دموع على الشيشان

شعر؛ د. محمود السيد الدغيم

1 4 2000 م

فَتَكَ الطُّغَاْةُ بِأُمَّةِ الشِّيْشَاْنِ
وَ تَفَاخَرُوا بِشَرَاْسَةِ الْعُدْوَانِ

******

للتحميل: رابط مجموعة قصائد القاء نجيب الموصلي أبو صلاح

منتديات عراق صوت الحق الإسلامية

اضغط هنا 

**** 

دموع على الشيشان
شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
1 – 4 – 2000 م

فَتَكَ الطُّغَاْةُ بِأُمَّةِ الشِّيْشَاْنِ
وَ تَفَاخَرُوا بِشَرَاْسَةِ الْعُدْوَانِ

وَ تَعَاْوَنَ الرُّوْمُ الْغِلاظُ جَمِيْعُهُمْ
وَ تَقَاْطَرُوْا زُمَراً إلى الْمَيْدَاْنِ

صِرْبٌ وَ رُوْسٌ يَشْرَبُوْنَ دِمَاْئَنَاْ
وَ الْفُرْسُ بِالأَحْقَاْدِ كَالْيُوْنَاْنِ

يَتَعَاْوَنْوْنَ لِقَتْلِ آلِ مُحَمَّدٍ
مِنْ شَرْقِ أُوْرُبَاْ إِلَى الأفْغَاْنِ

وَ الْمُسْلِمُوْنَ مُشَرَّدُوْنَ كَأنَّهُمْ
زُمَرُ الْعَبِيْدِ تَخِرُّ لِلأَوْثانِ

 سَجَدُوْا وَ أَقْدَاْمُ الطُّغَاْةِ تَدُوْسُهُمْ
وَ الْقَصْفُ بِالطَّيَرَاْنِ كَالْبُرْكَاْنِ

فِيْ كُلِّ شِبْرٍ مَيِّتٌ وَ مُقَطَّعٌ
قِطَعاً شَوَتْهَاْ أَلْسُنُ النِّيْرَاْنِ

وَ الْحَاْكِمُوْنَ بِأَمْرِ أَعْدَاْءِ الْوَرَىْ
خَضَعُوْا لأَمْرِ مُغَاْمِرٍ بَلْ زَاْنِ

وَ أَتَىْ الزُّنَاةُ بِقَضِّهِمْ  و قَضِيْضِهِمْ
وَ اسْتَهْتَرُوْا بِشَرِيْعَةِ الدَّيَّانِ

فَالاِغْتِصَاْبُ مُرَجّحٌ فِيْ عُرْفِهِمْ
وَ بِلادِهِمْ مِنْ سَاْلِفِ الأَزْمَاْنِ

وَ الأَرْذَلُوْنَ  يُتَاْجِرُوْنَ تِجَاْرَةً
بِالْمَاْلِ وَ الأَعْرَاْضِ وَ الأَوْطَاْنِ

يَاْ  وَيْلَ مَنْ هَتَكُوْا السِّتَاْرَ وَ هَرْوَلُوْا
كَيْ يَشْرَبُوْا مِنْ خَمْرَةِ الْعُدْوَاْنِ

رَكَعُوْا عَلَىْ أَعْتَاْبِ كُلِّ مُغَاْمِرٍ
وَ تَشَدَّقُوْا بِحِمَاْيَةِ الْفُرْقَاْنِ

وَ تَنَكَّرُوْا ؛ وَ تَقَنَّعُوْا كَيْ لاْ تُرَىْ
عَوْرَاتُهُمْ فِيْ لَحْظَةِ الْعِصْيَاْنِ

قَتَلُوْا الشُّعُوْبَ وَ صَاْدَرُوْا أَرْزَاْقَهَاْ
وَ تَآمَرُوْا سِرّاً مَعَ الشَّيْطَاْنِ

وَ تَظَاْهَرُوْا بِالْعَطْفِ حَتَّىْ أَنَّهُمْ
ذَرَفُوْا الدُّمُوْعَ بِذِلَّةٍ وَ هَوَاْنِ

هانوا ولانوا للعدو سفاهةً
وتشابهوا في خِسَّةِ السلطانِ

لم يبق بين المسلمين مجاهدٌ
من عند جاكَرتا إلى تَطْوانِ

إلاَّ وحُورِبَ من طغاة بلاده
ظُلماً وذاقَ مرارةَ الخُذْلانِ

أحرارُ أرض المسلمين جميعهم
عَرفوا الأذى والظلمَ في البُلْدانِ

من كل خنزيرٍ تسلّمَ سلطةً
قامت على الجلاَّدِ والسجَّانِ

رسف الأشاوس بالقيود وعذِّبوا
من كلِّ مأبونٍ وكلِّ جبانِ

وطغى الطغاة وعربدوا ببلادنا
فكأنهم فِرَقٌ مِنَ الحيتانِ

شربوا المياه وصادروا أسماكها
فالقحطُ مُنتشرٌ بكلِّ مكانِ

والناس في فقرٍ ورعبٍ قاتلٍ
من شرقِ أوروبا إلى الشيشانِ

وعناصر الإرهاب في الدول التي
مالت عَنِ الإنجيلِ والقرآنِ

وتشبَّثت بالكفر حتى أنها
أَحْيت عبادةَ أرذلِ الأوثانِ

فلكلِّ طاغٍ مشركٍ أصنامه
مصنوعةٌ من معدنِ الطغيانِ

والناس تخشى أن تقول صراحةً
قولاً يُبدِّد حيرةَ الحيرانِ

عمَّ النفاق كبارنا  وصغارنا
فتقاطروا كتقاطُرِ العُميانِ

 وتخاذلوا حتى تمادى ظالمٌ
في ظُلمهِ وتفاقمَ الظُّلمَانِ

ظلم الضحايا والطغاة لأنفسٍ
هانتْ ورامتْ أضعفَ الأركانِ

فلكلِّ قُطرٍ  خانعٍ فرعونه
فكأنَّما "مِصْرٌ" بِكلِّ مكانِ

والمسلمون مشتتون كأنهم
في التّيْهِ حيثُ تضافرَ الخطرانِ

خطر النصارى واليهودِ  وأمةٍ
ضحَّتْ بكوكبةٍ مِنَ الإخوانِ

وتعللت بغبائها وبضعفها
وخُلُوِّ ساحتها مِنَ الفِتْيَانِ

والغُرُّ من فتيانها بسجونها
في قبضةِ الأحباشِ والرومانِ

شعبٌ بلا جيشٍ ولا من وازعٍ
للظالمينَ بأُمَّةِ العُزْلانِ

فالظلم من شِيَمِ اللئام لأنهم
لم يأخذوا بمقاصدِ القرآنِ

مالوا عن الدين القويم ورجّحوا
أَوهامَ فلسفةٍ على الإيمانِ

واستوردوا الدستور من أعدائهم
عملاً بأمرِ قيادةِ الرهبانِ

فتحول اللص الخطيرُ مناضلاً
وتَبدَّلَ الأحرارُ بالأقنانِ

و طغى الخنوع لأمرِ أعداء الحمى
فبكلِّ رأسٍ قد نما قرنانِ

أهل القرون تعاونوا كي يزرعوا
ظلماً لكلِّ مواطنٍ ظِلْفَانِ

حتَّى يُوقِّعَ - كي يباركَ سلمهم
ونفاقَهم - بالظّلفِ كالخِرْفَانِ

بل بالحوافر فالكتابةُ بدعةٌ
في عهدِ حُكَّامٍ مِنَ الغِلمانِ

يستسلمون إذا طغى أعداؤهم
وتجاسروا في حانةِ النشوانِ

بين الجواري يرقصون خلاعةً
وسفاهةً بطَراً بدارِ هوانِ

والحاكمُ النخَّاس قرَّرَ بيعهم
كي يُصلبوا صلباً على الصُّلبَانِ

والزاحفون على البلاد تشابهوا
فالروسُ كالكُرواتِ والألمانِ

أهدافهم سفك الدماء ونهبُ ما
في القدسِ والشيشان والبَلقانِ

فهناك قد سقط القناعُ وأسفروا
عن أقبحِ الأشكالِ والألوانِ

وسمعتُ أخباراً تثير تشاؤماً
من هَولِ ما صنعتْ مِنَ  الأشجانِ

فلذا تضايق كلُّ شهمٍ مخلصٍ
رامَ الأمانَ و لاتَ عَهْدَ أَمَانِ

لمَّا رأى أن البلادَ سبيَّةٌ
ومُصابةٌ بعوارضِ الخُذلانِ

فيها اللئيم معزَّزٌ ومُكرّمُ
يَهِبُ الإساءةَ للكريمِ العاني

أمَّا الكريمُ فما يزال مهجَّراً
ومُجرَّداً من أبسطِ الإحسانِ

والخائنون يشكِّلون عصابةً
مدعومةً بكتائبِ الفرسانِ

نهبوا البلاد وهرَّبوا خيراتها
وتكالبوا كتكالبِ الجرذانِ

فإذا بها أرضٌ خرابٌ بلقعُ
جرداءُ من زَهْرٍ و من أغصانِ

عبث الجرادُ بزرعها وبضرعها
وطغى على الأعشابِ في البستانِ

لا ماء لا خضراء في أرض الحمى
من بعدِ ما فَتَكَ القريبُ الداني

واللص أضحى باسلاً ومناضلاً
يَنْقَضُ مِثْلَ كواسرِ العُقْبانِ

يتخطف الخيرات وسْطَ دُجُنَّةٍ
سوداءَ في زمنِ اللصوصِ الفاني

حيث الجُناةُ تعاونوا وتبجَّحوا
بالمدحِ  للوغدِ اللئيمِ الْجاني

و الشبُ مسلوب الإرادةِ أعزلٌ
ومُكبَّلُ الأيدي إلى الأذقانِ

عانى الحصارَ وصودرت أفكارهُ
بوسائلِ الإعدامِ والإعلانِ

عبر الأثيرِ و في الصحافةِ لعبةٌ
أَغْوَتْ ملاييناً بغيرِ طِعَانِ

فتلوثت أفكارُ جيلٍ  خائبٍ
ومُجرَّدٍ من أخلصِ الأعوانِ

يقتات بالأوهام من أعدائه
ويُعلِّلُ الأرواحَ بالريحانِ

ويغطُّ في نومٍ عميقٍ قاتلٍ
ويظُنُّ أَنَّ المجدَ للوسنانِ

يا ويل من أصغى إلى أعدائه
أو رَامَ صُنعَ الحبِّ بالشّنْأَنِ

والله لا تُجنى المُنى من ظالمٍ
يجني على الأشياء والإنسانِ

ويُورِّثُ الأبناءَ ذلاَّ مطلقاً
مُتكاثِراً كتكاثُرِ السَّرطانِ

فلذا علينا أن نُكافح خائناً
خَسِرَ البلادَ بِمَيْسِرٍ ورِهَانِ

وَتَقَوَّلَ الأقوال عن أمجاده
كذِباً وليس الرملُ كالمُرجانِ

لم يبق إلاَّ أن تثور شعوبنا
وتُحَطِّمَ المخْمورَ بالديوانِ

وتُطَهِّرَ الديوان من أرجاسه
وذوي الدناءةِ منْ بَنِيْ سَاسَانِ

فالروم والفرس المجوس عصابةٌ
هَجَمَتْ لِتنسخَ أفضلَ الأديّانِ

"بوتينُ" حقَّقَ ما يريدُ لقومه
من أرخص العملاءِ في إيرانِ

والمسلمون مضلّلون وحولهم
زُمَرُ الذِّئابِ تحيطُ بالقُطْعانِ

والقائمون على أمورِ بلادهم
خَدَمٌ لِوغدٍ خائنٍ وجبانِ

متخاذلون لأنهم لم يفلحوا
إِلاَّ بِصُنعِ القهرِ والأحزانِ

نشروا الفضائحَ في ربوعِ بلادهم
وبها تحدَّثَ أكثرُ الرُكْبانِ

وتطاولوا في غِيِّهِم حتى إذا
أَفْشَوا أذى الأرواحِ والأبدانِ

لجؤوا إلى الإعلامِ حتى يصنعوا
مجداً لكلِّ مغامرٍ وأناني

ليبرِّروا كلَّ الجرائمِ بعدما
بُلَّ القِنَاعُ بأدْمُعِ الأجفانِ

بل بعدما لفُّوا الفضائلَ كلَّها
من غِيِّهم في أسوأِ الأكفانِ

وتعاونوا كي يدفنوا أمجادنا
وَشُعوبَنا في لُجَّةِ الحِرْمانِ

شعبٌ يموتُ من الحصارِ مكبلاً
منْ عندِ بِنْغازي إلى بغدانِ

وبِـ’’خانِ قلعةَ‘‘ ما تحرّكَ مسلمٌ
إلاَّ  وبِيْعَ بأرخصِ الأثمانِ

فالقِرمُ والشيشانُ شَتَّتَ شملَهم
روسٌ صقالبةٌ من العُبْدانِ

شعبٌ تشرّدَ والطغاةُ تدكُّه
من شَطِ قُزْوينٍ إلى قَازَانِ

والمسلمون مخدَّرون كأنهم
بعضُ الضِبَابِ تلوذُ بالكُثبانِ

وجيوشُهم سكرى بخمرةِ ذُلِّها
يومَ الحروبِ تفِرُّ كالفئرانِ

والواهمون الخائبون تخاذلوا
بمجالسِ الوزراء والأعيانِ

ومجالسُ النواب رهنَ إشارةٍ
من أَتْفهِ الغِلْمانِ والصبيانِ

فعقُولُهم مربوطةٌ ببطونِهم
والطَّحْنِ بالأضراسِ والأسنانِ

لا يفقهون مِنَ السياسيةٍ ذرةً
غيرَ المَدِيْحِ لآفةِ النِّسْيانِ

ويسامحونَ عدوَّنا بحقُوقِنا
ويُطالِبونَ الناسَ بالكِتْمانِ

كي لا تفُوحَ روائحُ العصرِ الذي
بَلَغَ الحضيضَ وغاصَ في البُهْتَانِ

فلذا استحقُّوا أن يُقالَ صراحةً:
لا تَحْسبوا الإنسانَ كالحيوانِ

*********

القاء نجيب الموصلي أبو صلاح ؛ كليدار السرداب


Launch in external player

thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16466109
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة