الأنظمة العربية المفلسة تصدر الأصفار وتستورد الباقي

الأنظمة العربية المفلسة تصدر الأصفار وتستورد الباقي

د. محمود السيد الدغيم

عندما نستعرض أحوال الأمم والأقوام العربية نرى أنها تتّصف بصفة الاستيراد السيئ منذ عدّة قرون مضت، وكفّة ميزان وارداتها راجحة على كفّة صادراتها في كافّة المجالات الماديّة والمعنويّة، وناتج التصدير والاستيراد العربي واحد حسب معادلة تقول:إن ناتج ضرب الصفر الْمُصدَّر بأي عدد من الأعداد يساوي صفراً، وناتج ضرب الفاشية المستوردة بأي حرية أو تحرُّر أو ديموقراطية يساوي صفراً أيضاً. والصفر في جميع الحالات تجسيد جامع مانع للديكتاتورية العربية والعالمية التي تضرِب كافة ألوان الحياة فتحوّلها إلى أصفار، وتكرّس لونها السوداوي الوحيد الذي يلغي وهْجَ ألوان الطيف في ليل الظلم الرهيب .

والباحثون في فلسفة تاريخ العلوم يؤكدون فضل العرب في تصدير الأرقام، واكتشاف الصفر الذي غيّر الأعاجمُ اسْمَه العربي الرنان من صفر "Cipher" إلى اسم أعجمي هو زيرو "Zero" وما جاء ذلك التغيير إلا لطمس هوية الصفر العربية التي تتصدر قائمة الصادرات العربية منذ فجر التاريخ.

ويعترض المأخوذون بنشوة الماضي على دُعاة اليقظة والصحوة، ويؤكِّدون أنّ العرب قد حملوا راية الدعوة الإسلامية إلى البشرية في أربعة أقطار الأرض، فأنقذوها من الظلم وأرسوا قواعد العدالة، ويعززون آراءهم بدعوى تقول: "إن الإسلام هو الدين الأكثر انتشارا في العالم"، وهذه الدعوى كانت صحيحة في أيام الخلافة الإسلامية التي ساهم العرب في إضعافها تمرُّداً واغتيالاً واستعانةً بالأعاجم لحياكة المؤامرات، وشنِّ الحروب الداخلية والخارجية عليها منذ القرن الهجري الأول وحتى الآن.

ولكن مقولة "الإسلام هو الأكثر انتشاراً" تتهاوى في الزمن الحاضر لأن عدد الذين يرتدُّون عن الإسلام أضعاف أضعاف عدد الذين يعتنقونه،والرِّدَّة صارت مُتاحةً في ظل العولمة، ومفروضة بالقوة العالمية التي تبيح للمسلم اعتناق الديانات الأخرى، أو العيش بغير دين، ومعظم الدول الإسلامية المعاصرة من عربية وأعجمية علمانية الدساتير نظرياً، وهي تعارض للتوجهات الإسلامية عملياً، وتنخرط في محاربة ما يُطلق عليه "الإرهاب الإسلامي" حسب مصطلحات النظام العالمي الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة سنة 1991م، وكل الدول الإسلامية تصدع بأمر الولايات المتحدة، وتتباهى بصداقتها سراًّ أو علناً، وبما تقدّمه لها من مساندة في حملتها السياسية والعسكرية.

فإذا كانت الحالة هكذا فإن الصادرات العربية تتراجع وتقتصر على الصفر الذي صَحَّف المستوردون اسمه وحرفوه، وأضافوا له قيمةً رياضية (بموجب الرياضيات الحديثة) لم يعرفها العرب من قبل، وبذلك أصبح الصفر العربي أجنبي القلب واللسان، ورجحت كفَّة ميزان الواردات على كفّة الصادرات العربية بامتياز في كافّة المجالات، وصارت الأمّةُ عالةً على باقي الأمم حتى في وضع المناهج المدرسية، وتأهيل الأئمة والخطباء والمؤذنين لمواكبة مسيرة الحداثة العالمية المستوردة، والاقتصار على استيراد الأفكار والتوقف عن تصديرها خشية أن تكون مُطعّمةً ببذور الإرهاب.

العرب أمّة مستورِدة، تستورد المأكل والملبس والمطعم والمشرب، وتصدِّر المواد الخام التي تستخرجها، وتشرف على تصديرها شركات أجنبية، ويأخذ العرب أصحاب الأرض نصيباً من ريعها يتراوح بين الْخُمْسِ ورُبع العُشر، وهذه قِسمة شرعية معكوسة الترتيب قياساً على حقِّ المالك الأساسي وحقِّ المستفيد.

