علوم ومعارف: سيبويه، عمرو بن عثمان بن قنبر
إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب : معجم الأدباء  ياقوت الحموي
Science and knowledge, By إعداد وتقديم وإخراج : د. محمود السيد الدغيم


رابط تحميل البرنامج
اضغط هنا
علوم ومعارف: سيبويه
يتضمن هذا البرنامج حلقة واحدة : إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب: معجم الأدباء  ياقوت الحموي 
عمرو بن عثمان بن قنبر
أعدَّ هذا البرنامج الإذاعي اليومي الصباحي وقدّمه: د. محمود السيد الدغيم حينما كان يعمل في محطة ام بي سي اف ام، وكان بثُّ هذا البرنامج بعد صلاة الصبح مباشرة بتوقيت مكة المكرمة، والهدف منه الفصل بين الأذان، وبقية البرامج، وقدَّمَ من هذا البرنامج أكثر من مئتي حلقة بمعدل حلقة واحدة يومياً
نأمل لكم وقتاً ممتعاً
{playerflv}/flv/Science-Sibawayhi.flv|400|40|#000000|{/playerflv}
يمكنكم إيقاف الملف الأعلى وتشغيل الملف الأدنى للتحكم بمستوى الصوت، بالضغط على السهم الأبيض وسط المربع الأسود


إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب: معجم الأدباء  ياقوت الحموي 
عمرو بن عثمان بن قنبر
أبو بشر، ويقال أبو الحسن وأبو بشر أشهر، مولى بني الحارث بن كعب، ثم مولى آل الربيع بن زياد الحراثي، وسيبويه لقب ومعناه رائحة التفاح. يقال: كانت أمه ترقصه بذلك في صغره. ورأيت ابن خالويه قد اشتق له غير ذلك فقال: كان سيبويه لا يزال من يلقاه يشم منه رائحة الطيب فسمي سيبويه، ومعنى سي: ثلاثون، وبوى: الرائحة فكأنه ثلاثين رائحة طيب، ولم أر أحداً قال ذلك غير ابن خالويه، وأصله من البيضاء من أرض فارس ومنشؤه البصرة، مات فيما ذكره ابن نافع بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة. وقال المرزباني: مات بشيراز سنة ثمانين ومائة. وذكر الخطيب أن عمره كان اثنتين وثلاثين سنة ويقال: إنه نيف على الأربعين سنة وهو الصحيح، لأنه قد روى عن عيسى بن عمر، وعيسى بن عمر مات سنة تسع وأربعين ومائة، فمن وفاة عيسى إلى وفاة سيبويه إحدى وثلاثين سنة، وما يكون قد أخذ عنه إلا وهو يعقل، ولا يعقل حتى يكون بالغاً والله أعلم.
وقال أحمد بن يحيى ثعلب في أماليه: قدم سيبويه العراق في أيام الرشيد وهو ابن نيف وثلاثين سنة، وتوفي وعمره نيف وأربعون سنة بفارس. قال الأصمعي: قرأت على قبر سيبويه بشيراز هذه الأبيات وهي لسليمان بن يزيد العدوي:
ذهب الأحبة بعد طول تـزاور
ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
تركوك أوحش ما تكون بـقـفـرة
لم يؤنسوك وكـربة لـم يدفـعـوا
قضي القضاء وصرت صاحب حفرة
عنك الأحبة أعرضوا وتصـدعـوا
وأخذ سيبويه النحو والأدب عن الخليل بن احمد، ويونس بن حبيب، وأبي الخطاب الأخفش، وعيسى بن عمر. نقلت من خط أبي سعد السمعاني مما انتخبه من طبقات أهل فارس وشيراز تأليف الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي القصار: بشير بن سعيد، وقيل: عمرو بن عثمان بن قنبر يكنى أبا بشر، سيبويه النحوي عن الخليل بن احمد، وهو من الحارث بن كعب، مات وكان على مظالم فارس وقبره في شيراز. لم يزد في ترجمته على هذا، وورد بغداد وناظر بها الكسائي وتعصبوا عليه، وجعلوا للعرب جعلاً، حتى وافقوه على خلافه، ولذلك قصة ذكرت فيما بعد، وكان سبب طلب سيبويه النحو ما ذكرناه في أخبار حماد بن سلمة.
وحدث أبو عبيدة قال: لما مات سيبويه قيل ليونس بن حبيب: إن سيبويه قد ألف كتاباً في ألف ورقة من علم الخليل. قال يونس: ومتى سمع سيبويه هذا كله من الخليل؟ جيئوني بكتابه، فلما نظر فيه رأى كل ما حكى فقال: يجب أن يكون هذا الرجل قد صدق عن الخليل في جميع ما حكاه كما صدق فيما حكاه عني، وذكر صاعد بن أحمد الجياني من أهل الأندلس في كتابه قال: لا اعرف كتاباً ألف في علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل على جميع ذلك العلم، وأحاط بأجزاء ذلك الفن غير ثلاثة كتب، أحدها المجسطي لبطليموس في علم هيئة الأفلاك، والثاني كتاب أرسططا ليس في علم المنطق، والثالث كتاب سيبويه البصري النحوي، فإن كل واحد من هذه لم يشذ عنه من أصول فنه شيء إلا ما لا خطر له. وكان إذا أراد إنسان قراءة كتاب سيبويه على المبرد يقول له: أركبت البحر؟ تعظيماً واستصعاباً.
وحدث محمد بن سلام قال: كان سيبويه جالساً في حلقته بالبصرة فتذاكرنا شيئاً من حديث قتادة فذكر حديثاً غريباً وقال: لم يرو هذا إلا سعيد بن أبي العروبة. فقال بعض ولد جعفر بن سليمان: ما هاتان الزائدتان يا أبا بشر؟ فقال هكذا يقال، لأن العروبة هي الجمعة، ومن قال ابن عروبة فقد أخطأ. قال ابن سلام: فذكرت ذلك ليونس فقال: أصاب لله دره.
وحدث ابن النطاح قال: كنت عند الخليل بن أحمد فأقبل سيبويه فقال الخليل مرحباً بزائر لا يمل، قال: وكان كثير المجالسة للخليل، وما سمعت الخليل يقولها لغيره، قال: وكان شاباً جميلاً نظيفاً.
وحدث أحمد بن معاوية بن بكر العليمي قال: ذكر سيبويه عند أبي فقال: عمرو بن عثمان قد رأيته وكان حدث السن، كنت أسمع في ذلك العصر أنه أثبت من حمل عن الخليل، وقد سمعته يتكلم ويناظر في النحو وكانت في لسانه حبسة، ونظرت في كتابه فرأيت علمه أبلغ من لسانه، وحدث أبو الحسن سعيد بن مسعدة والمبرد وثعلب وجمعت بين أقاويلهم وحذفت التكرار قالوا: قدم سيبويه إلى العراق على يحيى بن خالد البرمكي فسأله عن خبره فقال: جئت لتجمع بيني وبين الكسائي، فقال: لا تفعل، فإنه شيخ مدينة السلام وقارئها، ومؤدب ولد أمير المؤمنين، وكل من في المصر له ومعه، فأبى إلا أن يجمع بينهما، فعرف الرشيد خبره، فأمره بالجمع بينهما فوعده بيوم، فلما كان ذلك اليوم غدا سيبويه وحده إلى دار الرشيد، فوجد الفراء والأحمر وهشام بن معاوية ومحمد بن سعدان قد سبقوه، فسأله الأحمر عن مائة مسألة فما أجابه عنها بجواب إلا قال أخطأت يا بصري، فوجم سيبويه وقال: هذا سوء أدب، ووافى الكسائي وقد شق أمره عليه ومعه خلق كثير من العرب، فلما جلس قال له: يا بصري، كيف تقول: خرجت وإذا زيد قائم؟ قال: خرجت وإذا زيد قائم، قال: فيجوز أن تقول: خرجت فإذا زيد قائماً قال: لا، قال الكسائي: فكيف تقول قد كنت أظن أن العقرب أشد لسعة من الزنبور، فإذا هو هي، أو فإذا هو إياها؟ فقال سيبويه: فإذا هو هي، ولا يجوز النصب، فقال الكسائي: لحنت، وخطأه الجميع. وقال الكسائي: العرب ترفع ذلك كله وتنصبه، ودفع سيبويه قوله فقال يحيى بن خالد: قد اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما، فمن يحكم بينكما وهذا موضع مشكل؟. فقال الكسائي: هذه العرب ببابك، وقد جمعتهم من كل أوب، ووفدت عليك من كل صقع وهم فصحاء الناس وقد قنع بهم أهل المصرين، وسمع أهل الكوفة والبصرة منهم فيحضرون ويسألون، فقال يحيى وجعفر: قد أنصفت، وأمر بإحضارهم فدخلوا وفيهم أبو فقعس، وأبو دثار، وأبو ثروان، فسئلوا عن المسائل التي جرت بينهما فتابعوا الكسائي، فأقبل يحيى على سيبويه فقال: قد تسمع أيها الرجل؟ فانصرف المجلس على سيبويه، وأعطاه يحيى عشرة آلاف درهم وصرفه، فخرج وصرف وجهه تلقاء فارس، وأقام هناك حتى مات غماً بالذرب، ولم يلبث إلا يسيراً ولم يعد إلى البصرة.
