خاتمة ديوان شعرستان الغزلي

شعر، د. محمود السيد الدغيم

لندن :10 نيسان 2006 م

الرابط التالي للاستماع والتحميل

icon Khatimat shiiristan-10-4-2006.ram (852.50 KB)

لَقَدْ أَبْدَى الْغَرَاْمُ لَكَِ الْخَفَاْيَاْ
وَأَظْهَرَ مَاْ أُخَبِّئُ مِنْ خَبَاْيَاْ

فَكَمْ حَاْوَلْتُ أَنْ يَبْقَىْ غَرَاْمِيْ
خَفِياًّ فِي الْفُؤَاْدِ، وَفِي الْحَنَاْيَاْ

لَتَسْتُرَهُ الضُّلُوْعُ كَكُلِّ سِرٍّ
مُصَاْنٍ لَيْسَ تَكْشِفُهُ الْبَرَاْيَاْ

وَلَكِنَّ الْغَرَاْمَ أَخُوْ شُيُوْعٍ
وَتَفْضَحُهُ دُمُوْعٌ كَالرَّكَاْيَاْ
[1]

فَلَوْلا الدَّمْعُ لَمْ يُكْشَفْ غَرَاْمٌ
وَحُبٌّ فِيْهِ مِنْ عِشْقٍ بَقَاْيَاْ

فَكَمْ كَشَفَتْ دُمُوْعُ الصَّبِّ حُباًّ
تُحَاْصِرُهِ الْعَوَاْذِلُ وَالرَّزَاْيَاْ

فَعَاْرَضَهُ الأَقَاْرِبُ وَالأَعَاْدِيْ
وَلَمْ يُعْطَ الْقَلِيْلَ مِنَ الْعَطَاْيَاْ

وَضَاْعَ الْحُبُّ فِيْ بَحْرِ الأَمَاْنِيْ
وَلَمْ يُنْتِجْ وِصَاْلاً؛ بَلْ مَنَاْيَاْ
[2]

فَآلَمَ أَنْفُسَ الأَحْبَاْبِ حُزْنٌ
وَحِرْمَاْنٌ، فَحَوَّلَهَاْ شَظَاْيَاْ

تَطَاْيَرُ[3] دَاْئِماً شَرْقاً وَغَرْباً
وَتَنْقُلُهَا الْعَوَاْطِفُ وَالْمَطَاْيَاْ

وَيُرْسِلُهَا الأَدِيْبُ إِلَىْ أَدِيْبٍ
يَرَىْ فِيْهَا الْمَقَاْصِدَ وَالنَّوَاْيَاْ

وَيَرْوِيْهَا الرُّوَاْةُ بِكُلِّ "فَجٍّ
عَمِيْقٍ"
[4] حَيْثُمَاْ تَسْرِي السَّرَاْيَاْ

وَيَهْدِيْهَا الْحَبِيْبُ إِلَىْ حَبِيْبٍ
لأَنَّ الْحُبَّ مِنْ أَغْلَى الْهَدَاْيَاْ

فَغُضِّ الطَّرْفَ عَنْ عَبْدٍ ضَعِيْفٍ
يُرِيْدُ الصَّفْحَ عَنْ كُلِّ الْخَطَاْيَاْ

وَيَأْمُلُ تَوْبَةً مِنْ بَعْدِ غِيٍّ
لأَنَّ الْغِيَّ مَذْمُوْمُ الْبَلاْيَاْ

وَيَرْجُوْ أَنْ يَكُوْنَ بِخَيْرِ حَاْلٍ
إِذَا انْقَضَّتْ عَلَى الْعِشْقِ الْقَضَاْيَاْ
هذه القصيدة من البحر الوافر.



[1]  - الركايا : الرَّكِيَّةُ [ركو]: البئرُ ذات الماء ، والجمع: رَكَايَا. والْبِئْرُ هِيَ الَّتِي لَهَا مَوَادُّ مِنْ أَسْفَلِهَا، أَيْ: لَهَا مِيَاهٌ تَمُدُّهَا وَتَنْبُعُ مِنْ أَسْفَلِهَا. وَلا يَخْفَى أَنَّهُ عَلَى هَذَا التَّعْرِيفِ يَخْرُجُ الصِّهْرِيجُ وَالْجُبُّ وَالآبَارُ الَّتِي تُمْلأُ مِنْ الْمَطَرِ ، أَوْ مِنْ الأَنْهَارِ ، وَاَلَّتِي يُطْلَقُ عَلَيْهَا اسْمُ الرَّكِيَّةِ ( عَلَى وَزْنِ عَطِيَّةَ ) كَمَا هُوَ الْعُرْفُ ، إذْ الرَّكِيَّةُ هِيَ الْبِئْرُ ، كَمَا فِي الْقَامُوسِ . لَكِنْ فِي الْعُرْفِ: هِيَ بِئْرٌ يَجْتَمِعُ مَاؤُهَا مِنْ الْمَطَرِ ، فَهِيَ بِمَعْنَى الصِّهْرِيجِ.

[2]  - المَنِيَّةُ [ مني]: الموتُ؛ وفي المثل: (المَنَايا على السَّوَايا)، مثل يُضرب عند الشدائد والمخاوف، وجمع المنية: منايا.

[3]  - أصلها تتطايرُ، وحذفت تاء للضرورة الشعرية.

[4]  - نضمين جزء من الآية: 27 من سورة الحج " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)".


Launch in external player