ولعل أخطر ما يستورده العرب نُظُم الحكم والإدارة، والفلسفة والفكر السياسي، وذلك لأنهم يستوردون من الأمم البضائع التي لم تَعُدْ صالحة للاستعمال في بلدان المنشأ حيث تجاوزتها مسيرة الزمن، ورفضتها الشعوب الحيّة التي تسعى إلى حياة أفضل، واستيراد البضائع المستعمَلة والْمُنَسَّقَة يُنتِج حالةً مَرَضِيّةً غير صحية بادية للعيان في بلاد العرب لا يجهلها إلاّ المتسلطون أو المكابرون أو المنتفعون أو المنافقون، وهؤلاء هم سبب العلّة والبلاء.

استورد العرب الفاشية "Fascism" وزاوجوا بينها وبين الفردية "Individualism" بطريقة عربية محليّة، فأنتجوا أنظمةً تجمع مساوئ التصدير والاستيراد بامتياز، وانعكست نتائج المزج بين الفردية والفاشيّة على الساحات العربية التي أفرزت أنظمة عسكرية شمولية وراثية تدّعي ابتكار الحداثة والتجديد تحت راية القائد الضرورة، والنُّخبة الْمُصطفاة من بطانته المقرَّبة.

يرى الباحثون في ماهية الفردية أنّ مفهوم الفردية مفهوم عائم يتأرجح بين ما هو نظري، وما هو عملي، وما هو سياسي، وما هو اجتماعي، وما هو أخلاقي، ويراوح بشكل عامّ بين التصنيفين التاليين:

الأول: يجعل الفرد النابِهَ أساساً للحقائق الوجودية، ويربط كافة الظواهر الإنسانية بالأفراد النابغين الذي يجسِّدون نظرية أرستقراطية النُّخبة والسوبرمان (التي امتدحها عدوُّ الديموقراطية الفيلسوف فريدريك نيتشه في كتابه المشهور "هكذا تكلم زرادشت" الذي ترجمه إلى العربية فليكس فارس) واستندت على تلك النظرية الأحزابُ والمنظّمات النازية والفاشية.

ونظرية السوبرمان تدعو إلى تقديس الزعيم الذي يمثِّل الإنسان الأعلى أو الراقي أو البطل المقدَّم على الجماعة التي تشبهه وما هي بِهُوَ، بل هو هي، أي: هو الجماعة التي يقمعها، وكفى بالقمع منقية سامية، وهو المحرِّك الذي لا يُحرَّك، والمفكِّر الذي لا يُفكِّر مثله أحد، وهو رأس السلطة المسيطر، والحاكم المطلق الذي يَسمح لنفسه وما تستسيغه مواهبه بفرض سياسته على الآخرين تنفيذاً لما لديه من إلهام خاصّ يقود إلى الديكتاتورية الوحشية المطلقة أي: التوتاليتارية "Totalitrian" والفاشية، ويستعين لتحقيق مآربه بوسائل الروح الباطنية لقيادة القطيع القبلي، أو السياسي أو العرقي، أو المذهبي إلى حيث يريد بإرادة جمعيّة عمياء تقود القطيع خلف الراعي، أو خلف من ينوب عنه، ويفرض الزعيم على الآخرين التغني بصفاته ولو كانت مُنحطّة، ومنجزاته ولو كانت ضحلة، ويُعمّم ذلك التغني على مسارح الوطن وساحاته باستغلال وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية ما ظهر منها وما بطن دون قيد أو شرط وِفقَ القوانين الجائرة، والتقاليد الفاسدة التي ينطق بها الزعيم القائد الخالد الذي لا يُعارض لأنه معصوم عن الخطأ.

الثاني: يجعل غاية المجتمع رعاية مصالح الأفراد بشكل عام بموجب عقد اجتماعي يقوم على الإرادة العامة المشتركة، وعلى العدالة والمساواة، و يقتضي إعطاءَ الأفراد حريّة تدبير شؤونهم وِفْقَ ما يشتهون في إطار الأنانية المعتدلة المنضبطة بمسؤولية تامّة، دون عدوان على الآخرين، ودون قمع من سلطة الدولة.

ويجعل هذا المفهومُ الفردَ غايةً في ذاته بجسده وروحه، وجوهره العينيّ العاقل، ويجعل المجتمعَ وسيلة لخدمة الغاية الفردية التي تساهم في تطور المجتمع بدوافع الذاتية الفردية الخيِّرة في ضوء الثقة بالنفس بعيداً عن الحقد والانطوائية، وهذا الاتجاه يقود إلى الحكم بموجب الديموقراطية الليبرالية التي تتيح حرية العمل والتنافُس دون فوضى، وتحفظ للأفراد حقوق الْمُلكيّة والتعبير والاختيار لتحقيق الرفاهية والسعادة المطلقة القائمة على تبادُل المنفعة واللذة في الدنيا والآخرة.

هذا هو الإطار العام للفردية بنوعيها السلبي والإيجابي، وما يُعبَّر عنه بالضارّ والنافع، أي: الخير والشرّ، فالخير هو النافع العامّ الذي يشكل لبنة من لبنات البنيان الاجتماعي، والضّارّ هو المتسلط الأناني، وهو نموذج من نماذج الفاشية التي صدرتها أوروبا إلى بلدان العالم الثالث من عرب وعجم بعدما نفذ مفعولها، ورفضَها الأوربيون، واستغنوا عنها بالأنظمة الديموقراطية إلى حدٍّ ما.

وقد اشتُقَّ مصطلح الفاشية من كلمة إيطالية هي "Fascio" وتعني الاتحاد أو الجمع المتماسك المستبدّ بغيره من الجماعات التي ينظر إليها نظرةً دونية، والفاشية تحتقر مبدأ المساواة بين الناس، وتقدّس السُّلطة المستبدّة، وتمجِّد زعيمها المعصوم عن الخطأ، والْمُلهم المُخلِّص للأمة من أعدائها المعارضين لتوجهاتها داخلياً وخارجياً، وتعتبر الزعيم الوطن والوطن الزعيم.

وتبالغ الفاشية في تقديس الزعيم حيث تعتبر كلّ ما ينطق به في خطاباته قوانين مُلزمة للجميع، وأقواله خالدة غير قابلة للتعديل أو الإلغاء من قِبل الأفراد أو المجتمع لأنه كُلِّيّ العِلم، وكليّ القُدرة، وصفة الخيانة ستلصق سلفاً بمن يحاول الاعتراض على مقولات الزعيم الخالد الذي لا يخطئ.

وتُعطي الفاشية قيمة للنُّخبة تتناسب مع صفة الملتزمين المقرّبين من الزعيم، فأنوارهم مستمَدَّة من نوره الأزلي الأبدي المطلق، وهُم كالأقمار بالنسبة للشمس مصدر النور، وعلى الجمهور السلبي الظلامي أن يرضخ للنُّخبة وزعيمها الأوحد الذي يقود النُّخبة العسكرية والسياسية والحزبية التي تؤمن بالتضحية وتبرِّرها من أجل الزعيم الذي يستحقّ الطاعة دون سواه، والتواصل معه يغني عن التواصل بغيره مادياًّ ومعنوياًّ، والزعيم يصنع مجد الوطن، والوطن لا يعوِّض فقدان الزعيم.

لقد ظهرت الفاشية في إيطاليا سنة 1922م، ثم ظهرت في ألمانيا تحت شعار الثورة القومية الاجتماعية سنة 1933م، وقامت الفاشية على الجمع بين أفكار مذهبين فلسفيين هما: اللاعقلي واللاإرادي، واعتبر موسوليني الفاشيّةَ إيماناً حيث قال: "لو لم تكن الفاشية إيماناً لما كان بمقدورها أن تمنح الشجاعة والصلابة لمعتنقيها.. لا يمكن تحقيق شيء عظيم إلا في حالة انفعالية من الحبّ الصوفي الديني".

وتذهب الفاشيّة إلى وجوب ذوبان الأفراد بشكل كلي في الدولة التي يحكمها الزعيم الأوحد، وقد طوّر الفاشيون الألمان الفاشية الأيطالية باعتماد مفهوم السوبرمان، والدعوة إلى الثورة على القِيَم الأخلاقية والدينيّة السائدة الموروثة، ووصفوا نيتشه بصفة رسول القومية الإشتراكية الديماغوجية الشكلية، واعتمدوا فلسفته بشكل رسمي في ألمانيا النازية، واعتبروا العقل الخائن عدوّ الحياة والنفس الإنسانية، وربطوا جريان الحياة من الحاضر إلى الماضي وليس إلى المستقبل بغية تمجيد جريان دماء الأباء والأجداد في عروق الأبناء.

لقد مجّد الفاشيون والنازيون العرق الآري المتفوق الذي يتغلب على العروق الأخرى باعتباره أصلح منها حسب زعمهم، وهو معدن الحضارة والتقدم، وحرّموا التمازج بين العروق حفاظاً على ميزا العرق المتفوق من الانحطاط جراء تمازج الأعلى مع الأدنى لأن المياه تنحدر نحو المستنقعات الدُّنيا، رغم أنهم ينفون السببية مثلما ينفون التاريخ العام لتمييز التاريخ الآري الجرماني باعتباره تاريخ المبدعين النوابغ الذين صنعوا الإمبراطورية الألمانية العظيمة سيدة أوروبا في العصور الوسطى، وقد عبّر عن ذلك الهوس هتلر بقوله: "إن مهمتنا أن ننظم العالم كلّه بحيث يُنتج كلُّ بلد أفضل ما يستطيع إنتاجه بينما يتولى الجنس الأبيض الشماليّ تنظيم هذه الخطّة" ولتحقيق ذلك قام الفاشيون والنازيون بالعدوان على شعوبهم ابتداءً بتسليط النُّخبة، ثمّ العدوان على الشعوب الأخرى بالعدوان العسكري والاحتلال المباشر وغير المباشر.

رغم التاريخ المخزي للفاشيّة والنازيّة فإن أفكارهما مازالت موجودة على الساحات العالمية بشكل سريّ أو علنيّ، ففي معظم بلدان العالم تقوم منظمات وأحزاب تجسّد العنصريّة والنّخبويّة الفاشيّة، ولكنها تستعير مُسميّات متنوعة تأخذ صبغة محليّة للتّمويه والتضليل مع المحافظة على الجوهر الداعي إلى تقديس الزعيم المتسلط، وتفضيل النُّخبة المؤيِّدة له.

أما تغيير الأقنعة الفاشيّة من دولة إلى أخرى، فهي عملية ترمي إلى الإمعان بتضييع حقوق الأفراد والجماعات بشكل عصريّ يتناسب مع التطورات الملغومة التي يسوّقها الإعلام الرسميّ والحزبيّ في بلاد العرب والعجم على حدٍّ سواء.

وتبقي البلدان العربية من أكثر البلدان استيراداً للبضائع السياسية الفاسدة التي أكل الدهر عليها وشرب، ولا تُصدِّر إلاّ المواد الخام التي يشرف على استخراجها وتسويقها الغرباء، ويسود الكسل والبطالة في البلدان التي قصرت نشاطها على التغني بمواهب الزعيم الوحيد، والتغني بأمجاد الماضي العريق أيام اكتشاف الصفر، وتصديره إلى الأمم الأعجمية.

ولكن قيمة الصفر تناظر خطّ الزوال الوهميّ في جرينتش في إنجلترا بين الخطّ 180 والخطّ 180 من خطوط الطول، وهو الحدّ الفاصل بين الأعداد الموجبة الزائدة عن الصفر، والأعداد السالبة الناقصة عنه، وقد أثبتت الرياضيات أن قسمة عدد ليس صفراً على صفر هي عملية غير منطقية (وليس لها معنى)، وصفر ÷ صفر =كمية لها معنى، وتعدّ غير معينة بقيمة محددة، ويمكن تعيينها باستخدام النهايات، ولكن ضرب الصفر بغيره من الأعداد هو ضرب مدمر لأن الناتج عنه هو الصفر، وهذا الضرب يشبه التغني بمآثر تصدير الصفر من حيث التدمير. ولكن المقامر الذي يلعب الروليت بفيشات من فئة الأصفار لا يربح نقوداً حسبما يقول العارفون بخبايا الكازينوهات العالمية.

والتشابه بين أرباح اللاعبين بالأصفار والأنظمة العربية الفاشية كبير جداًّ، ومتطابق مع نتائج الضرب بالأصفار لأن شعبية تلك الأنظمة هي الأصفار بحد ذاتها، رغم إعلانها النجاح في الإستفتاءات بنسبة 99 في المئة، رغم أن المخابرات هي التي تنتخب وتعلن النتائج المزعومة، وهذا هو سبب انعدام الفاعلية العربية على كافة المستويات الفكرية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والأدبية والاجتماعية والفنية والإعلامية والدينية، فالشعوب مُغيّبة، والفاشيون يحاربون شعوبهم بمخابراتهم، ويداهنون الأعداء بتقديم التسهيلات لمخابرات أعداء شعوبهم، ويسلمون المواطنين العرب لمن يريد قتلهم على الشُّبهة، ويحلمون بخرائط الطُّرُق العربية التي تبيع الشعوب، وتحمي كراسي اللصوص والخونة والمنافقين.

ورغم جميع هذه المخازي يظهر الفاشيون على شاشات التلفزة في مقابلات مُقززة، ويجرون المقابلات الصحفية المكتوبة مُسبقاً حسب الشروط الأميركية – الصهيونية ويدّعون التمسُّك بالثوابت العربية، والتضامن العربي، والدفاع عن القضية الفلسطينية بعدما ذبحوا وسجنوا وعذّبوا أشبال فلسطين، وتاجروا بالقضية الفلسطينية لخداع الشعوب العربية، رغم أن جميع منجزاتهم كانت ومازالت تقدّم الخدمات لأعداء فلسطين سراًّ وجهراً، والدلائل تشير إلى قيام منظمة الشرق الأوسط التي ستعقد مؤتمرات قمة في القدس وتل أبيب بعد مؤتمرات كامب ديفيد ومدريد وأوسلو وشرم الشيخ والعقبة، وإنها لثورة حتى الصفر، وليس النصر، في ظل أنظمة فاشية معزولة عن شعوبها، ومقيدة بقيود أجهزة المخابرات العميلة .