أبو العلاء المعري : قصيدة الأطلال ، حلاوة الموت ، حياة عناء ، أمواه الشبيبة

أمواه الشبيبة
أبو العلاء المعري

هذه القصيدة من بديع شعر أبي العلاء، وأبدع ما فيها خاتمتها، وهي إحدى القصائد التي شرحها ابن السيد البطليوسي في (المختار) وتجدها فيه (ص400) من طبعة دار الكتب (1970م) وأنا هنا أختار من شرح البطليوسي ما أجد ضرورة في نقله:

البيت الأول:
 غضنَ: ذهبن ونقصن، يقال: غاض الماء يغيض، وغضته أنا. واللام في قوله: (لأمواه الشبيبة) لام التعجب. ويقدر لها فعل (أعجب) لكذا
إضْن: رجعن، ويقال: آض يأيض أيضا، إذا رجع، ولذلك يقال: (قال أيضا) و(فعل أيضا) ومعناه: عاد إلى مثل ما كان منه أولا.
اليبس جمع يابس، على وزن ركب: جمع راكب. وتروى أيضا بضم الياء (يُبس) والمعنى العام للبيت: اعجبوا لأمواه الشبيبة كيف غاضت ولروضات الصبا كيف يبست.

البيت الثاني والثالث:
 

وآمــال  الـنـفوس معللات ولـكــن  الحوادث يعترضنه
فـلا الأيــام تَغرض من أذاة ولا المهجات من عيش غرضنه

يقول: للنفوس آمال يتعلل بها الإنسان، لو سالمته نوب الزمان، ولكن الحوادث تعترض بينه وبين أمله، بما يوافيه من حَينه وأجله. ومعنى تَغرض: تمل، يقال: غَرِضت من الشيء: إذا مللته، وغرضتُ إليه: إذا اشتقت إليه وأحببته. يقول: (الأيام لا تمل من الضرر لنا والأذاة، ومهجاتنا مع ذلك لا تمل العيش والحياة، وقد قنعت بحالها على ما فيها من الكدر، وسكنت للأيام مع ما ينالها فيها من الضرر).

البيت الرابع
 وأسباب المنى أسباب شعر    كُففن بعلم ربك أو قبضنه  النجائب: الإبل. ويريد أن الغواني كن مطايا امرئ القيس لأنه كان مستهترا بالنساء. وقوله (وقصن) يقال: وقصت الدابة راكبها إذا ألقته من على ظهرها فاندقت عنقه.

البيت (17 و18و19)
 

وَقَـد سَـرَّ الـمَعاشِرَ باقِياتٌ مِـنَ الأَنباءِ سِرنَ لِيَستَفِضنَه
أَرى الأَزمــانَ أَوعِيَةً لِذِكرٍ إِذا بُـسـطُ الأَوانِ لَهُ نُفِضنَه
قَدِ اِنقَرَضَت مَمالِكُ آلِ كِسرى سِـوى سِيَرٍ لَهُنَّ سَيَنقَرِضنَه

يقول: الأزمنة أوعية لما يخلده الإنسان من الذكر، فإذا طال الزمان ذهب الذكر) قلت أنا زهير: (وربما أراد أن يقول: إن ما يسر الناس من أنباء تواريخهم المستفيضة سيأتي عليها يوم فتصير مثل الغبار على البسط، لا تظهر إلا بنفضها، فما الذي بقي من ممالك آل كسرى غير هذه السير التي هي أيضا في طريق الانقراض)


البيت (23)

وَقَـد كَذَبَ الَّذي يَغدو بِعَقلٍ    لِتَصحيحِ الشُروعِ إِذا مَرِضنَه


يقول: (من ادعى معرفة علم الشرائع بالمقاييس العقلية فقد كذب، وليس فيها أكثر من التسليم، ولذلك كان أرسطاطاليس يأمر بتأديب من تعرض للبحث عنها ولم يقنعه الظاهر منها، وكان يقول: (اقتلوا من لا دين له) وكان أفلاطون يقول: (نحن عاجزون عن فهم ما جاءت به الشرائع، وإنما نعلم من ذلك يسيرا، ونعلم أنا قد جهلنا أكثر مما علمنا، وغاب عنا من أسرار الخليقة أكثر مما أدركنا) وهذا قول حذاق المتفلسفين ورأي اللقنة الموقعين، وإن رجلا لا يعرف حقيقة نفسه لجدير ألا يعرف حقيقة غيره)

البيت (24)
 

هِيَ الأَشباحُ كَالأَسماءِ يَجري ال    قَـضـاءُ فَـيَرتَفِعنَ وَيَنخَفِضنَه

يقول: (القضاء يرفع قوما ويخفض آخرين، فمنزلتهم منزلة الأسماء التي ترفع بالإعراب تارة وتخفض تارة).

البيت (26)

غَدَت حُجَجُ الكَلامِ حَجا غَديرٍ    وَشـيـكاً يَنعَقِدنَ وَيَنتَقضنَه


الحَجى بفتح الحاء جمع حجاة، وهي نفاخات تعوم على الماء إذا سقط فيه ماء آخر... يقول: (حجج المتكلمين من أهل الجدل إنما هي مقاييس فاسدة يزخرفونها، فإذا بُحث عن حقائقها اضمحلت، فهي كنفاخات الماء التي تنعقد تارة ثم تنتقض تارة).
 

ويروى (وأسباب الفتى...)

يقول: (الأيام تمنع الإنسان أن ينال آماله على ما يرغب، كما يعرض القبض والكف =من زحافات العروض= لأسباب الشعر فيجيء الجزء على غير ما يجب. ومعنى القبض: أن يحذف الحرف الخامس من (فعولن) و(مفاعيلن) فيصيران (فعول) و(مفاعلن). ومعنى الكف: أن يحف الحرف السابع من مفاعيلن، فتصير (مفاعيل)


البيت العاشر:

لأمـواهِ الـشبيبة كيف غضنه    وروضات الصبا كاليبس إضنه

نجائب لامرئ القيس بن حجر    يقصن أخا البطالة إذ يرضنه

لسرعات الإنترنت القليلة:wmamp3real
لسرعات الإنترنت العالية:wmamp3real
 

 حياة عناء
أبو العلاء المعري

هذه القصيدة من روائع شعر أبي العلاء، وقد اشتملت على بيتين من أوابد الشعر العربي، وقد افتتحت بهما (قارب المتقارب) وهما قوله:

يَـدٌ صَفَرَت وَلَهاةٌ ذَوَت وَنفَسٌ تَمَنَّت وَطَرفٌ رَنا
أَعـائِـبَةٌ جَسَدي روحُهُ وَما زالَ يَخدُمُ حَتّى وَنى

وتجد هذه القصيدة في اللزوميات في قافية الألف (ج1 ص 67 طبعة الخانجي) على رأي من جعل الألف في هذه القصيدة رويا. والسناء في البيت الثالث: المجد، والسنا: الضوء. و(الفرتن) في البيت (16) الجارية.
 

لسرعات الإنترنت القليلة:wmamp3real
لسرعات الإنترنت العالية:wmamp3real
 

حلاوة الموت
أبو العلاء المعري

هذه القصيدة لم يسبق لي أن استوقفتني في اللزوميات، وأعترف أنني لأول مرة أقف على شرف البيت الأخير، الذي هو لؤلؤة هذه القصيدة، ولم أجد سببا لتفسير هذه الغفلة مع أنني قرأت اللزوميات مرات لا تحصى، وقرأتها بإمعان ودرس، وليس قراءة مطالعة. لذلك يسمح لي أستاذنا السويدي أن أشكره على هذه الدرة الخالدة، وما أعجب هذا البيت، وما أحلاه، إنه حلاوة الحياة أيضا، ولا أعرف متى أفرغ من ترديده، فما زلت أردده منذ قرأته البارحة، وكلما انتبهت لنفسي رأيتني أتغنى به.

وَلَو كانَ يَبقى الحِسُّ في شَخصٍ مَيِّتٍ    لَآلَـيـتُ أَنَّ الـمَوتَ في الفَمِ أَعذَبُ

 
لسرعات الإنترنت القليلة:wmamp3real
لسرعات الإنترنت العالية:wmamp3real
 

 قصيدة الأطلال
أبو العلاء المعري

قصيدة الأطلال هذه كما سماها أستاذنا السويدي -سلمه الله- من أشهر شعر أبي العلاء الذي كتبه أثناء طلبه العلم في بغداد، وأبياتها مبثوثة في كتب الأدب والبديع خاصة، وهي القصيدة التاسعة والخمسون في ديوانه (سقط الزند) ويمكن الرجوع إلى شرحها في نشرة (الهيئة المصرية العامة للكتاب) لشروح سقط الزند (ج3 ص 1211) والمختار من شروحها ما أورده هنا حسب أرقام الأبيات مضيفا من عندي ما ألخص به المعنى.
1-يقول : مغانيك في اللوى خالية منك، وأما في النوم فإنها عامرة بك، لأنا لا نزال نرى خيالك فيها على ما نعهده منك
2-طرفك مغتال: يعني يغتال النفوس، وزندك مغتال يعني (ممتلئ) كثير اللحم. وأراد أن يقول: (أما مغانيك فلم يبق منها سوى أطلال، وأما معانيك فهي على أحسن حال.
3-يقول: أحببتُ الطلح والضال على أن ثمرهما ليس بنافع لأنك تنزلين في منابتهما، وأبغضتُ النخل اليانع لأنك لا تنزلين في منابته. والضال من أنواع السدر، والطلح: من شجر العضاه، وهما من شجر الفلوات والبراري والجبال. فهي بدوية لا ترى في الحضر
4-والقطا: طائر يألف البادية ولا يرى في الحضر شأن الضال والطلح.. والسماوة: فلاة مشهورة بين الشام والعراق، يكثر فيها القطا، وهذا هو مراد المتنبي بقوله:

 فالعرب منه مع الكدري طائرة    والروم طائرة منه مع الحجل

 وقوله: ولو أن صنفيه وشاة وعذال: لأن القطا جنسان: كدري وجوني، فشبه العذال بالكدري منها لأن غاية ما تفعله إثارة الكدر في قلوب العشاق، وشبه الوشاة بالجوني لغلبة السواد عليها وأن وجوههم لا تزال سوداء من وشاياتهم وهي تطير بسيئ الأخبار طيران القطا. ولا يخفى أيضا استناد أبي العلاء في كلا المعنيين على الأسماء أيضا كما سيأتي معنا في البيت 32. قال الشراح: للكدري منها عربي، لأنه أكثر في بلادهم من الجوني. فالكدري غبر الألوان، رقش الظهور والبطون، صفر الخلوق قصار الأذناب. والجوني سود البطون والأجنحة والقوادم، بيض الصدور، غبر الظهور، وفي عنق كل واحدة منها طوقان أصفر وأسود، والقطاة الجونية تعدل قطاتين من الكدرية.
5-أراد بقوله: (أطيب جرعة) أي ريق حبيبته، التي زارته في النوم من الشام وهو بالعراق، فلثمته وأهدت إليه من ريقها جرعة نزرة، أي قليلة. وأصحابه بالفلاة قد ضلوا طريقهم. وأراد أن ما كان فيه من شدائد ضلال الركب لم يمنعه عن التفكر فيها. فذلك بمعنى (ولقد ذكرتك والرماح نواهل...إلخ) وهذا من الأدلة الساطعة على أن أبا العلاء كان أعمى عندما كتب هذا البيت، لأن أبقى ما يحفظه الأعمى من حبيبته طعم ريقها. ويشهد لذلك ديوان بشار بن برد برمته.
6-يقول: إذا أفرغ ما في الزجاجة تعلّق بجوانبها أمثال ما أهديت إلينا من ريقك. والزجاجة إذا أفرغت لم يعلق في أقطارها إلا شيء لطيف لا يحس. واستخدم الزجاجة لأن فم المرأة يشبه بالزجاجة كما يشبه ريقها بالخمر. و(أمثال) فاعل (يلوذ). قال: (فما يلتزق بكل جانب من جوانب الزجاجة من البلة مثل ريقك في الطعم والقلة)
7-من عادة الشعراء تشبيه الفم بالخاتم لما يحمل من عقيق الشفاه ، وليس لصغره. و(الخال) في البيت هي اللفظة الفصيحة لما يسمى اليوم بالقبضاي، ولا تزال عندنا في بلاد الشام تستخدم بنفس المعنى الفصيح. وأما أنها تستعمل في بعض الدول العربية بمعنى العبد فلذلك سبب وجيه، وهو أن معظم الأعيان كانوا يستخدمون أشداء العبيد في المرافقة والحراسة، ويترتب على ذلك خيلاؤهم وسطوتهم على الناس، ولا يستبعد أن تكون كلمة الخال بمعنى الشامة الكبيرة مولدة من معنى الخال -القبضاي- تشبيها لها به في وقوفها بمثابة الحرس أمام القصر. قال التبريزي: وفي قولهم رجل خال ثلاثة أقوال، قيل: أصله خول على مثال بطر وأشر... وقيل: من خال يخول، إذا تكبر ... والقول الثالث أن الخال هو التكبر نفسه، يقال رجل فيه خال وخيلاء، فإذا قالوا : رجل خال فكأنهم أرداو (ذو خال وخيلاء) كقولهم (رجل عدل) وفي الشراح من رأى أن المقصود بالخال هنا الشامة الكبيرة تكون على الشفة أو الخد، ومن عادة الشعراء تصوير الشامات التي تكون على جوانب ثغور النساء بالواردين العطشى.
8-الكرى النوم، والعاد: جمع عادة. أي صحبتنا في البحر كما صحبتنا في البر. وكان أبو العلاء قد انحدر إلى بغداد في زورق
9-يقول: أنت في طريقك إلينا سبحت أم أوتيت النبوة فمشيت على الماء مثل السيد المسيح ؟ ولكن النبوة لا تكون في النساء.. والمكسال: كثيرة الكسل، وهو مما يتغزل به في النساء تحببا لهن.
10-قال الخوارزمي: الخزامى: خيري البر، وهو نَور أبيض يضرب إلى الحمرة، وتشبه به الخدود لمخالطة الحمرة بالبياض، وله رائحة طيبة، وحكى أبو حنيفة أن زياد الكلابي قال: لم نجد من الزهر زهرة أطيب نفحة من زهر الخزامى. قال: وجعل حلتها حمراء لأن لباس الملوك الأحمر قال أبو الطيب:

 من الجآذر في زي الأعاريب    حمر الحُلَى والمطايا والجلابيب  

11-الرفلّة المتبخترة الطويلة الذيل فهي ترفل فيه، أي تغطي قدمها في المشي. والصراة: مجتمع دجلة والفرات.
12-بالس: بلدة حبيبته وهي مدينة على شط الفرات شرق حلب، درست منذ القدم، وقامت بالقرب منها مدينة (مسكنة) الحالية، على خط الطول 2-38 وخط العرض 2 - 36 ... والظاعنون: المسافرون. والقفال: الراجعون. وذهب الخوارزمي إلى أن حبيبته كانت من كلاب بن مرة -أي من قريش- لأنه سيأتي أنها مالكية أيضا، نسبة إلى مالك بن النضر، جد كلاب الرابع.
13- يقول: يحييك الظاعنون والقفال تحية ما الفرات بأعذب منها.
14- المراد بالأسمال في البيت بقية الماء، والمزايد جمع مزادة وهي القربة. والمعنى: فإن زعموا أن الهجير وهو شدة الحر شوّقهم إليها -أي إلى التحية- فشربوها فقد بقيت منها بقية في الزاد تروي غلتك وتبرد لوعتك.
15- القرط: ما علق في شحمة الأذن، والشنف ما عُلق في طرفها ، يقول:

 إنه لا يشنف أذني غير زئير الأسد    وإنما يريد أنه يألف الفلوات

وهذا أيضا من شعر العميان خاصة.
16- يعتذر إليها من ترك زيارتها
17- الإهلال في الأصل بزوغ أهلة الوجه من الفرح، ولكنه استقر في الإسلام على معنى آخر وهو النطق بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) عند رؤية الهلال أو أي شيء جميل. والنؤى: حفيرة تُجعل حول الخباء لئلا يدخله الماء. قال الخوارزمي، والمعنى: متى ركبنا إليها السفر، واقتحمنا لزيارتها الخطر ثم لم نحظ منها إلا بأن نرفع أصواتنا بلا إله إلا الله عند رؤية وجهها الشبيه بالهلال في الحسن، ساءنا ذلك.
18- الذابل: الرمح، والعسال: المضطرب في مشيه، ويوصف بذلك الذئب والرمح أيضا فيقال: رمح عسال وذئب عسال، والتنوفة القفر. والمراد أن حبيبته بدوية منيعة.
19- يقول: إذا عزبت عنها الإبل فلم يكن ما ينحر لها صيد لها بقر الوحش والنعام فهي أبدا في خصب. والهيق: ذكر النعام، والذيال الثور الطويل الذيل. والمراد بقوله (إذا أعزب الرعيان عنها سوامها) يعني إذا ذهبوا بماشيتها بعيدا عنها.
20- أي تهاجرنا في اليقظة وتواصلنا في المنام
21-القُلب: السوار لليد، والخلخال: للرجل، والفريد واسطة العقد، وغالبا ما يكون ذهبا. والمعنى: أنها بكت للفراق فسقط دمعها على قلبها وخلخالها، فكأنهما أرادا عقد حلف مع عقدها فنادياه ليقبل نحوهما فانتثر إليهما لتوثيق العهد.
22-يقول: فهل أشفق الدمع من سقوطه على قدمها التي تنهال لأقل شيء يصيبها كما ينهال الرمل، والمراد وصفها بالبضاضة والنعمة، وجعل الدمع غريبا لمفارقته جفنها
23- النقا: الرمل، والمعطال: المرأة لا حلي عليها، والمراد أنها قطعت أثناء بكائها عقدها حزنا، فاختلط در العقد بدر الدمع، وولت كالشمس التي لا تفتقر إلى الحلي.
24-المتفال ضد المعطار. وساف المسك: شمه. والشنب صفاء الأسنان وبريقها، والقسيمة وعاء العطر، يقول: (شم فم هذه الحبيبة يحلف أن قسيمة العطار أمامه متفال غير طيبة.
25- (اللآّل: بائع اللؤلؤ). و(الشأن: مجرى الدمع). وقد دعا لها بألا ترى ما يبكيها مرة ثانية، وأن يعوض لها عقدها الذي تناثر.
26-دار سابور : هي دار العلم ببغداد، تنسب إلى بانيها الوزير أبي نصر سابور بن أردشير، وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة، وكان معاصرا لأبي العلاء، توفي ببغداد سنة (416) والمعروف أن أبا العلاء دخل بغداد سنة (398) وأقام فيها سنة وسبعة أشهر. وقد أفرد الثعالبي فصلا مطولا في اليتيمة لمدائح سابور.. والقينة : المغنية، ولكنها في هذا البيت: الحمامة، والميهال: الأنيسة
27- شبه أحشاء الحمامة وأوصالها بأوتار العود. والمزهر: عود الغناء.
28- البيت واضح المعنى، والإعوال البكاء.
29- يشبه طوق الحمامة الأسود بالمسك، وأراد بشذا المسك لونه وليس رائحته.
30- يقول: (ظلمنك في أنهن حسدنك على قلادتك ومعهن من القلائد والحلي ما معهن)
31- البيت واضح، وخص الضحى بالذكر لأنه وقت ظهور الأطواق.
32- البيت على مذهب من يتطير بالأسماء، فيرى في الغراب غربة، وفي الحية حياة.. و(القصر: من أوقات النهار، وهو قبل العصر) . ولما فرغ من وصف اشتياقه للشام أخذ في وصف ما يقاسي في طريقه من المخاوف. يقول (رأيت حية قصرا فحملتها على الفأل فدلت على حياة طويلة مع شر، لأن الحية موصوفة بالشر وطول العمر).
33- أشار في هذا البيت إلى الفتنة التي كانت تعصف ببلاد الشام . (وخويلد: عشيرة من بني عُقيل). و(النجائب: الإبل العتيقة) و(الإرقال: الإسراع)
34- أقتال الأولى: جمع قِتل، بكسر القاف، وهو العدو. وأقتال في القافية: فعل مضارع، وماضيه اقتالَ، يعني احتكم
35- يُحْرِم السيف : أي يجرد من غمده، فإذا أحرم أحلت الدماء
36-حُشّت الحرب أو النار: أوريت. و(الأجذال: أصول الشجر، جمع جذل ، وأراد أن نار الحرف لا زناد لها إلا السيوف، ولا حطب توقد بها إلا الرماح)
37- البيت واضح، وهو من معاني أبي العلاء المتكررة في شعره، ومن ذلك قوله: (أيأتي نبي يجعل الخمر طلقة - فتحمل عني من همومي وأحزاني)
38- الرذي مأخوذ من الرذية وهي الناقة التي قد تركها المسير لا تقدر على القيام، وجمعها (رذايا) وقد شبه بها أمله الذي يأمله، وحاله التي تخذله
39- قال البطليوسي: جعل كل واحد من اليسر والأسرة أهلا، لأن اليسر ينهضه إلى ما يريد، كما تنهضه أسرته. واليسر: الغنى
40-الإسجال: من قولهم: أسجَلَ القاضي للرجل كتابا: إذا أعطاه سجلا لما يريد. ومن نوادر شروح هذا البيت قول ابن السيد: أن السجلّ في الآية (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب) صحابي كان كاتبا للنبي (ص) ؟
41-العواصم حصون بأرض الشام في شقّ حلب والجزيرة، وأشهرها أنطاكية ومنبج، وعد ابن خلكان منها المعرة، وذكر هذا البيت، في ترجمة أبي الحسن البسامي الشاعر
42- الآل: السراب، وخفوقه اضطرابه. وآراد أن نهاره وليله سواء في شوقه إلى العواصم.
43-البيت أشهر أبيات القصيدة، والكرخ من أكبر معالم بغداد، حيث يخترق دجلة بغداد، فما كان شرقي دجلة فهو الكرخ، وما كان غربيه فهو الرصافة. والجريال: الخمر، وفي الأصل : ماء الذهب.
44-حروف سرى: الحروف هنا النياق، والسرى: السير في الليل. وأراد بأفعالها التي برت جسمه حركتها به وانتقالها، كالأفعال التي تصرف الاسم نصبا ورفعا، والبيت من قبيل التفاؤل بالأسماء، مثل بيت الحية السابق رقم (32)
45- يقول: تتوهم هذه الإبل أن أزمتها حيات تعلقت برؤوسها، فهي تخاف لدغها فتسرع السير توهما أن إسراعها ينجيها من لدغها، فلا هدى الله الذي أوهمها أنها حيات. ولا يخفى أن المعري استعار هذا المعنى من قول المتنبي:

 تجاذب فرسان الصباح أعنة   كأن على الأعناق منها أفاعيا


46- يقول: فيا وطني إذا كان قد كتب علي أن لا أراك فطوبى لساكنيك
47- يقول: إن زيارتك هي أكبر أماني، فإن لم يكن ذلك في الدنيا، ففي الآخرة إن شاء الله.
48- سِيف دجلة: أي شاطئها، وفيه سادات كثيرة، لم أشم لهم بارقا، والشيم النظر إلى البرق توقعا لمطره وسرورا به.(وبذلك سُميت الشام شاما) والمزن: السحاب الذي فيه بياض
49- الهواجر: جمع هاجرة، وهي الكلمة القبيحة، يقال: رماه بالهاجرات، أي بالقبائح. و(قذاف الجواهر: البحر) أخذه من قول المتنبي: (كالبحر يقذف للقريب جواهرا) واختار كلمتي الهواجر والجواهر لتحقيق الجناس
50-البيت واضح، وأول من طرق معناه عروة بن أذينة (ت 130هـ) في قوله:

إني لأعلم والأرزاق جارية   أن الذي هو رزقي سوف يأتيني


51- البيت هو خاتمة القصيدة، ويبدو أنه بيت القصيد أيضا، ولكني لم أر من أشار إلى ذلك من الشراح، فإذا صح حدسي، فأبو العلاء قد وجه هذه القصيدة إلى بعض أقاربه يلومه فيها على التقصير في مد يد العون له. وأما من يكون هذا القريب فالله أعلم، ولكني أرجح أن يكون أحد أبناء عمه أبي بكر الذي كان سيد تنوخ في عصره، وهو ممدوح الصنوبري في قوله:
 

بأبي يا ابن سليما

 

ن لقد سدت تنوخا

وهـم  السادة شبا

 

نا لعمري وشيوخا

 وانظر في الوراق التعريف بقائمة مطولة من أعيان أسرة أبي العلاء في كتاب (إرشاد الأريب: ص 114 – 116) وأما البيت من حيث البديع فهو غارق في الصناعة، إذ المقصود بالجد الحظ، وبالعم الجماعة، وبالخال: السحاب، ولكن ذلك كله لا يصرفها عن مسمياتها الحقيقية، وإلا فلماذا اجتمعت في بيت واحد؟ وقوله: تكري أي تنقص، وهي من أفعال الأضداد، تجيء أيضا بمعنى (تزيد) والمعنى العام للبيت: (إذا صدق حظ الفتى اخترع له الناس من المكارم ما لا يدل عليه مخايل كرمه وتباشير جوده)
 

لسرعات الإنترنت القليلة:wmamp3real
لسرعات الإنترنت العالية:wmamp3real
هذه القصائد من موقع الوراق ،، اضغط هنا

thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16430774
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة