قصيدة : أسعد الله مساها

شعر؛ د. محمود السيد الدغيم

لندن : الأربعاء 8 حزيران/ يونيو 2005م

أَسْعَدَتْنِيْ؛ أَسْعَدَ اللهُ مَسَاْهَاْ
غَاْدَةٌ، قَدْ جَمَعَتْ حُسْناً، وَجَاْهَاْ

وَاسْتَبَدَّتْ بَعْدَمَاْ هَبَّ الْهَوَىْ
وَاكْتَوَى الْعَاْشِقُ، وَالْعِشْقُ تَنَاْهَاْ

وَطَوَتْ أَوْرَاْقَ حُبٍّ عَاْبِرٍ
زَاْنَهَا الإِخْلاْصُ، وَالْغَدْرُ مَحَاْهَاْ

فَتَلَقَيْتُ مُصَاْبِيْ صَاْبِراً
وَرَدَعْتُ النَّفْسَ عَنْ مَاْضِيْ هَوَاْهَاْ

قُلْتُ: يَاْ نَفْسُ !! اسْتَفِيْقِيْ، وَارْعَوِيْ[1]
وَاصْطَفِيْ لِلدِّيْنِ؛ وَالدُّنْيَاْ سِوَاْهَاْ

قَاْلَتِ النَّفْسُ: أَمَاْ شَاْهَدْتَهَاْ
حِيْنَ هَزَّتْ مَسْرَحَ[2] الرَّقْصِ رُبَاْهَاْ

وَتَغَنَّتْ حَوْلَهَاْ فِيْ حُسْنِهَاْ
شَاْدِيَاْتٌ: طَيَّبَ اللهُ[3] ثَرَاْهَاْ

كَيْفَ أَنْسَىْ مِنْ لَمَاْهَاْ[4] رَشْفَةً
أَسْكَرَتْنِيْ حِيْنَمَاْ جَاْدَ جَنَاْهَاْ

رِيْقُهَاْ شُهْدٌ نَقِيٌّ مُسْكِرٌ
فَاْضَ كَالْكَوْثَرِ[5] فِي الْمُزْنِ[6]، فَآهَاْ

لاْ تَلُمْنِيْ بَعْدَمَاْ وَرَّطْتَنِيْ
فَالْعُيُوْنُ النُّجْلُ[7] تَرْمِيْ مَنْ رَمَاْهَاْ

زِيْنَةُ الدُّنْيَاْ غَرَاْمٌ صَاْخِبٌ
وَشِفَاْهٌ[8] يُثْمِرُ الْحُبُّ شِفَاْهَاْ[9]

كُلَّمَاْ جَاْدَتْ يَطِيْبُ الْمُلْتَقَىْ
وَيَفِيْضُ الشُّهْدُ فِيْ بَحْرِ غَوَاْهَاْ[10]

فَتَرَى الْعَيْشَ لَذِيْذاً نَاْعِماً
خَاْلِياً مِنْ كُلِّ هَمٍّ، لاْ يُضَاْهَىْ

فَاسْتَعِذْ مِنْ شَرِّ نَفْسٍ وَسْوَسَتْ
وَاسْتَسَاْغَتْ ـ فِي الْهَوَىْ ـ مَاْ قَدْ دَهَاْهَاْ

أَرْهَقَتْهَاْ شَهَوَاْتٌ عِدَّةٌ[11]
وَرَمَتْهَاْ حِيْنَمَا الْحُبُّ رَمَاْهَاْ

إِنَّهَا النَّفْسُ الَّتِيْ مَاْ بَرِحَتْ
تَأْمُرُ الْقَلْبَ، وَتَنْهَىْ مَنْ عَصَاْهَاْ

رُبَّ نَفْسٍ فُطِمَتْ لَكِنَّهَاْ
لَمْ تَزَلْ تَعْشَقُ بَدْراً فِيْ سَمَاْهَاْ

كُلَّمَاْ صُدَّتْ؛ أَرَاْدَتْ عَوْدَةً
عَلَّهَاْ تَحْمِيْ مِنَ الْعَذْلِ[12] حِمَاْهَاْ

وَتُعِيْدُ الْحُبَّ مِنْ أَوَّلِهِ
مِثْلَمَاْ كَاْنَ، وَكَاْنَتْ فِيْ صِبَاْهَاْ

تُسْعِدُ الْعُشَّاْقَ فِيْ لَيْلِ الأَسَىْ[13]
كُلَّمَاْ نَاْحَتْ، وَآسَاْهُمْ أَسَاْهَاْ

قِصَّةُ الْعِشْقِ مَعَ النَّفْسِ جُنُوْنٌ
وَفُنُوْنٌ يَخْدَعُ النَّاْسَ صَدَاْهَاْ[14]

فَتَرَى الْمَقْتُوْلَ يَهْتِفُ رَاْضِياً:
أَسْعَدَتْنِيْ، أَسْعَدَ اللهُ مَسَاْهَاْ
هذه القصيدة من بحر الرمل[15]، وهو البحر الثامن.



[1]  - الرَّعْوُ، والرَّعْوَةُ، ويُثَلَّثانِ، والرَّعْوَى، ويُضَمُّ، وَالإِرْعِوَاءُ، والرُّعْيَا، بالضم: النُّزوعُ عن الجَهْلِ، وحُسْنُ الرُّجُوعِ عنه، وقَد ارْعَوَى. وَوَرِع الرجل: يرِع ويورَع وورَع يرَع وورُع يورُع (من باب حسِب وعلِم ومنَع وكرُم) وَرَاعةً ووَرْعًا ووَرَعًا ووَرُوعًا ووُرُوعًا: تحرَّج، أي: جانَبَ الإثم، وكفَّ عن المعاصي والشبهات.

[2]  - مَسْرَحٌ ـ  جمها: مَسَارِحُ. من سرح. ومَسْرَحُ الْمَاشِيَةِ: مَرْعَاهَا، ومَسْرَحُ التَّمْثِيلِ: مَكَانٌ مُرْتَفِعٌ على قَاعَةٍ مُعَدَّةٍ لأَدَاءِ تَمْثِيلِيَّاتٍ أَوْ مَقَاطِعَ غِنَائِيَّةٍ أو رقصات، ومَسْرَحَ العَمَلِيَّاتِ العَسْكَرِيَّةِ: سَاحَةَ الْمَعْرَكَةِ.

[3]  - الثَّرَى، من: ثرو؛ وثري: النَّدَى. والترابُ النَّدِيُّ. والأرضُ، وقولهم: طيَّبَ اللهُ ثراهُ، دعاءٌ للمُتَوفَّى بأن يغمره اللهُ برحمته، ويقال: أَيْنَ الثَّرى من الثُّريّا؟ أي: ما أبعد الفرق بينهما. والثرى: الخير، والجمع: أَثْراءٌ.

[4]  - لَمَى لَمًى ولُمِيَّا: فهو أَلْمَى، وهي لمياءُ، يقال للتي اسودّت شفتُها. واللِّمَى واللُّمَى سُمرةٌ في باطن الشفة، أو شَرْبَةُ سوادٍ فيها، وذلك ممَّا يُستحسَن، والأَلْمَى: الذي بشفتهِ لَمًى، والأنثى: لَمْياءُ، وجمعها: لُمْيٌ، واللَّمْيَاءُ: شَفةٌ أو لِثَةٌ لَمْياءُ: لطيفةٌ قليلةُ الدَّمِ، أو قليلةُ اللحم. ويقال: لَمِيت الشَّفةُ: اسْمَرَّتْ.

[5]  - كوثر، تكوثرَ الشيءُ: كثر وتراكم، والكَوْثَر: الكثير من كل شيءٍ، والكثير الملتفُّ من الغبار، والكوثر: والإِسلام والنبوَّة، والرجل الخيّر المعطاءُ، والسيّد والنهر، والكوثر: نهر في الجنَّة تنفجر منهُ جميع أنهارها. وكلُّ كثير في العدد، أو كبير في القدر والخَطَر فإن العرب تسمّيهِ كوثرًا.

[6]  - المُزْن: السحاب يحمِل الماءَ، أو أبيضهُ، أو ذو الماءِ. وحَبُّ المُزْن: البَرَد. والْمُزْنَة: القطعة من المُزْن. ويقال للهلال: ابن مُزْنَة لخروجهِ منها. والمُزْنَة أيضًا: المَطَرَة. يقال: أنزل اللّه المُزْنَة. أي: المَطَرَة.

[7]  - نَجِلَ يَنْجَلُ نَجَلاً: اتَّسَعَتْ عَيْنُهُ، وحَسُنَت؛ نَجِلَت الفتاة. وطَعْنة نَجْلاء أَي: واسعة بَيِّنة النَّجَل. والنَّجَل بالتحريك: سعة شقِّ العين مع حُسْنٍ, نَجِل نَجَلاً وهو أَنْجَل، والجمع: نُجْل و نِجال وعين نَجْلاء, وعينان نَجْلاواْن (ونجلاوين).

[8]  - شِفَةٌ، شَفَةٌ، والجمع: شِفَاهٌ، شَفَايِفُ. من شفه. ومنه: شَفَتَا الإِنْسَانِ، والعامَّة تقول الشِّفَّة بالكسر والتشديد. وأَحْمَرُ الشِّفَاهِ: قَلَمٌ ثَخِينٌ مُلَوَّنٌ  يُسْتَخْدَمُ لِتَلْوِينِ الشَّفَتَيْنِ. والشُّفَاهِيُّ: العظيم الشّفة وهو من تغيير النسب.

والشفة تجمع على: شفاه وشَفَوات؛ والمشافهة: المخاطبة مواجهةً من فيك إلى فيهِ.

[9]  - الشِّفَاءُ من شفي: مصدر البُرءُ من المَرَض، ودواءٌ النّفس، وشُفِيَ من شفي، وشُفِيْتُ، أُشْفَى. وشُفِيَ مِنْ مَرَضِهِ: بَرِئَ، أَيْ: ذَهَبَ عَنْهُ مَرَضُهُ. وشَفَيْتُ، أَشْفِي، اِشْفِ، مصدر. شِفَاءٌ.

[10]  - غَوَى: يَغْوِي غَيًّا، وغَوِيَ غَوَايَةً ولا يُكْسَرُ، فهو غاوٍ وغَويٌّ وغَيَّانُ: ضَلَّ، وغَواهُ غَيْرُهُ وأغْواهُ وغَوَّاهُ، والغاوُونَ: الشياطِينُ، أو مَن ضَلَّ من الناسِ، (والْمُغَوَّاةُ: (مُشددةً) المُضِلَّةُ. وغَوَى يَغْوي اِغْوِغَيّاً وغَوَايَةً. وغوي: أَمْعَنَ في الضَلال. وغَوَّى من غوي، غَوَّى، يُغَوِّي، والمصدر: تَغْوِيَةٌ.

[11]  - عدد، العِدَّةُ : مقدار ما يُعَدُّ، عدد من الأشياءِ، وعِدَّةٌ مِنْ الأَيَّامٍ، ويقال: قَرَأَ عِدَّةَ كُتُبٍ، والعِدَّة: الجماعة وهي في الأصل مصدرٌ ثم اسُتعمِلت للجماعة المعدودة سواءٌ كان عددها معلومًا أو غير معلوم. يقال: رأيت عِدَّة رجال، وعِدَّة نساءٍ أي جماعة منهم. والجمع: عِدَد.

[12]  - عذَلهُ يعذُلهُ عَذْلاً: لامهُ، وعذَّلهُ بمعنى: عذَلهُ، وتعذَّل فلان واعتذل: قَبِلَ الملامة، ولام نفسهُ وأعتب. والعاذِل: اسم فاعل، والجمع: عُذَّل وعُذَال وعَذَلةٌ. وعواذل، والعاذلة: مؤَنَّث العاذِل، والجمع: عواذل. والعَذَّال: الكثير العذل. العَذَّالة: الكثيرة العذل؛ والعَذُول: الكثير العذل. والتَعْذَال: العذل. والمُعذَّل: من يُعذِّل لإفراط جودهِ.

[13]  - أسا الجُرْحَ أَسْواً وأساً: داواهُ وبَيْنَ القوم: أصْلَحَ. والأَسُوُّ كعَدُوٍّ، والجمع: آسِيَةٌ. والآسِي: الطبيبُ، والجمع: أُساةٌ وإساءٌ كقُضاةٍ وظِباءٍ. ووأسَّاهُ تأْسِيَةً فَتَأَسَّى: عَزَّاهُ فَتَعَزَّى.والأَسَا: الحُزْنُ، وهو أَسْوانُ: حَزِينٌ، وأَسِيَ عليهِ يَأْسَى أَسًى(يائيٌّ): حزن فهو آسٍ وأَسْيَان وهي آسِيَة وأَسْيَانة.

[14]  - الصَّدَى: العطش، والصَّدَى أيضًا: ما يردُّهُ الجبل وغيرهُ على المصوّت فيهِ بمثل صوتهِ. أو هو صوتٌ يرجع من الصّوت إذا خرج ووجد ما يحبهُ ولذلك يقال لهُ رَجْع الصَّدَى. وصَدَّى يُصَدِّي صَدِّ تَصْدِيَةً من صدَّى الأصواتَ: جعلها تتجاوب.

[15]  - بحر الرمل، بحر غنائي، ومفتاحه:

رمل الأبحر ترويه الثقاتُ - - فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن.

/ه//ه/ه. ///ه/ه. /ه//ه/. ///ه/.ــ /ه//ه. ///ه. /ه//ه ه.

تمت قراءة هذه القصيدة في برنامج واحة الشعر

للمشاهدة والاستماع : اضغط هنا