واقع التجزئة العربية وانعكاساته على فهرسة التراث العربي والإسلامي
واقع التجزئة العربية وانعكاساته على فهرسة التراث العربي والإسلامي
د. محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري مقيم في لندن
كلية الدراسات الشرقية والإفريقية
SOAS
ملاحظة : نشر هذا المقال في جريدة الحياة، العدد: 15285 صفحة التراث: 15، يوم السبت 5 / 2/ 2005م.
إن التراث دليل عراقة الأمة في الماضي، ومنارة لشحذ الهمم المعاصرة في الحاضر، ولذلك نجد الأمم الهجينة تحاول أن تختلق لنفسها تراثاً تباهي به الأمم العريقة، ولو كان ملفَّقاً، ولكن الأمم المعاصرة المريضة التي تمتلك تراثاً عريقا تتكاسل عن الاهتمام به، ولا سيما إن كان زاهياًّ وهي تعاني من الخمول غير المحدود، ولعل انعكاسات مرض التجزئة العربية المتضافرة مع الأمية غير المحدودة هي التي وضعت أُسسَ إهمال التراث الإسلامي والعربي من قِبل أصحاب هذا التراث، وساهمت الأنظمة الحاكمة بتكريس هذا الإهمال جراء عدم رصد ما يلزم من مبالغ مالية بينما تصرف أضعاف أضعافها على المشعوذين والأفاقين والمنافقين، وعتاولة الانحلال والضلال.
هنالك سؤال يتكرر في جميع الدول العربية من خلال وسائل الإعلام المتنوعة، والجميع يقولون: لماذا تأخر العرب، وتقدم الآخرون؟
وتتنوع الأجوبة، ومعظمها يعلِّق التخلُّف على شَمَّاعة المؤامرات الخارجية، ويتجاهل التآمر الداخلي الذي يُشخِّصه المثل الشعبي الذي يقول: "دود الخلّ منه وفيه. أو: دود الجبن منه وفيه" والدليل هو ذلك الإهمال المقصود الذي نتجت عنه كوارث تراثية تتراوح بين إتلاف التراث في البلدان العربية داخل حدود الوطن، وبين سرقته وتهريبه وبيعه للآخرين حتى أصبحت هجرة التراث وتهجيره أشبه ما تكون بهجرة العلماء وتهجيرهم، ومازالت مسيرات الإهمال مستمرة مع استمرار الإهمال السياسي للتراث بدعوى الأخذ بأسباب المعاصرة للحاق بالأمم والأقوام التي سبقت الأمتين العربية والإسلامية خلال القرن الماضي، وبداية القرن الحاضر.
إن الذين يدَّعون العمل لمواكبة روح العصر يجهلون كيفية رُقيّ الأمم التي تقود العالم المعاصر، فالأمم المتقدّمة لم تهمل تراثها بل اهتمت به وسطت على تراثنا، فاختلسته منا، وحفظته وصانته لأنها تعلم قيمته، أما نحن الجهلة فنلهث وراءهم، ونتخلى عن قناديلنا المنيرة التي استنار بها العالم في غفلة منا. فمما لاشك فيه أن تراث الأمة هو: جذورها، وأساس رُقيّها، وفيه مقوّمات شخصيتها، وإحياؤه: حياتها، وإهماله: موتها وتخلفها، واحترامه: يجسّد احترام الأمة لذاتها، واحتقاره: أهم أسباب انحطاطها وعجزها عن الإبداع، فمَن لا ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل.
وحدة التراث العربي والإسلامي
إن تراث العرب والمسلمين يشكّل وحدةً لا تتجزأ، والذين يحاولون الفصل بين التراثين يسعون عن قصدٍ أو عن غير قصد إلى تدمير العرب والمسلمين جرّاء التجزئة والفصل بينهما، فالعروبة مِن غير إسلام هي جسد بلا روح، والعرب هم مادة الإسلام الأساسية إنْ صلحوا أصلحوا، وإن فسدوا فإن فسادهم يمتدّ إلى العالم الإسلامي ظاهرا وباطناً، ولو أن العرب تيقظوا لأهمية التراث لسرت العدوى الحميدة إلى بقية الشعوب الإسلامية، ولكن واقع الحال ينبئ عن غيبوبة طال أمدُها، وامتدَّ خطرها، وما نلاحظه من يقظة محدودة، ونهضة مختزلة إنما يصدر عن جهود فردية غير كافية، وصُدف لا تلبي ما يحتاجه العرب والمسلمون لأن الصُّدف ينقصها التخطيط، والأعمال الفردية آنية غير مستمرة، وليست لها صفة الديمومة الضرورية لتحقيق النهوض الحضاري.
فهرسة التراث
لقد اهتم القدماء بفهرسة التراث، وتصنيفه حسب العلوم، وحسب المؤلفين، ومازالت مدارس الفهرسة تعتمد لوائح عناوين الكتب، ومواضيعها، وأسماء مؤلفيها، وقد تباينت طرق الفهرسة وتطورت كثيرا مع الثورة الإليكترونية، وتيسرت طُرق البحث من خلال قواعد المعلومات والبيانات، ولكن فهرسة التراث العربي والإسلامي العامّة الشاملة مازالت خارج إطار الاهتمام المطلوب، ومازالت الجهود العربية ضمن إطار التقصير والقصور عن اقتفاء آثار الأعاجم الذين فهرسوا تراثنا، واقتصرت جميع الجهود العربية على ترجمة جزئية لبعض الأعمال الأجنبية الرائدة.
فهرسة التراث المخطوط والمطبوع
تتوزع فهارس التراث المخطوط بين نوعين أساسيين من الفهارس، فهنالك الفهارس المخطوطة والفهارس المطبوعة، ويتنوع كل نوع منها حسب طريقة المفهرس، فمنها ما هو بدائي يشبه البطاقات، ومنها ما هو متطور يقدم وصفاً للمخطوط ويحدد مكانه، ولكن المخطوطات المذكورة في الفهارس القديمة قد ضاع بعضها وتلف البعض الآخر، وبقيت بعض محتوياتها في الكتب التي اقتبست منها، ووصلت إلى زماننا الحاضر.
لقد خلف لنا القدماء أعمالا رائدة في مجال الفهرسة منها كتاب الفهرست لابن النديم الذي مات سنة 385 هـ/995 م، وضمّن كتابه معلومات غزيرة لكتب الدِّين والتاريخ والأدب والفلسفة وسواها، وترك في كتابه نقصاً، فأكمله الوزير المغربي المتوفى سنة 418 هـ/ 1027م، وقد قُسِّمت العلوم في الفهرست إلى عشرة فروع، استوعبت محصلة الثقافة الإسلامية حينذاك، وأحصى الفهرست 8360 كتاباً لـ 2238 مؤلفاً، منهم 22 إمرأة و 65 مترجماً.
وطُبع الفهرست أول مرة في ليبسك سنة 1872م بعناية المستشرق الألماني فلوجل، ويقال: إن ديوي اعتمد عليه في إصداره التصنيف العشري سنة 1876م، وذلك بعد طباعة الفهرست بأربع سنوات. وتكررت طباعة الفهرست في العديد من الدول، وترجمه إلى اللغة الإنجليزية عميد الكلية الأمريكية ببيروت د. بايارد دودج، وطبع في كولومبيا 1970م.
وتضمنت كتب الطبقات معلومات عن مؤلفات الذين ترجمت لهم، وتضمَّنت كتب الوفيات أسماء مؤلفات الذين ترجمت لهم.
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون
وأشمل المصادر التراثية التي وصلتنا هو كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لمؤلفه العثماني التركي مصطفى بن عبد الله، المعروف عند الأتراك بكاتب جلبي، وعند العرب بحاجي خليفة، الذي بدأ تأليفه في حلب الشهباء سنة 1042هـ/ 1632م، وأتمّ تأليفه سنة 1062هـ/ 1652م، وبيضه بخطه حتى مادة: الدروس، ثم اجتمع ستة رجال فأتموا تبييضه، فشمل الكتاب أسماء 15000 كتاب، وأسماء نحو 9500 مُؤلِّف، وبلغ عدد علومه وفنونه 300 علم وفن.
وحظي كشف الظنون باهتمام العلماء وعشاق الكتب قديما وحديثاً، فاختصره وزاد عليه السيد الحسين العباسي النبهاني الحلبي تـ 1095هـ/ 1684م، وسماه: التذكار الجامع للآثار، ووضعت عليه ذيول كتب أحدها محمد عزتي أفندي بوشنه زاده تـ 1092هـ/ 1681م. وثانيها إبراهيم الرومي العربجي تـ 1189هـ/ 1775م، وثالثها حنيف زاده تـ 1217هـ/ 1802م الذي ضمن ذيله 5000 كتاب، وقد ألحق فلوجل هذا الذيل بالمجلد السادس من طبعته العربية التي أصدرها في ليبسيك مع ترجمة باللاتينية، ما بين سنة 1251 هـ/ 1835م وسنة 1275هـ/ 1858م.
وأعدّ الذيل الرابع شيخ الإسلام عارف حكمت صاحب المكتبة المشهورة في المدينة المنورة تـ 1275هـ/ 1858م ووصل فيه إلى حرف الجيم، والخامس إسماعيل باشا البغدادي تـ1339هـ/ 1921م، وسمى ذيله: إيضاح المكنون، وضمّنه 19000 كتاب، وهذا الذيل طبع في مجلدين مع كشف الظنون، وللبغدادي كتاب في تراجم المؤلفين هو: هدية العارفين، الذي طبع مع كشف الظنون أيضاً في طبعة جامعة إسطنبول سنة 1941م، ولم تتوقف مسيرة التذييل على كشف الظنون حيث ذيل عليه كلّ من إسماعيل صائب سنجر، وجميل العظم، ومحمد الصادق النيفر، ومحمد بن مصطفى البكري، وعلي خيري، ومحمد الخانجي البوسنوي، وذيله مخطوط في كتبة الغازي خسرو بك في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك.
فهارس الخليفة العثماني السلطان عبد الحميد يرحمه الله
بويع الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني في 11 شعبان سنة 1293هـ / 31 آب/ أغسطس 1876م، وأدرك أهمية فهرسة المخطوطات، فأصدر أمراً سلطانياًّ (فرمان) يقضي بفهرسة المخطوطات الوقفية في مكتبات السلطنة وجوامعها، وقد طبقت التعليمات السلطانية في إسطنبول، وكتبت فهارس لأكثر من مئة مكتبة تراثية، ومازالت نسخ كثيرة محفوظة من تلك الفهارس التي اعتمدت تثبيت أرقام المخطوطات، وأسماءها، وأسماء المؤلفين، وملاحظات حول وفيات المؤلفين، وتاريخ النسخ.
وقد استفاد من تلك الفهارس جميع الذين كتبوا عن المخطوطات الإسلامية، وأماكن وجودها وأرقامها، وبعدما جُمِعت محتويات أكثر من مئة مكتبة في المكتبة السليمانية في إسطنبول تمَّ اعتماد تلك الفهارس للفرز بين محتويات مكتبة وأخرى، وقد استفاد كارل بروكلمان من تلك الفهارس، ولكن محتويات تلك الفهارس قد تعرضت للتلف والسرقة حينما وقعت إسطنبول تحت الاحتلال الأوروبي في أواخر الحرب العالمية الأولى، وتلت ذلك مرحلة إلغاء السلطنة والخلافة وقيام النظام الجمهوري الذي ألغى استعمال الحروف العربية العثمانية سنة 1928م مما انعكس سلباً على المخطوطات بشكل عام، ثم عاد إليها منذ منتصف القرن العشرين.
دراسة المستشرق كارل بروكلمان الموسوعية
أدرك المستشرق الألماني كارل بروكلمان أهمية التراث الإسلامي ومخطوطاته، فكتب تاريخ الأدب العربي، وذكر فيه ما يقرب من عشرين ألف مخطوطة مع ذكر أماكن وجودها وأرقامها، وصدر من كتابه مجلدان ما بين سنة 1898 وسنة 1902 م، ثم صدر ذيل كتاب بروكلمان في ثلاثة مجلدات ما بين سنة 1927 وسنة 1942 م، ثم أعيدت طباعة المجلدين الأصليين ما بين سنة 1943م وسنة 1949م، فكان عدد صفحات المجلد الأول: 676 صفحة، والثاني: 686 صفحة، والمجلد الأول من الذيل: 973 صفحة، والثاني من الذيل: 1045 صفحة، والثالث من الذيل: 1326 صفحة، وفيه قسم من الذيل مع الفهارس العامة، وبذلك يبلغ عدد صفحات الكتاب: 4706 صفحات.
ترجمات كتاب بروكلمان العربية
اتسمت الهمم العربية بالخمول فيما يخصّ الاهتمام بالتراث العربي والإسلامي، ويعتبر كتاب تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان من الكتب التي حظيت بالاهتمام أكثر من غيرها، ولكن هذا الاهتمام تحت المستوى المطلوب، ومسيرة الاهتمام طويلة ومستمرة، ولكنها غير تامة.
اهتمَّ بترجمة القسم الأول من الكتاب عبد الحليم النجار، وصدر الجزء الأول عن دار المعارف بمصر سنة 1959م بالتعاون مع المنظمة العربية للثقافة والعلوم - جامعة الدول العربية، واقتصرت تلك الترجمة على إصدار ستة أجزاء من مواد المجلد الأول من كتاب بروكلمان، ثم نام المشروع نوم أهل الكهف.
فهرسة المجلد الأول من ترجمة بروكلمان
واهتمّ بفهرسة تلك الترجمة المبتسرة معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب، فأصدر فهارس تلك الطبعة التي أعدّتها درية الخطيب فصدر الجزء الأول سنة 1403 هـ/ 1983م، والثاني 1984، والثالث سنة 1985، والرابع سنة 1988م، وصدر الجزء الخامس سنة 1411 هـ/ 1991م، وذلك بعدما كتبته صاحبته سنة 1986م، إلخ..
ترجمة المجلد الأول والثاني من بروكلمان
ثم عادت الروح إلى استكمال ترجمة ونشر تاريخ الأدب العربي لبروكلمان، وتعاونت هيئة الكتاب بالقاهرة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، فترجم ربع المجلدين الأصليين ما بين سنة 1959م وسنة 1988، وصدر القسم الثاني من الكتاب بالعربية سنة 1993م، وضم الجزئين الثالث والرابع المترجمين سابقاً، وأشرف على الترجمة الدكتور محمود فهمي حجازي، وضم القسم الثالث الجزئين السابقين الخامس والسادس، وصدر القسم الرابع الذي يتكون من الجزء السابع والثامن، والقسم الخامس الذي يتكون من الجزء التاسع، وبذلك يكون قد انتهى المجلد الأول من كتاب تاريخ الأدب العربي لبروكلمان، وذلك سنة 1993م، واستمر العمل به 34 سنة، وذلك بعد صدور الطبعة الألمانية بمدة خمس وتسعين سنة شمسية.
وأصدرت هيئة الكتاب في القاهرة من محتويات المجلد الثاني من تاريخ بروكلمان القسم السادس الذي يتكون من الجزء العاشر والحادي عشر، والقسم السابع، ويتضمن الجزء 12، ومواده منذ سقوط بغداد سنة 656 هـ/ 1258م حتى الفتح العثماني لمصر سنة 1517م، والقسم الثامن الذي يتكون من الجزء 12 والجزء 13، ويتضمن منذ الفتح العثماني لمصر حتى احتلال الحملة الفرنسية سنة 1798م، والقسم التاسع الذي يتكون من الجزء 13، والجزء 14، ويضم منجزات العهد العثماني في شمال الجزيرة العربية، واليمن وعُمان، وشرقي إفريقيا والحبشة، وإيران وطوران والهند والملايو، وبلاد الروم والأناضول، والمغرب وبلاد السودان، وبذلك تتم ترجمة المجلدين الأصليين من تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان.
هذه الترجمة تعني أن ما ترجمه العرب من تاريخ الأدب العربي لبروكلمان هو 1362 صفحة، وبقيت من الكتاب 3344 صفحة دون ترجمة من أصل 4706 صفحات، ونأمل أن تُترجم في ظل عدم وجود تخطيط سليم لإصدار موسوعة تاريخ الأدب العربي اعتماداً على آخر المعلومات حول ما بقي من المخطوطات مع ذكر أسماء الكتب والمؤلفين بشكل سليم بعيداً عن الأخطاء الناتجة عن الترجمة من العربية إلى الألمانية ثم إلى العربية.
تاريخ التراث العربي للدكتور التركي فؤاد سزكين
انتبه الدكتور فؤاد سزكين إلى الكثير من المعلومات التي فاتت بروكلمان، ولذلك ألف تاريخ التراث الإسلامي، وضمن كتابه المعلومات التي وردت عند بروكلمان مع تعديلات واستدراكات وتمحيص جراء مستجدات فهرسة التراث المخطوط، ولاسيما في تركيا، ولكنه قَصَرَ كتابه على المخطوطات التي أُلِّفَتْ قبل سنة 430 هـ/ 1039م.
طباعة تاريخ التراث الإسلامي لسزكين
وصدر المجلد الأول من تاريخ التراث الإسلامي لسزكين عن مطبعة بريل في لايدن سنة 1967م، وتوالى صدور مجلدات الكتاب 2،3، 4، 5، 6، 7، 8، عن مطبعة بريل حتى صدر المجلد التاسع سنة 1984م، ثم صدر مجلد الفهارس عن جامعة فرانكفورت الألمانية سنة 1995م، ثم صدر عن جامعة فرانكفورت المجلد العاشر والمجلد الحادي عشر سنة 2000م، وتضمن المجلدان تاريخ التراث الإسلامي في الرياضيات والفلك والجغرافيا، وصدر المجلد الثاني عشر بحجمه الموسوعي، وورقه المصقول الذي يتضمن مجموعة نادرة من الخرائط الملونة تثبت أن المسلمين هم أساتذة العالم في الجغرافيا ورسم الخرائط.
ترجمة تاريخ التراث الإسلامي إلى اللغة العربية
بدأ ترجمة تاريخ التراث الإسلامي لسزكين الدكتور محمود فهمي حجازي، وصدر من ترجمته مجلدان في القاهرة سنة 1974 - 1975م، ثم نام المشروع حتى سنة 1403 هـ/ 1983م، فصدرت طبعة لترجمة الدكتور محمود فهمي حجازي عن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في المملكة العربية السعودية، واقتصرت تلك الترجمة على محتويات المجلدين الأولين من كتاب سزكين، فقد صدرت محتويات المجلد الأول في الأجزاء 1/1 و 1/2 و 1/3 و 1/4 ، وشملت علوم القرآن الكريم، والتدوين التاريخي، والفقه، والعقائد والتصوف. وصدرت محتويات المجلد الثاني في الأجزاء 2/1 و 2/2 ,2/3 و 2/4 و 2/5 ،وشملت الشعر مع مقدمات ودراسات، والشعر في العصر الجاهلي، والشعر في صدر الإسلام، والشعر في العصر العباسي في الشام والعراق والحجاز ومصر والشام والأندلس. ونشر مع هذه الترجمة جزءاً ثالثا حول مجموعات المخطوطات العربية في مكتبات العالم.
الترجمة العربية المبتسرة
يقع المجلدان الأول والثاني من تاريخ سزكين في 1804 صفحات، وقد تمت ترجمتهما إلى اللغة العربية، وبما أن مجموع صفحات الكتاب باللغة الألمانية هو 7334 صفحة، وقد ترجم منها 1804 صفحات، فهذا يعني أنه بقيت 5530 صفحة من الكتاب لم تتمّ ترجمتها إلى اللغة العربية، وهذه نتائج مخيبة للآمال، ومن المحزن أن ما يتوفر من معلومات عن التراث الإسلامي للباحثين الألمان بلغتهم لا يتوفر للباحثين العرب باللغة العربية رغم أنها اللغة الأم للمخطوطات العربية والإسلامية التي تشكل المادة الأساسية لمؤلفات التراث باللغات الأجنبية.
للوصول إلى جريدة الحياة اضغط
هنا مشكلات فهرسة التراث العربي المخطوط والمطبوع
وهاهنا : موضوعات متفرقة في صفحة "تراث"