الأصوليات المتصارعة بين العقائديين والسياسيين

ص:17 جريدة الحياة 1-5-2004 م

الأصوليات المتصارعة بين العقائديين والسياسيين

الدكتور محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري مقيم في لندن

تنتشر في العالم حالات إحباط على كافة المستويات الإنسانية، وتتعرض حقوق الإنسان للعدوان من قِبَل القوى المادية التي تتجاهل القيم الروحية البنَّاءة وتقاومها، بل تُغيبها تغييباً قسرياًّ، وتستفرد بالبشر الضعفاء، وتضعهم أمام خيار أُحادي الجانب هو الانضواء تحت لواء المادية البحتة دون أي اعتبار للقيم الروحية، وإنسانية الإنسان.

ومن هنا ينشأ الصراع بكل مراتبه التي تتراوح بين الجدل بالكلام، والتحارب بالأسلحة الفتاكة الدموية وغير الدموية، وتتسع دوائر الجرائم فتشمل خارجياًّ الحروب بين الدول ، وداخلياًّ الحروب بين الحكومات وشعوبها، وتفرز الصراع حالات عدم الاستقرار وانعدام الأمن، وتقضي على السعادة الإنسانية، وتدمر الحرية بدعوى المحافظة عليها، وتقضي على الديموقراطية الوطنية باسم الديموقراطية العالمية، وتصادر الفكر المعارض بدعوى التفكير نيابة عن المعارضين.
تبدل الشعارات بتبدل المراحل
منذ مأساة قابيل وهابيل والإنسانية تعاني جراء سفك الدماء، والغالبُ يتحكم بالمغلوب على كافة المستويات ابتداءً بصراع أفراد الأسرة وانتهاء بصراع الأمم والحضارات، وكل ذلك يجري عندما تتغلب القوى المادية الشريرة على القوى الروحية الخيرة، وفي التاريخ الماضي، والعصر الحاضر الكثير من الأمثلة التي تعزز هذا الرأي.
ولكن استقراء الوقائع والأحداث التاريخية يكشف عن تناقض واضح بين الشعارات البراقة المرفوعة، والتطبيقات المجحفة التي تجري على أرض الواقع، فمعظم الغزاة يبدؤون برفع شعارات تحرير الشعوب، وينتهون بوضع الشعوب باستغلالها، ووضعها تحت السيطرة لتحقيق رغبات الأقوياء على حساب الضعفاء.

ومن الشعارات الواسعة الانتشار صراع القبائل الذي ساد بلاد العرب في الجاهلية، وفي ذلك الوقت كانت الساحة الصينية التركية تشهد صراعاً أممياًّ بين القوميتين التركية والصينية، وكانت الساحة الفارسية الرومانية تشهد صراعاً دينياًّ بين المجوسية الفارسية، والمسيحية الأرثوذكسية البيزنطية التي ورثت الإغريقية، وقاومت اليهودية والمجوسية.
ولما جاء الإسلام تغيرت خارطة الصراع العالمي، وبرزت تحالفات جديدة ضد العدو الجديد الذي بشر بدين جديد يعارض المادية اليهودية البحتة، والروحية المسيحية المحضة، ويبشر بالوسطية بين الروحي والمادي.
ومع مرور الزمن انحرف بعض المسلمين نحو المادية، وانحرف بعضهم نحو الروحية الغالية، وبقيت أكثرية المسلمين محافظة على الوسطية القائمة على التعادل بين المادي والمعنوي، وهذه الأكثرية هي ما يسمى بالسواد الأعظم.
تشويه المصطلحات
لقد خسر العرب والمسلمون الكثير في خضم الصراع الذي سيطر على العالم في القرنين الماضيين، فبعدما كانت دولةُ الخلافة الإسلامية العثمانية دولةً مركزية عالمية آلت إلى التمزق ثم الانهيار جراء تآمر وتوحد أعدائها، وخيانة وتفرق أبنائها.
ومنذ الحرب العالمية الأولى 1914 - 1919م، ومعظم دويلات العالم الإسلامي تعيش تحت الاحتلال المباشر أو غير المباشر، وفي ظل هذا الواقع الشاذ لعب الإعلام دوراً تضليلياًّ على الصعيدين العالمي والعربي حيث شوّه الكثير من المصطلحات، ولوث الأفكار بإفرازات الدعايات المغرضة التي استعملتها الأمم المتصارعة.
وبما أن الجانب الأضعف هو الخاسر الأكبر، فقد خسر العرب والمسلمون الكثير على كل صعيد، وصاروا كالببغاوات يرددون ما يُملى عليهم دون تفكير أو اعتراض، ومن هنا جاء تشويه الكثير من المصطلحات، فصارت الزندقة: تقدمية، والتمسك بالدين: رجعية، والدعارة: انفتاح، والتمسك بالتراث: تخلف، والتمسك بالدين: أصولية.
تعدد الأصوليات
ولذلك ما إنْ تُسمع كلمة أصولية في وسائل الإعلام المسموعة حتى تتبادر للسامع صور مقاتلي حزب الله، وحركة طالبان، ومن معها من القاعدة، هذا على الساحة العربية، أما على الساحات الأجنبية الغربية فالأمر مختلف حيث أصبحت الأصولية مقتصرة على الإسلام والمسلمين دون غيرهم جراء الشحن الإعلامي الحاقد، وليس هذا فحسب، بل ترتبط الأصولية الإسلامية في ذهن المستمع ارتباطاً وثيقا بالإرهاب الذي يثير الهلع والخوف، ويستنهض الهمم لمكافحته بكافة الأسلحة المتاحة.

ولقد لعب الإعلام الغربي، وما يتبعه من إعلام عربي أبلهٍ أو عميل دوراً تضليلياًّ، فغيَّب خطورة الأصوليات غير الإسلامية، وقصر اهتمامه على الأصولية الإسلامية التي شوهها، واستخدم بعض الأفراد الشاذين الذين ادَّعى: أنهم هم الأصوليون المسلمون، واستمرأ هؤلاء النكرات الدور، فلعبوه كما يحب عدوهم، وألحقوا بأمتهم خسائر لا تُحصى.

وأُفسحت مساحات واسعة للحديث عن الأصولية الإسلامية المصطنعة في كافة وسائل الإعلام العربية والعالمية، أما الأصوليات الإرهابية الأُخرى فقد جرى التعتيم عليها، ولم تعد تُذكر إلاّ في حلقات ضيقة، وبصور مُحسَّنة لا تستوجب جزءاً من المعارضة التي تستوجبها الأصولية الإسلامية (الإرهابية على حدِّ زعمهم).

التمويه على الأصوليات غير الإسلامية
وهكذا غاب الحديث عن الأصولية المسيحية البروتستنتية التوراتية التي تسيطر على الولايات المتحدة الأميركية، وعن الأصولية الأرثوذكسية التي تسيطر على روسيا وأوروبا الشرقية واليونان وبطريركية إنطاكية وسائر المشرق في سوريا وبابوية الإسكندرية وبطريركية الكرازة المرقصية القبطية، وقد تطورت الأصولية المسيحية، وأخذت تنتشر في أوساط المسيحيين الأصوليين في الولايات المتحدة وغيرها خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

والأصولية اليهودية التي برزت كحركة مؤثرة بعد العام 1967م في إسرائيل ومواطن الشتات، والأصولية الهندوسية في الهند وما حولها وقد اتخذت أبعاداً اكثر خطورة مع مجيء حزب بهاراتا إلى الحكم بعد أن فشل حزب المؤتمر ، والأصولية البوذية في تايلاند والصين وكوريا واليابان وبقية آسيا.

والغريب المحير أن أية أصولية من هذه الأصوليات تنال تعاطف الجميع حينما تعتدي على المسلمين، وأية حملة تقوم بها تعتبر مشروعة عالمياًّ في إطار بدعة الحرب على الإرهاب التي تقودها الأصولية المسيحية البروتستنتية التي تسيطر على الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها أوروبياًّ وعالمياًّ.

وفي هذا الإطار صدرت نظرية «صدام الحضارات» التي بشر بها المفكر الأميركي صامويل هانتنجتون الذي أصدر كتابه العام 1996م، وجاء فيها: "إن صراع الأيديولوجيات قد تجاوزه الزمن، وإن الصراع المقبل سيكون بين الحضارات، وبخاصة بين الحضارة الغربية و الحضارة الإسلامية". وهكذا فإن هذه النظرية وضعت الأصولية الإسلامية في مقدمة الأخطار التي تهدد الغرب في المستقبل المنظور.

الأصولية الإسلامية بين الوهم والحقيقة
إن أولى خطوات التضليل تبدأ بإسقاطٍ تعسُّفي يقوم على قياس خاطئ بين المسائل دون وجود علة تجمع بين الأصل والفرع، وتأتي الخطوة اللاحقة بتعميم الجزئي على الكلي أو العكس لأن في ذلك تشويه للعامّ والخاصّ على حدٍّ سواء، وهذا المسلك يناقض قواعد المعرفة التي تقتضي أن يتمّ التمييز بين الجزئيات والكليات.
وقد تفرّد الأصوليون بالنظر السديد في المنهاج دون غيرهم، وذلك حسب قول الشيخ العطار في الكتاب الخامس من حاشيته على الجلال المحلي على جمع الجوامع، حول الاستدلال، والذي جاء فيه "الْفَرْقُ بَيْنَ الْقِيَاسِ الأُصُولِيِّ، وَالْمَنْطِقِيِّ، وَالاسْتِقْرَائِيّ:
أَنَّ الأُصُولِيَّ هُوَ الاسْتِدْلال بِثُبُوتِ الْحُكْمِ فِي جُزْءٍ لإِثْبَاتِهِ فِي جُزْءٍ آخَرَ مِثْلِهِ بِجَامِعٍ.
وَالْمَنْطِقِيَّ هُوَ الاسْتِدْلال بِثُبُوتِ الْحُكْمِ فِي كُلِّيٍّ لإِثْبَاتِهِ فِي جُزْئِيٍّ.
وَالاسْتِقْرَائِيّ عَكْسُ الْمَنْطِقِيِّ."
وفي كلام العطار دليل على تبايُن الاستدلال وغيره بين الأصوليين والمنطقيين والاستقرائيين، وما ينتج عن التبايُن من أحكام مختلفة ومتعارضة ومتناقضة قد تنقل الصراع من على صعيد الجدل إلى ميادين الحروب.
 ولذلك فمن الضروري أن تتبلور صِيَغٌ واضحة لما يتم تداوله من مصطلحات في مجال الأصوليات بشكل عام، والأصولية الإسلامية بشكل خاص باعتبارها مُستهدفة من قِبل بقية الأصوليات المعادية التي تستخدم كل ما يُتاح لها للقضاء على الأصولية الإسلامية، ولو باختراع أصولية وهمية تساعد على اختراق الأصولية الإسلامية، وعلى تفتيت الأصولية الإسلامية الموحدة، وتحويلها إلى عدة أصوليات متصارعة داخلياً تحت تأثير التحريض الخارجي المستور والمكشوف.

ولكي نعرف الأصولية لا بد لنا من معرفة الأصولي نفسه، فبالعودة إلى الإعلام والإعلان المعادي يتم تصوير الأصولي بصورة مصاص الدماء الإرهابي الذي يجب القضاء عليه قبل أن يدمر الحضارة غير الإسلامية حسب زعمهم.

أما في المصادر والمراجع الإسلامية، فالأُصُولِيّ هو المفكر المنقذ للأديان والعباد والبلاد، وهو العالم الذي ينظر "فِي دَلالاتِ الصِّيَغِ ، كَالْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ ، وَالْعُمُومِ وَالْخُصُوصِ ، وَأَحْكَامِ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، وَدَلِيلِ الْخِطَابِ وَمَفْهُومِهِ" حسبما يذكر الزركشي في مباحث اللغة في كتاب البحر المحيط.

وقد عرف العطارُ الأصوليَّ في المقدمات من حاشيته على الجلال المحلي على جمع الجوامع، فقال: "وَالأُصُولِيُّ: الْمَرْءُ الْمَنْسُوبُ إلَى الأُصُولِ أَيْ الْمُلْتَبِسُ الْعَارِفُ بِدَلائِل الْفِقْهِ الإِجْمَالِيَّةِ ( وَبِطُرُقِ اسْتِفَادَتِهَا ) يَعْنِي الْمُرَجِّحَاتِ وَ بِطُرُقِ ( مُسْتَفِيدِهَا ) يَعْنِي صِفَاتِ الْمُجْتَهِدِ.

ويتضح لنا مما سبق أن الأصولي هو الذي يمتلك ميزان الفقه الشرعي، وغيابه أو تغييبه يشكل خللاً يؤدي إلى فلتان أمني يعمُّ الساحات الإسلامية، ويشكل نقطة ضعف عند الأمة الإسلامية، فبضياع الأصولي تضيع البوصلة الشرعية، وتتعدد الاتجاهات غير الشرعية، ويتشتت شمل الأمة، وهذا التشتت يورث الضعف والهوان الذي يبحث عنه أعداء المسلمين كي يتمكنوا من القضاء عليهم، والاستيلاء على بلادهم وثرواتهم.

ومن أجل القضاء على الأصوليين قام أعداء الإسلام بتقديم صور منفرة للأصوليين تم تصديرها من الأصوليات غير الإسلامية، وفُرضت على الأصوليين الإسلاميين جرّاء استخدام الإعلام، والمؤسسات السياسية غير الإسلامية، والمؤسسات الهجينة التي تم استنساخها وزرعها في جميع أطراف العالم الإسلامي.

تعدد الأصوليات على الساحات الإسلامية
ونظراً للخطر الذي داهم أقطار العالم الإسلامي، فقد تشكلت أصوليات إسلامية متعددة؛ بعضها قريب من جوهر الأصولية الإسلامية النقية، وبعضها أبعد ما يكون عن الأصولية الإسلامية والإسلام والمسلمين، بل هي أصوليات دخيلة صُمِّمت لتفجير الإسلام من الداخل، والمقياس الذي يساعدنا على تصنيف الأصوليات التي تدعي أنها إسلامية؛ هو مدى ابتعاد واقتراب تلك الأصوليات من الفضائل الإسلامية في مجالات القيم الإسلامية التي تتمثل في العدل والفضيلة والمساواة.

وبناء على ما تقدم نستطيع أن نرصد عدداً من الأصوليات التي برزت في العصر الحديث:

1 : الأصولية الإصلاحية، وهي الأصولية التي أخذت بأصول العلم الأربعة، وهي: القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، والإجماع والقياس، وتعزيز ذلك بالاجتهاد، وقد مثلت هذه الأصولية الجامعة الإسلامية.
وبرز فيها الشيخ حسين الجسر الطرابلسي اللبناني الذي كتب الرسالة الحميدية، وقد تلقت هذه الأصولية صدمة كبرى بعدما تمكن الأوربيون من إسقاط الخلافة الإسلامية بعد الحرب العالمية  الأولى، وتحول أصوليو الجامعة الإسلامية إلى أصوليين معارضين للأنظمة الحكومية التي تُدار عن بُعد من قبل القوى العظمى الشرقية والغربية، وبذلك نالوا عداء الحكام المحليين والدول الغربية غير الإسلامية.
وقد أنتجت هذه الأصولية جمعية علماء المسلمين التي قاومت الفرنسيين في الجزائر، والإخوان المسلمين في مصر وسوريا، والأحزاب الإسلامية في تركيا والهند والملايو، ومن أبرز رجال هذه الأصولية حسن البنا 1906 - 1949م، وسيد قطب 1906 - 1966م في مصر، ومصطفى السباعي 1915 - 1964م في سوريا، وأبو الأعلى المودودي 1903 - 1980م، وأبو الحسن الندوي 1914 - 1999م في الهند.

2 : الأصولية التوفيقية، وهي التي دعت إلى التوفيق بين علوم المسلمين وغيرهم، وهو ما كان يسمى: التوفيق بين الإسلام والعلم الحديث، وقد مثل هذه الأصولية رفاعة الطهطاوي 1801 - 1873م، وخير الدين التونسي 1810- 1890م، وورثها الأصوليون الرسميون الحكوميون في العصر الراهن، ولا تخلو من هذه الأصولية دولة من الدول الإسلامية .

 3 : الأصولية الصوفية، وهي الأصولية التي تمنح الشيخ صلاحيات مطلقة، وتفرض على المريد الطاعة التامة، فهو ينفذ أوامر الشيخ دون اعتراض، وهذه الأصولية منتشرة في معظم الدول الإسلامية، وتتنوع بتنوع الطرق الصوفية.

4 : الأصوليات المذهبية، وهي التي حصرت نفسها ضمن حدود مذهب ما، واستباحت خصوصيات المذاهب الأخرى، استباح بعضها الأموال والأعراض، ونشط في مجالات التبشير بين أتباع المذاهب الأخرى بكل الطرق الممكنة الشرعية وغير الشرعية، وأبرز الأصوليات المذهبية أصولية حركة طالبان في أفغانستان، والأصولية الخمينية الإيرانية وما تفرع عنها من أحزاب مثل حزب الله في لبنان وحزب الدعوة في العراق.

5 : الأصولية الدخيلة، وهي التي تشكلت من اليساريين واليمينيين القدماء الذين انتقلوا من أصوليات ماركسية أو رأسمالية غير إسلامية، وشكلوا أصوليات إسلامية تسيء إلى الإسلام، وتطرح حلولاً دموية ترتكز على خلفيات غير إسلامية،  وتعارضها الأحكام الشرعية المستنبطة من النصوص الإسلامية.

وتتوزع هذه الأصولية بين الشرق والغرب، وليس لها أي مرجع إسلامي؛ حيث نجد كل قطب من أقطابها يتصرف على هواه، وبعضهم يتصرف حسبما يُملى عليه من قبل الدولة المضيفة، ويدلي بفتاواه واجتهاداته عبر وسائل الإعلام الْمُسَيَّسَةِ والْمُسَوِّسة والْمُوَسْوِسَة لخدمة أيديولوجيته الخاصة، وإن لم تتفق مع الأصول الإسلامية.
 
6 : الأصولية الجهادية، وهي التي تشكلت كرد فعل على الأصوليات غير الإسلامية التي استباحت بلاد وأموال وأعراض ودين المسلمين في كافة المجالات الدينية والثقافية والاقتصادية والعسكرية.
وقد ركزت هذه الأصولية على الجهاد باعتباره سنام الإسلام، وشجعت على العمليات الاستشهادية باعتبارها الردّ الوحيد الممكن على العدوان العسكري غير الإسلامي الذي يمتلك من الآلات الحربية ما لا يملكه المسلمون من الأسلحة الذرية الفتاكة، وأسلحة التدمير الشامل، وأبرز تشكيلات هذه الأصولية : حركة الجهاد الإسلامي وحماس، وكتائب القسام في فلسطين، وتنظيم القاعدة في أفغانستان، وحركة أبي سياف في الفليبين، وغير ذلك من التنظيمات الإسلامية الأصولية.

وهكذا تحول الصراع على كافة الجبهات من صراع سياسي يعتمد كل طرف فيه على أيديولوجية معينة، أو نهج سياسي معين، إلى صراع أصوليان تعتمد على الموروث الديني، وتعتقد كل واحدة منها أنها هي التي تمتلك الحقيقة الإلهية، ويحق لها فعل كل شيء لخدمة تلك الحقيقة، بما في ذلك التضحية بك شيء دفاعاً عن تلك الحقيقة التي لا تمتلكها الجهات الأخرى، وهكذا تتعدد جبهات الصراع الإسلامي الداخلي جراء تعدد الأصوليات، وانعدام الأصولية المركزية الفعالة في مجالات الوحدة والتوحيد.

والمخرج الوحيد من هذه الوضعية المتردية يكمن في قيام أصولية إسلامية مركزية تستعيد مركز الخلافة الروحي، وما يتبعه من سلطة روحية تجمع شمل المسلمين المشتت في ظل انعدام المرجعية العامة مما يفسح المجال أمام المزيد من التشرذم الذي يهدد الأمة الإسلامية، ويضعها في مهب رياح الصراع الذي يتمخض عن المزيد من التقسيم والإنفصال، وهذا على عكس بقية الأمم التي تتقدم على طرق الوحدة والتوحيد كما هو الحال في السوق الأوروبية، وحلف الناتو

نشر هذا المقال على الصفحة 17 في جريدة الحياة: الرابط هنا.

وها هنا الصفحة التي فيها المقال والواحة بصيغة بي دي اف للقراءة ةالتحميل

icon 1-5- 2004- P17.pdf (134.95 KB)


للاستماع للقسم الأول من السلسة الذهبية الخاصة بأئمة ببعض علماء الأصول السُّنّة: اضغط هنا

للاستماع للقسم الثاني من السلسة الذهبية الخاصة بأئمة ببعض علماء الأصول السُّنّة: اضغط هنا

للاستماع للقسم الثالث من السلسة الذهبية الخاصة بأئمة ببعض علماء الأصول السُّنّة: اضغط هنا

 


وللاستماع إلى موجز تاريخ علم أصول الفقه الإسلامي القسم الأول: اضغط هنا

 

وللاستماع إلى موجز تاريخ علم أصول الفقه الإسلامي القسم الثاني: اضغط هنا

 

وللاستماع إلى موجز تاريخ علم أصول الفقه الإسلامي القسم الثالث: اضغط هنا

 

وللاستماع إلى موجز تاريخ علم أصول الفقه الإسلامي القسم الرابع: اضغط هنا

 

وللاستماع إلى موجز تاريخ علم أصول الفقه الإسلامي القسم الخامس: اضغط هنا

 

وللاستماع إلى موجز تاريخ علم أصول الفقه الإسلامي القسم السادس: اضغط هنا


 

 

thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16432332
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة