يا جرجناز / شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
إستانبول: الخميس: 14 ذو الحجة 1432 هـ/ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011م

يَاْ جَرْجَنَاْزُ!! أَنَاْ قَدْ عُدْتُ مِنْ سَفَرِيْ
وَعُدْتُ مِنْ ظُلْمَةِ الْمَنْفَىْ إِلَىْ قَمَرِيْ

سَمِعْتُ صَوْتَكِ فِي الرُّؤْيَاْ يُشَجِّعُنِيْ
يَقُوْلُ: عُدْ لِيْ، وَلاْ تَعْبَأْ بِمُعْتَكِرِ

 
للاستماع والمشاهدة: اضغط هنا
*****
يا جرجناز / شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
إستانبول: الخميس: 14 ذو الحجة 1432 هـ/ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011م

يَاْ جَرْجَنَاْزُ!! أَنَاْ قَدْ عُدْتُ مِنْ سَفَرِيْ
وَعُدْتُ مِنْ ظُلْمَةِ الْمَنْفَىْ إِلَىْ قَمَرِيْ

سَمِعْتُ صَوْتَكِ فِي الرُّؤْيَاْ يُشَجِّعُنِيْ
يَقُوْلُ: عُدْ لِيْ، وَلاْ تَعْبَأْ بِمُعْتَكِرِ

وَشَجَّعَتْنِيْ بِلَيْلِ الشَّوْقِ ثَوْرَتُنَاْ
وَرَتَّلَتْ أَبْلَغَ الآيَاْتِ؛ وَالسُّوَرِ

قَاْلَتْ: تَعَاْلَ إِلَىْ أَرْضٍ وُلِدْتَ بِهَاْ
مِنْ قَبْلِ سِتِّيْنَ بَيْنَ الطِّيْنِ؛ وَالْحَجَرِ

فَعُدْتُ، وَالْحُبُّ، وَالأَشْوَاْقُ تَجْذِبُنِيْ
بَعْدَ الشَّتَاْتِ، وَبَعْدَ النَّفْيِ؛ وَالْكَدَرِ

إِلَىْ مَلاْعِبِ أَطْفَاْلٍ أَلِفْتُ بِهَاْ
مَاْ يَأْلَفُ الطَّيْرُ مِنْ عُشٍّ، وَمِنْ شَجَرِ

أَلِفْتُ طَيْراً عَلَى الأَشْجَاْرِ شَاْدِيَةً
بَيْنَ الْغُصُوْنِ مَعَ الْمِزْمَاْرِ؛ وَالْوَتَرِ

تَرِنُّ فِيْ مَسْمَعِيْ أَلْحَاْنُ عَاْزِفِهَاْ
مِنْ وَزْنِ بَحْرَيْنِ: مَوْزُوْنٍ؛ وَمُنْكَسِرِ

تَرِنُّ لَيْلاً؛ نَهَاْراً دُوْنَ مَاْ كَلَلٍ
فَتُطْرِبُ النَّاْسَ بِالأَنْغَاْمِ؛ وَالصُّوَرِ

يَاْ جَرْجَنَاْزُ!! بِكِ الأَحْبَاْبُ قَدْ سَكَنُواْ
وَمَاْ يَزَاْلُوْنَ فِيْ اسْتِذْكَاْرِ مُدَّكِرِ

وَالذِّكْرَيَاْتُ فَرَاْشَاْتٌ تُرَاْفِقُنِيْ
مِنْ جَرْجَنَاْزَ إِلَىْ مَنْفَاْيَ فِي الْجُزُرِ

إِنِّيِ لأَذْكُرُ مَنْ فِيْ أَرْضِكِ انْتَشَرُوْا
عَلَىْ صَعِيْدٍ بِصَاْفِي الْحُبِّ مُنْصَهِرِ

فَمِنْ تُرَاْبِكِ قَدْ عَطَّرْتُ ذَاْكِرَتِيْ
حَتَّى اسْتَقَاْمَتْ بِحُبٍّ غَيْرِ مُنْحَسِرِ

وَفِيْ مَزَاْرِعِكِ الْخَضْرَاْءِ كَمْ تَعِبَتْ
أَيْدِي الشَّبَاْبِ بِحَصْدِ الزَّرْعِ؛ وَالثَّمَرِ

تِلْكَ الْمَزَاْرِعُ بِالْخَيْرَاْتِ زَاْخِرَةٌ
فِيْهَاْ سَهِرْتُ، وَغَنَّىْ النَّاْيُ فِيْ سَهَرِيْ

فِيْهَاْ رَأَيْتُ خُيُوْلَ اللهِ سَاْبِحَةً
كَأَنَّ مَاْ حَوْلَهَاْ بَحْرٌ مِنَ الزَّهَرِ

فِيْهَاْ دَرَجْتُ، بِهَاْ عَاْنَقْتُ وَاْلِدَتِيْ
هُنَاْ رَأَيْتُ أَبِيْ كَالنَّسْرِ فِيْ صِغَرِيْ

يَحْمِي الصِّغَاْرَ، وَلاْ يَخْشَى النِّزَاْلَ، وَلاْ
أَدْهَىْ؛ وَأَصْعَبَ مَاْ فِي الْكَوْنِ مِنْ خَطَرِ

هُنَاْ دَرَسْتُ؛ وَأَتْرَاْبِيْ بِمَدْرَسَةٍ
فِيْهَاْ تَعَلَّمَ بَعْضُ الْبَدْوِ؛ وَالْحَضَرِ

كَأَنَّهَاْ جَنَّةُ الرِّضْوَاْنِ تُتْحِفُنَاْ
بِنَاْفِلِ الْقَوْلِ، وَالأَعْمَاْلِ؛ وَالْفِكَرِ

بِهَاْ تَعَلَّمْتُ، أَنَّ الْحَقَّ مُنْتَصِرٌ
نَصْراً يُؤَيِّدُهُ مَاْ صَحَّ مِنْ أَثَرِ

فَفِي الْمَدَاْرِسِ تَذْكَاْرٌ؛ وَتَذْكِرَةٌ
وَالْحُبُّ يَاْ نَاْسُ مِلْءُ السَّمْعِ؛ وَالْبَصَرِ

هُنَاْ دَرَسْتُ، هُنَاْ دَرَّسْتُ كَوْكَبَةً
مِنَ الشَّبِيْبَةِ تَحْتَ الثَّلْجِ؛ وَالْمَطَرِ

أَعَزَّهَا اللهُ بِالإِسْلاْمِ مُذْ خُلِقَتْ
وَرَاْمَتِ الْعِلْمَ فِيْ فِرْدَوْسِنَا النَّضِرِ

تَبَاْرَكَ اللهُ مَاْ أَبْهَىْ تَنَاْفُسَهَاْ
فِيْ وَاْحَةِ الْعِلْمِ؛ وَالتَّعْلِيْمِ؛ وَالظَّفَرِ

أُوْلَئِكَ الصِّيْدُ أَحْبَاْبِيْ؛ فَحَاْضِرُهُمْ
كَسَاْلِفِ الْعَهْدِ؛ فَوْقَ الرِّيْحِ؛ فِيْ نَظَرِيْ

أَفْنَيْتُ دَمْعِيْ لأَنِّيْ فِيْ مَحَبَّتِهِمْ
أَحْيَاْ، وَلَيْسَ عِيَاْنُ الْحُبِّ كَالْخَبَرِ

هُمْ صَفْوَةُ النَّاْسِ؛ لاْ تُحْصَىْ مَكَاْرِمُهُمْ
عَداًّ؛ يَجُوْدُوْنَ فِي الآصَاْلِ؛ وَالْبُكَرِ

إِنِّيْ سَأَبْقَىْ عَلَىْ عَهْدِ الْوِدَاْدِ لَهُمْ
فِي الْيُسْرِ؛ وَالْغَمِّ؛ وَالأَفْرَاْحِ؛ وَالْعُسُرِ

إِنِّيْ لآمُلُ أَنْ أَبْقَىْ بِبَلْدَتِنَاْ
بَيْنَ  الأَحِبَّةِ مِنْ قَيْسٍ؛ وَمِنْ مُضَرِ

قَوْمٌ تَطِيْبُ لِيَ الدُّنْيَاْ بِمَحْضَرِهِمْ
كَمَاْ تَطِيْبُ جِنَاْنُ الْخُلْدِ بِالْبَشَرِ

وَاللهُ يَنْشُرُ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ نُشِرُوْا
كَمَاْ نُشِرْتُ مِنَ التَّرْحَاْلِ فِيْ سَقَرِ

وَقَدْ قَبِلْتُ قَضَاْءَ اللهِ مُحْتَسِباً
آمَنْتُ يَاْرَبِّ يَاْ رَحْمَنُ بِالْقَدَرِ

هذه القصيدة من البحر البسيط.