للاستماع والتحميل : علوم ومعارف – علم الخط
Science and knowledge, By Dr. Mahmoud EL-Saied EL- Doghim
إعداد وتقديم وإخراج: د. محمود السيد الدغيم
ثلاث حلقات علم الخط العربي، ورسالة: الخط والقلم لابن قتيبة

Launch in external player

لتحميل الرسالة للقراءة

اضغط هنا


أعدَّ هذا البرنامج الإذاعي اليومي الصباحي وقدّمه: د. محمود السيد الدغيم حينما كان يعمل في محطة ام بي سي اف ام، وكان بثُّ هذا البرنامج بعد صلاة الصبح مباشرة بتوقيت مكة المكرمة، والهدف منه الفصل بين الأذان، وبقية البرامج، وقدَّمَ من هذا البرنامج أكثر من مئتي حلقة بمعدل حلقة واحدة يومياً، وفي هذه الحلقات معلومات عن : علم الخط العربي، ورسالة: الخط والقلم لابن قتيبة
وكان تاريخ بث هذه الحلقات الخمس المباشر ابتداء من يوم: الأحد : 7/1/2001 م حتى يوم الثلاثاء: 9/ 1 / 2001 م
مجموع زمن هذه الحلقات هو: نصف ساعة. نأمل لكم وقتاً ممتعاً ومفيداً

****

رابط تحميل الملف

اضغط icon calligraphe.ram (6.86 MB)  هنا

***
إذا لم تسمعوا الصوت فهذا يعني أن ليس لديكم برنامج ريل بلير، ومع ذلك يمكنكم الاستماع بتشغيل الملف التالي "فلاش" بالضغط على السهم الأبيض وسط المربع الأسود


***

مؤلفات ابن قتيبة المطبوعة

رسالة الخط والقلم
المؤلف:
عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
صفحة: 44
القياس: 24cm x 17cm
تعريف:  رسالة الخط والقلم، تحقيق : حاتم صالح الضامن،  بيروت : مؤسسة الرسالة، ط 2، 1989م
ما هو القلم ولماذا سمي كذلك، ما هي وجوه البراية، ماذا عن الدواة والمداد والحبر؟ ما هو الكتاب ولماذا سمي كذلك، ما هو المط والتطليس والقرطاس والسحاة والعنوان والخاتم والقراءات ووجوهها؟ هذه رسالة في القلم والكتابة تشرح هذه الامور، وفي هذه الطبعة ايضا تحقيق علمي يؤكد نسبة الرسالة لابن قتيبة.

تفسير غريب القرآن
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
شرح: إبراهيم رمضان
عدد الاجزاء: 1،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: دار ومكتبة الهلال،   
 
تأويل مختلف الحديث
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
شرح: سعيد اللحام
عدد الاجزاء: 1،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: دار ومكتبة الهلال، 
 تأويل مختلف الحديث
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
عدد الاجزاء: 1،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: دار الجيل،
تأويل مختلف الحديث
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
عدد الاجزاء: 1،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع،

عيون الاخبار
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
تحقيق: محمد الإسكندراني
عدد الاجزاء: 4،  سنة النشر: 1997،  الطبعة رقم: 3،  الناشر: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع، 

الشعر والشعراء
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
تحقيق: حسن تميم، محمد عبد المنعم العريان
عدد الاجزاء: 1،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: دار احياء العلوم، 
الشعر والشعراء
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
عدد الاجزاء: 2،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: دار الثقافة، 
 
أدب الكاتب
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
تحقيق: محمد الفاضلي
عدد الاجزاء: 1،  سنة النشر: 2001،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: دار الجيل، 
أدب الكاتب
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
تحقيق: محمد الدالي
عدد الاجزاء: 1،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، 
 
الأشربة وذكر اختلاف الناس فيها
المؤلف: عبدالله إبن مسلم إبن قتيبه (الدينوري)
تحقيق: ياسين محمد السواس
عدد الاجزاء: 1،  سنة النشر: 1999،  الطبعة رقم: 1،  الناشر: دار الفكر المعاصر للطباعة والنشر والتوزيع

تعبير الرؤيا - لابن قتيبة الدينوري : دار غراس

( 56 - الجراثيم: ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 228هـ وصفه بروكلمان 2 / 228 بقوله: وهو مستوعب لأسماء أصول العالم والبهائم وكل نسمة تعرف. (نشره لويس شيخو ملحقاً بكتاب فقه اللغة للثعالبي) . )
- ابن قتيبة توفي سنة 276
- هذا الكتاب لا يعرف له إلا مخطوطة وحيدة في الظاهرية بدمشق
- الصحيح أن هذا الكتاب ليس لابن قتيبة؛ لأسباب كثيرة:
منها أنه ليس بأسلوب ابن قتيبة على الإطلاق
ومنها أنه ينقل عن مصادر متأخرة عن ابن قتيبة
ومنها أنه سمى نفسه في بعض مواضع من الكتاب باسم (أنس)
ومنها أنه ذكر مناظرة جرت بينه وبين نفطوية المتوفى بعد ابن قتيبة بنحو خمسين سنة
- صدر هذا الكتاب محققا في مجلدين بتحقيق محمد جاسم الحميدي (نشر وزارة الثقافة بسورية)

*

وقد نسب الشيعة كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة السني، وهو في الحقيقة لابن قتيبة الشيعي وهو شخص آخر

**

تراث ابن قتيبة المهرَّب من الشام إلى الجامعة العبرية

يذكر لنا الشيخ المحقق مشهور حسن آل سلمان قصة مخطوطة كتاب " تأويل الرؤيا " لابن قتيبة الدينوري ويقول في مقدمة تحقيقه: إن هذا المخطوط كان في مطلع الثلاثينات ملكاً لمكتبة مجمع اللغة العربية في دمشق وقام بوصف دقيق لهذا المخطوط والإشارة لمكانه المذكور آنفاً العلامة الأديب علي الطنطاوي رحمه الله وذلك على صفحات مجلة الرسالة الأدبية ثم اختفى هذا المخطوط ليظهر في أواخر التسعينات من هذا القرن محققا في الجامعة العبرية في القدس ومع المقارنة مع المخطوط والوصف القديم من الشيخ علي الطنطاوي تجد أن المخطوط هو بعينه الذي كان في سوريا حتى تمت له عملية الاغتيال التراثي هذه - بأي صورة من الصور - حتى آل بعدها للجامعة العبرية " وقس على هذا الكثير الكثير.

والسؤال الموجه إلى مكتبة الأسد : مَن الذي هرّب الكتاب من سوريا إلى الجامعة العبرية، وكم هو عدد المخطوطات السورية التي هربت أثناء وبعد نقل المخطوطات من المكتبات السورية إلى مكتبة الأسد؟؟

***

^^العودة إلى أعلى^^ الصفحة

***

حياة ابن قتيبة
نظرة في مصادر ومراجع ترجمة ابن قتيبة :
هذه مصادر ومراجع ترجمة ابن قتيبة ، على الترتيب الزمني لاصحابها، فيها تكنز مفردات حياته ، منهم من نشرها ومنهم من طواها ، وما اثبته كان بين ذلك عوانا . وتناولت المهم من حياته في مواطن اثير حولها جدال ، وابديت الراي في موضع الحاجة ، ومع ذلك كان بحثا قائما على الاختصار يتناسب مع المقام ، وقد كفاني عناء الاطالة اصحاب البحوث الكبيرة في دراساتهم، واية محاولة للاطالة تكون عيالا عليهم ، تجول في ميدانهم وتجتر كلماتهم وليس في ذلك سبق أو غناء . ومن يستشف المزيد يطلبه من مظانه .
^^العودة إلى أعلى^^ الصفحة

المصـــادر :
 أبو الطيب اللغوي (351هـ) مراتب النحويين ص 137
 الازهري (370هـ) مقدمة التهذيب ص 12،16
 الزبيدي (379هـ) طبقات النحويين ص 183
 ابن النديم (385هـ) الفهرست ص 115
 الخطيب البغدادي (463هـ) تاريخ بغداد 10/170
 السمعاني (562هـ) الانساب 4/452
 ابن الانباري (577هـ) نزهة الالباء 160
 ابن الجوزي (597هـ) المنتظم 5/ 102
 ابن الاثير (630هـ) اللباب 3/ 15؛ الكامل 6/ 359
 القفطي (646هـ) انباه الرواة 2/ 145
 النووي (676هـ) تهذيب الاسماء واللغات 2/ 281
 ابن خلكان (681هـ) وفيات الاعيان 3/ 40
 الذهبي (748هـ) ميزان الاعتدال 2/ 330؛ العبر 1/397 سير اعلام النبلاء 10/ 625؛ تذكرة الحفاظ 2/5 اعلام النبلاء10/ 625؛ تذكرة الحفاظ 2/ 185الصفدي (764هـ) الوافي بالوفيات 17/ 608
 اليافعي (768هـ) مرآة الجنان 2/ 191
 ابن كثير (774هـ) البداية والنهاية 11/48
 القرشي (775هـ) الجواهر المضيئة
 ابن قطلوبغا (789هـ) تاج التراجم
 ابن فرحون المالكي (799هـ) الديباج المذهب 1/161
 ابن قاضي شهبة (851هـ) طبقات النحاة 2/ 345
 ابن حجر (852هـ) لسان الميزان 3/ 358
 ابن تغري بردي (874هـ) النجوم الزاهرة 3/75
 السيوطي (911هـ) بغية الوعاة 2/ 63
 الداودي (950هـ) طبقات المفسرين 1/ 251
 محمد الطيب (952هـ) قلادة النحر في وفيات اعيان الدهر
 ابن العماد الحنبلي (1089هـ) شذرات الذهب 2/ 169
المـراجـع :
 الخونساري (1313هـ) روضات الجنات 5 / 105
 اسماعيل البغدادي (1920م) هدية العارفين 1/ 441، 442
 محمد كرد علي كنوز الاجداد 88 – 96
 محمد كرد علي مقدمة كتاب الاشربة
 محب الدين الخطيب مقدمة كتاب الميسر والقداح
 سيد أحمد الصقر مقدمة تاويل مشكل القرآن
 محمد عبد القادر حاتم مقدمة عيون الاخبار
 ثروت عكاشة مقدمة المعارف
 جورجي زيدان تاريخ اداب اللغة العربية 2/ 197
 دائرة المعارف الاسلامية ابن قتيبة
 اسحاق موسى الحسيني ابن قتيبة - ترجمة : هاشم ياغي
 عبد الحميد سند الجندي ابن قتيبة
 عبد الله الجبوري ابن قتيبة والشعوبية

^^العودة إلى أعلى^^ الصفحة

اسمه وكنيته ونسبه :
اسمه عبد الله بن مسلم بن قتيبة بن [مسلم](1)، وكنيته : أبو محمد(2). ويقال لـه : القُتبي(3) والقتَيبي نسبة إلى جده(4). ويقال لـه : الدينوري، نسبة إلى الدينور(5)، لانه اقام بها قاضيا في وزارة عبيد الله ابن خاقان . وقد انفرد السمعاني برواية : ان ابن قتيبة من اهل الدينور(6).
ويقال لـه - ايضا - : المروزي نسبة إلى بلد ابيه (( مرو الشاهجان ))(7) أو مرو العظمى في خراسان . ويقال لـه : الكوفي ، والبغدادي ، نسبة إلى مكان ولادته وسكناه . ويقال لـه : الجبلي ، نسبة إلى الجبل .
وهكذا سجل اقدم من ترجم له من العلماء هذه الالقاب المتعددة ، فابو الطيب الحلبي يدعوه بالدينوري ، والزبيدي يدعوه المروزي ، وابن النديم يدعوه الكوفي ، والبيروني يدعوه الجبلي ، والخطيب البغدادي يدعوه حينا الدينوري ، وحينا اخر المروزي . واما سائر المصادر فلا تعدو هذه النسب(8)، ويمكن جمعها في صيغة واحدة : فهو القتبي لقبا ، والمروزي اصلا ، والدينوري عملا، والكوفي مولدا ، والبغدادي موطنا .

ولادتـه :
اختلف العلماء في مسقط راسه بين الكوفة وبين بغداد ، فابن النديم (385هـ) يرى انه ولد في الكوفة ، وتابعه على ذلك ابن الانباري (577هـ) وابن الاثير (630هـ) . ويرى الخطيب البغدادي (463هـ) انه ولد في بغداد ، وتابعه عليه السمعاني (562هـ) والقفطي (646هـ) ويرجح الباحثون المعاصرون ان مسقط راسه الكوفة ، لانه دعي بالكوفي في المصادر القديمة ولم يدع بالبغدادي ، وان مصادر ولادته في الكوفة هي الاقدم ، وانه قضى اخر حياته في بغداد وكانت
بداية حياته بين الكوفة والبصرة(1).
اما سنة ولادة ابن قتيبة فقد اغفلها مترجموه الاوائل ، ولا هو اشار اليها أو سجلها ، ولم يثبتها تلاميذه ، مما شكل غموضا ، وجاء في القرن السابع ابن خلكان (681هـ) ليزيل هذه الغشاوة ، متخذا سنة (213هـ) تاريخا لمولده ، دون ان يذكر مصدرا أو دليلا ، ولذا لم يكن مقنعا للدارسين المعاصرين ، واثاروا حوله الشكوك ، واعتبروها رواية احاد ، وقال الحسيني : (( ولهذا كله اتردد في قبول سنة 213هـ تاريخا لميلاد ابن قتيبة ))(2).
وثمة عبارة لابن قتيبة يستدل بها البعض على انه ولد قبل هذا التاريخ . فقد قال في الشعر والشعراء في ترجمة دعبل الخزاعي (245هـ) : انه نمى شعر لدعبل في هجاء المعتصم (( فامر بطلبه فاستتر ، … ورايته وهو يحلف ما قال : الشعر ، وانما قيل على لسانه وكيد به ))(3). ثم يقول : (( وسئل وانا حاضر عن اجود شعره ، فقال : القديمة ))(4). ومعنى ذلك انه كان في زمن المعتصم (218- 227هـ) قد بلغ الرابعة عشرة من عمره ، وهذه سن لا تخول لصاحبها ان يشارك في حلبات الادب(5). وارجح ان تاريخ ميلاده كان في العقد الأول من القرن الثالث الهجري .

وفاتــه :
في الوقت الذي سكت المترجمون عن ميلاد ابن قتيبة ، وكانهم اتفقوا على السكوت ، اختلفوا في سنة وفاته ، فالزبيدي يحدد 276هـ(6)، وابن النديم يذكر 270هـ(7)، والخطيب البغدادي يورد اول رجب سنة 276 هـ ، اعتمادا على ابن المنادي ، وذا القعدة سنة 270هـ اعتمادا على رواية أحمد القاضي( )، ويذكر السمعاني( )، وابن الانباري( )الروايتين ، ويرجح ابن
الاثير( )، والنووي ( )، وابن خلكان( )سنة 276هـ مع ذكرهم سنة 270هـ .
ويميل الباحثون المعاصرون إلى تاكيد سنة 276هـ وفاة ابن قتيبة( )، وذلك اعتمادا على رحلة قاسم بن اصبغ البياني (ت340هـ) من الاندلس إلى العراق ، وروايته عن ابن قتيبة وجماعة سنة 274هـ . كما ذكر في معجم البلدان( ). وعلى النص الموجود في اقدم نسخة قوله : (( واقام ببغداد إلى ان توفي في رجب سنة (276هـ) )) ( ).
اما سبب موته فيكاد مترجموه يجمعون على انه (( اكل هريسة ، فاصاب حرارة ، ثم صاح صيحة شديدة ، ثم اغمي عليه إلى وقت صلاة الظهر ، ثم اضطرب ساعة ، ثم هدا ، فما زال يتشهد إلى وقت السحر ، ثم مات )) ( ).

(1) اضافها الكندي ينظر رفع الاصر عن قضاة مصر 1/ 73 .
(2) كنيته واسمه في دائرة المعارف الاسلامية (( ابو عبد الله محمد بن مسلم بن قتيبة ))
(3) نسبة إلى القَتب : واحد الاقتاب وهي الاكف التي توضع على نقالة احمال الجمل . ( الزمخشري : اساس البلاغة – دار صادر بيروت – 491 ) ، ( ابن منظور : لسان العرب – دار صادر بيروت – 1/ 661)
(4) ذكرهما ابن القيسراني في الانساب المتفقة ( نشر D.P.DEJONGE ، مكتبة المثني ) ص 119 ، وابن الاثير في اللباب ( دار صادر – بيروت 1980) 3/ 15
(5) الدينور من مدن الجبل قرب قرميسين ( ياقوت : معجم البلدان ( دار صادر ) 2/ 545 )
(6) الانساب – ( مؤسسة الكتاب الثقافية - بيروت ) 4 / 452
(7) اما من نسبه إلى (( مرو الروذ )) غير صحيح لان النسبة اليها : مَرْوَرُوذي ، ومَرُّوذي . ينظر : معجم البلدان ( دار صادر - بيروت 1977 ) 5/ 112 .
(8) الحسيني : ابن قتيبة : 7
(1) ينظر الحسيني : ابن قتيبة 8 ، والجندي ابن قتيبة 94 ، والجبوري : ابن قتيبة 15
(2) ابن قتيبة 10
(3) الشعر والشعراء ( طبعة دار الثقافة – بيروت 1964)728 .
(4) المصدر نفسه
(5) الجندي ابن قتيبة 96 .
(6) طبقات النحويين واللغويين ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ( دار المعارف ، مصر ) 160 ، وفي هذه النسخة : وفاته 296 هـ وهو تحريف
(7) الفهرست ( دار المعرفة : بيروت ) 115
( ) تاريخ بغداد ( دار الكتاب العربي بيروت ) 10/ 170
( ) الانساب ، بعناية عبد الله البارودي ( مؤسسة الكتاب الثقافية / بيروت ، ط 1 / 1988 ) 4/ 452 .
( ) نزهة الالباء في طبقات الادباء ، تحقيق إبراهيم السامرائي ( مكتبة المنار ، الاردن ، 1985 / ط 3 ) 160 .
( ) اللباب 3/ 115 .
( ) تهذيب الاسماء ( الطباعة المنيرية ، مصر ) 2/ 281
( ) وفيات الاعيان 3/ 40 .
( ) الحسيني : ابن قتيبة 13 ، الجندي ابن قتيبة 100
( ) ياقوت 1/ 518 ( بيانة ) .
( ) مخطوطات المتحف البريطاني 1491 ، ينظر الحسيني : ابن قتيبة 8 .
( ) ينظر ترجمته في الخطيب البغدادي ، والسمعاني ، وابن الانباري ، وابن خلكان .

^^العودة إلى أعلى^^ الصفحة

حياة ابن قتيبة الثقافية
كانت الكوفة اهم مركز للعلوم الدينية والادبية في القرون الاسلامية الثلاثة ، وكانت مرتعا لطفولة ابن قتيبة ، حيث قرا بدايات علوم اللغة والدين ، مقدمات وسطوحا ، وهو في كنف ابيه الذي لم يصلنا عن علمه أو عمله شيء ذو بال ، سواء عن طريق ابن قتيبة أو عن طريق المترجمين الذين اغفلوه تماما . وظلت هذه المرحلة من حياة ابن قتيبة يكتنفها نوع من الغموض .
واول اشارة تدل على نباهة الفتى انه باكر إلى الترحال في طلب العلم منذ نعومة اظفاره ، وكانت البصرة وطن قدمه الأول ، وكانت المركز الثقافي الشامل ، مستودع العلوم القديمة ، وميناء العلوم الجديدة ، وقد تدفق عن هذا المزيج الحضاري والمعرفي مناهج في الكلام ، والفلسفة ، والمنطق ، والفلك ، واضفى على العلوم الدينية واللغوية طابعا جديدا .
كل هذا كان مناسبا لتطلع الشباب ، يجتذب طموحهم واهتمامهم ، لا سيما ان الدولة تسهم في رفع المستوى العلمي ، وتشجع عليه .
خاض ابن قتيبة غمار هذه التجربة وقد وصفها بقوله (( وقد كنت في عنفوان الشباب ، وتطلب الاداب ، احب ان اتعلق من كل علم بسبب ، وان اضرب فيه بسهم ، فربما حضرت بعض
مجالسهم وانا مغتر بهم ، طامعا ان اصدر عنه بفائدة ))(1).
هنا تتبلور شخصية ابن قتيبة حيث كان يرتاد حلقات الكلام والمنطق والفلسفة ، متعلقا باسباب العلوم بين مقبل على هذه الحلقة ومعرض عن تلك ، يقلب اوجهها ، فلم يجد فيها منهلا لما ورد اليه أو مختلفا لما اقبل عليه يصون له دينه ويذب عنه .
على انه افاد في هذه المرحلة في العرض والاسلوب ، فقد بات يمتلك ادوات اهل الكلام والفلسفة في حججهم الدامغة ، خصوصا انه تلمذ على اساتيذ كبار ، وان لم يذكرهم في كتبه سوى الجاحظ 255هـ راس مدرسة الكلام ، فقد ذكر انه اجازله من كتبه(2). ومهما يكن فانه عندما اراد ان يدحض آراءهم استخدم اسلوبهم وحججهم في الدفاع عن مبادئه .
يشد ابن قتيبة الرحال - ثانية - إلى نيسابور ، حيث امام مدرسة الحديث وفقيه خراسان اسحاق ابن إبراهيم (ابن راهويه) وتلمذ عليه في الفقه والحديث ، ولم يؤثر استاذ في ابن قتيبة مثلما اثر اسحاق ابن راهويه فيه ، فقد ظلت آثاره وآراؤه مطبوعة في ذهنه وفي كتبه ، وحتى خصوماته مع اهل الراي( )، ثم ان ابن راهويه وافاه الاجل في سنة 238هـ . ولم يطلب به بدلا في نيسابور ، بل رجع ابن قتيبة إلى البصرة ، ليتم دراسته على اقطاب مدرسة الاصمعي .
وهما : أبو حاتم السجستاني (ت250هـ) وابو الفضل الرياشي (ت257هـ) اللذان اخذا - ايضا - من ابي عبيدة (ت210هـ) وابي زيد الانصاري (ت215هـ) وهما مع الاصمعي يشكلون اثافي المعرفة في القرن الثاني وبداية الثالث .
واذا ما اخذنا بصحة النص (( ان الموفق اشخص ابن قتيبة إلى بغداد سنة (266هـ) حيث قرأ عليه هذا الكتاب ، فأجازه بعشرة آلاف دينار ، وأقامه ببغداد إلى ان توفي في رجب سنة (276هـ) )) ( ). فانه سكن البصرة بعد مبارحته خراسان بعد 238هـ إلى سنة 266هـ ، وكانت هي مهاجره الاخير إلى بغداد ، حيث قضى بقية حياته في التدريس والتأليف .

^^العودة إلى أعلى^^ الصفحة
ابن قتيبة في مقال العلماء :
أ- من تحامل عليه :
1- قال ابو الطيب الحلبي (351هـ) : (( كان أبو محمد … ابن قتيبة اخذ عن ابي حاتم والرياشي ، … الا ان ابن قتيبة خلط عليه بحكايات عن الكوفيين ، لم يكن اخذها عن ثقات ، وكان يشرع في اشياء لا يقوم بها ، نحو تعرضه لتأليف كتابه في النحو ، وكتابه في تعبير الرؤيا ، وكتابه في معجزات النبي - صلى الله عليه وسلم وعلى اله - وعيون الاخبار ، والمعارف ، والشعراء ، ونحو ذلك مما ازرى به عند العلماء ؛ وان كان نفق بها عند العامة ومن لا بصيرة له )) ( ).
2- نسب ابو بكر محمد بن القاسم الانباري (328هـ) ابن قتيبة إلى الغفلة والغباوة ، وقلة المعرفة ، ورد عليه قريبا من ربع ما الفه من مشكل القرآن كما حدث الازهري( ), وكان ابن الانباري رائد تلك الطائفة التي رمته بالكذب ، وعداوة العترة ، والذهاب إلى التشبيه والتجسيم . فقد كان ابن الانباري استاذا للدارقطني ، وكان الدارقطني استاذا للحاكم ، وكان الحاكم استاذا للبيهقي( ) .
3- قال ابو منصور الازهري (370هـ) عن ابن قتيبة (( فاما ما يستبد فيه برأيه من معنى غامض أو حرف من علل التصريف والنحو مشكل ، احرف غريب ، فانه ربما زل فيما لا يخفى على من له ادنى معرفة ، ورأيته يحدس فيما لا يعرفه ولا يحسنه )) ( ).
4- الدارقطني : علي بن عمر البغدادي (ت 385هـ) قال في ابن قتيبة : كان يميل إلى التشبيه( )، منحرفا عن العترة : وكلامه يدل عليه( ) .
5- الحاكم النيسابوري : محمد بن عبد الله (405هـ) اتهم ابن قتيبة : بانه كذاب قد اجمعت الامة على كذبه( ).
6- البيهقي احمد بن الحسين (458هـ) قال : كان ابن قتيبة يرى رأي الكرامية( ).
7- قال ابن نصر الوابلي ، قال محمد بن عبد الله (ابن البيع ، الحاكم النيسابوري) الحافظ : كان ابن قتيبة يتعاطى التقدم في العلوم ولم يرضه اهل علم منها ، وانما الإمام المقبول عند الكل ابو عبيد( ).
8- قال ابو الحسين أحمد بن فارس (395هـ) : (( وابن قتيبة يطلق إطلاقات منكرة ، ويروي أشياء شنعة ، كالذي رواه عن الشعبي : ان ابا بكر وعمر وعليا توفوا ، ولم يجمعوا القرآن ؛ وان عليا دخل حفرته وما حفظ القرآن( ). وهذا كلام شنع جدا )) ( ).
9- قال امام الحرمين ، ابو المعالي ، عبد الملك بن عبد الله الجويني (478هـ) : (( ابن قتيبة : هجّام ولوج فيما لا يحسنه )) ( ).
10- وطعن عليه الزجاجي : ابو القاسم عبد الرحمن بن اسحاق (337هـ) في شرح خطبة ادب الكاتب ، حيث رماه بالجهل ، وهجن من معارفه في النحو اشياء نسبه إلى الخطأ فيها( ).
11- وعرض له ابو الريحان البيروني (ت440هـ) في صدد رسالة ابن قتيبة في الرد على الشعوبية ، حيث قال (( مفرط فيما يخوض فيه ، غير خالٍ من الاخلاق الجبلية في الاستبداد بالرأي ، وكلامه في هذا الكتاب يدل على احن وترات بينه وبين الفرس )) ( ).
12- ونقل ابن تغري بردي قول الدارقطني والبيهقي ، ثم عقب بقوله : (( وذكر عنه اشياء غير ذلك ، وكان خبيث اللسان ، يقع في حق العلماء )) ( ).
13- وقال ابن حجر : والذي يظهر لي ان مراد السلفي بالمذهب النصب ، فان في ابن قتيبة إنحرافا عن اهل البيت ، والحاكم على ضد من ذلك … وسمعت شيخي العراقي يقول كان ابن قتيبة كثير الغلط( ).
ب- من دافع عنه واطرى على علمه :
1- قال نفطويه : أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة (323هـ) : (( كان ابن قتيبة إذا خلا في بيته وعمل شيئا جوده ، وما اعلمه حكى شيئا في اللغة الا صدق فيه )) ( ).
2- قال ابن النديم محمد بن اسحاق (385هـ) : (( كان ابن قتيبة صادقا فيما يرويه ، عالما باللغة والنحو ، وكتبه مرغوب فيها )) ( ).
3- قال الخطيب البغدادي (463هـ) : (( هو صاحب التصانيف المشهورة ، والكتب المعروفة ، وكان ثقة ، دينا ، فاضلا ؛ وقال في كتاب (( المتفق والمفترق )) : (( شهرته ظاهرة في العلم ، ومحله في الادب لا يحقر)) ( ).
4- قال ابن حزم علي بن احمد بن سعيد (456هـ) : (( كان ابن قتيبة ثقة في دينه وعلمه )) ( ).
5- قال الذهبي : محمد بن أحمد بن عثمان (748هـ) : (( أبو محمد … من أوعية العلم … صدوق ، قليل الرواية )) . وقال في معرض الرد على الحاكم : (( ما علمت أحدا إتهم القتيبي في نقله ، مع أن الخطيب قد وثقه ، وما أعلم الامة اجمعت الا على كذب الدجال ومسيلمة )) ( ).
6- قال مسلم بن قاسم : (( كان إبن قتيبة لغويا كثير التأليف عالما بالتصنيف ، صدوقا ، من أهل السنة )) ( ).
7- قال إبن تيمية : أحمد بن عبد الحليم (ت728هـ) عن ابن قتيبة أنه قال فيه صاحب (( التحديث بمناقب اهل الحديث )) : (( وهو أحد أعلام الأئمة والعلماء الفضلاء ، أجودهم تصنيفا ، وأحسنهم ترصيفا … وكان أهل المغرب يعظمونه ، ويقولون : من إستجاز الوقيعة في ابن قتيبة يتهم بالزندقة ، ويقولون : كل بيت ليس فيه شيء من تصنيفه لا خير فيه ، ويقال : هو لأهل السنة مثل الجاحظ للمعتزلة ، فإنه خطيب السنة كما أن الجاحظ خطيب المعتزلة )) ( ).
قال ابن كثير : إسماعيل بن عمر (774هـ) : (( إبن قتيبة النحوي اللغوي ، صاحب المصنفات الكثيرة البديعة ، المفيدة ، المحتوية على علوم جمة ، نافعة ؛ أحد العلماء والأدباء ، والحفاظ الأذكياء ، كان ثقة نبيلا )) ( ).
طبيعة الخلاف :
يمكن حصر الخلاف مع ابن قتيبة وتحامل العلماء عليه في محورين :
1- في العقائد : ونشأ منذ أن أوجد إبن قتيبة له مكانة مرموقة في مدرسة أصحاب الحديث ، طفق يهاجم الشعوبية دفاعا عن العروبة والدين ، ويجادل أهل الكلام ، وأهل الرأي ، والجهمية والمشبهة ، متأثرا بآراء إسحاق بن راهويه ، ومدرسة الأصمعي . فقد أفرد للرد على الشعوبية كتابا( )، وأصحاب الكلام والرأي خصص لهم بابا( )، وأما الجهمية والمشبهة فقد أفرد لهم كتابا( )ايضا .
وأضاف إبن قتيبة ذريعة أخرى أثارت عليه حفيظة قسم من العلماء ، وهي أنه أخرج رواية للشعبي مفادها (( أن أبا بكر وعمر وعليا توفوا ، ولم يجمعوا القرآن ، وأن عليا دخل حفرته وما حفظ القرآن )) ( )، واتهم في ضوئها أنه ناصبي ، وكذاب ، إضافة إلى كونه من المشبهة يميل إلى الكرامية ، وأنه هجام على العلماء . وقد تصدر لهذه التهم كل من الدارقطني ، والحاكم ، والبيهقي ، وإمام الحرمين ، وإبن تغري بردي ، في حين امتعض بصددها إبن فارس ، والمرتضى ، والعراقي .
وقد ردت هذه التهم إلى إختلافات المذهب والكلام( )، وأما النصب فانها لم تثبت على إبن قتيبة لأنه أورد خلافها أقوالا فيها ميول لآل بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( ). وقد وثقه في إحدى الروايات إبن أبي الحديد بقوله : (( وإبن قتيبة غير متهم في حق علي - عليه السلام - على المشهور من انحرافه عنه )) ( ).
2- في المعرفة والتأليف: لاقت محاولة إبن قتيبة في إضفاء الشمولية لموسوعة علوم عصره في مؤلفاته نجاحا
وكان على حساب مؤلفين كبار ، ففي الشعر فنّد نظرية محمد بن سلام (234هـ) . وفي الحديث نقد أبا عبيد القاسم بن سلام (223هـ) ، وهاجم أبا عبيدة (210هـ) ، والجاحظ (255هـ) وغيرهم ، من أساطين العصر ، كلا في فنَه ، وحاول أن يوفق بين مدرستي النحو: الكوفة والبصرة . فاتهم إبن قتيبة بأنه لم يوفق في الشروع في هذه الميادين ، ونسب إلى الغفلة ، والغباوة ، والغموض ، والقساوة الجبلية … الخ . وقد تصدر لهذه الدعاوي أبو الطيب الحلبي ، وأبو بكر إبن الأنباري ، والزجاجي ، والازهري ، والبيروني .
ورد على هذه التهم بالحسد ، ونفاسة العلماء ، والقصور في إيتاء المثل ، والتمعن في الخطأ . ولدى عرض الشريف المرتضى لطعون إبن الأنباري على إبن قتيبة ، يلزم نفسه بأن يقول الحقيقة العلمية ، وإن كانا على خلاف ، وبعد أن يفند حجة إبن الأنباري يقول الشريف المرتضى (( وهذا الذي ذكره إبن الأنباري غير صحيح ، ونظن أن الذي حمله على الطعن في هذا الوجه ، حكايته له عن إبن قتيبة ، لأن من شأنه أن يرد كل ما يأتي به إبن قتيبة ؛ وإن تعسف في الطعن عليه( ).

^^العودة إلى أعلى^^ الصفحة
الهوامش
1(1) تأويل مختلف الحديث 43
2(2) عيون الاخبار 3/199 ، 216 ، 249 .
3 ( )قال ابن قتيبة : ولم أرَ احدا الهج بذكر اصحاب الراي وتنقصهم ، والبعث على قبيح اقاويلهم والتنبيه عليها من اسحاق ابن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه . تاويل مختلف الحديث 38 .
4( )مخطوطات المتحف البريطاني رقم 1491 ، وينظر : الحسيني ، ابن قتيبة ص8 .
5 ( )مراتب النحويين ص 137
6 ( )تهذيب اللغة ( المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر – 1964) 1/ 31 .
7 ( )سيد احمد صقر مقدمة تأويل مشكل القرآن ص 55
8 ( )تهذيب اللغة 1/ 31
9 ( )السيوطي : بغية الوعاة ( مطبعة عيس البابي الحلبي ، مصر ، ط1 / 1965 ) 2/ 63
10 ( )نقلها ابن حجر عن سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان . لسان الميزان ( مطبعة حيدر آباد – 1330 ) 3/ 358
11 ( )الذهبي : ميزان الاعتدال ( دار المعرفة بيروت ط1/ 1963 ) 2/ 503
12 ( )نقلها الذهبي عن سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان . ميزان الاعتدال 5/ 503
13 ( )ابن حجر : لسان الميزان 3/ 358
14 ( )ابن قتيبة : تأويل مشكل القرآن ( دار احياء الكتب العربية . مصر ) ص 181.
15 ( )كتاب الصاحبي ، تحقيق مصطفى الشويمي ( مؤسسة بدران للطباعة والنشر ، بيروت 1963) ص 200
16 ( )ابن حجر : لسان الميزان 3 / 358.
17 ( )الحسيني : ابن قتيبة 82 .
18 ( )الآثار الباقية 238 نقلا عن الجبوري : ابن قتيبة والشعوبية ص 270 .
19 ( )النجوم الزاهرة 3/ 75 .
20 ( )لسان الميزان 3/ 359 .
21 ( )ابن حجر : ميزان الاعتدال 3/ 358
22 ( )الفهرست 115
23 ( ) تاريخ بغداد 10/ 170.
24 ( ) السيد احمد الصقر مقدمة تأويل مشكل القرآن ص42
25 ( ) ميزان الاعتدال 2/ 503 ؛ وسير اعلام النبلاء 10 / 626
26 ( ) السيد احمد الصقر : مقدمة تأويل مشكل القرآن ص 42 .
27 ( ) تفسير سورة الإخلاص ( مطبعة الحسينية ، مكتبة الخانجي ، القاهرة 1323هـ) ص 86
28 ( ) البداية والنهاية ( مكتبة المعارف بيروت ، ط1/ 1966م ) 11/ 48
29 ( ) نشره محمد كرد علي في رسائل البلغاء ص 269 باسم ( العرب او الرد على الشعوبية ، وطبعه عبد الله الجبوري بعنوان( فضل العرب والتنبيه على علومها) ذيل إبن قتيبة والشعوبية 279- 340 وينظر منه الشعوبية في الفصل الخامس 247- 279.
30 ( ) في كتاب تأويل مختلف الحديث ص12- 41 .
31 ( ) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ( نشر مكتبة الشرق الجديد ، بغداد / 1989)
32 ( ) تأويل مشكل القرآن : 181
33 ( )ينظر السيد احمد الصقر مقدمة تأويل مشكل القرآن 1- 59 ، عبد الله الجبوري إبن قتيبة والشعوبية 37- 56
34 ( )) ينظر الاختلاف في اللفظ 41، 42 .
35 ( ) شرح نهج البلاغة 19/ 218 .
36 ( ) غرر الفوائد ودرر القلائد ( الأمالي ) 1/ 335 .

^^العودة إلى أعلى^^ الصفحة

عصر ابن قتيبة
البيئة السياسية والاجتماعية والفكرية
البيئة السياسية :
تغطي حياة أبن قتيـبة ثلثي القرن الثالث الهجري اعتبارا من اوائله ، وقد شهد عصره تسعة من الخلفاء العباسيين ، وهم : المأمون عبد لله بن هارون الرشيد (198-218هـ) ، والمعتصم محمد بن هارون الرشيد (218-227هـ) ، والواثق هارون بن محمد المعتصم (227-232هـ) ، والمتوكل جعفر بن محمد المعتصم (223-247هـ) ، والمنتصر محمد بن جعفر المتوكل (247-248هـ) ، والمستعين احمد بن محمد المعتصم (248-252هـ) ، والمعتز محمد بن جعفر المتوكل (252-255هـ) ، والمهتدي محمد بن هارون الواثق (255-256هـ) ، والمعتمد احمد بن جعفر المتوكل (256-279هـ) .
ليس من شك أن البيئة السياسية للقرن الثالث الهجري امتداد للتاريخ السياسي السابق لهذه الفترة ، وقد كان لشخصيات فارسية اكثر من محاولة للسيطرة على دفة السياسة للدولة العباسية من خلال احتلالهم المناصب العليا الادارية والعسكرية منذ وزارة ابي سلمة الخلال وقيادة ابي مسلم الخراساني ، وما حدث في وزارة البرامكة ووزارة بني سهل كان ادل على الاتجاه الشعوبي . ولكن هذه المحاولات لم تلق نجاحا وتبددت امام يقظة الخلفاء وحزمهم ، غير ان محاولات اخرى استخدمت المواجهة والخروج على نظام الدولة كبابك الخرمي الذي ظل شاهرا سلاحه عشرين سنة يعيث الفساد في شرقي الدولة .
ولعل هذا حدا بالمعتصم أن يبحث عن عنصر جديد يتميز بالقوة والجلد ليواجه به الاعداء والخارجين على الدولة . فما وجده الا في رقيق الترك الذي اخذ يستكثر من طلبهم حتى بلغوا ثمانية عشر الفا( ). وضاقت بهم بغداد على نحو اضطر فيه المعتصم الى بناء سامراء مدينة لهم( ) ، وانتقل معهم اليها ، فكانت المرة الثانية التي انتقلت فيها حاضرة الخلافة من بغداد بعد نقلة المأمون .
وكان هذا التحول خطيرا في تاريخ الدولة العباسية ، اذ تحققت فيه بداية مرحلة ضمور هيبة الخلافة : وكان طريقا لا نحلال مرافق الدولة ، وبذلك فتح المعتصم الباب لقواد الترك لكي يمسكوا بزمام الشؤون الادارية والعسكرية خصوصا بعد ان ولي (اشناس) (ت230هـ) مصر ، وجعل من حقوقه ان يولي من قبله الولاة ، ويدعى له على المنابر( ).
ولما خلف الواثق منح الاتراك مراتب اكبر ، وصلاحيات اكثر، فقد ولي (اشناس) من بابه في بغداد إلى آخر اعمال المغرب ، و(ايتاخ) على الجانب الشرقي من كور دجلة حتى خراسان ، والسند( )، وسما نجم (وصيف) (وبغا) في حاضرة الدولة .
ولاريب ان اتساع حجم الامتيازات الادارية والعسكرية التي منحت للقواد الاتراك من قبل المعتصم والواثق ، اتاح لهم الفرصة كي يخلى بينهم في المستقبل وبين الخلفاء ، فيصبحوا مسخرين بايديهم يصرفونهم كما يشاءون( ).
وحسبنا ان نلم بالمصير الذي صار اليه بعضهم ، بعد ما تصدر الترك لاخذ البيعة لهم ، فقد قتل واحد منهم وهو المتوكل ، بعد محاولة للاطاحة بهم لم تكلل بالنجاح ، وخلع ثلاثة ثم قتلوا بعد سمل او تعذيب ، وهم المستعين ، والمعتز ، والمهتدي ، ومن مات حتف انفه من الباقين حامت حول موته شبهات . وكان حظ ولاة العهود والامراء والوزراء لا يقل سوء ، فقلما نجا احدهم من الخلع او السجن او استصفاء الاموال( ).
ووصف ابن الطقطقى هذه الظاهرة ، بقوله : استولى الاتراك - منذ قتل المتوكل - على المملكة واستضعفوا الخلفاء ، فكان الخليفة في يدهم كالامير ، أن شاءوا ابقوه ، وان شاءوا خلعوه ، وان شاءوا قتلوه( ).

البيئة الاجتماعية :
ما كان حال البيئة الاجتماعية الا نتيجة او غرضا للبيئة السياسية التي يشوبها الدسائس ، والرشا ، واستغلال النظم الاقتصادية كالاقطاع والخراج ، والنظم الادارية في الوظائف الكبرى ، ابشع استغلال لغرض الثراء الفاحش حتى (( اصبحت الوزارة والكتابة وما اليها من وظائف الدولة وسيلة الى الاثراء والنهب )) ( ). وبلغ فساد الامر اقصاه في شيوع الاختلاس ، والاتاوات على العمال والموظفين ، وابتزاز الاموال من اصحابها ، او استصفائها احيانا .
وهنالك اسفر نظام التفاوت الاجتماعي عن وجهه ، فهذا في نعيم مفرط ، وذاك في بؤس مدقع ؛ قال احمد امين : وهذا الترف والنعيم حظ عدد قليل هم الخلفاء والامراء ومن يلوذ بهم من الادباء والعلماء ، وبعض التجار ، ثم البؤس ، والشقاء ، والفقر لاكثر الناس . وحتى غنى الاغنياء في كثير من الاحيان ليس محصّنا بالامان ، فهو عرضة لغضب الاقران ، أو غضب ذي السلطان الاعلى ، فيصادرون في اموالهم ، ويصبح حالهم اشد بؤسا من فقير نشأ في الفقر( ).
ومن الطبيعي ان ينتج - عن مثل هذا الفساد المستشري اداريا واقتصاديا - تذمر لدى الموظفين او الجند عندما تحجب رواتبهم فيشغبوا ، والناس عندما يسلب ما لديهم فيخنعوا على مضض او ينتفضوا .
ومن هنا يعزو بعض المعاصرين حدوث الحركات السياسية ذات الاسباب الاجتماعية كحركة الزنج( ) اذ شغلت هذه الحركة الدولة ما يربو على اربع عشرة سنة (255- 270 هـ) ( ). فقد هوجمت مدينة البصرة وواسط ونواحيها اكثر من مرة ، واحرقت قرى ومنازل ، وبلغت ضحاياها قرابة المليون ونصف انسان( ).
ومما يؤسف له ان ابن قتيبة عاصر حركة الزنج منذ بدايتها حتى نهايتها ، ولم يذكرها- لا من قريب ولا من بعيد - في أي من كتبه ، وكان ينبغي ان يكون الاكثر تأثرا ، لانها اكتسحت البصرة مدينته التي تعلم فيها ، ودمرت مساجدها ، وقتل بعض شيوخه فيها مثل : زيد بن اخزم الطائي ، واسحاق بن ابراهيم الشهيدي ، والعباس بن الفرج الرياشي .
وقد آخذ بعض المعاصرين( ) على ابن قتيبة اغفاله هذا الجانب الحيوي في تاريخ عصره . ويبدو ان ابن قتيبة وضع كتاب المعارف قبل هياج هذه الحركة ، وكان من آخر كتبه تاليفا ، اذ خصصه لما قبل هذا التاريخ ، فضلا عن انه لم يترجم لاحد من شيوخه المباشرين الذين سبقوا هذه المحنة او انتهوا فيها .

البيئة الفكرية :
اذا كان القرن الاول الهجري بسطة في السلطان والفتوح الاسلامية ، والقرن الثاني نزعة الى ادامة الحياة في ارجاء الدولة ، وبذرة للحركة الفكرية والتدوين ، فان القرن الثالث كان نهضة في المعرفة والنضج العلمي تتسم بظهور العلماء والمصنفين في مختلف العلوم من لغة وادب ، وتاريخ ، وكلام .
وكانت بغداد ، حاضرة الخلافة ، مقصد العلماء والمفكرين ، ومنشدا لتحسين مستواهم الاقتصادي . وبعدها البصرة والكوفة من اهم مراكز المعرفة في العراق ، حيث كان الخلفاء يرفعون راية المعرفة وتابعهم الوزراء ، والامراء ، والاثرياء على رعاية العلماء في مجالسهم وتوظيفهم في تربية ابنائهم .
ولعل المأمون كان من اكثر خلفاء بني العباس اهتماما بالحركة العلمية والرقي بها . وقد كان يسهم في المناظرات الفقهية او الكلامية ، وكان يحتفي - اضافة الى علماء المسلمين على مذاهبهم - بعلماء اليهود والنصارى والمجوس( ).
ونتيجة لاطلاق حرية التعبير عن المعتقدات ، اندفع اصحاب المذاهب الكلامية ، ومنهم المعتزلة( ) الذين امتازوا بحججهم العقلية الى مجالس الخليفة ، واثاروا الجدل العميق حول القرآن وخلقه او قدمه مع اصحاب الحديث ، واصبحت قضية( )انحاز المأمون فيها الى المعتزلة .
وفي سنة 212هـ اظهر المأمون القول بخلق القران ، وكان قبل هذا يتكلم فيه بمجالسه الخاصة ولم يتوقف عند الحد الذي تسمح به حرية الفكر التي نشرها ، بل اعلن عن اعتماد الدولة لراي المعتزلة في سنة 218هـ ، وامتحن الناس بذلك ، و حملهم عليه( )، وصار الى اضطهاد من لم يقل به ، ولم ينته زمن المحنة بوفاة المأمون ، بل اضطلع بها المعتصم وبعده الواثق على المستوى الرسمي حتى مجيء المتوكل 232هـ ( ).
ويوخ وفي معرض دفاعه عن السنة انتقد ابن قتيبة أصحاب الكلام انتقادا لاذعا, وهاجم شيوخ المعتزلة, مثلا : النظام( ) (ت 231هـ) قال فيه (( وجدنا النظام شاطرا من الشطار يغدو على سكر ويروح على سكر )) ( ). وابو هذيل العلاف( )(ت 235هـ) قال فيه : (( نجده كذابا افاكا )) ( ). والجاحظ (ت255هـ) اتهمه بأنه يكتب بالموضوع وضده ، وانه يستهزئ من الحديث وانه (( من اكذب الامة ، واوضعهم لحديث ، وانصرهم لباطل )) ( ).
غير انه لم يتعرض لمسألة خلق القرآن وايام المحنة في واحد من كتبه ، مما دعا بعض الكتاب إلى القول بأن ابن قتيبة (( يجيد التخلص من المآزق ، واذا رأى الخطر يوشك ان يدهمه ، يخفّ في الحال إلى درئه عنه بنعومة ولباقة … ولعله ما جسر على الضرب في المعتزلة الا لما شاهد ان شمسهم آذنت بالمغيب ، وان مكانتهم في قصور خلفاء بني العباس اخذت تتزعزع ، والامة تحاربهم )) ( ). في حين وصفه آخر : انه في مثل هذه المواقف كان يستخدم التقية( )، وانه تأثر باسلوب اسحاق بن راهويه ، وسار على هديه . غير ان الغزالي اشار إلى عدم حب ابن قتيبة للخصومة مهما كانت ، وانه كان يكرم نفسه عنها ترفعا عن الانزلاق إلى مهاوي الشطط والتزيد( ).
ومهما يكن ان القرن الثالث في النتاج الفكري يمثل عصر النماء ، وان تطور المذاهب الكلامية والفكرية من خلال الجدل أو الصراع الفكري . كما حدث مثلا بين المعتزلة واصحاب الحديث واهل الراي ، هو - بحد ذاته - تعبير عن حرية الفكر ، وان كان تدخل البيت الخلافي لصالح المعتزلة ، لمدة اثنتي عشرة سنة في قضية خلق القرآن ، اربكت الحرية الفكرية ، وتطورت إلى حد التعسف حتى اطلق عليها المحنة .
وان هذه الاحداث وغيرها مهما تمتلك من قوة تاثير على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الفكري أو الاقتصادي ، فانها لم تتوقف حيالها الحركة الفكرية في القرن الثالث ، فانها - على اقل تقدير - كانت قطافا لعصر ما قبلها ، عصر امتزاج الحضارات والترجمة ، وعصر نشأة المذاهب الكلامية والفقهية ، وفي الآخر عصر حرية التعبير والبناء الحضاري ، ولا مناص - إذا - من ان يكون المد الزاخر للحركة الفكرية في القرن الثالث على علومه .
فقد برز في الحديث وعلومه اصحاب المسانيد(1): أبو داود سليمان الطيالسي (ت204هـ)، والحميدي : عبد الله بن الزبير (ت 219هـ) ، وابن ابي شيبة عبد الله بن محمد (ت 235هـ) ، واسحاق بن راهويه (238هـ)، واحمد بن محمد بن حنبل (ت 241هـ) ، وعبد بن حميد الكشي (ت 249هـ) .
وظهر- بعدهم- المهتمون بالحديث الصحيح ، والمرتب على أبواب الفقه ، وأطلقوا على مؤلفاتهم : الصحاح أو السنن ، وقد اشتهر منهم ستة : محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256هـ) ، مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261هـ) ، ومحمد بن يزيد بن ماجة (273هـ) ، وأبو داود سليمان بن الأشعث (ت 275هـ) ومحمد بن عيسى الترمذي (279هـ) ، واحمد بن علي النسائي (303هـ).
وتميز هذا العصر بان عدة من شعرائه البارزين خاضوا مجال التصنيف منهم : أبو تمام حبيب بن أوس الطائي (ت 228هـ) وله ( ديوان الحماسة )(2) . ودعبل بن علي الخزاعي (ت 245هـ) له كتاب ( طبقات الشعراء )(3) . وأبوعبادة الوليد بن عبيد البحتري (ت 284هـ) له (حماسة البحتري )(4) وعبد الله بن المعتز (ت 296هـ) له (طبقات الشعراء)(5).
وابرز علماء اللغة والنحو والأدب والأخبار في النصف الأول من القرن الثالث اخذ عنهم ابن قتيبة ، سواء من طريق الرواية ، أو من طريق الاقتباس ، مثل : أبو عبيدة (ت211هـ) والأصمعي (215هـ) ، والأخفش الأوسط (215هـ) وابن الإعرابي (ت231هـ) وابن
السكيت (243هـ) ، والمازني (249هـ) والزيادي (249هـ) ، ومحمد بن حبيب (245هـ) وابو حاتم السجستاني (ت 250هـ) والجاحظ (255هـ) والرياشي (257هـ) .
وكذلك برز من اترابه : السكري (275هـ) والمبرد (285هـ) والمفضل الضبي
(ت290هـ) وثعلب (ت291هـ) . وغيرهم من اعلام العصر في الحديث ، والفقه ؛ وسيرد ذكر اغلبهم اكثر من مرة في فصل الموارد ، ولهم تراجم .
هذا هو القرن الثالث ، وقد كان حافلا بالمتناقضات ، مفعما بكل متطرف من خير أو شر، ومن سهل أو حزن ، ومن نعيم أو بؤس ، ومن حرية واضطهاد . وقد عاش ابن قتيبة منذ بدايته ، وتاثر بلحاظه الحلوة والمرة وافاد منها ، وآل على نفسه ان يكون مؤثرا في مجتمعه ، فانكب على الدرس وطالع كل ما وقعت عليه عيناه ، وتنكب سلاح العلماء ؛ فكتب للعامة واواسط المثقفين ، وكان يدعو لتعلم علوم العرب ، وحكمتهم ، ولغتهم لغة القرآن ، ودين الاسلام الذي جهد نفسه في الذب عنه في سوح الكلام .
كان ابن قتيبة ينظر إلى عصره نظرة المعلم الجاد والناقد الباحث عن مستقبل افضل ، وقد وصف هذا العصر وصفا يوحي لناظره - اول وهلة - انه قريب من التطير . واليك قطعة يصف فيها مجتمعه وحال العلم فيه قائلا : (( اني رايت اكثر اهل زماننا هذا عن سبيل الادب ناكبين ، ومن اسمه متطيرين ، ولاهله كارهين : اما الناشئ منهم فراغب عن التعليم ، والشادي تارك للازدياد ، والمتادب في عنفوان الشباب ناس أو متناس ؛ ليدخل في جملة المجدودين ، ويخرج عن جملة المحدودين ؛ فالعلماء مغمورون ، وبكرَّة الجهل مقموعون حين خوى نجم الخير ، وكسدت سوق البر ، وبارت بضائع اهله ، وصار العلم عارا على صاحبه ، والفضل نقصا ، واموال الملوك وقفا على شهوات النفوس ، والجاه الذي هو زكاة الشرف يباع بيع الخَلق، وآضت المروءات في زخارف النجد وتشييد البنيان ، ولذات النفوس في اصطفاق المزاهر ومعاطاة الندمان ، ونبذت الصنائع ، وجهل قدر المعروف ، وماتت الخواطر ، وسقطت هِمَمُ النفوس … فابعد غايات كاتبنا في كتابته ان يكون حسن الخط قويم الحروف ، واعلى منازل اديبنا ان يقول من الشعر ابياتا في مدح قينة أو وصف كاس ، وارفع درجات لطيفنا ان يطالع شيئا من تقويم الكواكب ، وينظر في شيء من القضاء وحد المنطق ، ثم يعترض على كتاب الله بالطعن وهو لا يعرف معناه ، وعلى حديث رسول الله (r) بالتكذيب وهو لا يدري من نقله ))(1).
وهكذا نرى ابن قتيبة يصف الوجه الآخر للمجتمع ، وان كانوا اغلبية ، ولكن يبرز فيه انصاف المتعلمين الذين إذا قرأوا في العلوم الدخيلة تحذلقوا ، وان اطلعوا على الكتب القديمة تفيهقوا . اما الوجه الناصع للمجتمع فكان القرن الثالث الهجري يزخر بالعلماء والمفكرين امثال ابن قتيبة وشيوخه واترابه وتلاميذه .

الهوامش:
( )ابن تغري بردي : ابو المحاسن يوسف الاتابكي 874هـ ،النجوم الزاهرة (المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر) 2/233
( ) يذكر ان المعتصم بموكبه ببغداد استوقفه شيخ وقال:" لا جزاك الله عن الجوار خيرا, جاورتنا وجئت بهؤلاء العلوج من غلمانك الاتراك فأسكنتهم بيننا, وأيتمت بهم صبياننا وارملت نساءنا وقتلت رجالنا". محمد بن جرير الطبري: تاريخ الامم والملوك, 1-8 (بيروت, مؤسسة الاعلمي) 7/233.
( ) تغري بردي : النجوم الزاهرة 2/229
( ) اليعقوبي : ابن واضح احمد بن ابي يعقوب (ت292هـ)،تاريخ اليعقوبي ، (المطبعه الحيدرية النجف ط4/1974)3/205 .
( ) شوقي ضيف : تاريخ الادب العربي ( دار المعارف – القاهرة – ط6 ) 4/38
( ) عبد الحميد سند الجندي ، ابن قتيبه العالم الناقد الاديب (المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر, اعلام العرب/22) ص47 .
( ) محمد بن علي بن طباطبا (ت 709هـ) الفخري في الاداب السلطانية (المطبعة الرحمانية مصر ) ص18.
( ) الجندي : ابن قتيبة 59
( ) ظهر الاسلام (دار الكتاب العربي ، بيروت ،ط5 /1969م ) 1/98 .
( ) الجندي : ابن قتيبة 61 .
( ) الطبري : أبو جعفر محمد بن جرير ( ت 310هـ) تاريخ الامم والملوك ( المطبعه الحسينية المصرية / ط1) 11/ 326 .
( ) شوقي ضيف: تاريخ الادب العربي :4/33؛ وينظر ثورة الزنج في الطبري 11/75- 327 ، وابن الاثير : الكامل 5/346 - 6/ 54 .
( ) اسحاق موسى الحسيني : ابن قتيبة ، ترجمة هاشم ياغي ( المؤسسه العربية للدراسات ، بيروت 1/1980 ) ص91 .
( ) ابن عبد ربة الاندلسي : ابو عمر احمد بن محمد ( 327هـ) العقد الفريد ، تحقيق احمد امين واخرين ( القاهرة - مطبعة لجنة التاليف 1956م : ط2 ) 3/ 42 .
( ) فرقه اسلامية ، مؤسسها واصل بن عطاء (131هـ) وهو اول من قال منهم بان مرتكب الكبيرة في منزلة وسطى بين منزلة الايمان والكفر . ينظر المرتضى : الامالى 1/165 وبعدها ؛ والشهرستاني : الملل والنحل ( تحقيق محمد سيد كيلاني دار المعرفة بيروت . ط2 ) 1/ 46 .
( ) كان الخلاف دائرا حول القرآن ، حروفا والفاظا وكلمات ، يقول المعتزلة بحدوثها ويقول بعض الحنابلة بقدمها ، ويترك الكلام فيها آخرون . ينظر احمد امين ضحى الاسلام 3/34 – 44، 161
( ) الطبري احداث سنة 212هـ - 218هـ .
( )احمد امين : ضحى الاسلام ( دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط10 ) 3/40 .
( ) إبراهيم بن سيار بن هاني البصري ، أبو اسحاق النظام . ينظر المرتضى : علي بن الحسين (436هـ) امالى المرتضى ( غرر الفوائد ودرر القلائد ) تحقيق : ابي الفضل إبراهيم (دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط2 / 1967م ) 1/ 132
( ) تأويل مختلف الحديث ( دار الكتاب العربي ، بيروت ) ص 15
( ) محمد بن الهذيل بن عبد الله بن مكحول العبدي، ينظر : ( ابن خلكان: وفيات الاعيان 4/ 265- 267 ) .
( ) تاويل مختلف الحديث 32
( ) المصدر نفسه 41، 42.
( ) محمد كرد علي : كنوز الاجداد ( مطبعة الترقي ، دمشق 1950) ص 96.
( ) اسحاق الحسيني : ابن قتيبة 93
( ) احياء علوم الدين 3/ 125.
(1) ينظر حاجي خليفة : مصطفي بن عبد الله (1067 ) : كشف الظنون عن اسامي الكتب والفنون ( مكتبة المثنى – بيروت ) 1678 – 1685 .
(2) شرحه ابن جني (392هـ) ، والمرزوقي (421هـ) ، والصولي (476هـ) والشنتمري (476هـ) والخطيب التبريزي (502هـ) والعكبري ( 616هـ) . حاجي خليفة : كشف الظنون 691- 692 ؛ وينظر : بروكلمان : تاريخ الادب 1/ 78 . وطبع اخيرا في العراق بتحقيق عبد المنعم أحمد صالح ( دار الرشيد للنشر 1980)
(3) ذكره ابن النديم : الفهرست 263 . وينظر بروكلمان تاريخ الادب 2/ 40
(4) طبع بعناية لويس شيخو في بيروت 1910م ، ونشره كمال مصطفي في القاهرة 1929م ، وينظر بروكلمان : تاريخ الادب 1/ 81 .
(5) طبع بتحقيق عبد الستار أحمد فراج ( دار المعارف بمصر ط3 . ذخائر العرب 20)
(1) ادب الكاتب تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد ( مطبعة السعادة ، مصر ، ط 4 / 1963 ) ص 2- 3
***

^^العودة إلى أعلى^^ الصفحة


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
17336297
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة