حوار: د. محمود السيد الدغيم مع جريدة الوطن القطرية 3-3
 - Newspaper Al Watan -
أجرت الحوار: إلهام الكواري
الأحد 4 ربيع الاول 1435 هـ/ 5-1-2014م، رقم العدد: 9966.
 «قطر وتركيا حريصتان على الثورة السورية» (3 - 3)
حوار: د. محمود السيد الدغيم مع جريدة الوطن القطرية
 وتركيا حريصتان على الثورة السورية» (3 - 3)

في الجزء الثالث والأخير من الحوار مع الدكتور محمود السيد الدغيم أمين عام التجمع الوطني السوري الحر المعارض وعضو المكتب التنفيذي لمؤتمر الإنقاذ السوري المعارض، وعضو المكتب التنفيذي لمجلس أمناء الثورة السورية يؤكد أن قطر وتركيا حريصتان على الثورة السورية وأن دولا غربية تتهم الثوار المسلمين السنة بأنهم تكفيريون، كما تحدث أيضا عن المساعدات الأميركية للثورة السورية ومآلاتها.

وفيما يلي التفاصيل 

مَنْ هي القوى المقاتلة داخل سوريا؛ والمستهدَفة مِنَ النظام والدول الأجنبية حَسْبَ رأيك؟

- إنَّ الأوراقَ مكشوفةٌ، وليست سِرية، فالولايات المتحدة، والأمم المتحدة، تستطيعُ اتهامَ أيَّ مُسلمٍ سُنِّيٍّ بِتُهمةِ الإرهاب، وتهمة التطرّف، وتهمة التكفير، وبذلك تَستبيحُ دَمَهُ، والأمثلةُ كثيرةٌ.

والقوى الثورية الإسلامية المرشَّحة للتصفية في سوريا كثيرةٌ لكن المخطّطَ يبدأُ بالهجوم على: جبهة النصرة، ثم أحرار الشام، والطليعة الإسلامية، ولواء الإسلام، وحركة الفجر الإسلامية، ولواء الحق، ولواء صقور الشام، ولواء الحبيب المصطفى، ولواء أحفاد عائشة، ولواء الأمة، وغير ذلك من الألوية غير المرتبطة بأجهزة المخابرات العربية أو العالمية، وغير الخاضعة لأوامر «الأركان أو الائتلاف أو المجلس الوطني»، لأن هؤلاء الثوار يعرفون ارتباطَ تشكيلات المعارضة الخارجية بالنظام أو بالدول الأجنبية، وذلك الارتباط يتنافى مع مبادئ وأهداف الثورة السورية المسلمة السُّنية، وهذا هو سببُ انعدام الثقة المتبادلة بين ثوار الخنادق، ومعارضة الفنادق.

هل من أدلّة ميدانية عملية على هذه الفرضيات والتخمينات والاستنتاجات النظرية؟

- ما أقوله ليس تخمينات افتراضية، بل هي حقائق عملية. إنّ مُخابرات الدول الأجنبية فرضتْ حظر إرسال السلاح إلى الثوار، ولم تساهم بحماية ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية، ولم تحاسب النظام على جرائمه ضد الإنسانية، واستخدامه الأسلحة الكيماوية، واختصرتْ عُقوبات جرائمه على تسليم السلاح الكيماوي، وهذا دليلٌ على التآمر العالمي على الثورة السورية، ورغم كلِّ المؤامرات، فما زالت الثورة مُستمرَّة بتحقيق الانتصارات المشرِّفة، ولقد تفاجأتْ أجهزةُ المخابرات الغربية بقُدرةِ الثوار المسلمين السُّنَّة الذين اخترقوا جبهةَ جبالِ العلويين في ريف اللاذقية منذ شهور.

كما تفاجؤوا باستيلاءِ الثوار على مُستودعات أسلحة النظام في «مهين» فاستعجلوا عَقْدَ مؤتمرِ «جنيف: 2»، بالتعاون مع المعارضة المطيعة، لأن القوى الخارجية تخشى أنْ تنتصرَ الثورة، وأنْ يسقطَ النظام الطائفي، ولذلك هي تريد «جنيف: 2»، لتُشرعن التدخُّلَ المباشر بالشؤون السورية بواسطة «قرضاي سوري مفترض» لحماية الأقليات العميلة، وتنفيذ التقسيم، وليس من أجل إسقاط النظام العلوي، أو مُناصرة الثورة.

إنَّ انتصارات الثوار السوريين في غوطة دمشق منذ شهور فاجأت «الشبيحة الباطنيين» فاستخدموا أسلحة التدمير الشامل الكيميائية لإرهاب الثوار، ولإعطاء المبرِّرات لِحُلفاء الولايات المتحدة كي يتَّخِذوا هذه الجريمة وسيلةً لتحقيق غاياتهم بقصفِ سوريا بشكل يَطالُ قوات النظام، ويبيدُ الثوارَ، ثم يَتِمُّ دَفْعُ قواتِ المعارضة العميلة لكي تنفِّذَ الأوامرَ الخارجية الرامية إلى تقسيم سوريا مِمَّا يتطلَّبُ استمرارَ الثورة للدفاع عن سوريا الموحّدة أرضاً وشعباً، مهما كانت التكلُفة المادية والمعنوية.

أنت تقول: هنالك مؤامرة لتقسيم سوريا إلى خمس دويلات لا سمح الله تعالى، فهل ستقتصرُ المؤامرةُ على سوريا فقط حسب رأيك؛ أم تتعداها؟ 

- المؤامرةُ موجودةٌ، وواضِحةٌ لكُلِّ ذي عقلٍ، وأدواتُ تنفيذِها من العُملاء المعادين للعروبة والإسلام يعملون مع أولياء أمورهم، وإذا استطاعت القوى الخارجية تنفيذَ مُخَطَّطَاْتِها في سوريا، فَلَنْ يتوقفَ أذى هذه المخططات عند الحدود السورية، وإنما ستكون له ارتدادات جانبية تتجاوزُ الحدودَ السورية، وتُلْحِقُ الأذى بجميعِ دولِ الجوار وغيرها؛ في الأردن، وتركيا، والعراق، ولبنان، وفلسطين. بل ستتعدى دُوَلَ الجوار إلى جِوارِ الْجِوار، وكُلُّ ما له اتصالٌ بالمشروع الإيراني كحزب اللات في لبنان وسوريا، والدعوة في العراق، والحوثي في اليمن، وباقي عملاء إيران في البحرين والشرقية السعودية، هذا مشروع إمبراطورية فارسية صفوية ليس له حدود، سيتمدَّد إذا لم يُردَعْ بِقوّةٍ تُعيدُ إيرانَ إلى حَجْمِها الحقيقي.

اسمح لي بالعودة إلى الشؤون الإنسانية. منذ قديم الأزل احتضنت سوريا جميع الشعوب العربية التي تعرضت لمشاكل وتهجير.. لماذا هذا الموقف من الدول العربية المضيفة؟؟ 

- إنَّ الشعبَ العربي السوري يمتاز بشعورٍ إنسانيّ إسلاميّ وعربي، ولذلك هو يشعر بواجبٍ إسلامي عربي إنساني نحو كلّ مَن يتعرض لأيّة مأساة سواء أكان عربياً أو مسلماً، أو غير ذلك، ومن هذا المنطلق استقبلَ الشعبُ السوريُّ اللاجئين من الأرمن والأكراد والبوشناق والشيشان والشركس والداغستان والفلسطينيين،

والشيعة العراقيين والإيرانيين واللبنانيين الذين يضطهدون اللاجئين السوريين حاليا في لبنان والعراق، بل يحاربون ضِدَّ الثورة السورية في كل الميادين تنفيذاً لأحقادٍ طائفيةٍ قذرةٍ.

أما مواقف الدول العربية من اللاجئين فهي تنفيذٌ لخطّةِ الضغوط على الثورة السورية كي تخضعَ للأوامرِ الخارجية التي تتنافى مع مبادئ الثورة التي قامت مِن أجلِ حُريّةِ الوطن والمواطنين، وإسقاطِ سُلطةٍ طائفيةٍ ديكتاتوريةٍ عميلةٍ لإيران الصفوية الفارسية.

فَبَعْضُ الدولِ العربية تحتجزُ السوريين عدّة أيامٍ أو أسابيع، ثم تضعهم في مخيمات لا تصلح لإقامة البهائم، وبعضُ الدول تمنعُ منحَ السوريين تأشيرةَ دخولٍ إلى أراضيها، وبعضُ الدول تفرضُ على السوريين المقيمين إتاوات وضرائب باهظة لتطردَهم من أراضيها، وبعضُ الدول تُرحّلهم إلى سوريا، أو تعتقلُهم بل تعتقلُ الأحداثَ والقُصّر كما هو الحال في مصر (بعد الانقلاب العسكري الديكتاتوري) الذي أساء للسوريين والفلسطينيين تنفيذا لأوامر عُليا من خارج الحدود المصرية، وهذا غير مُستغرب مِمَّن يُنفّذ المجازر بحقّ شعبه في الميادين المصرية المحتلة.

قدمت أميركا الأموال إلى المعارضة بقيمة 250 مليون دولار.. هل المعارضون وفروا للمشردين والأطفال احتياجاتهم؟؟ 

- قصة المساعدات الأميركية أعلنها السفير «روبرت فورد» أمام لجنة الكونغرس. ولذلك يمكننا أنْ نسألَ عنها أولئك الذين يتعاملُ معهم «روبرت فورد»؟. وبصراحة: إن فورد يتعامل مع «المجلس الوطني برئاسة جورد صبرة»، و«الائتلاف برئاسة أحمد عوينان عاصي الجربا»، و«رئاسة الأركان بقيادة الفريق سليم إدريس». هذه هي الجهات الثلاث التي يتعامل معها «فورد» بشكل رسمي. وهؤلاء هم الذين يقبضون منه ومن غيره، ويديرون الصحوات السرية غير المعلنة.

وليس هذا المبلغ فحسب فهذه الجهات الثلاث تلقّت مبالغ أُخرى من دول الخليج العربي، ومن مؤتمر الداعمين في الكويت، ومن مؤتمر المغرب، وجمعوا مبالغ عن طريق العديد من الجمعيات الخيرية التابعة لهم في مصر وتركيا والدول العربية والأجنبية. والمعروف أن عدد أعضاء المجلس الوطني والائتلاف هم أكثر من خمس مائة عضو، ومؤتمراتهم كثيرة في فنادق الخمس نجوم، ورحلاتهم الجوية على درجات رجال الأعمال تتطلّبُ أموالاً طائلةً بالإضافة إلى السفارات والمكاتب الإعلامية والدعائية اللازمة لتلميع الشخصيات المغمورة التي تسلقت على جدران الثورة، والمعارضة السورية خارج سوريا.

فهؤلاء (تُجار دماء وهؤلاء دُخلاء عملاء) يعتبرون مصالحهم السياسية والاقتصادية أَهَمّ من أطفال النازحين واللاجئين، بَلْ أهَمّ من تأمين مُتطلبات الثوار المقاتلين على الجبهات السورية.

ولو وَصَلت جميعُ أموال التبرعات إلى الداخل السوري لَتَمَّ حَلُّ كُلِّ المصاعِبِ والمصائِبِ المحدقة بالسوريين داخل سوريا وخارجا.

يوجد خلافٌ بين الائتلاف الوطني والمجاهدين.. فهل هناك تنازلات من الطرفين من أجل استقرار الوضع في سوريا؟؟ 

- لا توجد علاقات موحّدة بين ثوار الخنادق السورية ومعارضة الخارج، فهذه المعارضات قد تَمَّتْ إدارتُها من قِبَلِ استخبارات النظام السوري، واستخبارات الدول الأجنبية التي تدعي صداقَةَ الشعب السوري نظرياًّ، ولا تُقدِّمُ له ما يُساعدُهُ على الانتصارِ عَملياًّ، والثِّقَةُ مَفقودَةٌ بين ثوارِ الداخل ومعارضةِ الخارج، حيثُ يَنْظُرُ إليهم الثوارُ نظرةً مشبوهةً خاصَّةً وأنَّ أكثريةَ هذه المعارضة ترعرعتْ في أحضانِ النظام، وبعضُهُم تأخَّرَ أكثرَ من سنتين بعد قيام الثورة حتى التحق بالمعارضة، والخطأ ليس من الثوار بل من المعارضة التي لا تلتزم بالمبادئ الأساسية للثورة.

هنالك أعضاء في الائتلاف والمجلس الوطني ما زالوا يقبضون مرتباتهم الشهرية من النظام، ويدّعون أنهم معارضون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ما حقيقة الدولة الإسلامية في سوريا والعراق؟ 

- ليس لَدَيَّ معلومات مُفيدة بهذا الخصوص إذ لا علاقة بيني وبين دولة العراق والشام، فهي تنظيمٌ يُحيط به الغموضُ، والمعلوماتُ المتداولةُ بالإعلام مَعروفةٌ للجميع، وهي معلومات غير دقيقة تتضمن الكثير من الإشاعات الكاذبة، ومصدر أكثرها مخابرات النظام السوري الطائفي المعادي الذي يستخدمها كسلاح من أسلحة الحرب النفسية لزرع الفتنة، وتحطيم معنويات الثوار.

ما الأسباب التي جعلت من جبهة النصرة ضمن قائمة الإرهاب الدولية وعدم إدراج الجيش الحر مع أن الهدف الظاهر هو إسقاط النظام؟

- إن الذي وضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب هو المزاج الأميركي الذي لم يضع الحوثيين ولا حزب اللات على لائحة الإرهاب، ولم يضعْ قَتَلَةَ المسلمين في بورما على لائحة الإرهاب.

إنَّ الغاية من وَضْعِ جبهة النصرة على اللائحة هي إضعافُ الثورة السورية، وتقويةُ نظام الأسد الباطني ضِمْنَ إطارِ التعاون السريِّ بين إيران وروسيا والولايات المتحدة لاقتسام العالم الإسلامي السُّنِّي، بل إن الولايات المتحدة شجّعت إيران على زج عملائها الشيعة في الحرب الدائرة في سوريا، ومنعت الدول العربية من إرسال مقاتلين إلى سوريا، ووقائعُ الأحداث على الأرض تؤكد ذلك.

هل ضرب سوريا فيه تكرار سيناريو العراق؟ وهل أصبحت أميركا المنقذ من النظام السوري؟ 

- إن ضرب العراق كان من أجل إضعاف المسلمين السنة في العراق، وتقوية الشيعة الموالين لإيران، والهدف من ذلك هو ابتزاز الدول العربية، بتخويفها من الْبُعْبُعِ الإيراني، وذلك من أجل نهب خيرات الدول العربية بِفَرْضِ شِراء صفقات الأسلحة، ودَفْعِ نفقاتِ الحماية من البعبع الإيراني الذي صنعته الولايات المتحدة بإضعافِ العربِ عَبْرَ تدمِيرِ وتقسِيْمِ الدولةِ العراقية.

إنَّ الولايات المتحدة وحلفاءَها لنْ تضربَ النظامَ الشمولي الطائفي في سوريا لحماية المسلمين السُّنّة، وهي ستتريّثُ وتلتزِمُ الترقُّبَ في ظِلِّ ضَعْفِ الثوار، ولكِنَّها سَتضرِبُ النظامَ حينما يلوحُ انتصارُ الثوار كَيْ تضربَهم أيضاً.

فهدَفُ الحلفاءِ هو ضَرْبُ المسلمين السُّنَّةِ لأنَّ الحلفاءَ متحالفون مع الباطنيين، وفي مقدِّمَتِهم إيران التي تَتَغَنَّجُ في مُباحثاتِ السلاح النووي، وما من رادعٍ يردعها بسبب الاتفاقات السرية بين بين الصفويين والصليبيين.

هل الإعلام يُزَوِّرُ الحقائقَ في ما يخصّ الوضع في سوريا؟ 

- إنَّ وسائلَ الإعلام العربية والأجنبية مُخترقةٌ، والنظامُ الأسديُّ والنظامُ الإيراني أقوى إعلامياً من الثوار، حتى أنَّ أقنيةَ الفضاء التابعة لدُولٍ تؤيِّدُ الثورةَ السورية، ولكن الأقنية خارج سيطرة تلك الدول، والأدلّةُ واضحةٌ فهي تستضيفُ معارضين مُفتعلين موالين للنظام، ومعارضين تابعين للدول الأجنبية، وما يُتاحُ للثوار الحقيقيين وللمعارضة الملتزمة بأهداف الثورة لا يتجاوز عشرة بالمائة من الزمن المتاح لباقي أنواع المعارضين الوهميين الافتراضيين، وسببُ ذلك وجود موظفين مؤيدين للنظام السوري، ومرتبطين مذهبيا وأيديولوجيا بالمحور الإيراني الباطني.

موقف قطر وتركيا هل خدم القضية السورية؟

- امتازَ الموقف القطري والتركي بالحرص على الثورة السورية، ولكنَّ محاولات الدولتين اصطدمتْ بالتوازنات الإقليمية التي أضعفتْ موقف الدولتين القطرية والتركية، ولعبتْ المعارضةُ السورية الخارجية دورا سلبياً بهذا الخصوص، فرغم الدعم المادي والمعنوي الذي قدّمته كل من تركيا وقطر، فإن المعارضة الموالية للنظام اشتغلت ضِدَّ تركيا وقطر، وكذلك فعلت المعارضةُ التابعةُ للحلف الأميركي، لأن هذين النوعين مِن المعارضة غيرُ حريصين على انتصارِ الثورة السورية، وهدفهما إضعافُ الثورة السورية، والتأثيرُ على مواقف الدول النزيهة المؤيدة للثورة كقطر وتركيا، حتى المساعدات المالية التي يتلقاها هؤلاء العملاء لا تصل إلى المستحقين بالداخل السوري.

ما النتائج الملموسة التي قدمها المبعوث الأخضر الإبراهيمي؟ 

- الأخضر الإبراهيمي جزائري، وموقف الجزائر الرسمي مؤيد لنظام الأسد المجرم، ومعادٍ للثورة السورية، وهذا واضح من خلال المواقف الجزائرية في المحافل العربية والعالمية، وتصرفات الأخضر الإبراهيمي لا تتعدَّى مَنْحَ الْمُهل للنظام كي يقتُلَ أكثر، ومرحلة الإبراهيمي أسوأ من مرحلة كوفي عنان، وتصرفات الإبراهيمي تُذكِّرنا بتصرفات «هنري كيسنغر»؛ فهُما وجهان لعملة واحدة تصْلُح لنصرة الظالم على المظلوم وليس العكس.

المعارضة لغاية الآن لم تخدم الملف السوري.. إلى أين تتجه المعارضة؟ 

- لدينا ثورة المسلمين السُّنّة في الخنادق والميادين داخل سوريا، وهم الأصل، ولهم بعض المؤيدين خارج سوريا. أما أكثرية المعارضة السورية الخارجية ولاسيما المعارضين الذين ليس لهم تاريخ نضالي ضِدَّ النظام، فأكثرية هؤلاء هي عالة على الثورة الداخلية، ويشكِّلونَ عبئاً ثقيلاً على الثوار، فضررُ هذه المعارضة على الثورة أكثر من نفعها، ووقائع الأحداث تؤكد ما أقول.

ما هو سبب تضارب التصريحات، وتخبط المعارضة الذي ظهر بوضوح أثناء اجتماع الائتلاف في إسطنبول من 9 إلى 11- 11- 2013م؟. 

- معارضةُ «الإئتلاف والمجلس الوطني والأركان العسكرية» تَمَّ تعيينها من قِبَل أجهزة المخابرات الأجنبية والسورية، ولم تُنتخب من جماهير الثورة في الداخل، ولذلك ليس لها سند داخلي، وتصريحاتها مرتبطة بأولياءِ نِعْمَتِها حَسْبَ الأوامر التي تصدُرُ عن الذين عَيَّنُوْهُم، وهم يُشبهون أجهزة المخابرات السورية التي تتناقَضُ أفعالُها، وأنا أستطيع أن أقول: إن معارضة الخارج السوري مُخترقة من المخابرات السورية والإيرانية والروسية والأميركية وأتباعها، وهذا هو سببُ ضعفها، وتناقض تصريحاتها، وصراعها أيضاً داخل الائتلاف وغيره من هذه التشكيلات الهجينة التي لا تُعبر عن أهداف الثورة والثوار في سوريا، إنهم يتصارعون لتقاسم المناصب لتأمين الحظّ الأوفر من المال الحرام، هؤلاء يتاجرون بأعراض الحرائر، ودماء الشهداء. 

ما رأيك بالوزارة التي شكلها الائتلاف برئاسة أحمد الطعمة؟

- هذه وزارة غير ثورية، وأكثرية أعضائها ليس لهم تاريخ مشرّف بمعارضة النظام الأسدي، بل معظمهم لم يكن معارضا قبل قيام الثورة، وأكاد أجزم أن المخابرات الأجنبية هي التي عيّنتهم بهدف مقاومة الثوار الشرفاء، والأيام القادمة ستكشف ما أقوله، وهذه الوزارة إنتاج معارضة ضعيفة بسبب التدخل الأجنبي الداعم للمعارضة الانفصالية. 

وبصراحة لقد أصبحت الكتلة الكردية أقوى الكتل داخل الائتلاف لأنها متعاونة مع كتلة «ميشيل كيلو» ومؤيدي «هيئة التنسيق»، وعملاء نظام الأسد، ولذلك حصلوا على وزارتين للكردي «إبراهيم ميرو»، وبنفس اليوم أعلن الأكرادُ تشكيل إدارة انتقالية في شمال شرق سوريا وسَمَّوها (غرب كردستان)، وذلك بعدما حَقَّقوا تقدُّماً عسكرياًّ بدعمٍ عراقي– كردي وبتعاونٍ مع النظام السوري، وقد أعلنوا عن مؤامرتهم في مدينة القامشلي، وبموجب هذا القرار تُقْسَمُ المنطقة الخاضة للمليشيات الإرهابية الكردية في سوريا إلى ثلاث مناطق يكون لكلٍّ منها مجلسُها المحلي الخاص، وممثلين في المجلس الإقليمي العام.

إنَّ الأكراد قد توزعوا الأدوار بشكل ثلاثي، ثلث يستفيد من نظام الأسد، وثلث يستفيد من العراق، وثلث يخدع ائتلاف المعارضة والمجلس الوطني والأركان، ويتظاهرون بالاختلاف، ويعملون جميعاً على تقسيم سوريا، وفصل شمال شرقها، فهم متآمرون، وبدعم أميركي واضح لتكرار تجربة العراق.

هل يوجد ضوء في نهاية النفق المظلم السوري حيث إن سوريا خارجيا وداخليا كُلٌّ يريد اقتطاف قطعة منها لنفسه؟؟

- «لولا أمل لبطل العمل». إنّ الأحداث التاريخية تُثبت أنَّ إرادة الشعوب ستنتصر في نهاية المطاف، وقد مرّت سوريا بأزمات ونكبات وانتصر الشعب العربي السوري في نهاياتها، والثورة السورية الحالية تُقدِّمُ الدماءَ والأموالَ في سبيل الحرية، وهي ثورةُ الحقّ على الباطل، والحقُّ مُنتصِرٌ بعونِ الله مهما طال الزمن، فلن يتراجعَ الثوار عن تحقيق أهدافِهم، وفي مقدمتها: إسقاطُ المعارضة العميلة، وإسقاطُ النظام، وطردُ فلول عملاء إيران، وإن كان ثَمَنُ الانتصار غالياً. أملُنا بالله كبيرٌ، وثقتُنا بأنصارنا لم ولن تتزعزع، وعلى الله فليتوكَّل الثائرون.
**
رابط بي دي اف
اضغط هنا 

http://watanepaper.com/data/20140105/pdf/a_alwatan.pdf

http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?d=20140105&cat=report1&pge=2

thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
17283366
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة