للقراءة والتحميل: تراث العبقري عمر الخيام الرياضي بين التحقيق والتدقيق والتلفيق، وغنائم د. رشدي راشد من جهود المؤلفين في تراث عمر الخيام

عمر بن إبراهيم الخيام
 ولِدَ عمر بن إبراهيم الخيام سنة 440 هـ/ 1048م، ونشأ برعاية أمراء السلاجقة الأتراك الشافعية الذين كانوا يحكمون إيران أثناء حياته، وتنقل ما بين سمرقند وأصفهان ومرو، وأبدع في الشعر والفلك والرياضيات والجبر والهندسة، وكانت وفاته سنة 517 هـ/ 1123م، في عهد السلطان محمود بن محمد ملكشاه بن آلب أرسلان السلجوقي، ومن ألقاب الخيام: غياث الدين، وأبو الفتح

******

تراث العبقري عمر الخيام الرياضي بين التحقيق والتدقيق والتلفيق، ولصوص التراث

د . محمود السيد الدغيم
باحث أكاديمي سوري مقيم في لندن

لا تقوم الحضارات الإنسانية الخلاقة إلا إذا توفرت لها ثلاثة عناصر أساسية هي المكان والزمان، والإنسان الْمُنتِج الواعي الذي تحدِّد درجة وعيه دورَه في إغناء الحضارات وإعمارها، أو إفقارها وتدميرها، وقد نضج الوعي العربي، واستنار بنور الإسلام، فأنتج حضارة إسلامية نقلت العالَمَ من الظُّلمات إلى النور، وخلَّفت لنا من عصور الازدهار تراثاً إسلامياًّ إنسانياًّ عريقاً.

وقد بدأت جهود إحياء التراث العربي والإسلامي قديماً على أيدي الرواة والمدرسين والنساخ، والوراقين الذين دأبوا على اتخاذ نسخ الكُتُب مهنةً لكسب العيش؛ والترويج الثقافي، وصار استمرار إحياء التراث بوتيرة أسرع مع اختراع المطابع، وما تلاها من الثورة الإليكترونية، وإلى جانب النسخ والطباعة تطور تحقيق كُتب التراث بما أضافه المحققون من التعليقات على الهوامش وكتابة الحواشي على المتون إلى التصحيح الطباعي، ثم التحقيق العلمي الأكاديمي اعتماداً على ما يمكن جمعه من مخطوطات النصِّ الْمُراد تحقيقه، وتثبيت الفوارق التي تتضمنها نُسَخُ تلك المخطوطات مع تصحيح التصحيف والتحريف على قدْر الطاقة، وحصلتْ خروقاتٌ كثيرة للتحقيق الأكاديمي جرّاء عمليات السَّطوِ والانتحال التي قام بها لصوص التراث من محققين وناشرين ومدلسين ومدسوسين.

وشارك المستشرقون الرواد في تحقيق التراث العربي والإسلامي، وتراوحت جهودهم بين الغثِّ والسمين، ولهم أعذارُهم بسبب العُجمى ومخالفة الدين، وتُحسبُ لهم فضيلةُ الريادة لأنهم كانوا سَبَّاقين في مضامير التحقيق، ورغم الجهود التي بُذلت فمازالت آلاف النصوص التي حقّقوها وترجموها بعيدةً عن عناية المحققين والمترجمين والناشرين العرب والمسلمين الذي مازالوا مُتخلِّفين عن أقرانهم الغربيين والشرقيين والشماليين والجنوبيين.

ولدي استعراض واقع حال إحياء التراث يتَّضِحُ للباحث أنَّ الفوضى هي سيّدة الموقف في ظلِّ القطيعة والتجزئة التي تسودُ الساحتين العربية والإسلامية، وتفرضُ على الكُتُب العربية والإسلامية حِصاراً إقليمياً لا يُتِيْحُ لباحثي الدول الأُخرى الاطلاعَ عليها كما هو الحال في البلد الذي وافق على نشر الكتاب، وهكذا نجد أن عدم حريّة تداول المطبوعات يُفوّت على الباحثين إمكانية الاطلاع الواسع، فيقعون بأخطاء فاحشة أثناء تصدّيهم لتحقيق ونشر كُتُب التراث، ويتكرّر نشر نفس الكتاب وتحقيقه أكثر من مرّة سهواً أو عمداً أو جهلاً.

وأخطاء المحقّقين على نوعين: أحدهما غير مقصود بسبب عدم الاطلاع، وثانيهما مقصود عن سابق إصرار بسبب دوافع مادية للكسب غير المشروع بانتحال جهود الآخرين، أو دوافع معنوية لكسب درجة علمية، أو وظيفة أكاديمية، أو الظهور بمظهر العلماء الباحثين بالمجازفة، وارتكاب الأخطاء المقصودة يحتاج إلى ضمير ميت، وذمّة واسعة، وجرأة على سَلْبِ حُقوق الآخرين بطُرُق غير مشروعة.

 ونتيجة للأخطاء المقصودة، وغير المقصودة انتشرت الفوضى في قطاعات نشرِ وإحياء التراث العربي والإسلامي، حيث نجد أن بعض دعاة التحقيق يشنون غاراتِهم على النصوص المنشورة سابقاً، ويُحوِّرُونها ويدّعون أحياناً أنّها كانت مملوءة بالأخطاء زيفاً وبُهتاناً لتبرير فعلتهم الشنيعة، والأمثلة كثيرة يُمكِنُ رصدها بالمقارنة بين ما أُعيد نشره مما نشرته مطبعة بولاق المصرية، ومكتبة الجوائب التي أنشأها أحمد فارس الشدياق في إسلامبول، وحتى الكتب التي نشرها المستشرقون في بلادهم قد تكون أصحّ مما نشره الدُّخلاء على المهنة من لصوص التراث التي يسطون على جهود الآخرين، وبعضهم يسطو على ما نشره هو نفسه في وقت سابق دون إشارة خشيةَ أن تلاحقه دار النشر القديمة بحقوقها، وإمعانا بالتضليل تتغير عناوين الكتب رغم تطابق المحتوى.

ويصعبُ تسليط الأضواء على جميع الأخطاء الأكاديمية التي حلّت بالتراث العربي والإسلامي في مقالةٍ صحفية، ولذلك سأتناول في هذه العُجالة بعضَ تراث عمر الخيام كمثال عن جزء من أجزاء إحياء التراث لعلها تُحفّز الباحثين على متابعة مواضيع التراث في سبيل توجيه عملية إحيائهِ وِجهة صحيحة على أمل الوصول إلى نتائج أفضل بُغية تجاوز الاجترار والتكرار والتصحيف والتحريف والتجديف، وما يطفو على الساحة التراثية من زبد سيذهب جُفاء دون أن ينفع الناس بل يضرهم ويؤذيهم.

عمر بن إبراهيم الخيام
 ولِدَ عمر بن إبراهيم الخيام سنة 440 هـ/ 1048م، ونشأ برعاية أمراء السلاجقة الأتراك الذين كانوا يحكمون إيران أثناء حياته، وتنقل ما بين سمرقند وأصفهان ومرو، وأبدع في الشعر والفلك والرياضيات والجبر والهندسة، وكانت وفاته سنة 517 هـ/ 1123م، في عهد السلطان محمود بن محمد ملكشاه بن آلب أرسلان السلجوقي، ومن ألقاب الخيام: غياث الدين، وأبو الفتح.

رسالة في براهين الجبر والمقابلة
أول مَن اعتنى بتراث عمر الخيام العلمي المستشرق ف. وبكه "woepcke" الذي حقق وترجم تراثه في الجبر والمقابلة، المسمى رسالة في براهين الجبر والمقابلة، وقد نشرته في باريس مطبعة الأخوين فيرمان ديدوه سنة 1267 هـ/ 1851م، ويقع في 204 صفحات، منها 52 صفحة محققة باللغة العربية، وخمس صفحات للنماذج المصورة من المخطوط مع 19 صفحة مقدمة فرنسية، والترجمة الفرنسية 128 صفحة.

وفي سنة 1317 هـ/ 1899م صدرت طبعة في طهران عن "جابخانة وكتاب بفروشي مركزي" وصحح الطبعة غلام حسين مصاحب، وتقع في 77 صفحة، وهي ترجمة فارسية لتحقيق المستشرق: ف. وبكه، ومعها مصورة لمخطوطة "رسالة في قسمة ربع الدائرة" المحفوظة في المجموع: 1751 بمكتبة جامعة طهران.

رسالة في شرح ما أشكل من مصادرات إقليدس
نَشَرَ تقيّ إيراني بواسطة مطبعة سيروس في طهران رسالة لعمر الخيام في شرح ما أشكل من مصادرات إقليدس سنة 1936م، واعتمد مخطوطة جامعة ليدن. ثم حقق هذه الرسالة عبد الحميد صبرة وأصدرتها منشأة المعارف في الإسكندرية سنة 1961م، واعتمد مخطوطة المكتبة الوطنية في باريس، وفيها سبع صفحات للنماذج المصورة من المخطوط، ويقع النص المحقق في تسعين صفحة بالإضافة إلى المقدمة وجدول الخطأ والصواب، وفهرس الأعلام، ونشر الرسالة مع ترجمة فارسية جلال الدين حمويّ في كتاب "خيامي نامه" ودوّن عليها شروحاً مستفيضة.

رسالة في الوجود بحسب رأي أرسطو طاليس
ولعمر الخيام رسالة في الوجود بحسب رأي أرسطو طاليس وغيره، وقد اعتنى بتصحيحها محيي الدين الكردي، ونشرتها المطبعة العلمية "كردستان" في القاهرة سنة 1335 هـ/ 1919م، ضمن مجموع جامع البدائع.
 
وقام البروفيسور فؤاد سزكين بجمع وإعادة طبع  تراث عمر الخيام، والدراسات التي تخصه من عربية وأعجمية في مجلدين، وصدرا سنة 1418 هـ/ 1998م ضمن سلسلة الرياضيات الإسلامية والفلك الإسلامي التي ينشرها معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في إطار جامعة فرانكفورت في جمهورية ألمانيا الاتحادية، ويحمل القسم الأول الرقم 45 ، ويحمل القسم الثاني الرقم 46 في سلسلة الرياضيات، ويقع القسم الأول في 414 صفحة، ويتضمن المواد التالية:

فُوْبْكَه، فرانتْس: مقالة في الجبر والمقابلة لعمر الخيام مع ترجمة فرنسية ومختارات من مخطوطات غير منشورة (بالفرنسية) ص: 1.

لمؤلف مجهول: تقرير حول: مقالة في الجبر والمقابلة لعمر الخيام ( النص العربي المطبوع من ص: 154 حتى الصفحة 206)، مع ترجمة فرنسية ومختارات من مخطوطات غير منشورة لفرانتس فُوبْكَه (بالفرنسية) ص: 208.
فُوبْكَه، فرانتس: ملاحظات حول مخطوطة عربية لكتاب الجبر لأبي الفتح عمر بين إبراهيم الخيام، والذي يحتوي على حلول هندسية لمعادلات من الدرجة الثالثة (بالفرنسية) ص: 218، وقد نشر سابقا سنة 1851 م.

لمؤلف مجهول: نظرية فَرما (متعلقة بالمعادلات من الدرجة الثالثة) ومخطوطة غربية لعمر الخيام (بالفرنسية) ص: 231.

تايلُر، و. ب.: تقويم من عمل فلكي إيراني (عمر الخيام) سنة 1079م (بالإنكليزية) ص: 238.

ياكوب، جيورج وآيلهارد فيدمان: حول عمر الخيام (بالألمانية) ص: 240.
قصير، داود. س.: الجبر عند عمر الخيام (بالإنكليزية) ص: 261، وقد نشر سابقا سنة 1931م.

أما مجلد القسم الثاني (الرقم 46) من تراث عمر الخيام في سلسلة الرياضيات، فيقع في 350 صفحة، ويتضمن المواد التالية:

عمر الخيام: نوروز نامه. مقالة (بالفارسية) حول أصل احتفال رأس السنة الفارسي وتاريخه ومراسمه. منشورة بالاستناد إلى مخطوطتها الوحيدة الموجودة في برلين، مع مقدمة وملاحظات وقائمة بالمصطلحات من إعداد مجتبى مينُوي. نشرت سابقا في طهران سنة 1352 هجري. ص: 1.

جابرييلي، فرانتشسِكو: "نوروز نامه" وعمر الخيام (بالإيطالية) ص: 181.

ماسيه، هنري: "نوروز نامه" وعمر الخيام. مع ملحق من عمل يوهان مَلخِيور فَدَجون (بالفرنسية) ص: 186.

ميلي، ألدو: معادلات من الدرجة الثالثة، وحلّ عمر الخيام لحالة معينة منها (بالفرنسية) ص: 214.

براني، سيد حسن: التقويم الجلالي (تاريخ جلالي أو ملكي) (بالإنكليزية) ص: 222.

مِترا، ب. ن.: عمر الخيام، عالم الرياضيات (بالإنكليزية) ص: 233.

ونتر، هنري جيمس جاك، و: و. عرفات: الجبر عند عمر الخيام (بالإنكليزية) ص: 241، وقد نشرت سابقاً في مجلة الجمعية الملكية الآسيوية العلمية سنة 1950م.

أمير مُعز، علي.ر: مناقشة عمر بن الخيام لصعوبات عند أقليدس (ترجمة إنكليزية) ص: 293، وقد نشرت سابقاً سنة 1958م.

أمير مُعز، علي.ر: مقالة لعمر بن الخيام (في الهندسة) (ترجمة إنكليزية) وقد نشرت سابقاً سنة 1962م.
كما أن معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في إطار جامعة فرانكفورت قد أصدر بحوث ودراسات فرانتْس فُوْبْكَه في مجلدين يقع الأول في 774 صفحة والثاني في 770 صفحة، وتضمن الأول ملاحظات حول مخطوطة عربية لكتاب الجبر لعمر الخيام (ص: 1)، وكتاب عمر الخيام في الجبر، نشر وترجمة إلى الفرنسية مع بعض النصوص المستخرجة من مخطوطات غير مطبوعة، ص:49 ـ 257.

رسائل الخيام الجبرية
ونشر معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب السورية كتاب رسائل الخيام الجبرية 1981م، وهذه الطبعة تحقيق وترجمة وتقديم رشدي راشد، وأحمد جبار، وتقع هذه الطبعة في 236 صفحة، وتتوزع على قسمين العربي من اليمين وفيه 112 صفحة للنصّ المحقق، ومقدمة في 32 صفحة، واللاتيني من اليسار وفيه 192 صفحة.
 وكانت قد نشرت رسائل الخيام دار النشر للآداب الشرقية بموسكو في إطار السلسة الصغرى للنصوص (رقم:3)  من الآداب الشرقية التي أشرف عليها معهد الشعوب الآسيوية في أكاديمية العلوم للاتحاد السوفييتي السابق، وقد ترجم تلك الرسائل بوريس روزنفيلد، واشترك معه في كتابة المقدمة وتعليقات التحقيق أدولف يوسكوفيتش، وتضمن الكتاب ترجمة روسية لتحقيق المستشرق: ف. وبكه.

وصدرت تلك الطبعة سنة 1962م في مجلدين يتضمن الأول صور النصوص العشرة المطبوعة والمخطوطة طبق الأصل باللغة العربية واللغة الفارسية، ويقع في 180 صفحة، وتضمن المجلد الثاني ترجمة وشروحات وأشكال هندسية وزيج فلكي باللغة الروسية، ويقع هذا القسم في 350 صفحة. والرسائل العشر التي تضمنها هذا الكتاب هي:
رسالة للحكيم الفاضل غياث الدين عمر الخيامي النيسابوري في البراهين على مسائل الجبر والمقابلة، وتليها رسالة في شرح ما أشكل من مصادرات إقليدس مصورة عن مخطوطة نسخت  سنة 615 هـ/ 1218م، من خط المؤلف المكتوب سنة 470 هـ/ 1077م، وكتاب ميزان الحكم، ورسالة الكون والتكليف، ورسالة الجواب عن ثلاث مسائل ضرورة التضاد في العلام والجبر والبقاء، ورسالة الضياء العقلي في موضوع العلم الكلي، ورسالة في الوجود، ورسالة في كلية الوجود باللغة الفارسية، ورسالة في الوجود باللغة العربية طبعتها سابقا مطبعة السعادة بمصر، وأخرجها سليمان الندوي، ورسالة في كلية الوجود باللغة الفارسية، ونوروز نامه، وكتاب الزيج الملكشاهي.
وصدر باللغة الروسية سنة 1983م كتاب عنوانه: نظرية الخطوط المتوازية في المصادر العربية ما بين القرنين الثالث والثامن للهجرة/ التاسع والرابع عشر للميلاد، للدكتورين بوريس روزنفيلد وأدولف يوسكوفيتش، وقد ترجم الكتاب سامي شلهوب وكمال نجيب عبد الرحمن، وصدرت الترجمة سنة 1409 هـ/ 1989م عن معهد التراث العلمي العربي بجامعة حلب ومعهد المخطوطات العربية، وتضمن الكتاب نظرية عمر الخيام في المتوازيات من الصفحة 111 حتى الصفحة 121، والنظرية مزودة بالرسوم الهندسية، وتضمن القسم الثاني من كتاب رياضيات الخيام لرشدي راشد نظرية المتوازيات لعمر الخيام دون الإشارة إلى هذه الترجمة العربية.
 
يبدو أن الاهتمام بتراث عمر الخيام قد نحى منحىً مجانباً للبحث الأكاديمي والأمانة العلمية أحياناً، وهذا واضح في كتاب "رياضيات الخيام" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت للعام 2005م، وقد حمل الرقم 7 في سلسلة تاريخ العلوم عند العرب، ويقع الكتاب في 390 صفحة، ويحمل على الغلاف اسمي المؤلفين الدكتور رشدي راشد، والدكتور بيجان وهاب زادة، وتحت الإسمين عبارة ترجمة: الدكتور نقولا فارس. والكتاب مترجم من الفرنسية إلى العربية، وعنوانه الفرنسي:
"AL-Khayyam mathematicien (paris, Albert Blanchard, 1999) Par R. Rashed et B. Vahabzadeh"

تفاءلنا خيراً بصدور هذا الكتاب وتوقعنا إضافة ما هو جديد إلى تراث عمر الخيام دون اجترار لما سبق نشره وتحقيقه وترجمته، ولكن قراءة الكتاب كانت مخيبة للآمال حيث تبين أن الكتاب الجديد هو استنساخ ما سبق نشر، فلدى مقارنة الكتاب الجديد مع كتاب رسائل الخيام الجبرية الذي نشر معهد التراث العلمي العربي في جامعة حلب السورية تبين لنا التالي:

1 : تمت ترجمة البحث المنشور في رسائل الخيام الواقع في 192 صفحة في طبعة حلب، فأخذ في كتاب رياضيات الخيام من الصفحة 33 حتى الصفحة 159، وهكذا تَمَّ نقل المادة المنشورة على يسار كتاب رسائل الخيام إلى يمين كتاب رياضيات عمر الخيام، ولكن عيب هذه الترجمة أنها لم تعرِّب الرموز التي كُتبت بالحروف العربية في المخطوطات التي كتبت فيها الرموز بالعربية، ولكن المستشرقين استبدلوا الحروف العربية بالحروف اللاتينية، وكذلك فعلوا بالأرقام، وهذا يناسب لغاتهم، وحتى رمز الأشكال الهندسية التي كتبها الخيام بالعربية بدّلها المستشرقون، وتابعتهم الترجمة العربية، ولم تُعد للأصل عروبته.

2 : يحمل غلاف كتاب رسائل الخيام الجبرية عبارة: تحقيق وترجمة وتقديم رشدي راشد، وأحمد جبار، ولكن غلاف كتاب "رياضيات الخيام" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت للعام 2005م، يحمل اسمي المؤلفين الدكتور رشدي راشد، والدكتور بيجان وهاب زادة، والمترجم: الدكتور نقولا فارس، ولا نجد اسم أحمد جبار في الكتاب الجديد رغم أنه شارك في تأليف 236 صفحة من مضمون هذا الكتاب، وقد وردت في الكتاب الجديد كما هي في الكتاب القديم إما نصاًّ حرفياًّ وإما ترجمة جزئية، ولم نجد للمغدور به من ذكر سوى إشارة خجولة في مقدمة المترجم في الهامش الأول في الصفحة 10، وتوجد إشارة في مقدمة رشدي راشد حيث يقول في الصفحة 28: "عمدنا إلى نشر التحقيق النقدي لرسالة الخيام الجبرية: مقالة في الجبر والمقابلة، متبوعة برسالته في قسمة ربع الدائرة، وأرفقنا كل ذلك بترجمة إلى الفرنسية وبتعليق تاريخي وشرح رياضي، وقد كُتب هذا الشرح الرياضي بالتعاون مع أ. جبّار."
ويلاحظ أن رشدي راشد استعاض عن اسم أحمد بالحرف أ. وكأنه استكثر اسم الرجل الذي تم إسقاط اسمه من ثبت أسماء المؤلفين على الغلاف.

3 : تضمن القسم الثاني (ص: 249 ـ 337) من كتاب رياضيات الخيام نظرية المتوازيات ونظرية التناسب، وقد وردت في كتاب "نظرية الخطوط المتوازية في المصادر العربية" المشار إليه سابقاً، وقد شكر المترجمان في الصفحة العاشرة من المقدمة "رشدي راشد لتشجيعه لهما على القيام بهذا العمل" أي: ترجمة الأصل الروسي إلى العربية، وصدرت الترجمة سنة 1409 هـ/ 1989م، قبل صدرور كتابه بالفرنسية بعشر سنوات، ولكن المشجع لم يذكر عملهما الذي ضمَّنه في القسم الثاني من كتابه، فاقتضى التنويه لعل البروفسير رشدي راشد يتدارك ما فاته من ذكر جهود الآخرين في النشرات القادمة حفظاً للحقوق، ومُراعاةً للأصول الأكاديمية والأخلاقية.

ملاحظة : نشر هذا المقال في جريدة الوسط في مملكة البحرين
وذلك في 16 ـ 8 ـ 2005م، و18 ـ 8 ـ2005م على الراوابط التالية

الحلقة الأولى

اضغط هنا

http://www.alwasatnews.com:8811/topic.asp?tID=60087&mydate=08-16-2005

* http://www.dr-mahmoud.com/images/stories/pdfs/wasat16-8-2005-p23.pdf

 *

الحلقة الثانية

http://www.alwasatnews.com:8811/topic.asp?tID=60373&mydate=08-18-2005

*

http://www.dr-mahmoud.com/images/stories/pdfs/wasat-18-8-2005-p22.pdf

*

**

سيماهم في وجوههم

**

**