مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بتونس ترعى

 المؤتمر السابع لمدونة الآثار العثمانية في العالم



مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات بتونس ترعى المؤتمر السابع لمدونة الآثار العثمانية في العالم

د . محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري في جامعة لندن
كلية الدراسات الشرقية والإفريقية
SOAS

وقُدّمت أعمال المؤتمر في تسع جلسات تضمنت سبعة عشر محاضرة بالعربية والفرنسية والإنكليزية, وعرضت خلال عرض البحوث مئات من الصور والأشكال، وتناولت العديد من الإشكاليات الحضارية والتاريخية، وتمّ عقد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر صباح يوم الخميس 24/2/ 2005م، وحضرها الدكتور عبد الملك منصور, رئيس مؤسسة المنصور لحوار الحضارات والثقافات، وسفير اليمن بتونس، والوزير السابق مصطفى الفيلالي، وعدد من الشخصيات التونسية، وبمشاركة عدد بارز من الأثريين والمؤرخين الأتراك والعرب المختصين في الفن العثماني بحضور الجيل الجديد من الأثريين والأثريات التونسيات من المتخصصين وطلبة الدراسات العليا.

وتضمنت الجلسةُ الافتتاحية كلمة المدير العام للمؤسسة د. عبد الجليل التميمي، وكانت الكلمة الثانية لسفير تركيا في تونس صلاح كورتورك، ومما جاء فيها: "إن المباني الأثرية العثمانية, هي في الواقع نتاج تعاون وتكامل بين مختلف الشعوب والأمم, وهي التي عاشت في نفس الفضاء الجيوسياسي، ولا بد من التذكير أنه مهما كانت مصيرية كل مبنى, فالجميع ينتمي إلى دولة واحدة واسعة هي السلطنة العثمانية على امتداد قرون عدة, وهو ما يجسِّد نسبة الانسجام والسلم الحضاري بين مختلف مكونات السلطنة ذات التعدد اللغوي والعرقي والوطني.
ومن هذا المنطلق, فإن الآثار العثمانية وجب أن لا تكون وقفا لشعب دون آخر, وأن المحافظة عليها وترميمها هو مسؤولية جماعية وليست مسؤولية دولة واحدة بعينها, مهما كان ثقل تلك الدولة ووزنها أو دورها في عملية الإنشاء, ذلك أن الأمر يتعلق بتراث للإنسانية جمعاء وحيث وجب الحفاظ عليه.
إن المباني التاريخية باستطاعتها أن تشجع على السياحة وإقامة العلاقات الثقافية بين الشعوب, وهذا يشكل في حد ذاته علامة بارزة على التسامح والتعايش واحترام الرأي المخالف".

ثم جاءت كلمة الأستاذ د. بهاء تنمان باسم المشاركين في المؤتمر، ثم تحدث ممثل الأمم المتحدة بتونس فرانسيس دي بوا, وكان موضوع حديثه حول المؤسسات البحثية الخاصة في العالم، ومما قاله: "خلال اليومين القادمين, سوف تقدم البحوث وستتلوها مناقشات في هاته القاعة, وأن الأعمال والتحاليل سوف تسمح بتعميق معرفتنا لجانب مهم جدا من هذا التراث الإنساني، فالعرب والأتراك لهم أكثر من أربعة قرون من التاريخ المشترك، وأنه من المفيد التعمق في دراسته، واستنباط الدروس لتوظيف الإمكانيات الجديدة والتي وفرتها لنا الثورة التكنولوجية الجارية بهدف تعميق البحث العلمي في هذا المجال، ونأمل أن يساهم هذا المؤتمر في دعم الشراكة العلمية، وتعزيز التبادل، وتقديم أعمال البحوث الجديدة حول مدونة الآثار العثمانية في العالم.

إن الآثار هي ولا شك مجال حيوي للتعبير عن الهوية من خلال إبراز الاعتزاز بهذا التاريخ, من خلال بروز أي شعب، أو فضاء ترابي أو مكاني، فالآثار قد عززت هذه الثقافة, وهذا أمر جوهري جدا, ذلك أن أي بلد بدون ثقافة, بمثابة إنسان دون مشروع, بدون إدارة فاعلة، وبدون مميزات, وأن أي بلد باستطاعته أن يتأطّر، ويتعمق بفضل مؤرخيه ومثقفيه ومبدعيه وباحثيه, ويرجع الفضل لهم وحدهم, بقدرتهم على إخراجنا من مكائد الحياة المادية ليدفعوا بنا إلى ممارسة المزيد من الحرية".

وبعد استراحة قصيرة بدأت الجلسات العلمية، فعقدت ثلاث جلسات يوم الخميس 24 شباط/ فبراير 2005 م، وفي يوم الجمعة عقدت الجلسة العلمية الرابعة والخامسة والسادسة التي خصصت لحوار مفتوح حول آفاق الشراكة البحثية حول مدونة الآثار العثمانية في العالم، وفي يوم السبت عقدت الجلسة العلمية السابعة، ثم الجلسة العلمية الثامنة والختامية التي خصصت لقراءة البيان الختامي والتوصيات.

وشارك في المؤتمر عدد من الباحثين الأكاديميين، وقد تحدث د. مصطفى سروت أكبلات من قسم التاريخ جامعة حجي تبه التركية, عن توزيع الماء في القلاع ومدينة غازي عين تاب التركية أثناء العهد العثماني، وقدم نموذجا خاصا لمياه المباني، وتحدث د. وسيط إمام أغلو من جامعة الآثار, بتركيا في موضوع توزيع المياه وحنفيات الشارع بمدينة قيسارية التركية في العهد العثماني.
وأما بحث د. جيهان تركنتوز, من جامعة المعمار سنان في إسطنبول، فقد تضمن بعض الملاحظات حول مركب القصر والتربة والمدرسة، وتحدث عن أسبلة المياه في العمارة العثمانية د. محمد بهاء تنمــان من قسم تاريخ الفن بكلية الآداب في جامعة إسطنبول.

وجاء موضوع د. علجية برقوتي, من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس حول قصر باردو في باجة ، وتناول الوقف والمعمار، وتحدث د. صادق بن محمد, من كلية الآداب بالقيروان، حول حضيرة بناء في قصر حمام الأنف في عهد محمد الصادق باي.

أما د. فتحي الجراي من المعهد العالي لمهن التراث بتونس، فقد تناول موضوع التصرف في الماء والإشراف على الأسبلة خلال العهد الحسيني من خلال النقائش التقليدية ووثائق الأحباس الوقفية،  وتناول د. أحمد سعداوي, من كلية الآداب بمنوبة، موضوع إعادة استعمال الهندسة المعمارية في العهد العثماني، وقدم د. عبد الحكيم سلامة القفصي من المعهد القومي للتراث بتونس، بعض الأمثلة حول المعالم المائية بالقلاع، وقدمت لمياء شقرون من المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير في تونس، موضوع التحليل المورفولوجي لبعض المنارات العثمانية.

وتحدث علي رويقي من كلية الآداب بمنوبة في موضوع عنوانه: الجامع الكبير بسليمان، وجاء موضوع د. رجا العودي، من المعهد الوطني للتراث في تونس حول توزيع الماء في مدينة تونس أثناء العهد العثماني، وتحدثت بثينة فرج, من كلية الآداب بمنوبة عن الجامع الكبير في طبربة، وتحدث  د. عبد الحميد فنينة من كلية الآداب بمنوبة عن كنز من النقود المرادية والحسينية عثر عليه بالقيروان، أما د. الأزهر بدر الدين الكسراوي من المعهد الوطني للتراث, متحف دار الجلولي في صفاقس، فقد تحدث عن المنشآت المائية بمدن الجنوب التونسي: صفاقس نموذجا، وجاء موضوع تفاحة مفتاح من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في تونس حول أسواق بنزرت في العهد العثماني، وتحدثت هناء واز من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في تونس حول المنشآت المائية في الفضاء العمراني لسوق الترك.

وهكذا قدم الباحثون بحوثا تناولت المنشآت المائية وتوزيع الماء في الفضاءات المائية بالمدن والقلاع وكذلك عن طريق القنوات الأرضية بتونس واسطنبول. كما تم التوقف حول السلسبيل باسطنبول من خلال عديد الفضاءات الدينية والأضرحة باسطنبول وتونس وحيث كانت الشواهد والكتابات الحسينية تؤكد تواردها وشكلت مصدرا ثمينا جدا لتلك المنشآت المائية العديدة. ومن جهة أخرى, تم البحث حول كنز من العملات الناصرية الذي اكتشف بالقيروان.

وتمت دراسة مؤسسة الحسبة لإدارة ناجعة وفاعلة للأسواق في العهد العثماني، والتعرض ولأول مرة لكيفية إعادة استعمال مواد البناء ذات الأصول المتوسطية المختلفة، وعلى الأخص منها المواد الرخامية الملونة، والتي تجاور أصنافها العشرين. عندما تمت إعادة استعمالها بفضل الخبرة الفنية المتوفرة في العديد من المنشآت الدينية والبيوتات والأضرحة والقصور والترب، وقد صاحب كل هذه المحاضرات مناقشات عالية القيمة وفي غاية الأهمية, وهي المناقشات التي أمدتنا بقاعدة بيانات جديدة وواعدة, تدعو الأثريين والمؤرخين للتفاعل معها وأخذها بالاعتبار في مشاريع بحثية أثرية مشتركة.

الجلسة الختامية

خصصت الجلسة الأخيرة للتوصيات وعرض البيان الختامي، ومما ورد فيه:
بدعوة من مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات في المقر الجديد للمؤسسة الكائن بالمركز العمراني الشمالي, عمارة الامتياز, تونس 1003, تم عقد المؤتمر السابع لمدونة الآثار العثمانية في العالم حول المحاور التالية :
1- المنشآت المائية في المدن والقلاع في العهد العثماني ؛
2 - ضرب العملة والأسواق ؛
3- مؤسسة الحسبة ودورها في تنظيم المجال الحضري.. ..
كما قام المشاركون بتبني المحاور التالية للمؤتمر القادم الذي سيعقد في فصل الخريف سنة 2006 م، حول مدونة الآثار العثمانية في العالم حول:
الهوية في الآثار العثمانية: التكوين والعناصر المؤسسة لها.
فريق المهندسين المعماريين العثمانيين ثم المهندسين المعماريين العرب وعلاقتهم بمركز الدولة العثمانية.
القصور والحدائق الملوكية والهندسة العائلية للبيوت: الأساليب المحلية والتأثيرات المتبادلة.
التحريات الجديدة حول علم المسكوكات والنقوش.

ملاحظة : نشر هذا الموضوع في جريدة الحياة الصفحة 14 يوم السبت 26 آذار سنة 2005 م اضغط هنا


السلطان عثمان الأول


لا إله إلا الله محمد رسول الله



جامع الفاتح في اسطنبول




السلطان محمد الفاتح فتح اسطنبول سنة 1453م/ 857 هـ

رعت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، المؤتمر السابع لمدونة الآثار العثمانية في العالم، وعُقِد المؤتمر في المقر الجديد للمؤسسة في عمارة الامتياز, بتونس، واستمر ثلاثة أيام هي الخميس 24، والجمعة 25، والسبت 26، شباط/ فبراير لسنة 2005 م، وبحث الباحثون في المؤتمر ثلاثة محاور هي: المنشآت المائية في المدن والقلاع في العهد العثماني، وضرب العملة والأسواق، ومؤسسة الحسبة ودورها في تنظيم المجال الحضري.

thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
17271493
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة