عيد الشآم، شعر: د. محمود السيد الدغيم،، لندن: الإثنين 29 رمضان 1429 هـ/ 29 أيلول/سبتمبر 2008م
عيد الشآم
لندن: الإثنين 29 رمضان 1429 هـ/ 29 أيلول/سبتمبر 2008م
يَاْ عِيْدُ !!! عُدْتَ، وَنَاْرُ الشَّوْقِ تَضْطَرِمُ[1]
بَيْنَ الضُّلُوْعِ، وَتَعْلُوْ فَوْقَهَا الْحِمَمُ
أَذُوْبُ شَوْقاً إِلَىْ أَهْلِيْ، إِلَىْ بَلَدِيْ
وَالذِّكْرَيَاْتُ بِذِكْرِ الْحُبِّ تَعْتَصِمُ
أَهْلِيْ هُنَاْلِكَ، وَالأَشْوَاْقُ تَجْذِبُنِيْ
جَذْباً تَحَيَّرَ فِيْهِ الْعُرْبُ؛ وَالْعَجَمُ
مَنْ عَاْشَ فِي الشَّاْمِ لاْ يَنْسَىْ مَحَاْسِنَهَاْ
فَلَيْسَ فِي الشَّاْمِ مَا يُزْرِيْ؛ وَمَاْ يَصِمُ[2]
أَرْضُ الرِّبَاْطِ تَسَاْمَتْ لَنْ يُدَنِّسَهَاْ
مَكْرُ الْعَدُوِّ لأَنَّ الشَّاْمَ تَحْتَكِمُ
لِلدِّيْنِ؛ وَالْعُرْفِ؛ وَالْقَاْنُوْنِ؛ مُذْ خُلِقَتْ
شُهُوْدُهَاْ السَّيْفُ؛ وَالْقِرْطَاْسُ؛ وَالْقَلَمُ
فِيْهَاْ أُمَيَّةُ، وَالأَبْدَاْلُ كُلُّهُمُ
وَهُمُ الدَّوَاْءُ لِمَنْ فِيْ قَلْبِهِ سَقَمُ
وَفِي الشَّآمِ قَضَاْيَاْ لَيْسَ يُدْرِكُهَاْ
عَقْلٌ، وَتَعْجَبُ مِنْ أَحْوَاْلِهَا الأُمَمُ
أَرْضُ النُّبُوَّاْتِ رُغْمَ الظُّلْمِ طَاْهِرَةٌ
مِنْهَا الْمَسِيْحُ، وَفِيْهَا الْكَهْفُ؛ وَالْقَدَمُ
قَدْ زَاْرَهَاْ أَحْمَدُ الْهَاْدِيْ، وَبَاْرَكَهَاْ
مُوْسَىْ؛ وَعِيْسَىْ؛ وَإِبْرَاْهِيْمُ؛ وَالْحَكَمُ
وَالْعِيْدُ فِي الشَّاْمِ عِيْدٌ لَيْسَ يُشْبِهُهُ
عِيْدٌ، فَفِي الشَّاْمِ وَرْدُ الشَّاْمِ؛ وَالْعَنَمُ[3]
وَفِي الشَّآمِ ظِبَاْءٌ حُسْنُهَاْ عَجَبٌ
وَفِي الشَّآمِ جَمَاْلُ الْكَوْنِ يَزْدَحِمُ
وَالْقَاْنِتَاْتُ بِهَاْ مَاْزَاْلَ يَحْفَظُهَاْ
غُرُّ السَّجَاْيَاْ؛ وَعِزُّ الدِّيْنِ؛ وَالشِّيَمُ[4]
هُنَاْلِكَ الْعِيْدُ لِلْعُشَّاْقِ أُغْنِيَةٌ
فِيْهَ اللِّقَاْءُ، وَفِيْهِ الْحُبُّ، وَالنِّعَمُ
هذه القصيدة من البحر البسيط
[1] : اضْطَرَمَ يَضْطَرِمُ اضْطِرَاماً: اشتعل، اضطرمتِ النارُ: اتّقدت واشتعلت، اضطرمت نفسه: تحرّكت بقوَّة. اضطرم الشرُّ: هاج واشتد. اضطرمتِ المشاعر والميول: قويت واحتدمت. اضطرم الشيب في رأسه: انتشر.
2: وَصَمَ يَصِمُ صِمْ صِمَةً ووَصمًا: وصمـه: شدَّهُ بسرعةٍ، ووصمه: عابهُ، والوصم: العار.
[3] : العَنَمُ: شجر لَيِّنُ الأَغصانُ لَطِيفُها يُشَبَّهُ به البَنان كأَنه بَنان العَذارى, واحدتها عَنَمةٌ، وهو مما يستاك به , وقيل: العَنَمُ أَغصان تنبت في سُوق العِضاه رطبة لا تشبه سائر أَغصانها حُمْرُ اللون, وقيل: هو ضرب من الشجر له نَوْرٌ أَحمر تشبَّه به الأصابع المخضوبة.
[4] : الشِّيمَةُ: الخُلُقُ؛ والجمع: شِيَمٌ.