قصيدة: معلقة الثورة السورية، المعلقة: 12 / شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
إستانبول: الجمعة 25 ربيع الأول/ 17 شباط/ فبراير 2012م
لَقَدْ أُوْلِمَتْ
لِلثَّاْئِرِيْنَ الْوَلاْئِمُ
فَأَبْرَقَ يَقْظَاْنٌ، وَأَرْعَدَ نَاْئِمُ
وَأَوْمَضَ
نَجْمُ الْحَقِّ وَاللَّيْلُ مُظْلِمٌ
وَحَيَّتْ جُمُوْعَ الثَّاْئِرِيْنَ النَّسَاْئِمُ
وَأَحْجَمَ
فِي الْمَيْدَاْنِ نَذْلٌ وَجَاْحِدٌ
وَجَاْدَ بِحُبِّ الأَهْلِ وَالْحَقِّ حَاْتِمُ
وَزَاْدَتْ
شَنَاْعَاْتُ الْجَرَاْئِمِ بَعْدَمَاْ
تَآمَرَ حَوْلَ الَّلاْذِقِيَّةِ نَاْقِمُ
فَقُلْتُُ
لأَهْلِيْ: عَظَّمَ اللهُ أَجْرَكُمْ
وَسَاْلَتْ عَلَىْ خَدِّيْ الدُّمُوْعُ السَّوَاْجِمُ
وَقُلْتُ
لَهُمْ عَفْواً لأَنِيْ مُهَجَّرٌ
شَرِيْدٌ بَعِيْدُ الدَّاْرِ، وَالْقَلْبُ هَاْئِمُ
يَهِيْمُ
بِحُبِّ الشَّاْمِ، وَالشَّاْمُ شَاَْمَةٌ
عَلَىْ خَدِّ مَجْدٍ مَجَّدَتْهُ التَّرَاْجِمُ
وَيَدْعَمُ
ثُوَّاراً كِرَاْماً أَعِزَّةً
وَبَحْرُ الرَّزَاْيَاْ هَاْئِجٌ مُتَلاْطِمٌ
وَيُقْسِمُ:
إِنَّ الْباطنيين عُصْبَةٌ
تُحَرِّكُهَاْ فِي الْْخَاْفِقَيْنِ الدَّرَاْهِمُ
وَيُعْلِنُ
لِلأَخْيَاْرِ فَحْوَىْ خِطَاْبِنَاْ
وَيُوْقِظُ شَعْباً خَدَّرَتْهُ الْمَرَاْهِمُ
وَيَكْشِفُ
أَسْرَاْرَ التَّآمُرِ بَعْدَمَاْ
تَمَاْدَىْ عَلَى الأَوْطَاْنِ قِرْدٌ وَلاْحِمُ
لَنَاْ فِيْ
بِلاْدِ الشَّاْمِ أَهْلٌ وَمَوْطِنٌ
وَمَجْدٌ عَلَىْ رُغْمِ الْحَوَاْدِثِ دَاْئِمُ
سَيَبْقَىْ
إِلَىْ مَاْ شَاْءَ رَبُّكَ ثَاْبِتاً
وَإِنَّاْ سَنَبْقَىْ فِي الشَّآمِ نُقَاْوِمُ
وَتَسْرِيْ
لِصَدِّ الْمَاْرِقِيْنَ رِجَاْلُنَاْ
وَيَهْرُبُ شَبِيْحٌ وَلِصٌّ وَهَاْدِمُ
قُرُوْدُ
جِبَاْلِ اللاْذِقِيَّةِ شَبَّحَتْ
فَثَاْرَ الْمَعَرِّي الْحُرُّ وَالْمُتَشَاْئِمُ
بِقِرْدَاْحَةِ
الأَشْرَاْرِ قِرْدٌ وَقِرْدَةٌ
وَجَحْشٌ عَلَىْ بِنْتِ الأَتَاْنِ يُسَاْوِمُ
وَيَرْأَسُهَاْ
وَحْشٌ غَبِيٌّ وَجَاْهِلٌ
وَنَذْلٌ خَسِيْسٌ بَاْطِنِيْ مُهَاْجِمُ
أَنَاْمُ
وَأَصْحُوْ وَالْحِجَاْزُ يَقُوْلُ لِيْ:
أَسَاْءَتْ إِلَى "الشَّاْمِ الشَّرِيْفِ" الأَعَاْجِمُ
وَطَاْلَتْ
بِنَا السَّاْعَاْتُ، وَالْمَوْتُ زَاْحِفٌ
وَضَاْقَتْ بِجَهْلِ الْجَاْهِلِيْنَ الْبَهَاْئِمُ
وَضَاْرَعَهَاْ بِالْخُبْثِ اِبْنُ أَنِيْسَةٍ
وَطَبَّرَ فِي الْحَوْزَاْتِ كَالْقِرْدِ لاْطِمُ
وَعَاْضَدَهُمْ رُوْسٌ لِئَاْمٌ أَخِسَّةٌ
وَفُرْسٌ لِئَاْمٌ بَلْ عُلُوْجٌ طَوَاْطِمُ
وَحَاْلَفَهُمْ فِي الصِّيْنِ وَالْهِنْدِ مُجْرِمٌ
يُنَاْفِسُ أَبْنَاْءَ الْخَنَاْ وَيُزَاْحِمُ
خَبِيْثٌ يُتَاْجِرُ بِالْحَشِيْشِ وَيَدَّعِيْ
بِأَنَّ اجْتِثَاْثَ الْمُكْرَمَاْتِ مُلاْئِمُ
تَعَمْلَقَ أَبْنَاْءُ الْحَرَاْمِ بِجِلَّقٍ
فَثَاْرَتْ عَلَيْهِمْ فِي الشَّآمِ الْعَوَاْصِمُ
فَهَرْوَلَ مَهْزُوْمٌ، وَنَاْفَقَ خَاْسِرٌ
وَعَرْبَدَ سِكِّيْرٌ، وَغَنَّىْ مُنَاْدِمُ
فَذَاْدَ عَنِ الأَوْطَاْنِ أَبْنَاْءُ حُرَّةٍ
أَقَرَّتْ لَهُمْ فِي الْخَاْفِقَيْنِ الصَّوَاْرِمُ
أَمَرْنَاْ بِإِعْدَاْمِ الْعَدُوِّ رِجَاْلَنَاْ
وَزَاْرَتْ قُبُوْرَ الرَّاْحِلِيْنَ الْيَتَاْئِمُ
وَسَاْلَتْ دُمُوْعٌ، وَالْمَآقِيْ أُدْمِيَتْ
وَنَاْحَتْ عَلَىْ أَهْلِ الْقُبُوْرِ الْحَمَاْئِمُ
فَأَيَّدَهُمْ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ ثَاْئِرٌ
وَشَعْبٌ لِحِفْظِ الدِّيْنِ وَالْعِرْضِ خَاْدِمُ
يُنَاْدِيْ عَلَى الْمِغْوَاْرِ فِيْ كُلِّ لَحْظَةٍ
لَعَمْرُكَ إِنِّيْ بِالشَّهَاْدَةِ هَاْئِمُ
أَسَاْءَ لَنَاْ يَاْ نَاْسُ كَالْفُرْسِ سَاْقِطٌ
وَخَاْصَمَنَاْ فِي الشَّاْمِ خَصْمٌ مُخَاْصِمُ
فَهَيْهَاْتَ أَنْ نَنْسَى الدِّمَاْءَ؛ وَقَدْ طَغَىْ
عَلَيْنَاْ فَرِيْقٌ سَاْقِطٌ وَمُلاْزِمُ
وَشَبَّحَ شَبِيْحٌ خَبِيْثُ طَوِيَّةٍ
وَقَوْمٌ عُلُوْجٌ، وَالتَّعِيْسُ الْمُسَاْوِمُ
وَعَذَّبَ أَطْفَاْلَ الْحِمَىْ اِبْنُ مُتْعَةٍ
حَقِيْرٌ مُبِيْرٌ أَنْجَبَتْهُ الأَرَاْقِمُ
وَحَاْلَفَهُ الشَّبِيْحُ فِيْ كُلِّ فِتْنَةٍ
عَلَى الْكُفْرِ لَمَّاْ مَتَّعَتْهُ الْعَمَاْئِمُ
وَجَاْءَتْ كِلاْبُ الْفُرْسِ تَعْوِيْ كَأَنَّهَاْ
تُخَاْصِمُ فِي الْمَيْدَاْنِ مَنْ لاْ يُخَاْصِمُ
وَيَسْعَىْ إِلَيْهَاْ خَاْئِنٌ اِبْنُ خَاْئِنٍ
يُشَاْرِكُهُ فِيْ خِسَّةِ الأَصْلِ آثِمُ
خَسِيْسٌ تَعِيْسٌ بَاْطِنِيٌّ مُنَاْفِقٌ
سَقِيْمٌ لَئِيْمٌ، وَابْنٌ قِرْدٍ، وَظَاْلِمُ
أَخُوْ أُمِّهِ "مَخْلُوْفُ" آلِ أَنِيْسَةٍ
وَأَعْمَاْمُهُ قُوْمٌ ضِبَاْعٌ هَوَاْئِمُ
مُقَدَّمُهُمْ دُيُّوْثُ قَوْمٍ يَقُوْدُهُمْ
وَيُلْبِسُهُمْ مِنْ خِزْيِهِ؛ وَهْوَ حَاْكِمُ
وَأَمَّاْ رَئِيْسُ الْفَاْسِقِيْنَ فَتَاْفِهٌ
وَفِيْ كُلِّ إِجْرَاْمٍ غَرِيْمٌ مُقَاْسِمُ
وَأَعْوَاْنُهُ مِنْ أَرْذَلِ النِّاْسِ سِيْرَةً
تُحَرِّكُهُمْ طَوْعَ الرَّجِيْمِ الْجَرَاْئِمُ
لَقَدْ أَجْرَمٌوْا فِي الشَّاْمِ لَمَّاْ تَمَكَّنُوْا
وَعَاْنَتْ مِنَ الإِجْرَاْمِ دَرْعَاْ وَجَاْسِمُ
وَعُذِّبَ أَطْفَاْلٌ صِغَاْرٌ وَنِسْوَةٌ
وَشَيْخٌ وَقُوْرٌ يَرْفُضُ الظُّلْمَ غَاْنِمُ
وَحَلَّتْ بِإِبْطِعَ وَالْحِرَاْكِ مَصَاْئِبٌ
وَحُزَّتْ عَلَىْ أَيْدِي الْقُرُوْدِ الْحَلاْقِمُ
وَأَدْرَكَ أَهْلَ اللهِ فِي الشَّاْمِ فِتْيَةٌ
كِرَاْمٌ لَهُمْ مِنْ فِتْنَةِ الشَّرِّ عَاْصِمُ
وَعَرْبَدَ فِيْ عِرْبِيْنَ عِرْبِيْدُ غَاْبَةٍ
وَقَدْ عُطِّلَتْ رُغْمَ الْحُقُوْقِ الْمَحَاْكِمُ
وَجَاْرَتْ عَلَىْ دُوْمَاْ عُلُوْجٌ خَبِيْثَةٌ
وَأَجْرَمَ فِيْ أَرْضِ الْكِرَاْمِ الأَلاْئِمُ
مُنىً كَاْنَ فِيْهَاْ لِلْقُرُوْدِ مَقَاْتِلٌ
يُنَاْوِرُ عَنْهَاْ قَاْتِلٌ وَهْوَ كَاْظِمُ
وَعَاْنَتْ بِحِمْصَ الْخَاْلِدِيَّةُ مِحْنَةً
تَلَصَّصَ فِيْهَاْ بِالْمَلاْيِيْنِ حَاْلِمُ
وَفِيْ بَاْبِ عَمْروٍ عَذَّبَ الْقَوْمَ مُجْرِمٌ
فَنَاْدَتْ عَلَىْ أَحْرَاْرِ حِمْصَ الْكَرَاْئِمُ
فَلَبَّىْ نِدَاْءَ الْمَاْجِدَاْتِ شَبَاْبُنَاْ
وَقَاْوَمَ أَبْنَاْءَ الْمَجُوْسِ الْمُقَاْوِمُ
كِرَاْمٌ إِذَاْ ثَاْرُوْا عَلَى الضَّيْمِ لَمْ تَثُرْ
مُطَأْطِئَةً أَرْوَاْحُهُمْ وَالْجَمَاْجِمُ
وَثَاْرَتْ تُلَبِّيْ فِيْ حَمَاْةَ كَتَاْئِبٌ
وَشَيْخٌ بِتَوْجِيْهِ الْكَتَاْئِبِ قَاْئِمُ
وَشَعْبٌ بِدَيْرِ الزَّوْرِ كَالْبَحْرِ هَاْدِرُ
يُطَاْرِدُ أَعْدَاْءَ الْوَرَىْ وَيُصَاْدِمُ
وَيَصْنَعُ فِيْ وَاْدِي الْفُرَاْتِ مَلاْحِماً
وَتَعْرِفُ ثُوَّاْرَ الْفُرَاْتِ الْمَلاْحِمُ
وَفِيْ إِدْلِبَ الْخَضْرَاْءِ نَاْرٌ وَجَنَّةٌ
وَعَهْدٌ عَلَى الثَّوَّاْرِ بِالنَّصْرِ بَاْسِمُ
فَإِحْسِمُ يَوْمَ الْحَسْمِ رَمْزُ شَجَاْعَةٍ
وَعَزْمُ بَنِيْهَاْ فِي الْمَعَاْمِعِ قَاْصِمُ
وَفِيْ خَاْنِ شَيْخُوْنَ الأَبِيَّةِ مَأْزَقٌ
تَرُدُّ بِهِ كَيْدَ الْعَدُوِّ الضَّرَاْغِمُ
وَفِيْ جَرْجَنَاْزَ الْخَيْرُ وَالْبِرُّ وَالتُّقَىْ
وَفِيْهَاْ مِنَ الأَحْرَاْرِ جَيْشٌ مُهَاْجِمُ
يُعَاْدُوْنَ مَنْ يَسْعَىْ لِيَزْرَعَ فِتْنَةً
بِحَزْمٍ وَخَيْرُ النَّاْسِ مَنْ كَاْنَ حَاْزِمُ
فَطُوْبَىْ لِمَنْ أَصْلَى الْعَدُوَّ بِرَشْقَةٍ
تُدَمِّرُ مَنْ شَقَّ الْعَصَاْ وَتُنَاْدِمُ
أَلاْ إِنَّنِيْ وَاللهِ مُذْ غِبْتُ عَنْهُمُ
حَزِيْنٌ تُحَاْصِرُنِي الْبِحَاْرُ الْخَضَاْرِمُ
أُعَلِّلُ نَفْسِيْ بِالرُّجُوْعِ لَعَلَّنِيْ
أُسَاْعِدُهُمْ إِنْ دَاْهَمَ الْقَوْمَ دَاْهِمُ
وَأَحْيَاْ حَيَاْتِيْ بَيْنَ أَهْلِيْ وَصُحْبَتِيْ
لأَنَّ فُؤَاْدِيْ بِالْمَعَرَّةِ هَاْئِمُ
أَحِنُّ إِلَىْ بَدْرِ الْمَعَرَّةِ كُلَّمِاْ
رَأَيْتُ نُجُوْمَ اللَّيْلِ؛ وَاللَّيْلُ عَاْتِمُ
فَقَلْبِيْ مُقِيْمٌ ثَاْئِرٌ مُتَمَرِّدٌ
هُنَاْكَ وَجِسْمِيْ فِي الْمَنَاْفِيْ جَاْثِمُ
وَرُوْحِيْ تُنَاْجِيْ فِي الْمَعَرَّةِ ثَوْرَةً
تَثُوْرُ وَتَحْمِيْهَا النُّسُوْرُ الْقَشَاْعِمُ
وَأُقْسِمُ: إِنَّ الثَّاِئِرْيُن أَحِبَّتِيْ
أُحَبِّذُهُمْ، وَاللهُ بِالْحُبِّ عَاْلِمُ
تَزُوْرُهُمُ رُوْحِيْ، وَرُوْحِيْ لَجُوْجَةٌ
وَإِنِّيْ عَلَىْ دَعْمِ الْمُجَاْهِدِ عَاْزِمُ
لِكُلِّ شَهِيْدٍ فِي الْفُؤَاْدِ مَعَزَّةٌ
وَقَلْبِيْ لأَشْعَاْرِ الْمَحَبَّةِ نَاْظِمُ
فَمِنْهَاْ رِثَاْءٌ، أَوْ مَدِيْحُ أَحِبَّةٍ
وَتَعْرِفُ شِعْرِيْ فِي الرِّثَاْءِ الْمَآتِمُ
أُعَلِّمُ أَحْبَاْبِيْ عُلُوْماً مُفِيْدَةً
لَعَمْرُكَ إِنِّيْ بِالْمُلِمَّاْتِ عَاْلِمُ
أَقُوْلُ اتْبَعُوْنِيْ، وَاقْرَؤُوا الْفَتْحَ وَاقْنُتُوْا
وَلاْ تَقْنِطُوْا فَاللهُ لِلنَّاْسِ رَاْحِمُ
سَيَنْصَرُنَا الْجَبَّاْرُ مَهْمَاْ تَجَبَّرُوْا
وَتَسْقُطُ هَاْتِيْكَ الدُّمَىْ وَالطَّلاْسِمُ
وَيَفْرَحُ مَظْلُوْمٌ، وَيَحْزَنُ ظَاْلِمٌ
وَيَهْجُمُ ثُوَّاْرٌ، وَيَهْرُبُ هَاْجِمُ
وَتَرْفَعُ أَعْمَاْلَ الْكِرَاْمِ عَدَاْلَةٌ
وَتَجْزِمُ أَفْعَاْلَ الطُّغَاْةِ الْجَوَاْزِمُ
مَصِيْرُكَ يَاْ فَشَّاْرُ تَحْتَ نِعَاْلِنَاْ
لأَنَّكَ جُرْذٌ وَابْنُ جُرْذٍ وَغَاْشِمُ
أَلاْ أن حَقَّ الشَّعْبِ كَالصُّبْحِ وَاْضِحٌ
وَحَقٌّ وُعُوْدُ اللهِ وَالنَّصْرُ قَاْدِمُ
هذه القصيدة من البحر الطويل.