علوم ومعارف، تراث الحب

Heritage of Love

Science and knowledge : علوم ومعارف

 روضة المحبين، وعروة وعفراء، وأنواع الحب

علوم ومعارف: تراث الحب
Science and knowledge, By Dr. Mahmoud EL-Saied EL- Doghim,
أعدَّ هذا البرنامج الإذاعي اليومي الصباحي وقدّمه: د. محمود السيد الدغيم حينما كان يعمل في محطة ام بي سي اف ام، وكان بثُّ هذا البرنامج بعد صلاة الصبح مباشرة بتوقيت مكة المكرمة، والهدف منه الفصل بين الأذان، وبقية البرامج، وقدَّمَ من هذا البرنامج أكثر من مئتي حلقة بمعدل حلقة واحدة يومياً، وفي هذه الحلقات معلومات عن: كتاب روضة المحبين للإمام ابن قيم الجوزية الزُّرعي، وأبواب الكتاب، ومعاني الحب، وعروة وعفراء، وأنواع الحب.  يرحم الله المحبين

 وبث هذه الحلقات  مباشرة ابتداء من يوم الخميس 22/3/2002 حتى يوم الأحد 25/3/ سنة 2002م

 نأمل لكم وقتاً ممتعاً


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إهداء للأخ والشاعر القدير الدكتور محمود السيد الدغيم .

رمز العفّة والجمال

أحبتي :
إنَّ غزارة الآلام تقتل المحبوبة، هذا الحب يسري على الأحباب ،
والقصائد مزدحمة بالآلام المتباينة القيمة،
فكيف نختار منها الحبيب العفيف ،
ولقد أسيء إلى مفهوم الحب نفسه في زمن العولمة .؟!
" لا احد منا يخدع الآخر ، ولكن كلّ يكذب على الآخر ."
أحبتي : فقدان الحب العفيف خطر يهدد عافية القلب البشري
ومن خلال متابعتي الطويلة ، لما يكتبه الإخوة في عدد لا بأس به من المنتديات .
فوجدت دمعة واحدة من عفراء ، أغرقت كل ألوان الطيف .
فكان لي استراحة مطولة تحت ظلالٍ عملاقة، لهذه الروح العذرية ، والتي أرادت أن تفتح باب الوريد لهذا الجيل المتيبس على الفضاء ربما يلمح بعضاً من نفحات روحه الضائعة ، ويعيد له بعضاً من بعض الهواء المفقود ، أو لربما يغسل بعضاً مما خربته الرياح الغربية وسمومها العنكبوتية .

من خلال قول استشهد به الشاعر القدير والأستاذ الفاضل الدكتور محمود السيد الدغيم :

" وقد قيلَ لأحدِ العذريين : مابال الرجلِ منكم يموتُ في هوى امرأة ؟
فأجاب : لأنَّ فينا جمالاً وعفّة "
.
فكانت الشرارة الأولى لإطلاق طيور الحب العفيف لتبارك لحن السيمفونية للمحبة الخالدة .
فتقديراً لما حملته القصيدة على أكفّ البحار ، واحتراماً ، لما تحلّى من عفّة وعلم وفكر وبحث عن القيم العليا للجمال.
كان لي إهداء هذه القصيدة ، وقد كللتها نفحات روحه السماوية
من خلال قصيدته الرائعة "عروة وعفراء "



عفّة وجمال

 
حـيّ الأعـزّةَ ، أنْـقِـذْ الأيتـامـاوانظـمْ لِعَفْـراءَ الشّعـاعَ حِـزامَـا
واعْقِدْ على صَـدْرِ السَّـوادِ  فرائـداًمَدَدَاً ، قصيـداً ، زاهـراً ،  عزَّامَـا
عَـزْمُ الأعِـزَّةِ ، للأعِـزَّةِ  شُعْـلَـةٌوالعَهْدُ كانَ ، ومـا يـزالُ  عِصامَـا
فلِذَا أطَعْتُ ، ومَا شَفَعْتُ مِنَ  الـرؤىوأخذتُ مـن نَبْـضِ الأنـامِ  لِثامَـا
حَتّـى أُغَـرّدَ ، والـوِدادُ يمـدُّ لـيفَرَحَاً ، فأصْبِحُ فـي السَّنـا مِنْعَامـا
وتثيـرُ غيـمَ الرّافدَيْـنَ خواتـمـيفأرَى بـهِ الفسْطـاطَ ، والضّرْغامَـا
وأقولُ : يا أحلامُ ! ما حالُ  الصَّـدىوالزَّبْـدُ يَرْحَـلُ دهشـةً ، وَهُمَامَـا
ويلاهُ مِنْ جَـرْحِ الـورودِ  وِخَفْقِهَـاذَرَفَتْ ببعدِك _ في البحـارِ  جِسَامَـا
عَفْراءُ! يا عفراءُ ! عطـرُكِ خافقـيوالطائـرُ المنحـورُ عـادَ  حُسَامَـا
وأنا برمشِكِ يـا حياتـي !! مُشْغَـلٌثَمِـلٌ ، أسيـرُ مُقيـداً ،  ومُـلامَـا
ألـجُ المـلاحِـمَ بـالإلـهِ مُكَـبَّـراًلقـدْ امْتَحنْتُـكِ – للزمـانِ _نِظَامَـا
مالـي ذِراعٌ غيـرُ أضْـلاعِ الـتـيرَفَعَتْ فروعيَ _ بالشّفـاهِ _ وِئَامَـا
أبْكي ، وأضْحَكُ ، والرّضاءُ  بحُسْنِهَاسَمَـرٌ ، يَـوَدُّ بروضهـا الإرغَامَـا
كي يُرْغِمَ الأزميـلُ مـا قَـدْ  دلَّلَـتْعمْـق الأيـادي دالَّـةً ، وَمَقـامَـا
وأموتُ مِيْتَـةَ ناسـكٍ دَلَـفَ النَّـدَىعَيّـاً ، فتيَّـاً ، عاصيـاً ،  إقْحَامَـا
أشْدُو لَهَا ، أعْلُو بِهَـا ،  بسريرتـيبعـدَ الوَسَامَـةِ كـي أنـامَ  لِمَامَـا
يَغفو ظِبَاهَا ، حَيْثُما مـاتَ  الهَـوىأرْنــو إلـيـهِ ، ولا أرومُ نيـامَـا
فَلَكَمْ نهلْتُ ، لكَـيْ أضُـمَّ جُروحَهَـاووشَمْتُ – في قَلبي _لَهَـا  أنْسامَـا
فالعِشْـقُ غُـزلانُ الرَّبـابِ ، وإنَّـهُيَهْدي _ إلـى أزهارِنَـا _ الأعلامَـا
عبر الصهيل إلى الغيـومِ ، تَجَلَّلَـتْإذ جـادَلَ الأطـيـارَ ، والأحْـلامَـا
إنَّ الشظيّـةَ _ للمُتيَّـمِ _  مَـكْـرَمٌفيها بَشَرْتُ _مِنَ الـزّوالِ _  قِيَامَـا
فكَأنَّهَـا ضِلْـعٌ ، وفيـهِ  قصائـديرَصَدَتْ _ لعفـراءَ _الثَّـرَى هَوَّامَـا
حتّى إذا لَحِظَـتْ لَفَظْـتُ  مَرامِـريوَغَزَلْـتُ واحـدةً _ لَهَـا _ هَمَّامَـا
وَحَمَلْتُهَا ، ورقَدْتُ في قلبِ  الصَّـدىوصَمَدْتُ _ في لَجْـمِ  المَدَى_آجامَـا
وَرَصَدْتُ للروحِ الخيولَ ، ولمْ  أكُـنْأسهـو علـى خَيْـلِ المِلاحِ_غَرَامَـا
تَمْشي ، وأُمْسيْ _ في الشروقِ شَقيَّةًوأطلُّ _ في نَعْـشِ السُّهـا  لُقْمَانَـا
أمضي بـهِ فـي ليـلِ كُـلِّ مُخاتـلٍظـنّ الشُّقـاقَ مَحَبَّـةً ،  وكَثـامَـا
شَتَّـانَ بيـنَ مخـادعٍ ، ومُـمـزّقٍغرسَ الجمـال َ تطيُّبـاً ،  وَغَمامَـا
يَعْلو على سيفِ الكلام ِ ، ولا هَـوَىخَجَلاً ، ويُفْحَـمُ غمْـدَهُ  اسْتسلامَـا
أمَّـا أنـا ، فَـرَِوَى القـرارَ مُرَتِّـلاًليـلاً _ لإغـراقِ السّحـابِ  كلامَـا
فالعمْـرُ ميـزانٌ يقيـسُ  جذوعَنَـاومـنَ العِمَـارةِ مـا يكـمُّ كِـرامَـا
ومـنَ القٌرابـةِ مـا يُعَـدُّ تَحَبُّـبـاًومـنَ القُرابـةِ مـا يظـلُّ لـزامـا
إنَّ القُـرابـةَ لـلأعـزَّةِ  غُـــرَّةٌومـنَ الغرابَـةِ أن تكـونَ ظـلامـا
وَمِنَ الغباوةِ أن نفُـرَّ _  مُخَضْرَمَـاًهَيْمـاً يـمـرُّ لينـطِـقَ اللُّهَـامَـا
فالصمتُ في عُنقِ الصـراخِ  مُعَتَّـقٌوَحَمـو المنيـرة لـن ينـامَ مُلامَـا
إنْ عادَ ليلةً ، والخميلـةَ ، والصَّبَـابلـغَ الصّـلاة َ ، وأيْقَـظَ  الرُّكامَـا
ماذا يريـدُ العاشقـونَ مِـنَ العُلَـىوبهِ عَلَوْتُ _على المَضيقِ  _كِظامَـا
فَكَظَمْتُ أحزانَ الـورودِ برَتْـقِ مَـنْحَرَقَتْ _بقلبي _ الطّيفَ  والأحْكَامَـا
ونَهِلْتُ من بَحْـرِ الكَليمـةِ فارتَقَـتْشَمْسي ، وصِغْتُ _مِنَ العِقالِ _مَقَامَا
وَبَصرْتُ أصْـدَقُ دَمعَـةٍ  فَضَفَرْتُهـاعِشقاً ، وسـرْتُ مُهاجِـراً  مِقْدامـا
فخبِـرْتُ أنّـي قَـدْ رَفَلْـتُ بهَولِهَـاقَمَري ، وَعَنْها ما افْترقْـتُ  شيامَـا
أنْهَى ، وأقصَى ، قَدْ غَدَوتُ  بعفْوِهَـاحَبَقـاً مناهـلَ تُحْتَـوَى ،وَضِخَامَـا
وَغَمَمْتُ طيني عَنْ سِوى أهْزوجتـيوَسَلَـكْـتُ دَرْبَ مليكـتـي آلامــا
لمَّا وَصَلْـتُ _ وواصَلَـتْ كلماتُهَـازَهْواً _ حزنتُ ، وما رَمِيْـتُ لُؤامَـا
وَهَجَعْتُ _ في حُضْنِ المَجَرَّةِ _ شاكياًوغَمَـدتُ سَيـفَ حَكيمـةٍ إبْـرامَـا
وَرَحَلْتُ أُلْهي البحرَ لَهـواً ،  علَّنـيأصـلُ العـزاءَ ، ضحيّـةً وسَوامَـا
حتَّـى نُفَـرِّغَ فـي فراديـس العُـلابَـدْراً _لكـلِّ كريـمـةٍ  –تَهَّـامَـا
وتَخِطُّ لي _عَفْراءُ أنفـاسَ  الهَـوَىفأبوحُ _ مِنْ أجْراسِهَـا _  الإلهامَـا
وأزفُّ_ في عيـنِ الكـرامِ _سنابـلاًأَبْكَى _ لَعمرُك _ طَلْحُهَا _  الزَّمَامَـا
وبهِ اسْتَقَيْتُ الشُّهْدَ ، والقَصبَ التـيسُرِجَتْ ، فكانت بالصّنـوجِ ضِرَامَـا
فَحْـمُ المناجـمِ ، بالتوالـي  بـارقٌوَمِـنَ الخوافِـقِ ، لا أريـدُ زِحَامَـا
شَمْسُ الأهلَّةِ _بالتَّمَاهـي _ مُحْـرِقٌفيـهِ اصْطَفَيْـتُ العَـذْلَ، والأزلامَـا
ويُكَحِّـلُ الـوَرْدَ المُخضَّـبَ باللّمَـىفيبـوحُ فـيـهِ مسـيـرُهُ نَجَّـامَـا
ويغـازلُ الليـلُ الحزيـنُ دمـاءَنَـاوالشِّعْـرُ يَـروي صُبْحَنَـا _عَوَّامَـا
والبَحْرُ يعْطِفُ فـي المسـاءِ  كأنَّـهُيَهْـوَى شِـراعَ ورودِنَـا  تُرْنَـامَـا
عَرْشُ المليكـةِ قَـدْ تَرَنَّـمَ  ريشُـهُحزنـاً فعـاد نجيشُـنـا  أقْسَـامَـا
والعُشْبُ هَدْهَـدَ مِـنْ مآقيـهِ المَـلافاقْتاتَ من تُخْـمِ النِّـوَى  ،وغرامَـا
والنَّحْـلُ جلَّـلَ للأهـلَّـةِ  جُـنـدَهُوالزّيزفـونُ علـى الخوافـقِ نامَـا
والعطرُ صَلْصَلَ في المُغامِـرِ شاهـداًوالغيمُ في خـدِّ الـرؤى قـد  قامَـا
فَسَجعْتُ كالمذبوحِ من سَبْعِ  الهَـوَىوَسَقيتُ من بحـرِ الرّشيـدِ  الرَّامَـا
فَرَشَفْتُـهُ، ونظِمْـتُ ملـحَ خضابِـهِرُطْبـاً جزيـلاً للسبـيـل  إمَـامَـا
قَدْ ضمّني _ وسَكَنْتُـهُ _  بقميصِـهِرَفْـداً وعاهـدْتُ السميـعَ  صِيامَـا
وَفقدْتُهُ طفْلاً علـى صَـدْري ، وقَـدْهـزَّ النجـومَ الخافقـاتِ  فِطَـامَـا
فضممْتُـهُ نجْمـاً تَمَـطَّـى كلَّـمـاحَرَقوا _ من النّحلِ الرَّديفِ _  طعامَا
فَبَكَـى بقلبِـي حينَـمَـا  جنَّـدْتُـهُنَحْـلاً تطايـرَ ، فاسْتهَـامَ ،وَهَامَـا
وَأخَافَنـي : أنَّ العـقـاربَ قُـرْبَـهُمدّوا على شـطِّ الضُّحَـى  الألغامَـا
قَتَلوا بمَصْلِ الغَـدْرِ زُغْـفَ سَحَابِنَـاوعلَيهِ مَـدّوا فـي النّجـودِ سُقامَـا
فهتفْـتُ : يـا عَفْراءُ!نَمْلُـكِ  قـادمٌيُصْغي وَيُطْلِـقُ ،عاشقـاً  حُمْحامَـا


جلنار البحر
1/1/2008


_ الزَّمَامَا= العشب المرتفع
هوَّاما = الأهوم ،العظيم الهامة ، شداد كالأسد
كثاما = كثم ، دخل فيه وكسره


تحياتي وتقديري

************

**********




thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16712939
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة