العنوان: تكريم ذكرى كاتب متنوع الانجازات» مجلة الأدب الاسلامي « وعدد خاص بالكاتب الراحل نجيب الكيلاني
الكاتب: محمود السيد الدغيم
تاريخ النشر 15 ربيع الثاني 1417 هـ/ 29/8/ 1996م
جريدة الحياة العدد: 12239، الصفحة: 16

الأدب الاسلامي«، مجلة رابطة الأدب الاسلامي العالمية، اصدرت أخيراً عدداً خاصاً بالكاتب الراحل نجيب الكيلاني معتبرة اياه »رائد القصة الاسلامية«. وكانت الرابطة كرمت الكيلاني قبل رحيله، ومنحته درعها وعقدت عنه ندوتين احداهما في مكتبها الاقليمي في القاهرة، والاخرى في قصر الزقازيق. وبعد رحيله اصدرت عنه كتاباً لحلمي القاعود عنوانه »الواقعية الاسلامية في روايات نجيب الكيلاني«. وهناك مظاهر تكريم اخرى له منها” ندوة أدب نجـيب الكـــيلاني، التي اقيمت في النادي الأدبي في القصيم في المملكة العربية السعودية. كما كرست للكيلاني ندوة في رابطة الأدب الحديث في القاهرة، واحتفت به مجلة »المشكاة« التي تصدر في المملكة المغربية. مواد العدد الخاص بالكيلاني احاطت بمحطات حياته. وتصدر العدد »تقديم وتقدير« كتبه رئيس الرابطة الشيخ أبو الحسن علي الحسني الندوي. وكتب رئيس تحرير المجلة عبدالقدوس أبو صالح” »ازداد اكباري للدكتور نجيب الكيلاني، وازدادت معرفتي به عندما قرأت كتابه” »لمحات من حياتي«، أكبرتُ عصاميته وكفاحه، وتضاعف احساسي بروحه الوديعة مع ما يقابلها من عزمه الذي لا يفلّ، فهو يكتب ويبدع في ظلمات السجن، وفي غمرات اليأس، وآلام القهر، ثم يخرج من بلده الذي يحبه ليتابع عطاءه عن مصر التي انجبته، وعن المسلمين في اصقاع الأرض، فاذا به الروائي العربي الوحيد الذي يتجاوز بلده، ويتجاوز العالم العربي، ليكتب رواياته عن المسلمين المظــلومين في اندونيسيا وتركستان ونيجيريا والحبشة«. ولد الكيلاني في أول حزيران /يونيو، سنة ١٣٩١ في قرية شرشابة في محافظة الغربية في مصر. وبدأ دراسته في مكتب تحفيظ القرآن الكريم في الرابعة من عمره، ثم التحق بمدرسة الارسالية الاميركية الابتدائية في قرية سنباط التي كان يغدو ويروح اليها مشياً على الاقدام مسافة خمسة كيلومترات، ساعة في الصباح وساعة في المساء. وتابع دراسته الثانوية في طنطا، وفي سنة ١٥٩١ التحق بكلية طب القصر العيني /جامعة القاهرة، وعندما صار في السنة الرابعة قدم للمحاكمة السياسية فحكم عليه بالسجن عشر سنوات، وفي غياهب السجن جمع ديوانه الشعري الأول” »أغاني الغرباء«، ثم كتب روايته الأولى »الطريق الطويل«، ففازت بجائزة وزارة التربية،  وتقرر تدريسها في الصف الثاني الثانوي سنة ٩٥٩١. وكان فاز بجائزة التراجم والسير سنة ٧٥٩١ عن كتابه” »محمد اقبال الشاعر الناشر« ونال جوائز عن كتابه »شوقي في ركب الخالدين«، وقصته »في الظلام«. كما نال جائزة المجلس الاعلى لرعاية الفنون والأدب عن روايته »اليوم الموعود« التي قررت للدراسة في المرحلة الثانوية سنة ٠٧٩١ واخرجتها اذاعة الكويت في مسلسل اذاعي سنة ٣٧٩١. اما روايته »قاتل حمزة« فنالت جائزة مجمع اللغة العربية. وأخرجت روايته »ليلٌ وقضبان«، في فيلم سينمائي، نال الجائزة الاولى في مهرجان طشقند الدولي. وفي سنة ٠٦٩١ أصدر كتابه” »الطريق الى اتحاد اسلامي« داعياً الى رابطة عالمية للأدب الاسلامي، وقد تحقق حلمه. وتوفي الكيلاني في ٥/٠١/٥١٤١هـ الموافق ٦/٣/٥٩٩١. ضم العدد الخاص من المجلة دراسات عن نتاج الكيلاني فكتب محمد مصطفى هدارة تحت عنوان »الليالي السود في تركستان في رؤية نجيب الكيلاني الروائية« وأوضح ما تضمنته الرواية من ايضاح لمأساة تركستان التي احتل الروس قسمها الغربي واحتل الصينيون قسمها الشرقي، وسموها »سنكيانج« أي الأرض الجديدة. وبدأت المأساة سنة ٠٣٩١ »حين احتلت الصين اقليم قومول في تركستان وأصدر الحاكم الصيني قراراً يُلزم أي تركستاني مسلم ان يزوج ابنته من أي صيني يتقدم لطلب يدها من دون اعتبار لاختلاف العقيدة...«. وبعد ذلك بدأت ثورة المسلمين. وصورت احداث الرواية بطولة الثوار المسلمين ازاء الاستعمار الصيني الذي كان يهدف الى محو الاسلام هناك. الصينيون والروس بنشرهم الفساد في المجتمع التركستاني دَّعون اشاعة العصرية والحرية، وأول ما يعوق نشاطهم الاسلام المتمكن في وجدان الناس وعقولهم. ولهذا كان أحد قادتهم يقول” عندما نتحرر من التقاليد القديمة وسطوتها نشعر اننا اصبحنا رجالاً عصريين. الرجل العصري اله نفسه، لا تحكمه سماء، ولا تخيفه قوة مجهولة. واتى الصينيون بقوافل من الفتيات الصينيات لنشر الفساد باسم الحرية والتحرر. وكتب سعد أبو الرضا عن »التوظيف الروائي للسيرة النبوية في رواية الكيلاني” نور الله« التي صدرت عن مؤسسة الرسالة في بيروت. اما عبده زايد فكتب عن »نجيب الكيلاني والعالم الضيق« مشيراً الى أربع مجموعات من اعمال الكيلاني هي” موعدنا غداً، دموع الامير، العالم الضيق، عند الرحيل. وأشار زايد الى ان اعمال الكيلاني ترجمت الى لغات اجنبية كالايطالية والانكليزية والروسية والتركية والافغانية والاوردية. ومعنى ذلك ان عمله كسر حواجز المحلية وانطلق الى آفاق العالم. وتناول غازي مختار طليمات »الجذور في رائعة الكيلاني” عمر يظهر في القدس« التي اصدرتها مؤسسة الرسالة في بيروت سنة ٨٨٩١. اما حسين علي محمد، فقد قدم »قراءة في مسرحية الكيلاني »على أسوار دمشق«« التي صدرت عن دار العروبة في القاهرة سنة ٨٥٩١، وتناول فيها مؤلفها »موقف المجاهد الداعية ابن تيمية من التتار، وتدور احداث المسرحية بين عامي ٩٩٢١ / ٢٠٣١«. وقدم سهيل ياسين دراسة نقدية لرواية الكيلاني” »عمالقة الشمال« التي كرست لتناول »الصراع الدامي بين المسلمين والقوى المضادة الاخرى التي حاولت زعزعة الوجود الاسلامي في نيجـــيريا وتحطيـــمه«، فأبرز دور الانكليز في تقسيم نيجيريا الى مناطق عرقية ومذهبية، كما ابرز دور اسرائيل »في مساعدة الانفصــاليين في اقليم بيافرا ما بين سنتي ٥٦٩١ / ٠٧٩١. وأكد المؤلف على الارتباط بين المبشرين والمستعمر الغريب في المنطقة الشرقية من نيجريا...«. اما رواية الكيلاني »عذراء جاكرتا« فقد صدرت طبعتها الثامنة عن دار النفائس في بيروت سنة ٤٨٩١. ودارت احداث الرواية حول احداث الجزيرة الاندونيسية اثناء محاولات الشيوعيين السيطرة على السلطة هناك سنة ٥٦٩١، وكتب عن هذه الرواية سمير احمد الشريف تحت عنوان »مفاهيم اسلامية في رواية عذراء جاكرتا« كما كتب محمد عبدالعظيم بنعزوز تحت عنوان »علاقة الشخصية المجاهدة بالشخصيات الاخرى في رواية عذراء جاكرتا«. محمد علي داود بدوره كتب عن »دور السرد في البناء الفني في رواية” قاتل حمزة«. وكتب مصطفى أبو شارب تحت عنوان »حكاية جادالله، وتعرية الواقع الأسود«. وضم العدد الخاص دراسات وتراجم في أدب الكيلاني وسيرته حيث كتب حامد أبو أحمد تحت عنوان »نجيب الكيلاني بين أدباء العصر« وكتب حلمي محمد القاعود تحت عنوان »البيئة في روايات نجيب الكيلاني« وكتب عبدالله بن صالح العريني تحت عنوان »نجيب الكيلاني في رحلته الروائية« وكتب يحيى ابراهيم عن »نجيب الكيلاني والترجمة الذاتية« وعلي لغزيوي عن »نجيب الكيلاني رائد الأدب الاسلامي« وسعد صادق الوالي عن »مفهوم الكتابة الروائية عند نجيب الكيلاني«، وكتب عبدالرزاق حسين عن »الشمولية في قصص نجيب الكيلاني« ومحمد يوسف التاجي عن »نجيب الكيلاني ودروس من تجربته الذاتية في كتابة القصة الاسلامية، وتضمن العدد حواراً مع نجيب الكيلاني، اجراه محمد عبدالشافي القوصي، واجرى احمد عبدالرحمن محمد حواراً مع جلال نجيب الكيلاني، وكتب جابر قميحة عن »الرمزية والقناع« باعتبارهما »من آليات الفن القصصي في شعر نجيب الكيلاني« وكتب عبدالباسط عطايا عن »نجيب الكيلاني شاعر الأمل الطريد«. اما عبدالباسط بدر فكتب حول »النقد التنظيري عند نجيب الكيلاني«، وكتب في المجال النقدي ايضاً بن عيسى باطاهر، تحت عنوان »نجيب الكيلاني والرؤية النقدية الاسلامية«. وقدم فرج مجاهد عبدالوهاب عرضاً لكتاب الكيلاني »الاسلامية والمذاهب الادبية«، كما عرض احمد فضل شبلول كتابه »تجربتي الذاتية في القصة الاسلامية« وتضمن العدد الخاص عدداً من قصائد في رثاء الكيلاني كتبها محمد التهامي وعدنان علي رضا النحوي، وحسن الامراني، وصابر عبدالدايم، ومحمد عبدالجواد، ومحمد عبدالقادر الفقي، ومحمد شلال الحناحنة، ومحمد زيدان، وعبدالعظيم فوزي. وتضمن العدد سرداً بأعمال الراحل نجيب الكيلاني التي تضمنت /١٤، رواية، و/٦، اجزاء من ترجمته الذاتية، و/٤، مسرحيات، و/٨، مجموعات شعرية، و/٨٢، عملاً من الدراسات المتنوعة