العنوان: ١٦ عاماً على صدور» المنهل «المجلة الثقافية السعودية في مدن ثلاث  الكاتب: محمود السيد الدغيم
جريدة الحياة: العدد: 12081. الصفحة: 20
تاريخ النشر: 4/11/1416 هـ/ 23/3/1996م

مجلة »المنهل« السعودية التي تطفئ هذه الأيام شمعتها الحادية والستين، تعتبر واحدة من أقدم المجلات المستمرة في العالم العربي ، ووصفها الأمير سلطان بن عبدالعزيز فقال انها »رافقت جميع نهضة بلادنا العزيزة وتقدمها، فساندت هذه النهضة، وقامت بدور الصحافة الواعية التي تهدف الى خير المجموع« ، انشأها في شباط  “فبراير “٧٣٩١ عبدالقدوس الأنصاري، في المدينة المنورة ثم في مكة المكرمة ثم نقلها  الى جدة حيث لا تزال تصدر الى الآن ويرأس تحريرها نبيه بن عبدالقدوس الأنصاري ، ويبدو ان أول صحيفة صدرت في المدينة المنورة، وإن بشكل غير منتظم، هي »المدينة المنورة« التي كانت تصدر بالعربية والتركية، يديرها الشيخ محمد مأمون وتطبع في مطبعة البالوزة، وارتبط نشوؤها بتولي علي رضا الركابي محافظة المدينة ، وعقب ذلك صدرت أعداد متفرقة من جريدة »الحجاز« طبعت في المطبعة التي أحضرها عبدالعزيز جاويش وشكيب ارسلان لكلية صلاح الدين ،  “المعلومات من كتاب عبدالباسط بدر »التاريخ الشامل للمدينة المنورة« “، ولد عبدالقدوس الأنصاري في المدينة المنورة سنة ٥٠٩١ ودَرَس على الشيخ محمد الطيب الأنصاري كما تابع الحلقات الدراسية في المسجد النبوي، ثم التحق بمدرسة العلوم الشرعية وحصل على الديبلوم سنة ٧٢٩١، ومارس العمل الاداري، كما درّس في مدرسة العلوم الشرعية ثم ترأس جريدة »أم القرى« التي صدرت في مكة  المكرمة اسبوعية في جمادى الأولى ٣٤٣١ هـ / كانون الأول  “ديسمبر “٤٢٩١ وكان تعيين الأنصاري بتوجيه من الملك عبدالعزيز آل سعود ، وتعاقب على رئاسة تحرير »ام القرى« . يوسف ياسين، ورشدي ملحس، ومحمد سعيد عبدالمقصود، وفؤاد شاكر، وعبدالقدوس الأنصاري  “أنظر معجم المصادر الصحفية،  لمنصور الحازمي، وغـــيره من المــــصادر المماثلة “،  وكانت فترة تحرير الأنصاري لأم القرى عصيبة ايام الحرب العالمية الثانية ، ثم عمل الأنصاري في ديوان الملك فيصل عبدالعزيز نائب الملك آنذاك وفي وزارة المالية ، وبعد ذلك تفرغ لأعماله الخاصة وانشأ مجلة »المنهل« للثقافة والآداب،  ، وقاد حركة أدبية من خلال ندوته الثقافية التي كان يعقدها في منزله ، ومن أعمال الأنصاري المطبوعة، وهي كثيرة . »التوأمان«  “رواية “صدرت عام ٠٣٩١، »آثار المدينة المنورة«  “٥٣٩١  ، »اصلاحات في لغة الكتابة والأدب«  “٥٣٩١  ، »السيد احمد الفيـــفي آبـــادي«  “٦٤٩١  ، »تحــــقيق أمكنة في الحــــجاز وتــــهامة«  “٩٥٩١  ، »تاريخ مدينة جدة«  “٣٦٩١  ، »الأنصاريات«  “شعر “صدر عام ٤٦٩١، »رحلة الرياض«  “٧٦٩١  ، »أربعة أيام مع شاعر العرب عبدالمحسن الكاظمي«  “٨٦٩١  ، »تاريخ العين العزيزية بجدة، ولمحات عن مصادر المياه بالمملكة«  “٩٦٩١  ، »الملك عبدالعزيز في مرآة الشعر«  “٤٧٩١  ، »مع ابن جبير في رحلته«  “٦٧٩١  ، »الطائف . تاريخ وحضارة ومصادر ثراء وآثار واعلام وعلماء وشعراء«  “٨٧٩١  ، »طريق الهجرة النبوية«  “٨٧٩١  ، »التاريخ المفصل للكعبة المشرفة قبل الاسلام«  “٣٨٩١ “، وتابع الأنصاري مسيرة العطاء حتى توفي سنة ٣٠٤١هـ / ٣٨٩١ ، أصدر عبدالقدوس الأنصاري العدد الأول من مجلة »المنهل« في شهر ذي الحجة سنة ٥٥٣١هـ / شباط  “فبراير “٧٣٩١م ، وكان صدورها في المدينة المنورة، وله قصة تُروى . ففي سنة ٩٤٣١هـ أحضر السيدان علي حافظ وعثمان حافظ مطبعة من مصر الى المدينة المنورة، وبعد ذلك اقترح الأنصاري انشاء مجلتين أدبيتين في المدينة ، واختار لمجلته اسم »المنهل« اما عبيد المدني فاختار لمجلته اسم »الفاتحة« لكن الأنصاري كان في حاجة الى المال لاصدار مجلته واخراج أحلامه من الخيال الى الواقع، فأرشده تفكيره الى الاستعانة بالشيخ عبدالعزيز بن ابراهيم البراهيم وكيل أمير منطقة المدينة المنورة ، وكان الشيخ البراهيم مُحبّاً للعلم والأدب، ويعرف الأنصاري معرفة جيدة من خلال رئاسته لجنة الامتحانات في مدرسة العلوم الشرعية التي كان الأنصاري عضواً فيها ، لذلك بعث الأنصاري برسالة الى الشيخ البراهيم يقول فيها . أُريد ان أعدّ وأصدر مجلة أدبية شهرية في المدينة المنورة اسمها مجلة »المنهل« وأرجو من معاليكم ان ترفعوا هذه العريضة الى سمو الأمير فيصل نائب جلالة الملك في مكة المكرمــــة لعلّه يوافق على اصدار هذه المجلة« ، وصدرت الموافقة على مشروع »المنهل« »شرط الاهتمام بأمور الأدب« ، ومع صدور الموافقة برزت العقبات المالية، حيث يجب ايداع ٠٥ جنيهاً ذهباً في خزينة المالية، كما يجب احضار  كفيل غارم ومحررين ، وقد حل العقبة المالية السيد أحمد ياسين الخياري الذي أودع المبلغ المطلوب في الخزينة ورهن لذلك منزله ، وبعد ذلك أصدر رئيس المحكمة الشرعية في المدينة المنورة حُجّة شرعية بصدور أمر جلالة الملك عبدالعزيز، عن طريق سمو الأمير فيصل نائب الملك في الحجاز ، وجاء في مطلع الحجة الشرعية . »الحمد لله وحده ، والسلام على مَنْ لا نبي بعده ، وبعد فبناء على طلب الشيخ عبدالقدوس بن قاسم الأنصاري بعريضة رسمية لامارة المدينة المنورة في ٦١ /٢ /٨٤٣١هـ بانشاء مجلة أدبية شهرية بالمدينة المنورة باسم »المنهل« وبناء على رفع تلك العريضة الى سمو النائب العام في الامارة في ١٢ /٢١ /٩٤٣١هـ بقيد ٤٣٣٢ واعادتها من ســـموه اليها بقيد ١٦٧ /٩١٩ في ٩١ /١ /٩٤٣١هـ ، بتكليف الشيخ عبدالقدوس الأنصاري ما لديه من آثار علمية مطبوعة او مخطوطة للاطلاع عليها وتقرير ما يلزم نحو طلبه  “… “وحيث ان المادة ٣٣ من نظام المطابع والمطبوعات تنص على ان انفاذ نظام المطابع والمطبوعات هو من ضمن اختصاص المحاكم المستعجلة فقد صدر له الاذن من قبلي باصدار المجلة المذكورة، استناداً على الارادة الملكية ، وحسب التعهد الذي صار أخذُه عليه وعلى كفيلة السيد احمد بن ياسين الخياري، وإن وقعت مخالفة فيما تضمنته الارادة الملكية المسطورة اعلاه ، والتعهد الذي أخذناه عليه وعلى كفيله فيجري تطبيق نظام المطابع والمطبوعات من المادة  “١ “الى المادة  “٦٣ “وللاعتماد على هذه الرخصة صار تحريرها له…« ، لم تبق مجلة »المنهل« في المدينة المنورة بل نقل مقرها الى مكة المكرمة لتوافر المطابع الحديثة ، ثم نقل مقر اصدارها الى مدينة جدة وما زالت تصدر منها حتى الآن حيث يترأس تحريرها ويملكها نبيه بن عبدالقدوس الأنصاري ، ومستشار تحريرها عبدالرحمن الأنصاري ، ومديرها العام زهير بن نبيه الأنصاري ، وصدر منها ٧٥ مجلداً تتكون من ٩٢٥ عدداً خلال احدى وستين سنة


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16406077
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة