دموع على ضريح طلحة وجامعه
شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
لندن: 15/6/ 2007م
جَاْءَ الْمَجُوْسُ إِلَىْ بَغْدَاْدَ؛ يَاْ عُمَرُ      فَالْبَاْطِنِيُّ بِنَاْرِ الْفُرْسِ يَفْتَخِرُ

في الأعلى بعد سيطرة الباطنيين، وتحت قبل جريمتهم

ضريح طلحة رضي الله عنه وجامعه

 

شعر؛ د. محمود السيد الدغيم

 

لندن: 15/6/ 2007م

 

جَاْءَ الْمَجُوْسُ إِلَىْ بَغْدَاْدَ؛ يَاْ عُمَرُ
فَالْبَاْطِنِيُّ بِنَاْرِ الْفُرْسِ يَفْتَخِرُ

 

وَعَاْدَ كِسْرَىْ إِلَى الإِيْوَاْنِ[1] مُنْتَقِماً
وَحَوْلَهُ تَرْقُصُ الأَعْجَاْمُ وَالْخَزَرُ[2]

 

فَلِلْعُلُوْجِ[3] سَفَاْلاْتٌ يُنَفِّذُهَاْ
مِنْ آلِ صَفْيُوْنَ مَأْبُوْنٌ[4] وَمُحْتَقَرُ

 

يُرَدِّدُوْنَ كَلاْماً مَاْ بِهِ أَثَرٌ
وَلاْ دُعَاْءٌ، وَلاْ جَاْءَتْ بِهِ السُّوَرُ

 

مِنْ هَزْلِ مَزْدَكَ[5]، أَوْ مَاْنِيْ[6]، وَسَفْسَطَةٍ[7]
مِنْهَاْ تَمَجَّسَ مُنْحَطٌّ وَمُنْحَدِرُ

 

فَفِيْ الْمَدَاْئِنِ[8] تَهْجِيْرٌ، وَتَصْفِيَةٌ
وَجَيْشُ إِبْلِيْسَ لاْ يُبْقِيْ وَلاْ يَذَرُ

 

وَالْحَاْقِدُ الْوَغْدُ لِلأَعْجَاْمِ مُنْتَقِمٌ
وَخَاْئِنُ الْعُرْبِ لِلشَّيْطَاْنِ يَعْتَذِرُ

 

قُرُوْدُنَاْ أَصْبَحَتْ أَسْرَىْ يُحَاْصِرُهَاْ
خَوْفٌ، وَيُرْهِبُهَاْ فِيْ أَسْرِهَاْ خَطَرُ

 

فَلاْ سُيُوْفُ أَبِيْ سُفْيَاْنَ لاْمِعَةً
وَلاْ لِخَاْلِدِنَاْ[9] فِيْ شَاْمِنَاْ خَبَرُ

 

وَسَيْفُ سَعْدٍ[10] أَفَلَّ[11] الْفُرْسُ شَفْرَتَهُ
بِالْقُطْنِ[12] إِذْ عَجِزَتْ عَنْ فَلِّهَا الزُّبُرُ[13]

 

وَقَبْرُ طَلْحَةَ[14] يَبْكِيْ عَشْرَةً ظُلِمُوْا
وَزُوِّرَ الأَثَرُ الْمَحْمُوْدُ وَالسِّيَرُ

 

يَاْ قَبْرَ طَلْحَةَ ! لاْ تَبْكِيْ ! فَقَدْ نُبِشَتْ
قُبُوْرُ مَنْ كَبَّرُوْا للهِ وَانْتَصَرُوْا

 

فِي الأَعْظَمِيَّةِ[15] دَكُّوْهَاْ، وَمَاْ حَفِظُوْا
لآلِ جَيْلاْنَ مَاْ تَحْظَىْ بِهِ الْعُتُرُ

 

وَجَاْمِعُ الْعَشْرَةِ[16] الأَبْرَاْرِ قَدْ هُدِمَتْ
مِنْهُ الْمَنَاْرَةُ؛ بِئْسَ الْقَوْمُ قَدْ غَدَرُوْا

 

وَقَبْرُ هَاْرُوْنَ[17] فِيْ إِيْرَاْنَ دَنَّسَهُ
فُرْسٌ مَجُوْسٌ عُلُوْجٌ صِبْيَةٌ حُمُرُ

 

أَفْتَوْا بِنَبْشِ قُبُوْرٍ بَعْدَمَاْ هُزِمُوْا
سِلْماً وَحَرْباً، وَعَاْثُوْا بَعْدَمَاْ كَفَرُوْا

 

مُعَطِّلُوْنَ بُغَاْةٌ مِنْ بَنِيْ سَبَأٍ
سُوْدُ الْعَمَاْئِمِ كَمْ قَلُّوْا وَكَمْ كَثُرُوْا

 

صُفْرُ الْوُجُوْهِ[18]، وَرَأْسُ الشِّرْكِ سَيِّدُهُمْ
وَسَيِّدُ السَّيِّئِ: الدَّجَالُ، يَاْ بَشَرُ

 

مَاْنِيْ وَمَزْدَكُ وَالطُّوْسِيُّ[19] رَاْئِدُهُمْ
وَالْعَلْقَمِيُّ[20]، وَمَنْ جَاْدَتْ بِهِ التَّتَرُ

 

عَاْثُوْا فَسَاْداً بِأَرْضِ الرَّاْفِدَيْنِ، وَلَمْ
يَقْبَلْ بِمَاْ رَوَّجُوْهُ الْبَدْوُ وَالْحَضَرْ

 

مِنْ آلِ سَاْسَاْنَ أَوْ صَفْيُوْنَ، مَنْبَتُهُمْ
خُزْرُ الْعُيُوْنِ[21]، وَفِيْ آذَاْنِهِمْ وَقَرُ[22]

 

الْجَاْهِلُوْنَ مِنَ الأَنْسَاْبِ مَاْ نَسَبُوْا
بَعْدَ التَّمَتُّعِ فِيْ أَنْسَاْبِهِمْ وَضَرُ[23]

 

فَالزَّيْنَبِيَّاْتُ[24] غَاْلَتْ فِيْ تَمَتُّعِهَاْ
حَتَّىْ تَمَتَّعَ مَأْجُوْرٌ وَمُؤْتَجَرُ

 

نِسْوَاْنُ فَاْرِسَ لاْ دِيْنٌ، وَلاْ شَرَفٌ
وَلاْ جَلاْلٌ، وَلاْ أَصْلٌ، وَلاْ خَفَرُ[25]

 

وَآلُ صَفْيُوْنَ قَدْ زَاْغُوْا وَقَدْ خَرَجُوْا
مِنْ دِيْنِ أَحْمَدَ، وَارْتَاْبُوْا إِذِ انْتَظَرُوْا

 

بِبَاْبِ سِرْدَاْبِ سَاْمُرَّاْءَ[26] عَنْ عَبَثٍ
مِنْ بَعْدِمَاْ زَاْغَتِ الأَفْكَاْرُ وَالْبَصَرُ

 

وَقَدَّسُوا الَّلطْمَ وَالتَّطْبِيْرَ[27] وَابْتَدَعُوْا
إِفْكاً تَجَسَّدَ فِيْ أَمْرٍ بِهِ ائْتَمَرُوْا

 

وَزَوَّرُوا السُّنَّةَ الْغَرَّاْءَ وَاخْتَلَقُوْا
لَغْوَ الْحَدِيْثِ، وَمَاْ حَجُّوْا وَلا اعْتَمَرُوْا

 

قَبْرُ الْخُمَيْنِيِّ فِيْ إِيْرَاْنَ كَعْبَتُهُمْ
وَحَوْلَهُ تُعْبَدُ الأَصْنَاْمُ وَالصُّوَرُ

 

لَمْ يَرْضَ آلُ رَسُوْلِ اللهِ نِحْلَتَهُمْ
وَلاْ الْمَسِيْحُ، وَلاْ مُوْسَىْ، وَلاْ عُمَرُ
هذه القصيدة من البحر البسيط

 



[1]  -  الإوانُ والإيوانُ: الصُّفَّةُ العظيمة، وهو أَعجمي، ومنه إيوانُ كِسْرى، في العراق، وجماعة الإوان أُوُنٌ مثل خِوان وخُوُن، وجماعة الإيوان أَواوِينُ وإيواناتٌ مثل دِيوان ودَواوين.

 

[2]  - قوم أقاموا دولتهم قرب بحر الخزر: قزوين، وحاربهم المسلمون البلغار، وقضى عليهم الروس.

 

[3]  - العِلْجُ: كلُّ جافٍّ شديد من الرجال؛ والحمار السمين القويّ، والأعجمي الكافر، والجمع: عُلوجٌ وأعْلاجٌ ومَعْلوجاءُ وعِلَجَةٌ.

 

[4]  - الأُبْنة: العُقدة في العُود ونحوه. والعيْب. والحِقد. والجمع: أُبَن، أي: عداوات. ويقال:في حَسَبه أُبَن؛ أي عيوب، والمأْبون: الشّاذ.

 

[5]  - المزدكية: زنادقة الفرس، أتبـاع مزدك بن نامدان، كان موبذ النار في زمن قباذ بن فـيروز والد أنوشروان، ثم ادعى النبوة وأظهر الإباحية. وهم كالمانوية بالشذوذ، ومذهب مزدك في الأصول والأركان أنها ثلاثة: الماء، والأرض، والنار.

 

[6]  - ماني بن فاتك: فيلسوف فارسي أسس المانوية، وأمر بالشذوذ الجنسي. وحرّم الجنس الفطري.

 

[7]  - ، السَّفْسَطَةُ: المغالطة (يونانية)، وهي قياس مركب من الوهميات لإفحام الخصم وإسكاته، والمنسوب إليها: سوفسطائي .

 

[8]  - المدائن: مدينة عراقية تقع على نهر دجلة جنوب شرق بغداد حالياً، في محافظة بغداد، تكونت من اندماج سلوقيا وطيسفون، وصارت العاصمة الشتوية في أيام الساسانين. واشتهرت بطاق كسرى، ثم فتحها المسلمون. وعاد إليها الصفويون.

 

[9]  - المقصود خالد بن الوليد رضي الله عنه، المدفون في مدينة حمص من بلاد الشام.

 

[10]  -  سيف الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص خال رسول الله، و سيف سعد منطقة في محافظة ديالى العراقية

 

[11]  - الفَلُّ: الثَّلْم في السيف، وقيل: الثَّلْم في أَيّ شيء كان، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ.

 

[12]  - يقول المثل: إن الفارسي يذبح بالقطنة الناعمة، وإذا احتاج إلى السكين فهي مشحوذة لاغتيال أعدائه.

 

[13]  - المعنى في زُبَرٍ وزُبُرٍ واحد؛ زُبُرٌ: قطعٌ جمع زُبْرَةٍ. والزُّبْرَةُ: القطعة من الحديد، والجمع زُبَرٌ. ويجوز أَن يقرأَ زُبُراً وزُبْراً

 

[14]  - طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي صحابي من أَجواد العرب، سماه النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أُحد: طلحة الخَيْر، ويوم غزوة ذات العُشَيْرةِ: طلحة الفَيَّاض، ويوم حُنَيْن: طلحة الجودِ.وقد هدم المجوس جامعه في في محافظة البصرة العراقية يوم الجمعة: 29 جُمادى الأولى سنة 1428 هـ/ 16/حزيران/ يونيو سنة 2007م

 

[15]  - الأعظمية: حي من أحياء بغداد فيه ضريح الإمام الأعظم أبي حنيفة، وقد فجره الروافض.

 

[16]  - العشرة المبشرون بالجنة، وقد فجر الروافض جامع العشرة في العراق بنفس يوم تفجير جامع طلحة رضي الله عن الصحابة

 

[17]  - أبو جعفر؛ هارون الرشيد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس ، خامس خليفة عباسي، ولد سنة 148 هـ، وتوفي سنة 193هـ، وكانت خلافته من سنة 170 هـ/ 786م حتى سنة 193 هـ/ 809م، ودفن في مدينة طوس بإيران، ودنسوا ضريحه، وإسم هَرُون مُعَرَّب لا اشتقاق له في العربية

 

[18]  - ‏احذروا صفر الوجوه‏: عن ابن عباس رفعه ‏(‏فإنه إن لم يكن من علة أو سهر فإنه من غلٍّ‏)‏ ومثله عن أنس. أبو نعيم‏.

 

[19]  - نصير الطوسي: باطني مستشار هولاكو وصديق ابن العلقمي، شارك في إسقاط بغداد سنة 656 هـ/ 1258م.

 

[20]  - الباطني مؤيد الدين أبا طالب محمد بن علي بن محمد العلقمي، الوزير الذي خان بالخليفة المستعصم، فأسقط التتر بغداد 656هـ

 

[21]  - الخَزَرُ كسْرُ العين بَصَرَها خِلْقَةً، وهو ضيق العين وصغرها، والنظر في أَحد الشَّقَّينِ، أوبمُؤْخُرِها، وأَن يفتحها ويغمضها، وهو حَوَلُ إِحدى العينين، وقد خَزِرَ خَزَراً، وهو أَخْزَرُ بَيِّنُ الخَزَرِ، وقوم خُزْرٌ، ويقال: خُنْسُ الأُنُوف خُزْرُ العيون.

 

[22]  - وقَرت أذنهُ تقِر وَقْرًا ثقلت أو ذهب سمعهُ كلُّهُ وصمَّت. يتعدَّى ولا يتعدَّى.

 

ووقِرت أذنهُ توقَر وَقْرًا (بسكون القاف في المصدر والقياس الفتح) بمعنى وَقَرتْ. ووُقِرت أذنهُ على المجهول بمعنى وَقَرَتْ.

 

[23]  - الوَضَرُ: الدَّرَنُ والدَّسَمُ، ووسَخُ الدسمِ واللبن والغُسالَةُ؛ والأَثر من غير الطيب. وريح  طعام فاسد، وتلوث في الأنساب المشبوهة.

 

[24]  - الزينبيات: ممتهنات المتعة والتمتع للترفيه عن أهل الأهواء في الليالي الحمراء

 

[25]  - الخَفَرُ: شِدَّةُ الحياء؛ ومنه: خَفِرَ، بالكسر، وخَفِرَتِ المرأَةُ خَفَراً وخَفارَةً، فهي خَفِرَةٌ، ومُتَخَفِّرَةٌ وخَفِيرٌ من نسوة خَفائِرَ، ومِخْفارٌ

 

[26]  - سامراء مدينة عراقية سنية بناها المعتصم العباسي ابن هارون الرشيد، وفيها سرداب مهدي الشيعة الغائب أبو صويلح

 

[27]  - التطبير: ضرب الرأس بالطبر، وهو فأس فارسية يضرب بها الباطنيون رؤوسهم في مواسم عاشوراء وغيرها من مواسم اللطم

************

 

Launch in external player