للتحميل والقراءة : كتاب فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، المؤلف : عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني، المحقق : إحسان عباس، الناشر : دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة : 2: ، 1982م، عدد الأجزاء : 2
******
رابط تحميل الكتاب مضغوط
Fahris-al-Faharis1-3 20/04/2009,15:51 821.06 Kb
*****
رابط تحميل الكتاب بون ضغط
Fahris-al-Faharis1-3 20/04/2009,15:54 3.80 Mb
******
الكتاب : فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات
المؤلف : عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني
المحقق : إحسان عباس
الناشر : دار الغرب الإسلامي - بيروت ص. ب: 113/5787
الطبعة : 2: ، 1982
عدد الأجزاء : 2
[ ترقيم الكتاب موافق للمطبوع ]
فهرس الفهارس والإثبات
مقدمة لكتاب فهرس الفهارس
بقلم كاتب كبير وشاعر خطير (1)
أتقدم اليوم إلى ديوان الخلود، وعريضة الأعمال الطائلة، وإلى لوح الدهر الحافل بذكريات أفذاذ العالم وأقطاب العلم والتفكير، بكتابة موجزة ولكنها الطالعة الغراء لذلك الديوان الشرقي، والعنوان الصادق لتلك العريضة الضافية، والروح الحي بجوهر ذلك اللوح الوضاح - حقا إنها كلمة يسيرة وكتابة موجزة، ولكنها كل المهمة التي وأيم الحق ما كنت لأحلم بان مثلي ستتيح له سوانح السعد التفرد بنعمة شرف مزاولتها والقبض على زمام فخرها وماذا عساي أن أستطيعه من الكتابة في ترجمة رجل العلم والعمل، وقطب الشهامة والسياسة والعزم، وأستاذ الأخلاق والمروءة، ومثال الإخلاص والعفة، الكعبة المحجوجة للطبقة الراقية من غواة الكتابة ووعاة العلم من مختلف أنحاء المعمور، والمنهل العذب لرواد المعارف، وعفاة الفائدة الغالية والنادرة العالية والنكتة الغريبة والطرفة المستملحة، من متنوع فنون العلم ومتشعب طرائق المعرفة، والساعد المساعد الأعظم لكل اّخذ في مشروع علمي أو عملي من عشاق البحث وحداة الاستفادة، العرق الحي النابض في جسد الإسلام المنهوك المثخن، أستاذ الأساتذة مولاي وسيدي وملاذي وولي
__________
(1) إن صدر هذه المقدمة نموذج للتكلف، ولكن ليس من حقنا حذفه، ولذلك رأينا من الأمانة للطبعة الأولى إبقاءه.
و هذه المقدمة هي بقلم أبو العزم الشاعر ، تلميذ المؤلف و الذي نشر الطبعة الأولى للكتاب عام 1947 هجرية - 1929 ميلادية . (المحقق)
(1/1)
________________________________________
نعمتي وعتادي، الشيخ أبي الإسعاد وأبي الإقبال وأبي الإرشاد محمد عبد الحي ابن الشيخ الأكبر العارف الأشهر مولانا أبي المكارم الشيخ سيدنا عبد الكبير الحسني الإدريسي الكتاني أطال الله بقاءه ممتطيا جواد العلم الذي لا يكبو، متدرعا صارم المجد الذي لا ينبو، رافلا في حلل السيادة والسماحة والشرف. قد والله تلعثم لسان القلم، ونضبت دواة الضمير القائد، وخرت عزيمة الافتكار ساجدة بين يدي عظمة شأنه وفخامة قدره، وتأخرت فتاة النجدة القلمية واضعة سلاح القوة العاملة، خافضة راية التقهقر والانكسار أمام جيش فضائله العرمرم، سادلة من جلباب الخجل والوجل ما لعله يستر فضيحة عار القصور، ويكفر جريمة فادح التقصير.
وجدت زهر خيمه متفتحا، وموج بحار علمه متدفقا، واطراد مجده رواسي شامخات، ونجوم سماء ذكره زواهي زاهرات، فما الذي أختاره لك أيها القارىء الكريم من عيون فضائله وكلها مختارة:
تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد وان موقف التحدث عن تاريخ حياة عظيم مثله من أكبر زعماء العالم الإسلامي في هذا العصر لموقف رهيب يسيخ فيه قدم مثلي، ولكنني أوثر الحقيقة الناصعة لحمل إكليل الشرف بأداء هذا الواجب المقدس نحو شخصه المفدى بكرائم الأرواح، فهي الجديرة به، وعلى كاهلها أضع حق النهوض فهي القادرة على بعضه، ولسانها الصادق استملي، فهي التي تملي علينا من جميل ترجمته الطيبة الأحدوثة، الناصعة بياض المخبر، الحاضرة الأثر والعين، ما يقضي به الحق وتشهد به عدول المحاسن، ويزكيه قسطاس التاريخ العدل.
لست أنظر من مرآة محاسنه الصقيلة من خصوص جهته الشخصية المحبوبة
(1/2)
________________________________________
حتى يتبسم له قلمي عن شعر الملاطفة والمحاباة، كلا وربك، تلك شنشنة لم أعرفها من اخزم، وذلك مهيع لم من أبناء العفة، فكيف لقلم مثلي بمواساة من أغنته ثروة مجده الطائلة عن مواساة أقلام الكاتبين ! أم كيف لصرير قلمي أن يصل إلى منافذ ذلك العقل الكبير وقد ملأها صوت ضمير النزاهة روعة وجلالا، وصد رنين الحق حاسته السمعية عن سماع نداء الاستمالة والاستهواء بتمويهات القول الكاذب وتنويهات الفضل المزعوم ! إن أول مايتراءى من بين أشباح أغنياء الشرف المطل على مستوى العلماء الدينيين من نوافذ الاستطلاع شبح مولانا الأستاذ الإمام يتراءى طودا راسخا على قوائم الجد العملي، وقد كسته يد طبيعة السعد الجميل والبخت الميمون حلة الازدهاء والازدهار.
1 - بدايته ومشيخته ورحلاته:
ربي في كنف والده المحترم، وزاويتهم المكتظة على الدوام برجال العلم والدين والأدب من الوطنيين والأفاقيين، وأول ماحبب الله إليه من العلوم علم الحديث والسيرة النبوية بسبب حضوره دروس والده المفضال فيهما. وأول كتاب حضر عليه فيها الشمائل بشرح المناوي:
*فصادف قلبا خاليا فتمكنا* ... فاتخذ الكتاب المذكور هجيراه حتى كاد يحفظه، ثم أخذ في حضور دروس العلم على أعلام فاس :
1 - كخاله أبي المواهب جعفر بن إدريس الكتاني: سمع عليه الكثير من كتب الحديث والفقه والتصوف والتاريخ والأنساب في مجالس خاصة، والهمزية بجامع الأقواس في الملأ العام، وأجازه عامة مروياته عام 1318.
2 - ووالده الشيخ الإمام: سمع عليه كثيرا من كتب الصحاح والسنن
(1/3)
________________________________________
والمساند والمعاجم والأجزاء والأوائل والمسلسلات وكتب التفسير، خصوصا الدر المنثور والبغوي وابن كثير والألوسي وكتب التصوف كالإحياء والقوت والعوارف والفتوحات والفصوص والعهود والمنن والإبريز، خصوصا كتب الطبقات والتراجم ودقائق طرائق القوم وكان خريتها المرحول إليه فيها تهذيبا وتكميلا، وهو عمدته واليه ينتسب وعنه يروي.
3 - وشقيقه أبي عبد الله محمد بن عبد الكبير الكتاني: حضر عليه في الصحيح والشفاء وسنن النسائي والمواهب والشمائل، وسمع عليه الكثير من الإحياء والفتوحات المكية والقوت وغيرها من كتب الحديث والتصوف، وأخذ عنه فلسفة التشريع وعلم الأخلاق والكلام وغير ذلك، ولازمه ملازمة الظل للشاخص عدة سنوات.
4 - وابن خاله أبي عبد الله محمد بن جعفر الكتاني صاحب السلوة: حضر درسه في الصحيحين والموطأ وسنن أبي داوود والألفية والمختصر والمرشد وجمع الجوامع وغير ذلك، وسمع عليه كثيراً من المسلسلات والأوائل والفوائد.
5 - وأبي العباس أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري:سمع عليه جميع الشفا والطرفة بشرحها وحاشيتها عليه ومجالس من الصحيح والحكم العطائية وجملة صالحة من التلخيص.
6 - وأبي عبد الله محمد بن قاسم القادري:أخذ عنه الشمائل بشرح جسوس وحاشيته عليه والبردة بشرحها للأزهري وحاشيته عليه وجمع الجوامع والجرومية والشيخ الطيب على المرشد بحاشيته عليه.
7 - وأبي عبد الله محمد بن عبد السلام قنون:حضر عليه في جمع الجوامع وعبادة المختصر بشرح الدردير، وغير هؤلاء من أعلام فاس.
(1/4)
________________________________________
وفي أثناء ذلك كان يتردد على بقية البقية من مسندي المغرب وشيوخ الرواية والعلو في السند.
8 - فأخذ عن قاضي مكناس أبي العباس أحمد بن الطالب بن سودة: سمع عليه بعض الصحيح بالحرم الإدريسي، ثم تردد إليه بداره بفاس عام 1318 وسمع عليه أوائل الصحيحين والشمائل وأجازه عامة مرورياته بخطه ولفظه.
9 - ومحدث فقهاء المغرب أبي عبد الله محمد الفضيل بن الفاطمي الإدريسي الزرهوني: سمع عليه الكثير من كتب السنة وبالخصوص شرحه الجامع على البخاري المسمى بالفجر الساطع، وسيدنا الأستاذ المترجم حفظه الله منفرد بروايته عنه الآن في الدنيا واجازه إجازة عامة بخطه ولفظه وذلك 6 جمادي الثانية عام 1318بزرهون.
وكاتب بقية المسندين بالأقطار البعيدة والنائية في المشرق، أخذ عنهم بالمكاتبة:كمسند المدينة المنورة أبي الحسن عليّ بن ظاهر الحنفي أجازه مكاتبة عام. 132.
وعالم المدينة المنورة أبي العباس أحمد بن إسماعيل البرزنجي أجازه مكاتبة عام. 1319
ثم رحل بنفسه للعدوتين عام 1319 فاستجاز فيها القاضي العدل أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري الرباطي وغيره.
ثم رحل عام 1321 إلى مراكش فأخذ في طريقه إليها وأخذ عنه وحصل له فيها إقبال عظيم، ناهيك أن الخليفة السلطاني في مراكش إذ ذاك المولى عبد الحفيظ بن الحسن أخذ عنه واستجازه فأجازه وألف باسمه فهرساً سماه المنهج المنتخب المستحسن فيما أسندناه لسعادة مولاي عبد الحفيظ بن السلطان مولاي الحسن.
(1/5)
________________________________________
وفي عام 1323 رحل للحجاز فدخل مصر وأدرك بقية المسندين بتلك الديار، خصوصاً شيخ الإسلام عبد الرحمن الشربيني، وشيخ المالكية سليم البشري، والشهاب أحمد الرفاعي، والشيخ حسين الطرابلسي الحنفي، والشيخ عبد الله البنا بالاسكندرية، فأجازوه بما لهم في المعقول والمنقول.
ثم دخل الحجاز فألقى به عصا التسيار وأخذ عن بقية من وجد هناك من المعمرين، كالسيد حسين الحبشي الباعلوي المكي، وهو اعظم من لقي في الحجاز، جلالة في النفوس، ووقعاً في القلوب، وسعة رواية، ومحدث الحجاز الشيخ فالح الظاهري، وأديب الحجاز الشيخ عبد الجليل برادة المدني، والشهاب البرزنجي المدني، والشيخ خليل الخربطلي المدني الحنفي، وعالم مكة الشيخ حسب الله المكي الشافعي، والشهاب أحمد الحضراوي الشافعي المكي وغيرهم من حجيج الآفاق الذين وردوا تلك السنة من الهند واليمن وغيره من بلاد الله شرقاًوغرباً. وفي مكة صادف صاحبه الشيخ أحمد أبا الخير المكي الهندي مسند الشرق فتصافحا وتصاحبا وتدبجا فوافق شن طبقة وحمل كل منهما عن الآخر علماً جماً.
ثم دخل الشام فأدرك به بقية البقية من رجال الدور الأول، خصوصاً الشيخ عبد الله السكري الركابي بدمشق، وهو أعظم مسند وجده في تلك الديار وأفخر، والشيخ سعيد الحبال، والشيخ أبا النصر الخطيب، والشيخ محمد أمين البيطار وأمثالهم، فرجع إلى المغرب حاملاً راية التحديث والرواية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ومجموعة إجازاته من شيوخه في مجلد ضخم.
وقد درس في الحرم المدني جميع شمائل الترمذي ومقدمة صحيح مسلم ودرس سنن النسائي في ضريحه بالرملة من فلسطين، والفتوحات المكية في ضريح الإمام الحاتمي بدمشق، والموطأ في ضريح الإمام مالك بالبقيع، وكتاب
(1/6)
________________________________________
الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا في بيت المقدس، وفي يوم ختمه لشمائل الترمذي أنشد فيه عالم المدينة المنورة الآن الشيخ أبو عبد الله محمد العمري الجزائري المالكي قوله:
حللت حلول الغيث في البلد المحل ... إمام غياث الخلق بالرحب والسهل
وأحببت عبد الحي آثار من مضى ... من السلف الأخيار في القول والفعل
وشنفت آذاناً بذكر شمائل ... لخاتم رسل الله ذي المنطق الفصل
وأبديت من غر الفوائد جملة ... بها خلصت كل النفوس من الجهل
وصارت مثالا يحتذى لمدرس ... ونور هدى للطالبين إلى الفضل
فلا زلتم سفن النجاة لأمة ... تقلبها الآفات علوا الى سفل
ولا زال في الإسلام منكم دعائم ... بني المصطفى أهل الديانة والعدل وقد خضع له في الشرق رقاب، وأذعن له فحول لا يقعقع لهم بالشنان، أخذوا عنه واستجازوه إذ ذاك مع صغر سنه، ولأسانيده روجان عظيم في تلك الديار واعتبار كبير، لحد أنهم يحتجون بما يرويه أو ينقله في دروسهم وتصانيفهم إلى الآن. ووقع له من الإقبال في دمشق الشام ما أمست الركبان تتحدث به، وما زالت الألسن رطبة طيبة بذكر دروسه في المسجد الأموي يوم الجمعة، وقد أنشد الأديب المصقع الشيخ أبو الخير الطباع الدمشقي في الملأ العام من الذين خرجوا لتوديعه في محطة دمشق قوله مودعاً ومؤرخاً:
قد أشرقت جلق واحتلها الظفر ... مذ حل فيها لعمري ذلك القمر
بدر الكمال وشمس العارفين سنا ... وفرقد العلم من ألفاظه الدرر
تاج الشريعة (عبد الحي) سيدنا ... جعفي ذا العصر منه الدر ينتثر
وحين حل دمشقا قلت أرخ ألا ... أمست بكوكب عبد الحي تزدهر
(1/7)
________________________________________
وفي عام 1339 رحل إلى الجزائر وتونس والقيروان، فعرف في تلك الديار المأهولة بأهل العلم والإنصاف مقامه وفضله، وما زال تذكار أثر تلك الرحلة الواسعة تردده الأفواه، ودروسه وأماليه مرموقة بعين الحفظ والاهتمام.
وقرأ بالقيروان الرسالة والنوادر في ضريح مؤلفهما ابن أبي زيد، والملخص في ضريح مؤلفه القابسي، والمدونة في ضريح مؤلفها سحنون.
2 - ثناء الكبار عليه واعترافهم بمحضيلته:
ناهيك في هذا الباب بتحلية شيخ الإسلام عبد الرحمن الشربيني له في تقريظه على رسالته الرحمة المرسلة المطبوع معها بمصر عام 1323 بحافظ المغرب، وناهيك بها من مثله على بخله بالحلي ومزيد تثبته، وكثيراً ما ينقل عالم الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعي في تأليفه في الفونغراف (1) واصفاً له بالحافظ. وكذا وصفه شيخ المالكية بالأزهر الشيخ سليم البشري في إجازة له بالحافظ الضابط الثقة المتفنن. وكذا وصفه عالم مراكش وزعيم علمائها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السباعي عام 132. بالعالم الحافظ اللافظ. وأنشد فيه:
أمين على ما استودع الله قلبه ... فإن قال قولاً كان فيه مصدقاً وقال عنه بو صيري العصر وحسانه الشيخ أبو المحاسن النبهاني في وصاية به لمفتي يافا الشيخ أبي المواهب الدجاني جاء فيها: وهو (أي المترجم) يسمع بكم وبفضلكم ويعرف ترجمة أبيكم معرفة جيدة لا تقل عن معرفتنا به لأنه من أنجب أهل العصر، ولو قال لفظ (من) هنا زائدة لا يستبعد.
وقال فيه أيضاً الشيخ النبهاني في كتابه أسباب التأليف من هذا العبد
__________
(1) أنظر هذه الرسالة (ط 1324) ص: 40.،. 42.
(1/8)
________________________________________
الضعيف (1) : " وهو بالاختصار رجل كثير الفضل والأدب، عارف بالحديث والعلوم النافعة، نير الباطن والظاهر، جميل الصورة والسيرة، في سن إحدى وعشرين لكنه أعطي من الفضل والكمال والقبول والإقبال ما لم يعطه كثير من المعمرين وهو في ازدياد بفضل الله ببركة جده الأعظم صلى الله عليه وسلم " .
وقال أيضاً في كتاب جامع كرامات الأولياء (2) " ومن نظر إلى معارفه مع ما كساه الله من حلل المهابة والوقار، مع كمال حليته وفصاحة لسانه وقوة محفوظاته ووفرة عقله ودقة نظره وحدة فهمه، يتعجب من حصول ذلك مع هذه السن، ولكن الله يهب من يشاء ما يشاء ولاسيما آل البيت "
وكتب عالم المدينة المنورة الشهاب البرزنجي في إجازته له عام 1319 محليا له بقوله: " الأوفر من التحقيق، وحاز الحكم الأنور من التدقيق، ورفل من فنون العلم في ثوب فضفاض، وأخرس كل مجادل بلسان نضناض، بما حواه من ضياء مدارك التقى، من سني مسالك الهدى، وفرع مجده الباذخ كل مجد طريف وتليد، وقرع جده الشامخ كل ماجد وشريف " .
وكتب مسند الشرق الشيخ أحمد أبو الخير المكي الهندي في إجازته له: " من علت همته في طلب هذا الشأن، السابق فرسه في هذا الميدان، من بين الأماثل و الأقران، الغني بما منحه الله من الشرف والشهرة عن الإطراء في المدح والوصف والبيان، العلامة المسند للرحلة، العلم المفرد الذي لم تر عيني نظيرا له ولا ثاني " .
__________
(1) انظر ج 4 ص 473.
(2) جامع كرامات الأولياء 1: 239.
(1/9)
________________________________________
وكتب الشيخ أحمد أبو الخير مكتوبا لشيخه مسند عصره القاضي حسين السبعي الأنصاري يستدعي فيه الإجازة للمترجم قال فيه: " وفد إلى مكة في هذا العام رجل من فضلاء الغرب وصلحائه، عالم مدينة فاس ومحدثها وابن محدثها، شيخنا وسيدنا العلامة المحدث المسند السيد محمد عبد الحي الكتاني الحسني، وقد أخذ المذكور كما يظهر من مسودة معجمه، وله ولع واشتغال بالحديث أخذاً وأداء، بل وعملاً به ووقوفاً وإحاطة على أسماء العصر ومسنديهم خصوصاً على اسمكم الشريف، وقد هرعت إليه أهل مكة قاطبة فسمعوا منه حديث الأولية وأستجازوه، ومن جملتهم الحقير خويدمكم... " ، وهي بتاريخ.1323
وناهيك بهذا من مثله مع تطوافه في الشرق وسبره أعلام الهند واليمن والحجاز وغيره.
وكتب له سنة 1325 في مسألة حديثه إلى أن قال فيها: " مع اعتقادي بأنكم أحفظ أهل العصر " .
وقال الأستاذ الشيخ جمال الدين القاسمي الدمشقي فيه من قصيدة طنانة:
لله در فتى أحيا معالمه ... فحيث سار يرى للعلم تابعه
غدا مثال الهدى والمكرمات فمن ... يقفوه في هديه فالله نافعه
مثل الإمام المفدى اليبد الحسني ال ... كتاني من في المعالي ضاء لامعه
محمد وهو عبد الحي بدر تقى ... سليل مجد كبير الصيت ذائعه
لم أنس لما بدا في الشام كوكبه ... وآنس الكل والإقبال تابعه
لله أوقات أنس في زيارته ... لنا وما قد صفت منها مجامعه
وسعينا لجلا مرآه في نزه ... يضوع عن عرفها الفواح ضائعه وكتب عالم الجزائر الشيخ محمد بن عبد الرحمن البو سعادي الهاملي في
(1/10)
________________________________________
تحليته حفظه الله ومتع الإسلام بوجوده: " مجدد رسوم الحديثية، ومحيي دارس الآثار المصطفية بالمغربين، بل حافظ الخافقين، المشرق نوره بالمشرقين، بلا مرية ولا مين " كتب له ذلك سنة 1328، ولقبه الشيخ المذكور بعد اجتماعه به وحضوره درسه في زاوية الهامل ب " لسان السنة " .
وكتب له أستاذ أفريقيا ومسندها الشيخ المكي بن عزوز أول تأليفه عمدة الإثبات " وبعد فإن أنزر العلوم في هذا الزمان علم الحديث ومعالم السنن، مع كونها أرفعها وأنفعها وأشرفها، فبينما أنا آسف وباك، وإلى الله المستعان شاك، إذ جاءت الركبان، والبريد من أقاصي البلدان، بأخبار تنعش الروح، وتداوي القلب المجروح، بإحياء السنن وإفاضة المنن، من منابع عرفانية، ومطالع ربانية، من صفوة العصر زينة المغرب، السادات الكتانية، وتواترت الأخبار، وانتشرت الآثار، فحمدنا الله على وجود الطائفة القائمة بأمر الله، الداعية إلى الله، الهادية على بصيرة إلى منهج رسول الله، ومن رجالها الكاملين، وأطوادها الراسخين، حضرة العلامة المكين، ذي الفهم المتين، والنصح المبين، أبي عبد الله سيدي محمد عبد الحي " إلى أن قال: " لأنه من أيمة هذه الصناعة، ومن الداعين إلى التعلق والتخلق والتحقق بالأنفاس النبوية والمكارم الأثرية، فهو ممن يقول ويفعل، لاكمن يأخذ ويعطي الإجازة ويدرس الصحيحين ولا يقتدي بما فيهما، ولا يعتمد على إفادتهما استغناء بأوهام الآراء وعصارة الأذهان " ...
وقال الأستاذ ابن عزوز المذكور في طالعة مكتوب له : " إمام الحفاظ والمسندين، وقبلة آمال المحبين للسنة والدين، الغني عن التمجيدات، وإشهار ماله من معالي الصفات " ...
وقال أيضا بعد وقوفه على كتابه البحر المتلاطم : " لقد أدهشتني حتى كدت أدوخ بين تعجب وحمد، وشكر لله واستعظام لشأن المؤلف، وإكبار
(1/11)
________________________________________
لتلك النباهة وحسن التطبيق ورعاية قواعد البلاغة في التراكيب، وغير ذلك مما لا يكاد يجتمع في إنسان واحد. وكنت لما ألفت كتابي السيف الرباني، وعرضته على نظار جامع الزيتونة ليأذنوا بطبعه، وأعلمهم وأدقهم نظرا شيخنا سيدي عمر بن الشيخ، ولا يخشى إلا منه، فبعد إطلاعه عليه قال لي : أقول لك كلمة باليمين لئلا تظن أنها مجاملة ظاهرة، ما ظننت أنه يوجد على وجه الأرض من يؤلف مثل هذا الكتاب، فهذه الكلمة جنابكم أحق بها ورب الكعبة، أين السيف الرباني من البحر المتلاطم الأمواج... " .
وقال في رسالة له أخرى : " لكم عليّ فضل عظيم، ونعمة طوقتمونا بها، وهي أنكم بهذا الكتاب أدبتمونا، وكسرتم شوكة إعجابي بنفسي، وعرفتموني قدري، وأوقفتموني عند حدي، بلسان الحال لا بلسان المقال، كانت نفسي الخبيئة تظن أن ليس في غالب المعمور من يحس التآليف مثلها، وأظن لو سئلت قبل كتابكم هذا : هل تعلم من يطلع على مخبآت الكتب وذخائر الدفاتر، وينقب في كل فن، ويصنف بانسجام وتنظيم رائق، ويطبق القواعد على موضوعاتها مثلك لقلت : لا، ولو في قلبي، فقد أبرز الله لي ما يكذب النفس الأمارة بالسوء،
وعرفها أن في الزوايا خفايا، وفي الرجال بقايا، وأن أولئك السادات الكتانيين هم الطائفة القائمة بأمر الله ورسوله، هم العلماء بالله ورسوله وبالدين، هم المعانون من الله في أوقاتهم وكتبهم، هؤلاء الذين كلامهم أشد وقعا على المبتدعة من مواقع المترليوز، لا المكي ابن عزوز، ولكن أحمد الله حيث وعظني الله بك وأنت شاب، وأنا اشتعلت لحيتي شيبا أو كادت، بل سررت بأنك تبقى في المستقبل إن شاء الله عشرات السنين، لتنفع المسلمين، وتنصر الدين وأنت أهل لذلك... " .
وقال شامة العصر الشيخ أبو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني صاحب السلوة في تأليفه الكبير في البيت الكتاني بعدما ترجم لوالد الأستاذ ما نصه: " وخلف
(1/12)
________________________________________
رضي الله عنه ولده الشهير المحدث الكبير العلامة الماهر التاريخي النسابة الباهر، ذا التآليف الكثيرة والفوائد الغزيرة والنكات العجيبة والاستنباطات تالغريبة، أبا عبد الله مولانا محمد عبد الحي، أخذ عن والده وأخيه وعن غيرهما من الشيوخ، واستجاز عددا كثيرا من الأكابر وأهل الرسوخ.
وحج البيت الحرام، وحصلت له شهرة كبيرة بمصر والحجاز والشام، واستجاز هناك واستفاد، كما انه حدث وأجاز وأفاد، وهو حي لهذا العهد " .
ومجموعة ما مدح به من القصائد والتقاريض على تآليفه من أدباء الشرق والغرب تخرج في مجلدات، كما أن مخاطبات الملوك له وكبار رجال العلم والدين والسياسة والحكومة تخرج أيضاً في مجلدات.
1 - معلوماته وما يغلب عليه الخوض فيه من أبواب العلم:
يعرف الحديث معرفة كبرى جرحاً وتعديلاً، واضطراباً وتعليلاً، صحة وسقماً.أجمع المخالف والموافق ممن يعتد به على أنه حافظ العصر ومحدث الزمان، نشر من علوم الحديث تدريساً وتصنيفاً وتشجيعاً وتعليقاً ما عجز عنه غيره، وتصانيفه في ذلك منتشرة في مشارق الأرض ومغاربها، محتج بها معول عليها من أساطين العلم في المشرق والمغرب، وجمع حفظه الله من كتب هذا الباب ما لم يجمع في مكتبة الآن بالمشرق والمغرب، وتم له سماع وإسماع الكتب الستة وكثير من المساند والمعاجم والأجزاء والمشيخات والإثبات مراراً، أما العالي والنازل ومعرفة الطبقات والطباق فحدث عن البحر ولا حرج.
يعرف التاريخ الإسلامي وفلسفته معرفة جيدة، بل هو فيه فارس الرهان وسابق الميدان وحامل الراية.
(1/13)
________________________________________
يعرف أنساب العرب والبربر معرفة لا يعرف لأحد من معاصريه فيها مجار بل ولا مقارب، وأنساب بني هاشم بالخصوص، والأدارسة بنوع أخص، وقد جمع من كتب هذا الفن أيضا وسجلاته العجب العجاب.
يستحضر طبقات العلماء ويورد سيرهم إيرادا لا يطمع في مجاراته فيه طامع، ويحفظ الوفيات والولادات والمطاعن والملامح حفظا يسترعي عيون المصيخين، ويستدعي الإعجاب الكبير، لا فرق في محفوظاته الكثيرة الواسعة ومعلوماته الجليلة وأحاديثه عن الغابر والغابرين
بين المشرقي والمغربي، والعربي والعجمي، ولابين القديم والحديث، حتى إذا سمعه المكي والمدني يتكلم عن سير الحجازيين والشامي في أخبار الشاميين والمصري في المصريين والهندي في الهنديين واليمني في اليمنيين وخطوطهم وأنسابهم وأسانيدهم وكتبهم ووقائعهم ونوادرهم وكل ما يمكن أن يطلع عليه من الأحوال والماجربات والشئون، قطع أهل كل إقليم
بأنه في إقليمهم تربى وبين ظهرانيهم عاش. لذلك كلما هم مؤرخ من مؤرخي العصر في جهة من الجهات بالتصنيف و الجمع لأخبار جهة لم يجد صمدا يصمد إليه ولا عدة وعمدة يتخذها سوى الأستاذ حفظه الله. واسأل الأساتذة الكاتبين (ابن عليّ) في تاريخه لسلا و(ابن إبراهيم) في تاريخه لمراكش و(بوجندار) في تاريخه للرباط و (ابن زيدان) في تاريخه لمكناس و (سكيرجا) في تاريخه لطنجة، تعرف الحقيقة الناطقة بصحة حديثنا الصادق عن قيمة الرجل العالمية العظيمة بين أهل الوسط الذي يعيش فيه. أضف الى هؤلاء غيرهم من دكاترة الأمم الإفرنجية - ورجالات العالم الغربي ك (دوكاستري) في تاريخه للدولة السعدية و (ليفي بروفنسال) في أصول التاريخ المغربي وغيرهم من جهابذة البحث وفطاحلة النقد.
يعرف علاوة عن ذلك فلسفة التاريخ معرفة واسعة خصوصا التاريخ الإسلامي وبالخصوص فيما يرجع لبلاده ودولها وحوادثها وما جرياتها.
(1/14)
________________________________________
ويعرف في الأصول معرفة لا تقل عن سابقاتها، بحيث يحسن تطبيق الأصول على الفروع، خصوصاً في دروسه الحديثية ومؤلفاته الفقهية، وإليه في فلسفة التشريع المرجع والمنتهى، لا يستلذ سماع حكم التكاليف الشرعية والأوامر الإلهية ونظامات الإسلام من غيره.
ويعرف التصوف الإسلامي النقي الذي في دار سلفه الصالح باض وفرخ المعرفة الباهظة، يحسن الكلام فيه ويستحضر مشكلات الفتوحات المكية وأمثالها والأجوبة عنها، ويحسن تقريرها على البديهة. وتطبيق مشارب أهلها على مبادئ الكتاب والسنة.اعترف له بذلك رجال الطريق من كل فريق، وإليه انتهت رياستهم اليوم فلا متكلم أمامه ولا متقدم وهو رافع منار الطريق اليوم فلا متكلم أمامه ولا متقدم وهو رافع منار الطريق اليوم لأهلها الذاب عنها في السر والجهر لدى من جهلها.
ويعرف السياسة الحاضرة خصوصاً الشرقية معرفة جعلته ممن يشار إليهم فيها بالبنان وقد اعترف له الساسة من الإفرنج بذلك.
4 - أخلاقه ونعوته:
سيدنا الشيخ المترجم أكبر ساع ومدير لدوالب عاطفة الاتحاد بين مختلفي أرباب الطرائق والمبادئ والغايات، دمث الأخلاق لين العريكة صادق اللهجة والحديث، طاهر الخيم جميل الشيم، حسن الضريبة، يعجبك مخبره، ويدهشك منظره، وتروقك أحاديثه الخلابة وابتساماته العذبه، فتطمعك وتمنيك، ولكن سرعان مايبدهك بلسان شهامته الدينية، ويبهتك بنظراته الجديه، واسع الصدر صبور على الجفوة، فاتح للباب على مصراعيه للوارد والزائر، سعى غاية السعي في تعليم أمم البربر أحكام الإسلام ومميزاته يخرج لهم بنفسه لا يبالي في ذلك بالزاري ولا القالي، فعرفوه وأحبوه، فانتشرت فيهم المساجد وكثر قراء القرآن وطلاب العلم والدين، ساع لتمكين
(1/15)
________________________________________
العقيدة السلفية منهم وإيثار الأوراد النبوية المأثورة على غيرها، مخفف الوطأة غلو الاعتقاد منهم، وتدريسه في أسفاره أكثر منه في حضره، فقل موطن حل فيه في المشرق والمغرب ألا ودرس فيه وأملى وأفاد وأبدا وأعاد، شغفه بالدراسة والمطالعة فوق كل شغف وعاطفة، قوي الحافظة فصيح التعبير سيال القلم، لم نر ولم نسمع في زماننا هذا بمثل شغفه بالمطالعة، لا يملها وإن ملته. هي أول أعماله صباحاً وآخرها مساء، لا ينام إلا غلبة وكراسته في يده الشريفة.
وبالجملة فالأستاذ كبير في عقله، كبير في علمه، كبير في عمله، قد زاده الله بسطة في العلم والجسم والقدر والشأن، فهو الشامة البيضاء اليوم في جسم الإسلام، والغرة الوضاحة في جبين العصر، والإكليل المنضد على هامة الدهر، راوية العلم وخزانة الآداب وبحر المعارف، وشمس الذكاء والنبل، وهو الرجل علماً وعملاً، الصحيح ديناً القوي أملا، وهنا أتمثل بقول الشاعر الكريم:
مدح العظيم عظيم المدح لو قدرت ... مني السجايا عليه كنت مبديه
فما بدا لي منه ليس يقنعني ... وما يقنعني عجزت أبديه
فرب مدح عظيم كان عجزك عن ... إبدائه هو عين المدح تبديه 5 - مكتبته:
جمع مكتبة سرت بحديثها الركبان من أقاصي الشرق إلى أقاصي الغرب بهمته العالية وولوعه العجيب في هذا الباب، وخدمه السعد في ذلك أكبر الخدمات وأجملها. رتبها ونظمها ترتيباً عصرياً على الفنون والعلوم، مازال نهماً في تكثير فروعها وأقسامها، شرهاً لتكثير أعدادها، فعلائقه مع الكتبيين في مشارق الأرض ومغاربها وافرة، ولم ير قط في سوق من أسواق البلاد التي
(1/16)
________________________________________
يسكنها أو يدخلها إلا في دكاكين الكتبية، وأول وآخر من يلقاه صباحاً مساء باعة الكتب في حضره وسفره، وقد حازت مكتبته أكبر شهرة في العالم الإسلامي والغربي، واحتاج إليها العلماء والأدباء والكتاب ورجال الدولة. وقد كانت جريدة السعادة نشرت عنها مقالات متتابعة بقلم المؤرخ الرباطي الشهير السيد محمد أبي جندار رحمه الله. ومن اهتمامه بالكتب انه لم يقبل وظيفاً عرض عليه في عمره غير تكليفه بمكتبة القرويين، ومن أكبر ما يحمله على الأسفار واتباع الرحلات تطلب الكتب.
6 - جهوده الإصلاحية ومباديه وآماله:
كان سيدنا الأستاذ المترجم بعد رجوعه من الشرق عام1323 أول من فكر في وجوب إصلاح حالة البلاد إدارياً وعلمياً واقتصادياً وسياسياً، ولذلك لما قام المولى عبد الحفيظ باسم الدين والإصلاح كان هو أول من شايعه وتشيع له، وكاتبه من فاس وألف رسالته المعروفة بالمفاكهة التي طبعت مراراً وترجمت لعدة لغات، وكانت من أقوى الأسباب في نداء الشعب المغربي به سلطاناً على البلاد، وقد انتقد في مفاكهته المذكورة دوائر أبواب الحكومة كلها من حربية وخارجية وداخلية وغيرها.فهو أول مغربي خط قلمه وتجاسر وتجاهر بوجوب الإصلاح الإداري في البلاد وانتقد سلوكها وكتب في الموضوع عدة لوائح تخرج في مجلدات.
ولما استقر المولى المذكور على أريكة الملك لم يظهر بكل ما كان يؤمله منه فعلم أن البرق خلب والسحابة صيفية، ومع ذلك لم ييأس فأعاد للسلطان المذكور كتب لائحة إصلاحية أنذره فيها بما آلت إليه الحالة بعد، فصادف منه الأذن الصماء.
وما زال الأستاذ يعالج من الزمان وطوارقه حتى جرت محنتهم المشهورة
(1/17)
________________________________________
ووقعتهم المأسوف عليها من الجنة والناس، فكانت الضربة القاضية التي قضت على كل مفكر بالانزواء والتدثر بدثار الموت المعنوي، حيث أن البلاد طولها والعرض لم تتصور الداء حتى تطلب له دواء، فبقي الحال على ذلك إلى أن جاء دور الاحتلال.
ولما أفرج عن سيدنا المترجم وزواياهم وبعض البعض من كتبهم انقطع للتدريس بالقرويين، وشرع يجاهد جهاده المعروف في مسألة إصلاح القرويين ومكتبتها، سعى في ذلك سعيه المتواتر، وطرق أبواب الحكومة مرات، ونشرت عنه جريدة السعادة مقابلة للمرشال اليوطي عام1331 ومحادثته في الموضوع، فكان من نتيجته تكوين المجلس العلمي، وإصدار الأمر بإصلاح حال مكتبة القرويين التي كانت مبعثرة ينخر في البقية الموجودة منها السوس، عدا عن يد الإنسان التي ما كانت أبقت إلا ما يصلح لمن ذكر، وسرعان ما قام منافسوه في معاكسة القضية الإصلاحية، وحيث أن اليد لا تكف وحدها وكل شيء بإبانه، فإذا جاء الإبان تجيء.
نعم يحب المترجم كل إصلاح وترق ينبني على أساسين:أساس الدين وأساس القومية المغربية وشعارها، فهو يحب الإصلاح والترقي الذي يقوده الدين وتعاليمه، ويرغب في التقدم الذي من غاياته دوام اعتبار القومية العربية المغربية وشعارها، ولا يحب الإصلاح الهادم لانقاض هذين الأساسين، ويود أن لا يكون حظ المصلح التمندل بمن سلف، والقضاء على كل قديم، والأخذ بكل جديد، بل يرى أن عقل المرء المؤمن ميزانه، فعليه أن يزن كل جديد وقديم بميزان الدين والقومية والمصلحة العامة، التي يعتبرها مصلحة عامة كل سليم الفطرة صحيح الإيمان غيور على البلاد عرف تاريخها ودينها وتقاليدها، ولا يرى أن نترك كل ماعلمناه من قبل لمقال في كتيب رمت لنا به مصر على علاته، لأنه جاء من مصر، ولأن عليه صورة جامعه، فهذا
(1/18)
________________________________________
موقف المذبذبين الذين يلعب بهم كل ريح، ويستهويهم كل وارد، فيعتنق ما طلق اليوم. ويعبد غد الغد ما كان يكفر به البارحة.
ورأيه في الطرق الصوفية وجوب إصلاحها تدريجاً، والسعي في تربية من يرأسها تربية علمية دينية لا القضاء عليها، فإنها الرابطة الوحيدة بين كثير من المتدينين اليوم، وهي الماسكة اليوم أزمة أغلب مظاهر الإسلام، وحجاج بيت الله الحرام، وزوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فالساعي في قطع دابر هؤلاء ساع تحت ستار الخفاء لقطع جرثومة الإسلام والحط من كرامة النبي عليه السلام. ولو أن كل عضو من جسد مرض آثرنا قطعه على إصلاحه وعلاجه لخلا الكون من النوع الإنساني، وسادت السباع والذئاب العاوية على البسيطة، ولا يرى هذا الصخب المقام نحو رجال الدين والطرق، وأفعال بعض المتمسكين بها خاصة، وغض الطرف عن منكرات بقية الهيئات والجمعيات والمشارع التي هي محل الرأس من جسد الأمة إلا مقدمة من مقدمات التبشير، وآلة عظمى من مقومات التدمير، ولا يرى أن نهدم كل شيء من آثار قديمنا لأنه قديم، ونندمج في تيار الجديد وأهله من كل وجهة وباب لأنه جديد، من غير تمحيص ولا اختبار.
لذلك هو حفظه الله أول من يتلمذ لكل صالح مصلح إصلاحاً صالحاً بالبلاد مرتكزاً على الدين والقومية المغربية، أما لغيره فهو ممن لا تعمل فيهم تيارات هاته الأبخرة، ولا تهزهم هذه الرياح والزلازل. فهو الجبل الثابت نحو صواعقها الذي لا تعمل فيه معامل الإفساد ولو بقي وحده. وأكبر شرف يتحدى به ويختص به عن أنداده عداوة الملحدين وسباب المفسدين ودحض المساوئ التي يلحقها ويلزقها به المتزلفون، وستعلم الأجيال المقبلة أحقية مباديه هذه وأصوبيتها فتشكره، فيشكرها الإنصاف وأهله، أو تكفر به فلا يكون
(1/19)
________________________________________
أول من كفرت نعمه وجحدت فضائله من الرجال العاملين، وعند عالم الخفيات حقائق الطويات والنيات.
ونسأل الله أن يريد لهذه الأمة إصلاحاً عاجلاً، فإذا أراده خلق له رجالاً أول ما يعملون تحديد نقط الخلاف بين الأفكار المتعارضة، وفهم حقيقة المبادئ التي تظهر لأول وهلة أنها متباينة، وهي في الحقيقة واحدة، تحجبها عن الظهور والانجلاء الأغراض والعوارض التي تستر الحقائق الواضحة وتحجبها عن التجلي. وإذ ذاك لا يجد هذا الشعب المسكين ودعاة الإصلاح الحقيقي من أهله أوسع صدراً ولا أقوى نفوذاً ولا أدق إدراكاً ولا أبعد مدى ولا أقوى وأسعد بالإصلاح من المترجم الذي نراه شرقياً في مباديه وأطواره ومنازعه وآماله، وإن كان مغربي الجنس والاستيطان.
وبالجملة فختام القول فيه ما أنشده في حقه مفتي فاس سابقاً العلامة الأديب أبو الفضل عباس بن أحمد التازي رحمه الله:
لعبد الحي فضل ليس يخفى ... تضيء به الليالي المدلهمة
يريد الحاسدون ليطفئوه ... ويأبى الله إلا أن يتمه 7 - مؤلفاته:
1 - رفع الاصر ودفع الضير عن إجماع الحافظ أبي بكر بن خير.
2 - تعليق على الهمزية غير كامل.
3 - تلخيص النفح المسكي في شيوخ أحمد المكي، بيضه في " منى السر الخفي الامتناني، في شرح الراتب الكتاني " صغير (والكبير في مجلد طبع بفاس عام 1325).
(1/20)
________________________________________
4 - مفاكهة ذي النبل والإجادة، حضرة مدير السعادة (طبع بفاس مراراً وترجم لعدة لغات).
5 - غاية الاستناد، في أغلاط إمداد ذوي الاستعداد، عنى فهرس الشيخ عبد القادر الكوهن.
6 - عقد الزبرجد، في أن من لغا فلا جمعة له مما نقب عنه من الأخبار فلم يوجد، في مجلد صغير.
7 - المخبر الفصيح عن أسرار غرامي صحيح.
8 - الإجازة الصغرى، وهي المطبوعة بمصر.
9 - مجالي الامتنان، فبما روى لنا بالتسلسل من سور القرآن.
10 - منية السائل، اختصار الشمائل (طبع بفاس).
11 - أحسن المشارب، وأوضح المسالك المؤدية إلى أن الغزالي لم يعتنق قط مذهب مالك.
12 - الإسعاف بالإسعاد الرباني، في إجازة الشيخ النبهاني.
13 - ترجمة الشيخ محمد صالح البخاري الكبرى (في مجلد كبير).
14 - عبير الند، في ترجمة سيدنا الجد.
15 - وسيلة الملهوف، إلى جده الرحيم العطوف (طبع بفاس).
16 - استجلاب شفاعة الرسول، من جمع أربعين حديثاً من كلامه العذب المقبول.
17 - ما علق بالبال أيام الاعتقال (مجلدة وسطى).
18 - الطوالع الفخرية، في السلاسل القادرية.
19 - الترجمة السياسية لشقيقه الشيخ الكتاني الشهير.
(1/21)
________________________________________
20 - المباحث الحسان المرفوعة إلى قاضي تلمسان.
21 - اليواقيت الثمينة، في الأحاديث القاضية بظهور سكة الحديد ووصولها إلى المدينة (طبع بالجزائر).
22 - إتحاف الحفيد، بترجمة جده الصنديد، وهو قاضي فاس أبو حامد العربي الزرهوني دفين الصويرة.
23 - الوصل الميمون، بأخبار الشيخ عليّ بن ميمون.
24 - إنارة الأغوار والإنجاد بدليل معتقد ولادة النبي صلى الله عليه وسلم من السبيل المعتاد (طبع بتونس).
25 - الأجوبة النبعة عن الأسئلة الأربعة (مجلدة).
26 - ختمة كتاب الأربعين النووية.
27 - شرح كتاب الأربعين، لم يكمل.
28 - تعليقة على جامع الترمذي.
29 - إتحاف الألباء بحكم الغسل على غسالة الكبراء.
30 - الاعتراضات والعراقيل، لمن يسمى ملك الموت عزرائيل.
31 - سلاسل البركات الموصولة بدلائل الخيرات.
32 - رسالة في الطريقة السبتية.
33 - أجوبة فقهية (تخرج في مجلد).
34 - المعجم الأكبر (في مجلدات).
35 - المسلسلات الكبرى (مجلدة).
36 - ذيل العجلونية (كراسة).
(1/22)
________________________________________
37 - أوائل في معارضتها. كراسة).
38 - تخريج ثلاثيات البخاري.
39 - الأربعون المسلسلة بالإشراف.
40 - رسالة حديث أكثر أهل الجنة البلة.
41 - أعلام فقهاء الحي بمن سمي قبلي بعبد الحي.
42 - الرحلة الحجازية (تخرج في عدة مجلدات وضاع معظمها).
43 - رسالة سر محن الأكابر.
44 - رسالة من امتحن من الأكابر (أخرى مثلها).
45 - رسالة تحقيق الخلاف في اسم يسر بن أرطأة.
46 - مولد شريف (وهو أول مؤلف لسيدنا الأستاذ في كراريس).
47 - فهرسة الشيخ الشبيهي.
48 - فهرسة سيدنا الجد (كتبها باسم قاضي تلمسان سماها منية القاصد في بعض أسانيد الأستاذ الوالد).
49 - ارتقاء الهمم العلية، إلى ما علق بالبال على حديث الأولية (كراسة كتبت إملاء).
50 - رسالة حاء التحويل وكيفية النطق بها.
51 - رسالة في حديث أول الوقت رضوان الله.
52 - الأربعون حديثاً التي عزيت إلى كتب لم توجد فيها.
53 - نقد فهرس الشيخ فالح المدني.
54 - رسالة تحرير معنى حسن صحيح، الواقعة كثيراً في كلام الترمذي.
(1/23)
________________________________________
55 - المنافحات عن أسرار المتابعات.
56 - نفح العطر الذكي، من تلخيص فهرس الحضيكي والبابوركي.
57 - الاستهزاء بمن يزعم الشرف للشيخ أبي يعزى.
58 - أسانيد صحيح مسلم.
59 - أسانيد حصر الشارد.
60 - عدة مقالات سياسية (في كراريس).
61 - نصيحة كتبها للسلطان المولى عبد الحفيظ.
62 - ختمة جامع الترمذي (أملاها بالقرويين يوم السبت 7 ذي الحجة سنة1328 بحضرة ملأ عظيم من طلبة أشياخه فمن دونهم).
63 - الطالع السعيد إلى المهم من الأحاديث المسلسلة بيوم العيد.
64 - البحر المتلاطم الأمواج المذهب لما في سنة القبض من العتاد واللجاج (في مجلد ضخم).
65 - البيان المعرب عن معاني بعض ما ورد في أهل اليمن والمغرب.(أصله سؤال ورد عليه من قاضي تلمسان الشيخ شعيب الجليلي، (طبع بفاس).
66 - النور الساري على صحيح البخاري.
67 - إفادة النبيه لتيسير الاجتهاد ومن ادعاه أو ادعى فيه.
68 - رفع العناد عن الصور الخضب بالسواد.
69 - جزء فيما ورد من الأخبار النبوية عن أسباب استيلاء الإفرنج على بلاد الإسلام آخر الزمان.
70 - فهرسة باسم الشيخ محمد الصادق النيفر التونسي قاضيها لهذا العصر (وهي من مقدار خمس كراريس فأزيد).
(1/24)
________________________________________
71 - أعذب الموارد في الطرق التي أجيز بالتسليك عليها الشيخ الوالد.
72 - ألذ المناهل فبما اشتهر من قال أنا عالم فهو جاهل.
73 - إرشاد المغفلين عن صحبة الصالحين.
74 - الإلمام ببعض أحاديث الحمام.
75 - إدامة المنفعة في الكلام على الأحاديث الأربعة.
76 - الإجازة إلى معرفة أحكام الإجازة.
77 - بيان الحق بلا مين في حكم القيام لأهل العلمين.
78 - بوارق النجوم في حديث أصحابي كالنجوم.
79 - البحث المحبوب عن أخبار الشيخ السنوسي نزيل جغبوب.
80 - تحقيق الحق عند الله في حديث دعاء يوم عرفة ما شاء الله.
81 - جلاء النقاب عن أحاديث الشهاب.
82 - الدلائل المشهودة لدى الناطق بالقاف المعقودة.
83 - الدرر المرفوعة عن حكم اللآلي المصنوعة.
84 - الرحمة المرسلة في شأن حديث البسملة (طبع بمصر).
85 - الردع الوجيز لمن أبى أن يجيز.
86 - رد لهج الصبابة فيمن قبل يد المصطفى من الصحابة.
87 - الطلعة الزهراء في خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء.
88 - الطب الروحاني المحشو في أسانيدنا المجاز بها محمد بن المعطي العمراني.
89 - كوكب المجد الساري في ترجمة أبي عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري.
(1/25)
________________________________________
90 - كشف اللبس عن حديث وضع اليد على الرأس (طبع طنجة).
91 - اللآلي الدرية في زبدة عقد اليواقيت الجوهرية.
92 - المورد الهائل على كتاب الشمائل.
93 - المسالك المتبوعة في الأحاديث الموضوعة.
94 - مواهب الرحمن في صحبة القاضي أبي محمد عبد الرحمن، يعني شمهروش.
95 - المحاسن الفاشية عن الآثار الشمهروشية.
96 - مجلي أسرار الفرقان في قوله سبحانه وإذا قرئ القرآن.
97 - المفاتيح لقراء المصابيح.
98 - مطية المجاز إلى من لنا في الحجاز أجاز.
99 - منح القدير في أسانيد والدي الشيخ عبد الكبير.
100 - مرقاة التخصيص في الكمالات المحمدية.
101 - العطايا الإلهامية على شرح القصيدة اللامية لابن فرح.
102 - غاية المنى والسول على قول ابن السبكي وأما المجهول.
103 - المقتضب، في حديث أحبوا العرب.
104 - الفيض الجاري على ثلاثيات البخاري (فهارس).
105 - مجموع الأجوبة الحديثية.
106 - النجوم السوابق الأهلة، فيمن لقيته أو كتب لي من الأجلة، (ذكر فيها مائة شيخ مرتبة على حروف المعجم ألفها عام 1321).
107 - استجلاب التحصن والرضى بحديث سيدنا عليّ الرضى.
(1/26)
________________________________________
108 - المظاهر السامية في النسبة الشريفة الكتانية (في مجلد كبير قرظه جماعة من الأعلام).
109 - النبذة اليسيرة في تاريخ الدولة العلوية الشهيرة.
110 - تاريخ جامع القرويين.
111 - أداء الحق الفرض في الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض (في مجلدين).
112 - الرحلة الجزائرية التونسية القيروانية (تخرج في مجلدين).
113 - رسالة في تحقيق رفع نسب صنهاجة لحمير وإمكان دخول أفريقش الحميري لأفريقية.
114 - الاهتزاز لأطواد زاوية كرزاز (ألفه في وجدة).
115 - فتح الملك الناصر لعبده الأمير محمد باي الناصر، وهو إجازة كتبها لملك تونس لما اجتمع به فيها.
116 - التراتيب الإدارية (في مجلدين)، وهو الآن تحت الطبع والمجلد الأول منه مشرف على التمام) (1) .
117 - الإفادات والإنشادات وبعض ما تحملته من لطائف المحاضرات(الكبير ألفه ببلاد تادلة لما ضاع له الأول).
118 - جزء في المبشرات النبوية التي رويت له بالمسند المتصل ألفه ببلاد تادلة ودمنات.
119 - اختصار كتاب الدلالات السمعية للخزاعي التلمساني في نحو أربع كراريس.
120 - اختصار كتاب العواصم والقواصم لابن العربي المعافري والتعليق عليه.
__________
(1) طبع في مجلدين سنة 1946.
(1/27)
________________________________________
121 - تبليغ الأمانة في مضار الإسراف والتبرج والكهانة (مجلد صغير).
122 - رسالة في علاقة ملوك المغرب بشيوخ الزوايا وما كانوا يندبونهم إلبه من خدمة الصالح العام.
123 - إجازات لو جمعت لخرجت في عدة مجلدات.
124 - تلخيص صلة الخلف للرداني.
125 - اختصار الفتح الوهبي في مناقب أبي حامد العربي، هو ابن المعطي الشرقي.
126 - بيوتات درن وزواياه ورجاله (يخرج في مجلدات).
127 - رسالة في رئاسة الطريقة الكتانية ومؤسسها وما له بذلك علاقة.
128 - التنويه والإشادة بنسخة ورواية ابن سعادة من صحيح البخاري.
129 - رسالة في إثبات التدوين والجمع لأهل القرن الأول الهجري من الصحابة والتابعين (وهي الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر المستشرقين الذي انعقد بالمدرسة العليا من الرباط عام 1346).
130 - فهرس الفهارس وهو هذا الكتاب العظيم الشأن الذي ينبئ أولاً عن سعة وكثرة مؤلفات علماء الإسلام في شوارد أبواب التاريخ الإسلامي، لأن باب الفهارس باب قليل الطروق. ومع ذلك جمع في الفهرس المذكور ذلك العدد العديد. الهائل وهو ما يقرب من ثلاثة عشر مائة فهرس، ويدل ثانياً على سعة اطلاع الأستاذ المؤلف اطلاعاً فاق فيه كثيراً ممن غبر فضلاً عمن حضر، فإن صاحب كشف الظنون إذا تتبعه المتتبع لم يجد فيه من أسماء الفهارس والإثبات ولا عشر معشار ربع هذا العدد، مع أن صاحب الكشف جمع فأوعى وانتفع بمكاتب الآستانة التي كانت أوسع في زمانه وأغنى مكاتب العالم الإسلامي، ومن هنا يظهر لك الفرق. ومما يستغرب ذكره أن محمد
(1/28)
________________________________________
لطفي جمعة المصري صاحب تاريخ فلاسفة الإسلام، قال فيه (1) : " قد انفرد ابن خلدون بين مؤلفي العرب باتخاذ يوميات أو مذكرات شخصية يدونها يوماً فيوماً (أجندة) وأطلق عليها اسم التعريف بابن خلدون وفيها ترجمته ونسبه وتاريخ أسلافه وشرح في خلالها ماعاناه في حياته، ويتخلل ذلك مراسلات وقصائد نظمها في بعض الأحوال، وكثيراً مما أصابه في دهره " الخ...
كلامه مع أن هذا معنى الفهرسة عند المتقدمين وتلك المواضع التي تطرق فيها، فالفهرسة عبارة عن الكتاب الذي يجمع أحوال المفهرس ووقعاته الدهرية وما صدر عنه من رواية وتصنيف وقصيد. وهذا كيف يدعي تفرد ابن خلدون به دون مؤلفي العرب
وقد جاء هذا الكتاب فهرس الفهارس قاموساً جامعاً لتراجم المؤلفين في السنة من أواسط القرن التاسع إلى الآن وقبلها، وذيلاً على طبقات الحفاظ لابن ناصر والسيوطي إلى الآن، فقلما تجد عالماً في الإسلام اشتغل بالحديث وعلومه اشتغالاً مفيداً ارتفع به ذكره إلا وتجد ترجمته فيه مبسوطة وفيه من التراجم ما لم يجمع قبل في ديوان. وبالجملة فإنه الكتاب الذي يجد فيه أهل كل إقليم تراجم أعلامهم ووفياتهم وولاداتهم وآثارهم، فلا عجب إذا زين الهندي به مكتبته، ورفع به السوداني منصته، كما يستفيد منه اليمني في رفيع مقامه، والمصري والشامي على عظيم مجده وهيامه.
ففيه من تراجم الحجازيين:
عليّ بن ظاهر. أحمد بن علوي جمل الليل. أمين رضوان. أبو ذر
__________
(1) انظر صفحة 231 من الكتاب المذكور (المؤلف). " قلت:وهذا القول يدل على أن لطفي جمعة لم ير كتاب التعريف بابن خلدون " .
(1/29)
________________________________________
الهروي، المنلا إبراهيم الكوراني، ولده أبو طاهر، عبد القادر الصديقي ابن الطيب الشرقي. الجمال المرشدي. عبد الله بن سالم البصري. سالم بن عبد الله البصري. حسن بن عليّ العجيمي. ابن عربي بناني المكي. أحمد النخلي المكي. أحمد بن عليّ الشناوي. أحمد القشاشي. التاج القلعي. تقي الدين الفاسي. تقي الدين بن فهد المكي. صالح الفلاني. عابد السندي الأنصاري. جار الله بن فهد. جمل الليل. الحضراوي. حسب الله المكي. فالح الظاهري المدني. ابن خليفة المدني. دحلان. رضى الطبري. محفوظ الترمسي المكي. زين العابدين بن جمال الليل المكتبي. ابن سليمان الكردي. قطب الدين العيني. شيخ الباعولي. محمد بن حميد الشرقي. ابن عقيلة المكي. عبد القادر ابن خليل كدك. جار الله بن فهد. ابن الأعرابي. عباس بن صديق. عبد الرحمن بن فهد. عبد الله سراج. عبد العزيز فهد. عثمان الدمياطي. عمر ابن عقيل المكي. عمر بن فهد. عمر بن عبد الرسول. عبد العزيز الزمزمي. محمد بن عليّ الطبري. محمد سعيد سفر. يس المرغني. يس الجبرتي. وغيرهم.
وفيه من الأندلسيين:
أحمد ألأزدي. أحمد بن طريف. أحمد الباجي. الغساني. أبو إسحاق. ابن الحاج. أبو الصبر الفهري. غالب العوفي. الأعلم. ابن الأبار. ابن أبي. ابن أبي الأحوص الغساني. أبو البركات ابن الحاج البلفيقي. أبو حيان. أبو الأصبغ الأسدي. أبو عبد الله ابن أخت غانم. أبو عمر المقري. غانم بن الوليد. محمد بن عبد الله الخولاني. عبد الله بن أحمد بن يربوع الباجي. عليّ ابن الباذش. ابن باذش. ابن بقي. الغافقي. ابن بشكوال. عبد الحق بن البيطار. ابن الطيلسان. عليّ التبريزي. ابن يربوع القرطبي. عبد الله بن الحسن القرطبي. جعفر القيسي. جيكان الحافظ. ابن جزي. أبوبكر بن أبي حمزة. ابن جوبر. الحاتمي. الحجري الحريري. الحميدي. الحضرمي.
(1/30)
________________________________________
حيون الأندلسي. ابن حبيش. ابن الحذاء. ابن حزم. ابن حوط الله. ابن حوط الله. ابن حوط الله. ابن حيان. خازم. ابن حزرج. ابن الخطيب. ابن الخلد. ابن الخشاب. ابن خير. ابن أبي الخير. الدلائي. ابن الدباغ. ابن دري. ابن ذي النون. الرندي. الرعيني. ابن رزق. ابن رضوان. ابن الرقاق. ابن الرومية. ابن أبي الربيع. ابن الزبير الكبير. ابن الزبير الصغير. الزبار. ابن الزرقالة. ابن زرقون (1) . ابن زغيبة. ابن زهر الإشبيلي. طارق (2) ابن يعيش. أبو مروان الطيني. الطلمنكي. ابن الطراز. ابن طريف. ابن الطلاع. ابن الطلاء. ابن الطيلسان. الكلبي. الكلاعي. اللبدي. اللخمي. ابن لب. ابن لباج. ابن ليون. عبد الله المرسي. المنتوري. المصحفي. ابن مسرة. ابن مسدي. ابن مغيث. ابن موهب. يوسف الجذامي. الصدفي. التجيبي. ابن العربي المعافري. ابن نجاح. ابن النعم. الصاحبان. الصدفي. عبد الحق بن عطية. عبد الحق الصقلي. عبد الله الميورقي. عبد الله الباجي. عبد المهيمن الحضرمي. عباس بن أصبغ. عثمان الداني. عتيق بن عيسى. عمر بن الخطاب الأزدي. عيسى الرعيني. العذاري ابن عتاب. ابن غالب. ابن غلبون. ابن غمرون. ابن غشليان. الفلبق. ابن فرتون. ابن فرقد. ابن أخيه. القلصادي. ابن قنترال. سفيان ابن العاصي. ابن سراج. ابن سرحان. ابن سعادة. ابن السيد البطليوسي. الشلوبين. الوليد ابن مخلد. ابن الوليد. ابن واجب. ابن بكير. ابن يعيش. ابن عبد البر. ابن عتيق وغيرهم.
وفيه من المصريين:
أحمد العجمي. ابن حجر العسقلاني. ابن حجر الهيثمي. إبراهيم اللقاني. إبراهيم السقاء. الأمير أبو الأنوار. ابن وفا. أبو سالم الشمني. أبو العز
__________
(1) الصواب ابن رزقون، ولكن المؤلف أدرجه خطأ في حرف الزاي.
(2) في أصل المطبوع: طارف.
(1/31)
________________________________________
العجمي. أبو الفيض مرتضى الزبيدي. أحمد الشلبي. خليل اللقاني. قطب الدين القسطلاني. أحمد القسطلاني. محمد بن العلا البابلي. البجيرمي. البدرالقرافي. البديري. البراوي. أحمد البهنسي. عبد الرحمن العيدروس. التتائي. محمد التميمي. ثعيلب الضرير. عليّ الصعيدي. محمد بن عليّ الشنواني. أبو الطاهر القوصي. ابن السقطي. يحيى العطار. يوسف الأنصاري. سليمان الجمل. أحمد الجوهري. محمد حجازي. الواعظ الحجار. عليّ الحلبي. الحفني. خليل التوني. الخفاجي. الدردير. الدمنهوري. الدمهوجي. الدمياطي. الديربي. يوسف العجمي. زكرياء الأنصاري. الزرقاني. الزيزاري. الطحطاوي. الطرطوشي. الفرغلي. عليّ المرحومي. المرغني. أحمد الملوي. المناوي. المنذري. المدابغي. المنير. السلفي. عليّ الأجهوري. عبد الرحمن الأجهوري. عبد الرحمن الأكراشي. الأشبولي الباجوري. الأمير الصغير. النمرسي. أحمد الصباغ. الصبان. عبد الله الدمياطي.. عطية الأجهوري. الحافظ العراقي. ولده أبوزرعة. العروسي الكبير. العروسي الصغير. أحمد العماوي. محمد العشماوي. ابن الفرات. القبابي. البرهان القلقشندي. القوصي. الحافظ السلفي. عبد الحق السنباطي. محيي الدين المليجي. شرف الدين الأنصاري. الشبراوي. الشرقاوي. الشنواني
. الشعراني. عليّ الوقائي. يوسف بن شاهين. يوسف الشباسي. يونس المصري. وغيرهم.
وفيه من الشاميين:ابن عون القاوقجي. أحمد المنيني. عبد الرحمن الكزبري. محمد بن عبد الرحمن الكزبري. عبد الرحمن بن محمد الكزبري. العجلوني. أيوب الخلوتي. ابن عابدين. أبو النصر الخطيب. الحافظ العلائي. ابن غانم. أحمد ابن سليمان الأروادي الطرابلسي. عبد الكريم الشبراباتي الحلبي. مصطفى
(1/32)
________________________________________
البكري. ابن بدير المقدسي. النبهاني. محمد التافلاتي. عبد القادر التغلبي. التقي ابن قتيبة. الحافظ الذهبي. جمال الدين الحلاق. صالح الجنيني. ابن الجزري. ابن جماعة المقدسي. حامد العمادي. عبد القادر الحلبي. الحصني. ابن حبيب. أحمد بن حبيب العطار. محمود حمزة الحسيني. محمد بن محمد الخليلي. الخير الرملي. ابن رافع. عبد الباقي الحنبلي. ولده أبو المواهب. ابن طولون. كمال الدين بن حمزة. الكاملي. الكفري. محمد ابن عبد الرحمن الغزي. ابن مقبل الحلبي. محمد بن علاء الدين الطرابلسي. عبد الرحمن المجلد. المراغي الكبير. المراغي الصغير. المكتبي. ابن المحب. هبة الله البعلي. ابن السمعاني. يوسف بن خليل الدمشقي. ابن السبكي الكبير. ابن السبكي الصغير. ابن البخاري. ابن عساكر. ابن رجب. ابن سفر الحلبي. ابن ناصر الدمشقي. أبو الفتح المزي. يوسف بن المبرد. الصفدي. الصفوري. صالح ابن صاحب التنوير. الصلاح ابن أبي عمر. عبد الرحمن المجلد. عبد الله الحلبي. عبد اللطيف البيروتي. عبد النبي الخليلي. عبد الغني النابلسي. عبد القادر التغلبي. عمر القاري. العاني. أبو الحسن العطار. العيتاوي. شاكر العقاد. السفرجلاني. الفتح البيلوني. القدومي. القطب الحلبي. سعيد الحلبي. السليمي. السفاريني. ابن السمعاني. الشراباتي. ابن الشماع الحلبي. يوسف بدر الدين. يوسف الحلبي. يوسف الشامي. وغيرهم.
وفيه من اليمنيين:
إبراهيم ابن أبي بكر العلوي. إبراهيم ابن المؤيد اليمني. إبراهيم جعمان. عبد الرحمن بن سليمان الأهدل. سليمان بن يحيى الأهدل. يوسف البطاح الأهدل. يحيى بن عمر الأهدل. أبو بكر ابن أبي القاسم الأهدل. أبو بكر ابن شهاب. أحمد قاطن الصنعاني. محمد بن عليّ التوكاني. عبد الله باسودان اليمني. بشرى ابن هاشم الجبرتي. عبد الله بلفكيه الباعولي. عليّ بن أبي بكر
(1/33)
________________________________________
السكران. محمد بن سالم التريمي. عثمان بن عقيل. أبو بكر بن عبد الله العيدروس. حسين الحبشي. عيدروش الحبشي. الخالص بن عنقا. داوود العباسي. ابن الديبع. عبد الرحمن بلفقيه. أبو الفتوح الجفري. عمر بن عبد الرحمن البار. عبد الخالق بن عليّ المزجاجي. محمد بن عبد الله باسودان. المسوري. محمد الشلي. ابن ناصر الحازمي. صديق بن محمد الخاص. ابن أبي الصيف اليمني. عبد الخالق ابن أبي بكر المزجاجي. محمد بن عليّ العمراني. ابن العجل. عليّ المرحومي. عبد الكريم اليمني الصنعاني. قاسم الزيدي. الساباطي. وغيرهم.
وفيه من الهنديين والسنديين:
أبو الحسن السندي الكبير. أبو الحسن السندي الصغير. فضل الرحمن الهندي. أحمد ولي الله الدهلوي. عبد العزيز ولي الله الدهلوي. عبد الغني ابن أبي سعيد الدهلوي. عبد الباقي اللكنوي. عبد الحي اللكنوي. صديق حسن خان الهندي. أحمد أبو الخير المكي الهندي. حياة السندي. ارتضا عليّ خان. رفيع الدين القندهاري. السيلكوتي الدهلوي. محمد بن أشرف. نذير حسين. شمس الحق العظيمابادي. عبد الحق الدهلوي. عبد الحق الدهلوي. عبد الرزاق الهندي. هاشم السندي. وغيرهم.
وفيه من أهل اصطنبول وبلاد الترك والفرس وبلاد العجم :
أبو القاسم الطرابلسي. أبو الهدى الرفاعي. جلال الدين الدواني. أبو حفص النسفي. الرازي. الرضوي البخاري الطلوسي. القطب النهروالي والمكي. الكمشخانوي. مصطفى الكربتلي. يعقوب بن سفيان الفسوي. مسعود بن الحسن الأصفهاني. ابن الشيرازي. القزويني. الفيروزابادي. أبو نعيم الأصبهاني. الكازروني. الكركي. عارف حكمت. ابن همات التركماني. القزويني. السمرقندي. آلي الرومي. وغيرهم.
(1/34)
________________________________________
وفيه من العراقيين :
محمود الآلوسي. أبو عليّ البغدادي. يوسف سبط ابن الجوزي. الحافظ ابن الجوزي. ابن نقطة. خالد الكردي. ابن خيرون الطبوري. ابن المقير. الحراني. ابن النجار. فضل الله الجيلي. ابن النقور. ابن سكينة. ابن شاذان. نعمان الآلوسي. عبد الرحمن القادري. القاضي عبد الوهاب. ابن القوطي. يوسف السرمدي. السويدي. وغيرهم.
وفيه من التونسيين:
أحمد الشريف. أحمد الأمين بن عزوز. ابن الغماز. ابن هارون. ابن جابر الوادياشي. البشير التواتي. المكي بن عزوز. محمد بيرم الثالث. محمد بيرم الرابع. ابن خليل التونسي. ابن الخلصة. ابن الخوجة التونسي الكبير. ابن الخوجة الصغير. الرصاع الرياحي. الزيزاري. محمد الشريف التونسي. المدني بن عزوز. أحمد المكودي. عليّ النوري الصفاقي. عبد الله السوسي. العذاري. المساكني. الغرياني. ابن الغماز الفهري. الهاشمي الجمني المطماطي. محمد بن حسن الهدة. وغيرهم.
ومن القيروانيين:
ابن الدباغ. مكي ابن أبي طالب. ابن سعدون. وغيرهم.
ومن الجزائريين:
أحمد بن عمار. أحمد بن قاسم البوني. عبد الرحمن الثعالبي. ابن جعدون. مصطفى الحرار. حمودة المقايسي. الندرومي. الغبريني. محمد سعيد الزواوي. الشيخ بنعلي الزواوي. وغيرهم.
(1/35)
________________________________________
ومن القسمطينيين: العباس بن صالح. ابن قنفذ. الهادي الشريف. وغيرهم.
ومن المستغانميين:
ابن حواء. وغيره.
ومن المعسكريين:
الطاهر المشرفي. أبو رأس. سقط المشرفي. وغيرهم.
ومن المازونيين: الشيخ أبو طالب.
ومن أهل قلعة بني حماد:
محمد بن عليّ الصنهاجي.
ومن الوهرانيين: شقرون المغراوي وغيرهم.
ومن التلمسانيين:
ابن هارون المطغري. أبو عبدالله بن العباس التلمساني. أبو الفضل بن الإمام. محمد بن عبد الرحمن النجيبي. محمد بن عبد الجليل. الشيخ أحمد المقري. محمد المقري الكبير. محمد بن مرزوق الجد. محمد بن مرزوق الحفيد. ابن مرزوق الكفيف. المنور المغيلي. الشيخ السنوسي. وغيرهم.
(1/36)
________________________________________
ومن طرابلس الغرب:
عبد السلام الأسمري. الأستاذ ابن السنوسي. أحمد الطبولي. أحمد الشريف السنوسي. حاتم الطرابلسي. السلامي.وغيرهم.
وفيه من المغاربة جماعة:
فمن أهل فاس:
أحمد بن القاضي. أحمد بن الحاج. أحمد أبو نافع. أبو عمران الفاسي. عبد القادر بن عليّ الفاسي. عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي. محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي. أحمد بن يوسف الفاسي. محمد بن عبد الكبير الكتاني(الكبير). عبد الكبير بن محمد الكتاني. جعفر بن إدريس الكتاني. محمد بن جعفر الكتاني. عبد القادر الكوهن. حميد بن محمد بناني. محمد بن عبد السلام البناني. محمد بن الحسن البناني. أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري. محمد بن القاسم القادري. محمد بن قاسم بن زاكور. عبد السلام ابن الطيب القادري. البطيوي. ابن عطية السلوي. محمد بن سليمان البوعناني. التاودي بن سودة المري. يس الجزولي. التميمي. التهامي بن رحمون. المهدي الفاسي. قاسم بن القاضي. ابن غازي. الجادري. الجنان. ابن جلون. المدني ابن عليّ بن جلون. الزباني. السلطان مولاي سليمان. عليّ الحريثي. الطالب بن الحاج. خروف التونسي. رضوان الجنوي. ابن رشيد الفهري. زروق. زيان العراقي. الزبادي. العربي ابن الطيب القادري. الكردودي. كنون. أحمد المكبلدي. المنجور. المنجرة الكبير. المنجرة الصغير. ابن أبي النعيم الغساني. محمد بن قاسم التميمي الصديني. إدريس العراقي الفاسي. ابن عبد السلام الفاسي. ابن عبد الله المغربي الكبير. ابن عبد الله المغربي الصغير. العربي الزرهوني. القصار. السقاط. الونشريسي. البازغي. وغيرهم.
(1/37)
________________________________________
ومن أهل زرهون ومكناس:
بصري. العميري. ابن حرزوز. عبد الرحمن بن عتاب. الفضيل الشبيهي. وغيرهم.
وفيه منأهل سلا والرباط:
أحمد الغربي. أبوسعيد السلوي. ابن عاشر الحافي. محمد بن عبد الرحمن البريبري. ابن التهامي. بن عمرو. ابن أبي بكر البناني.
ومن أهل الصويرة:
عليّ بن عبد الصادق الرجراجي.
ومن أهل وازان:
عبد الله الشريف. أحمد بن حسون. المهدي الوازاني.
ومن أهل مراكش:
أحمد بن الطاهر المراكشي. عبد الواحد الشريف. محمد بن يوسف الترغي. محمد بن المعطي. ابن سعيد المرغتي. المنصور السعدي. محمد العياشي الرحماني. ابن الشماع. ابن يعقوب. وغيرهم.
ومن أهل سوس ودرعة:
أحمد بن ناصر. أحمد بن عليّ البو سعيدي. أحمد التمجدشتي. التمنارتي الحضيكي. الحسين بن ناصر الدرعي. الرداني. ابن عبد السلام الناصري. ولده محمد المدني. يحيى الجراري. العبدري. الحيحي. موسى الناصري. الهشتوكي.
(1/38)
________________________________________
البرهان السباعي الدرعي. الورزازي الكبير. الورزازي التطواني اليبوركي. وغيرهم.
ومن أهل دمنات:
العربي الدمنتي. عليّ بن سليمان الدمنتي.
ومن أهل تادلا وبجعد:
المعطي بن عبد الخالق. العربي بن المعطي. أحمد بن قاسم الصومعي. وغيرهم.
وفيه من أهل درن وبلاد الصحراء وشنجيط والسودان:
أحمد بابا التنبكي. أبو سالم العياشي. أبو عليّ البوسي. عبد الملك التجموعتي. محمد بن أبي بكر الدلائي. عبد الله بن عليّ بن طاهر. الفجيجي السوداني. ابن سنة الفلاني. ابن السيد العروي. مولاي الشريف الواولاتي. وغيرهم.
وفيه من أهل طنجة وسبتة وتطوان وجبال الهبط:
ابن الشاط. ابن الصادق. بن ريسون التطواني. أحمد السريفي. الحسن كنبور اللجائي. ابن عسكر. ابن عجيبة الورزازي. أبو الفرج الطنجي. أبو القاسم التجيي. عياض بن موسى اليحصبي السبتي. عليّ بن أحمد الصرصري. وغيرهم.
وهنا انتهى بي القول فيما قصدت إليه من الإتيان على بعض القل من الكثر
(1/39)
________________________________________
من واسع ترجمة الشيخ الإمام حفظه الله وعسى بوادر العجز مني أن تنهض عذراً قوياً لدى القراء عن القصور أو التقصير الواقعين في ترجمة الرجل العظيم وقد أرجأنا مزيد التوسع فيها لفرصة أخرى والحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.
أبو العزم
في 13 ربيع الأول عام 1347
(1/40)
________________________________________
أنشد المؤلف متمثلاً بقول الحافظ أبي القاسم ابن عساكر:
لقول الشيخ أنباني فلان ... وكان من الأيمة عن فلان
إلى أن ينتهي الإسناد أحلى ... لقلبي من محادثة الحسان
ومستمل على صوت فصيح ... ألذ لدي من صوت القيان
وتزييني الطروس بنقش نقس ... أحب إليّ من نقش المغاني
وتخريج الفوائد والأمالي ... وتسطير الغرائب والحسان
وتصحيح الغوالي م العوالي ... بنيسابور أو في أصفهان
أحب إلي من أخبار ليلى ... وقيس بن الملوح والأغاني
فإن كتابة الأخبار ترقى ... بصاحبها إلى غرف الجنان
وحفظ حديث خير الخلق مما ... ينال به الرضا بعد الأماني
فأجر العلم ينمو كل حين ... وذكر المرء يبقى وهو فإني
(1/41)
________________________________________
فهرس الفهارس والاثبات
(1/47)
________________________________________
فراغ
(1/48)
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد واله وصحبه وسلم
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى. أما بعد فإن العلامة النحرير، الماجد المدرس الدراكة الشهير، صاحب التآليف النافعة، والأبحاث الرائقة الذائعة، الشيخ محمد حبيب الله بن العلامة الشيخ سيدي عبد الله بن مايابا الجكني نسبا، الشنقيطي بلدا، المكي هجرة. كتب إلي حفظه الله من بلد ام القرى مكة المعظمة:
هو النفس الصعاد من كبد حرى ... إلى أن أرى ام القرى مرة أخرى
وما عذر مطروح بمكة رحله ... على غير بوس لا يجوع ولا يعرى
يسافر عنها يبتغي بدلا بها ... وربك لا عذرا وربك لا عذرا بتاريخ منتصف الحرام من سنة 1342 كتابا وصلني أواخر رمضان من سنته يرغب إلي فيه أن أجيزه بمروياتي. وابيح له التحديث عني بمسنداتي ومجموعاتي، مقترحا علي أن تكون الإجازة مشتملة على ما اتصلت به من الفهارس والاثبات، اختصارا وتسهيلا على الرواة، فصادف مني هذا الاقتراح قبولا، رغبة مني في إملاء ماتحصل لدي منه، وجمع شتات
(1/49)
________________________________________
ما تفرق في المجاميع والبلاد والشيوخ، شكرا للنعمة به، فقد كنت أول تعاطي لهاته الصناعة، وإن كنت قليل البضاعة، نهما للأجلها، حريصا لالتقاط دررها، فرحلت لأقاصي البلدان وشاسع الأطراف والسكان، من حجاز ومصر وشام وتونس والجزائر وبلاد المغرب الأقصى حواضره وبواديه، وكاتبت أهل الجهات البعيدة كالعراق واليمن والهند واصطنبول وصحراء أفريقية شنجيط وغيره رغبه في الاستكثار، فحصل لي من ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب أحد من أهل جيلنا وأقراننا، وعرفت من العالي والنازل، ما صلت به على كل قرين مناضل، وميزت الفرق بين المشرقي والمغربي عند الاشتباه، وحفظت الولادة والوفاة والنسبة مع انتباه، وجمعت من كتب ذلك وأوراقه ما لا يصدق به الأغمار، بعظيم الرغبة وواسع البذل وعزيز الوقت الذي يضن ببعضه قليل التبصر والاعتبار، وخدمني التوفيق والسعد في ذلك أكبر الخدمات، وأنالني الحظ بوافر القسمات، حتى إني لما لقيت مسند الشرق ورحالته، ولا ثاني، الشيخ أبا الخير أحمد بن عثمان العطار المكي الهندي في مكة المكرمة سنة 1323 جثا بين يدي منصفا، وقال لي: شاركتني في تراجم المشارقة أهل بلادي وأسانيدهم ومعرفة خطوطهم واخبارهم، ولم أشاركك في أخبار أهل بلادك ولا لي اطلاع على تراجمهم وآثارهم. وكان الرجل المذكور والله بحرا متلاطم الأمواج في علم الرجال، واسع الدرايا عزيز النظير، لم أر له نظيرا فيمن رأيت أو سمعت به في عصرنا مشرقا ومغربا. والذي أراه كان يقرب منه في العناية وضبط الكثير من أدوات الرواية صديقنا الأستاذ الكبيرٍ الشيخ محمد المكي بن مصطفى بن عزور التونسي دفين الآستانة، فقد اعتنى أيضاً وجمع وقيد وكاتب وكتب وأشبع، ولو كان وفق للاعتناء بهذا الشأن وتتبعه من صغره لم يكن له فيه أيضا نظير في أثره وخبره. وعلى كل حال فقد كان مسند تونس وروايتها وجماعها ونادرتها، رحمهما الله رحمة واسعة، وأسدل على قبريهما سدال الرحمة والكرامة السابغة النافعة:
(1/50)
________________________________________
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم ... بعد الممات جمال الكتب والسير قال أبو بكر ابن الأنباري وقد ذكر الخليل بن أحمد في مجلسه:
ما مات من كان مذكورا روايته ... قد مات قوم وهم في الناس أحياء
وعاش قوم ولم تذكر مآثرهم ... فمات ذكرهم والقوم أحياء وها أنا عجلت في هذه العاجلة بذكر أسانيدي واتصالاتي بنحو الاثني عشر مائة ثبت من إثبات أهل المشرق والمغرب، مرتبا لهل على حروف المعجم اقتداء بإمام الإسلام وشيخه البخاري صاحب الصحيح، فإنه أول من رتب أسماء الرواة والأعلام على الحروف، كما للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه الرد الوافر، فأذكر في كل حرف اسم المفهرس تحت أول حرف من اسمه إن كانت شهرته باسمه أكثر، وإن كان لثبته اسم خصوصي يعرف به ذكرته في حرف أول اسم الفهرس، وإن كان الثبت لا يعرف باسم خاص بل بعنوان عمومي كفهرس أو مشيخة أو معجم أو مسلسلات ذكرته تحت أول حرف اسمه العام. وإن كان صاحب الفهرس عرف بأبيه أو جده أولقبه أو نسبته مثلا ذكرته في حرف أول اسمه أو نسبته أو اسم أبيه أو جده المشهور به كابن عبد البر تجده في حرف العين مثلا، وابن حجر تجده في حرف الحاء لا في حرف الألف، وإن كان اسمه أحمد بن علي بن حجر، وكالسيوطي والسخاوي تجدهما في حرف السين، والشعراني والشوكاني تجدهما في حرف الشين، تسهيلا على من لا يستحضر اسمه ويريد الكشف عن ثبته وإسناده. وان ذكرت الثبت في حرف اسم صاحبه أو لقبه أعدت ذكره في أول حرف ثبته إن كان له اسم. مع إيضاح محل الإحالة لذكره. مفصلا كل ذلك تسهيلا للمطالع والبحاث المراجع. وذكرت غالبا وفيات أصحاب الفهارس وولادتهم، ونتفا من تحلياتهم وأعمالهم، من حيث الصناعة الحديثية وثناء الناس عليهم بها لا غيرها غالبا.وربما حصلت مدار روايته
(1/51)
________________________________________
وربما وصفت جرم الفهرس ومحله، وذكرت غريبة منه أو أكثر، وربما نبهت على ما فيه من غلط وتصحيح، كل ذلك حرصا على الإفادة، وما عسى أن يقع من المطالع موقع الإجادة.
وقد جاء المؤلف بحمد الله وحسن عونه حاويا لتراجم أعلام المغاربة والمشارقة بين مكيين ومدنيين ومصريين وشاميين وهنديين وبغداديين ويمنيين وتركيين وتونسيين وجزائريين ومغاربة فاسيين ومراكشيين ومكناسيين وسلويين ورباطيين وسوسيين وبجعديين ودمناتيين وتطوانيين وصويريين ووزانيين، بحيث يجد أهل كل بلد تراجم أعلامهم فيه، وما دونوا في الحديث البيان الشافي فيه، وقد قصدت به أيضاً التذييل والاستدراك على طبقات الحفاظ للحافظين ابن ناصر والسيوطي، لأني ترجمت فيه غالب من جاء بعدهم في الإسلام، ممن يصح أن يطلق عليه اسم الحافظ أو خدم الحديث والسنة خدمة تذكر ولا تكفر، سيما وإن كان له فيها من التصانيف والآثار ما يستحق التدوين والاعتبار، وكان اسمه كثير الروجان عند الرواة والمسندين، وله ذكر في فهارس وأسانيد المتأخرين، مع ذكر اتصالنا به وربط سلسلتنا بمصنفاته، ولو لم يكن له ثبت يعرف به.
وإذا اقتضى الحال ذكر شيء من علوم الرواية وفوائد أهلها لم أبخل به، بل سقته ليستفاد، والله الهادي إلى طريق الرشاد. وأقول هنا كقول الإمام النووي صدر شرحه عن مسلم : " ولا ينبغي للناظر في هذا الشرح أن يسأم من شيء من ذلك (فوائد الصناعة الحديثة) يجده مبسوطا واضحا، فإني إنما أقصد بذلك إن شاء الله الإيضاح والتيسير والنصيحة لمطالعه وإعانته وإغناءه عن مراجعة غيره في بابه، وهذا مقصود الشروح، فمن استطال شيئا من هذا وشبهه فهو بعيد عن الإتقان مباعد للفلاح في هذا الشأن، فليعز نفسه لسوء حاله، وليرجع عما ارتكبه من قبيح فعاله.ولا ينبغي لطالب التحقيق والتنقيح والإتقان والتدقيق أن يلتفت إلى كراهة أو سآمة ذوي البطالة، وأصحاب
(1/52)
________________________________________
الغباوة والمهانة والملالة، بل يفرح بما يجده من العلم مبسوطا، وما يصادفه من القواعد والمشكلات واضحا مضبوطا، ويحمد الله على تيسيره، ويدعو لجامعه الساعي في تنقيحه وإيضاحه وتقريره، وفقنا الله الكريم لمعالي الأمور، وجنبنا بفضله جميع أنواع الشرور، وجمع بيننا وبين أحبابنا في دار الحرور والسرور " .
وبما تتطلع عليه من ارتباط أسانيد المغاربة بالمشارقة وتعويل الآخرين على الأولين في ميدان المكافحة والمسابقة وتصدير المشارقة عند رواياتهم بأيمة المغرب وتطاول أعلام المغرب وافتخارهم بالأخذ عن فطاحلة المشرق، تعلم ما كان بين المسلمين قديما من سني الاتصالات ووافر الروابط وكبير الصلات، وجعل الكل تقليد جيده بعد الحج والزيارة بواسع الرواية، والتعزز بعز الإجازة، أفخر المقاصد وأبهجها، وأوسع المتاجر وأربحها، مما يبرهن لك عن مقدار تقدمهم وارتقائهم، وكبير عزهم وعظيم استغنائهم. فلما انحلت روابطهم، وتشتتت جامعتهم، ونسوا أو تناسوا دينهم ودنياهم، أفل نجمهم وكسفت شمسهم، سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا. ونطلب الله أن يحيي ما مات، ويخلف علينا ما فات.
وهنا أسوق لك نص استدعاء الشيخ محمد حبيب الله ليكون الجواب مطابقا وليأتي الكلام متناسقا:
بسم الله الرحمن الرحيم.إنه السلام التام، وغاية التحية الطيبة بالدوام، من عبد الله محمد حبيب الله بن الشيخ سيدي عبد الله بن مايابا الجكني نسبا، الشنكيطي إقليما، المدني مهاجرا، المكي وطنا، خادم تدريس العلم بالمسجد الحرام، تقبل الله أعماله، إلى العالم العلامة المحدث الأثري الحافظ الحجة الناقد ذي المآثر العديدة والتآليف النافعة المفيدة الشيخ عبد الحي الكتاني، جمعنا الله وإياه في دار التهاني والأماني، أوجبه انه لما كان العلم من بين ذويه أعظم رابطة، وقد تعارفت بالسيد السند سيدي محمد بن سيدي جعفر الكتاني ابن عمكم الشهير وانتفعت به، وأخذت منه إجازات عديدة، دعاني ذلك إلى محبة جميع هذه العائلة الكريمة، ولما كنت واسطة عقدها في الإسناد، وسائر
(1/53)
________________________________________
العلوم التي عليها في الديانة الاعتماد، أحببت أن أستجيركم بالمراسلة، وأبين صورة طلبي لهذه الإجازة، فهي أني أحب أن أجمع ثبتا متصلا بجميع الإثبات المعروفة في الدنيا على طريق الاختصار، أحب الإعانة من جنابكم بإجازة لي منكم جامعة لما في حفظكم مما اتصلت به أسانيدكم من الإثبات المعبر عنها عند المغاربة بالفهارس، فإني رأيت رسالتكم في البسملة المطبوعة بالأميرية، وقد ذكر معها أسماء بعض مصنفاتكم الحسان، ومن جملتها ثبت لكم، ولاشك أنه يكون جامعا لكثير من مرادي، فأحب أن ترسلوا لي نسخة منه عليها خطكم الشريف بإجازتكم لي بجميع ما اشتملت فهرستكم المعبر عنها بالثبت، وأخصر من ذلك أن تكتبوا لي إجازة صورتها ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان عن مؤلفه، وقد أجزتكم بجميع ما اشتمل عليه، حتى تجمعوا لي ما أمكنكم من إثبات العلماء والمتأخرين، وإن تداخلت فلا ضرر بذلك التكرار، فإني أريد به الإعانة على هذا المقصد الشريف، وأحب أن تكون لكم فيه معونة. وقد أرسلت من مكة لسيدي محمد بن سيدي جعفر فكتب لي اتصال إسناده بنحو خمسة وخمسين ثبتا، وقد جمعت أنا قبله نحو السبعين، فجميع ما أفادني فيه زيادة نحو سبعة إثبات، وقد فرحت بها جدا ونفعتني في مرادي غاية، سواء المكرر مع ما عندي وغيره، ونحو هذا أو أزيد أرجوه منكم هكذا : ثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن مؤلفه، وقد أجزتكم بما فيه، وثبت فلان أرويه عن فلان عن فلان عن فلان عن مؤلفه بجميع ما فيه، وقد أجزتكم بذلك كله، وهكذا إلى أن تأتوا على ما أمكنكم من الإثبات. ولا شك أنكم جامعون للأسانيد المشارقة والمغاربة وترسلوا لي هذه الإجازة النافعة ولم أطلبها من غيركم لحسن ظني بكم في هذا المعنى وغيره، وبالأسف إني لم أقابلكم قط لأن زمن أخي الشيخ محمد الخضر بفاس كنت أنا بمراكش، ومنه انتقلت للمدينة المنورة وتأخرت بطنجة أشهرا قلائل عنها، لكن قد قال القائل:
إنا على التنائي والتفرق ... لنلتقي بالذكر إن لم نلتق
(1/54)
________________________________________
وترجمتكم وفضائلكم عندي محفوظة، وقد أرسلت لكم على يد السيد أبي القاسم الدباغ ثلاث رسائل مما طبع من مصنفاتي:
إحداها: منظومة تقرب الألف سميتها دليل السالك إلى موطأ مالك، بينت فيها صحته ومساواته لصحيح البخاري، ورجوع الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح عما اعتمده من ترجيح البخاري عليه في مقدمة فتح الباري، وجعلت له خاتمة في مباحث أصولية مهمة جدا، وأظن أنه يناسبكم كله إلا ما ملت إليه من ترجيح السدل، فعسى أن تكفر حسناته عندكم سيآته كما هو شأن الكرام. وقد كتب لي سيدي محمد بن سيدي جعفر فيه ما نصه: كل تأليفكم هذا من أوله إلى أخره صحيح عندي إلا ما رجحتموه من ترجيح السدل، فقلت له: إني إن شرحته وظهر لي ما يردني عن ذلك وأرجح به القبض رجعت في الشرح ولا غرابة في مخالفة شرح لمتنه، وإن أردتم أنتم الآن فاشرحوه وتعقبوا مبحث السدل بما عندكم، فلا غرض لي إلا ظهور الحق الواضح.
الرسالة الثانية: في أصح ما ورد في المهدي وعيسى عليهما السلام.
والثالثة: في اتصال سندي بالمصافحة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد كتبت لكم الإجازة في ثاني ورقة منها من باب رواية الأكابر عن الأصاغر. ولعلنا نجتمع إن شاء الله بالحرمين فتكون حقيقة، ونقتبس من أنواركم أوفر نصيب، هذا وعنواني إن أردتم مكاتبتي الشيخ محمد حبيب الله بن ما يابا الشنكيطي المدرس بالمسجد الحرام، والأولى الإرسال للإجازة مع الحجاج إن تيسر ذلك، وإعلامي في البوسطة بقبولكم لطلبي منكم، جزيتم خيرا، كتبه منتصف المحرم الحرام سنة1342، محمد حبيب الله بن الشيخ سيدي عبد الله بن ما يابا خادم نشر العلم بالمسجد الحرام وفقه الله آمين، كلامه بلفظ من خطه.
(1/55)
________________________________________
ولا حاجة بي إلى الإطالة بأنه أبقاه الله استسمن ذا ورم ونفخ في غير ضرم، لكن:
لعمر أبيك ما نسب المعلى ... إلى كرم وفي الدنيا كريم
ولكن البلاد إذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم وإذا كان الحافظ الذهبي يقول في تذكرة الحفاظ على رأس السبعمائة: " قل من يعتني بالآثار ومعرفتها في هذا الوقت في مشارق الأرض ومغاربها، أما المشرق وأقاليمه فغلق الباب وانقطع الخطاب، وأما المغرب وما بقي من جزيرة الأندلس فندر من يعتني بالرواية كما ينبغي فضلا عن الدراية " . فكيف يكون حال أبي سالم العياشي الذي يقول أول مسالك الهداية في اهل هذا الشأن: " شغر منهم الزمان، وخلت منهم الأوطان، واتخذ الناس رؤوسا جهالا، وأفتوا بغير علم استسهالا، وتلقوا العلم من بطون الصحف تقليدا، وصار المتشبت بالرواية بينهم بليدا " . قال أبو سالم: " لكن طائفة من الأئمة، وشر ذمة قليلة من علماء الأمة، تفرقوا شذر مذر، ما بين بدو وحضر، لم يزالوا متمسكين بذلك، مهتبلين بما هنالك، والمشارقة أشد اعتناء من المغاربة، وإن كان لهم بالأمر بعض المقاربة " - وهو من أهل المائة الحادية عشرة فيكف يكون الحال وسط القرن الرابع عشر ! ولكن إن لم يصبها وابل فطل، ومكره أخاك لا بطل.
أقدم هذه المجموعة التي هي زبدة العمر هدية ثمينة عندي لأهل جيلي والأجيال المقبلة بعدي، وهي جهد مقل على حسب زماني ومكاني، وكثرة مالي من الشواغل والعوارض على التواني، سائلا من المطالع ستر الهفوات وإقالة العثرات:
جزى الله خيرا كل من كان ناظرا ... لمجموعتي هذي بستر القبائح
وأصلح ما فيها من العيب كله ... فهذا الذي أرجوه من كل ناصح
(1/56)
________________________________________
وهذا حين الشروع في المقصود مستعينا بالرب المعبود فأقول: قد أجزت محبي في الله الشيخ محمد حبيب الله الجكني وأولاده جميع ما تجوز لي روايته وثبتت لي درايته من جميع العلوم المنطوق منها والمفهوم، إجازة عامة مطلقة تامة، يحدث بها عني كيف شاء، بشرطها المعتبر عند أهل الحديث والآثر، متمثلا بقول أبي جعفر الفاروقي:
أجاز لهم عمر الشافي ... جميع الذي سأل المستجيز
ولم يشترط غير ما في اسمه ... عليه وذلك شرط وجيز يعني العدل والمعرفة المانعين من الصرف.
(1/57)
________________________________________
تسمية بعض من رويت عنه في هذه العجالة من أهل المشرق والمغرب ولم أقصد استيفاءهم أو حصرهم فإن عدد من رويت عنه أو كتبت أوكاتبته على البعد نحو الخمسمائة نفس بين رجال ونساء بمكة والمدينة وبيت المقدس ومصر والإسكندرية ودمشق ورملة وفلسطين وبعلبك وبيروت وطندتا ودمياط ونابلس واصطنبول وبغداد وبلاد الهند والسند واليمن وفاس ومراكش وزرهون ومكناس وسلا والرباط وأسفى وطنجة وبجعد وجبال الهبط والقصر ودمنات وسوس وشنقيط وبلاد الصحراء ووجدة وتازا وتلمسان ومازونة ومعسكر ومستغانم والبليدة والمدية والجزائر وبوسعادة وبرج بوعويرج وقسمطينة وتونس والقيروان والمنستير وسلمان وغيرها من بلاد الله شرقا وغربا وهذه أسماء غالب من رويت عنه في كتابي هذا " فهرس الفهارس " مرتبة على حروف المعجم أيضا.
حرف الألف
(1) مفتي الشافعية بالمدينة المنورة أحمد بن إسماعيل البرزنجي المدني.
(2) أحمد بن البشير التلمساني.
(3) أحمد بن حسن العطاس.
أحمد الجمل النهطيهي.
(1/58)
________________________________________
(5) أحمد بن الطالب بن سودة
(6) أحمد الرفاعي المصري
(7) أحمد رضا علي خان البركاتي الهندي
(8) أحمد بن محمد بن الخياط الزكاري الفاسي
(9) أحمد بن محمد الحضراوي المكي الشافعي
(10) أحمد بن محمد بناني
(11) أحمد بن علي التناني
(12) أحمد بن صالح السويدي البغدادي
(13) أحمد بن محمد بن المهدي
(14) أحمد بن محمد ماضور السلماني
(15) أحمد بن عبد السلام الصفصافي
(16) أحمد بن عند الرحمن الصنهاجي
(17) إدريس بن عبد الهادي بن عبد الله.
(18) إبراهيم بن سليمان الجكني المكي
(19) إبراهيم بن إبراهيم الظواهري الطندتائي
(20) إبراهيم بن سليمان.
حرف الباء
(21) بشير الالهابادي الهندي
(22) بسيوني المصري
(23) البغدادي الخطابي
حرف التاء
(24) تاج الدين الياس المدني الحنفي
(1/59)
________________________________________
حرف الجيم
(25) جعفر بن إدريس الكتاني الحسني
(26) جمال الدين بن قاسم بن سعيد الحلاق
(27) الجيلاني الدغوغي
حرف الحاء
(28) حبيب الرحمن الهندي المدني الحنفي
(29) حبيب الله بن صبغة الله الشطاري الهندي
(30) حسن الزمان بن قاسم علي الدكني الهندي
(31) حسن السقا
(32) الحسن بن عبد الرحمن الشدادي
(33) حسين بن محمد حسين الحبشي الباعلوي المكي الشافعي مسند مكة وبركتها.
(34) حميد بن محمد بناني الفاسي قاضيها
(35) حسين بن محمد محسن السبعي الأنصاري الهندي شيخ محدثي هذا العصر.
(36)حسين بن محمد منقارة المصري
(37) حسونة النواوي المصري
(37ب) الحسن العشابي
(38) الحسن الرسموكي
(39) حسن الهواري العدوي عالم الصعيد
(40) الحبيب بن محمد بن عمر الدباغ
(41) حمان بن محمد اللجائي.
(1/60)
________________________________________
حرف الخاء
(42) خضر بن عثمان الرضوي الهندي
(43) خليل الخربطلي المدني
(44) خليل بن حماد اللدي الشافعي
حرف الطاء
(45) الطيب بن محمد النيفر مسند تونس ومحدثها
(46) الطاهر بن حم الحاحي
(47) طاهر سنبل المدني
حرف اللام
(48) لمعان الحق الهندي الحنفي
حرف الميم
(49) محمد الإمام السقا الشافعي
(50) محمد بن أحمد الدهشوري المصري
(51) محمد بن الشنجيطي المعروف بأحمدي
(52) محمد أمين بن رضوان المدني
(53) محمد أمين بن عبد الغني البيطار الدمشقي المعمر
(54) محمد بخيت المطيعي الحنفي عالم مصر وإمامها
(55) محمد سعيد زمان السندي النقشبندي دفين مكة المكرمة
(56) محمد بن سالم السري با هارون جمل الليل التريمي مسند اليمن
(57) محمد بن سليمان المعروف بحسب الله الشافعي عالم مكة.
(1/61)
________________________________________
(58) محمد عبد الحق بن شاه محمد الالهابادي المكي
(59) محمد بن الروبي الفيومي المصري المالكي
(60) محمد بن إبراهيم السباعي عالم مراكش وزعيمها
(61) محمد مراد القزاني المكي الحنفي
(62) محمد علي أكرم الأروي الهندي الحنفي
(63) محمد بن قاسم القادري
(64) شقيقنا محمد بن عبد الكبير الكتاني
(65) ابن خالنا محمد بن جعفر الكتاني
(66) محمد بن عبد الرحمن البربيري الرباطي قاضيه العدل
(67) محمد بن عبد الرحيم النشابي الطندتائي
(68) محمد بن عبد الواحد الإدريسي الزرهوني
(69) محمد بن أحمد البلبيسي المصري
(70) محمد بن علي الحبشي الاسكندري
(71) محمد بن علي الدمنتي
(72) محمد بن محمد بن عبد الرحمن الديسي الجزائري
(73) محمد بن محمد بن عثمان المرغني
(74) محمد بن سالم بن طموم الشرباصي المصري الملكي
(75) محمد بن علي الشاهدي الفاسي
(76) محيي الدين العطار
(77) محمد بن أحمد بن هني
(78) محمد بن علي الأسمري الطرابلسي
(79) محمد بن عبد القادر الشاوي
(80) محمد بن محمد بن أبي القاسم البوسعادي
(81) محمد بن المبارك الجزائري الدمشقي
(82) محمد محيي الدين الجعفري الهندي
(1/62)
________________________________________
(83) محمود بن أحمد البريني الاسكندري
(84) محمد الشريف بن عوض الدمياطي مسندها
(85) محمد بن العربي الجائي
(86) محمد بن عبد السلام المزكلدي
(87) محمد بن بوشي الكداني
(88) محمد بن علي الزميزي
(89) محمد بن المدني الشرقاوي
(90) موسى بن محمد المرصفي المصري
(91) محمد مصطفى ماء العينين بن محمد فاضل بن مامين الشنجيطي
(92) محمد معصوم المجددي الدهلوي المدني
(93) محمد المكي بن مصطفى بن عزوز النفطي التونسي دفين الآستانة مسندها ومحدثها
(94) محمد بن الطيب الوجدي
(95)محيي الدين بن خده
(96) محمد بن محمد العلاني الأنصاري عالم القيروان وقاضه
(97) محمد بن يوسف الجركسي
(98) محمد بن أحمد بوكندورة
(99) محمد بن أحمد بن محمد الأكحل
(100) المهدي بن محمد بن علي العمراني
(101) المهدي بن العربي الزرهوني
حرف النون
(102) نور الحسنين بن محمد الأنصاري الحيدر ابادي الهندي
(1/63)
________________________________________
حرف الصاد
(103) صافي بن عبد الرحمن الجفري المدني المكي
(104) صالح بن المدني
حرف العين
(105) والدي الشيخ عبد الكبير بن محمد الكتاني
(106) عبد الله بن درويش السكري الدمشقي الحنفي بقية المسندين
(107) عبد الله بن محمد بن صالح البنا الاسكندري
(108) عبد الله الكامل بن محمد الامراني الفاسي
(109) عبد الجليل بن عبد السلام براده المدني
(110) عبد الحكيم الأفغاني الدمشقي الحنفي زاهد دمشق وورعها
(111) عبد السلام بن محمد بن الطاهر الهواري
(112) عبد المعطي بن أحمد السباعي
(113) عبد الملك العلمي الفاسي
(114) عبد الهادي بن العربي العواد الفاسي
(115) عبد الرحمن الشربيني شيخ الإسلام بالديار المصرية
(116) عبد الفتاح الزعبي الطرابلسي الشامي
(117) عبد الوهاب الأسيوطي
(118) عبد البر أحمد منة الله المالكي الأزهري
(119) عبد الرزاق بن حسن البيطار الدمشقي
(120) عبد الله القدومي النابلسي شيخ الحنابلة بالحجاز
(121) عبد الله بن إدريس بن محمد بن أحمد السنوسي
(122) عبد الله بن الهاشمي بن خضراء السلوي قاضي فاس
(123) عبد الباقي بن علي اللكنوي الهندي
(1/64)
________________________________________
(124) عبد الله المغراوي المراكشي المعمر
(125) عبيد الله بن محسن بن علوي السقاف اليمني
(126) عثمان بن عقيل الجاوي
(127) عثمان بن عبد السلام الداغستاني المدني
(128) عمر بن محمد شطا الدمياطي المكي
(129) عمر بن الشيخ المالكي شيخ الجماعة بالديار التونسية
(130) علي الأهدل الزبيدي الشافعي
(131) علي بن أحمد بن موسى الجزائري
(132) علي بن ظاهر الوتري المدني مسندها
(133) عاشور بن محمد بن الهلالي
(134) عبد القادر بن محمد بن الأمين الجزائري
(135) علي بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي اليمني
(136) عبد القادر بن عودة
(137) عبد القادر الشلبي
(138) العربي التواني المكناسي
(139) عبد الجبار الوزاني
(140) العربي بن عبد الله الوزاني
(141) عبد السلام بن الطيب الوزاني
حرف الفاء
(142) فالح بن محمد الظاهري المهنوي المدني المالكي الأثري محدث المدينة.
(143) الفضيل بن الفاطمي الإدريسي الشبيهي الزرهوني شارح البخاري
(144) فرهاد الريزي الاصطنبولي
(1/65)
________________________________________
(145) فخر الدين بن حسن جمال الدين الدهلوي الهندي
(146) فاطمة شمس جهان الجركسية زوجة شيخ الإسلام عارف التركي
حرف السين
(147) سليم البشري المصري شيخ المالكية بالجامع الأزهر
(148) سالم بوحجاب شيخ الجماعة بالديار التونسية
(149) سليم المسوتي الدمشقي
(150) سالم بن عيدروس البار المكي الباعلوي
(151) سعيد الحبال الدمشقي
(152) سعيد بابصيل شيخ الشافعية بمكة المكرمة
(153) سعيد الزقلعي الطرابلسي
(154) سعيد القعقاعي المكي
(155) سالم بن العربي الحمري
حرف الشين
(156) شرف الدين بن محمد مرتضى المشهدي الهندي
(157) شعيب الجليلي
حرف الهاء
(158) هداية الله الفارسي الهندي
حرف الياء
(159) يوسف بن إسماعيل النبهاني بوصيري العصر
(160) يوسف الخيري الرملي الحنفي
(1/66)
________________________________________
من عرف بالكنية
(161) أبو بكر بن عبد الرحمن العيدروس الباعلوي الهندي صاحب رشفة الصادي.
(162) أبو الخير بن أحمد بن عابدين
(163) أبو جيدة بن عبد الكريم الفاسي
(164) أبو الخير أحمد بن عثمان العطار المكي الهندي
(165) محمد أبو الفضل الجيزاوي المالكي المصري شيخ الجامع الأزهر
(166) أبو الهدى بن محمد حسن الرفاعي
(167) أبو النصر الخطيب الدمشقي الشافعي.
ولأقدم بين يدي نجواي مقدمات:
الأولى: اعلم انه بعد التتبع والتروي ظهر أن الأوائل كانوا يطلقون لفظة " المشيخة " على الجزء الذي يجمع فيه المحدث أسماء شيوخه ومروياته عنهم، ثم صاروا يطلقون عليه بعد ذلك المعجم. لما صاروا يفردون أسماء الشيوخ ويرتبونهم على حروف المجم، فكثر استعمال وإطلاق المعاجم مع المشيخات. وأهل الأندلس يستعملون ويطلقون البرنامج، أما في القرون الأخيرة فأهل المشرق يقولون إلى الأن الثبت وأهل المغرب إلى الآن يسمونه الفهرسة.
وهنا حبب إلي سياق ما يتعلق بهذه الألفاظ ضبطا ومعنى:
فالمشيخة (1) كما في حاشية الأمم وتاج العروس بفتح الميم وكسرها وسكون الشين وفتح التحتية وضمها. قال في التاج وقد ذكر الروايتين اللحياني
__________
(1) انظر التاج (شيخ) 2: 265.
(1/67)
________________________________________
في النوادر وأيضا بفتح الميم وكسر الشين المعجمة وإسكان الياء جمع شيخ بالفتح وهو لغة من استبانت فيه السن وظهر عليه الشيب، وهذا قول الجماهير دون تحديد بسن معينة أو هو من خمسين أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره، حكاهما المجد الفيروزبادي في القاموس، وشراح الفصيح. ويطلق الشيخ مجازا على المعلم والأستاذ لكبره وعظمته، وجمعه أيضا شيوخ بضم المعجمة وكسرها مع ضم التحتية في كل حال وكذا أشياخ كبيت وأبيات، ثم استعملت المشيخة وأطلقوها على الكراريس التي يجمع فيها الإنسان شيوخه. ومن الغرائب ما في حواشي الشيخ عطيه الأجهوري على شرح البيقونية من أن المشيخة اسم كاتب يذكر فيه الشيخ شيوخه شيخه، والذي نعرفه من اصطلاحهم فيها أوسع (وسيأتي بسط الكلام على معنى المشيخة والمجم في حرف الميم إن شاء الله فانظره هناك).
وأما الثبت: فأول من رأيته تكلم عليه من الحفاظ السخاوي في شرحه على الألفية لدى كلامه على ألفاظ التعديل قال (1) : والثبت بسكون الموحدة الثابت القلب واللسان والكتاب والحجة وأما بالفتح فما يثبت فيه المحدث مسموعة مع أسماء المشاركين له فيه لأنه كالحجة عند الشخص لسماعه وسماع غيره
وفي فتح الباقي لشيخ الإسلام زكرياء الأنصاري: الثبت بالإسكان الثابت، وبالفتح الثبت والحجة ما يثبت فيه المحدث سماعه مع أسماء المشاركين له فيه.
وقد نقل كلام السخاوي السابق المنلا عليّ القاري في شرحه على شرح النخبة (2) . وقال الشمس محمد بن الطيب الشرقي في حواشيه على القاموس: استعملوا الثبت على بالفتح والتحريك في الفهرسة التي يجمع فيها المحدث مروياته
__________
(1) الشرح على الالفية للسخاوي ص 152 (المؤلف).
(2) انظر ص 234(المؤلف).
(1/68)
________________________________________
وأشياخه كأنه أخذ من الحجة لأن أسانيده وشيوخه حجة له، وشاع ذكره، وذكره كثير المحدثين وغيرهم ولم يتعرض له المصنف.
وقال فيها أيضاً: وأما إطلاق الثبت على الكتاب الذي يجمع فيه المحدث مشيخته ويثبت فيه أسانيده ومروياته وقراءته على أشياخه المصنفات ونحو ذلك فهو اصطلاح حادث للمحدثين ويمكن تخريجه على المجاز أيضاً لأن فعل بمعنى مفعول أو مفعول فيه كثير جدا.
ونحوه في تاج العروس (انظر مادة ثبت).
وفي كناشة العلامة حامد العمادي الدمشقي نقلا عن شيخه الشيخ عبد الكريم الحلبي الشهير بالشراباتي صاحب الثبت المشهور قال: الثبت - بالثاء المثلثة وسكون الموحدة الثقة العدل، وبفتح الموحدة هم ما يجمع مرويات الشيخ.
وأما الفهرس فقال أبو عبد الله الرهوني في طالعة أوضح المسالك: هو في الاصطلاح الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأسانيده وما يتعلق بذلك.
ولما قال النووي في تقريبه مقسما أنواع الإجازة الأول أن يجيز معينا لمعين كأجزتك البخاري أو ما اشتملت عليه فهرستي، قال السيوطي عليه في التدريب: أي جملة مروياتي. قال صاحب تثقيف اللسان: الصواب أنها بالمثناة الفوقية وقوفا وإدماجا وربما وقف عليها بعضهم بالهاء وهو خطأ قال: ومعناها جملة العدد للكتب لفظة فارسية
وفي شرح الحافظ السخاوي عليه في المحل المذكور: " الفهرسة بكسر أوله وثالثه ما يجمع فيه مرويه، قال صاحب تثقيف اللسان: صوابها بالمثناة الفوقية "
وفي القاموس: الفهرس بالكسر الكتاب الذي يجمع فيه الكتب، معرب فهرسة وقد فهرس كتابه.
(1/69)
________________________________________
وقال الزركشي في تعليقه على ابن الصلاح: يقولون فهرسة بفتح السين وجعل التاء فيه للتأنيث، ويقفون عليها بالهاء، والصواب كما قاله ابن مكي في تثقيف اللسان (1) فهرست بإسكان السين والتاء فيه أصلية، ومعناها في اللغة جملة العدد للكتب، لفظة فارسية. واستعمل الناس فيها فهرس الكتب يفهرسها فهرسة مثل دحرج، إنما الفهرسة اسم جملة العدد (2) ، والفهرسة المصدر كالفذلكة، يقال فذلكة الكتاب إذا وقفت على جملته.
وقال الخوارزمي (3) هو كتاب ودفاتر تذكر فيه الأعمال ويكون في الديوان وقد يكتب فيه أسماء الأشياء.
وقف في شفاء الغليل (4) للخفاجي على ما ينتقد من كلام الزركشي المذكور ؛ وفي تاج العروس: جمع الفهرسة فهارس.
وقال أبو عبدالله الرهوني في أول أوضح المسالك: علم من اصطلاح القاموس أنه بكسر الفاء وسكون الهاء، وأما الراء فسكت عنها، فيحتمل أن لاتكون مكسورة فيكون منباب زبرج وهو الذي تحفظه، ويحتمل أن يكون بفتحها فيكون من باب درهم.
قال في فتح الرحيم الرحمن: هذا غفلة من اصطلاحه المقتضي كسرها، لأن اصطلاحه في الرباعي انه إذا عبر فيه بالكسر فمراده كسر الحرف الأول والثالث كما إذا عبر بالفتح والضم (انظر إضاءة الأدموس).
قلت: سبق عن السخاوي التصريح بكسر الراء فيها. وانظر فهرسة شيخنا القادري صاحب الفتح المذكور.
__________
(1) تثقيف اللسان : 54.
(2) التثقيف : جملة المعدود.
(3) مفاتيح العلوم: 39 ( وفي النص اختلاف) والمؤلف ينقل عن شفاء الغليل.
(4) شفاء الغليل: 152.
(1/70)
________________________________________
وأما البرنامج: فهو كما في القاموس وشرحه بفتح الموحدة والميم صرح به عياض في المشارق ، وقيل بكسر الميم، وقيل بكسرهما، كما في بعض شروح الموطأ: الورقة الجامعة للحساب. وعبارة المشارق: زمام يرسم فيه متاع التجار وسلفهم وهو معرب نامه وأصلها فارسية.
وقال أبو عبد الله بن الطيب الشركي في حواشيه على القاموس: البرنامج من الألفاظ الفارسية التي عربتها العرب كما في غريب مختصر الشيخ خليل وغيره، وأطلقه المصنف فاقتضى انه بالفتح، وفيه تخليط إذ لايدري ما يفتح فيه، والظاهر أنه بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح النون والميم، وكذا ضبطه بعض أهل الغريب، وفي فهرسة الشيخ أبي سالم: الصواب فتح الميم في برنامج، وفيه لغة الكسر، وصوب الفتح غير واحد من أهل اللغة، قاله في الديباج باختصار. وقال الهوريني: يرادف الفهرسة البرنامج، معرب، واستعمله ابن خلدون في المقدمة.
قلت: يستعمله كثيرا أهل الأندلس، بمعنى الفهرسة، وبه سمى الحافظ ابن مرزوق فهرسته كما في جنى الجنتين له (وانظر حرف الباء من كتابنا هذا).
المقدمة الثانية في حد الحافظ والمحدث والمسند:
اعلم أن أدنى درجات الثلاثة كما في التدريب المسند بكسر النون وهو من يروي الحديث بإسناده، سواء كان له علم به أو ليس له إلامجرد الرواية، وقد صار اليوم يطلق على من توسع في الرواية وحصل الكثير من المسانيد و الفهارس، واتصل بها عن أيمة المشرق والمغرب من أهل هذا الشأن.
وأما المحدث فهو أرفع منه وقد عرفه المنلا الياس الكردي في حواشيه على النخبة بقوله: حده أنه العالم بطرق الحديث وأسماء الرجال والمتون لا من اقتصر على السماع المجرد.
(1/71)
________________________________________
وفي القول الجميل لولي الله الدهلوي: نعنى بالمحدث المشتغل بكتب الحديث بأن يكون قرأ لفظها وفهم معناها وعرف صحتها وسقمها و لو بأخبار حافظ أو استنباط فقيه.
وقال الرافعي: إذا أوصى للعلماء لم يدخل الذين يسمعون الحديث ولا علم لهم بطرقه ولا بأسماء الرواة والمتون، لأن السماع المجرد ليس بعلم.
وقال التاج ابن يونس في شرح التعجيز: إذا أوصى للمحدث تناول من علم طرق إثبات الحديث وعدالة رجاله لأن من اقتصر على السماع ليس بعالم، وكذا قال التاج السبكي على المهاج.
وقال القاضي عبد الوهاب: ذكر عيسى بن أبان عن مالك انه قال: لا يؤخذ العلم عن أربعة ويؤخذ عن من سواهم، لا يؤخذ عن مبتدع يدعو إلى بدعته، ولا عن سفيه يعلن بالسفه، ولا عمن يكذب في أحاديث الناس وإن كان يصدق في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عمن لا يعرف هذا الشأن، مراده إذا لم يكن ممن يعرف الرجال من الرواة ولم يكن يعرف هل زيد في الحديث شيء أو نقص.
وقال الزركشي: أما الفقهاء فاسم المحدث عندهم لا يطلق إلا على من حفظ سند الحديث، وعلم عدالة رجاله وخبرهم دون المقتصر على السماع.
وأخرج ابن السمعاني في تاريخه بسنده عن أبي نصر حسين بن عبد الوهاب الشيرازي قال: العالم الذي يعلم المتن والإسناد جميعا، والفقيه الذي عرف المتن ولا يعرف الإسناد، والحافظ الذي يعرف الإسناد ولا يعرف المتن، والراوي الذي لايعرف المتن ولا يعرف الإسناد.
(1/72)
________________________________________
وفي ترجمة الحافظ تقي الدين بن رافع من أنباء الغمر للحافظ ابن حجر (1) : قدمه السبكي على ابن كثير وغيره، وقال لي شيخنا العراقي، كان يقدمه لمعرفته بالأجزاء وعنايته بالرحلة والطلب ؛ قلت: والأنصاف أن ابن رافع أقرب إلى وصف الحفظ على طريقة أهل الحديث من ابن كثير لعنايته بالعوالي والأجزاء والوفيات والمسموعات دون ابن كثير، وابن كثير أقرب إلى الوصف بالحفظ على طريقة الفقهاء لمعرفته بالمتون الفقهية والتفسيرية دون ابن رافع، فمن يجمع بينهما يكون الحافظ الكامل، وقل من جمعهما بعد أهل العصر الأول كابن خزيمة والطحاوي وابن حيان والبيهقي، وفي المتأخرين شيخنا العراقي.
وفي أنباء الغمر أيضاً لما ترجم شيخه الحافظ العراقي قال (2) : وعليه تخرج غالب أهل عصره ومن أخصهم به صهره شيخنا نور الدين الهيثمي وهو الذي دربه وعلمه كيفية التخريج والتصنيف، وصار الهيثمي لشدة ممارسته أكثر استحضارا للمتون من شيخه حتى يظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه، وليس كذلك لأن الحفظ المعرفة.
وقال الإمام الحافظ أبو شامة المقدسي: علوم الحديث الآن ثلاثة أشرفها حفظ متونه ومعرفة غريبها وفقهها، والثاني حفظ أسانيده ومعرفة رجاله وتمييز صحيحه من سقيمه، وهذا كان مهما وقد كفي المشتغل بالعلم بما صنف فيه وألف فيه فلا فائدة في تحصيل ما هو حاصل، والثالث جمعه وكتابته وسماعه وتطريقه وطلب العلو فيه والرحلة إلى البلدان. والمشتغل بها مشتغل عما هو الأهم من العلوم النافعة فضلا عن العمل به الذي هو المطلوب
__________
(1) انباء الغمر 1 : 49 (وفيات 774)
(2) انباء الغمر 2 : 276 (وفيات 806).
(1/73)
________________________________________
الأصلي إلا أنه لا بأس به لأهل البطالة لما فيه من بقاء سلسلة الإسناد المتصلة بأشرف البشر. قال: و مما يزهد في ذلك أنه فيه يتشارك الكبير والصغير والفاهم و الجاهل و العالم، وقد قال الأعمش: حديث يتداوله الفقهاء خير من حديث يتداوله الشيوخ.
قال شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر: وفي بعض كلامه نظر لأن قوله وهذا قد كفيه المشتغل بما صنف فيه قد أنكره العلامة أبو جعفر ابن الزبير وغيره، ويقال عليه: إن كان التصنيف في الفن يوجب الاتكال عليه وعدم الاشتغال به فالقول كذلك في الفن الأول، فإن فقه الحديث وغريبه لا يحصر كم صنف فيه، بل لو ادعى مدع أن التصانيف فيه أكثر من التصانيف في تمييز الرجال والصحيح من السقيم لما أبعد، بل ذلك هو الواقع. فإن كان الاشتغال بالأول مهما فالاشتغال بالثاني أهم، لأنه المرقاة إلى الأول، فمن أخل به خلط السقيم بالصحيح والمعدل بالمجرح وهو لا يشعر. قال: فالحق أن كلا منهما في فن الحديث مهم، ولاشك أن من جمع بينهما حاز القدح المعلى مع قصور فيه إن أخل بالثالث، ومن أخل بهما فلا حظ له في اسم الحافظ، ومن أحرز الأول وأخل بالثاني كان بعيدا في اسم المحدث عرفا، ومن يحرز الثاني وأخل بالأول لم يبعد عنه اسم المحدث، ولكن فيه نقص بالنسبة للأول، وبقي الكلام في الفن الثالث ولاشك أن من جمع ذلك من الأولين كان أوفر سهما، ومن اقتصر عليه كان أحسن حظا وأبعد حفظا، ومن جمع الثلاثة كان فقيها محدثا كاملا، ومن انفرد باثنين منهما كان دونه، إلا أن من اقتصر على الثاني والثالث فهو محدث صرف لاحظ له في اسم المحدث، ومن أنفرد بالأول والثاني فهل يسمى محدثا فيه بحث.
قال السيوطي: وفي غضون كلامه ما يشعر باستواء المحدث والحافظ
(1/74)
________________________________________
حيث قال: فلا حظ له في اسم الحافظ، والكلام كله في المحدث، و قد كان السلف يطلقون المحدث والحافظ بمعنى.
وقال التاج السبكي في معيد النعم ومبيد النقم (1) : من الناس فرقة ادعت الحديث فكان قصارى أمرها النظر في مشارق الأنوار للصغاني، فإن ترفعت إلى مصابيح البغوي ظنت أنها بهذا المقدار وصلت إلى درجة المحدثين، وما دلك إلا بجهلها بالحديث، فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثليهما لم يكن محدثا حتى يلج الجمل في سم الخياط. فإن رامت بلوغ الغاية في الحديث على زعمها اشتغلت بجامع الأصول لابن الأثير، فإن ضمت إليه كتاب علوم الحديث لابن الصلاح أو مختصره المسمى بالتقريب والتيسير للنووي ونحو ذلك ينادى من انتهى إلى هذا المقام محدث المحدثين وبخاري العصر وما ناسب هذه الألفاظ الكاذبة، فإن من ذكرناه لا يعد محدثا بهذا القدر، وإنما المحدث من عرف الأسانيد والعلل وأسماء الرجال والعالي والنازل وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون وسمع الكتب الستة ومسند أحمد وسنن البيهقي ومعجم الطبراني، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثة، فهذا أقل درجاته، فإذا سمع ما ذكرناه وطبق الطباق ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والمسانيد كان في أول درجات المحدثين ثم يزيد الله ما يشاء، اه .
قلت: قد أراح الناس اليوم من يسمونه بالمحدث والحافظ من جملة هذه الشروط، وبالخصوص من الرحلة والضبط و المعرفة والتكلم في العلل والوفيات والأسانيد ومعرفة الأجزاء الحديثية، بل لآيتصورون أن هذه الأمور من الحديث وعلومه، بل صار المحدث عندهم من يكثر الصياح
__________
(1) في الأصل: مفيد النعم وقد طبع باسم " معيد النعم... " وهو كذلك في كشف الظنون، وانظر هذا الكتاب: 81 - 83 وفي النقل تصرف يسير.
(1/75)
________________________________________
ويخلط في كلامه ولو لم يرحل ولم يلق أحدا من أهل هذه الصناعة ولا عرف معنى الجزء والمشيخة والطبقة، فإن ذكر لهم متونا قلب أسانيدها و زخرف ألفاظها وموه في أحكامها ومراتبها وركب لها أسانيد من عنده دعوه بخاري العصر ومحدث الزمان، وهذا لعمري ما يوجب المسخ والخسف والطرد عن الله والبعد عن جميل الوصف، فكيف يدعى بالحافظ والمحدث من لا يعرف كيفية النطق باسم راو معروف ولا مسند موصوف، وغاية علمه تركيب أسانيد المتون وعدم خوفه من مغبة ذلك يوم المنون، إلى غير ذلك مما بسطناه وشرحناه شرحا لا مزيد عليه في كتابنا: الأجوبة النبعة عن الأسئلة الأربعة.
وقد قال الحافظ العراقي: الذي يطلق عليه اسم المحدث في عرف المحدثين من يكون كتب وقرأ وسمع ووعى ورحل إلى المدائن والقرى وحصل أصولا وعلق فروعا من كتب المسانيد والعلل والتواريخ التي تقرب من الألف تصنيف، فإذا كان كذلك فلا ينكر له ذلك؛ أما إذا كان على رأسه طيلسان، وفي رجليه نعلان، وصحب أميرا من أمراء الزمان، أو من تحلى بلؤلؤ ومرجان، وبثياب ذات ألوان، فحصل تدريس حديث بالافك والبهتان، وجعل نفسه ملعبة للشيطان، لا يفهم ما يقرأ عليه من جزء ولا ديوان، فهذا لا يطلق عليه اسم محدث ولا إنسان، بل غايته مع الجهالة أكل الحرام فإن استحله خرج من دين الإسلام. اه .
وقال الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس: أما المحدث في عصرنا فهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره وتميز بذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه، فإن توسع في ذلك حتى عرف شيوخه وشيوخ شيوخه، طبقة بعد طبقة، بحيث يكون ما يعرفه أكثر مما يجهله منها، فهذا هو الحافظ، وأما ما يحكى عن بعض المتقدمين من قولهم كنا لا نعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين ألف حديث في الإملاء فذلك بحسب أزمنتهم. اه .
(1/76)
________________________________________
وقال الحافظ ابن حجر: الشروط التي إذا اجتمعت اليوم في الراوي سموه حافظا هي: الشهرة بالطلب أو الأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف، ومعرفة التعديل والتجريح لطبقات الرواة ومراتبهم، وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره من ذلك أكثر مما لا يستحضره، مع حفظ الكثير من المتون، فهذه الشروط من جمعها فهو حافظ اه . عن نقل الشعراني في " لواقح الأنوار " والبربير في " الشرح الجلي " وغيرهما. اه .
وقال الشهاب في شرح الشفا (1) : الحافظ وصف لكل من أكثر رواية الحديث وأتقنه. اه .
وقد اشتهر في كتب المتأخرين أن آخر الحفاظ السخاوي والسيوطي وأن بهما ختم الفن، وممن نص على ذلك الشهاب الخفاجي على الشفا، فإنه بعد أن عرف الحافظ بما سبق عنه ققال: وكان آخر الحفاظ السيوطي والسخاوي. اه منه.
ولما ذكر الشيخ كثير من شيوخنا المصريين البرهان إبراهيم الباجوري أول حواشيه على الشمائل قول الزهري: لا يولد الحافظ إلا في كل أربعين سنة، قال: لعل ذلك في الزمان المتقدم وأما في زماننا هذا فقد عدم فيه الحافظ. اه . وهو عجيب لأن الحافظ مادام كما وصفه به الحافظ ابن الجزري من روى ما يصل إليه ووعى ما يحتاج إليه اه؛ وكما وصفه به الخفاجي من أنه من أكثر من رواية الحديث وأتقنها، فغير منطقع، ولم يختم بالسيوطي والسخاوي، فمن طالع وتوسع في تتبع تراجم الشاميين والمصريين واليمنيين والهنديين والمغاربة من القرن التاسع إلى الآن لم يجد الزمان خلا عمن يتصف بأقل ما يشترط فيمن يطلق عليه اسم الحافظ في الأعصرة الأخيرة. وغاية ما يشترط فيه عندي الآن " أن يكون على الأقل قد اشتهر بالتعاطي والإتقان لهذه الصناعة فأخذ فيها وأخذ عنه، وأذعن من يعتبر إذعانه لقوله
__________
(1) شرح الشفا 1 : 94 (المؤلف).
(1/77)
________________________________________
فيها بعد تجريبه عليه الصدق والتحري فيما ينقل أو يقول وبعد الغور، وتم له سماع مثل الكتب الستة والمسانيد الأربعة على أهل الفن المعتبرين، وعرف الاصطلاح معرفة جيدة، ودرس كتب ابن الصلاح وحواشيه وشروح الألفية وحواشيها، و ترقى إلى تدوين معتبر في السنة وعلومها أو عرف فيه بالإجادة قلمه، والاطلاع والتوسعة مذهبه، والاختيار والترجيح في ميادين الاختلاف نظره، مع اتساع في الرواية بحيث أخذ عن شيوخ إقليمه ما عندهم ثم شره إلى الرواية عمن هم في الأقاليم الأخر بعد الرحلة إليهم، وعرف العالي والنازل والطبقات والخطوب والوفيات، وحصل الأصول العتيقة والمسانيد المعتبرة والأجزاء والمشيخات المفرقة. وجمع من أدوات الفن ومتعلقاته أكثر ما يمكن أن يحصل عليه مع ضبطه وصونه لها واستحضاره لأغلب ما فيها وما لا يستحضره عرف المظان له منها على الأقل، ويشب ويشيخ وهو على هذه الحالة من التعاطي والإدمان والانقطاع له ؛ فمن حصل ما ذكر أو تحقق وصفه ونعته به جاز أن يوصف بالحفظ عندي بحسب زمانه ومكانه. فلذلك أردت أن أرشدك إلى من وقفت على وصفه من الأئمة المعتبرين بالحفظ والإتقان وانه من كبار محدثي الزمان، ووجد مع الحافظ ابن حجر وبعده إلى الآن، لتعلم أن فضل الله لا ينحصر بزمان أو مكان أو جهة من الجهات، فهو سبحانه يعطي بلا امتنان ولا تحجير عليه من أهل الزمان:
فمن أهل القرن التاسع:
سليمان بن إبراهيم العلوي اليمني. ابن إبراهيم الوزير اليمني. التقي ابن فهد المكي. ابن قطلوبغا المصري الحنفي. أحمد الشرجي اليمني. يحيى ابن أبي بكر العاملي اليمني. محمد بن عبد الجليل التنسي.
ومن أهل القرن العاشر:
السخاوي المصري. السيوطي المصري. البرهان الناجي الشامي. عثمان
(1/78)
________________________________________
الديمي المصري. الديمي الصغير المصري. يوسف بن شاهين المصري. النجم ابن فهد المكي. العز ابن فهد. البرهان القلقشندي. القسطلاني المصري. الداودي المصري. أبو الفتح الأسكندري. ابن الديبع الميمني. محمد بن عليّ الشامي المصري. ابن الشماع الحلبي. يوسف بن عبد الهادي الصالحي الدمشقي. سقين العاصمي الفاسي. الغيطي المصري.
ومن أهل القرن الحادي عشر:
المناوي المصري. محمد حجازي الواعظ المصري. أحمد المقري الفاسي. أحمد بن يوسف الفاسي. عبدالله بن عليّ بن طاهر السجلماسي. النجم الغزي الدمشقي. البابلي المصري. عيسى الثعالبي المكي. ابن سليمان الرداني. يحيى الشاوي الجزائري دفين مصر. فرخ شاه الهندي.
ومن أهل القرن الثاني عشر:
الزرقاني المصري شارح وهب. عبدالله بن سالم البصري المكي. يوسف الهندي. يحيى بن عمر مقبول الأهدل اليمني. ابن الطيب الشركي. ابن إسماعيل الأمير الصنعاني. أبو العلاء العراقي الفاسي. عبد القادر بن خليل المدني. محمد البخاري النابلسي. ابن سنة الفلاني السوداني.
ومن أهل القرن الثالث عشر:
أبو الفيض مرتضى الزبيدي المصري. الجلال السباعي دفين مصر. صالح الفلاني المدني. ابن عبد السلام الناصري الدرعي. أوراس المعسكري الجزائري. الشوكاني اليمني. عابد السندي المدني. الشيخ السنوسي دفين جغبوب.
وقد ترجمت هنا جميع هؤلاء ترجمة واسعة مناسبة فانظر كلا في حرف اسمه أو نسبته أو حرف أول اسم فهرسته إن كان لها اسم تعرف به.
(1/79)
________________________________________
المقدمة الثالثة:
روينا من طريق أي العباس الدغولي قال: سمعت محمد بن حاتم بن المظفر يقول: إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها بالإسناد وليس لأحد من الأمم قديمها وحديثها إسناد موصول، إنما هي صحف في أيديهم وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم فليس عندهم تمييز ما نزل من التوراة والإنجيل وبين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي اتخذوها عن غير الثقات.
قال الحافظ ابن حزم: نقل الثقة عن الثقة حتى يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم شيء خص به المسلمون دون جميع الملل والنحل، أما مع الإرسال والإعضال فيوجد في اليهود لكن لا يقربون به من موسى قربنا من نبينا، بل يقفون حيث يكون بينهم وبينه أكثر من ثلاثين نفسا، وإنما يبلغون إلى نوح وشمعون، وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق، وهذه الأمة الشريفة زادها الله شرفا بنبيها إنما تنقل الحديث عن الثقة المعروف في زمانه بالصدق والأمانة عن مثله حتى تتناهى أخبارهم ثم يبحثون أشد البحث حتى يعرفوا الأحفظ فالأحفظ والأطول فالأطول مجالسة لمن فوقه، فمن كان أقصر مجالسة، ثم يكتبون الحديث من عشرين وجها وأكثر حتى يهذبوه من الغلط والزلل ويضبطوا حروفه ويعدوه عدا الخ.
وفي شرح الاسم الثاني عشر ومائة من سراج المريدين للقاضي أبي بكر بن العربي المعافري ما نصه: والله أكرم هذه الأمة بالاسناد، لم يعطه أحد غيرها، فاحذروا أن تسلكوا مسلك اليهود والنصارى فتحدثوا بغير إسناد فتكونوا سالبين نعمة الله عن أنفسكم، مطرقين للتهمة إليكم، وخافضين المنزلتكم، ومشتركين مع قوم لعنهم الله وغضب عليهم، وراكبين لسنتهم. ومن نسخة عليها خطه نقلت.
(1/80)
________________________________________
وأورد أيضا في شرح الاسم الحادي والعشرين والمائة من سراج المريدين قصة تضمنت كرامة لحافظ الإسلام بقي بن مخلد اتصل به من طريق أهل العراق فقال: أما غرابة سندها فرجل يعني نفسه رحل من إشبيلية فلقي بمدينة السلام رجلا حدثه عن رجل من أهل تيناعورا أخبره عن رجل كان بالأندلس، وهذا من مفاخر هذه الأمة، فالعلم حدثنا وأخبرنا وما سوى ذلك وسواس الشيطان اه.
قال بعض الأعلام في صدر ثبت له: وكفى الراوي المنتظم في هذه السلسلة شرفا وفضلا وجلالة ونبلا أن يكون اسمه منتظما مع اسم المصطفى في طرس واحد، على رغم أنف الحاسد المعاند، وبقاء سلسلة الاسناد من شرف هذه الأمة المحمدية، واتصالها بنبيها خصوصية لها بين البرية.
وقال الأستاذ أبو سعيد ابن لب: وحسبك بها شرفا تتعلق به لذوي الأمال، وتبذل في تعاطيه مع الأموال. ثم قال: والعجب من مسلم ينكر الرواية وهي نور الإسلام، ثم أنشد:
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظلم وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: الإجازة في العلم رأس مال كبير أو كثير، اه.
وقال ابن حجر الهيثمي: لكون الإسناد يعلم به الموضوع من غيره كانت معرفته من فروض الكفاية اه.
وقال ابن رحمون في " الدر والعقيان " : كان من سنة علماء الحديث، طلب الإجازة في القديم والحديث، حرصا على بقاء الإسناد، ومحافظة على الشريعة الغراء إلى يوم التناد، وهي التي نسيت في مغربنا بهذه الأعصر
(1/81)
________________________________________
واكتفى أهله عن البسط بالحصر، وأهملوا السند والإجازة، وحسبوا أن العلم بمجرد التدريس والحيازة، اه.
ونقل ابن حجر الهيثمي في فتاويه الحديثية عن الحافظ العراقي قال: نقل الإنسان ما ليس لديه به رواية غير سائغ بإجماع أهل الدراية.
وعن الحافظ ابن خير الإشبيلي قال: أجمع العلماء على أنه لا يصح لمسلم أن يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا حتى يكون عنده ذلك القول مرويا ولو على أقل وجوه الرواية. وتعرض للجمع بين الأقوال بحمل الجواز على ما إذا كان لمجرد الاستنباط وعدمه على ما إذا كان للرواية عن القائل، اه.
قلت: ولنا في المعنى رسالة اسمها " رفع الضير عن إجماع الحافظ ابن خير " انظر فيها بسط ما له وعليه.
وفي مقدمة " فتح الباري " عن بعض مشايخ الحافظ: الأسانيد أنساب الكتب.
وقال الحافظ أبو الفضل مرتضى الزبيدي في إجازته لأهل قسمطية: ثبت عند أهل هذا الفن أنه لا يتصدى لاقراء كتب السنة والحديث قراءة دراية أو تبرك ورواية إلا من أخذ أسانيد تلك الكتب عن أهلها ممن أتقن درايتها وروايتها، ورحل إلى البلدان فظفر بعوالي المرويات، وباحث الأقران فأحاط بمدارك الدرايات، وجلس في مجالس الإملاءات على الركب، وتردد إلى المشايخ بالخضوع والأدب، وهذا الآن أقل من قليل، فحسبنا الله ونعم الوكيل، اه. ونحوه لصاحب بذل النحلة (انظر صحيفة: 138 من عقد اليواقيت الجوهرية، وانظر كتابنا " الإجازة، إلى معرفة أحكام الإجازة ورسالتنا المسماة " بالردع الوجيز لمن أبى أن يجيز " تر عجبا).
(1/82)
________________________________________
المقدمة الرابعة:
قال الحافظ السخاوي في فتح المغيث على ألفية الحديث: إن معرفة الوفيات وتاريخ الرواة مما عظم وقعه وقدم النفع به للمسلمين، بحيث لا يستغنى عنه ولا يعتنى بأهم منه، خصوصا ما هو القصد الأعظم منه، وهو البحث عن الرواة والفحص عن أحوالهم الثلاثة من الماضي والحال وما هو آت، فالتعريف به من الواجبات، وتعرف أحواله من آكد المهمات، ولذا قام به في القديم والحديث، نجوى الهدى ورجوم العدى أئمة الحديث، فوضعوا تواريخ كشفت ما للمترجم لهم من الحالات، واشتملت مع ذلك على تعيين أوقات سماع المرويات، ودخول البلاد في حق رسالة الرواة، وغير ذلك من المهمات.
وقال صاعقة المغرب أبو عليّ اليوسي في فهرسته: كل ما يحتاج إليه كتاريخ سكة معلومة أو مكيال أو مسجد عتيق أو كون فلان من الرواة بفلان، أو مكان التقائه، أو كون فلان من المتقدمين أو المتأخرين أو من الصحابة أو لا أو غير ذلك، فهو داخل في العلوم الشرعية. (انظر تمامه في القانون والفهرسة ونشر المثاني).
وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: معرفة أعمار العلماء والوقوف على وفياتهم من علم خاصة أهل العلم، وأنه لا ينبغي لمن وسم نفسه بالعلم جهل ذلك، وانه مما يلزمه من العلم العناية به والقيام بحفظه (انظر الاستذكار له أو سنن المهتدين للمواق).
وقال الإمام أبو العباس أحمد بن الخطيب المعروف بابن قنفذ القسمطيني
(1/83)
________________________________________
في كتابه شرف الطالب (1) إن طلب الإجازة والرواية من شأن أهل العلم، وكذلك معرفة أفاضل الأئمة من صحابي وتابعي وفقيه، ومن الكمال تاريخ موتهم وولادتهم، ليتبين من سبق لمن يلحق. ولقد أخبرنا طالب من الطلبة عن مجلس عظيم اختلف فيه صاحب الدرس وآخر في مالك ومسلم بن الحجاج أيهما سبق بالوفاة، فقال صاحب الدرس: مسلم سبق وقال الآخر: مالك سبق والصواب معه. ومعرفة هذه الأمور تخرج الطالب من ظلمة الجهل، وكذلك معرفة من روى عنه شيخ لم يرو عنه الآخر وعدد من أخرج عنه البخاري ولم يخرج عنه مسلم، والعكس. واعلم أن معرفة الكتب وأسماء المؤلفين من الكمال ومعرفة طبقات الفقهاء وأزمانهم من مهمات الطالب، وكذلك ما ألف في عصر السائل، اه منه.
ولقد قيل لي عن كبير انه افتخر في مجلس بان بخزانة كتبه نسخة من شرح الطيب بن كيران على مقدمة المرشد بخط أندلسي ، وهذا ينبئ عن غفلة كبيرة، فأين الشارح المذكور الذي مات عام 1227 من الأندلس التي أخذت عام 899، وهذا شأن الغفلة عن تراجم النقلة.
__________
(1) شرف الطالب: 90 (في ألف سنة من الوفيات).
(1/84)
________________________________________
وهنا أردت الشروع في المقصود متكلا على حوله سبحانه وقوته قائلا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، مبتدئا المناسبات بحديث الرحمة المسلسل بالأولية فأقول وبه سبحانه أصول:
الحديث المسلسل بالأولية
أرويه عن نحو السبعين من المشايخ، ولكن لنقتصر هنا من الطرق على أعلاها وأغربها فنقول: حدثنا به شيخنا الأستاذ الوالد الشيخ أبو المكارم عبد الكبير بن محمد الكتاني الحسني الإدريسي وهو أول حديث سمعته منه أولية إضافية عام 1317، ومسند المدينة المنورة أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني، وهو أول حديث كتب به إلي منها سنة 132.، والشيخ الصالح أبو عبد الله محمد أمين رضوان المدني، وهو أول حديث سمعته منه يوم عاشوراء بين الروضة والمقام من المسجد النبوي عام 1324، قالوا: حدثنا به محدث المدينة الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المدني، وهو أول حديث سمعناه منه في سنين مختلفة.
ح: وأعلى منه بدرجة روايتي له عن الرئيس المعمر الناسك أبي البركات صافي بن عبد الرحمن الجفري المدني، وهو أول حديث سمعته منه بمكة المكرمة قال: هو والشيخ عبد الغني حدثنا به محدث الحجاز وحافظه الشيخ محمد عابد السندي الأنصاري المدني. والسيد الجفري المذكور آخر من كان بقي في الدنيا ممن رواه عنه.
(1/85)
________________________________________
ح: وأخبرني به عاليا شيخ محدثي العصر القاضي أبو الرجال حسين بن محسن الأنصاري الحيدرابادي كتابه من الهند سنة 1325، وهو أول حديث رواه لنا مطلقا عن شيخه القاضي أبي العباس أحمد بن محمد الشوكاني اليمني والمحدث محمد بن ناصر الحازمي، وهو أول حديث رواه عنهما، قال الثلاثة السندي والشوكاني والحازمي: حدثنا به محدث اليمن ومسنده الوجيه عبد الرحمن بن سليمان الأهدل وهو أول عن الشيخ أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي وهو أول عن المحدث الصوفي الشمس محمد بن أحمد بن محمد بن عقيلة المكي وهو أول.
ح: وحدثنا به الفقيه المسند الصوفي الشهاب أحمد رضا عليّ خان البريلوي الهندي، وهو أول حديث سمعته منه بمكة عن الشيخ آل الرسول الأحمدي الهندي وهو أول
ح: وأخبرنا به الشيخ محمد عليّ أكرم الصديقي الأروي الحنفي كتابة من الهند، وهو أول حديث كتب به إلي منه، قال: حدثني به شيخنا المعمر فضل الرحمن بن أهل الله المرادبادي وهو أول. قال هو وآل الرسول: أخبرنا به الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وهو أول، عن أبيه كوكب الهند أحمد ولي الله الدهلوي وهو أول، عن ابن عقيلة وهو أول
ح: وحدثني به العالم المقري الناسك المعمر الشهاب أحمد أبو الخير مرداد المكي بمكة المكرمة، وهو أول حديث سمعته منه بها، وأبو الحسن عليّ بن ظاهر المدني كتابة منها وهو أول، كلاهما عن الشهاب أحمد منة اللة المالكي الأزهري، وهو أول.
ح: وأخبرني الشيخ العارف بالله حبيب الرحمن الحسيني الهندي المدني كتابة منها وابن ظاهر كلاهما عن الشيخ عبد الغني الميداني الدمشقي وهو أول.
ح: وحدثني به وهو أول مؤرخ مكة المكرمة الشهاب أحمد بن محمد
(1/86)
________________________________________
الحضراوي الشافعي المكي بها قال: حدثني به القاضي عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي الطرابلسي، وهو أول حديث سمعته منه بمكة.
ح: وحدثني به عاليا مسند الشام عبد الله بن درويش السكري الحنفي الدمشقي، وهو أول حديث سمعته منه بدمشق، قال هو ومنة الله والميداني والرافعي: حدثنا به محدث الشام ومسنده الوجيه عبد الرحمن بن محمد الكزبري وهو أول، عن شمس الدين محمد بن بدير المقدسي، وهو أول، قال حدثنا أبو النصر مصطفى الدمياطي وهو أول، حدثنا به الشمس ابن عقيلة قال: حدثنا به الإمام المقري المسند المعمر الشهاب أحمد بن عبد الغني المعروف بابن البنا الدمياطي، وهو أول حديث سمعته منه.
ح: وأخبرني به عاليا البدر عبد الله السكري وهو أول، عن عبد اللطيف ابن حمزة بن فتح الله البيروتي وهو أول، عن الشيخ أبي عبد الله المنجي الطرابلسي وهو أول، قال: حدثنا به أبو الفداء إسماعيل العجلوني.
ح: وحدثني به القاضي المسند الخطيب المعمر أبو النصر نصر الله الخطيب بدمشق، وهو أول، عن والده عبد القادر، وهو أول، عن الخليل الخشة وهو أول، عن محمد خليل الكاملي، وهو أول، أنا أبو الفداء إسماعيل العجلوني، وهو أول، عن الشمس محمد الوليدي بمكة، وهو أول، عن ابن البنا المذكور، وهو أول، قال: حدثنا به المعمر محمد بن عبد العزيز الزيادي وهو أول، قال حدثنا به أبو الخير ابن عموس الرشيدي وهو أول، قال: ثنا به القاضي زكرياء الأنصاري وهو أول، قال: حدثنا به صدر الحفاظ أبو الفضل ابن حجر، وهو أول، قال: حدثنا به الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، وهو أول حديث سمعته منه.
ح: وحدثني به الشيخ الصوفي هداية الله بن عبد الله الفارسي الهندي
(1/87)
________________________________________
وهو أول حديث سمعته منه بمكة تجاه الكعبة المعظمة، عن الشيخ عبد القيوم الهندي الصديقي وهو أول منه.
ح: وحدثني به المفسر المحدث الشيخ عبد الحق الإله ابادي، وهو أول حديث سمعته منه بمكة، عن الشيخ جعفر بن عليّ الهندي، وهو أول.
ح: وحدثني به أديب الحجاز الشاعر المفلق المعمر الشيخ عبد الجليل بن عبد السلام براده المدني سماعا منه بمكة المكرمة عام 1323، وهو أول، عن شيخه سخاوة عليّ الهندي، وهو أول، قال الثلاثة عبد القيوم وجعفر بن عليّ وسخاوة عليّ الهنديون: حدثنا به محدث الهند الشيخ محمد إسحاق الدهلوي دفين مكة.
ح: وحدثني به الشيخ العارف أبو عبد الله محمد بن عليّ الحبشي الاسكندري وهو أول حديث سمعته منه بها سنة1323، قال: حدثني به أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السلوي الفاسي، وهو أول حديث سمعته منه بفاس، قال: حدثني به المحدث العارف أبو عبد الله محمد صالح الرضوي البخاري وهو أول حديث سمعته منه بفاس.
ح: وحدثني به عاليا آخر أصحاب الرضوي في الدنيا الفقيه المعمر حسين الطرابلسي الحنفي، وهو أول حديث سمعته منه بمصر سنة 1323، قال: حدثني به الرضوي المذكور بمصر سنة 1261، وهو أول حديث سمعته منه بها، قال هو ومحمد إسحاق الهندي: حدثنا به عالم مكة ومسندها أبو حفص عمر بن عبد الرسول المكي، وهو أول، عن النور عليّ بن عبد البر الونائي المكي و الشمس محمد بن منصور الشنواني، وهو أول حديث سمعته منهما، قالا: حدثنا به خاتمة الحفاظ أبو الفيض مرتضى الزبيدي، وهو أول حديث سمعته منه، عن عبد الله بن موسى الحريري المكي، وهو أول، عن عبد اللطيف بن أحمد البقاعي، وهو أول، عن عبد القادر الثعلبي
(1/88)
________________________________________
وهو أول، عن عبد الباقي الحنبلي، وهو أول، عن المعمر بن عبد الرحمن البهوتي الحنبلي، وهو أول عن الجمال يوسف بن القاضي زكرياء، وهو أول، عن أبيه شيخ الإسلام زكرياء، وهو أول، قال: حدثني به الحافظ أبو الفضل ابن حجر، وهو أول.
ح: وحدثنا به عاليا بدرجتين العلامة الصوفي المعمر الشهاب أحمد الجمل النهطيهي المصري، وهو أول حديث سمعته منه بمصر، قال حدثني به شيخنا الشمس محمد عليّ البهي الطندتائي، وهو أول، عن السيد مرتضى، وهو أول، عن عمر بن عقيل الباعلوي المكي، وهو أول حديث سمعته منه عاليا بعناية جده لأمه بسنده السابق.
ح: وحدثنا به محدث المدينة أبو اليسر فالح بن محمد الظاهري المدني، وهو أول حديث سمعته منه بها، عن ختم المحدثين محمد بن عليّ السنوسي المكي، قال: حدثنا به أحمد بن عبيد العطار الدمشقي، وهو أول، عن صالح بن إبراهيم الجنيني، وهو أول، عن محمد بن عبد الرسول البرزنجي، وهو أول، عن عبد الباقي الحنبلي، وهو أول، عن البهوتي به. ح: قال عمر بن عبد الرسول أيضا: حدثنا به المسند الصوفي أبو الحسن الونائي قال: حدثنا به البرهان إبراهيم بن محمد النمرسي، وهو أول، عن عيد النمرسي وهو أول ح: قال الونائي: وحدثنا به الشهاب أحمد الدردير المصري، وهو أول، عن الشمس محمد الدفري وهو أول، قال النمرسي والدفري وابن عقيل: حدثنا به الجمال عبد الله بن سالم المصري بسنده السابق.
ح: وحدثنا به عاليا الشمس محمد أمين البيطار بدمشق وهو أول حديث سمعته منه، عن الشمس محمد التميمي، وهو أول، عن الشمس محمد الأمير
(1/89)
________________________________________
الكبير، وهو أول، عن الشهاب أحمد الجوهري، وهو أول، قال: حدثنا به البصري، وهو أول، بسنده.
ح: وأخبرنا به المسند المعمر نور الحسنين بن محمد حيدر الأنصاري الحيدر ابادي كتابة من الهند، وهو أول حديث أرويه عن أبيه بسماعه من السيد يوسف بن محمد بطاح الأهدل، قال: وهو أول حديث سمعته منه بالمسجد الحرام، قال: حدثني به أبو بكر بن عليّ الغزال الهتار، وهو أول، حدثني به يحيى بن عمر مقبول الأهدل، وهو أول قال: حدثني به عبد الله بن سالم البصري المكي، وهو أول، قال: حدثني به المسند محمد بن سليمان الرداني، وهو أول حديث سمعته منه، عن أبي عثمان سعيد ابن إبراهيم قدورة بالجزائر، وهو أول، قال: حدثني به سعيد المقري، وهو أول، عن الولي الكامل أبي العباس أحمد بن حجي الوهراني، وهو أول، عن شيخ الإسلام أبي إسحاق إبراهيم التازي، وهو أول، قال: قرأت عن الإمام أبي الفتح محمد بن أبي بكر المراغي، وهو أول حديث قرأته عليه، قال: سمعته من لفظ شيخنا الحافظ زين الدين العراقي، وهو أول حديث سمعته منه مطلقا إن شاء الله، قال: حدثنا به الصدر محمد بن إبراهيم الميدومي، وهو أول حديث سمعته منه.
ح: وحدثني به الشمس محمد أمين بن رضوان المدني، وهو أول حديث سمعته بالمسجد النبوي كما سمعه مني أيضا، قال: حدثني به العارف الشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد المجددي المدني، وهو أول، عن أبيه أحمد سعيد.
ح: وحدثني به الصوفي الماجد المحدث المرشد الشيخ محمد عبد المجيد المعروف بالمعصوم بن عبد الرشيد بن الشيخ أحمد سعيد بن الشيخ أبي سعيد الدهلوي بمكة، وهو أول حديث سمعته منه بها عن عم والدة الشيخ عبد الغني، ووالده الشيخ عبد الرشيد، وعمه الشيخ محمد مظهر، الأول عن
(1/90)
________________________________________
أبيه أبي سعيد، والثاني والثالث عن والدهما أحمد سعيد، وهو ووالده أبو سعيد عن خاله الشيخ سراج أحمد المجددي، عن أبيه محمد مرشد المجددي، عن أبيه محمد أرشد المجددي، عن والده الإمام الرباني أحمد بن عبد الأحد السهرندي.
ح: وحدثني به الشيخ محمد عبد المجيد المعروف بالمعصوم المذكور، عن أبيه عبد الرشيد، عن أبيه أحمد سعيد، عن الشيخ عبد العزيز الدهلوي، عن أبيه ولي الله الدهلوي، عن الحاج محمد أفضل السليكوتي، عن حجة الله محمد نقشبند المجددي، عن أبيه محمد المعصوم، عن والده الإمام الرباني أحمد بن عبد الأحد السهرندي، عن القاضي بهلول البدخشي، عن الشيخ المحدث عبد الرحمن بن فهد، عن والده عبد القادر بن عبد العزيز وعمه جار الله بن فهد، كلاهما عن والدهما الحافظ عبد العزيز بن فهد، عن جده الحافظ تقي الدين محمد بن فهد المكي، عن جمع من المشايخ أعلاهم البرهان الابناسي وقاضي القضاة أبو حامد المطري، كلاهما عن الخطيب صدر الدين أبي الفتح محمد بن إبراهيم الميدومي، وهو أول.
ح: وأخبرني به عاليا كتابة من الهند الشيخ محمد محيي الدين الجعفري الزينبي، وهو أول حديث أجازنيه كما سمعه بالأولية الحقيقية من المحدث الأثري أبي الفضل عبد الحق المناوي العثماني، وهو أول، عن القاضي محمد ابن عليّ الشوكاني، وهو أول، عن عبد القادر الكوكباني، عن الشمس محمد ابن الطيب الشركي المدني، وهو أول، عن أبي الأسرار حسن بن عليّ العجمي، وهو أول، عن زين العابدين بن عبد القادر الطبري، وهو أول، عن الحصاري عن المسند المعمر محمد الغمري، عن الحافظ ابن حجر، وهو أول.
ح: وأخبرني به مكاتبة من المدينة المنورة مفتيها عثمان بن عبد السلام الداغستاني، وهو أول، قال: حدثني به محمد بن عثمان الدمشقي الدوماني
(1/91)
________________________________________
الشهير بخطيب دوما، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني به شيخنا حسن بن عمر الشطي الدمشقي، وهو أول، قال: حدثني به عمر المجتهد وهو يرويه بأولية حقيقية عن الشمس محمد البخاري نزيل نابلس، قال: حدثني به جمال الدين محمد بن محمد الواسطي الزبيدي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني به العلامة الشيخ بن باعلوي، وهو أول، قال: حدثني به الوجيه عبد الرحمن بن محمد الذهبي، وهو أول، عن المنلا إبراهيم الكوراني، وهو أول حديث سمعته منه بمنزله ظاهر المدينة سنة 1072، قال: حدثني به عفيف الدين عبد الله بن محمد اليمني، وهو أول، قال: حدثني به العلامة عز الدين عبد العزيز بن تقي الدين الحبيشي اليمني، وهو أول، قال: حدثني به الحافظ الرحالة محدث اليمن الطاهر بن حسن الأهدل الحسني، وهو أول، قال: حدثني به محدث الديار اليمنية الوجيه عبد الرحمن ابن عليّ المعروف بالديبع الشيباني الزبيدي، وهو أول، أنبأنا الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، وهو أول حديث سمعته منه.
ح: وأرويه عاليا عن الشهاب أحمد الجمل النهطيهي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني به شيخنا البهي الطندتائي، وهو أول، عن الحافظ مرتضى الزبيدي، وهو أول، قال: حدثني به المعمر داوود بن سليمان الخربتاوي، عن المعمر الشمس الفيومي، عن السيد يوسف الارميوني، عن الحافظ جلال الدين السيوطي، عن الجلال عبد الرحمن بن الملقن عن جده السراج عمر بن عليّ بن الملقن الأنصاري، عن الصدر الميدومي. وهذا أعلى ما وقع لنا، إذ بيني وبين السيوطي فيه ستة وسائط وبيني وبين الميدومي فيه تسعة، وهذا أعلى ما يكون.
ح: وحدثني بحديث الأولية بشرطه بركة مكة وزاهدها النور أبو العلي حسين بن محمد الحبشي، عن أحمد بن عبد الله البار، وهو أول، عن الوجيه الكزبري، وهو أول، قال: حدثني به عبد الملك بن عبد المنعم
(1/92)
________________________________________
القلعي، وهو أول، عن عبد الله الشبراوي المصري، وهو أول، حدثنا الشهاب أحمد بن محمد الخليفي وهو أول، عن محمد بن داوود العناني، وهو أول، عن النور عليّ الحلبي، وهو أول، عن الجمال عبد الله الشنشوري، عن والده بهاء الدين، عن عثمان الديمي والسخاوي وزكرياء: حدثنا الحافظ أبو الفضل ابن حجر، وهو أول حديث سمعناه منه.
ح: وبه إلى الجمال الشنشوري، عن المسند المعمر عبد الحق السنباطي، عن جمع من المشايخ منهم أبو الصفا خليل بن سلمة القابوني الدمشقي وأبو الطيب شعبان الكناني العسقلاني والمسندة أم محمد زينب بنت زين الدين العراقي والرئيسة أم المكارم أنس زوجة الحافظ ابن حجر العسقلاني و الرحلة زين الدين الباقوسي وأبو الفتح محمد بن صلاح الدين الجزري الحنفي، قال ابن حجر والخمسة من أشياخ السنباطي: حدثنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي، وهو أول، قال: حدثنا به الصدر محمد بن إبراهيم الميدومي، وهو أول، عن عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، وهو أول قال: حدثني به أبو الفرج ابن الجوزي الحافظ، وهو أول، حدثنا به أبو سعيد إسماعيل ابن أبي صالح المؤذن، وهوأول، عن أبي طاهر محمد بن محمش الزيادي، وهو أول، عن أبي حامد البزاز، وهو أول، قال: حدثني به عبد الرحمن ابن بشر بن الحكم النيسابوري، وهو أول، قال: حدثني به سفيان بن عيينة، وهو أول، وفيه انقطع التسلسل، فإنه يرويه عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس، مولى عبد الله بن عمرو بن العاص عن مولاه عبدالله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، حديث حسن صحيح أخرجه أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد، وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة، وتداولته الأمة واعتنى به أهل الصناعة، فقدموه في الرواية على غيره ليتم لهم بذلك التسلسل كما فعلنا، وليقتدي به طالب العلم فيعلم أن مبنى العلم على التراحم والتوادد والتواصل لا على التدابر و التقاطع، فإذا شب
(1/93)
________________________________________
الطالب على ذلك شبت معه نعرة التعارف والتراحم فيشتد ساعده بذلك، فلا يشيب إلا وقد تخلق بالرحمة وعرف غيره بفوائدها ونتائجها فيتأدب الثاني بأدب الأول، وعلى الله في الإخلاص والقبول المعول.
وقد أفرد هذا الحديث بالتأليف لأهميته جماعة من المحدثين كابن الصلاح، وهو عندي في نحو كراسين، ومنصور بن سليم الرازي وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد السمر قندي والحافظ السلفي والذهبي، له العذب السلسل في الحديث المسلسل، والتقي السبكي وابن ناصر الدمشقي والسراج ابن الملقن والحافظ العراقي وولده أبي زرعة وأبي فتح اللخمي، له العقد المفصل في الحديث المسلسل، والحافظ ابن الأبار التونسي له: المورد السلسل في حديث الرحمة المسلسل، وأبي البقاء خالد البلوي صاحب " تاج المفرق " له فيه مجموع كبير، والحافظ مرتضى الزبيدي، له فيه أربعة مؤلفات، والشمس الجوهري المصري وهو عندي والشيخ عطا المكي وغيرهم. ولنا فيه عدة رسائل بسطنا فيها القول في طرقه ورواياته ومعناه ولطائفه، كتبناها في الأوائل.
وهذا حين الشروع في المقصود، مستعينا بالرب المعبود.
كتب الأوائل:
في الزمن الأخير لما كسلت الهمم وعدمت مصنفات الحديث أو كادت وثقل على الناس الرحلة بأسفار السنة الضخمة إلى البلاد ليسمعوها على المشايخ عدلوا إلى جمع أوائل المصنفات في كراسة أو أكثر، يحملها الطالب فيقرأها على مشايخه فيرجع من رحلته أو وجهته وهو يقول: أروي المصنف الفلاني عن شيخي سماعا لأوله وإجازة لباقيه. وأول من علمته جمع أوائل الكتب الحديثية وأفردها بالتأليف الحافظ ابن الديبع الشيباني الزبيدي، ذكر الوجيه
(1/94)
________________________________________
الأهدل في " النفس اليماني " أنه سمع أوائل السنة وأوائل غيرها مما جمع في رسالة الحافظ ابن الديبع على شيخه عبد الله بن سليمان الجرهزي.
1 - أوائل ابن الديبع (1) :
نرويها وكل ما له مسلسلا ببني الأهدل سادات زبيد وأئمتها عن أبي الحسن عليّ بن محمد البطاح الأهدل الزبيدي، لقيته بمكة، عن عبد القادر بن محمد ابن عبد الرحمن الأهدل عن أبيه عن جده عن أبيه سليمان عن أبيه يحيى عن أبي بكر بن عليّ الأهدل، عن يوسف بن محمد البطاح الأهدل، عن السيد طاهر بن حسين الأهدل، عن الحافظ ابن الديبع، وهو خاتمة الآخذين عنه شفاها وبهذا السند نروي كل ما له من مؤلف ومروي، وهو كل ما له من مؤلف ومروي، وهو إسناد عجيب.
2 - أوائل ابن سليمان الرداني (2) : هو أحد مسندي القرن الحادي عشر العلامة الحكيم الشمس محمد بن سليمان الرداني المكي دفين دمشق المتوفي بها سنة 1094 - صاحب " صلة الخلف بموصول السلف " ، أرويها بأسانيدنا إليه المذكورة في حرف الراء (انظر الرداني، وانظر ما سيأتي عن هذه الأوائل لدى الكلام على أوائل سنبل).
3 - أوائل تلميذه البصري (3) : هو مسند الحجاز عبد الله بن سالم البصري
__________
(1) ابن الديبع عبد الرحمن بن علي الشيباني (944) صاحب بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد، وتمييز الطيب من الخبيث وغيرهما (انظر البدر الطالع 1: 335 والنور السافر: 212 شذرات: 255، والزركلي 4: 91 وسيترجم له المؤلف رقم: 207).
(2) محمد بن سليمان الرداني (1094) المحدث المغربي له ترجمة في صفوة من انتشر: 196 والزركلي 7: 22 وستأتي ترجمته رقم 214، وانظر خلاصة الاثر 4: 204 والأعلام بن حل مراكش 4: 334.
(3) عبد الله بن سالم البصري (1134) الفقيه الشافعي مكي المولد والوفاة له الامداد بمعرفة علو الإسناد (سيأتي رقم: 59) انظر الزركلي 4: 219.
(1/95)
________________________________________
المكي له كراسة جمع فيها أوائل السنة ومسند الدارمي وموطأ مالك وسنن الدارقطني ومسند الشافعي ومسند أحمد وسنن أبي مسلم الكشي وسعيد بن منصور ومسند ابن أبي شيبة وشرح السنه للبغوي ومسند الطيالسي والحارث بن أبي أسامة والبزاز وأبي يعلى وابن المبارك ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ومعجم الطبراني وكتاب اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي وتاريخ ابن معين ومصنفات عبد الرزاق وسنن البيهقي، فمجموع ما ذكر في أوائله من الكتب الحديثية 28 ولأهل مصر بها اعتناء، والذي جلبها لمصر على مصنفها الشهاب الملوي والشهاب الجوهري. وقد وقفت على إجازة البصري لهما بها، سمعتها بمصر على شيخ الجامع الأزهر العلامة المعمر سلبم البشري المالكي وهو عن معمر الشمس الصفتي المالكي عن الأمير الكبير عن الجوهري والملوي عن البصري. وسمعت أوائله أيضا على صديقنا العلامة الصوفي الشيخ سعيد ابن عليّ الموجي الشافعي الأزهر كما سمعها على شيخه البرهان إبراهيم السقا والشيخ محمد الانبابي الشافعي الأول عن حسن بن درويش القويسني قال أخبرنا داوود القلعي أنبأنا أحمد جمعة البجيرمي قال أنبأنا جامعها عبد الله ابن سالم البصري بها. قلت: هكذا حدثني وكتبت عنه رحمه الله، والصواب أن أحمد البجيرمي يروي عن الشهاب أحمد بن مصطفى الصباغ عن البصري.
ح: ويرويها الأنبابي عن مصطفى الذهبي عن القويسني أيضا.
ح: وسمعت بعضها عن عالم الديار المصرية الوجيه الشربيني، وأجازني بباقيها عن السقا والذهبي والباجوري ثلاثتهم عن القويسني به، وسمعتها في المدينة المنورة على عالمها الشهاب أحمد بن إسماعيل البرزنجي حسب روايته لها عن والده السيد إسماعيل عن الشيخ صالح الفلاني عن محمد بن عبد الله المغربي عن البصري عاليا. قلت: ويظهر لي أن الأوائل البصرية مقتبسة من الأمم للبرهان الكوراني شيخ البصري فإنه اعتنى بذكر أوائل المصنفات الحديثية التي يذكر فيها مع إسنادها.
(1/96)
________________________________________
4 - أوائل القلعي: هو قاضي مكة محمد تاج الدين بن القاضي عبد المحسن القلعي الحنفي المكي الطائي لقيه الكاتب الأديب السيد الجيلاني الإسحاق وترجمه في رحلته الحجازية محليا له: ب " الشيخ الإمام علم الأعلام، القائم بوظيفة الكتب الستة الحديثية ببلد الله الحرام، شيخ علا سنه وسناه، وبلغ من الأحاديث النبوية والمعارف السنية مناه، وممن يشار إليه في هذا المعنى بالأصابع، ولا يوجد فيه منازع ولا مدافع " . اه.
وقفت على أوائله هذه برواق المغاربة بالجامع الأزهر بمصر، ذكر فيها من كل كتاب ذكره نحو عشرة أحاديث أو أقل عارية عن الاسناد، وعقبها بذكر أسانيده، وحاصلها أنه يروي عن عيسى الثعالبي ومحمد بن سليمان الرداني المكي وحسن العجيمي وعبد الله البصري ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني. وأعلى ما وقع له روايته للسته عن أحمد بن محمد أبي الخير المرحومي الشافعي لقيه بمصر عام 11.1 وهو عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي بأسانيده. وروى الجامع الصغير وغيره عامة عن ابن عمه أحمد بن محمد بن سالم القلعي، وهو يروي عامة عن البابلي وعبد العزيز الزمزمي، ويروي البابلي الجامع الصغير عن السنهوري عن القلعي عن السوطي. قال: وذكر السنهوري انه سأل العلقمي كيف أخذتم الجامع من مؤلفه قال: كنا نذهب مع السيد الشريف يوسف الأرميوني إلى الروضة فنطرق باب الحافظ السيوطي فإن كان السيد يوسف معنا فتح الباب و إلا فلا، والسيد يوسف يقرأ ونحن نسمع، اه.
قلت: كأن السيوطي كان لايرى خروجه لهم من الواجبات، فإذا علم بوجود البضعة النبوية معهم رأى الخروج لهم تأكد وصار أولى مما هو عليه من العزلة التي كان يراها واجبة في حقه.
نروي الأوائل القلعية هذه وكل ما لمؤلفها بأسانيدنا المذكورة في الإرشاد إلى ولي الله الدهلوي عنه.
(1/97)
________________________________________
ح: وبأسانيدنا إلى الورزازي والصباغ والغرياني وعمر السقاف ومحمد سعيد سفر كلهم عنه. وبأسانيدنا الآتية إلى الحافظ مرتضى الزبيدي عن عبد الرحمن بن أسلم الحسيني المكي وإبراهيم بن سعيد المنوفي المكي وغيرهما عن تاج الدين القلعي.
ح: وأخبرنا بها الوجيه السكري عن الكزبري عن عبد الملك القلعي عن أبيه عبد المنعم عن جده التاج، وهو مسلسل كما ترى بالعادلة.
ح: وبأسانيدنا الآتية إلى الشهاب أحمد بن عبد الله الغربي الرباطي عنه وذكر في إجازته له أنه يروي عامة عن ابن سليمان الرداني والبرهان الكوراني والشهاب النخلي وصالح الزنجاني وأحمد البشبيشي وابن أخيه عبد الرؤوف عامة ما لهم.
5 - أوائل العجلوني (1) : هو محدث الشام وعالمها الزاهد الورع العابد أبو الفدا إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجراحي العجلوني الدمشقي ولد بعجلون سنة 1.87 وتوفي سنة 1162 وأخذ عن أبي المواهب الحنبلي ومحمد الكاملي والياس الكردي ونجم الدين الرملي وغيرهم، وممن أجازه عامة العارف النابلسي ومحمد بن عبد الرسول البرزنجي والبصري والتاج القلعي وابن عقيلة ومحمد الوليدي المكي ومحمد الضرير الاسكندراني ويونس الدمرداشي المصري وأبو طاهر الكوراني وأبو الحسن السندي والشهاب النخلي المكي وسليمان بن أحمد الرومي واعظ جامع أياصوفيا وغيرهم ممن حواه ثبته المسمى بحلية أهل الفضل والكمال المذكور في حرفه، له شرح على الصحيح، قال عنه تلميذه الشهاب أحمد العطار في ثبته: شرحه شرحا يرحل إليه، جعله خلاصة الشروح السابقة، وأطال فيه من الفوائد والنكات والأحكام، سماه الفيض الجاري، وصل فيه إلى كتاب التفسير واختر منه المنية قبل كماله، اه.
__________
(1) انظر الزركلي 1: 324 ورقم 120 فيما سيأتي.
(1/98)
________________________________________
وله أيضا شرح الحديث المسلسل بالدمشقيين، وله أيضا كشف الخفا والالتباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس (1) ، وله أوائل اشتهرت بالحجاز والهند والشام وطبعت مرارا سماها مؤلفها عقد الجوهر الثمين في أربعين حديثا من أحاديث سيد المرسلين جمع فيها ما ذكره البصري مع تحرير وزاد عليه مسند أبي حنيفة قال تنويها بأنه من أهل هذا الشأن والشفا وتاريخ الشام لابن عساكر وكتاب الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا وجياد المسلسلات للسيوطي والدربة الطاهرة للدولابي ومشكاة الأنوار للحاتمي فصار المحصل أربعين حديثا من أربعين كتابا. وزاد على أوائل البصري بذكره إسناده كل كتاب بالهامش، فذكر أولا روايته للصحيح عن الشيخ عبد الغني النابلسي عن النجم الغزي عن أبيه البدر الغزي عن القاضي زكرياء عن الحافظ ابن حجر، ثم صار يحيل عليه في بقية الكتب، وقد أوقفني على شرحه لها صديقنا العلامة المحدث الشيخ جمال الدين بن قاسم الحلاق الدمشقي في مبيضته، ولا أدري هل أخرجه أم لا.
أروي الأوائل العجلونية هذه سماعا على الوالد مرارا سنة 1318 فما بعدها كما سمعها على مسند المدينة أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري بالمدينة المنورة.
ح: وأرويها عاليا عنه مكاتبة، وهو عن الشيخ عبد الغني الميداني الدمشقي والشهاب أحمد دحلان المكي كلاهما عن الوجيه الكزبري عن أحمد بن عبيد العطار عن العجلوني، وسمعتها في دمشق على مسنده أبي النصر الخطيب، كما سمعها على والده عبد القادر بن عبد الرحيم الخطيب الدمشقي، كما
__________
(1) طبع باسم كشف الخفا ومزيل الالباس في جزءين ووقف عليه احمد القلاشي (الطبعة الثانية، مطبعة الرسالة، بيروت 1979).
(1/99)
________________________________________
سمعها من مفتي بيروت عبد اللطيف بن عليّ بن حمزة، كما سمعها من الشمس محمد بن عبد الرحمن الكزبري ومحمد خليل الكاملي حسبما رواها الثاني عن مؤلفها.
ح: ويرويها عبد القادر الخطيب عن عبد القادر بن أحمد الميداني عن الكاملي عن العجلوني.
ح: ويرويها السيد عبد القادر الخطيب عن الشمس محمد بن مصطفى الرحمتي والشمس محمد العاني والوجيه الكزبري ثلاثتهم عن الشهاب العطار عن مؤلفها.
ح: ويرويها شيخنا أبو النصر عن محمد عمر الغزي سماعا عليه عن الشهاب العطار ومحمد سعيد السويدي عن العجلوني ومؤلفها. وأرويها من طريق الشيخ محمد صالح الرضوي الآتي ذكره في حرف الراء عن محمد بن مصطفى الرحمتي الأيوبي عن زاهد الرومي بمكة عن العجلوني، وهو سياق عزيز الوجود.
6 - أوائل ابن الطيب الشركي (1) : هو الإمام المحدث المسند محمد بن الطيب الشركي المدني له أوائل نرويها بسندنا إليه (انظر حرف الشين).
7 - أوائل سنبل (2) : هو علامة مكة ومفتيها الشيخ محمد سعيد بن محمد سنبل المكي الشافعي المتوفي بالطائف سنة 1175، ذكر في أولها أنه رأى أوائل لبعض الأعلام طول فيها، فأراد أن يلخص مما ذكر فيها أول حديث من أول كل كتاب، تاركا لباقيه روما للاختصار، ثم ذكر أنه يروي عامة عن
__________
(1) محمد الطيب الشرقي (1170) هو شيخ الزبيدي وصاحب أسهل المقاصد (انظر رقم 45، 412) وترجمته في سلك الدرر 4: 91 وانظر الزركلي 7: 47 ورقم 598 فيما يلي.
(2) الزركلي 7: 12.
(1/100)
________________________________________
أبي طاهر الكوراني وعيد بن عليّ الأزهري والشهاب أحمد النخلي المكي وعمر ابن أحمد بن عقيل، وقد قلد وتبع فيما ساقه غالبا أوائل التاج القلعي، وزعم بعضهم أنه اختصرها من أوائل الشمس محمد بن سليمان الرداني. قال صاحبنا الشيخ أحمد بن عثمان العطار: وام يذكر مستنده في ذلك ولم يأثره عن أحد، لكنا إلى الآن لم نقف على أوائل ابن سليمان بل ولم نسمع بها، من تعليقاته على الأوائل السنبلية.
قلت: في ثبت الشيخ صالح الفلاني الكبير المسمى بالثمار اليانع وهو عندي بخطة حين ترجم لشيخه الشهاب أحمد الدردير واجتماعه به عام 1199 بمكة ما نصه: قرأت عليه أوائل الكتب للشيخ محمد بن سليمان الرداني، وكذا قال في ترجمة الشيخ التاودي ابن سودة: قرأت عليه أوائل الكتب للشيخ محمد بن سليمان الرداني، من خطه. وقال الفلاني في الثبت المذكور في ترجمة السيد عبد الله المرغني الطائفي: قرأت عليه شيئا من جمع الفوائد للشيخ محمد بن سليمان الرداني ومن أوائل الكتب له، ومن خطه نقلت ورأيت في فهرس مكتبة أبي الحسن بن ظاهر الوتري المدني التي كانت عنده أن منها رسالة الأوائل للرداني، وفي آخرها إجازة العارف النابلسي بخطة للمنيني.
وقد ذيل على الأوائل السنبلية هذه مؤلفها أحاديث من عدة كتب أخر تقارب الثلاثين كان غفل عنها في الأصل، رواها عنه تلميذه الشيخ إسماعيل النقشبندي والشمس محمد بن سليمان الكردي المدني وغيرهما. وهذه الأوائل هي المستعملة بديار الهند والحجاز غالبا، وأرويها بأسانيدنا إلى السيد زين جمل الليل المدني والوجيه عبد الرحمن الكزبري والشيخ محمد عابد السندي والقاضي عبد الحفيظ العجيمي وعمر بن عبد الرسول وغيرهم عن محمد طاهر سنبل عن والده مؤلفها. وأرويها بأسانيدنا إلى الفلاني عن محمد سعيد سفر عن مؤلفها.
(1/101)
________________________________________
ح: وأرويها بأسانيدنا إلى السيد مرتضى الزبيدي والوجيه الأهدل كلاهما عن محمد بن سليمان الكردي عن مؤلفها.
ح: وأرويها مسلسلة بالآباء عن الحكيم الرحلة المعمر الشيخ محمد طاهر ابن عمر بن عبد المحسن بن طاهر بن الشيخ سعيد سنبل المدني بها عن أبيه عمر عن جده عبد المحسن عن والده الشيخ محمد طاهر عن أبيه محمد سعيد صاحب الأوائل.
تنبيه:من الغرائب ما ذكره تلميذه المؤلف الشيخ إسماعيل النقشبندي أن محمد سعيد سنبل أدرك الشيخ رضي الدين الآخذ عن والده وهو عن والده ابن حجر الهيثمي قال: هو أعلى ما عنده، وهو غير ممكن لأن رضي الدين مات سنة 1.41 كما للمحبي، فكيف يدركه المذكور والله أعلم.
8 - أوائل الشيخ عثمان الشامي (1) : هو أبو الفتح الشيخ عثمان بن محمد الأزهري الشهير بالشامي الحنفي نزيل المدينة المنورة يروي عن أبي الحسن الصعيدي ومحمد بن يونس الطائي الحنفي وعيسى البراوي والشيخ سليمان المنصوري وغيرهم. ترجمه الحافظ مرتضى في معجمه وحلاه بالإمام الفقيه العلامة، قال:لقيته في جامع قوصون وهو يقرأالملتقى فيلقي في تقريره ما يبهر العقول، وله حافظة جيدة واستحضار في الفروع ولايمسك كراساً عند إقرائه، اة. ولم يذكر وفاته. ومن العجب أن الجبرتي أرخ المذكور ممن مات سنة121. مع أني وقفت له على إجازة كتبها لمحمد الشعاب المدني مؤرخة سنة1213، له أوائل سمعها عليه الشيخ رفيع الدين القندهاري قال:قرأت عليه أوائله التي ذكر فيها أسانيده إلى الصحاح الستة وذكر من أول كل كتاب حديثاً، اه.
__________
(1) الجبرتي 2: 263 والزركلي 4: 377.
(1/102)
________________________________________
نرويها عن المسند الشيخ محمد بن خضر بن عثمان الرضوي الهندي كتابة من الهند عن شهاب الدين العمري القندهاري عن رفيع الدين عنه.
ح: وعن أبي عليّ حسين بن محمد بن حسين الحبشي الباعلوي المكي عن أبيه عن عمر بن عبد الرسول المكي عنه وعن الحبشي المذكور عن السيد عيدروس بن عمر بن عيدروس الحبشي عن أبيه عن السيد يس بن عبد الله المرغني المكي عنه.
ح: وبأسانيدنا إلى الريسوني عن المترجم.
9 - أوائل السنوسي (1) : هو الإمام العارف بالله ختم المحدثين محمد بن علي السنوسي المكي ثم الجغبوبي المتوفى سنة1276، له الكواكب الدرية في أوائل الكتب الأثرية، اشتمل أول باب منه على أوائل بعض كتب الأئمة العشرة موطأ مالك ومسانيد الأئمة الثلاثة والكتب الستة، وثاني باب منه على أوائل بعض مشاهير السنن وهي عشرة، وثالث باب منه على بعض مشاهير المسانيد وهي عشرة، ورابع باب على بعض مشاهير الصحاح الزائدة على الستة وهي عشرة، وخامس باب على بعض مشاهير المعاجم وهي عشرة، وسادس باب على بعض مشاهير الجوامع وهي عشرة، وسابع باب على بعض مشاهير المختصرات وهي عشرة، وثامن باب على بعض مشاهير كتب الأحكام الجامعة وهي عشرة، وتاسع باب على بعض مشاهير كتب السير والشمائل وهي عشرة، وعاشر باب على بعض مشاهير الأربعينيات والأجزاء والمصنفات وحادي عشر على خمسة أنواع مشتملة على ما يزيد على مائة كتاب، وثاني عشر باب منها على نحو من أربعين تفسيراً وهي على قسمين الأول في تفاسير السلف والثاني في تفاسير الخلف، والخاتمة في أربعين طريقاً من طرق الصوفية.
__________
(1) شجرة النور: 399 والزركلي 7: 192 وسيترجم له المؤلف برقم: 589.
(1/103)
________________________________________
وهذا ترتيب عجيب وأسلوب غريب بين كتب الأوائل والإثبات. وله أيضاً التحفة في أوائل الكتب الشريفة نسبها له حفيده الشيخ السيد أحمد الشريف في ثبته.
نرويهما وكل ما له من طرق منها عن أبي البشر فالح الظاهري المهنوي المدني والقاضي أبي العباس أحمد بن طالب ابن سودة والمعمر عبد الهادي بن العربي العواد الفاسي ثلاثتهم عنه عالياً، ومنها عن البرهان إبراهيم بن سليمان الخنكي المكي عن محمد بن حميد الشركي الحنبلي المكي وأحمد بن مهدي بن شعاعة التونسي كلاهما عنه.
ح:وعن الشيخ محمد بن سليمان حسب الله المكي عن الشيخ حسين بن إبراهيم الأزهري المكي عنه.
ح:وعن الشيخ أبي الخير أحمد بن عثمان العطار المكي عن صالح بن عبد الله العودي المكي عنه.
ح:وعن شاعر الجزائر الشيخ المعمر عاشور الخنكي القسمطيني عن الشيخ المدني بن عزوز عنه.
ح:وعن الشيخ محمد معصوم بن عبد الرشيد المجددي الدهلوي عن الشيخ صديق الهندي المكي عنه.
ح: وعن الشيخ محمد سعيد الأديب القعقاعي المكي عن الشبخ جمال ابن عمر المفتي المكي عنه، فهذه أسانيدنا إليه من طريق عشرة من كبار تلاميذه واتصلنا به من طريق غيرهم.
10 - أوائل القاوقجي تلميذ الذي قبله (1) : هو العلامة المحدث الصوفي
__________
(1) تراجم علماء طرابلس: 58 (وسماه محمد بن إبراهيم) والرسالة المستطرفة: 153 - 154 وبروكلمان، التكملة 2: 776 والزركلي 6: 352 وانظر في ما يلي رقم 75، 130.
(1/104)
________________________________________
الفقيه المسند المعمر أبو المحاسن محمد بن خليل القاوقجي الطرابلسي الشامي الحنفي المولود سنة 1224 والمتوفى بمكة ليلة الأربعاء 7 ذي حجة سنة 1305 عن 81. هذا الرجل هو مسند بلاد الشام في أول هذا القرن، وعلى أسانيده اليوم المدار في غالب بلاد مصر والشام والحجاز، أخذ عن كثيرين كالشيخ عبد القادر الكوهن والشمس محمد البهي وهو أعلى شيوخه إسناداً والشمس محمد بن حمد التميمي الخليلي ومحمد بن صالح السباعي والبرهان الباجوري والشيخ السنوسي والسيد يس المرغني وابن أخيه الشمس عثمان محمد صاحب تاج التفاسير والشمس محمد العجيمي التطواني وعلي بن سلطان البيومي الأحمدي الدمرداشي المصري وعلي النجاري وعبد الله بن محمد بن حسين بن عبد الله الناصري الدرعي دفين أرض مصر ومحمد بن أحمد الودي الفاسي دفين طرابلس الشام وعبد الحق الحريشي الفاسي والسيد فضل بن علوي والسيد هاشم بن شيخ الحبشي المدني والسيد عيدروس بن عبد الله السقاف والسيد أحمد العطاس ومفتي يافا حسين الدجاني والشيخ عليّ سمني ابن الشيخ عمر الطرابلسي والشيخ محمود الدسوقي دفين طرابلس الشام والشيخ عابد السندي المدني ومحمد بن محمود الجزائري وأحمد بن حسن الحنبلي وأحمد الصعيدي المالكي وغيرهم. وألف نحو مائة تصنيف مابين مطول ومختصر ومنها في علوم السنة بالخصوص:الجامع الفياح للكتب الثلاثة الصحاح الموطأ والبخاري ومسلم، والذهب الإبريز شرح المعجم الوجيز للأستاذ السيد عبد الله المرغني وهو مطبوع في سفر (1) ، وتنوير الأبصار في الحديث، وأربع موالد للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعراجان وشرح لأحدهما، وكتاب الأربعين، والبهجة القدسية في الأنساب النبوية، ورسالة في مصطلح الحديث، وشرح غرامي صحيح، ومختصر الموطأ، والفتح المبين شرح الحصن الحصين لابن الجزري، ورسالة تشتمل على مائتي حديث جعلها على قواعد الإسلام الخمس لكل من
__________
(1) طبع بالمطبعة الأدبية ببيروت سنة 1316.
(1/105)
________________________________________
الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج أربعين حديثاً، وحاشية على الأربعين النووية، واللؤلؤ المرصوع فيما لا أصل له أو أصله موضوع وهو مطبوع (1) . وكواكب الترصيف فيما للحنفية من التصنيف وغير ذلك، وله في هذه الصناعة الشريفة عدة مصنفات ستأتي في حروفها (انظر شوارق الأنوار وبوارق الأنذار، والغرر العالية، ورفع الأستار المسدلة) (2) وله الأسانيد العلية المتصلة بأربعين كتاباً من أشهر الكتب الحديثية، يذكر الكتاب ثم يذكر سنده فيه ثم يذكر طرفاً من ترجمة صاحبه ثم يأتي بأوائله، وغالب الكتب التي ذكر من الأوائل العجلونية. أرويها وسائر ما لأبي المحاسن القاوقجي من طريق عشرة من كبار أصحابه وهم مسند المدينة أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني، ومسند دمشق أبو النصر الخطيب الدمشقي، ومسند دمياط محمد الشريف بن عوض الدمياطي، وخطيب الأزهر أبو عليّ حسن بن محمد السقا الفرغلي المصري، وعبد الفتاح الزعبي الطرابلسي، وسليم بن خليل المسوتي الدمشقي، ومحمد بن سليمان المكي، والشيخ بسيوني بن عسل القرنشاوي المصري، والشهاب أحمد بن حسن الحضراوي، والمسند أحمد بن عثمان العطار عشرتهم عنه (تنبيه) لايصح لأحد ممن روى من المغرب في القرن الماضي عن أبي الحسن بن ظاهر أن يروي عنه القاوقجي لأنه إنما تحمل عنه بعد رجوعه من المغرب لقيه في جدة سنة 1298 فلو وجد له في إجازة أجزت لفلان ماصح وما سيصح ساغ للمجاز بها أن يروي عنه.
11 - أوائل تلميذه ابن ظاهر (3) : هو العلامة المحدث الأديب الصوفي الرحال مسند المدينة المنورة أبو الحسن عليّ بن ظاهر الوتري المدني الحنفي المولود سنة 1261 والمتوفى بها سنة 1322 فجأة ودفن بالبقيع، طلب العلم بالمدينة ثم
__________
(1) طبع اللؤلؤ المرصوع بمصر دون تاريخ.
(2) انظر رقم: 130، 488، 545.
(3) الزركلي 5: 110 (عن فهرس الفهارس وحده).
(1/106)
________________________________________
رحل إلى مكة فأخذ بها مجاوراً، وأجازه شيوخه بالتدريس وهو ابن 17 سنة ثم رحل إلى مصر والآستانة عام 1285، وإلى تونس والجزائر والمغرب الأقصى سنة 1287، ثم رحل إلى المغرب أيضاً عام 1297، ورحل إلى بخارى وسمرقند وزار قبر البخاري وذلك عام 1313.
يروي المذكور عن أعلام الحجازيين كالشيخ عبد الغني الدهلوي ويوسف الغزي وأبي خضير الدمياطي وهاشم الحبشي وصديق كمال والشيخ الجمال وأحمد الدهان المكي وعلي الرهبيني وعبد الرحمن النابلسي وأحمد النحراوي ومحمد الكتبي والشهاب أحمد دحلان، أجازه عام 1277 وجددها له عام 1296، ومحمد الموافي الدمياطي والشمس محمد أبي خضير الدمياطي المدني والمفتي محمد بن عمر بالي المدني وشيوخنا عبد الجليل برادة والشيخ حبيب الرحمن الهندي وغيرهم. وعن أعلام المصريين كالمسند أحمد منة الله والبرهان السقا وعليش وحسن العدوي والشمس محمد الدمنهوري ومحمد التميمي وغيرهم. والشاميين كعبد الغني الميداني وأبي المحاسن القاوقجي الطرابلسي سنة 1298. والعراقيين كداوود بن سليمان البغدادي. واليمنيين كالسيد عيدروس بن عمر الحبشي إجازة عامة مكاتبة بواسطة الشمس محمد بن سالم السري وذلك عام 1311 وأحمد بن محمد المعافي الضحوي سنة 1289. والتونسيين كالشيخ الشاذلي بن صالح التونسي لقيه بها عام 1287. والمغاربة كقاضي فاس محمد بن عبد الرحمن العلوي وقاضي مكناس المهدي بن الطالب ابن سودة الفاسي وخالنا جعفر بن إدريس الكتاني الفاسي تدبج معه بها عام 1297 وأبي محمد العربي بن داوود الشرقاوي البجعدي لقيه بمراكش سنة 1287. وأخذ القراءات بالمغرب عن الطيب بوفنار بالقصر، والطريقة الناصرية عن محمد الصروخ، والشاذلية عن المعمر محمد فنجيرو الفاسي، والبقالية عن عبد السلام عليّ البقالي، والباعلوية عن السيد هاشم الحبشي الباعلوي المدني بها، والنقشبندية عن الشيخ عبد الغني المدني بها، والخلوتية
(1/107)
________________________________________
عن منة الله، وسائر الأذكار والأحزاب إجازة عن أبي الحسن عليّ بن محمد ابن عمر الدباغ الحسني الفاسي سنة 1287، وبعض الأذكار الخاصة عن المحدث عبد القادر بن أبي القاسم العراقي الفاسي به سنة 1287. وبالجملة فشيوخه كثيرون ومن أغربهم روايته للطريقة المختارية عن باشا فاس عبد الله بن أحمد بن موسى البخاري عن ابن دح دفين المدينة، وبقي يستجيز من عام 1277 إلى عام 1311 وهذا نادر عن المتأخرين قال عن نفسه: كنت بحمد الله ممن وفق برهة من الزمان في أوائل العمر بإشارة مشايخي أرباب الأحوال وأعيان الأعيان لسماع الحديث من المسندين، وقراءة ماتيسرمن كتب هذا الفن على المعتبرين، فأفنيت الشباب في إتقان روايته ونصه، والبحث عن فقهه حتى وقفت من الغرض منه على نصه، ثم جردت صارم عزمي، وأرهفت حد فهمي، إلى خدمة السنة المطهرة بإقراء علومها وإفادة رسومها المستكثرة صارخاً في كل مجمع وناد وسمر وعداد، عباد الله، هلموا إلى شرف الدنيا والأخرى، والطريقة المثلى وبالأحرى:
مناي من الدنيا علوم أبثها ... وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنة التي ... تناسى رجال ذكرها في المحاضر له رحمه الله في هذا الفن مسلسلات وأوائل في كراسين جمع فيها أوائل من أربعين كتاباُ لخصها من أوائل العجلوني وثبت الأمير، وتفرد فيها بسياق أول حديث من كتاب جامع الأصول المنيفة من مسند أبي حنيفة لمحمد بن أحمد بن حسن بن محمد بن ميمون الأندلسي الأصل الجزائري الدار، ولكن لم يذكر إسناده إلى أصحاب الكتب التي ساق أوائلها أوحديثاُ منها، وله إجازة مطبوعة نحو كراسة وهي التي كان يجيز بها أخبراً.
أروي كل ما له عن شيوخنا خالنا أبي المواهب جعفر الكتاني وشيخنا الوالد وقاضي فاس حميد بن محمد بناني وأبي محمد عبد الملك العلمي ومحدث
(1/108)
________________________________________
زرهون محمد الفضيل ابن الفاطمي الأدريسي وأبي العلاء بن عبد الهادي ومسند الجزائر أبي الحسن عليّ بن موسى وأبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي القاسم الهاملي الجزائري ومسند اليمن أبي عبد الله محمد بن سالم التريمي وأحمد بن عثمان العطار وأبي عبد الله محمد المكي بن عزوز التونسي وأحمد الأمين بن المدني بن عزوز والشيخ محمد مراد القزاني وغيرهم عنه.
ح:وعن الأستاذ المعمر أبي العباس أحمد بن محمد بن الخياط الوزير عن صالح بن المعطي التادلي الفاسي عنه.
ح:وعن العلامة الصالح أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الإدريسي الشبيهي بزرهون عن الشيخين:والدنا أبي المكارم عبد الكبير وخالنا الشيخ أبي المواهب جعفر كلاهما عن أبي الحسن عليّ بن ظاهر الوتري.
ح: وعن الجماع المعتني الفقيه أبي العباس أحمد بن محمد بن المهدي عن العلامة النادرة أبي عبد الله محمد المدني بن عليّ ابن جلون الفاسي عنه.
ح: وأروي عالياً عن أبي الحسن بن ظاهر المذكور إجازة عامة خاصة لي مكاتبة من المدينة المنورة إلى فاس عام132.، وأشرك فيها معي أولادي وأحفادي، وهذا هو الفخر التليد لهم، وهو مشاركتهم فيه لشيوخنا السابقين، وهذه من أعظم فوائد الإجازة، نعم الذين رووا عن أبي الحسن بن ظاهر من شيوخنا المغاربة قبل القرن المنصرم لايصح لهم أن يرووا عنه مايصح للسيد عيدروس الحبشي والقاوقجي لأنه إنما روي عنهما بعد رجوعه من المغرب كما سبق، وإنما أسهبت في مشيخة المترجم وترجمته تنويهاً بقدره حيث أنه أحيا موات الرواية بالمغرب بل وأنعشها بالمشرق حتى لكثرة الآخذين عنه أفردهم بديوان عندي عنه نسخة رتبهم على سني أخذهم عنه اشتمل على أهل كل بلد ومصر بالمشرق والمغرب ممن في طبقة أشياخه فما دون. وقد زرت قبره بالبقيع الشريف ووجدت مكتوباً عليه من إنشاء صاحبنا العالم الأديب أبي عبد الله محمد العمري الجزائري وأنشدنيه بلفظه:
(1/109)
________________________________________
إمام الحديث ونقاده ... سرى نعشه والأسى باهر
خليفة عبد الغني الرضى ... يزينه حسب طاهر
وفي جنة الخلد شاع اسمه ... فأرخ على إسمه ظاهر 29 جمادي الأولى سنة 1322
12 - الأوائل الكتانية: هي أوائل جمعها جامعه محمد عبد الحي الكتاني الحسني وافقت فيما سقته من الكتب فيها نحو العشرين مما لمن سبق، وزدت عليهم نحو العشرين حديثاً من عشرين كتاباً. سميتها سلاسل الإسعاد بأربعين حديثاً من أربعين كتاباً بإسناد، وربما ذكرت بدل أول الكتاب إعلاماً وقع لصاحبه، وقد أذكر الحديث الذي له كبير وقع بدل أوله، وهي في نحو كراسين.
[الأربعون]:
13 - أربعون حديثاً (1) ، عن أربعين شيخاً، من أربعين قبيلة، في أربعين باباً من أبواب العلم، من أربعين مسنداً، عن أربعين من التابعين، بأربعين اسماً، من أربعين قبيلة، عن أربعين من الصحابة، بأربعين اسماً، من أربعين قبيلة: تخريج الإمام الحافظ أبي القاسم محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي الملاحي، أرويه وسائر مؤلفاته عن شيخنا الأستاذ الوالد أبي المكارم عبد الكبير بن محمد الكتاني الحسني عن شيخه الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المدني عن أبيه عن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي عن أبيه عن الشيخ أبي طاهر ابن إبراهيم الكوراني عن أبيه عن نجم الدين بن بدر الدين الغزي عن أبيه
__________
(1) أبو القاسم الملاحي الحافظ الأندلسي (619 له ترجمة في التكملة: 609 وتذكرة الحفاظ: 1402 والذيل والتكملة 6: 413 وبرنامج الرعيني: 14 والوافي 4: 68.
(1/110)
________________________________________
عن القاضي زكرياء عن الحافظ عمر بن فهد المكي عن جمال الدين أبي المحاسن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر المرشدي المكي عن أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن مبارك الغزي عن عليّ بن إسماعيل بن قريش، أنبأنا عبد الله بن أبي بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن موسى بن طلحة أنبأنا أبو القاسم الغافقي رحمه الله.
14 - الأربعون البلدانية (1) : لمحدث الشام الحافظ أبي القاسم عليّ بن عساكر المتوفى عام571 وهي عبارة عن أربعين حديثاًعن أربعين شيخاً من أربعين بلداً، لأربعين من الصحابة في أربعين باباً، نرويها بأسانيدنا إلى القاضي زكرياء عن الحافظ بن حجر عن أبي الحسن بن أبي المجد وأبي هريرة ابن الذهبي عن ابن أبي محمد القاسم بن المظفر بن عساكر عن أبي محمد عبد الله ابن عمر بن حموية عنه.
15 - الأربعون البلدانية (2) : لشيخ الجماعة المقدم في هذه الصناعة الحافظ أبي طاهر السلفي المتوفى عام576، وهي في نحو كراسين، في أولها أن الأئمة اعتنوا بجمع الأربعينيات حتى حصل له منها ما ينيف على سبعين، وتكاثر طلب أصحابه له في جمع أربعين، فخرج لهم هذه الأربعينية عن أربعين شيخاً بأربعين مدينة مبتدئاً بالحرمين الشريفين مكة والمدينة، قال: إذ في ذكرهما أوفى الزينة، ثم بغيرهما على نسق يقتضيه، على وجه أرتضيه، أبان فيها عن رحلة واسعة وأظهر فيها رتبة عالية وسماها كتاب: الأربعين المستغني بتعيين ما فيه عن المعين. قال هو عنها: هو ما لم يسبقني مؤلف فيما أظن إلى مثله، إذ لا يقدر عليه أحد، إلا من عرف الرحلة الواسعة من بلد
__________
(1) هو علي بن الحسن بن هبة الله، انظر ابن خلكان 2: 309 والحاشية.
(2) ترجمة السلفي في ابن خلكان 1: 105 وانظر مقدمة أخبار وتراجم أندلسية، وما يلي رقم: 565، 524.
(1/111)
________________________________________
إلى بلد في عنوان شبابه وابتداء طلبه للحديث، بائناً كان المقصد أو قريباً، ولم يبال بموته غريباً، ولا بأهله ومآله، وما قد خلفه من ماله. قلت:قد كان هو وابن عساكر في عصر واحد فلعل أحدهما لم يبلغه كتاب الآخر.
وقد سمعت كتاب الأربعين هذا على شيخنا الأستاذ الوالد رضي الله عنه بلفظي من أصل عتيق عندي بخط الشهاب القسطلاني صاحب الإرشاد والمواهب وذلك سنة 1325، وهو يرويها بالإجازة بسنده السابق إلى القاضي زكرياء عن الحافظ ابن حجر عن أبي إسحاق التنوخي عن أحمد بن أبي طالب الحجار عن أبي الفضل جعفر بن عليّ الهمداني عن مؤلفها الحافظ أبي طاهر السلفي رحمه الله.
وقد كنت عارضتها أيام إقامتي بحلوان من بلاد مصر سنة 1324 بأربعين بلدانية خرجتها عن أربعين شيخاً من أربعين بلداً من بلاد الإسلام التي دخلتها أو كتب لي منها. ولأبي طاهر فهرسة كبرى وصغرى أرويهما بهذا السند إليه (انظر حرف السين).
من أسمه أحمد
1 - أحمد الأزدي (1) : هو أحمد بن عبد الله بن صالح بن أبي عمر الأزدي الشيخ الإمام، أروي فهرسته بالسند إلى الحافظ ابن حجر عن محمد ابن حيان بن أبي حيان، عن جده أثير الدين أبي حيان عن أبي الحسن بن الزبير الغرناطي عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن السراج عن خاله الإمام أحمد بن أبي بكر بن خير عن مؤلفها قراءة منه عليه.
__________
(1) أحمد بن عبد الله بن صالح الأزدي أشبيلي محدث ثقة عالي الرواية (447 - 536) انظر التكملة: 47 والذيل والتكملة 1: 137 وفهرسة ابن خير: 435.
(1/112)
________________________________________
2 - أحمد بن طريف (1) : هو الشيخ الفقيه أبو الوليد أحمد بن عبد الله ابن أحمد بن عبد الله بن طريف، أروي فهرسته بالسند المذكور إلى الحافظ أبي بكر بن خير عنه إجازة مكاتبة.
3 - أحمد الباجي (2) : هو الفقيه أبوعمر أحمد بن الفقيه الراوية أبي محمد عبد الله بن محمد بن عليّ الباجي، أروي فهرسته بالسند إلى ابن خير عن القاضي أبي مروان عبد الملك بن عبد العزيز الباجي عن أبيه وعمه عن الفقيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله عن أبي عمر أحمد بن عبد الله المذكور.
4 - أحمد بابا التنبكتي (3) : هو أحمد بن أحمد بن أحمد بن عمر بن محمد أقيت السوداني يعرف ببابا ولد سنة963 والمتوفى ببلاده عام1.32، العلامة المتبحر النظار المسند المحدث المؤرخ، يروي عن عمه أبي الثناء محمود عن جده أبي العباس عن السيوطي، ويروي أيضاً عن والده عن قطب الدين النهروالي المكي بأسانيده المعروفة، ويروي عن والده أيضاً عن السيد يوسف الأرميوني وبركات الحطاب وابن حجر الهيثمي وعبد العزيز اللمطي الآخر عن عمه عثمان بن عبد الواحد عن أبن غازي بأسانيده، ويروي أحمد بابا أيضاًعن أبي زكرياء يحيى الحطاب المكي وغيره.
قال أبو العباس البور سعيدي عنه في " بذل المناصحة " : العلامة الحافظ
__________
(1) ابن طريف قرطبي كان محدثاً أديباً نحوياً لغوياً، توفي سنة 520 (الصلة: 79 - 80 وفهرسة ابن خير: 427).
(2) أبو عمر الباجي إشبيلي كان عارفاً بالحديث إماماً في ذلك (332 - 396) (انظر الصلة: 16 وفهرسة ابن خير: 426).
(3) هو صاحب نيل الابتهاج وكتاب كفاية المحتاج ترجم له المحبي 1: 170 انظر صفوة من انتشر: 52 (والأرجح أنه توفي سنة 1036 والمؤلف يتابع المحبي في النقل وكذلك ورد في شجرة النور (رقم: 1157): 298 - 299) وانظر أيضاً نشر المثاني: 271.
(1/113)
________________________________________
المحدث أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد " ثلاثة أهل شورى " المعروف ببابا من بلدة تنبكت، وليس هو من السودان بل من صنهاجة، بيته بيت علم وصلاح، توارث العلم فيه نحو الخمسمائة سنة. وأخبرت أن ولده أنجب بعده، وذكر لي بعض الأصحاب أنه رآه بمصر يقرأ علم التوقيت وينسخ فهرسة السيوطي فدل ذلك على أنه نجيب، اه.
نروي ماله من طرق ومنها بأسانيدنا إلى أبي السعود عبد القادر الفاسي وأبي العباس المقري كلاهما عن أبي القاسم بن أبي النعيم الغساني الفاسي عنه عامة، وأخذ المقري مباشرة عنه أيضاً وبالسند إلى أبي سالم العياشي عن المعمر أبي بكر بن يوسف الكتاني المراكشي عنه.
لقراءة المزيد حمّل الكتاب....
*******