قصيدة : نداء الحب
شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
الثلاثاء 13 تموز / يوليو 1999 م
أَ صَوْتُ عَفْرَاْءَ قَدْ نَاْجَاْكَ؟ أَمْ وَتَرُ؟ = أَمْ رَدَّدَ الشِّعْرَ نَجْمُ اللَّيْلِ؛ وَالْقَمَرُ؟
فَقُمْتَ تَقْرِضُ أَشْعَاْراً؛ وَتَكْتُبُهَاْ
كَأَنَّكَ الشَّاْعِرُ الْمَجْنُوْنُ[1]؛ أَوْ عُمَرُ[2]
وَتَسْتَعِيْرُ ـ جَمِيْلَ الصَّبْرِ ـ مِنْ جَمَلٍ
وَحُبُّ عَفْرَاْءَ ـ فِيْ جَنْبَيْكَ ـ يَسْتَعِرُ
فَيَطْرُدُ النَّوْمَ عَنْ عَيْنَيْكَ إِنْ غَمِضَتْ
كَيْ يَسْتَمِرَّ ـ مَدَىْ أَيَّاْمِكَ ـ السَّهَرُ
وَتَنْظِمَ الشِّعْرَ إِكْرَاْماً لِخَاْطِرِهَاْ
مَهْمَاْ تَعَاْظَمَ ـ فِيْ لَيْلِ الْهَوَى ـ الْخَطَرُ
عَفْرَاْءُ أَغْزَلُ مَنْ غَاْزَلْتَ؛ وَ اسْتَمَعَتْ
شِعْراً تَثَنَّىْ عَلَىْ إِيْقَاْعِهِ الشَّجَرُ
وَبَاْدَلَتْكَ كُؤُوْسَ الْحُبِّ صَاْفِيَةً
وَغَاْزَلَتْكَ فَضَاْعَ الْعَقْلُ؛ وَالْفِكَرُ
فَرُحْتَ تَغْزِلُ آمَاْلاً؛ وَ تَنْسِجُهَاْ
وَفِيْ خَيَاْلِكَ أَوْهَاْمٌ لَهَاْ صُوَرُ
وَأَهْلُ عَفْرَاْءَ! قَدْ حَاْكُوْا مُؤَامَرَةً
بِئْسَ الْقَرَاْرُ الَّذِيْ فِيْ أَمْرِهِ ائْتَمَرُوْا
يَاْ وَيْلَ مَنْ يَعْضِلُ الْحَسْنَاْءَ إِنْ عَشِقَتْ
وَيَقْتُلُ الْحُبَّ؛ وَالْمَحْبُوْبُ يَنْتَحِرُ
هَذَاْ؛ وَهَذَاْ يُذِيْبُ الْقَلْبَ مِنْ أَلَمٍ
وَيُزْهِقُ الرُّوْحَ، وَالآمَاْلُ تَنْكَسِرُ
كَمَاْ تَكَسَّرُ أَلْوَاْحُ الزُّجَاْجِ إِذَاْ
أَهْوَىْ عَلَيْهَاْ ثَقِيْلُ الصُّلْبِ؛ أَوْ حَجَرُ
فَكَمْ تَشَظَّتْ قُلُوْبٌ بَعْدَمَاْ وَقَعَتْ
فِيْ أَبْحُرِ الْعِشْقِ، وَالْحِيْتَاْنُ تَنْتَشِرُ
وَالْحُوْتُ يَجْهَلُ مَاْ بِالْعِشْقِ مِنْ عِبَرٍ
لاْ شَكَّ؛ قَدْ غَاْبَ عَنْ يَأْفُوْخِهِ الْخَبَرُ
فَالْعِشْقُ يُقْتَلُ ـ دَوْماً ـ فِيْ مَرِاْبِعِنَاْ
وَقَاْتِلُ الْعِشْقِ وَالْعُشَّاْقِ يَنْتَصِرُ
لِذَاْ دَعَوْتُ إِلَىْ تَصْحِيْحِ مَاْ فَعَلُوْا
فَحَصْحَصَ الْحَقُّ؛ وَالإِنْصَاْفُ؛ وَالْعِبَرُ
هذه الأبيات من البحر البسيط.
[1] - الْمَجْنُوْنُ: قيس بن الملوح بن مزاحم العامري. شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد. أحد الشعراء العذريين. وهو مَجنون لَيلى، وقد مات سنة 68 هـ / 687م، ولم يكن مجنوناً، وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها عن قيس، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وُجِدَ مُلقىً بين أحجار وهو ميت، فحُمِل إلى أهله.
[2] - عُمَرُ: هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة المخزومي القرشي. أبو الخطاب. أمير شعراء الغزل. ولد بالمدينة المنورة سنة 23 هـ ليلة قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وابن أبي ربيعة أرقّ شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق. ولم يكن في قريش أشعر منه؛ سلك في الغزل مسلك القصص، يصف النساء ويحكي حديثهن ومداعبتهن، ويذكر أمره معهن، فبهر الناس حتى حملهم على الإقرار لقريش بالشعر، وكانوا ينكرونه عليها. ورُفِعَ أمرُهُ إلى عمر بن عبد العزيز وكان والياً على المدينة المنورة، فنفاه إلى جزيرة (دهلك) إحدى جزر البحر الأحمر، بين اليمن والحبشة، ثم غزا في سبيل الله في البحر سنة 68 هـ، فاحترقت السفينة به وبمن معه فمات حرقاً وغرقاً.