صباح العيد،، شعر: د. محمود السيد الدغيم .. لندن: الأحد 28 رمضان 1429 هـ/ 28 أيلول/سبتمبر 2008م
صباح العيد
شعر: د. محمود السيد الدغيم
لندن: الأحد 28 رمضان 1429 هـ/ 28 أيلول/سبتمبر 2008م
رَأَيْتُ صَبَاْحَ الْعِيْدِ يَوْماً مُلَثَّمَاْ
وَلَمَّاْ رَآنِيْ فِي الْمَنَاْفِيْ تَجَهَّمَاْ
وَذَكَّرَنِي الأَوْطَاْنَ، وَالأَهْلَ بَعْدَمَاْ
بَعُدْتُ، وَقَلْبِيْ فِي الْبِعَاْدِ تَحَطَّمَاْ
وَمَاْزَاْلَ قَلْبِيْ فِي الشَّآمِ رَهِيْنَةً
وَجَيْشُ الْمَآسِيْ صَاْرَ جَيْشاً عَرَمْرَمَاْ
فَقُلْتُ لَهْ: يَاْ عِيْدُ عُدْتَ؛ وَلَمْ أَعُدْ
إِلَيْهَاْ؛ وَقَلْبِيْ فِي الْمَنَاْفِيْ تَقَسَّمَاْ
هُنَاْلِكَ أَحْبَاْبِيْ؛ وَأَهْلِيْ؛ وَصُحْبَتِيْ
أَقَاْمُوْا عَلَىْ ذِكْرِ الأَحِبَّةِ مَأْتَمَاْ
فَأَصْبَحَ يَوْمُ الْعِيْدِ يَوْماً مُمَيَّزاً
بِدَمْعٍ؛ وَكَاْدَ الدَّمْعُ أَنْ يَتَكَلَّمَاْ
وَقُلْتُ لَهُ: يَاْ عِيْدُ؛ هَلْ أَنْتَ عَاْئِدٌ
عَلَيْنَاْ بِخَيْرٍ بَعْدَمَا الْكَوْنُ أَظْلَمَاْ؟
فَمَزَّقَ يَوْمُ الْعِيْدِ فَوْراً لِثَاْمَهُ
وَوَزَّعَ بَحْرَ الدَّمْعِ لِلنَّاْسِ أَسْهُمَاْ
وَقَاْلَ: الْمَآسِيْ يَاْ صَدِيْقِيْ تَكَاْثَرَتْ
فَلاْ تَحْسَبَنَّ الْعِيْدَ يَوْماً مُكَرَّمَاْ
كَرَاْمَةُ يَوْمِ الْعِيْدِ غَاْبَتْ؛ وَلَمْ تَعُدْ
وَأَصْبَحَ يَوْمُ الْعِيْدِ لِلْحُزْنِ تَوْأَمَاْ
لأَنَّ عَدُوَّ الْعِيْدِ أَصْبَحَ حَاْكِماً
ظَلُوْماً؛ غَشُوْماً؛ وَاْفِرَ السُّمِّ؛ أَرْقَمَاْ
فَحَوَّلَ أَعْيَاْدَ الْكِرَاْمِ مَنَاْحَةً
وَقَدَّمَ لِلشَّعْبِ الْمُكَاْفِحِ عَلْقَمَاْ
فَقُلْتُ لَهُ: يَاْ عِيْدُ، هَلْ أَنْتَ رَاْجِعٌ؟
فَدَمْدَمَ فَوْراً، ثُمَّ صَلَّىْ وَسَلَّمَاْ
وَلَمَّاْ رَآنِيْ فِي الْمَنَاْفِيْ مُعَذَّباً
تَرَكْنِيْ وَحِيْداً شَاْرِداً؛ وَتَبَسَّمَاْ
القصيدة من البحر الطويل