قال أبو الحسين علي بن سليمان الأخفش: وأصحاب سيبويه إلى هذه الغاية لا اختلاف بينهم أن الجواب كما قال سيبويه، وهو فإذا هو هي، أي فإذا هو مثلها، وهذا موضع رفع وليس بموضع نصب. فإن قال قائل: فأنت تقول: خرجت فإذا زيد قائم وقائماً فتنصب قائماً، فلم لم يجز فإذا هو إياها؟ لأن إيا للمنصوب وهي للمرفوع؟ والجواب في هذا أن قائماً انتصب على الحال وهو نكرة، وإيا مع ما بعدها مما أضيفت إليه معرفة، والحال لا تكون إلا نكرة فبطل إياها، ولم يكن إلا هي وهو خبر الابتداء، وخبر الابتداء يكون معرفة نكرة، والحال لا يكون إلا نكرة، فكيف تقع إياها وهي معرفة في موضع ما لا يكون إلا نكرة؟ وهذا موضع الرفع. وقد قال أصحاب سيبويه: الأعراب الذين شهدوا للكسائي من أعراب الحطمية الذين كان الكسائي يقوم بهم ويأخذ عنهم.
ولما مرض سيبويه مرضه الذي مات فيه، جعل يجود بنفسه ويقول:
يؤمل دنيا لـتـبـقـى لـه
فمات المؤمل قبل الأمـل
حثيثاً يرى أصول النـخـيل
فعاش الفسيل ومات الرجل
قالوا: ولما اعتل سيبويه وضع رأسه في حجر أخيه فبكى أخوه لما رآه لما به، فقطرت من عينه قطرة على وجه سيبويه ففتح عينه فرآه يبكي فقال: أخيين كنا فـرق الـدهـر بـينـنـا  إلى الأمد الأقصى، ومن يأمن الدهرا؟ 
وحدث أبو الطيب اللغوي عن أبي عمر الزاهد قال: قال ثعلب يوماً في مجلسه: مات الفراء وتحت رأسه كتاب سيبويه فعارضه أبو موسى الحامض بما قد كتبناه في أخباره.
وحدث محمد بن عبد الملك التاريخي فيما رواه عن ثعلب عن محمد بن سلام قال: حدثني الأخفش أنه قرأ كتاب سيبويه على الكسائي في جمعة فوهب له سبعين ديناراً. قال: وكان الكسائي يقول لي: هذا الحرف لم أسمعه فاكتبه لي فأفعل. قال: وكان الأخفش يؤدب ولد الكسائي.
قال التاريخي: فكأن الجاحظ سمع هذا الخبر فقال مما يعدده من فخر أهل البصرة على أهل الكوفة: وهؤلاء يأتونكم بفلان وفلان وبسيبويه الذي اعتمدتم على كتبه وجحدتم فضله. وحدث التاريخي أيضاً وهارون بن محمد بن عبد الملك الزيات، قال هارون: دخل الجاحظ على أبي وقد افتصد فقال له: - أدام الله صحتك -، ووصل غبطتك، ولا سلبك نعمتك. قال: ما أهديت لي يا أبا عثمان؟ قال: أطرف شيء، كتاب سيبويه بخط الكسائي وعرض الفراء. وقال التاريخي: قال الجاحظ: أردت الخروج إلى محمد عبد الملك ففكرت في شيء أهديه له فلم أجد شيئاً أشرف من كتاب سيبويه وقلت له: أردت أن أهدي لك شيئاً ففكرت فإذا كل شيء عندك، فلم أر أشرف من هذا الكتاب، وهذا كتاب اشتريته من ميراث الفراء قال: والله ما أهديت إلي شيئاً أحب إلي منه.
وحدث التاريخي عن المبرد عن الزراري أبي زيد قال: قال رجل لسماك بالبصرة: بكم هذه السمكة؟ قال: بدرهمان. فضحك الرجل، فقال السماك: ويلك أنت أحمق، سمعت سيبويه يقول: ثمنها درهمان.
وحدث عن المبرد عن المازني عن الجرمي قال: في كتاب سيبويه ألف وخمسون بيتاً سألت عنها فعرف ألف ولم تعرف خمسون. وحدثت عن النظام أنه دخل على سيبويه في مرضه فقال له: كيف تجدك يا أبا بشر؟ قال: أجدني ترحل العافية عني بانتقال، وأجد الداء يخامرني بحلول، غير أني وجدت الراحة منذ البارحة. قلت: فما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أشتهي. فلما كان من بعد ذلك اليوم دخلت إليه وأخوه يبكي وقد قطرت من دموعه قطرة على خده فقلت: كيف تجدك؟ فقال:
يسر الفتى ما كان قدم من تقىً
إذا عرف الداء الذي هو قاتله
قال النظام: ثم مات من يومه. وحدث أبو حاتم السجستاني قال: دخلت على الأصمعي في مرضه الذي مات فيه فسألته عن خبره ثم قلت: كم سنة مضت من عمرك؟ فقال: لا ادري، ولكني أحدثك: كنت شاباً مقتبلاً، فتزوجت فولد لي وولد لأولادي وأنا حي ثم انشد:
إذا الرجـال ولـدت أولادهـا
واضطربت من كبر أعضادها
وجعلت أسقامها تعـتـادهـا
فهي زروع قد دنا حصادهـا
فقلت له: في نفسي شيء أريد أن أسألك عنه. قال: سل. فقلت: حدثني بما جرى بينك وبين سيبويه من المناظرة
فقال: والله لولا أني لا أرجو الحياة من مرضتي هذه ما حدثتك، إنه عرض علي شيء من الأبيات التي وضعها سيبويه في كتابه ففسرتها على خلاف ما فسره، فبلغ ذلك سيبويه فبلغني أنه قال: لا ناظرته إلا في المسجد الجامع، فصليت يوماً في الجامع ثم خرجت فتلقاني في المسجد فقال لي: اجلس يا أبا سعيد، ما الذي أنكرت من بيت كذا وبيت كذا؟ ولم فسرت على خلاف ما يجب؟. فقلت له: ما فسرت إلا على ما يجب، والذي فسرته أنت ووضعته خطأ، تسألني وأجيب. ورفعت صوتي فسمع العامة فصاحتي، ونظروا إلى لكنته فقالوا: لو غلب الأصمعي سيبويه، فسرني ذلك، فقال لي: إذا علمت أنت يا أصمعي ما نزل بك مني لم ألتفت إلى قول هؤلاء، ونفض يده في وجهي ومضى. ثم قال الأصمعي: يا بني، فوالله لقد نزل بي منه شيء وددت أني لم أتكلم في شيء من العلم.
وعن أبي عثمان المازني قال: حدثني الأخفش قال: حضرت مجلس الخليل فجاءه سيبويه فسأله عن مسألة وفسرها له الخليل فلم أفهم ما قالا، فقمت وجلست له في الطريق فقلت له: جعلني الله فداءك، سألت الخليل عن مسألة فلم أفهم ما رد عليك ففهمنيه، فأخبرني بها فلم تقع لي ولا فهمتها فقلت له: لا تتوهم أني أسألك إعناتاً فإني لم أفهمها ولم تقع لي. فقال لي: ويلك، ومتى توهمت أنني أتوهم أنك تعنتني، ثم زجرني وتركني ومضى.
وحدث المازني قال: قال الأخفش: كنت عند يونس فقيل له: قد أقبل سيبويه فقال: أعوذ بالله منه. قال: فجاء فسأله فقال: كيف تقول مررت به المسكين، فقال: جائز أن أجره على البدل من الهاء. قال: فقال له: فمررت به المسكين على معنى: المسكين مررت به، فقال: هذا خطأ لأن المضمر قبل الظاهر. قال: فقال له: إن الخليل أجاز ذلك وأنشد فيها أبياتاً فقال: هو خطأ فغمني ذلك. قال: فمررت به المسكين، فقال جائز، فقال: على أي شيء ينصب؟ فقال: على الحال. فقال سيبويه: أليس أنت أخبرتني أن الحال لا تكون بالألف واللام؟. فقال له: صدقت. ثم قال لسيبويه: فما قال صاحبك فيه؟ يعني الخليل، فقال سيبويه: قال لي: إنه ينصب على الترحم، فقال: ما أحسن هذا ورأيته مغموماً بقوله: نصبته على الحال.


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16426639
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة