للقراءة والتحميل : كتاب الجوهرة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه العشرة المبشرين بالجنة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، تأليف: محمد بن أبي بكر التلمساني

Nasab.jpg

***

العنوان  الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة 
المؤلف  محمد بن أبي بكر التلمساني
كتاب تراثي في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته وترجمة العشرة المبشرين بالجنة من أصحابه رضي الله عنهم وأولادهم وبناتهم وزوجاتهم وأحفادهم وهو إحدى نوادر المخطوطات العربية في أنساب العرب وتاريخ صدر الإسلام لمؤرخ وأديب وعالم أندلسي ألفه في جزيرة منورقة الإسبانية عندما كانت خاضعة للحكم الإسلامي، ويعد موسوعة تراثية ضمت الرواية والأنساب والأعلام والآداب والنقد واللغة والأخبار . 

*** 

 رابط تحميل وقراءة الكتاب بصيغة وورد

zip nasab 23/11/2008,19:33 564.39 Kb

*****

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
محمد بن أبي بكر التلمساني

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف

... وتكادُ أن تقترف ما يُردها من المآثم لما ترى من إباحة العقل المحظور فيه ليلا ونهارا، وُمعاطاة... في الدُّور في السواق جهازا. فجمعت جزءا كبير النفع، صغير الجرم. وعلمت أن... ما كنتم... العلم يبوء كاتمة بموبقات الإثم، لقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار: " مَن بَخل عن علم يعلمه فكتمه ألجم بيوم القيامة بلجام من نار. وما ينفع من العلم لا يحلُّ منعهُ. وما كلُّ علم ينبغي... يحب ظهوره وجمعه " .
وتمَّ الجزء بِمَنُورْقَةَ وكمل، وبه طالبه ابتهج وعليه اشتمل... لنفسي، ليكثر بها في وحشة الأسر أنسى. والزمت نفسي حمد الله وشكره، " ورفعتُ " بجلاله ذكره، على ما يسَّر فيه من ذكر مناقب أحرزها خيرته من عباده الصَّفوة.... فيما يرضي بها والقدوة، المظهرون دينه بنفوس بذلت جهدها في جهد أعدائه " المفضَّلين " في أرضه وسمائه ولم أقدر على تفصُّح ما ألَّفتُ لأصلح ما وقع فيه م غلظ " لما كان " يشغلني عنه في الأسر من ذل وامتحان، فلوا أتيت فيه خطابة قُسًّ وبيان " ... " بن صُوحان لأخرس رعبه عن وضع كلمة مع أخرى لساني وأحال عن....
فلمَّا منَّ الله تعالى بفكِّ أسرى من يد العدوِّ، وصرت بعد الخوف " بهُدوٍّ " على يدي رئيس قرشيٍّ همام، أكرم به للمآثر من إمام، يحكمُ بالعدل... يقظان للحقِّ " ... " غير نائم، ولا يخاف في الله لائم، وهو النَّقابُ الحبر.... أبو عثمان سعيد بن الوزير الأجَلِّ، الأروع، الأزهد، الأتقى، المقدس، المرحوم،.... عمر بن حكم، حرس الله به " مَنُرْقةَ " وحماها، وضاعف ببركته فيها الخيرات وأنماها، " بِرّاً " . ظاهرا ونور عدله في آفاقها زاهرا:
" هو " الهُمامُ الأوحدُ الأسعدُ ... سعيدٌ الزاكي العُلا الأمجدُ
" ليس " له في مَجْدِه مُشْبِهٌ ... إذْ طابَ منه الفرعُ والمحتِدُ
" يؤمُّهُ خيرُ الورى منهمُ ... خيرُ الهُداةِ المُجتَبَي أحمدُ
" لا " كأبي عثمانَ في مَنْسَبٍ ... به أحاطَ الفخرُ والسؤدَدُ
" سامٍ " رشيدُ القولِ ذو هِمَّةٍ ... على السَّماكينِ لها مَقْعَدُ
في يدِهِ اليُمنى مَنالُ المُنَى ... وفي اليسار واليُسْرُ والأَسعُدُ
لقد خلا المأمونُ من حاسدٍ ... ومثلُهُ في فضلهِ يُحسَدُ
" صحَّحتُ " مختبرا، ما علقت لنفسي منه، فوجدت فيه مواضع للنَّقد غير محكمة....، إذ متن غذ ذاك ربَّ خاطر مُقسَّم، حالف الخبال، وعقل عقل فأفسد الخيال.... عدوانه، ولا أفهم ما نقما....
.... بهيمة غررا، واتَّسقت آيات أخباره، سورا. وزدت فيها زيادات حبَّرته، وللناظر كالرَّوض أظهرته. فجاء بها رائق المعاني، محكم الرَّصف والماني، إذا تصفَّحه الأريب اللَّحن اتخذه " قريرا " ، وان له على فتح ما استغلق من نسب عدنانيٍّ ظهيرا، إذ جمع ما كان في جاهلية وإسلام.... عن هداة أعلام، من عبد المطلب أبي حارث حامل لواء الفخر، شيبة " الحمد ذي " السُّؤدد والمجد، أعظم بعبد المطلب الذي أوتي ذكرانا وإناثنا، طاب خيمهم " في " المشارق والمغارب، المبارك زرعهم، ورفع في العالم العُلويِّ والسُّفليِّ ذكرهم.... إلى الله بإذنه الشاهد، البشير، النذير. وذكرت أمهات رسول الله صلى الله عليه " وسلم " .... النَّجار عن السَّفاح، من عبد الله أبيه إلى مضر المطهَّر بالإسلام، المبقى بعد... الدائمة والأحلام.
وذكرت من ولد من آبائه وإخوتهم قبائل اشتركوا معه.... منه بالقرابة والسَّبب. ففيهم هداة من الصحابة مشهورون، ونجباء في " الجاهلية " مذكرون، لا يجهل قدرهم، ولا يغيض فخرهم، ذكرا شافيا، قطع فيه أل.... الإعراض. فالمعرض عنه شُعوبيٌّ يبغض العرب لشقائه، والله معرض عنه يوم.... منه بعون الله المراد، وتسَّير عرفانه المستجاد، وحسن تلاوة فعندئذ سما.... أن أهديه إلى جلال الرئيس السيد، الهمام، الأوحد، الأمجد، أبي عثمان المذكور.... وأدام لنصر الدين الحنيفيِّ أيامه الذي جَلَّى أجياد العلم بعدما ألفت العرور كلِّ مجعجع وبطل. من بذَّ الملوك عدله وسماحه، وجلَّ في مرضاته.....
خيرُ مليكٍ مَلكَ المكْرُماتْ ... كما زَكا نفساً وقدراً و " ذاتْ "
(1/1)

أعرقَ في المجدِ لهُ مَحتِدٌ ... سَمتْ مَعاليهِ على النيِّراتْ
أعظِمْ به من قُرشيٍ رِضىٍ ... له كما لاحتْ ذُكاءٌ " هباتْ "
ربَّ ذَكاءٍ كم جَلا مُشْكلاً ... وكم به أوضحَ مِن " مُبْهماتْ "
وذو يمينٍ عزُّها قائمٌ ... إذْ شأنُها المحمودُ بذلُ " الصَّلاتْ "
في لَثْمِها العَوزُ بنَيلِ المُنَى ... والعملُ الهادي إلى " الصَّالحاتْ "
أعلى بهِ اللهُ مَثارَ الهُدى ... وَخَّصهُ بالفضل " والمأْثُراتْ "
ومحرز المناقب الشريفة والفضائل، المنعم لعفاته بعميم النائل، مربي....، الفائز بالعزَّين من مجد القلم والعامل، والمعرق في المكارم القرشية، المحابي بالمعارف.... مظهر السُّن والفرض، ومن أقرض الله أحسن القرض، ذو العقل السديد... ..... ..... عنانه، ويبهر بيانه.... وشكره، وعطَّل عنبر الشجر في مجالس الأمراء ذكره. مقامه الكريم مؤهَّل لنشر العلم والقريحة، ملأت أحاديثه الحسنة المطربة الآفاق، حتى استقرَّت في أمِّ القرى. حفظه الله من الغير ووقاه، ولحياطة هذه الجزيرة وفتح أختيها أبقاه، وأورثه أرض العدوَّ بهما وديارهم، ومحا بعواليه النافذة وقواضبه الماضية آجالهم وآثارهم، وأمدَّه بمعنونته ونصره، وأجرى المقادير مطيعة عالي أمره:
هوَ الهُمامُ الأمجدُ أبْن الهُمامْ ... عن شِرعةِ الدينِ غَدا خَيرَ حامْ
القُرشِيُّ المُجْتَبي للعُلى ... إذ قَومُه الصَّيدُ السَّراةُ الكِرامْ
فخرُهم بالمصطفى أحمدٍ ... المرْسَلِ المختارِ خيرِ الأنامْ
مَن قادَ بالمعْجِزِ مِن قَولهِ ... إلى رضى اللهِ ودارِ السلامْ
صلَّى عليهِ اللهُ ما أَشرقَتْ ... زُهْرٌ، وما انْهلَّتْ عَزاليُّ الغَمام
فأَيُ فخرٍ قد سَما في السَّما ... واتِ العُلى! فَنَيلُهُ لا يُرامْ
هذا الذي يُعْزَى سعيدٌ له ... أَعنى الرئيسَ الأوْحَدِيَّ الهُمامْ
مَن عَزْمُه أَوضحَ سُبْلَ الهُدَى ... تَمْحَقُ بالنُّورِ دَآدي الظّلامْ
بالعدلِ في الحُكمِ بدا مُغْرَماً ... إنْ غَيرُهُ بالجَور أبدى الغَرامْ
نورُ التُّقى من قلبهِ مُشرِقٌ ... إذ لم يُدنَّس باكتسابِ الأَثامْ
ما رُئيفي الأملاكِ مثْلٌ لهُ ... في كلِّ ما يَفعلْهُ لا يُذامْ
على الذي يَرضَى به ربُّه ... له مساءاً وصباحاً مُقامْ
ومَجدُه مِن قِدَمٍ راسخٍ ... حيث تَبدَّى زَمزَمٌ والمَقَامْ
يَمنْحُ إحساناً ليَبْقَى لهُ ... ذُخراً ليومٍ جلَّ فيهِ القِيامْ
يَبْهَرُ أربابَ النُّهى لفظُهُ ... بَعْجِزٍ من نَثرِهِ أو نظامْ
أفهامُنا تَنْبو عن إدراكهِ ... عَجزاً، كما يَنْبو الحُسامُ الكَهامُ
وخطُّهُ الباهِرُ دَأباً له ... بأَبدعِ الحُسنِ أَشَدُّ التِئامْ
عَدْلٌ رِضيً في الحُكمِ بَرٌّ له ... بطاعةِ اللهِ اَجلٌّ اعتصامْ
حَوى سَدادَ الرأيِ في مَوطِنٍ ... بسعدِه أرجاؤه لا تُضامْ
للهِ ثَغرٌ حاطَةُ سَعدُهُ ... وجأشُ قلبٍ يَقِظٍ لا يَينامْ
يَفْعَلُ في يوم الوغي بأسُه ... أضعافَ ما يَفْغلُ جيشٌ لُهامْ
أَرْوعُ يُحْبي الرَّوعَ أعداؤهُ ... وعزمة تَجْلو الخطوبَ العظامْ
فدامَ مَحْميَّ الحِمَى ظافراً ... وللعِدى لا زالَ دَأباً سِمامْ
(1/2)
ومثله أيده الله من بالقبول وصله، ولاستحسانه والاشتمال كما هو أهله أهَّله. إذ حلَّ عند من علم، مذ نشأ، مقداره وحقَّه. وجعل إلى تشييد معالمه الكريمة تقدُّمه وسبقه، ونشر ما طواه من غلبت شهوات الدنيا على عقله. ولم يشغل نفسه باستماع آي رشده ونقله، فإنه يروق العيون اطَّلاعه، ويستحسن غاية الاستحسان استماعه، ينتفع به الناشئ والشَّادي، ويزدان به النادي، ويقول بفضله الحاضر والبادي، وكيف لا يكون ذلك كذلك وفيه ذكر أبرار، ذكرهم يرضي الرحمن، ويرغم الشيطان؟ بهم قام دين الله وظهر، وانتشر في الآفاق واشتهر، أزكياء عدول، ما لهم عن الحقِّ عدول. فهو بحمد الله تأليف صحَّت من الصحائح آثاره، وطابت بالانتخاب من كتب التواريخ أخباره، وما اطَّلع على ما حواه من فقيه سنِّي لحن، أو عارف أديب، أريب فطن، بان له صحة ما أقول، والحق لا تنكره العقول:
للهِ دَرُّ مُنصفٍ الحسدْ! ... فهْوَ مُبيرٌ للأُجورِ والجسدْ
والحقُّ خيرُ مَنْهَج يُتَّبعُ ... به الإلهُ الدَّرجاتِ يرفعُ
والكذب المكروهُ شَرُّ خَلَّةْ ... تولي الذي بها يَدينُ ذِلَّهْ
وهانَ في الناسِ امرؤ كذابُ ... كأنَّهُ ما بيْنَهُم ذُبابُ
وصاحبُ الحقِّ عزيزٌ مُكرَمُ ... في كلِّ نادٍ قَدرُه يُعظَّمُ
يا ربَّنا ارْزقْنا لهُ اتِّباعا ... واجعل لنا بفضلهِ انتفاعا
وهذا التأليف أهل لخزانة هذا السيَّد الرئيس الأرضي، أعزَّ الله به الدِّين وأعلاه، وخير ما أولي عباده الصالحين أولاه، فإنه رضي اله عنه، جلب إليها من العلوم الينِّية والمعارف التاريخية والأدبية أعلاقا، وفتح منها بتصحيحه وتنقيحه أغلاقا، تعجز عمَّا حوته المدرسة النظامية ببغداد، وتنيل في الدارين المأمول لمن بمعارفها لاذ. ولم أر ملكا سنيا سواه إلى محلِّه يهدي، لمَّا منحه الله السُّلوك على الطريق الأهدى. يدأب ليله ونهاره في سنَّة يحيها، ومكرمة يعليها. ولا يزال بين يديه الكريمتين كتاب علم نافع يصلح خلله، وينشر بالرَّقم الرائق حلله، ويوضح ما أشكل منه بنقده الصحيح، وعرفانه المنتخب الصَّريح. لا يشغله عنه، رضي الله عنه، إلا نظر صالح عضد بالاجتهاد لحياطة هذا الثَّغر بأعمِّ الاستعداد، وقاه الله بحمايته وحاطه، وقرن الأمن به وناطه.
والحمد لله الذي أنعم بالإيواء إلى العالي الكريم مقامه ونفع صنفنا بالمفيدين من عرفانه وإنعامه. وأبقى الله مقامه محروسا، هامي الجدا نعمة على الأولياء، نقمة على العدى بمنِّه:
أياربِّ حُطْ مَغْناهُ بالْحِفظِ والسَّعدِ ... وسوَّغهُ من نُعماكَ أفضلَ ما تُسْدي
فما زالَ دأباً في رضاكَ بجدةِّ ... يقومُ مقامَ الصالحينَ أُلي الرُّشدِ
ونِلنا به أمناً ويُمناً وأنعُماً بها ... نحنُ يا ذا العرشِ في عيشةٍ رغْدِ
وذاك بتوفيقٍ له منكَ قادَه ... إلى ما بهِ تَرضى من الشكرِ والحمدِ
وجمعت هذا التأليف، وانتخبته، وانتقيته، وهذَّبته من: موطَّأ مالك، وصحيحي البخاري ومسلم، ومسند الترمذيِّ وكتاب الشمائل له، وكتاب سنن النسائي، والمنتقي لابن الجارود، وتاريخ الطبري وسنن أبي داود، وكتاب الاستيعاب لابن عبد البر، وكتابي التقصِّي والإنباه له، والسِّير لابن إسحاق، وكتاب الأسامي والكنى لمسلم بن الحجاج، وكتاب رياضة المتعلمين لأبي نعيم الأصبهاني، وكتاب الشريعة للآجرِّي، وكتاب صفِّين لأبي منذر هشام بن محمد الكلبي وكتاب الأمثال له، وطبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب النوادر لأبي علي البغدادي، وكتاب العقد لابن عبد ربه، وكتاب منتخب نقائض جرير والفرزدق للنَّجيرمي، وكتاب أشعار الهذليين.
وسميته كتاب " الجوهرة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة " ووشَّحته بتنبيهات على رجال الحديث، وتعريف بهم من غير لبس ولا إشكال، ومعرَّى بالبحث عن إغفال، فجلَّ جمعه، وبورك وضعه، ونظم متفرقا من الأخبار والآثار، محررة من التطويل والإكثار. والله يجعله ابتغاء وجهه الكريم، وينفع به يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
(1/3)

وقد آن أن أشرع في سياق النسب الكريم؛ نسب خاتم الأنبياء فإنه سابق إلى الفضل العميم، والمشرع الرَّواء، ثم اتبعه بعد نسب الصحابة العشرة الكرام الأبرار، المسمَّين للجنة، المصطفين الأخيار. ومن الله أسأل الإعانة على ما فيه شرعت، بعد ما ألفت مفترقة وجمعت، فإنه المعين الولَِي الكفيل، وه حسبي ونعم الوكيل.
يا ربِّ يسِّر عليَّ فيه ... بالمصطفى أحمدَ الوجيهِ
خَيرِ الأنامِ الرشيدِ قولاً ... أَعجزَ لُدَّاً بلا شبيهِ
بدأتهُ في أجلِّ شهرٍ ... يُسدِي أجوراً لصائميهِ
فمَن تَلا منه في نَدِيِّ ... جلَّ به عندَ سامعيهِ
ونالَ حسنَ الثوابِ بَرٌّ ... لرفعةِ الذكرِ يَقْتنيهِ
أحببْ بما حازَ من بَيانٍ ... وما منَ الحُكم حلَّ فيهِ
فانظرْ إليهِ بعينِ عزٍّ ... واشْدُدْ عليهِ يَدَيْ نَبيهِ
وكُن به يا أخي ضَنينا ... خوف ضياعٍ على سَفيهِ
وقلت أيضا ناظما لما تضمَّنه هذا الكتاب:
هذا كتابٌ فيه آثارُ ... أَسندَها بالنَّقْلِ أَخبارُ
صحَّتْ عن المختارِ مُختارةً ... وكلُّ ما يحويهِ مُختارُ
وفيهِ أخبارٌ زَكا خُبْرُها ... ما شانَها في السَّردِ إكثارُ
جمعتُها من كتُبٍ جَمَّةٍ ... فهْيَ لدى السُّدفةِ أنوارُ
تُحْيي قلوباً بعد موتٍ كما ... تُحْيي مواتَ الأرضِ أمطارُ
يا قارئاً فيهِ اسألِ اللهَ لي ... مَغفرةً، فاللهُ غَفَّارُ
واجعلْهُ إنْ مُلِّكتهُ مانعاً ... عنكَ إذا بُرِّزت النارُ
ذكر نسب رسول الله
صلى الله عليه وسلم للآباء الكرام، أولي المكارم والمأثرات، والأمهات العقائل المحصنات. وذكر من اشترك معه النسب من القبائل، وذكر البطون منهم والأفخاذ والفصائل، وذكر من آمن به، وصحبهم من أبنائهم السّعداء، ومن اشتهر منهم بإيمان أو منقبة في الجاهلية الجهلاء،وذكر من قتله منهم على استهزائه وكفره في غزوات أيَّده الله فيها بنصره.
محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان. إلى هنا هو النسب الصحيح الذي لا اختلاف فيه بين العلماء بالأنساب. وإلى عدنان كان يعدُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى ابن الكلبيِّ عن ابن صالح عن ابن عباس، قال: كان البنيُّ عليه السلام، إذا انتهى في النسب إلى عدنان أمسك، ثم يقول: " كذب النسابون " .. وقالت عائشة رضي الله عنها: " ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا ما وراء قحطان إلا تخرُّصا " . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إنما ننتسب إلى عدنان، وما بعد ذلك لا أدري ما هو " . وقال ابن جريح عن القاسم بن أبي بزَّة عن عكرمة: " أضلَّت نزار نسبتها من عدنان " .
ابن جريح هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح. وجريح مولى لآل خالد ابن أسيد بن أبي العيص بن أمَّية. وولد ابن جريح سنة ثمانين عام الجحاف؛ سيل كان مكة، ومات سنة خمسين ومئة. وكان ثقة عدلا، روى عنه الأئمة.
والقاسم بن أبي بزَّة نسب إلى جده. واسم أبيه نافع، وجده أبو برة اسمه يسار. والقاسم هو جدُّ البزِّي القارئ الآخذ القراءة بإسناد عن ابن كثير أحد القراء السبعة. واسم البزِّي: أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن بزِّة، ويكنى البزَِّي: أبا الحسن. وتوفي بمكة بعد سنة أربعين ومئتين. وكان مقرئ أهل مكة ومؤذنهم. وجده أبو بزِّة يسار الذي يعرف به البزِّي هو مولى عبد الله ابن السائب بن صيفي. أسلم على يديه فارسي من همذان. والسائب، أبو مولاه: هو السائب بن أبي السائب المخزوميِّ، وهو شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم. واسم أبي السائب: صيفي بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وقال محمد بن أحمد بن حميد القرشي العدوي: لا أعلم أحد من الشعراء بلغ في شعره عدنان إلا لبيد بن ربيعة وعباس بن مرداس السلمَّي. قال لبيد:
(1/4)

فإنْ لم تجدْ من دونِ عدنانَ والداً ... ودون مَعَدٍّ فلتَرُعْكَ القبائلُ
وقال عباس بن مرداس:
وعَكُّ بنُ عدنانَ الذين تَلعَّبوا ... بغسَّانَ حتَّى " طُرِّدُوا " كلَّ مَطْرَدِ
وقال أبو الأسود يتيم عروة: " سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وكان أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم، يقول: ما وجدنا يعلم ما وراء معدِّ ابن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم " . وروى ابن لهيعة عن أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يقول: " ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معدِّ بن عدنان " .
ابن لهيعة: اسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن لهيعة الحضرمُّي، ويكنى، أبا عبد الرحمن، وكان ضعيفا في الحديث. ومات بمصر سنة أربع وسبعين ومئة.
واسم أبي الأسود يتيم عروة: محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي. وقيل له يتيم عروة لأنه كان في حجره. لمالك عنه أربعة أحاديث مسندة، وهو من شيوخه. وجدُّه الأسود بن نوفل بن خويلد، كان من مهاجرة الحبشة، وأمه فُرَيعَة بنت عليِّ بن نوفل بن عبد مناف بن قصيٍّ.
ونوفل بن خويلد بن أسد: هو ابن العدويِّة؛ عديِّ خزاعة. وهو الذي قرن أبا بكر الصدِّيق وطلحة بن عبيد الله، حين أسلما، في حبل، فكانا يسمَّيان " القرينين " لذلك. وكان من شياطين قريش، قتله علي بن أبي طالب يوم بدر. قال هذا ابن إسحاق في السيرة. وقال ابن قتيبة في كتاب " المعارف " له: " كان لطلحة بن عبيد الله أخوان: عثمان بن عبيد الله ومالك بن عبيد الله. فأما عثمان فكان له قدر في الجاهلية. وأدرك الإسلام، فأخذ طلحة وأبا بكر، فقرنهما بحبل، ولذلك سمِّيا القرينين " . وقال بعض الزبيريين في رجل من ولد طلحة، ولده أبو بكر:
يا طَلْحَ يابْنَ القَرينينِ اللذين هُما ... معَ النبيِّ أذَلاً كلِّ جَبَّارِ
هذا المسمَّى بفعل الخير نافلةً ... دونَ الأنام وهذا صاحبُ الغارِ
وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في كتاب الصحابة: " عثمان بن عبيد الله أخو طلحة بن عبيد الله، أسلم وهاجر وصحب النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولا أحفظ له رواية " .
وأبو بكر بن سليمان بن أبي حثمة الذي روى عنه أبو الأسود يتيم عروة، روى عنه ابن الشهاب الزُّهري في الموطأ ما نصُّه: " مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، وأنَّ عمر بن الخطاب غدا إلى السوق، ومسكن سليمان بين المسجد والسوق، فمر على " الشِّفاء " أمِّ سليمان، فقال لها: لم أر سليمان في الصبح! فقالت: إنه بات يصلِّي، فغلبته عيناه. فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحبُّ إليَّ من أن أقوم ليلة " .
وأبوه سليمان بن أبي حثمة: هاجر صغيرا مع أمه " الشِّفاء " . وكان من فضلاء المسلمين وصالحيهم. استعمله عمر على السوق، وجمع عليه وعلى أبيَّ بن كعب الناس ليصلِّيا بهم في شهر رمضان. والحديث بذلك في الموطأ، وهو معدودفي كبار التابعين. وأبو حثمة ممن اشتهر بكنيته، وهو أبو حثمة بن حذيفة بن غانم بن عبد الله بن عويج بن عديِّ بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، زوج الشِّفام أمِّ سليمان ابنه، وأخو أبي جهم بن حذيفة صاحب " الخميصة " ، وحديثها مشهور. " أسلم عام الفتح " ، وكذلك من جلَّة مشيخة قريش، عالما بالنسب، وعُمرِّ.... قتل يوم الحرة....
(1/5)

والشِّفاء هي بنت عبد الله بن عبد شمس بن خالد بن " صداد " . ويقال أن ضرار بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عديِّ بن كعب القرشية العدويَّة من المبايعات. قال احمد بن صالح المصري: " اسمها ليلى، وغلب عليها الشفاء، أمُّها فاطمة بنت أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، أخت حزن بن أبي وهب، جدُّ سعيد بن المسيَّب بن حزن، وأخت هبيرة ابن أبي وهب زوج أمِّ هانئ بنت أبي طالب. وهي بنت خال أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم. أسلمت الشفاء قبل الهجرة، فهي من المهاجرات الأول. وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من عقلاء النساء وفضلائهنَّ. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها، ويقيل عندها في بيتها. وكانت قد اتخذت له فراشا وإزارا ينام فيه. فلم يزل ذلك عند ولدها حتى أخذه منها مروان. وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علِّمي حفصة رقية النَّملة كما علَّمتها الكتاب " . وأقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة دارا، فنزلتها مع ابنها سليمان. وكان عمر يقدمِّها في الرأي، ويرضاها، ويفضِّلها، وربما ولاها شيئا من أمر السوق. روى عنها ابنا ابنها سليمان: أبو بكر وعثمان.
قال المؤلف غفر الله له: هذا بحث يفيد معرفة برواة الآثار وعلما، ويزيد من نظر في هذا الشأن نباهة وفهما، بليغا موجزا، جامعا لسبل الخير، محرزا. من طالعة أهل السنَّة دان به، وتعلَّق بالمتين سببه. والله الولُّي المعين، وبتوفيقه مناهج الرُّشد تبين. وأرجع إلى ما كنت بسبيله.
قال أبو العباس محمد بن إبراهيم السرَّاج:حدثنا عبيد الله بن سعد الزُّبيريُّ، قال: نا أحمد بن محمد، قال: سمعت الشافعيَّ يقول: اسم عبد المطلب شيبة بن هاشم، وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف، وعبد مناف اسمه المغيرة بن قصيٍّ، وقصيٌّ اسمه زيد بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي. قال: سمعت الشافعيُّ يقول: أبو طالب اسمه عبد مناف بن عبد المطلب.
عبد مناف بن قصي
ويكنى أبا عبد شمس، فولد عبد مناف هاشما، والمطلب، ونوفل، وعبد شمس. وأمُّهم ما عدا نوفلا عاتكة بنت مرَّة بن هلال بن فالح بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة. وأمُّ نوفل وافدة بنت عمرو المازنيَّة، من مازن بن منصور بن عكرمة. فإما هاشم فلم يعقب من ولده غير عبد المطلب. وليس في الأرض هاشميٌّ إلا من ولد عبد المطلب، ويأتي ذكره بعد هذا. وقال شاعر من قريش، أو من بعض العرب يمدح هاشما:
عَمرُو الذي هَشَم الثَّريدَ لقومهِ ... قومٍ بمكةَ مُسْنِتينَ عِجافِ
سُنَّتْ إليهِ الرِّحلتانِ كلاهُما ... سَفَرُ الشتاءِ ورِحلةُ الأصيافِ
وهلك هاشم بغزَّة من أرض الشام تاجرا. والمقدَّم من قريش " بنو هاشم " وهي فصيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعشيرته الأقربون، وآله الذين تحرم عليهم الصدقة. قال أهل العلم في تأويل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحلُّ الصدقة لمحمد ولا لآل محمد " قال: هم بنو هاشم؛ آل العباس، وآل أبي طالب، وبنو أبي لهب، وبنو الحارث بن عبد المطلب، وآل عليٍّ، وآل عقيل، وآل جعفر.
وقيل: بنو عبد المطَّلب فصيلته، وبنو هاشم فخذه، وعبد مناف بطنه، وقريش عمارته، وبنو كنانة قبيلته، ومضر شعبه. حدَّث محمد بن وضاَّح قال: نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا محمد بن مصعب، نا الأوزاعيُّ عن أبي عمَّار،عن واثلة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كناية قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم " .
وقال الأمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريُّ: نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيُّ قال: نا الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق قالا: نا الأوزاعيُّ قال: نا شدَّاد أبو عمار قال: نا واثلة بن الأسفع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى هاشما من قريش، واصطفاني من بني هاشم " .
(1/6)

قال محمد بن عبد الله بن سنجر: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: نا الحسن ابن جعفر قال: نا أبو الصَّبهاء عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أهل بيتي مثل سفينة نوح؛ من ركب فيها نجا، ومن تخلَّف هلك " . وروى حمَّاد بن زيد عن عمرو بن دينار، عن محمد بن علي رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله اختار العرب، ثم اختار منهم النَّضر بن كنانة، ثم اختار قريشا، ثم اختار من قريش بني هاشم، ثم اختارني من بني هاشم " .
وعن سفيان الثوريِّ، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه، وجعلهم أفراقا، فجعلني من خير فرقة، وجعلهم قبائل، فجعلني في خير قبيلة، وجعلهم بيوتا، فجعلني في خير بيت، فأنا خيركم بيتا وخيركم نسبا " . وقال صلى الله عليه وسلم: " كلُّ سبب نسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي " .
وأما المطَّلب بن عبد مناف فكان يقال له " الفيض " لسماحه. وفيه قيل: " والفيض مطَّلب أبي الأضياف " . وهلك المطلب ب " ردمان " من اليمن فقال رجل من العرب يبكيه:
قَد ظَمئ الحجيجُ بعدَ المطَّلبْ
بعدَ الجِفانِ والشرابِ المُنْثِعِبْ
ليتَ قُريشاً بعدَهُ على نُصُبْ
ومن ولده: عبيدة، والطفيل، والحصين. بنو الحارث بن المطَّلب شهدوا بدرا، وهم من المهاجرين الأولين. واستشهد عبيدة يوم بدر، قطع رجله عتبة بن ربيعة، فمات بالصَّفراء.
ومن ولده مسطح بن أثاثة، واسمه عوف بن أثاثة بن عبَّاد بن المطلب. ومسطح مهاجري بدري، وهو من أصحاب الأفك. وأمه: بنت خالة أبي بكر الصديق، وأبوها أبو رهم بن المطَّلب. وأمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعيد بن تيم، أخت أمِّ الخير أمِّ أبي بكر رضي الله عنه.
ومنهم ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب. وكان من أشدَّاء قريش. وخبره حين صرعه النبي صلى الله عليه وسلم بمكة في بعض شعابها مشهور، وذلك قبل الهجرة. ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه. وكان إسلامه قبل فتح خيبر. وقسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أموال الكتيبة من خيبر خمسين وسقا وروى عن النبيِّ عليه السلام.
وكان لركانة ابنان: يزيد وطلحة فأما يزيد فكانت له صحبة ورواية. وروى عنه أبو جعفر محمد بن علي. وأما طلحة فولد زيد بن طلحة، وفي الموطأ عنه ما نصُّه: مالكعن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي، عن زيد بن طلحة بن ركانة، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكلِّ دين خلق، وخلق الإسلام الحياء " . قال الحافظ أبو عمر بن عبد البرِّ في كتاب " التقصِّي " له: هكذا الحديث في الموطأ عند أكثر الرواة عن مالك. وقد أسنده بعض الرواة عن مالك. وقد ذكره في التمهيد.
وأخو ركانة عُجَير بن عبد يزيد. كان ممَّن بعثه عمر فيمن أقام أعلام الحرم. وكان من مشايخ قريش وجلَّتهم. وقسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتيبة من خيبر ثلاثين وسقا.
وابن أخيه السائب بن عبيد بن عبد يزيد أسر يوم بدر فافتدى. ثم أسلم فقيل له " هلاَّ " أسلمت قبل أن تفتدي؟ فقال: ما كنت لأحرم المؤمنين طمعا لهم فيَّ.
وابنه شافع بن السائب: إليه ينتسب الشافعي الأمام. فيقال فيه: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع.
وجدُّ السائب عبد يزيد بن هاشم بن المطلب: وهو أبو ركانة. كان يقال له: " المحض لا قذى فيه " ، لأنه ولده هاشما " ن " ؛ هاشم بن المطلب أبوه، وهاشم بن عبد مناف أبو أمِّه، واسمها " الشفاء " . فالشافعي صريح المجد لأب وأم. وولد سنة خمسين ومئة، في السنة التي مات فيها أبو حنيفة في خلافة أبي جعفر المنصور. وتوفي بمصر سنة أربع ومئتين في خلافة المأمون. ونشأ بمكة مسقط رأسه، ورحل في طلب العلم منها إلى مالك إمام الهجرة، وقرأ عليه، وهو ابن أربع عشرة سنة، رضي الله عنه.
*****

 كتبه بخطِّ يده مؤلفُه العبدُ الفقير إلى رحمة ربِّه، المستغفر من ذنبه محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن موسى الأنصاريُّ التِّلمسانيُّ، الشهير بالبُرِّي، غفر الله له ذنوبه، وستر عليه في الدارين عيوبه، وأغناه من فضله، وأظلَّه في يوم حشره بظلِّه بمنَّه.
وكان فراغُه من كتاب صدر يوم السبت الثامن لذي حِجَّةَ من سنة خمس وأربعين وستمئة، بثغر " مَنُرقَةَ " ، أمَّنه الله.
وفرغ من تأليفه المؤلف، وفقه الله، في صدر يوم الجمعة الخامس والعشرين لذي حجة من سنة أربع وأربعين وستمئة بجزيرة " مَنُرْقَةَ " ، كلأها الله. والحمد لله حمدا كثيرا، وسلام على عباده الذين اصطفى.

برسم خزانة الرئيس السيِّد الأكرم الهُمام الأمجد النّقاب الأعظم " أبي عثمان سعيد بن حكم " بن عمر بن حكم القُرشيِّ، أعلى الله يَدهُ ومقامه، وأدام السعيدة أيامه بمنِّه وكرمه.

*****

لقراءة المزيد الرجاء تنزيل الملف وقراءة الكتاب
****


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16407242
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة