للقراءة والتحميل: بصيغة وورد : كتاب "لكود" فيه أنساب العائلات الضيغمية والقشعمية في بلدات: الحارّة والغزلانية وينين وغيرها من بلاد حوران والجولان السورية

*****

في هذا الكتاب فوائد في علم الأنساب، والجغرفيا التي تهم الباحثين والدارسين، فشكرا لمؤلفي الكتاب على ما قدماه من نشر لصفحات تكاد تطوى في عالم النسيان، وقد جمعنا الجزئين في ملف واحد

****

رابط تحميل الكتاب

اضغط هنا

بسـم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الطبعة الثانية

       إن جذور لكود التي بحثت عنها وصولاً إلى ضيغم هي طاقة بشرية شغلت حيزاً جغرافياً وسجلت تاريخاً وفكراً نتيجة تفاعلها مع مثيلاتها في أزمنة وأمكنة مختلفة في مجال الحياة والحالة الاجتماعية المتدرجة : البدوية والريفية والمدنية المطلقة ، ودعت الحاجة لعمل الطبعة الثانية من هذا الكتاب لترتيب الأحداث المذكورة في الطبعة الأولى وتقديم وتأخير ما يلزم لتوضيح الفكرة حسب الحاجة ، والتعقيب والتحليل لبعض المواضيع لنـزع الأفكار الدخيلة خلال عقود طويلة وإخضاعها للنقاش العلمي والمبني على المنطق السليم ، وإضافة ثلاثة فصول غير موجودة في الجزء الأول وهي:

1-أضواء على الجذور .

2-العائلات الضيغمية والقشعمية .

3-الشعر في تاريخ القشعم .

ورتبت الطبعة الثانية على جزأين منفصلين :

الجزء الأول أربعة فصول :

1-الفصل الأول:المعنى اللغوي والاصطلاحي للكلمة ومناقشة الجذور والتعقيب والتحليل لمواضيع الجذور .

2-الفصل الثاني  : أضواء على الجذور .

3-الفصل الثالث : بعض العائلات الضيغمية والقشعمية وأماكن تواجدها في البلاد .

4-الفصل الرابع : الشعر في تاريخ القشعم ابتداءً من القرن السادس هجري، تناولت فيه الشعر الموزون والشعر النبطي العامي .

الجزء الثاني ثلاثة فصول :

1-الفصل الأول : الحارة بين الماضي والحاضر ، حيث كان هذا الفصل في الطبعة الأولى من تعداد الجزء الأول ودعت الحاجة لتضمينه في تعداد الجزء الثاني في الطبعة الثانية لأنه يبحث في المنطقة الجغرافية التي تعيش فيها عائلة لكود .

2-الفصل الثاني : الحياة البشرية لعائلة لكود وفروعها وإضافة فروعاً لم تُذكر في الطبعة الأولى .

3-الفصل الثالث : معجم العائلات التي تصاهرت مع عائلة لكود " قرابة بواسطة النساء ".

بسم الله الرحمن الرحيم

تقديم الطبعة الأولى

      لا شك أن مهمة التقديم لكتاب ما مسألة ليست بهذه السهولة فهي تتطلب من المُقدِم معرفـة لا تقل بأية حال عن معرفة المؤلف أو المحقق ، وإن مجاراة موضوع هذا الكتاب تتطلب كثير معرفـة كونه جاء نتيجة بحث في مراجع تاريخية تعنى بعلم المجتمع لأنسابه وتنقلاته جغرافياً ، وإنني عايشت مؤلفه "زوجي" في كافة مراحل تحقيقه له والجهد الذي بذله سواء في البحث عـن المراجع ذات الصلة وقراءتها ، أو في أسفاره الطويلة والمتعددة لمدن وقرى مختلفة لجمع المعلومات اللازمة ، إلا أن صعوبة مهمتي تكمن في أن المؤلف زوجي وما عساي أن أقول عنـه .. إن أعطـيته حقه أخاف أن أطيل وإن اخـتصرت أخاف  أن أجحف ، على أي حال هو لم يفاجـئني عندما عرض عليّ فكرة هذا الكتاب ودوافعه وقد شجعته حينئذ ، وما كان أمامي غير ذلك لأن رحلة شاقة كهذه ليست غريبة عنه فقد عرفته شاباً مكافحاً صادق العزيمة ، منطقي التفكير واقعي الأحلام ، نشأ عصاميا في أسرة كبيرة العدد والده عالم ، أخذ عنه حب العلم والصبر على قسوة الحياة .

حصّل علومه الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدارس دمشق ثم انتسب إلى الجامعة قسم اللغة العربية كان يعمل إلى جانب دراسته ، محباً لأسرته وأهله ، طموحاً مغامراً إنه الزوج والحبيب والصديق والمعلم وسندي في هذه الحياة ، أمسك بيدي حتى أتممت دراستي الجامعية ، مشجعاً لأولاده بنـيناً وبناتٍ راسماً لهم درب الحياة من أجل تحصـيل أعلى المستويات العلمية والارتقاء بها ، وكانت تجمعنا السهرات وجلسات احتساء القهوة الصباحية ، يحدثنا عن العلم وأثره في رفع المستوى الفكري والاجتماعي والديني للفرد والمجتمع المتحضر .

وكان وما يزال خير قدوة لأولاده ومن حوله في تحمل المسؤولية فهو لا يعرف المراوغة ولا المداهنة إذا أحب أخلص ، وإذا صادق حفظ صديقه وكان له أخاً وفياً ، صادق الحديث والنصيحة ، ملتزماً بالعهد والوعد ، رحيماً رؤوفاً بأهله وفقك الله يا خير زوج وأب . 

                                                                    زوجتك غازيـه لـكود  

مقدمة الطبعة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

أفضل الصلاة و السلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال تعالى في محكم التنـزيل :

" يا أيها الناس إنّا خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقكم إن الله عليم خبير1-"  "صدق الله العظيم" .                                             

        آدم ، أبو البشر، خلقه الله سبحانه وتعالى من تراب وخلق حواء زوجاً له ، وشاءت إرادة الله وحكمته أن خلق الإنسان من ذكر وأنثى ، ووهـبهما المحبة والألفة والسكينة ليكونوا عاملاً قوياً يشد الرابطة فيما بينهما ، وجعل بين ضلوعهما الدفء والحنين من أجل حضانة نسليهما، لتسلم البنية الاجـتماعية الأولى وتبقى على هذا الوجود الذي أراده الله لهم جميعاً ، ويزداد هـذا النسل فيصبح أمماً وشعوباً و قبائلاً تعـيش بشكل جماعات تـعمر هـذه الأرض التي استخلفهم الله فيها ، وكل عنصر سيئ وفاسد على هذه الأرض ، هو عنصر منبوذ ومكروه ، يستحق الطرد والعقاب ، والذي يعمل عمل الخير ويبني هذه الأرض ، كريم وعزيز يقربه الله إليه مكافأة لـه . وامتثالاً لمشيـئته وحكمته في خلق الإنسان و إعمار الأرض ، تكونت لديّ رغبة البحث "عندما كنت طالباً في الجامعة ، بحدود عام/1969/" عن جذور عائلة لكود ، ورسم مشجرة تضم الآباء و الأحفاد وكنت في كل مناسبة يجتمع فيها كبار السن من فروع لكود في قرية الحارّة و الغزلانية و يونين ، أنتهز فرصة السؤال ، وأدون تسلسل الآباء عن كل فرع و أحـتفظ بما دونت ، وهكذا كانت تجري الأمور بين نشاط و فـتور ، وأحياناً تمضي سنون طوال دون إنجاز كلمة واحدة ، وذلك بسبب التطلع إلى متطلبات الحياة المعيشية ، والانصراف لأمور الأسرة.

وفي بداية عام/1994/كرّست وقتي ، وكثّفت جهودي ، والتفت للمطالعة في المكتبة الظاهرية العامة ، ومكتبة الأسد العامة بدمشق ، وتصويـر الصفحات الضرورية من المصادر الموجودة في المكـتبات العامـة ، وشراء بعض المصادر المتوفرة من المكتبات الخاصة ، وعثوري على بعض المخطوطات الخاصة بتاريخ العائلة ، وبصعوبة بالغة استطـعت أن أرسم مساراً كان في بادئ الأمر

غـير واضح تماماً ، ولكن مع استمرارية المطالعة وتناول المصادر المتعددة ، والحافـز الداخلي الذي دفعني للوقوف على حقيقة ما أريـد معرفته مـن جذور لكود، اتضح لي أن الإنسان في مثل هذه الدراسة والبحث عن جذور نسب فرع من الفروع لا يستطيع أن يجزم بشكل قطعي بنسب كثير مـن القبائـل والعشائر وذلك لعدة أسباب منها :

1-الصراع الدائم بين القبائل العربية منذ القدم ، والتحالف فيما بينها ، يـدفع البعض للظن أن هذا التحالف من جذر واحد .

2-هجرة القبائل أو فروعها من مكان لآخر ودخولها في نسب من استوطنت بأرضهم بسبب الاحتماء أو المصاهرة ، ومع مرور الزمن ، يظن البعض أنهم من جذر واحد .

3-انتساب الفروع الضعيفة إلى من هي أرفع شأناً ، فيضيع جذرها ونسبها الأصلي .

4-هروب بعض الأشخاص الملاحقين لسبب ما ، يدعوهم لكـتمان نسبهم وأسمائهم الحقيقية ، ثم تتكون من هذه الأشخاص أسر وفروع ، تحمل نسب غير حقيقي .

5-تشابه الأسماء ، والحوادث ، بين فرع وآخر ، أو بين الأشخاص من فروع مختلفة ، مما يسبب التباس لدى البعض والخروج عن جادة الصواب .

6-ابتعاد الفروع عـن الأصول في البراري ، أو الأرياف ، وانـتمائهم لاسم جديد، فيتسبب في نسيان الأصل الذي انحدروا منه .

7-وبسبب النقل والتدوين ، والتصحيف ، يحدث أحياناً عدة آراء لدى علماء الأنساب .

ومن أجل الأسباب الآنفة الذكر ، يقف الباحث في مفترق الطريق ، لا يستطيع الجزم وتعيين الحقيقة ، فيلجأ إلى الفرضيات وبناء المناقشة المنطـقية للوصول إلى أقرب حل يقبله العقل ، أو يرجئ أمر الحقيقة إلى الله تعالى .

خيّل إليّ بادئ ذي بدء ، أن المواضيع في متناول اليد ، وبسهولة ودون كبير عناء ، أستطيع أن أدون جذور لكـود ، وأرسم مشجرة تحمل أسماء الآبـاء والأحفاد ، لكنني وجدت نفسي في عمق المحيط يتوجب عليّ وبحذر شديـد تحديد الاتجاه المناسب ، لأن تحديد درجة واحدة خطأ من نقطة البداية تقودني في النهاية إلى مسافة بعيدة عن الحقيقة . واستعنت بالله ، وأرجو أن أكون قد وفقت بالبحث والتقصي عن جذور ضيغم جد القشعم ولكود مـن خـلال المصادر المـتوفرة بين يدي ، وأيضاً استخراج المعنى اللغـوي لضيغم وقشعم ولكود من كتب اللغة ، ثم لا بد من دراسة المنطقة

الجغرافية التي يعيش فيهـا لكود ، فتطرقت إلى هضبة حوران ووصفها جغرافياً وتاريخاً وأسماء مناطقهـا الحديثة والقديمة وما طرأ عليها من تبدل .

 ثم بحثت في الحياة البشرية القديمة والحديثة لقرية الحّارة على اعتبار أنها مكان استقرار لكود  ، ومن خلال هذه الدراسة نستطيع التعرف على أحوالهـم المعيشية التي مارسوها1 .

بهذا البحث أكون قد أنهيت بعونه تعالى الجزء الأول من الكتاب .

        ثم تناولت في الجزء الثاني دراسة نسب لكود ورسمت مخطط عمل للسير على نهجه ، فمن خلاله طبعت استمارة خاصة لكل أسرة مكونة من زوجـين جمعت فيها ذاتية الأسرة كاملة كالتالي : اسم الزوج واسم الزوجـة وأسـماء آبائهما واسم الفرع الذي انحدروا منه والكنية أو النسبة واسم الجذر القديـم ومكان الإقامة القديم والحديث . والدرجة العلمية التي حصل عليها الفرد والعمل الذي يمارسه وكذلك ذاتـية أبنائهما والـبنت المـتزوجة ممن تزوجت ومكان إقامتها وجعلت هذه الاستمارة هي الدليل والمرجع عنـد حدوث خطأ ما ، وضعت هذه الاستمارة وفق تسلسل الآباء ثم الفرد وربطت جد هـذه الفروع بجدول توضيحي إلى النسبة "لكود"، وذكرت بعض الأخبار المتفرقة والنشاطات الفردية التي تميز بها الأشخاص كل في موضعه المخصص  ضمن فروعه ،ثم وضعت جدول إحصاء للأشخاص الأحياء وكل فرع موضحٌ إلى جانبه عدد الذكور وعدد الإناث لعام /1996/.

      كما صنعت معجماً مصغراً للعائلات و القبائـل التي تصاهرت مـع آل لكود و رتبته أبجدياً وذكرت فيه أحوال هذه العائلات أو العشائر التي ذكرت في كتب التاريخ والأنساب ، وجمعت صور آباء الأرهاط أحياء كانوا أم أمواتاً ، وصور لقاءات الأشخاص أو الفروع في مناسبات مـتعددة ، وصور الأماكن والبقاع والوثائق ورتبتها بمكانها المناسب وجندت لذلك وقتي وجهدي ، صيفاً وشتاءً ، ثم قمت بجولات ميدانية في جميع الاتجاهات من أجـل اللحاق بـهم في مكان إقامتهم أو عملهم دون كللٍ أو ملل، رغم أنني كنت ألمس المعارضة من البعض ويوجهني بحديث لبق فيه بعض الإحراج ينـتهي إلى القول: "ما الفائدة المرجوة من هذا العمل ، والآن الأخ لا يـتعرف على أخيه"، أو إذا طلـبت البطاقة العائلية من البعض كي أنقل المعلومات عن أفراد هذه العائلة أو صورة لكبيرهم كي أنسخها في مقدمة الفرع يقال لي :"تكرم أبو حسام" وكأن العمل يخصني

وحدي ، مع أنني كنت أسأل الشخص عن أبيه وأمه ، فيجيبني ، ولكن لدى سؤالي له عن جده وجدته يتلكأ ويقول : إن جدتي كان يقال لها " أم فلان " ويساعده الآخر ليتذكر اسمها الحقيقي .                                       

      وطبعاً لمثل هذه الأعمال كان لابد من وجود مؤيدين ومعارضين ومع ذلك تابعت العمل بمجهود فردي وبدون ردّ فعـل لعلمي أنهم يـجهلون تكامل العمل الذي أقوم به .

استغرق هذا العمل من شباط 1994 إلى 20/6/1996 م ، ولا أظن أحداً قد سبقني  لمثل هذه الدراسة التحليلية "والله أعلم".



1- الحجرات 13

 

1- الحياة البشرية لقرية الحّارة هي بمثابة نموذج مشابه لحياة أهل قرى هضبة حوران