسمة، الأمراء: 17، والأميرات: 14. وفي سنة 1995م أصبح عدد أمراء العثمانيين 24 أميراً و24 أميرة والمجموع: 48.
والجداول توضح ان أعلى رقم وصلت اليه عدد أفراد العائلة العثمانية هو: 81، وذلك سنة 1925م. ثم بدأ عددهم بالانخفاض بشكل مستمر.
وفي الكتاب بعض الصور للأمراء وللأميرات وهو بشكل عام وثيقة تاريخية تزيل الغموض والالتباس والتعتيم الذي مارسه أعداء آل عثمان من العرب والعجم.
للمزيد من المعلومات