هزُلتْ وبان هُزالُها.. شعر: د. محمود السيد الدغيم.. لندن: الثلاثاء 6 شوال 1429 هـ/ 6 تشرين الأول/أكتوبر 2008م
*******
******
هزُلتْ وبان هُزالُها
شعر: د. محمود السيد الدغيم
لندن: الثلاثاء 6 شوال 1429 هـ/ 6 تشرين الأول/أكتوبر 2008م
لَيْلٌ؛ وَخَيْلُ، وَالرُّعُوْدُ تُدَمْدِمُ
وَالنُّوْقُ تَجْرِيْ، وَالْخُيُوْلُ تُحَمْحِمُ
وَالْغَيْثُ يَهْطُلُ كُلَّمَاْ هَبَّ الْهَوَىْ
وَالْبَرْقُ يُوْمِضُ، وَالرِّيَاْحُ تُتَرْجِمُ
وَاللَّيْلُ سَاْجٍ[1] بِالْمَخَاْوُفِ عَاْمِرٌ
وَالصُّبْحُ مِنْ خَلْفِ الذُّرَىْ يَتَبَسَّمُ
وَالْعَاْدِيَاْتُ تُثِيْرُ خَوْفاً فِي الدُّجَىْ[2]
وَأَنَاْ رَفِيْقِيْ فِي اللَّيَاْلِي الأَدْهَمُ
أَتَعَقَّبُ الآمَاْلَ فِيْ لَيْلِ الْمُنَىْ
أَرِقاً، وَآمَاْلُ الْفَتَىْ تَتَكَلَّمُ
وَتَقُوْلُ: لاْ تَيْأَسْ!!! فَأَنْتَ مُعَلِّمٌ
وَمِنَ الْمُعَلِّمِ كُلُّنَاْ نَتَعَلَّمُ
فَأَجَبْتُهَاْ: عَاْنَيْتُ فِيْ بَحْرِ الأَسَىْ
وَتَطَاْوُلِ الظُّلْمِ الَّذِيْ لاْ يَرْحَمُ
أُمْسِيْ؛ وَأُصْبِحُ فِي الْمَنَاْفِيْ شَاْرِداً
وَالنَّاْئِبَاْتُ بِشَعْبِنَاْ تَتَحَكَّمُ
وَالْعَاْلَمُ الْمُرْتَدُّ أَجْبَرَنَاْ عَلَىْ
دَفْعِ الإِتَاْوَةِ[3] كَيْ يُذَلَّ الْمُسْلِمُ
وَالْمُسْلِمُ السُّنِّيُّ صَاْرَ مُطَاْرَداً
فَكَأَنَّهُ فِيْ كُلِّ جُرْمٍ مُجْرِمُ
وَالشَّاْعِرُ الْعَرَبِيُّ أَمْسَىْ صَاْمِتاً
مُسْتَأْجَراً بِكَلاْمِهِ يَتَلَعْثَمُ
هَزُلَتْ؛ وَبَاْنَ هُزَاْلُهَاْ، فَكَأَنَّنَاْ
هَمَلٌ[4] نُقَاْدُ؛ وَلاْ نَقُوْدُ، وَنُرْجَمُ
نُعْطِي الْعَدُوَّ ذَرِيْعَةً يَقْوَىْ بِهَاْ
وَعَدُوُّنَاْ يَهْوَى الإِذِيَّةَ أَرْقَمُ
وَخُيُوْلُنَاْ عُقِرَتْ، وَمَاْتَتْ نُوْقُنَاْ
وَالرِّيْحُ تَعْصِفُ؛ وَالرُّعُوْدُ تُدَمْدِمُ
هذه القصيدة من البحر الكامل
[1] : سجا الليل: سَكَن ودام ; يقالُ سجا: إذا أَظلم ورَكَد في طُوله كما يقال بحرٌ ساجٍ إذا ركد وأَظلم, ومعنى رَكَدَ سكن. وسُجُوّ الليل: تغطيته للنهار مثل ما يُسَجَّى الرجل بالثوب. وسَجا الليلُ وغيرُه؛ يَسْجُو سُجُوّاً و سَجْواً: سكَن ودام. وليلةٌ ساجيةٌ إذا كانت ساكِنَة البرْدِ والرِّيحِ والسَّحاب غير مُظّلِمَة. وسَجا البحرُ سَجْواً: سكَن تموُّجُه. وامرأَةٌ ساجِيةٌ: فاتِرَة الطَّرْفِ.
[2] : دجا، الدُّجى: سَوادُ الليلِ مَعَ غَيْمٍ, وأَنْ لا ترى نَجْماً ولا قمَراً, وقيل: هو إذا أَلْبَسَ كلَّ شيءٍ، ولَيْس هو من الظُّلْمة, وقالوا: لَيْلة دُجىً وليالً دُجىً, لا يُجْمع لأَنه مصدرٌ وُصِفَ به, وقد دَجا الليلُ يدْجُو دَجْواً ودُجُوّاً: فهو داجٍ ودَجِيٌّ وكذلك أَدْجى وتَدجَّى.
[3] : الإِتاوَةُ: الجزية، والخَرَاجُ، والضريبة التي فُرضت على البلاد التي فُتحت صُلحاً. والإتاوة: الرشوة، وما يؤخذ كرهاً؛ والجمع: أَتَاوَى.
[4] : الهِمْل: البرجد من براجد الأَعراب، (البُرْجُدُ : كساء غليظ مخطط) والبيت الخَلَق من الشَعَر، والثوب المرقَّع. والهَمَل من الإبل: السُدَى؛ المتروك ليلاً ونهارًا يرعى بلا راعٍ، وفي المثل: اختلط المرعيُّ بالهَمَل. والمرعيُّ الذي لهُ راعٍ. واستُعمِل الهمل مصدرًا أيضًا يُقال: تركتها هَمَلاً، أي: سُدًى. والهَمَل أيضًا: الليف المنزوع، والماءُ السائِل لا مانع لهُ.
***********