رثاء الشيخ خيرو الخطيب من كفرنبل / شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
عمان: الثلاثاء  13 آذار/ مارس 2007م

بَكَىْ صَحْبِيْ عَلَىْ خَيْرُو الْخَطِيْبِ
عَلَى الشَّيْخِ الْمُبَجَلِ؛ وَالنَّجِيْبِ

للاستماع *:* اضغط على اللون الأصفر

 

*********

 

رثاء الشيخ خيرو الخطيب من كفرنبل / شعر؛ د. محمود السيد الدغيم
عمان: الثلاثاء  13 آذار/ مارس 2007م

بَكَىْ صَحْبِيْ عَلَىْ خَيْرُو الْخَطِيْبِ
عَلَى الشَّيْخِ الْمُبَجَلِ؛ وَالنَّجِيْبِ

عَلَى الشَّيْخِ الَّذِِيْ قَدْ فَاْضَ عِلْماً
وَأَثَّرَ فِي الْعُقُوْلِ؛ وَفِي الْقُلُوْبِ

وَزَيَّنَهُ التَّوَاْضُعُ؛ وَالتَّفَاْنِيْ
بِأَيَّاْمِ الشَّبَاْبِ؛ وَفِي الْمَشِيْبِ

وَجَاْءَتْ نَحْوَهُ الطُّلاْبُ تَسْعَىْ
كَمَاْ يَسْعَى الْمَرِيْضُ إِلَى الطَّبِيْبِ

فَعَلَّمَهُمْ، وَعَلَّمَنِيْ عُلُوْماً
وَأَرْشَدَنَاْ إِلَىْ خَيْرِ الدُّرُوْبِ

وَعَلَّمَ مَنْ تَعَلَّمَ خَيْرَ عِلْمٍ
خَبِرْتُ مَزَاْجَهُ عِلْماً بِطِيْبِ

ثَوَىْ فِي السِّجْنِ شَيْخٌ أَلْمَعِيٌّ
تَمَرَّسَ فِيْ مُكَاْفَحَةِ الْمُرِيْبِ

وَلَمْ يَخْشَ الطُّغَاْةَ غَدَاْةَ هَرْجٍ
وَمَرْجٍ فِيْ لَظَى الظَّرْفِ الرَّهِيْبِ

فَقَاْوَمَهُمْ، وَلَمْ يَعْبَأْ بِطَاْغٍ
خَبِيْثٍ؛ تَاْفِهٍ؛ وَغْدٍ؛ كَئِيْبِ

لأَنَّ الشَّيْخَ بِالإِيْمَاْنِ أَقْوَىْ
مِنَ الْجَاْسِوْسِ؛ وَالنَّغْلِ الشُّعُوْبِيْ

وَأَقْوَىْ مِنْ رَئِيْسٍ؛ بَلْ تَعِيْسٍ
خَسِيْسٍ؛ خَاْئِنٍ؛ نَذْلٍ؛ كَذُوْبِ

وَأَقْوَىْ مِنْ وَزِيْرٍ مُسْتَغِلٍ
حَقِيْرٍ؛ فَاْتِكٍ بِالأَهْلِ ذِيْبِ

فَفِيْ عَهْدِ الزُّرَاْفَةِ ثَاْرَ شَعْبٌ
تَلَوَّىْ فَوْقَ أَلْسِنَةِ اللَّهِيْبِ

وَحَاْصَرَهُ الْفَسَاْدُ بِكُلِّ فَجٍّ
عَمِيْقٍ، أَوْسَحِيْقٍ، أَوْ رَحِيْبِ


وَفَاْجَأَنَا الطُّغَاْةُ بِشَرِّ حُكْمٍ
شُعُوْبِيٍّ يُسِيْءُ إِلَى اللَّبِيْبِ

فَآذَاْنَاْ، وَشَرَّدَنَاْ لِيَبْقَىْ
سَعِيْداً فِيْ مُغَاْزَلَةِ النَّقِيْبِ

وَسَاْمَ رِجَاْلَنَاْ قَهْراً؛ وَظُلْماً
كَأَنَّ بِأَرْضِنَاْ حَرْبَ الصَّلِيْبِ

فَمِنَّاْ مَنْ قَضَىْ حُزْناً وَشَوْقاً
بِأَرْضِ الْغَرْبِ، أَوْ أَرْضِ الْجَنُوْبِ

وَمَاْ عَاْدَ الْغَرِيْبُ إِلَىْ بِلاْدٍ
بِهَاْ يَبْكِيْ الْكِرَاْمُ عَلَى الْغَرِيْبِ

وَقَدْ ضَاْقَتْ عَلَى الأَشْرَاْفِ حَتَّىْ
بَكَىْ فِيْهَا الْحَبِيْبُ عَلَى الْحَبِيْبِ

فَفِيْ كَفْرَنْبِلَ الثَّكْلَىْ ثَكَاْلَىْ
تُطَوَّقُ بِالْمُنَاْفِقِ؛ وَالرَّقِيْبِ

يُرَاْقِبُ أَهْلَهَاْ لَيْلاً نَهَاْراً
جَهَاراً فِي الشُّرُوْقِ، وَفِي الْمَغِيْبِ

وَيُقْلِقُ رَاْحَةَ الأَحْرَاْرِ فِيْهَاْ
نَشِيْجٌ فِيْ نَعِيْقٍ؛ فِيْ نَعِيْبِ

فَأَرْضُ بِلاْدِنَاْ صَاْرَتْ سُجُوْناً
بِهَاْ كَرٌّ، وَفَرٌّ لِلْمُرِيْبِ

تَغَرَّبَ مَنْ تَغَرَّبَ دُوْنَ ذَنْبٍ
وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَى الْوَطَنِ السَّلِيْبِ

لأَنَّ مَرَاْبِعَ الأَوْطَاْنِ صَاْرَتْ
مُحَرَّمَةً عَلَى الْعَلَمِ اللَّبِيْبِ

بِهِا الشُّذَّاْذُ قَدْ صَاْلُوْا وَجَاْلُوْا
فَخَاْفَ النَّاْسُ مِنْ ظَرْفٍ رَهِيْبِ

وَفَرَّقَ شَمْلَهُمْ قِرْدٌ لَئِيْمٌ
تَسَلَّلَ مِنْ بَعِيْدٍ، مِنْ قَرِيْبِ

وَدَسَّ قُرُوْدَهُ فِيْ كُلِّ وَكْرٍ
وَحَرَّكَهَاْ بِإِيْقَاْعٍ عَجِيْبِ

فَأَحْدَثَ فِيْ بِلاْدِ الشَّاْمِ شَرًّا
بِهِ يَعْلُو النَّحِيْبُ عَلَى النَّحِيْبِ

فَغَاْدَرَ أَرْضَهَاْ قَوْمٌ كِرَاْمٌ
لَهُمْ حُزْنٌ عَلَىْ خَيْرًو الْخَطِيْبِ

وَغَاْدَرَهَاْ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهَاْ
حَزِيْنٌ بَعْدَ سَيِّدِنَا الأَرِيْبِ

هذه القصيدة من البحر الوافر: مفاعلتن مفاعلتن فعولن