العنوان:التاريخ الشامل للمدينة المنورة منذ أقدم العصور)(الكاتب:محمود السيد الدغيم)(ت .م:01-10-1994)(ت .هـ:26-04-1415)(العدد:11549) (الصفحة:20)  الكتاب:التاريخ الشامل  للمدينة المنورة. المؤلف:الدكتور عبدالباسط بدر. الناشر:خاص، المدينة المنورة - ٤٩٩١

  أول ما نطالعه في »التاريخ الشامل للمدينة المنورة« كلمة: بعنوان:»التاريخ والعبرة« كتبها أمين المدينة المنورة المهندس عبدالعزيز عبدالرحمن الحصين مؤكداً ان هذا الكتاب يشمل تاريخ المدينة المنورة »منذ نشأتها حتى اليوم« . ويلي هذه الكلمة تقديم بقلم الدكتور محمد السيد الوكيل، استاذ التاريخ الاسلامي بالجامعة الاسلامية في المدينة المنورة سابقاً . يورد المؤلف - في المجلد الأول - تاريخ المدينة المنورة (يثرب، قبل الاسلام، فيلقي ضوءاً على تاريخ تأسيس المدينة ويبين اجماع »معظم المصادر العربية على أن (يثرب، اسم لرجل من أحفاد نوح عليه السلام، وان هذا الرجل اسس هذه المدينة فسميت باسمه، ولكنها تختلف في عدد الاجيال التي تفصل (يثرب، عن جَدِّهِ (نوح، عليه السلام« . ويناقش المؤلف الروايات الواردة في موضوع تأسيس المدينة المنورة ومؤسسها، ثم ينتقل الى دراسة »يثرب بعد التأسيس« منذ الجاهلية الأولى، والعماليق ثم المعينيين، والسبئيين والكلدانيين والرومان . ثم يناقش عشراً من الروايات الخاصة بتاريخ الوجود اليهودي فيها ويخلص الى القول:»يمكن ان نعد بدء الاستيطان الحقيقي لليهود في يثرب في القرن الميلادي الأول، وما بعده للأسباب التي ذكرنا . . .« . ثم يستعرض تاريخ الأوس والخزرج، ويورد جداول أنسابهم وما حصل بينهم من حروب، ويذكر »الديانات والعقائد في يثرب« والنشاط الانساني في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والصناعة والعمران . بعد تغطية تاريخ المدينة المنورة في الجاهلية، يتطرق المؤلف الى تاريخ »المدينة المنورة في العهد النبوي« فيذكر دخول أهالي يثرب في دين الاسلام قبل الهجرة وبعدها عندما اصبحت عاصمة الدولة الاسلامية .  ومع التحاق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى تبدأ مرحلة جديدة هي مرحلة العهد الراشدي، وما حصل فيها من احداث أيام أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين . يلي ذلك فصل »المدينة المنورة في العهد الأموي« فيتناول أوضاع المدينة بعد تحول الخلافة الأموية الى دمشق بعد أن كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد نقل الخلافة الى الكوفة في منتصف رجب سنة ٦٣ هـ كانون الثاني (ديسمبر، ٦٥٦م . وبعد مقتل علي بن أبي طالب »بدأت صفحة جديدة في حياة المدينة المنورة في منتصف سنة واحد وأربعين هجرية، (١٦٦م، حيث أصبحت المدينة المنورة امارة من امارات الدولة الأموية، ولكنها امارة تتعلق بها أعين الأمويين، وتحظى بقدر من حبهم وقلقهم واهتمامهم وخوفهم . . .« . ويذكر المؤلف قدوم معاوية الى المدينة وبيعة المسلمين له، وتعيين مروان بن الحكم أميراً عليها وما أنجز فيها من مشاريع، وبعد عزل مروان أمر معاوية بتعيين سعيد بن العاص أميراً على المدينة سنة ٩٤ هـ- ٩٦٦م، ثم اعقبه مروان ثانية سنة ٤٥ هـ ٣٧٦م ولكنه عزل ٦٥ هـ- ٥٧٦م وحلّ محله الوليد بن عتبة بن أبي سفيان . وفي سنة ٠٦هـ-٩٧٦م توفي معاوية وخلفه يزيد فعين عمرو بن سعيد بن العاص الملقب بالأشدق أميراً على المدينة، وآنذاك عانى أهلها من حرب ابن الزبير وخروج الحسين الى الكوفة، وما أعقب ذلك من صراع دموي سنة ٣٦ هـ-٢٨٦م، ثم شهدت المدينة فترة زاهرة في امارة أبان بن عثمان بن عفان (٦٧ - ٣٨ هـ،-٥٩٦ - ٢٠٧م وإمارة هشام بن اسماعيل وأعقبه عمر بن عبدالعزيز سنة ٧٨ هـ- ٥0٧م . . . الخ . ونطالع في المجلد الثاني تاريخ المدينة المنورة منذ امارة داود بن عيسى في مطلع العهد العباسي، وحتى ولاية داود باشا سنة ٠٦٢١هـ- ٤٤٨١م . ويتضمن اسماء أمراء المدينة المنورة في العهد العباسي، وما تعرضت له من عدوان الفاطميين في القرن الرابع الهجري ثم يأتي القرن السادس فيأمر الوزير جمال الدين أبو محمد بن علي بن أبي المنصور الأصفهاني صاحب الموصل »ببناء سور محكم حول المدينة المنورة ( . . .، واللافت للنظر في هذه الأخبار ليس عجز إمارة المدينة عن تجديد سورها وحسب، بل انشغال الخلافتين العباسية والفاطمية عن هذا الأمر الخطير ( . . .، ولم يكتف جمال الدين ببناء السور، بل بنى رباطاً كبيراً فيها أوقفه لفقراء العجم الذين يجاورون في المدينة المنورة، وللزائرين في موسم الحج . . .« . وخلال العصر الأيوبي »عاشت المدينة فترة انتعاش في عهد صلاح الدين الأيوبي، ومعظم عهد الأيوبيين بعده، لا يقلقها شيء سوى قلق الحملة الصليبية التي هدّدتها سنة ٧٧٥هـ-١٨١١م« . ولكن الحملة الصليبية باءت بالفشل، وشهدت العلاقات صراعاً بين أمراء المدينة المنورة وأمراء مكة المكرمة، كما حدثت صراعات داخلية في المدينة تجاوزت العصر الأيوبي وامتدت حتى العصر المملوكي عندما عمت الاضطرابات واختلف وضع المدينة ما بين امارة مستقلة أو تابعة لإمارة مكة المكرمة . وفي العصر العثماني، اهتم السلطان سليم الثاني بشؤون الحجاز فأرسل الاعانات المالية والمواد الغذائية . وفي عهد السلطان سليمان القانوني أمر »بإنشاء سور حجري عالٍ وقوي يحيط بالمدينة من جميع جهاتها، ويمنع أهل الفساد والأذى من دخولها، وكلف نائبه في مصر سليمان باشا بالانفاق عليه من خزانة القاهرة، فكلف سليمان باشا كاتب جدة محمود جلبي بالاشراف على العمارة، وعين شيخ الحرم السيد أحمد الرفاعي ناظراً على العمارة« . بدأ العهد السعودي في المدينة المنورة في ربيع الأول سنة ٠٢٢١هـ-٥٠٨١م حيث »فتحت المدينة أبوابها، وخرج شيخ الحرم والقضاة والأعيان لاستقبال مشايخ آل مضيان ومن معهم من أتباع الحركة الاصلاحية، وكان لقاء السلم والمصالحة، وصلى الجميع في المسجد النبوي، وهدمت القباب المقامة في بعض شوارع المدينة وعلى قبور البقيع« .  وفي سنة ١٢٢١هـ- ٧٠٨١م »وقبل نهاية ذي الحجة وصل الأمير سعود بن عبدالعزيز الى المدينة المنورة في حشد كبير من رجاله، ودخلها وأقام في مقر الامارة، وأحدث تغييرات جوهرية في ادارتها . فقد عزل القاضي والمفتي اللذين ارسلتهما الدولة العثمانية، وأمرهما بالخروج من المدينة المنورة . . .« . ولم يدم الاستقرار طويلاً اذ جرد محمد علي باشا حملة مصرية »كبيرة لمهاجمة الحجاز والاستيلاء عليه بقيادة طوسون بن محمد علي باشا« . ووصلت الحملة الى ميناء ينبع ثم اتجهت الى وادي الصفراء لتشتبك مع القوات السعودية بقيادة عبدالله بن سعود في ٧١ ذي القعدة سنة ٦٢٢١هـ-١١٨١م، وانهزم الجيش المصري »ووقع التشتيت في الدواب والاحمال والخلائق من الخدم وغيرهم، ورجع طوسون باشا الى ينبع البحر بعد أن تغيب يوماً عن معسكره حتى ظنوا فقده« . . . ثم توالت السنوات العصيبة على المدينة المنورة .  المجلد الثالث يتضمن تاريخ المدينة المنورة منذ مطلع القرن الرابع عشر الهجري وحتى الوقت الراهن، كما يتضمن الملاحق والفهارس . وشهدت المدينة في تلك المرحلة انشاء محطة اللاسلكي، ووصول الخط الحديدي اليها، وانشاء جامعة المدينة المنورة، واستقلال المدينة عن مكة المكرمة، وصدور أول صحيفة فيها هي صحيفة »المدينة المنورة« التي أصدرها محمد لبيب البتنوني في موسم حج سنة ٧٢٣١ هـ- ٩٠٩١م ومديرها الشيخ محمد مأمون . وعندما استولى الاتحاديون على السلطة العثمانية ألغوا وظيفة محتسب المدينة المنورة، وأحدثوا فيها وظيفة رئيس البلدية، وعين محمد سعيد الشصلي رئيساً للبلدية سنة ٠٣٣١ هـ- ١١٩١م في أيام المحافظ السوري علي رضا الركابي .  وانتهى الدور العثماني بثورة الشريف حسين أمير الحجاز »ووقع بشير السعداوي والجيش العثماني في ينبع بين جبهتي النار البرية والبحرية، فالمدمرات الانكليزية تهاجم الميناء وتقذف قنابلها المحرقة من الغرب، وفيصل يهاجم من الشرق، وتحت ضغط النيران الكثيفة انسحب السعداوي والجيش العثماني من ينبع البحر ودخلها فيصل ورجاله، واستقبل فيها الضباط الانكليز« . وبدأ العهد الهاشمي بترتيبات ادارية جديدة وعودة المهاجرين، لكن الهاشميين اختلفوا مع سلطان نجد عبدالعزيز »وتفاقمت الأمور وانسحب الشريف حسين الى جدة وتنازل عن العرش لابنه الشريف علي أمير المدينة، ودخل عبدالعزيز مكة ثم فرض حصاراً على جدة ( . . .، وغادر الحسين جدة يوم ١١ ربيع الأول ٣٤٣١هـ-٢١-تشرين الأول (اكتوبر، ٤٢٩١م، الى العقبة ( . . .، وفي ٧١ ربيع الأول ٣٤٣١هـ-٧١-٠١-٤٢٩١م دخل الجيش السعودي مكة دون إراقة دماء ( . . .، وتحرك الجيش السعودي فضرب الحصار على جدة في جمادى الأولى ٣٤٣١هـ، وتوجه شطر منه الى المدينة ليضرب الحصار عليها أيضاً« . وبدأ العهد السعودي في المدينة المنورة بتعيين محمد بن عبدالعزيز اميراً عليها اعتباراً من جمادى الأولى سنة ٤٤٣١هـ-٥٢٩١م وبدأ عهد جديد امتاز بترتيبات ادارية جديدة حيث »أعلن عن تأسيس مجالس استشارية محلية في كل من مكة والمدينة وجدة وينبع والطائف للنظر في المسائل المحلية الهامة . . .« .  ووصل الملك عبدالعزيز الى المدينة المنورة في أواخر ربيع الثاني سنة ٥٤٣١هـ وتتابعت التنظيمات الادارية وتطور التعليم وانتشر الأمن وفي سنة (٦٤٣١هـ،-٧٢٩١م »بدأت شركة الكهرباء توسيع خدماتها بعد ان كانت مقتصرة على الحرم وساحاته«، وتطور البريد سنة ٨٤٣١هـ-٩٢٩١م، ووصلت المدينة أول رحلة جوية من جدة سنة ٥٥٣١ هـ-٦٣٩١م وصدر العدد الأول من مجلة »المنهل« لصاحبها عبدالقدوس الانصاري في ذي الحجة ٥٥٣١هـ-شباط (فبراير، ٧٣٩١م، وتتابع تطور المدينة المنورة حتى الزمن الحاضر . 11663 (الحياة، . . . . . . . . . . .عام (العنوان:التاريخ الشامل للمدينة المنورة منذ أقدم العصور)

شاهد الحرمين الشريفين

اضغط هنا