غُرُوْبُ الْحُبِّ
شعر د. محمود السيد الدغيم
كُتِبَتْ في الطائرة ما بين إستانبول ولندن، يوم الأربعاء: 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2010م

 

غُرُوْبُ الْحُبِّ

شعر د. محمود السيد الدغيم

كُتِبَتْ في الطائرة ما بين إستانبول ولندن، يوم الأربعاء: 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2010م

وَصَلَ البريْدُ؛ وَشَاْعَتِ الأَخْبَاْرُ
يَاْ صَاْحِبِيْ، وَأُذِيْعَتِ الأَسْرَاْرُ

قَاْلَ الْمُرَاْسِلُ: هَسْتَرَتْ؛ وَتَزَوَّجَتْ
وَتَرَنَّمَتْ فِيْ عرْسِهَا الأَطْيَاْرُ

وَبَكَى الْحَمَاْمُ على غَرَامٍ غَابِرٍ
فَرْدٍ تَوَحَّدَ ضِدَّهُ الأَشْرَاْرُ

وَاسْتَهْتَرَتْ "عَفْرَاْءُ" لَمَّا سَافَرَتْ
فَالْقَلْبُ صَخْرٌ، والضُّلُوْعُ جِدَاْرُ

وَاسْتَبْلَدَتْ؛ وَتَبَلَّدَتْ؛ وَتَغَيَّرَتْ
وَمَشَتْ، وَوَجَّهَ سَيْرَهَا التَّيَّاْرُ

وَتَجَاْهَلَتْ مَاْ كَاْنَ مِنْ حُبٍّ؛ وَلَمْ
تَعْبَأْ بِمَاْ رَقَصَتْ لَهُ الأَشْجَاْرُ

حِيْنَ الْتَقَيْنَاْ فِي الْحَدِيْقَةِ؛ وَانْتَشَى
الْقَلْبَاْن لَمَّا نِيْلَتِ الأَوْطَاْرُ

وَظَنَنْتُ أَنَّ الْحُبَّ يَبْقَىْ؛ وَالْهَوَىْ
يَنْمُوْ، وَيُفْلِحُ عَاْشِقٌ مُخْتَاْرُ

وَحَسِبْتُ عِشْقَ الفَاْتِنَاْتِ مُؤَبَّداً
لا الْغَدْرُ يَحْرِفُهُ وَلا الدِّيْنَاْرُ

لَكِنَّنِيِْ أَيْقَنْتُ بَعْدَ زَوَاْجِهَا
أَنَّ الْغَرَاْمَ عَلَى الْغَرَاْمِ غُبَاْرُ

وَعَلِمْتُ أَنَّ الْعِشْقَ مَلْهَاْةٌ
وَمَأْسَاْةٌ؛ ضَحَاْيَاْهَاْ هُمُ الأَحْرَاْرُ

إِذْ أَنَّ عِشْقَ الْحُرِّ دَيْنٌ ثَابِتٌ
وَمُؤَبَّدٌ؛ وَمُثَبَّتٌ؛ وَقَرَاْرُ

وَغَرَاْمُ جُلَّ الْغَاْنِيَاْتِ مَصَاْلِحٌ
آنِيَّةٌ يَحْظَىْ بِهَا التُّجَّاْرُ

مِنْهُنَّ "عَفْرَاْءُ" الَّتِيْ أَحْبَبْتُهَاْ
حُباًّ تَفِيْضُ بِبَحْرِهِ الأَشْعَاْرُ

وَبِحُبِّهَا رَقَصَتْ طُيُوْرُ قَصَاْئِدِيْ
وَتَحَيَّرَتْ مِنْ غَدْرِهَا الأَفْكَاْرُ

إِذْ تَاْجَرَتْ بِالْحُبِّ لَمَّا سَاْفَرَتْ
وَتَنَكَّرَتْ؛ وَتَكَرَّرَ الإِنْكَاْرُ

وَاغْتَاْلَتِ الْحُبَّ الْقَدِيْمَ بِمُتْعَةٍ
مَرْذُوْلَةٍ عُنْوَاْنُهَا الْمِسْيَاْرُ

وَتَعَجَّبَ الْعُذَّاْلُ مِنْ أَفْعَاْلِهَاْ
وَتَعَجَّبَ الأَشْرَاْرَ وَالأَبْرَاْرُ

فَمَسَحْتُ مِنْ قَلْبِيْ رَزَاْيَاْ حُبِّهَاْ
وَحَزِنْتُ لَمَّاْ حَنَّتِ الأَوْتَاْرُ

وَسَلَوْتُ ذِكْرَاْهَا لأَنَّ غَرَاْمَهَاْ
كَذِبٌ سَرَاْبٌ خَاْدِعٌ جَرَّاْرُ

وَقَنِعْتُ أَنِّيْ قَدْ خُدِعْتُ لأَنَّنِيْ
حُرٌّ، وَيُخْدَعُ فِي الْهَوَى الأَحْرَاْرُ

فَالْحُرُّ يَزْرَعُ بِالْغَرَاْمِ مَزَاْرِعاً
عُظْمَىْ؛ وَيَحْصِدُ زَرْعَهَا السِّمْسَاْرُ

يَاْ عَاْشِقِيْنَ تَعَلَّمُوْا مِنْ قِصَّتِيْ
فَلَقَدْ هَوَيْتُ؛ وَأَحْرَقَتْنِي النَّاْرُ

القصيدة من البحر الكامل.