العنوان: دراسة تاريخية موثقة عن نكبة المسلمين في الأندلس : قرن أخير من المواجهات
الكاتب: محمود السيد الدغيم
جريدة الحياة: العدد: 13596 ، الصفحة: 21
تاريخ النشر: 2 صفر 1421 هـ/ 4 حزيران/ يونيو 2000م

صفحة جريدة الحياة

اضغط icon andalusian- Bishtawi - alhayat.pdf (72.23 KB)   هنا

عرض كتاب
 الكتاب: الأمة الأندلسية الشهيدة /تاريخ مئة عام من المواجهة والاضطهاد بعد سقوط غرناطة؛. المؤلف: عادل سعيد بشتاوي. الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر. الطبعة الأولى، بيروت ٠٠٠٢. كتب المؤلف تصديراً للكتاب أن هذا الكتاب هو ثمرة ربع قرن من الاهتمام بتاريخ الأندلس، وهو أكثر من تعديل وتعقيب وتطوير لكتاب: »الأندلسيون المواركة« الذي صدرت طبعتُهُ الأولى منذ ٧١ سنة، إنه كتاب جديد خُصِّص لرحلة الأندلسيين بعد سقوط غرناطة الى أبعد مدى اهتدى اليه المؤلف في ما يخصُّ فَهْمَ تطور العلاقات بين الأندلسيين والاسبان في القرن السادس عشر الميلادي مع تسليط الضوء على علاقاتهم في القرن الثامن لفهم أسباب تبدل طبيعة العلاقات الدينية في شبه جزيرة آيبرية. أعقب المؤلف تصدير الكتاب بفهرس محتوياته التي تضمّ مدخلاً تاريخياً، وملاحظات على متن الكتاب وخمسة فصول وملاحق ومصادر وجداول. يمكننا تصنيف »المدخل التاريخي« في باب فلسفة التاريخ إذ يقرر الكاتب أننا »نحن أبناء الماضي، وإذا كان الماضي هو التاريخ فنحن أبناء التاريخ أيضاً/...؛ صنيعة الماضي الذي هو في وجداننا، وكما يحاول الطفل أن يتعرّف على نفسه من خلال التعرف على أبيه فإن معرفة التاريخ فرسخ مُهم في الطريق الى معرفة أنفسنا، كما ستكون هذه المعرفة مهمة كي يعرفنا الآخرون عندما نصبح جزءاً من التاريخ المجبول بخلطة الأحداث التي كونت حضارات الأسرة البشرية، وقبل أن تصبح معرفة الماضي طريقنا الى معرفة الحاضر. يجب أن نتحقق من أن صورة التاريخ هي صورة الأحداث الحقيقية التي صنعته، وليس المرآة التي نسج بعض المؤرخين على نولها ما قُدِّم لنا في المئة سنة الماضية على أنه التاريخ...«.  ويُبدي الكاتب أسفه لوجود دعاة التأريخ الذين »لا يزالون يبحثون عن منافذ جدلية لاستخدامها جسراً يعبرون عليه الى ساحة الهجوم على الاسلام، وتأجيج الروح الصليبية التي نريد أن نعتقد أننا انتهينا منها«. ويقدم المؤلف وجهة نظره في التاريخ والمؤرخ، والدين والمصالح، ومكانة الأندلس وأهلها بين شعوب الأرض باعتبارهم جسراً حضارياً بين الشرق والغرب، ويبدي رأيه بانهيار الخلافة القُرطبية، والحروب الصليبية الغربية، وصولاً الى القرن الثالث عشر الميلادي »عندما اجتاح القشاتلة والبرتغال والأرغونيون وسط الأندلس«. وبحث في سقوط غرناطة، وبدء اضطهاد الأندلسيين، والتطورات الدولية أثناء سقوطها، وقيام الثورة الأندلسية الكبرى التي استمرت ثلاث سنوات أيام الملك فيليب الثاني الذي أصدر مرسوماً يُخوِّلُ الجنود قتل الأندلسيين وسبي نسائهم ابتداء من ٩١ تشرين الثاني /نوفمبر؛ سنة ٠٧٥١ م. ودفع الأندلسيون ثمن الحرية من دون أن تتحقق بل وقعت مأساة الأمة الأندلسية، وتمثلت المأساة »بمحاكم الشيطان« وتغريب الأندلسيين، واستيلاء أوروبا على تركاتهم، وبطش البرابرة بالحضارة الأندلسية التي تحولت الى طيف يداعب الخيال. »ووجد الأندلسيون المنفيون وطناً بديلاً في المغرب وتونس ومصر ودمشق والقسطنطينية وعشرات الدول والمدن، لكن آخرين عانوا كثيراً، فيما لقي بعضهم نهايته على يد الإخوة في الدين والقومية كما يؤكد المقري: /فتسلط عليهم الأعراب ومن لا يخشى الله تعالى في الطرقات، ونهبوا أموالهم، وهذا ببلاد تلمسان وفاس، ونجا القليل من المضرة...؛«. وعنوَن المؤرخ الفصل الأول بـ»لماذا سقطت الأندلس؟« فضمّنه أحوال »آيبرية قبل الفتح« ابتداء من نزول الفينيقيين أجداد القرطاجيين على السواحل الجنوبية منذ سنة ٠٠١١ قبل الميلاد تقريباً وسيطرتهم المطلقة حين بنوا مُدناً أعطوها أسماء مدنهم اللبنانية مثل /قادس، وعدرة، وترشيش، ومالقة؛ ثم أسسوا قرطاجة في تونس سنة ٠٥٨ ق.م، ومنها انطلقوا الى الأندلس فأسسوا /قرطبة واشبيلية، /اسفيلية، وميورقة، ومنورقة، وقرطيّة /برج قرطجنة؛؛.  وبعد الحروب البونية انتصر الرومان على القرطاجيين من سنة ٥٥٢ ق.م. حتى سنة ١٤٢ ق. م. ولما آلت زعامة القرطاجيين الى هنيبعل سنة ١٢٢ ق.م. قاد حرباً ضد روما انطلاقاً من الأندلس سنة ٨١٢ ق.م ومروراً بجبال البيرنيه ثم جبال الألب، وهزم الرومان قرب روما، ولكنه هزم في معركة زامة سنة ٢٠٢ ق.م. بعدما انضمت آيبرية الى روما منذ سنة ٢١٢ ق.م. ثم أصبحت روما امبراطورية عالمية أخضعت آيبرية لسلطتها بعد مئتي سنة من الحروب، ثم نقل قسطنطين عاصمة امبراطوريته الى بيزنطة سنة ٠٣٣ م. وسماها »قسطنطينوبل« وصارت عاصمة للامبراطورية البيزنطية الشرقية الرومية الأورثوذكسية، وضعفت الامبراطورية الرومانية الغربية بعدما مات الامبراطور ثيوديسيوس سنة ٥٩٣ م.، وغزاها القوط حيث دخلها زعيمهم أدواسر سنة ٦٧٤ م وعزل آخر أباطرتها رومولوس أوغسطوس، وقام الصراع بين القوط والوندال ولكن الامبراطور البيزنطي جوستنيان قضى على الوندال سنة ٤٣٥ م. ثم قضى على القوط سنة ٣٥٥ م. بعدما ضم شبه جزيرة آيبرية الى الامبراطورية البيزنطية سنة ٥٣٥ م. ثم نشأت المملكة القوطية الغربية في آيبرية ٥٧٥ م.، وقرر المجمع المسكوني الثالث اعتماد المذهب الكاثوليكي سنة ٩٨٥ م.، وبدأ الصراع على السلطة منذ سنة ٣٢٦ م. حتى سنة ٨٠٧ م. حيث نصّبوا لزُريق /رودريك؛ ملكاً وخلعوا غيطشة /فيتسيا؛، وساد الاضطراب السياسي والصراع المذهبي شبه جزيرة آيبرية. في فترة الاضطراب الآيبرية كان الدعاة المسلمون يتوسعون شرقاً وغرباً في عهد الخلافة الاسلامية الأموية كامتداد للفتوحات التي عقد رايتها الأولى النبي محمد /صلى الله عليه وسلم؛، وسار على سُنّته الخلفاء الراشدون ثم الأمويون. فوصل المسلمون الأندلس بناء على أمر الخليفة الثالث عثمان بن عفان /رضي الله عنه؛ إذ أمر عبدالله بن أبي سرح بتوجيه جيش الى الأندلس لفتح القسطنطينية التي »تفتح من الغرب« بحسب ما رواه الطبري في تاريخه وابن الأثير في كامله. وهذه المحاولة الأولى لم يذكرها المؤرخ عادل بشتاوي على رغم أهميتها؛ إذ اعتبر طليعة الفتح حملة طريف بن مالك النخعي سنة ١٩ هـ/٠١٧ م، ثم قاد الغزوة الكبرى طارق بن زياد سنة ٢٩ هـ/ ١١٧ م وخاض المعركة في ٩١ تموز /يوليو؛ ١١٧ م بعد نزوله على البر الاسباني في ٨٢ نيسان /ابريل؛ ١١٧ م وحقق النصر بعد معركة استمرت ثمانية أيام ثم توالت انتصارات المسلمين ودخل الأندلسيون في دين الله أفواجاً. وقامت في الشمال حركات معارضة للمسلمين تزعمها بلايو /بلي، أو بلاي؛ الذي خلفه ابنه /فافيله؛ سنة ٩١١ هـ/ ٧٣٧م. ثم مات بعد سنتين فحلّ محله الفونسو الأول الكاثوليكي فامتدت زعامته حتى سنة ٧٥٧ م وسيطر على »منطقة استرياس وجليقية وليون، ثم خلفه ابنه فرويلة الأول فسار على نهج أبيه« وحينذاك شهدت الأندلس تمرد البربر ضد الاندلسيين والأمويين، ثم ساد التناحر وانتصر البشكنس /الباسك؛ على يوسف بن عبدالرحمن الفهري /٦٤٧ / ٦٥٧م؛ وحينذاك وصل الأندلس صقر قريش عبدالرحمن الداخل الأموي، وغلامه بدر، وقاد الصراع ضد الفونسو الثاني /٣٤٧ / ١٩٧ م؛، وبعد ذلك قاد المسلمين الأمير محمد بن عبدالرحمن /٢٥٨ / ٦٨٨ م؛ ضد الملك آردون الأؤل /٠٥٨ / ٦٦٨ م؛ ثم استغل الفونسو الثالث /٦٦٨ / ٠١٩ م؛ مرحلة الاضطراب التي عصفت بالمسلمين فتقدم الى نهر دويرة. ثم جاء الخليفة عبدالرحمن الثالث الناصر لدين الله فقضى على حركات التمرد الداخلية وامتد حكمه من سنة ٢١٩م. حتى سنة ١٦٩ م، وأعلن الخلافة الاسلامية الأموية في الأندلس سنة ٦١٣ هـ/ ٩٢٩ م وفي عهده ازدهرت الحضارة الاسلامية في الأندلس ووصلت القمة، وخاضت صراعاً مع رُدمير الثاني /٢٣٩ / ٠٥٩ م؛ وأصبحت الخلافة الاسلامية الأندلسية أقوى قوة عسكرية في عهد المستنصر بالله /١٦٩ / ٦٧٩ م؛ وخلفه ابنه هشام الثاني، المؤيد بالله وكان صغير السن فبدأت الانشقاقات وظهر ملوك الطوائف مع مطلع القرن الحادي عشر الميلادي، وجابهتها قوات قشتالة وآرغون والبرتغال الموحدة التي أخضعت دويلات الطوائف فسقطت سرقسطة سنة ٢١٥ هـ/ ٨١١١ م، وانقضّت البرتغال على الأندلس جنوباً، وساهم الفرنسيون /الفرنجة؛ في سقوط الأندلس ابتداء من معركة تولوز /طلوزة؛ سنة ٧٠١ هـ / ٥٢٧ م، ثم معركة الزلاقة ٦٨٠١ م/ ٩٧٤ هـ، وساهموا في اسقاط سرقسطة ، وموقعة العقاب الحاسمة سنة ٢١٢١ م/ ٩٠٦ هـ التي دعمها البابا أنوصان الثالث، وسار على خطاه البابا غريغوريوس التاسع /٧٢٢١ / ١٤٢١م؛ بإضفاء صبغة الحروب الصليبية على حرب الأوروبيين مع مسلمي الأندلس، وكرس فرناندو الثالث قديساً /٧١٢١ / ٢٥٢١م؛. ولما اعتلت ايزابيلا عرش قشتالة سنة ٩٧٨ هـ/ ٤٧٤١ م، واعتلى فرناندو عرش آرغون بارك البابا سيكستوس الرابع /١٧٤١ / ٤٨٤١ م؛ اتفاق فرناندو وايزابيلا على مملكة غرناطة المسلمة كردٍّ انتقاميّ على فتح السلطان العثماني محمد الفاتح لمدينة اسطنبول سنة ٣٥٤١ م، وفتحه »٢١ مملكة و٠٠٢ مدينة في جنوب أوروبا«. وهكذا مول البابا سيكستوس الحملة /كروثادا؛ ضد الغرناطيين وساهم في تمويلها »اليهود والايطاليون والهولنديون والألمان، وبعد موت فاسيكستوس استكمل البابا أنوصان الثامن /٤٨٤١ / ٢٩٤١ م؛ ما بدأه سلفه، فأحيا الحملة البابوية على غرناطة سنة ٠٩٨ هـ/ ٥٨٤١ م/...؛ وكتب فرناندو الى البابا يبشره بانهاء آخر وجود اسلامي سياسي في شبه جزيرة آيبرية/...؛ في اليوم الثاني من كانون الثاني /يناير؛ سنة ٢٩٤١م«. وتناول المؤلف في الفصل الثاني الثورة الأندلسية الأولى بعد توزُّع الأندلسيين الذي أعقب سقوط غرناطة، وإطلاق البابا اسكندر السادس لقب: الملكين الكاثوليكيين، على فرناندو وايزابيلا سنة ٤٩٤١ م، فضيَّقا الخناق على المسلمين بالتجسس عليهم بواسطة الكاهن خيمينس ومُخبريه مما سبب مقتل بعض مخبريه وأدى الى ثورة حي البيازين الغرناطيين ابتداء من تشرين الثاني /نوفمبر؛ سنة ٩٩٤١ م وامتدت الثورة الى الجبل الأحمر، وكان الرد باصدار ايزابيلا مرسوم تنصير الأندلسيين في ٢١/٢/٢٠٥١ م. ما أدى الى استشهاد وتهجير الكثيرين على أيدي قوات الامبراطورية الاسبانية الكاثوليكية. ثم قامت الثورة الأندلسية الكبرى /أنظر الفصل الثالث ص: ٥٤١؛ بعد أن هاجم الكاثوليك المسلمين في بُلنسية ونصروهم بالقوة /٩١٥١ / ١٢٥١ م؛ وعمت الثورة في تلك الفترة أهل المدن في آرغون، وشهدت غرناطة تنفيذ أحكام محاكم التفتيش بحرق المسلمين سنة ٩٢٥١م، وازداد الصراع الكاثوليكي الاسباني مع الخلافة الاسلامية العثمانية في أوروبا الشرقية وسواحل البحر الأبيض المتوسط وشمال افريقيا فشدد الاسبان على المسلمين الحصار، وتنازل كارلوس عن العرش الاسباني لابنه فيليب سنة ٦٥٥١م فأعلن الحرب على المسلمين وعلى فرنسا وعلى البروتستانت، واعتبر البروتستانت هراطقة وأمر بإحراقهم أيضاً ودعم محاكم التفتيش، واتهم الأندلسيين بالتعاون مع العثمانيين سنة ٥٦٥١، ووقف البابا بيوس ضد التسامح الديني /٤٠٥١ / ٢٧٥١م؛ ودعا الى تحالف اسبانيا والبندقية ضد العثمانيين سنة ١٧٥١ م، وجرّاء ازدياد الضغط على مسلمي الأندلس بدأت شرارة الثورة في ٥٢/٤/٨٦٥١ م في جبل البشرات، ثم دخل الثوار غرناطة بقيادة فراس بن فراس ثم عادوا الى جبل البشرات مقرّ القائد العام للثورة ابن أمية /ابن هميّة؛ الذي سماه الاسبان هرناندو دي بالور. وكلف الملك فيليب أخاه غير الشرعي وابن محظية ابيه النمسوية، دون خوان النمسوي بالقضاء على ثورة المسلمين وبدأت المواجهات الشرسة منذ سنة ٩٦٥١ م وانتهت الثورة في منتصف سنة ١٧٥١ م بعدما استشهد ٠٢ ألف مسلم وجُرح ٠٦ ألفاً، وأُعدم عشرات الآلاف، ومات فيليب الثاني سنة ٨٩٥١ م وخلفه فيليب الثالث وبدأ تفكك الامبراطورية الاسبانية. تناول الكاتب في الفصل الرابع طبيعة العلاقات الدينية في الأندلس وما أفرزته محاكم التحقيق، وهذا الفصل غني بالاحصاءات لأعداد المسلمين الذين حكمَ عليهم بالموت قتلاً وحرقاً وخنقاً، وأوضح دور البابوية الكاثوليكية في إذكاء نيران فتن الاضطهاد الديني للمسلمين واليهود والمسيحيين غير الكاثوليك واتهامهم بالهرطقة، وإباحة تعذيبهم وقتلهم بالوسائل اللاإنسانية كافة التي ابتكرها الطغاة عبر التاريخ. وجمع صور ما أنتجته محاكم التفتيش من مآسٍ المؤرخ الاسباني خوان انطونيو لورنتي الذي جمع أربعة مجلدات قبل موته سنة ٣٢٨١ م وضمّنها وثائق المحاكم اللاإنسانية بما فيها من قصص الضحايا المحزنة. وذكر أن عدد الأندلسيين والأندلسيات الذين حُرقوا هو ٢١٩،١٣ رجلاً وامرأة وعدد الذين غُرِّموا ٠٥١،١٧٢، فبلغ عدد ضحايا المحاكم ٢٦٣،٣٠٣ أندلسياً وأندلسية، هذا باعتراف لورنتي »الذي شغل منصب الأمين العام لمحكمة التحقيق في مدريد« ونشر كتابه في باريس سنة /٧١٨١ / ٨١٨١ م؛. وتفيد الوثائق أن المحاكم استمرت بحرق المسلمين الأندلسين حتى سنة ٩٦٧١م، وكان إلغاء محاكم التحقيق بأمر من الملك الفرنسي جوزيف الذي نصبه أخوه نابليون بونابرت ملكاً على اسبانيا سنة ٨٠٨١ م بعدما خلع ملكها فرناندو السابع، وقام نابليون باعتقال البابا بيوس السابع وسجنه إذ كانت البابوية مؤيدة لمحاكم التفتيش. لكن الاسبان استعانوا بالانكليز على الفرنسيين فأخرجوهم من اسبانيا سنة ٤١٨١ وأُطلق سراح البابا بيوس السابع. وعاد فرناندو الى الحكم فأعاد تأسيس محاكم التفتيش بموافقة البابا بيوس السابع، فقامت ثورة اسبانية ضده فاستعان بالفرنسيين فدخلوا اسبانيا سنة ٣٢٨١ وأخمدوا الثورة وعطلوا »محاكم التفتيش« إلا أنه حوّلها الى منظمات ارهابية عرفت باسم »عُصَبُ الإيمان« وشنقت معلماً سنة ٦٢٨١ بتهمة الهرطقة. وحُلّت محاكم »عُصب الإيمان« سنة ٥٣٨١ بعد وفاة فرناندو سنة ٣٣٨١. وفي ٩١/٩/٨٩٩١ اعتذر البابا يوحنا بولس الثاني »للبروتستانت عن الأذى الذي لحق بهم في القرن السادس عشر وما بعده على ايدي الكاثوليك...« وخلص المؤلف الى وصف ما خلفته محاكم التحقيق الاسبانية: بالتركة اللاأخلاقية الثقيلة. عُقِدَ الفصل الخامس تحت عنوان »تغريب الأندلسيين من اسبانيا« وتضمن مأساة الأمة الأندلسية قبل التغريب، وأسباب التغريب لاعتبارات اسبانية، وما صادف ذلك من انتفاضات الأندلسيين المُغربين، ثم عرض مواطن الأندلسيين الجدد بعد التغريب، وذكر أن »هناك حالات كثيرة عن إسبان ظلوا مسلمين حتى القرن التاسع عشر وربما بعده أيضاً...«. وقدم معلومات مفيدة عن المسلمين في المغرب وتونس والجزائر وجنوب فرنسا وكورسيكا وألمانيا وهولندا وسويسرا وولايات السلطنة العثمانية في أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية، ومستعمرات اسبانيا في أميركا الجنوبية. ويمتاز الكتاب بعدد وافر من الرسوم والصور والجداول التاريخية والاصطلاحية، والمصادر والمراجع العربية والأعجمية مما يعطيه أهمية أكاديمية الى جانب تناول وقائع الأحداث بأسلوب ممتع وتحليل ثاقب للأحداث. 18721 /الحياة؛...........عام /العنوان: دراسة تاريخية موثقة عن نكبة المسلمين في الأندلس : قرن أخير