العنوان: فوز حزب الرفاه خيب آمال العلمانيين .تركيا بين الخيار الديموقراطي وديكتاتورية العلمانيين
الكاتب: محمود السيد الدغيم
جريدة الحياة: العدد: 12013. الصفحة:18
التاريخ: 14/1/1416 هـ/ 23/1/1996م
“ شكلت الانتخابات التركية مادة خصبة للكُتَّاب عندما جرت في ٤٢/٢١/٥٩٩١ اذ سبقتها حملات اعلامية استخدمت فيها وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بما فيها الاقنية الفضائية.انطلقت الحملات الانتخابية في ٧١/٢١/٥٩٩١ واستمرت حتى ٣٢/٢١/٥٩٩١.
Necmettin Erbakan
وجرت المناظرات بين رؤساء الاحزاب غير ان نجم الدين أرباكان زعيم حزب الرفاه الاسلامي رفض المشاركة بالمناظرات التي انزلق خلالها رؤساء الاحزاب العلمانية الى مستوى السوقية, الاحزاب المشاركة شارك في الانتخابات ٢١ حزباً الى جانب المستقلين، وهي: حزب الرفاه الاسلامي “رفاه بارتي سي” وحزب الطريق الصحيح الحاكم “دوغرو يول بارتي سي” وحزب الوطن الأم المعارض “آنا وطن بارتي سي” وحزب اليسار الديموقراطي “ديموقراطيك صول بارتي سي” وحزب الشعب الجمهوري “جمهورية خلْق بارتي سي”.واستطاعت الاحزاب الخمسة المذكورة دخول البرلمان لأنها نالت من أصوات الناخبين نسبة عشرة في المئة وأكثر، وهذا شرط أساسي لدخول البرلمان.والاحزاب التي لا تنال النسبة القانونية من أصوات الناخبين لا يمكنها الدخول حتى لو حصل المرشحون على أعلى نسبة في بعض المناطق.وهذا الشرط غير ديموقراطي لأنه يُصار آراء بعض المناطق لصالح مناطق اخرى.والاحزاب التي شاركت في الانتخابات وفشلت في الحصول على النسبة هي حزب الحركة القومي “ميليتجي حركت بارتي سي” وحزب الشعب الديموقراطي “خلقن ديموقراسي بارتي سي” والحركة الديموقراطية الجديدة “يني ديموقراسي حركتي” وحزب الملّة “ميليت بارتي سي” وحزب الجديد “يني دوغوش بارتي سي” وحزب العمال “إيشجي بارتي سي” والحزب الجديد “يني بارتي سي” والمستقلون “باغم سز”, سير الحملات الدعاوية كانت الاحزاب الكبرى الستة أنشط من غيرها في الدعايات الانتخابية فانطلقت الحملات من أنقرة في الايام الاربعة الاخيرة, انطلقت جولات زعيم حزب الرفاه من انقرة فزار يوم الاربعاء ٠٢/٢١/٥٩٩١ ولايات أرض روم، وغازي عين تاب، وأنطاليا، ودنيزلي.وزار يوم الخميس ١٢/٢١/٥٩٩١ ولايات أضنة، وقوجة إللي، وازمير.وزار الجمعة ٢٢/٢١/٥٩٩١ بورصة، واسنطبول.وزار يوم السبت ٣٢/٢١/٥٩٩١ ولايات قيسارية، وقونية، وأنقرة, وزارت تانسو تشيلر، رئيسة الوزراء المستقيلة، زعيمة حزب الطريق الصحيح يوم الاربعاء اسبارطة “مسقط رأس الرئيس سليمان ديميريل زعيم حزب الطريق الصحيح قبل وصوله الى رئاسة الجمهورية” وغازي عين تاب، وكلس.وزارت يوم الخميس معمورة العزيز »آلازيغ« وطرابزون.وزارت يوم الجمعة حاجي بكتاش »بكداش« وقيسارية.وفي يوم السبت زارت اسطنبول, وزار مسعود يلماز، زعيم حزب الوطن الأم، يوم الاربعاء ولايتي دنيزلي وأضنة، ويوم الخميس ولايتي قونيا وسينوب، ويوم الجمعة بالوفا وبورصة، وزار يوم السبت قره بوق, وتحرك بولنت أجاويد، زعيم حزب اليسار الديموقراطي، يوم الاربعاء فزار أق شِهر وباليكسير، ويوم الخميس زار قوجة إللي، ويوم الجمعة انطاليا وأضنة، ويوم السبت زار اسطنبول, وتحرك دَنِز بايقال، زعيم حزب الشعب الجمهوري، يوم الأربعاء فزار آغري، وفي يوم الخميس انطاليا، وفي يوم الجمعة زار ازمير وزار في يوم السبت طرابزون، وصمصون, قصد ألب أرسلان توركيش، زعيم حزب الحركة القومي، غازي عين تاب يوم الأربعاء وفي اليوم نفسه زار قهرمان مرعش واسطنبول، وقضى باقي أيام حملته في انقرة مستفيداً من وسائل الاعلام, يُلاحظ ان رئيس الحزب الوحيد الذي صلى الجمعة في مدينة اسطنبول هو زعيم حزب الرفاه الاسلامي بينما تحاشى العلمانيون الذهاب الى اسطنبول يوم الجمعة.تشيلر ذهبت يوم الجمعة لتخطب ود البكتاشيين، ومسعود يلماز قصد المناطق السياحية في يالوفا.وتوارى بولنت أجاويد ما بين أضنة وانطاليا، وقصد دنز بايقال مدينة ازمير المركز الرئيسي للدونمة، وفضل آلب أرسلان توركيش المكوث في العاصمة التركية “انقرة”, شعبية الأحزاب أشارت استطلاعات الرأي في تشرين الأول “اكتوبر” ٥٩٩١ الى تنامي شعبية حزب الطريق الصحيح “الحاكم” حين نال ٥,١٢ في المئة، وتلاه حزب الوطن الأم ونال ٦,٠٢ في المئة، وتلاه حزب الرفاه الاسلامي ونال ٨,٨١ في المئة وتلاه حزب اليسار الديموقراطي ونال ٧,٥١ في المئة، وتلاه حزب الشعب الجمهوري فنال ٨,٣١ في المئة، وتلاه حزب الحركة القومي فنال ٨,٧ في المئة ونال الآخرون ٣,١ في المئة، بينما نال حزب الشعب الديموقراطي ٥,٠ في المئة, وفي مطلع تشرين الثاني “نوفمبر” الماضي تقدم حزب الوطن الأم الى المقدمة حين نال ٢٢ في المئة تلاه حزب الرفاه ٠٢ في المئة، وتراجع حزب الطريق الصحيح الحاكم الى المرتبة الثالثة ونال ٥,٨١ في المئة، وتقدم حزب الشعب الجمهوري ونال ٥,٥١ في المئة، وتراجع حزب اليسار الديموقراطي الى ٤,٣١ في المئة وحافظ حزب الحركة القومي على مرتبته السادسة غير ان نسبته انخفضت الى ٥,٦ في المئة وحافظ الآخرون على ترتيبهم مع ارتفاع النسبة الى ٥,٢ في المئة.وبقي حزب الشعب الديموقراطي في المؤخرة غير ان نسبته ارتفعت الى ٥,١ في المئة, في وسط تشرين الثاني اختلطت الأوراق الاستطلاعية مجدداً فأعلنت نسباً مقاربة للنسب المعلنة في مطلع تشرين الأول اذ جاء حزب الطريق الصحيح أولاً بنسبة ٣,١٢ في المئة وحزب الوطن الأم ثانياً ٩١ في المئة، وحزب الرفاه ثالثاً ٩١ في المئة، والشعب الجمهوري رابعاً ٣,٥١ في المئة، وحزب اليسار الديموقراطي خامساً ٧,٤١ في المئة، وحزب الحركة القومي سادساً ٦,٨ في المئة، والآخرون ٦,١ في المئة، وحزب الشعب الديموقراطي ٦,٠ في المئة, وجاء شهر كانون الأول “ديسمبر” ٥٩٩١ فأشارت الاستطلاعات في أوله الى تقدم حزب الرفاه الى المرتبة الاولى ونال نسبة ٥,١٢ في المئة تلاه حزب الوطن الأم ١,٠٢ في المئة تلاه حزب الطريق الصحيح ٥,٩١ في المئة، وتقدم حزب اليسار الديموقراطي الى المرتبة الرابعة فارتفعت نسبته الى ٨,٥١ في المئة وتلاه حزب الشعب الجمهوري الذي انحدر الى ٩ في المئة، ثم الحركة القومي ٩,٨ في المئة، وارتفعت نسبة الآخرين الى ٣ في المئة، وحزب الشعب الديموقراطي الى ٢,٢ في المئة, وفي العاشر من كانون الأول الماضي حافظ حزب الرفاه على تفوقه فاحتفظ بالمرتبة الأولى بنسبة ١٢ في المئة ثم حزب الوطن الأم ٨,٠٢ في المئة تلاه حزب الطريق الصحيح ٣,٨١ في المئة، ونال حزب اليسار الديموقراطي نسبة ٣,٥١ في المئة، تلاه حزب الشعب الجمهوري ٥,٢١ في المئة، ثم الحركة القومي ٤,٨ في المئة، تلاه حزب الشعب الديموقراطي ٨,٢ في المئة ثم الآخرون ٨,٠ في المئة, واسفر الاستطلاع الاخير في ٦١ ٧١/٢١/٥٩٩١ عن تقدم حزب الوطن الأم الى الصدارة بنسبة ٥,١٢ في المئة، تلاه حزب الرفاه ٨,٩١ في المئة، تلاه حزب الطريق الصحيح الحاكم ٧,٧١ في المئة، تلاه حزب اليسار الديموقراطي ٨,٤١ في المئة، ثم حزب الشعب الديموقراطي ٢,٣١ في المئة، تلاه حزب الحركة القومي ٨ في المئة، واخيراً حزب الشعب الديموقراطي ١,٤ في المئة، ثم الآخرون ٩,٠ في المئة, اثبتت الانتخابات عدم دقة استطلاعات الرأي اذ تقدم حزب الرفاه على الجميع وتجاوز النسب التي جاءت بها جهات استطلاعات الرأي.وادعى القيمون على استطلاعات الرأي ان الشباب يؤيدون حزب الوطن الأم وحزب الحركة القومي، والنساء يؤيدن حزب الطريق الصحيح بزعامة تشيلر، اما المحجبات فيرجحن حزب الرفاه، والعلمانيون يرجحون الاحزاب »اليسارية«.وجاءت نتائج الانتخابات تخيب آمال المنجمين, الانتخابات الاخيرة تم تقسيم تركيا الى ٣٨ منطقة انتخابية، وبلغت نسبة المشاركين في الانتخابات ٥٨ في المئة وهذا يعني ان ٥١ في المئة لم يعبروا عن آرائهم في الانتخابات.وقد اشترك في الانتخابات مستقلون الى جانب ٢١ حزباً.وبلغ مجموع الذين يحق لهم الانتخاب ٨٢٤,٥١٢,٤٣ نسمة، وبلغ عدد صناديق الاقتراع ٩٩٥٨٣١ صندوقاً فُتحت جميعها, وبلغ عدد أصوات المشاركين في الانتخابات ٩٦٠,١٧٠,٨٢ صوتاً، وبلغ عدد الاحزاب التي تجاوزت ٠١ في المئة خمسة احزاب وهي التي حصلت على كل مقاعد البرلمان, حصل حزب الرفاه على ٥٦٥,١١٠,٦ صوتاً، ٢٣,١٢ في المئة ونجح من مرشحيه ٨٥١ نائباً، وتلاه حزب الوطن الأم من حيث عدد الاصوات حين نال ٩١٤,٥٢٥,٥ صوتاً ٦٦,٩١ في المئة ولم ينجح من مرشحيه سوى ٢٣١ نائباً.وتلاه من حيث عدد الاصوات حزب الطريق الصحيح »الحاكم« فنال ٢٦١,٥٩٣,٥ صوتاً ٠٢,٩١ في المئة ونجح من مرشحيه ٥٣١ نائباً.وجاء في المرتبة الرابعة حزب اليسار الديموقراطي الذي نال ٩١٦,٧١١,٤ صوتاً ٥٦,٤١ في المئة، ونجح من مرشحيه ٥٧ نائباً، ونال حزب الشعب الجمهوري ٤٤٤,٦٠٠,٣ صوتاً ١٧,٠١ في المئة ونجح من مرشحيه ٠٥ نائباً وبعد الطعن بنتائج الانتخابات خسر هذا الحزب مقعداً في مدينة طوقات فأصبح عدد نوابه ٩٤ نائباً لا غير، وذهب المقعد الى حزب اليسار الديموقراطي فصار له ٦٧ نائباً, حصل حزب الرفاه على المرتبة الاولى في ٦٣ منطقة انتخابية هي آضه يامان ٢٧,٢٣ في المئة، وآغري ٠٦,٠٣ في المئة، وآماهيا ٦٢,٣٢ في المئة، والمنطقة الثانية من العاصمة انقرة ٧٧,٣٢ في المئة، وبين كول ٣٦,١٥ في المئة، وبيتليس ٣٨,٨٢ في المئة، وبولو ٢٥,٦٢ في المئة، وجانقيري ٣١,٧٢ في المئة، وجوروم ٧٣,٠٣ في المئة، ومعمورة العزيز “آلازيغ” ١٩,١٤ في المئة، وأرزنجان ٧٣,٢٣ في المئة، وأرض روم ١٧,٨٣، وغازي عين تاب ٠٨,٣٢ في المئة، وغومش خانة، ٣٠,٢٣ في المئة، والمنطقة الأولى في اسطنبول ٠٦,٣٢ في المئة، والمنطقة الثانية في اسطنبول ٤٠,٥٢ في المئة، والمنطقة الثالثة في اسطنبول ٣٩,٢٢ في المئة.وهكذا فاز الرفاه باسطنبول وملحقاتها كاملة بالمرتبة الاولى، فنجح له فيها ٦١ نائباً.وفاز الرفاه بالمرتبة الاولى في منطقة قارص ٢٤,٠٢ في المئة، وقيسارية ٧٠,٣٣ في المئة، وقوجا علي ٦٦,١٣ في المئة، وقونيا ٧٧,١٤ في المئة، وكوتاهية ٨٤,٤٢ في المئة، ومالاطية “ملطية” ٩١,٧٣ في المئة، وقهرمان مرعش ٠٨,٦٣ في المئة، وموش ٠٦,٩٢ في المئة، ونوشهر ٤٢,٨٢ في المئة، وسقاريا ٣٢,٨٢ في المئة، واسعرد ٦٨,٧٢ في المئة وسيواس ٠٢,٩٣ في المئة، وطوقات ٩٦,٠٣ في المئة، وشانلي أورفة ٨٠,٦٢ في المئة وأوزغات ٤٩,٦٣ في المئة، وأق سراي ٠٦,٩٢ في المئة، وبايبورت ١٥,٨٣ في المئة، وقارامان ٢٤,٣٣ في المئة، وكيرك قلعة ٦١,٠٣ في المئة، وتثبت هذه النتائج تقدم حزب الرفاه في المناطق المتدنية وخسر في مناطق السياحة, وجاء في المرتبة الثانية من حيث الفوز بعدد المناطق حزب الطريق الصحيح الحاكم الذي احتل المرتبة الاولى في عشرين منطقة هي: أفيون ٦١,٨٢ في المئة، أنطاليا ٨٥,٦٢ في المئة، وآيدن ١٩,٨٢ في المئة، وباليكسير ٧٩,٨٢ في المئة، وبيلـجيك ٨,٢٣ في المئة، وبوردور ٤٣,٦٢ في المئة، وبورصة ٨٥,٤٢ في المئة، وجنق قلعة ٤١,١٣ في المئة، ودينزلي ٢٦,٠٣ في المئة، وأدرنة ٣٩,٨٢ في المئة، واسبارطة مسقط رأس الرئيس ديميريل ١٤,٠٤ في المئة، والمنطقة الثانية في إزمير ٠٨,٤٢ في المئة، وقسطمونو ٧٤,٧٢ في المئة، ومانيسا ٦٧,٦٢ في المئة، وموغلا ١٣,٥٣ في المئة، وينغدة ١٨,٣٢ في المئة، وشيرناق ٢٤,٩٢ في المئة، وأرضاخان ٨٨,٦٢ في المئة، وقره بوق ٣٩,٤٢ في المئة، وكلس ٥٢,٧٣ في المئة, وحل حزب الوطن الأم في المرتبة الثالثة من حيث الفوز بالمرتبة الاولى في المناطق الانتخابية حين تفوق في ٢١ منطقة هي: المنطقة الأولى من العاصمة انقرة ٤٣,١٢ في المئة، وأرتوين ٣٢,٨٢ في المئة، وغيرسون ٧٦,٧٣ في المئة، وايجل ٠٦,٨١ في المئة، وقيرشِهر ١١,١٢ في المئة، وماردين ٧٠,٢٢ في المئة، واوردو ٥٩,٩٢ في المئة، وريزه ٣٥,٤٥ في المئة، وصمصون ٥٤,٢٢ في المئة، وسينوب ٣٣,١٢ في المئة، وطرابزون ٤٤,٣٣ في المئة، وكلّس ٨٤,٤٢ في المئة, وجاء في المرتبة الرابعة حزب اليسار الديموقراطي بزعامة بولنت اجاويد، اذ احتل المرتبة الاولى في ثمان مناطق انتخابية هي: أضنة ٢٩,٨١ في المئة، واسكي شهر ٦٨,٤٢ في المئة، والمنطقة الأولى من ازمير ٤٢ في المئة، وكيركلار إللي ٨٨,٧٢ في المئة، وتكيرداغ ٤٣,٣٣ في المئة، وأوشاق ٤٩,٣٢ في المئة، وزونغل داغ ٤٨,٨٣ في المئة، وبارطين ٣٠,٣٣ في المئة, واحتل المرتبة الخامسة حزب الشعب الديموقراطي حين تقدم على بقية الاحزاب في خمس مناطق غير انه فشل في الحصول على مقعد في البرلمان لأنه لم يحقق سوى نسبة ٧١,٤ في المئة من عموم أصوات الانتخابات عكس الذين توقعوا انه سيحصل على ٠٢ في المئة بل أكثر, تقدم هذا الحزب في مناطق ديار بكر ٧٤,٦٤ في المئة وتلاه الرفاه ٤٧,٨١ في المئة، وحكاري ٥٣,٤٥ في المئة وتلاه حزب الطريق ٥٤,٩١ في المئة، ووان ٧٧,٧٢ في المئة، وتلاه الرفاه ٠٨,٣٢ في المئة، وباطمان ٠٤,٧٣ في المئة وتلاه حزب الرفاه ٩٦,٥٢ في المئة، وإغدير ٠٧,١٢ في المئة، وتلاه حزب الطريق الصحيح ٩٧,٩١ في المئة, وجاء في المرتبة السادسة حزب الشعب الجمهوري الذي لم يحرز مقاعد في البرلمان لعدم نيله ٠١ في المئة من مجموع الاصوات لكنه تقدم في منطقتي هاطاي “انطاكية واسكندرون” ١٩,١٢ في المئة فنال ٣ نواب، وتلاه حزب الطريق الصحيح ٨٠,٩١ في المئة فنال نائبين، وحزب الرفاه ١٤,٨١ في المئة فنال نائبين، وحزب الوطن الأم ٣٥,٤١ في المئة فنال نائبين، وحزب الحركة القومي ٢٢,٣١ في المئة، وحزب اليسار الديموقراطي ١٧,٧ في المئة فنال نائباً واحداً، وحزب الشعب الديموقراطي ٦١,٣ في المئة.وتكشف النتائج عن هويات سكان هذه المنطقة التي نجح منها ٠١ نواب، وتقدم هذا الحزب في منطقة طونجلي فنال ٨٢,٣٢ في المئة، وفاز نائباً واحداً، وتلاه حزب الطريق الصحيح الذي نال ٦٦,٦١ في المئة، ونال نائباً واحداً، ومن حيث النسبة المؤية تلاه حزب الشعب الديموقراطي الذي نال ٧١ في المئة، وتلاه حزب الوطن الأم ٥٩,٨ في المئة، وتلاه حزب الحركة القومي ٦٥,٥ في المئة، وتلاه حزب اليسار الديموقراطي ٨٨,٣ في المئة.وأقل من نال من أصوات هذه المنطقة هو حزب الرفاه الذي نال فقط ٦٥,٢ في المئة من أصوات مجموعها: ٠٢٧,٣٥ صوتاً، توزعت على ٦١٤ صندوقاً.وتدل النتائج على عدم تصويت العلويين لحزب الرفاه.وتدل على ان المسلمين العرب صوتوا للرفاه في منطقة انطاكية.أما في طونجلي فقد تأخر الرفاه لكثرة الاكراد والعلويين.وهذا مؤشر على تصاعد الشعور المذهبي والشعور القومي في هذه الانتخابات, بعد الانتخابات استقبل الرئيس سليمان ديميريل زعماء الاحزاب الفائزة في الانتخابات، وجرى الاستقبال حسب ما يقتضيه البروتوكول فجاء في المقدمة زعيم حزب الرفاه الذي عقد مؤتمراً صحافياً بعد مقابلة الرئيس وأعرب عن تفاؤله كما أعلن عن مد يد التعاون الى الآخرين من اجل خدمة الشعب والوطن والمحافظة على هوية البلاد والعباد.وأكد ان من حق حزب الرفاه ان يشكل الحكومة الائتلافية بالتعاون مع الآخرين, ويرجح المراقبون امكان ائتلاف الرفاه مع حزب الوطن الأم، ويستندون الى وجود تيار اسلامي قوي في الحزب المذكور يتألف من كتلة »السليمانيين« “سليمانجيلر” المنسوبة الى سُليمان أفندي، اضافة الى كتلة اخرى تعود جذورها الى حزب السلامة الذي أسسه اربكان سابقاً.والعقدة التي تحول بين هذا الائتلاف بسيطة جداً، وهي ان زعيم التيار البعيد عن الرفاه مسعود يلماظ يطلب اعتذاراً من انصار الرفاه الذين وصموه بالماسونية.وهذه العقدة حلها بسيط لان الماسونية ليست ممنوعة في تركيا وتضم عدداً من زعماء الاحزاب العلمانية, بعدما استقبل الرئيس ديميريل نجم اربكان استقبل تشيلر ثم مسعود يلماظ ثم أجاويد ثم دنيز بايقال.عقد الجميع مؤتمرات صحافية منفردة بعد مقابلة الرئيس، فأكدت تشيلر انها فتحت باب الائتلاف مع حزب الوطن الأم وهي بانتظار موافقته، وأكدت عدم امكان الائتلاف مع الرفاه لاختلاف فلسفتها عن توجهه الديني.ولم تستبعد الائتلاف مع الاحزاب الاخرى ضد حزب الرفاه, بدا مسعود يلماظ متحفظاً في مؤتمره الصحافي، ولم يستبعد التعاون مع الرفاه بشكل قطعي، وهذا يرجح وجود ضغط يتعرض له من اعضاء حزبه، فاما ان يتعاون مع الرفاه واما ان يتعرض حزبه للتمزق وحينذاك سيخسر الاعضاء الاسلاميين لصالح الرفاه، وسيلتحق العلمانيون بحزب تشيلر.وهذا اذلال له اذ هاجمها قبل الانتخابات بوقاحة.وبعد الانتخابات ربط الموافقة على الائتلاف بعدم اعطاء رئاسة الحكومة لتشيلر, اما اجاويد المعروف بتقلباته السياسية ومعاداته للمتدينين كان حذراً في مؤتمره الصحافي.بدا مُحبطاً خشية ائتلاف الرفاه والوطن الأم لأن ذلك يعني عزله في خانة المعارضة.وهو يعلم كفاءة اربكان التي ستؤدي الى ازدياد نفوذ حزبه واضعاف الاحزاب العلمانية, خامس الاحزاب الفائزة هو حزب الشعب الجمهوري بزعامة دنيز بايقال ٩٤ نائباً، بدا في موقف المشاغب.ففي المؤتمر الصحافي أطنب بايقال بحديثه ولم يتورع عن تحريض العلمانيين الاتاتوركيين على زعيم حزب الرفاه حين قال: لو ان اتاتورك على قيد الحياة لأعطى اربكان درساً.وهذا يثبت ان العلمانيين من أقصى اليمين الى أقصى اليسار هم كتلة واحدة ضد الاتجاه الاسلامي، اذ كشفت الانتخابات ان معظم القوى العلمانية تعاني أزمة الانتماء الوطني في تركيا, بعد المؤتمرات الصحافية كلف الرئيس ديميريل اربكان تشكيل الحكومة، وبدأ الاخير مشاوراته، ويأمل الجميع ان يتمكن من تشكيل حكومة قوية تعيد للمسلمين شيئاً من حقوقهم التي تبرع بها اتاتورك للغرب والشرق.والأيام المقبلة هي الكفيلة بايضاح هوية المستقبل, 9291 “ جريدة الحياة”,,,,,,,,,,,عام “العنوان: فوز الرفاه خيب آمال العلمانيين .تركيا بين الخيار الديموقراطي
