قصيدة مؤآمرة جنيف2 / شعر: د. محمود السيد الدغيم
إستانبول: يوم الأحد: 28 مُحرّم 1435 هـ/ 1 كانون الأول/ ديسمبر2013م
طَهِّرْ صُفُوْفَكَ؛ فَالأَعْدَاْءُ قَدْ وَصَلُوْا
إِلَىْ "جُنَيْفَ"، وَصُبَّ السُّمُّ وَالْعَسَلُ


رابط المشاهدة والاستماع صوت وصورة في موقع يوتيوب
اضغط هنا
 

قصيدة مؤآمرة جنيف2

شعر: د. محمود السيد الدغيم

إستانبول: يوم الأحد: 28 مُحرّم 1435 هـ/ 1 كانون الأول/ ديسمبر2013م

 

طَهِّرْ صُفُوْفَكَ؛ فَالأَعْدَاْءُ قَدْ وَصَلُوْا
إِلَىْ "جُنَيْفَ"، وَصُبَّ السُّمُّ وَالْعَسَلُ

وَوَرَّطَ الْبَعْضَ وَغْدٌ خَاْئِنٌ قَذِرٌ
نَذْلٌ عَمِيْلٌ بِقَيْحِ الْعُهْرِ مُغْتَسِلُ

وَقَاْدَ مَنْ وُرِّطُوُا بِالْعَاْرِ أََنْجَسُهُمْ
تَيْسٌ خَبِيْثٌ لَهْ قَرْنَاْنِ مُبْتَذَلُ

وَأَلَّفَ الْعُصْبَةَ الْحَمْقَاْءَ مُؤْتَلِفٌ
"لِصُّ إئْتِلاْفٍ" عَنِ الثُّوَّاْرِ مُنْفَصِلُ

قَدْ أَلَّفَتْهُمْ عِصَاْبَاْتُ مُدَجَّنَةٌ
فِيْهَا الْغُرَاْبُ، وَفِيْهَا الْبُوْمُ؛ وَالْحَجَلُ

وَرَقْصَةُ الْحَجْلَةِ الرَّقْطَاْءِ مُغْرِيَةٌ
وَأَمْرُهَاْ فِيْ قَطِيْعِ الثَّوْرِ مُمْتَثَلُ

يَقُوْدُهَا "التَّيْسُ ذُو الْقَرْنَيْنِ" مُدَّعِياً
أَنَّ السِّيَاْسَةَ بِالْجَاْسُوْسِ تَتَّصِلُ

بَيْنَ الْمَعِيْزِ لَهُمْ رَاْعٍ يُضَلِّلُهُمْ
وَفِي الْفَنَاْدِقِ "شَبِيْحٌ" وَمُنْتَحِلُ

وَفِي الْفَنَاْدِقِ "بَاْزَاْرٌ" وَمَنْقَصَةٌ
وَفِي الْخَنَاْدِقِ تُبْنَىْ لِلْعُلَى الدُّوَلُ

وَفِي الْفَنَاْدِقِ تُجَّاْرٌ تِجَاْرَتُهُمْ
مَصُّ الأَصَاْبِعِ، وَالتَّخْنِيْثُ، وَالْقُبَلُ

تِلْكَ الْفَنَاْدِقُ بِالأَنْذَاْلِ حَاْفِلَةٌ
فَبَعْضُهُمْ رَاْقِصٌ، وَالْبَعْضُ مُكْتَحِلُ

وَالْبَعْضُ فِيْ فُنْدُقِ الأَحْلاْمِ مُنْبَطِحٌ
وَالشَّعْبُ وَالْجَيْشُ فِي الْمَيْدَاْنِ مُقْتَتِلُ

وَفِي الْفَنَاْدِقِ "تَشْبِيْحٌ"؛ وَمَفْسَدَةٌ
لَيْلاً نَهَاْراً يَدُوْمُ الأَزُّ؛ وَالزَّجَلُ

فِيْهَا الأَبَاْرِيْقُ؛ وَالأَقْدَاْحُ مُتْرَعَةٌ
بِالْخَمْرِ، وَالْخَمْرُ فِيْهَا الْخُبْثُ؛ وَالْخَطَلُ

أُمُّ الْخَبَاْئِثِ، أُمُّ السَّاْقِطِيْنَ لَهَاْ
رَهْطُ الْبُغَاْثِ، ضِعَاْفٌ كُلُّهُمْ خَوَلُ

تَصُبُّهَاْ فِي اللَّيَاْلِي الْحُمْرِ عَاْهِرَةٌ
مِنْ "آلِ سَاْسَاْنَ"، وَالْغِلْمَاْنُ تُرْتَحَلُ

وَإِنْ سَأَلْتَ - عَنِ السَّكْرَاْنِ - قَاْئِدَهُمْ
يُجِيْبُ قَوَّاْدُهُ: السِّكِّيْرُ مُعْتَدِلُ
 

بَاْؤُوْا بِذُلٍّ، وَخَاْنُوا ثَوْرَةً نُصِرَتْ
بِالرُّعْبِ؛ وَالرُّعْبُ كَالنِّيْرَاْنِ مُشْتَعِلُ

لَهَاْ سُيُوْفٌ بِلَيْلِ الثَّأْرِ ضَاْحِكَةٌ
بِهَاْ تَزَيَّنَ فِيْ مَيْدَاْنِهِ الْبَطَلُ

فَلاْ يَغُرُّ الْعِدَاْ إِفْكٌ يَجُوْدُ بِهِ
مِنْ "آلِ صَفْيُوْنَ؛ مُلاْ" عَاْهِرٌ ثَمِلُ

إِنَّ "الْمَلاْلِيْ" خَنَاْزِيْرٌ مُنَجِّسَةٌ
وَلَيْسَ فِيْ "قُمَّ" أَمْهَاْرٌ؛ وَلاْ حَمَلُ

فَالْقَوْمُ فِيْ "قُمَّ" أَنْجَاْسُ وَخُطَّتُهُمْ
أَنْ يَأْكُلُوا "الرُّوْسَ" إِسْرَاْفاً وَمَاْ خَجِلُوْا

وَ"الرُّوْسُ" قَدْ نَاْصَرُوْا أَعْدَاْءَ أُمَّتِنَاْ
وَقَدْ عَلِمْنَاْ - بِفَضْلِ اللهِ مَاْ - جَهِلُوا

كَمْ خَطَّطَ "الرُّوْسُ" كَيْ تَفْنَىْ حَضَاْرَتُنَاْ
وَيَحْكُمَ الشَّاْمَ تَيْسٌ تَحْتَهُ الْبَلَلُ

فَبَاْءَتِ "الرُّوْسُ" بِالْخُذْلاْنِ؛ وَانْكَفَأَتْ
ذُلاًّ؛ وَخَاْمَرَهَا التَّعْلِيْلُ؛ وَالْعِلَلُ

أَذَلَّهَاْ فِتْيَةُ "الأَفْغَاْنِ"؛ فَانْهَزَمَتْ
وَقَيْصَرُ الرُّوْسِ فِي "الشِّيْشَاْنِ" مُنْجَفِلُ

يَخَاْفُ مِنْ أُمَّةِ الإِسْلاْمِ إِنْ نَهَضَتْ
وَقَاْدَ ثُوَّاْرَهَاْ أَبْطَاْلُهَا الأُوَلُ

لِذَاْ تَآمَرَ كُفَّاْرٌ عَتَاْوِلَةٌ
وَحَاْصَرُوْنَاْ، وَدُكَّ الرَّسْمُ؛ وَالطَّلَلُ

وَقَاْلَ "كِيْرِيْ": "مَلاْلِي الْفُرْسِ" إِخْوَتُنَاْ
فِي الْهَمْزِ وَاللَّمْزِ، وَالأَعَرَاْبُ قَدْ خُذِلُوْا

فَصَفَّقَ النَّذْلُ "أُوْبَاْمَاْ" لِحِنْكَتِهِ
وَقَاْلَ: أَحْسَنْتَ؛ بَلْ دَحْرَجْتَ يَاْ جُعَلُ

دَحْرِجُ حُثَاْلاْتِ سُوْرِيَّا لِمُؤْتَمَرٍ
يَتْلُوْهُ مُؤْتَمَرٌ كَيْ تَنْجَحَ الْحِيَلُ

وَقُلْ لِشِيْعَتِنَاْ: هَيَّاْ لِمُؤْتَمَرٍ
وَهَيِّؤُوا السَّيْفَ حَتَّىْ يُنْحَرَ الْجَمَلُ

لَنْ نَتْرُكَ الشَّاْمَ، فَالأَعْرَاْبُ قَدْ خُدِعُوْا
وَ"الْفُرْسُ" لِلثَّأْرِ قَدْ هَبُّوْا؛ وَمَاْ غَفِلُوْا

وَ"الْفُرْسُ"؛ وَ"الرُّوْسُ"؛ وَ"الرُّوْمَاْنُ" قَدْ غَدَرُواْ
سَنُّوْا سُيُوْفَهُمُ كَيْ تُذْبَحَ الإِبِلُ

وَيَحْكُمَ التَّيْسُ سُوْرِيَّا وَيُخْضِعَهَاْ
نَذْلٌ عَمِيْلٌ غَبِيٌّ تَاْفِهٌ خَبِلُ

هَذَاْ مُخَطَّطُ "أُوْبَاْمَاْ" لِمُؤْتَمَرٍ
يُبَاْعُ فِيْهِ كِتَاْبُ اللهِ؛ وَالرُّسُلُ

تُبَاْعُ بَيْعاً لأَهْلِ الإِفْكِ سُنَّتُنَاْ
وَيُفْرَضُ الْكُفْرُ؛ وَالإِرْجَاْفُ؛ وَالدَّجَلُ

وَتُصْبِحُ الشَّاْمُ أَشْلاْءً مُمَزَّقَةً
بِجَيْشِ "شَبِيْحَةٍ" فِيْ دِيْنِهِمْ خَلَلُ

وَيُطْرَدُ الْمُسْلِمُ السُّنِّيُّ مِنْ وَطَنٍ
ضَاْقَتْ عَلَىْ أَهْلِهِ فِيْ أَرْضِهِمْ سُبُلُ

وَأَمْسَتِ الشَّاْمُ أَرْضاً لاْ أَمَاْنَ بِهَاْ
وَكَاْنَ بِالشَّاْمِ - يَوْماًً - يُضْرَبُ الْمَثَلُ

مُذْ دَنَّسَتْهَاْ عِصَاْبَاْتٌ "مُمَجَّسَةٌ"
لَمْ يَبْقَ سَهْلٌ - لأَهْلِ اللهِ - أَوْ جَبَلُ

وَ"جَيْشُ إِبْلِيْسَ" يَرْعَىْ زُمْرَةً خَنَسَتْ
عَنْ نُصْرَةِ الدِّيْنِ؛ لَمَّاْ هَاْجَهَاْ هُبَلُ

يُحَدِّدُ الْخَاْئِنُ الشِّيْعِيُّ خُطَّتَهَاْ
وَتِلْكَ خُطَّةُ سَوْءٍ؛ سُوْءُهَاْ زَغَلُ

بِئْسَ الرُّعَاْعُ، وَبِئْسَ الْجَيْشُ جَيْشُهُمُ
وَبِئْسَ مَنْ صَاْرَ "بِالتَّشْبِيْحِ" يَشْتَغِلُ

وَبِئْسَ مَنْ بَاْعَ أَوْطَاْناً بِرَاْقِصَةٍ
رَعْنَاْءَ فِيْ "مَجْلِسِ الإِتْلاْفِ" تَنْفَتِلُ

بِئْسَ الْوَزِيْرُ الَّذِيْ صَاْرَتْ وَِزَاْرَتُهُ
عَلَى الأَعَاْجِمِ - قَبْلَ اللهِ - تَتَّكِلُ

تِلْكُمُ وِزَاْرَةُ عُضْرُوْطٍ يُوَجِّهُهَاْ
"كِيْلُوْتُ" سِراًّ لَعَلَّ الشَّعْبَ يَقْتَتِلُ

وَيَقْتُلُ الْمُسْلِمُ السُّنِّيُّ إِخْوَتَهُ
حَتَّىْ يُوَزَّرَ فِيْ سُوْرِيَّةَ الْهَمَلُ

تِلْكُمُ وِزَاْرَةُ أَفَّاْقٍ وَمُخْتَلِسٍ
وَخَلْفَهَاْ شِيْعَةٌ مَعْبُوْدُهَاْ زُحَلُ

وَفِي الْوِزَاْرَةِ أَقْزَاْمٌ وَضِفْدَعَةٌ
إِنْ نَاْفَقُوْا سَلِمُوا، أَوْ أَخْلَصُوْا قُتِلُوْا

لِلْمَاْلِ لِصٌّ، وَلِلتَّثْقِيْفِ جَاْهِلَةٌ
وَلِلْجُيُوْشِ فَرِيْقٌ وَاْغِلٌ وَغِلُ

وِزَاْرَةٌ صَاْغَهَاْ "كِيْرِيْ" وَأَفْسَدَهَاْ
"بُوْتِيْنُ" فَاسْتَفْحَلَ التَّدْنِيْسُ وَالْوَجَلُ

يَاْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ السُّنِّيُّ يَاْ بَطَلاً
جَاْرَتْ عَلَيْكَ الْقُرُوْدُ السُّوْدُ، وَالْمِلَلُ

دَعْ مَاْ يُرِيْبُكَ، قَدْ خَاْنَتْ مُعَاْرَضَةٌ
حَمْقَاْءُ تَنْخُرُ فِيْ إِيْمَاْنِهَا النِّحَلُ

يَقُوْدُهَا التَّيْسُ مِنْ ذُلٍّ إِلَىْ زَلَلٍ
وَآفَةُ الرَّأْيِ أَنْ يُسْتَحْسَنَ الزَّلَلُ

يَاْ أَيُّهَا الْمُسْلِمُ السُّنِّيُّ ثَوْرَتُنَاْ
قَاْمَتْ لَعَلَّ جِرَاْحَ الشَّاْمِ تَنْدَمِلُ

قَاْمَتْ لِيَرْحَلَ "شَبِيْحٌ" وَمُرْتَزِقٌ
وَغْدٌ خَبِيْثٌ بِقَيْدِ الإِفْكِ مُكْتَبِلُ

قَاْمَتْ لِتُرْجِعَ لِلإِسْلاْمِ هَيْبَتَهُ
وَالْمُسْلِمِيْنَ النَّشَاْمَىْ بَعْدَ مَاْ غَفِلُوْا

لَقَدْ صَحَوْنَاْ جَمِيْعاً بَعْدَ غَفْلَتِنَاْ
وَ"حَصْحَصَ الْحَقُّ"، فَانْفُرْ أَيُّهَا الرَّجُلُ

وَاكْتُبْ بِرُمْحِكَ: إِنَّ اللهَ أَلْهَمَنَاْ
حَتَّىْ نَثُوْرَ وَيَهْوِي الْكُفْرُ وَالدَّغَلُ
 

وَتُصْبِحُ الشَّاْمُ لِلإِسْلاْمِ مَوْأَلَةً
تَدْعُوْ؛ تُكَبِّرُ؛ يَاْ رَحْمَاْنُ تَبْتَهِلُ

وَيَفْرَحُ النَّاْسُ مِنْ عُرْبٍ؛ وَمِنْ عَجَمٍ
وَالثَّاْئِرُ الْمُسْلِمُ السُّنِّيُّ يَحْتَفِلُ

 هذه القصيدة من البحر البسيط: مستفعلٌ فاعلٌ مستفعل فَعِلٌ