السلطان العثماني عبد العزيز وبناء أول جامع عثماني في جزيرة مالطة. د. محمود السيد الدغيم

 

   


1
جلس السلطان عبد العزيز خان ابن السلطان محمود خان الثاني ابن السلطان عبد الحميد الأول، على كرسي الخلافة الإسلامية العثمانية سنة 1277 هـ/ 1861م، ووجد الدولة في حاجة إلى إتمام الاصلاحات التي سعى أخوه عبد المجيد كي يدخلها في الإدارات السلطانية والعسكرية بأنواعها، وذلك بعدما توقفت جرّاء حرب شبه جزيرة القرم، وما جرّته التدخلات الأجنبية في شؤون الجوالي العثمانية.
وقد جرت مراسم تتويج السلطان عبد العزيز حسب العادات العثمانية، حيث تقلَّد سيف السلطان عثمان الأول في يوم الخميس 18 ذي القعدة سنة 1277 هـ/ 1861م، إلى الشمال الغربي من أسوار القسطنطينية في جامع الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري رضي الله، وتمت البيعة له بالخلافة، فأبقى الوزراء في مناصبهم،وعزل السر عسكر رضا باشا، وعين محلّه نامق باشا، ثم أصدر فرماناً ـ إلى الصدر محمد أمين عالي باشا الذي خلف محمد باشا القبرصلي ـ مظهراً رغبته في متابعة تنفيذ الاصلاحات الضرورية لتطوير الدولة، وإيجاد المساواة بين جميع أفراد الرعايا بلا تمييز.
2
مجلس الاحكام العدلية
أسس الخليفة العثماني عبد العزيز مجلس الاحكام العدلية في 6 مُحرَّم سنة 1278 هـ/ 1862م، وعين لرئاسته الوزير محمد فؤاد باشا وجعله ثلاثة أقسام:
أحدها: لإدارة الأمور الملكية.
والثاني: لسَنِّ القوانين والتنظيمات.
والثالث: للمحاكمات.
وحرص الخليفة على الحضور بنفسه في آخر كل سنة إلى الباب العالي ليتلي في حضرته ملخص الاجراءات والأعمال التي قام بها المجلس المذكور خلال السنة الماضية.
واستمر نشاط ذلك المجلس حتى 8 ذي الحجة سنة 1284هـ/
1864م، ثم صدر الأمر السلطاني بإلغائه وتعويضه بمجلسين آخرين يشكلان على نظاماته الأساسية وهما: مجلس شورى الدولة "شوراي دولتي"، وديوان الأحكام العدلية "محكمة القضاء العليا"، وقد نجح هذان المجلسان في أعمالهما، وأصدرت الدولة تنظيماتها سنتي 1281و 1287 هـ، فتم تنظيم الولايات، وحدّدت وظائف جميع المأمورين من الولاة إلى صغار الخدمة، وحلت التنطيمات الجديدة محل "التنظيمات الخيرية" القديمة مما قيد الفساد، ووضع حدوداً للتجاوزات، فتذمر الفوضويون، وأصدر السلطان فرماناً يقضي بمحاكمة كل من يقاوم تلك التنظيمات، فتمت محاكمة عدد من كبار الحكام مثل خسرو باشا، وعاكف باشا، وطاهر باشا، ونافذ باشا، وحسيب باشا، فظهر لعموم الرعايا العثمانية حُبُّ السلطان للعدل والإصلاح، وأنشأ السلطان مدرسة "غلاطة سراي" في القسم الشمالي من إسطنبول الأوروبية سنة 1285 هـ/ 1868م، واعتمدت فيها اللغة العثمانية واللغة الفرنسية، وبلغ عدد طلابها 600 طالب سنة 1869م.
3
إصلاح الأحوال المالية
اهتم السلطان العثماني عبد العزيز بإصلاح الأحوال المالية، فأصدر فرماناً إلى الصدر الأعظم محمد فؤاد باشا يكلفه بوضع ميزانية مضبوطة للمالية عن سنتي 1277 و 1278هـ/ 1862م، ثم صدر قرار بإلغاء القوائم المالية، وهي أوراق كانت تتداول كالنقود في عهد السلطان الغازي عبد المجيد خان، وسوت السلطنة جميع ديونها، وأصبحت المعاملات في كافة الولايات العثمانية بالنقود العثمانية الجديدة، وانتظمت أحوال المالية.
4
تمرد الجبل الأسود
راقبت دول أوروبا إصلاحات السلطنة العثمانية، وخشيت صعودها، واستعادة نفوذ القوات العثمانية، فأخذت تعرقل مساعي الدولة ببث الدسائس، وبذر الفتن في جميع الأراضي التابعة لها في أوروبا وآسيا وإفريقيا، وكانت بداية المؤامرات بخلع نيقولا أمير الجبل الأسود "قره داغ: مونت نيغرو" وتنصيب "البرنس دانيلو" مكانه سنة 1277 هـ/ 1861م، وسبب التآمر أن الدول الأوروبية رأت في ذلك العهد أن الدولة العثمانية راحت تبذل المساعي الحقة في إجراء التنظيمات المختلفة، والتحسينات المتنوعة مما أدّى إلى تطور القوات البحرية والبرية، والصنائع والمعارف، واتساع دوائر التجارة العثمانية.
وأوشكت فوضى الجبل الأسود على الامتداد إلى ولايات أخرى، فوضعت السلطنة حداًّ للفوضى، حيث أرسلت فيلقاً مكونا من ثلاث فرق عسكرية بقيادة السردار عمر باشا، وكانت الفرقة الأولى تحت قيادة عبد الكريم نادر باشا "المعروف بعبدي باشا" والثانية تحت قيادة درويش باشا، والثالثة تحت قيادة حسين عوني باشا،
وهاجمت الفرق الثلاث الجبل الأسود من ثلاث جهات، فكسرت شوكة المتمردين، وزحفت على عاصمة الجبل، فطلب أميره دانيلو الأمان، وقبل شروط الخلافة العثمانية التي تقضي بقبول الاحتياطات اللازمة لمنع قيام التمرد ثانية.
ولكن أمير الجبل الأسود نقض عهده بناء على ما تلقاه من تحريض فرنسي روسي، ودعم أوروبي عام، وبذلك نال الجبل الأسود استقلالا إدارياً سنة 1280 هـ/ 1864م.
5
تمرد صربيا
نالت مقاطعة صربيا امتيازات إدارية بمقتضى معاهدة باريس سنة 1856 م، ولكنها بقيت إدارياًّ تحت سيادة السلطنة العثمانية، وبقيت فيها حامية عثمانية في ست قلاع فقط من حصون تلك البلاد، وبعد تمرد البوسنة والهرسك سنة 1278 هـ/ 1862م استمر الاضطراب ببلاد الصرب، وأظهروا العداوة للمسلمين العثمانيين في كثير من المسائل، ثم تدخّلت الدول الأوروبية في شؤون رعايا السلطنة العثمانية، وعقد سفراء الدول المعادية مؤتمراً في إسلامبول بحضور مندوب السلطنة الصدر الأعظم عالي باشا مندوبا، وبعد مداولات تقرَّر أن يُخلي العثمانيون قلعتين من القلاع الست في صربيا، وأن تبقى القوات العثمانية في أربع قلاع اعتباراً من سنة 1279هـ/1862 م، ثم تنازل العثمانيون عن القلاع الباقية بعد تمرد جزيرة كريد سنة 1283هـ-1867 م، وبذلك لم يبق للعثمانيين من أثر التابعية في صربيا غير رفع العلم العثماني فوق قلعة بلغراد إلى جانب العلم الصربي.
6
تمرد جزيرة كريد
تضافرت لحهود الأيراني الروسية غير الحسنة، وأدت إلى تشويش الأحوال على الحدود العثمانية الشرقية والشمالية، وساهمت تلك الجهود السيئة في نفس الوقت بإثارة القلاقل الطائفية والمذهبية بين أبناء الجاليات العثمانية من غير المسلمين السُّنَّة، ومن تلك الفتن ما أوحت به روسيا إلى بعض سكان جزيرة كريت غير المسلمين لكي يقوموا ويطلبوا ضم جزيرتهم إلى اليونان، وأكدت لهم بأنه سيكون لهم من روسيا واليونان نصير على كافة الأصعدة، فثاروا على السلطنة العثمانية، واستفحل أمرهم، فأرسلت السلطنة الجيوش براً وبحراً تحت قيادة مصطفى باشا الكريدي، وأمرته أن ينصح المتمردين بالاستسلام، حقناً للدماء ومع جده واجتهاده في ذلك لم يمكنه حملهم على الطاعة بل أصروا على العناد مع محبتهم لذلك القائد، ولما لم تبق وسيلة سلمية، بدأت الحرب لقمع الفتنة، وأرسل الخديوي إسماعيل باشا في ربيع الأول من سنة 1283هـ / 1863م قوة عسكرية مركبة من ستة "آلايات بياده" وبعض بطاريات المدفعية تحت قيادة شاهين باشا، ثم تعين لقيادتها القائد الشهير إسماعيل سليم باشا الفريق ناظر الجهادية إذ ذاك، وبعد وفاته خلفه عبد القادر باشا الطوبجي. وبعد هودة مصطفى باشا الكريدي إلى الآستانة في 6 شوّال سنة 1283 هـ/ 1863م قاد الجيوش العثمانية عمر باشا وهو صربي الأصل، وشدد الحصار البحري حول الجزيرة، وسمحت السلطنة بنقل العائلات التي رغبت في الهجرة من الجزيرة.
7
المعارضة الداخلية
كادت إصلاحات السلطان عبد العزيز أن تأتي أُكلها في السنين الأولى من جلوسه على سرير الخلافة العثمانية، وذلط جرّاء الإصلاحات التي أدخلها على جميع دوائر الحكومة مما جعل الأمة العثمانية تأمل خيراً كثيراً حينذاك،ولكن أصحاب المطامع الأنانية تحزَّبوا ضد السياسة الإصلاحية سراً، وذلك بعدما رأوا تغيير طريقة الوراثة بالخديوية المصرية التي نالها الخديوي إسماعيل باشا برضا السلطان، مما منع مصطفى فاضل باشا من حقوقه، فمال إلى الحزب المضاد للسلطنة، والتفت حوله بعض شبان العثمانيين مثل علي سعاوي بك، وضيا بك، ونامق كمال بك وغيرهم، ورحل المعارضون إلى أوروبا، وأخذوا يشهِّرون بالسياسة العثمانية بما يذيعون، وبما ينشرونه من المكاتبات والجرائد حول الأغلاط الحاصلة في سياسة السلطنة، وينتقدون أعمال فؤاد باشا، وعالي باشا، وأصدروا كثيراً من الرسائل الهجومية التي تحاملوا فيها على بعض رجال الدولة الذين تشهد لهم أعمالهم الحسنة، ومساعيهم المشكورة بالوطنية الصادة، مثل عالي باشا، وفؤاد باشا وغيرهما.
8
تردي الأوضاع العثمانية
توفي الصدر الأعظم عالي باشا، وجلس مكانه محمود نديم باشا في مسند الصدارة العظمى سنة 1268م، فسلك طريقاً معوجاً في السياسة، وساءت الأحوال، واختلت الأمور المالية، واقترضت السلطنة من أوروبا أموالاً كثيرة، واستبدّ الموظفون بالأحكام، وتذمر الناس، فصدر أمر سلطاني بمحاكمة ثلاثة من المشيرين وهم: حسين عوني باشا، وشيرواني زاده رشدي باشا، ومشير الضبطية حسني باشا، وتمّ نفيهم دون أن تطبق محاكماتهم على القانون، ولذلك دهشت رجال الدولة من هذه الأحوال، وكثير التغيير والتبديل في الولاة، وزادت الأحوال ارتباكاً، ولاحظ السلطان سوء الأحوال، فعزل محمود نديم باشا عن الصدارة العظمى، وذلك بعدما تولاها أحد عشر شهراً، وقد طعنت به الجرائد العثمانية، وأظهرت ما ارتكبه من الأعمال المضرة بالدولة.
وبعد ذلك كثر تغيير رؤساء الوزارات "الصدور العظام" حيث تولى الصدارة ابتداء من سنة 1292هـ  مدحت باشا، ورشدي باشا الكبير، وأسعد باشا، وشيرواني رشدي باشا، وحسين عوني باشا، وأسعد باشا ثانية، في مدة ثلاث سنوات، ولما أسند السلطان عبد العزيز الصدارة العظمى إلى محمود نديم باشا ثانية، خطر في فكر رجال الحزب المعارض لسياسة الحكومة أن السلطان راضٍ عن أعمال الوزير المذكور، فباشروا التحريض ضد سياسة الدولة، واستغلوا تردي الأوض الأوضاع المتردية الناتجة عن تمرد جماعات الصقالبة بتحريض روسي في ولايتي البوسنة والهرسك سنة 1875 م، وفي بلغاريا في شهر أيار/مايو سنة 1876 م، ونتج عن ذلك التحريض الروسي قتل المسلمين في تلك المناطق مما أدى إلى وقوع عدة مذابح.
وخافت السلطنة أن تقوى الدسائس الأجنبية فأصدر السلطان سنة 1875 م فرمانا بمنح تلك الولايات بعض المتيازات لتسكين الخواطر دون جدوى، ومع ازدياد الاضطرابات قدّم الكونت أندراسي لائحته المشهورة في أواخر سنة 1875م، وكان من مقتضياتها إنفاذ ما جاء بالفرمان السلطاني من الامتيازات، فقبل السلطان، وأصدر عفواً عن جميع المجرمين، إلا أن المتمردين أصروا على طلب إخراج العساكر العثمانية من بلادهم، أو تقيم في القلاح فقط، خصوصاً بعد حادثة سلانيك التي وقعت في5 أيار/مايوا سنة 1876 م. بسببها اعتناق فتاة بلغارية الديانة الإسلامية، ومجيئها إلى سلانيك لإثبات إسلامها، فتصدى لها بعض متعصبي الأروام حين توجهها إلى دار الحكومة، واختطفوها من أيدي المحافظين عليها بالقوة، وأخفوها أوّلاً في بيت قنصل أمريكا ثم نقلوها إلى دار أحد كبرائهم، ولما أشيع ذلك بين المسلمين هاجت نفوسهم، وتجمع الآلاف منهم أمام سراي الحكومة، وبينما هم كذلك إذ حضر الموسيو مولين قنصل فرانسا، والموسيو هنري أبود قنصل ألمانيا، وأرادوا دخول المسجد عنوة، فتصدى الناس لمنعهما أوّلاً إلا أنهما دخلا بالرغم عنهم، وكان المتداول على الألسنة أن البنت في بيت قنصل ألمانيا المذكور، ومما زاد الهياج عند المسلمين أن القنصلين المذكورين تفوّها بألفاظ غير لائقة بحق الإسلام والمسلمين، فاشتد حنق الحضور، وهجموا عليهما وقتلوهما، ولم يتمكن الوالي محمد رأفت باشا من حمايتهما، وقمع الفتنة. ولذلك أرسل الباب العالي لجنة بينها مستشار نظارة العدلية للتحقيق في القضية، وأرسلت دولتا فرانسا وألمانيا أسطولين، وبعثت كل من إنكلترة وإيطاليا والنمسا والروسيا واليونان سفنا حربية، ثم انتهت المسألة بعمل تراض للدولتين المذكورتين وهي أن ينفى الوالي وبعض المأمورين، وأن يقتل الذين تجرؤوا على سفك الدماء، وترتب على ذلك أن اتفقت روسيا والنمسا وألمانيا، وقدموا للسلطنة العثمانية لائحة اتفاقية برلين المشهورة بعد أن صادقت عليها إيطاليا وفرانسا، وطلبت الدول الأوروبية من الباب العالي تنفيذ فرمان 12 كانون الأول/ ديسمبر لسنة 1875 م، وتعيين مجلس دولي لمراقبة تنفيذ الإصلاحات، فرفض الباب العالي ذلك لأنه يمسُّ بحقوق السلطنة، فارتبكت الأحوال بسبب سوء تصرفات الصدر الأعظم محمود نديم باشا الذي كان ينفذ رغبات السفير الروسي فكره الناس ذلك الوزير العلقمي،  وشنعوا عليه.
وقامت المظاهرات في أواسط ربيع الأوّل سنة 1293هـ، وأرسل السلطان عبد العزيز إلى أستاذه شيخ الإسلام حسن فهمي الحسيني أفندي يطلب منه السعي لإقناع المتظاهرين بضرورة انهاء المظاهرات، ولكن المتظاهرين اتهموا شيخ الإسلام بالميل إلى سفير روسيا، وحينذاك أمر السلطان بعزل محمود نديم باشا من الصدارة العظمى، وحسن فهمي الحسيني أفندي من المشيخة في  16 ربيع الثاني سنة 1293 هـ/ 11 أيار سنة 1876م، وعين في الصدارة العظمى محمد رشدي باشا الكبير، المعروف بالمترجم"للمرة الرابعة" وعين في المشيخة الإسلامية خير الله أفندي "للمرة الثانية" و وعين في السر عسكرية حسين عوني باشا.
9
خلع السلطان عبد العزيز
سادت الدسائس في العاصمة العثمانية إسلامبول، وتضاربت المصالح الإنكليزية مع المصالح الروسية، وتباينت الأقوال وتعارضت وتناقضت في تحديد سبب خلع السلطان فمن قائل: إن روسيا وراء العزل، ومن قائل: إن الإنكليز كانوا وراء العزل خشية التقارب الروسي العثماني، ومن قائل أن الوزراء خافوا من أن يبطش بهم السلطان عبد العزيز فتآمروا عليه، وتعددت الروايات، والنتيجة: أن اجتماعا ضمَّ كلاً من رشدي باشا، ومدحت باشا، والسرعسكر حسين عوني باشا، وأحمد باشا القيصرية لي، وأمثالهم وقرروا خلع السلطان عبد العزيز فيما بينهم، ثم حاصروا السراي السلطانية براً وبحراً بالجنود قبل غروب يوم الاثنين 6 جمادى الأولى سنة 1292هـ/ 28 أيار/مايو سنة 1876م . ولما تم الحصار ذهب السر عسكر حسين عوني باشا إلى مقر السلطان مراد خان، وأركبه معه في العربة، وأتى به إلى باب السر عكسرية، وأجلسه في الحجرة التي أعدّت لمبايعته، وفي الحال حضر الشريف عبد المطلب، وغيره من أعيان الدولة ورجالها، وبايعوا السلطان مراد في الساعة الثالثة بعد منتصف الليل.
ثم أرسلت الأوامر إلى رديف باشا الذي كان موكلا بأمر الحصار، فأحضر لديه رئيس أغوات السراي جوهر أغا، وأبلغه بأن الأمة قد خلعت السلطان عبد العزيز، وبايعت السلطان مرادخان، وأنه مأمور بإرسال السلطان المخلوع إلى سراي طوب قبو، فخرج وأنزل في زورق، ومعه ابنه الأمير يوسف عز الدين أفندي، ونقلت عائلته أيضاً إلى تلك السراي، وفي نحو الساعة الثالثة ركب السلطان مراد مركبته، وقصد سراي بشكطاش، وأقبلت إليه الجموع هناك تبايعه وقد استمرت المبايعة ثلاثة أيام. أما السلطان عبد العزيز فإنه لم يعشْ بعد خلعه إلا أربعة أيام، ثم مات وللناس في أسباب موته أقوال ظاهرة وأخرى خفية تداولوها فيما بينهم، فأجهزة إعلام ومخابرات الدولة تقول: انتحر، والجماهير الشعبية تقول: نحروه. وما أشبه اليوم بالبارحة!!
والرواية الراجحة: إن مدحت باشا وحسين عوني باشا وغيرهما اتفقوا على قتله منعاً لحصول القلاقل المستقبلة ما دام على قيد الحياة، وليكونوا في مأمن من الانتقام فيما بعد، وقيل: إنهم وكلوا بقتله اثنين من "الفداوية" ودفن بجوار أبيه السلطان محمود رحمهما الله رحمة واسعة. وكان ذلك سبباً في قيام الضابط حسن الجركسي بقتل بعض الوزراء المتآمرين على السلطان عبد العزيز.
10
جزيرة مالطة
يتداول اللبنانيون والسوريون وبعض العرب مثلا يقول: "وهل أنت سترفع الأذان في مالطة" ويضرب هذا المثل حينما يحاول مُحاول أن يفعل شيئاً مستحيلاً، وسبب ذلك ما قام من حروب بين المسلمين والقوى الأوروبية جراء الصراع على جزيرة مالطة ذات الموقع الاستراتيجي الذي يشكل قاعدة انطلاق نحو أوروبا شمالاً وإفريقيا جنوباً، ولذلك حرصت الإمبراطوريات العالمية على السيطرة على جزيرة مالطة وتوابعها لاتخاذها ثغراً متقدماً ونقطة إمداد عسكري ضرورية في الحرب والسلم.
11
المساحة والسكان
تبلغ مساحة دولة مالطة 122 ميلاً مربعا، ويوجد منها خمسة وتسعين ميلا مربعا تقريباً في جزيرة مالطة، التي يبلغ محيطها 85 ميلاً، والمسافة ما بين الشمال الغربي، والجنوب الشرقي لجزيرة مالطة هي 17 ميلاً، وعرضها بين الجنوب والشمال 9 أميال. أما عدد سكان مالطة فيقرب من 350 ألف نسمة، وكثافة السكان هي 2500 نسمة في الميل المربع الواحد.
12
جغرافية مالطة وهويتها
لقد سماها الفينيقيون مَلِط، واليونان سموها مَلِّيطَّا، وسمّاها الرومان مَلِيْطَاْ، ويدعي المالطيون أنها مشتقة من ملط العسل حيث كان يتكاثر النحل في كهوفها القديمة، وقيل: بل اشتق اسمها من الملطأ الذي يتلطى به الناس من الأمطار والعواصف البحرية.
وجزيرة مالطة هي الجزيرة الكبرى، وتتبعها جزر أصغر منها مثل جزيرة "هودج" التي تبلغ مساحتها 26 ميلاً مربعاً، ويبلغ محيطها 27 ميلاً، وطولها 9 أميال، وعرضها 5 أميال، وقد حُرَّف اسمها مصار باللغة المالطية "أودج" وسماها الفينيقيون "قُوْل" "" أو "قَوَلْ" أو "قَوْلُوْس" وحرفها اليونان ثم الرومان فصارت "قَوُدُس" "" وسماها العرب "هودج" ولما أخذها الإسبان من العرب سموها "غودزو" "" ثم تحول إلى "غوزو" "" وهذه الجزيرة هي الجزيرة الثانية من الجزر المالطية المسكونة. ويتوسط مدخل جزيرة هودج الرباط الذي سُمِّي ساحة فيكتوريا، ومن أشهر الكهوف الساحلية في جزيرة هودج كهف قليب سوس.
مابين جزيرة مالطة في الجنوب الشرقي وجزيرة هودج في الشمال الغربي توجد جزيرة صغيرة قليلة السكان تسمى جزيرة "كومينو" وبجانبها جزيرة أصغر منها اسمها "كومينوتو" واسم الجزيرتين من مشتقات الكمُّون، ومساحة الجزيرتين ميل مربع واحد.
وهنالك جزيرة "فلفة" التي تقع على مسافة أربعة أميال جنوب غرب جزيرة مالطة، وفيها آثار قديمة أهمها معبد مناجدره، وحجر قيم "القديم" وكانت تسخدم قاعدة حراسات للجزر الأخرى في العصور الخوالي،  وهنالك جزيرتان صخريتان أخريتان هما جزيرة "دويجرا بيه" إلى الغرب من جزيرة هودج، و"القبلة تاع الجنرال" أي صخرة الجنرال.
13
آثار مالطة
تترواح أعمار المواقع الأثرية المكتشفة في مالطة مابين 5000 و2750 سنة قبل الميلاد في مواقع "غار دلام" ومعناه غار الظلام، وقري سكوربا. أما مواقع زبوج و"مغار جيقانتيجا"  و"سفلين" و"ترشين" فتعود إلى عصر الرصاص، ويتراوح تاريخها مابين سنة 3750 وسنة 2200 قبل الميلاد، وآثار العصر البرونزي موجودة في مواقع "ترشين" و "بهريج" و "بورغ الندور" ويتراوح تاريخها مابين سنة 2000 وسنة 800 قبل الميلاد.وهذا ما دلت عليه اللُّقى المكتشفة في الحفريات.
ويرجح الباحثون الجولوجيون أن كهوف وادي الزريق في شمال غرب جزيرة مالطة قد اتخذها القدماء ملجأً ومرفأً في نفس الوقت حيث تدخلها مياه البحر.
14
مالطة والكنعانيون
تنتشر الآثار الكنعانية " البونيقية: الفينيقية" في جزيرة مالطة في "مرسى شلُوْك" وقلعة "فرانا" المشتق اسمها من "حال الفرَّ". وتنتشر في مواقع لوقا، ومِلِّيحة، وطرشين ذات الكهوف، وقرندي وقُرمي.كما تنتشر الآثار الفينيقة في "المجرّ" والقلعة، و"تاع قُرجيم" في جزيرة هودج، ونقل الفينيقون معهم من صور اللبنانية إلى مالطة آلهتهم "بعل" وقدمت القربين من أجل أبناء صور اللبنانية في مالطة، وأقيمت لهم النصُب التذكارية.
15
النصّ الفينيقي اليوناني
حفظت مالطة نقوشاً فينيقية مع ترجمتها اليونانية، وأشهرها النصوص النَّصُّ المكتَشف ـ سنة 1967م ـ على عمود رخامي قرب "مرسى شلوك" في موقع "طاس سِلق" "Tas-silg"   الذي يعود تاريخه إلى سنة 200 قبل الميلاد، وفيه: " قدَّم هذا القربان إلى آلهتنا ملكارت آلهة مدينة صور، لأجل عبدوسير وأخيه عزيرشمر ولَدَيِّ عزيرشمر بن عبدوسير، لِيسمع دعاءهم، وليحفظهم" انتهى النصّ.
وتنتشر الآثار اليونانية في مالطة، وتليها الآثار الرومانية البيزنطية التي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وتوجد في موقع مرسى القلعة، والمرسى، وباش رومان، ووادي القديس بولس والقديس لوقا وبوبليوس سنة 58 ميلادي، وشلندي، وجزيرة هودج، وطُبِعت مالطة بالطابع الروماني حتى سنة 870 ميلادي حيث حل محل الرومان العرب المسلمون، ولكن مالطة احتفظت باللغة الفينيقية في ظل الرومان ثم العرب ثم فرسان القديس يوحنا الأورشليمي، ثم الفرنسيين والطليان والإنكليز، وما زالت اللغة الفينيقية حية في مالطة رغم كل الكلمات التي اقترضتها من لغات الأقوام الذين عبروا وأقاموا على أرض الجزر المالطية..
16
الآثار الإسلامية
أقدم المباني الإسلامية في جزيرة مالطة هي مدينة "المدينة" التي تتوسطها قلعة "الرباط" التي تسيطر على جميع أنحاء الجزيرة، وإلى الغرب من مدخلها توجد مقابر المسلمين القديمة بجوار المتحف، وقد كتبت شواهد قبورها المندثرة بالخط الأندلسي المغربي.
17
مقبرة الشهداء العثمانية
رغم كثرة الخرائط والكتب السياحية التي ترصد الصغيرة والكبيرة في أرضي الجزر المالطية، فإن الباحث المدقق لن يعثر على أثر لمقبرة الشهداء العثمانية ومسجدها الذي رفع فيه الآذان في عهد الخليفة العثماني السلطان الشهيد عبد العزيز خان ابن السلطان محمود خان الثاني ابن السلطان عبد الحميد الأول، على كرسي الخلافة الإسلامية العثمانية سنة 1277 هـ/ 1861م، وأمر ببناء مقبرة الشهداء المسلمين في مالطة سنة 1290 هـ/ 1873م.
18
موقع المقبرة
يقع المسجد العثماني والمقبرة في منطقة المرسى في جزيرة مالطة الكبرى، ويمر من شمال المسجد شارع يتجه غربا إلى "قُرمي" مسافة 2 كيلومتر، كما يتجه غربا إلى"زبوج" مسافة 4 كيلومترات. ويتقاطع الطريق المتجه غربا إلى الشمال من المقبرة مع طريق المرسى الذي يمر إلى الشرق منها، ويتجه جنوبا إلى مرسى القلعة، ومطار لوقا، ومرسى شلوك، ويتجه شمالا إلى المرسى الإغريقي والعاصمة فاليتا وسنجليا. وإلى الشمال من الشارع الذي يمر من شمال المسجد توجد حديقة واسعة جدا ويتوسطها ملعب رياضي ومدرج.
19
مقبرة الشهداء
يقع مسجد المسلمين ومقبرتهم إلى الغرب من مقبرة اليهود ويحيط بالمسجد والمقبرة سوران أحدهما خارجي، والثاني داخلي، ويشكل السوران تُحفةً مِعمارية بكل معنى الكلمة.
وتطلُّ بوابة السور الخارجي على الشارع العام، وهي شبك معدني قوي، وتفصل بين السور الخارجي والسور الداخلي مسافة ستة أمتار تقريبا، ويشكل الفراغ الواقع بين السورين حديقة تحيط بالسور الداخلي من جميع الجهات.
وإلى الشرق من بوابة السور الداخلي توجد مقاعد حجرية، وترتفع على زوايا السور الداخلي الأربع أربعُ مآذن رشيقة مزخرفة، وتوجد أربع مآذن أقل ارتفاع فوق بوابة السور الداخلي وتتوسطها قبة بديعة ترتفع فوق المدخل الذي تعلوه طغراء "السلطان عبد العزيز بن محمود المظفر دائماً".
ويمتد الممر من البوابة الخارجية في الشمال حتى المسجد في الناحية الجنوبية وفي صدر إيوان المسجد توجد لحة تذكارية مكتوبة باللغة العثمانية واللغة الفرنسية تحمل اسم السلطان عبد العزيز ، وتنتشر الأضرحة إلى الغرب من الممر، وإلى الشرق منه، وهنالك نصب تذكاري بني لاحقاً، ودُوِّنت عليه أسماء شهداء الحرب العالمية الأولى من السعودية ومصر وليبيا وكريت وإسطنبول وغيرها.
ويتفرع من الممر بعد البوبة بعشرة أمتار تقريبا مَمَرٌّ يتجه غربا إلى النصب التذكاري الذي شيد تخليدا لذكرى الشهداء المسلمين في عهد الخلافة الإسلامية العثمانية، ويعلو النصب الهلال والنجمة، وعليه ثلاث لوحات من الجهة الشرقية، وجميعها مكتوبة باللغة العثمانية والحروف العربية.
20
مقبرة اليهود
تجاور سور المسجد ومقبرة الشهداء المسلمين من الشرق مقبرة اليهود، ومدخلها يتجه نحو الشمال أيضاً، وداخل بوابتها توجد غرفة على يمين المدخل، ويخترق المقبرة من شمالها إلى جنوبها ممر عرضه 3 أمتار تقريباً، والقبور موزعة إلى الغرب منه وإلى الشرق، والمقبرة مسورة، وتوجد إلى الشرق منها حديقة مهملة يليها الشارع العام، ويعود تاريخ قبور اليهود إلى سنوات تتراوح ما بين سنة 1873 وسنة 2003م، وهنالك قبر عليه التاريخ الميلادي 12 إبريل سنة 1959 ميلادي / 4 نيسان 5719 عبري، ويوجد قبر لماري طيار سنة 1958م، وراشيل طيار (1886 ـ 1984)م. وعلى القبور كتابات عبرية وكتابات إنكليزية، وصور نجوم سداسية ومشاعل أستير السباعية. ويفصل بين المسجد ومقبرة اليهود ممر عرضه ثلاثة أمتار تقريبا بين سور المسلمين الغربي، وسور اليهود الشرق، وعلى الطرق العام يوجد مدخل له بوابة لهذا الفاصل بين أتباع الديانتين. ومقبرة اليهود لها سور وحيد

مقالة لها علاقة بهذا الموضوع

اضغط هنا

 


 

Sultan Abdülaziz Han
Babası : Sultan II. Mahmud
Annesi : Pertevniyal Sultan
Doğduğu Tarih : 7/8 Şubat 1830
Padişah Olduğu Tarih : 25 Haziran 1861
Tahttan İndirildiği Tarih : 30 Mayıs 1876
Öldüğü Tarih : 4 Haziran 1876
Sultân Abdülaziz, 1830 yılında II. Mahmûd’un Kadın efendisi Pertev-niyâl Vâlide Sultân’dan Eyüp Sarayı’nda dünyaya gelmiştir. Haziran 1861’de ağabeyi I. Abdülmecid’in vefâtı üzerine Osmanlı tahtına çıkmış ve halk tarafından Sultân Aziz diye anılmıştır. III. Selim, II. Mahmûd ve I. Abdülmecid’in Avrupa’yı taklid eden ve çevreleri tarafından suiistimal edilen hayatlarının Osmanlı Padişahları hakkındaki ortaya çıkardığı menfi imajı, Sultân Aziz yaşadığı müstakim hayatıyla telafi etmiştir. Abdülhamid gibi velâyetine inanılan bir padişah olmuştur. İntihâr meselesi, tamamen sefih bir hayat yaşayan Hüseyin Avni Paşa ve bir kaç serseri subayın tertibinden ibarettir.
Mevlevî, hattât, pehlivan, bestekâr ve Arapça ile Farsça’ya vâkıf olan Sultân Aziz, Batı Musikisi hayranlığını Saray’dan çıkarmaya çalışmıştır. Ekibi, Tanzîmât’çıların ileri gelenlerinden olan Âli Paşa ve Fuad Paşa ile daha sonra Yeni Osmanlılar arasında yer alan Mithad Paşa ve arkadaşlarıdır. En büyük şanssızlığı ekibinin tam müstakim insanlar olmayışıdır. Sultân Abdülaziz, özellikle Sultân Abdülmecid devrinde devletin israflar ve sefâhetlerle sarsılan devlet nizâmına hemen çeki düzen vermekle işe başlamıştır. Saray’daki harcamaları durdurmuştur. Devletin hazinesinin kaçak verdiği kara delikleri kapatmaya çalışmıştır.
Zamanındaki ilk olay, Haziran 1861’de baş gösteren Sırp İsyanıdır. Karadağ İsyanı Ömer Paşa tarafından bastırılınca Avrupa ayaklanmış ve Eylül 1861’de İstanbul Mukavelesi imzalanmak mecburiyetinde kalınmıştır. Bu Protokol, Sırplara daha fazla muhtâriyet vermek manasına gelmektedir.
İkinci önemli olay, Sultân Abdülaziz’in üç taht vârisini ve çok sayıda devlet erkânını alarak Feyz-i Cihâd Vapuru ile Nisan 1863’de yaptığı Mısır Seyahatidir. Yavuz’dan sonra Mısır’a gelen ikinci Osmanlı Padişahı olması hasebiyle, Mısırlılar tarafından candan tezâhüratlarla karşılanmıştır. Bu arada, Kavalalı Mehmed Ali Paşa’nın torunu olan Mısır Valisi İsmail Paşa da istediğini elde etmiştir. Maalesef, sadrazam ve adamlarını elde ederek, daha önce ailenin en büyük erkek evladı Mısır Valisi olacakken, Mayıs 1866’da yayınlattığı bir fermanla, Mısır velâyetini kardeşi Mustafa Fâzıl Paşa’dan alarak oğlu Mehmed Tevfik Paşa’ya vermiştir. Daha sonra Osmanlı Maliye Nâzırlığına getirilen Mustafa Fâzıl Paşa, gizli olarak kurulan Yeni Osmanlılar Cemiyetini destekleyerek bu intikamını almıştır. Haziran 1866’da Mısır Valilerine Hidiv ünvanı verildi ki, kral naibi demektir.
Osmanlı askeri içerdeki iktidar mücadeleleriyle çalkalanırken, Sırbistan’da yine problemler çıkıyor ve Osmanlı Devleti, Nisan 1867’de 345 yıllık hâkimiyetinden sonra Belgrad’ı tamamen Sırp Prensliğine terk ediyordu. 1864’de İyonya Adalarını Yunanistan’a bağışlayan İngiltere, Yunanlıları şımartmış ve Girit’te karışıklıklar başlamıştı. Rusya’nın da desteğiyle Eylül 1866’da Girit İsyanı başladı. Osmanlı Devleti enosis = Yunan’a iltihak’tan başka bir şey istemeyen Rumlarla anlaşamadı. Sadrazam Âli Paşa’nın bizzat Girid’e gelmesi üzerine Fransa, Rusya, Prusya ve İtalya işe karıştı ve Âli Paşa, Ocak 1868’de meşhur Girit Fermanını ilan etti. Artık ada Yunanistan ile Osmanlı Devleti arasında sanki ortak bir eyâlet gibi idi.
Bu arada Sultân Abdülaziz, kendi zamanına kadar hiç bir Osmanlı Padişahının yapmadığı ve 1950 yılına kadar da hiç bir Türk Devlet Başkanının yapmayacağı bir işi yaptı. Yani 46 gün sürecek Avrupa Seyahatine çıktı. Davet, III. Napolyon ve Kraliçe’nin davetiyle Paris’ten başladı. Çok büyük ilgi gördü. Arkasından Galler Prensi VII. Edward’ın karşıladığı Londra ziyareti ile devam etti ve burada Kraliçe Victoria ile görüştü. Halkın çılgınca alkışladığı Abdülaziz, daha sonra Brüksel’e geçerek Kral II. Leopold ile öğle yemeği yedi. Berlin seyahati davetini özürleri sebebiyle kabul edemeyen Sultân Aziz’le Prens Bismarck’ın tavsiyesiyle Prusya Kralı ve Kraliçesi, Berlin’e 460 km uzaklıkta bulunan Koblenz’e kadar gelerek görüştü. Bu durum, Osmanlı Devleti’nin Avrupa’daki etkisini göstermesi bakımından önemli idi. İstanbul’a dönerken Viyana Garında Avusturya İmparatoru ve Macaristan Kralı tarafından karşılandı. Daha sonra da Budapeşte’ye uğradı ve Vidin yoluyla İstanbul’a döndü (21.6.1867-7.8.1867).
Bu arada Osmanlı Devleti’nin idarî, hukukî ve siyasî ıslâhâtı da devam ediyordu. 1862’de günümüzün Sayıştay’ı demek olan Div’an-ı Muhâsebât ve 1868’de günümüzün Danıştay’ı olan Şûrây-ı Devlet kurulmuştu. Günümüzün Yargıtay’ı demek olan Divan-ı Ahkâm-ı Adliye de Abdülaziz devrinde tesis edilmişti. Mecelle’nin hazırlanması için hazırlıklar yapılmıştı. 1868-1869 kışında Yunanistan’la savaşa ramak kalması ve Paris Konferansı ile tatlıya bağlanması; Kasım 1869 tarihinde Süveyş Kanalının açılması, Abdülaziz döneminde meydana gelen önemli olaylardı.
Mustafa Reşid Paşa’nın yetiştirdiği mükemmel bir diplomat olan Âli Paşa’nın Eylül 1871’de vefat etmesi, Osmanlı Devleti açısından içte ve dışta tam bir yıkım oldu. Zira meşrutiyetçi görünen ve Yeni Osmanlılar Cemiyetinin mensupları olan Ziya Paşa, Namık Kemal ve benzerlerine gün doğdu. Rüşvetlerle Mısır Valiliğini oğluna vermeye çalışan Mısır Valisi İsmail Paşa da fırsatçılar arasındaydı. Osmanlı Devleti’nin kaht-ı ricâl devri başladı. Artık devlet, kültürlü ama vasıfsız bir sadrazam olan Mahmûd Nedim Paşa’nın; Mısır Hidivlerine dış borçlanma yetkisi vererek Mısır’ı İngilizlere bir nevi satan Mithad Paşa’nın ve tam bir cani olup Amerikalılardan açıkça rüşvet alan Serasker Hüseyin Avni Paşa’nın elinde kalmıştı. 1876’da Mithad Paşa ve ekibinin akılsız tasarruflarından dolayı, dış borçlar 200 milyon altını geçiyordu. Rus Büyükelçisi Kont İgnatiyev’in tahrikleri ve Sadrazam Mahmûd Nedim Paşa, Adliye Nâzırı Mithad Paşa ve Ticâret Nâzırı Mahmûd Celâleddin Paşa’nın menfaatleri uğruna, Ekim 1875’de 6 Ramazan Kararnâmesi diye bilinen ve istikraz faizlerini % 50 indiren Kararnâme ilan edildi. Avrupa Devletleri ayağa kalktı. Bu arada Hersek ve Bulgaristan isyanları da alabildiğine genişleyerek devam ediyordu. Rusya’nın tahriki ile 6 Mayıs 1876’da Almanya ve Fransa’nın Selanik Konsolosları katledilince tansiyon fevkalade yükseldi. Devleti içte ve dışta rezil eden Mithat Paşa ve ekibi, suçu Sultân Abdülaziz’e yıkarak onu hal’ etmeye karar verdiler. İngiltere’yi arkalarına almışlardı ve onlardan para desteği alıyorlardı.
Önce rüşvet vererek üniversite talebeleri demek olan talebe-i ulûmu ayaklandırdılar. Bunun üzerine Osmanlı Devleti’ni yıkan ve tarihe 4 büyükler yahut Hal’ Erkânı diye geçen dört vasıfsız adam devletin en önemli makamlarına geldiler (11 Mayıs 1876): Mütercim Rüşdi Paşa sadrazam, Hüseyin Avni Paşa serasker, Mithad Paşa devlet nâzırı ve ehliyetsiz müfsid imam diye bilinen Hasan Hayrullah Efendi Şeyhülislâm oldular. Abdülaziz’in devlete verdiği yeni şekil ve özellikle de yeni donanmadan korkan İngiltere, kuklası olan Mithad Paşa’yı kullanarak Padişah aleyhindeki her hareketi takip ediyordu. 30 Mayıs 1876’da Harbiye Mektebi kumandanı Süleyman Paşa, çoğu Türkçe bilmeyen iki tabur askeri kandırarak Dolmabahçe Sarayı’nı bastı ve Padişah’ı tahttan indirdi. Hal’ fetvâsını Padişah’ın şuurunun bozukluğuna dayandıran Şeyhülislâm ise, hırsının esiri ve inkılabcıların oyuncağı olmuştu. Padişah hal’ edilmekle kalmadı; Dolmabahçe Sarayı tam manasıyla yağmalandı. Hüseyin Avni Paşa, hem hırsız ve hem de namussuz biri idi. Askere bahşiş dağıtılarak memnuniyetsizlikler bastırıldı. Artık 30 Mayıs 1876 tarihinden itibaren, bütün bu olup bitenlerin arkasında olan ve Osmanlı Padişahları arasında mason olduğu bilinen V. Murad Osmanlı tahtında oturuyordu. Sultân Aziz, 4.6.1876 tarihinde yani hal’ından 5 gün sonra, Hüseyin Avni Paşa’nın kiralık katilleri eliyle, kol damarları intihara benzeyecek şekilde kesilerek şehid edildi ve resmen intiharmış gibi gösterildi.
KADIN EFENDİLERİ: 1- Dürr-i Nev Baş Kadın Efendi. 2-Hayrân-ı Dil İkinci Kadın Efendi. 3- Edâ-Dil İkinici Kadın Efendi. 4-Neş’erek (Nesrin) Üçüncü Kadın Efendi. 5- Gevherî Dördüncü Kadın Efendi.
ÇOCUKLARI: 1- Yusuf İzzeddin Efendi; 2- Mahmûd Celâlüddin Efendi; 3- Mehmed Selîm Efendi; 4- Abdülmecid II; 5- Mehmed Şevket Efendi; 6- Mehmed Seyfeddin Efendi; Sâliha Sultân; 8- Nâzıme Sultân; 9- Emîne Sultân; 10- Esmâ Sultân; 11- Fatma Sultân; 12- Münîre Sultân; 13- Emîne Sultân .
Kaynak: Osmanlı Araştırmalar Vakfı
--------------------------------------------------------------------------------
25.06.1861 Sultan Abdülmecid’in ölümü.
Sultan Abdülaziz’in Padişah olması.
06.08.1861  Mehmet Emin Paşa’nın azli, Ali Paşa’nın dördüncü sadareti.
31.08.1861  Karadağ meselesinin İşkodra’da yapılan görüşmelerle barış yolu ile halledilmesi.
29.10.1861  Ali Paşa’nın azli, Keçecizâde Fuat Paşa’nın sadareti. 
15.06.1862 Belgrad olayı. 
01.07.1862  Keçecizâde Fuad Paşa’nın mali önlemleri.
Devletin malî sıkıntısı, kağıt paranın tedavülden kaldırılması. 
23.08.1862  Karadağ Ordusu’nun mağlup edilmesi.
Reika zaferi.
31.08.1862 İşkodra anlaşması.
08.09.1862  Sırbistan’daki Türk Kaleleri hakkında anlaşma. 
08.10.1862  Sırbistan ile ilgili meselelerin bir protokol ile halledilmesi. 
02.01.1863  Keçecizâde Mehmet Fuat Paşa’nın istifası. 
05.01.1863  Yusuf Kamil Paşa’nın sadareti. 
03.04.1863  Sultan Abdülaziz’in Mısır gezisine başlaması. 
01.06.1863  Yusuf Kamil Paşa’nın azli, Keçecizâde Fuat Paşa’nın ikinci sadareti. 
28.06.1864  İstanbul Protokolü. 
19.04.1866 Eflak-Boğdan Beyliği’nin başına Prusyalı Charles’in seçimi. 
02.06.1866 Mısır valilerine-Hidiv unvanı verilmesi. 
04.06.1866 Keçecizâde Fuat Paşa’nın azli ve Mütercim Rüştü Paşa’nın sadareti. 
02.09.1866  Girit isyanı, asilerin Yunanistan’a ilhakı kararı. 
08.09.1866 Girit ıslahatı. 
11.02.1867  Mütercim Rüştü Paşa’nın istifası.
Mehmet Emin Paşa’nın beşinci sadareti. 
24.03.1867  Yeni Osmanlılar Cemiyeti’nin Paris’de propagandası. 
10.04.1867  Belgrad ve bazı kalelerin Sırbistan’a terki. 
21.06.1867  Sultan Abdülaziz‘in Avrupa gezisi, Ali Paşa’nın saltanat vekaleti. 
10.07.1867  Sultan Abdülaziz’in Paris’den Londra’ya hareketi. 
12.07.1867  Padişah’ın Londra’ya varışı. 
23.07.1867  Londra’dan Brüksel’e geçiş.
25.07.1867  Padişah’ın Coblenz’de Prusya Kral ve Kraliçesi tarafından karşılanması. 
28.07.1867  Padişah’ın Viyana’ya gelişi. 
31.07.1867 Padişah’ın Budapeşte’ye varışı. 
07.08.1867  Devlet tarihinde bir Sultan’ın çeşitli Avrupa ülkelerine yaptığı en kapsamlı geziden Padişah’ın İstanbul’a dönmesi. 
02.10.1867  Ali Paşa’nın olağanüstü yetkilerle Girid’e hareketi. 
04.01.1868  Girid’de ıslahat hareketleri. 
01.04.1868  Şuray-ı Devlet kurulması. 
09.06.1868  Yabancılara mülkiyet hakkı verilmesi. 
02.12.1868 Türk-Yunan siyasi ilişkilerinin kesilmesi. 
11.12.1868  Osmanlı Hükûmeti’nin Yunanistan’a ültimatomu. 
09.01.1969  Türk-Yunan meselesinin, Batılı Devletlerin isteği üzerine Paris Konferansı’nın toplanması. 
12.02.1869  Keçecizâde Mehmed Fuad Paşa’nın ölümü.
18.02.1869  Girid sorunu hakkında Paris konferansı.
19.11.1869  Süveyş Kanalı’nın açılışı. 
11.03.1870  Bulgar kilisesinin bağımsızlığı.
13.03.1871  Karadeniz’in tarafsızlığına son veren Londra anlaşmasının imzalanması.
07.09.1871  Sadrıâzam ve Dışişleri Nazırı Mehmed Emin Ali Paşa’nın ölümü. 
08.09.1871  Bahriye Nazırı Mahmud Nedim Paşa’nın sadareti. 
13.09.1871  Ünlü şair Şinasi’nin ölümü. 
16.04.1872  Antakya zelzelesi. 
30.07.1872  Mahmud Nedim Paşa’nın azli, Mithat Paşa’nın ilk sadareti. 
28.09.1872  Mısır Hidivine dışarıdan borçlanma yetkisinin verilmesi. 
19.10.1872  Mithat Paşa’nın azli, Mütercim Rüştü Paşa’nın sadareti. 
15.02.1873  Mütercim Rüştü Paşa’nın azli, Ahmet Esat Paşa’nın sadareti. 
15.04.1873  Ahmed Esat Paşa’nın azli, Mehmet Rüştü Paşa’nın sadareti. 
03.05.1873  Haydarpaşa-İzmit demiryolu hattının açılması.
15.02.1874  İstanbul-Edirne-Filibe demiryolu hattının açılış töreni. 
13.04.1875  Mehmed Rüştü Paşa’nın azli, Hüseyin Avni Paşa’nın sadareti. 
25.04.1875  Hersek isyanı. 
20.08.1875  Hüseyin Avni Paşa’nın azli ve Ahmed Esat Paşa’nın ikinci sadareti. 
26.08.1875  Fransa’nın Hersek sorununa karışması. 
06.10.1875  Ahmed Esat Paşa’nın azli, Mahmut Nedim Paşa’nın sadareti. 
31.01.1876 Faizlerin düşürülmesi kararı. 
02.05.1876  Bosna-Hırvatistan isyanlarıyla ilgili (Andraşi Layihası)
06.05.1876 Bulgar ihtilali, Otluk köyü vakası. 
10.05.1876 Selanik Olayı (Bir Bulgar kızının Müslüman olması konusu).
11.05.1876  Yüksekokul öğrencilerinin Hükûmet aleyhine gösterileri. 
13.05.1876  Mahmud Nedim Paşa’nın azli, Mehmed Rüştü Paşa’nın dördüncü kez sadareti. 
30.05.1876  Berlin Memorandumu.
Abdülaziz’in tahttan indirilmesi.
V. Murad’ın Padişah oluşu. 


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16437391
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة