للقراءة والتحميل والمشاهدة: قصيدة: حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: شعر: د. محمود السيد الدغيم. لندن: الخميس 14 صفر 1429 هـ/ 21 شباط/ فبراير 2008م. بثت في قناة المستقلة عدة مرات في إطار ديوان حبيبنان محمد صلى الله عليه وسلم، لماذا نحبه؟
ضَحِكَ الصَّبَاْحُ، وَرَفْرَفَتْ أَعْلاْمُ
كَالْفَجْرِ أَعْلَىْ شَأْنَهَا الإِسْلاْمُ
وَالْعِلْمُ أَسْفَرَ فِيْ لَيَاْلِيْ أُمَّةٍ
أُمِّيَّةٍ هَزِئَتْ بِهَا الأَعْجَاْمُ

Launch in external player

**************

حبيبنا محمد

شعر: د. محمود السيد الدغيم

لندن: الخميس 14 صفر 1429 هـ/ 21 شباط/ فبراير 2008م

ضَحِكَ الصَّبَاْحُ، وَرَفْرَفَتْ أَعْلاْمُ
كَالْفَجْرِ أَعْلَىْ شَأْنَهَا الإِسْلاْمُ

وَالْعِلْمُ أَسْفَرَ فِيْ لَيَاْلِيْ أُمَّةٍ
أُمِّيَّةٍ هَزِئَتْ بِهَا الأَعْجَاْمُ

وَطَغَىْ عَلَىْ ضُعَفَاْئِهَاْ سُفَهَاْؤُهَاْ
وَالْفُرْسُ وَالأَحْبَاْشُ وَالأَرْوَاْمُ

فَالأَمْنُ مَفْقُوْدٌ، وَمَاْ مِنْ مُنْصِفٍ
فِي الْحَاْدِثَاْتِ يَؤُمُّهُ الأَيْتَاْمُ

فَقْرٌ وَقَهْرٌ، وَافْتِئَاْتُ عِصَاْبَةٍ
وَتَطَاْوُلٌ وَتَجَاْهُلٌ وَخِصَاْمُ

وَالْجَهْلُ كَاللَّيْلِ الْبَهِيْمِ مُسَيْطِرٌ
وَظَلاْمُهُ فَوْقَ الرِّقَاْبِ حُسَاْمُ

فِيْ ذَلِكَ الْعَهْدِ الْجَهُوْلِ تَنَزَّلَتْ
سُوَرٌ بِهَاْ لِلْعَاْلَمِيْنَ سَلاْمُ

نَزَلَتْ وَبَلَّغَهَا الْحَبِيْبُ وَلَمْ تَزْلْ
تُتْلَىْ، وَتَكْتُبُ نَصَّهَا الأَقْلاْمُ

جَاْءَ النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ بِرِسَاْلَةٍ
قُدْسِيَّةٍ فَالْعَاْلَمُوْنَ قِيَاْمُ

وَبِسِيْرَةِ الْمُخْتَاْرِ نُوْرٌ سَاْطِعٌ
وَتَآلُفٌ وَتَعَاْوُنٌ وَوِئَاْمُ

فَلِذَاْ يُحِبُّ الْمُسْلِمُوْنَ مُحَمَّداً
وَيُجِلُّهُ الأَعْرَاْبُ وَالأَعْجَاْمُ

ذَاْكَ الْيَتِيْمُ الْهَاْشِمِيُّ مُجَاْهِدٌ
وَمُصَدِّقٌ وَمُصَدَّقٌ وَهُمَاْمُ

جَمَعَ الْقُلُوْبَ بِصِدْقِهِ وَبِرِفْقِهِ
فَتَعَلَّقَتْ بِالْمُصْطَفَى الأَقْوَاْمُ

وَالسُّنَّةُ الْغَرَّاْءُ صَاْرَتْ مِشْعَلاً
لا الْكُفْرُ يُطْفِؤُهَاْ وَلا الإِجْرَاْمُ

أَحْيَتَ قُلُوْبَ الصَّاْبِرِيْنَ عَلَى الأَذَيْ
وَبِهَاْ عَلَىْ كُلِّ الْوَرَىْ إِنْعَاْمُ

فَلِذَاْ أَحَبَّ الْمُصْطَفَىْ أَصْحَاْبُهُ
وَأَحَبَّهُ الأَخْوَاْلُ وَالأَعْمَاْمُ

وَأَحَبَّهُ الصِّدِّيْقُ أَصْدَقُ مُؤْمِنٍ
بَعْدَ الرَّسُوْلِ، فَمَاْلَتْ الأَصْنَاْمُ

هَذَاْ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ بِحَزْمِهِ
رَدَّ الْبُغَاْةَ، فَبُدِّدَتْ أَوْهَاْمُ

وَالْعَاْدِلُ التَّيْمِيُّ أَلْقَىْ خُطْبَةً
مُضَرِيَّةً عُنْوَاْنُهَا الإِقْدَاْمُ

فَلِسَيْفِ خَاْلِدِ نَغْمَةٌ مَشْهُوْرَةٌ
بِصَلِيْلِهَاْ لِلْفَاْسِقِيْنَ حِمَاْمُ


وَأَحَبَّهُ عُمَرُ الْمُجَاْهِدُ جَهْرَةً
لاْ الشِّرْكُ يُرْهِبُهُ وَلا الأَخْصَاْمُ

هَذَاْ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ بِعَدْلِهِ
شَهِدُ الْعَدُوُّ، وَحُقِّقَتْ أَحْلاْمُ

وَأَحَبَّهُ عُثْمَاْنُ ذُو النُّوْرَيْنِ صِهْـ
ـرُ مُحَمَّدٍ، وَحَبِيْبُهُ الْمِقْدَاْمُ

هَذَاْ أَمِيْرُ الْمُؤْمِنِيْنَ بِعَهْدِهِ
جُمِعَ الْكِتَاْبُ، وَأُحْكِمَتْ أَحْكَاْمُ

وَأَحَبَّهُ زَوْجُ الْبَتُوْلِ، وَعَمُّهُ الْـ
ـعَبَّاْسُ
هَذَاْ سَيِّدٌ وَإِمَاْمُ

مِنْ نَسْلِهِ الْخُلَفَاْءُ وَالْعُلَمَاْءُ وَالْـ
عُظَمَاْءُ وَالشُّهَدَاْءُ وَالأَعْلاْمُ

وَأَحَبَّهُ الثَّقَفِيُّ وَالْيَمَنِيُّ وَالْـ
أَوْسِيُّ وَالأُمَوِيُّ وَالْعَوَّاْمُ

وَأَنَاْ أُحِبُّ الْهَاْشِمِيَّ، مَحَبَّةً
سُعِدَتْ بِهَا الأَرْوَاْحُ وَالأَجْسَاْمُ

نَفْسِي الْفِدَاْءُ لآلِهِ وَلِصَحْبِهِ
وَلِشَرْعِ مَنْ وُصِلَتْ بِهِ الأَرْحَاْمُ

مَنْ حَرَّرَ الْعُبْدَاْنَ مِنْ إِرْقَاْقِهِمْ
لَمَّا اصْطَفَاْهُ الْوَاْحِدُ الْعَلاْمُ

تَزْهُوْ بِهِ أُمُّ الْقُرَىْ وَجِوَاْرُهَاْ
وَالْقُدْسُ تَحْمِدُ فِعْلَهُ وَالشَّاْمُ

وَالْكَوْنُ يَفْخَرُ بِالْحَبِيْبِ مُحَمَّدٍ
وَبِعِطْرِهِ تَتَعَطَّرُ الأَيَّاْمُ

وَالطَّيْرُ وَالأَشْجَاْرُ تَشْدُوْ وَالْحَصَىْ
فِيْ كَفِّهِ نَطَقَتْ؛ لَهَاْ أَنْغَاْمُ

عَرَجَ الرَّسُوْلُ إِلَى السَّمَاْءِ بِلَيْلَةٍ
نُصِبَتْ لَهُ فَوْقَ الأَثِيْرِ خِيَاْمُ

وَهَوَتْ رُمُوْزُ الشِّرْكِ عَنْ صَهَوَاْتِهَاْ
لا الْحِصْنُ يَحْمِيْهَاْ وَلا الآطَاْمُ

وَمِيَاْهُ سَاْوَىْ لَمْ تَعُدْ فَيَّاْضَةً
وَبِطَاْقِ كِسْرَىْ حَاْرَتِ الأَفْهَاْمُ

أَقْوَاْسُهُ تَهْوِيْ، وَيَهْتُفُ أَهْلُهَاْ
ضِعْنَاْ فَأَيْنَ النَّاْرُ؟ يَاْ بَهْرَاْمُ!!

رَاْيَاْتُ أَحْمَدَ رَفْرَفَتْ خَفَّاْقَةً
لا النَّاْرُ تَحْجُبُهَاْ وَلا الأَهْرَاْمُ

وَبِحُبِّ أَحْمَدَ كُلُّ شَيْءٍ نَاْطِقٌ
فَبِحُبِّهِ لِمُحِبِّهِ إِكْرَاْمُ

وَبِبُغْضِهِ لِلشَّاْنِئِيْنَ مَذَلَّةٌ
يَشْقَىْ بِهَا الْمُرْتَدُّ وَالشَّتَّاْمُ

صَلَّىْ عَلَيْهِ اللهُ فِيْ مَلَكُوْتِهِ
وَالْمُسْلِمُوْنَ، وَسَلَّمَ الْهُيَّاْمُ

و"التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُو-
- نَ السَّائِحُونَ
" عَلَى الْهُدَى الصُّيَّاْمُ

و"الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ"القانتو-
- ن" الآمِرُونَ" بِمَاْ بِهِ إِلْهَاْمُ

بُشْرَىْ لَهُمْ مِنْ خَاْلِقِ الْخَلْقِ الَّذِيْ
سَجَدَتْ لَهُ الْوِدْيَاْنُ وَالآكَاْمُ

بِمَحَبَّةِ الْقُرَشِيِّ نَاْلُوْا حَظْوَةً
أَبَدِيَّةً فَتَبَخَّرَتْ آثَاْمُ
 

هذه القصيدة من البحر الكامل، وفيها اقتباس من
قوله الله تعالى: "التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ" سورة التوبة، الآية: 112.