العنوان: شيخ السيف والقلم. سلسلة شيوخ حسن كافي الآقحصاري البوسنوي  "١ - ٢"   "الكاتب: د. محمود السيد الدغيم  "تاريخ ميلادي: 10 -06 -1999  " "تاريخ هجري: 26 -02 -1420  "جريدة الحياة - لندن" العدد: 13242 "الصفحة: 23
animated-herzegovina-flag.gif

"العنوان : شيخ السيف والقلم  . سلسلة شيوخ حسن كافي الآقحصاري البوسنوي  "١ - ٢"

 "الكاتب : د. محمود السيد الدغيم  "

 "تاريخ .ميلادي : 10 -06 -1999  " "تاريخ .هجري : 26 -02 -1420  "

 "جريدة الحياة - لندن" "العدد : 13242  " "الصفحة : 23  "

((ملاحظة: تنبيه : الرجاء الانتباه إلى الأرقام فقد قام الكومبيوتر بكتابتها معكوسة عندما حولتها من ماكنتوش إلى بي سي، مثال:ص: ٣٨٥  - ٤٨٥ " الحقيقة ص: 583-584، مثال آخر: سنة ٧٠٩هـ /١٠٥١م، والصحيح: سنة 907 هـ/ 1501م. وهكذا)).

»آق حصار« اسمُ علمٍ لأكثر من مدينة، وهذا الإسم مُركَّبٌ من كلمتين تُركيتين عُثمانيتين هما كلمة آق، ومعناها باللغة العربية : أبيض، وكلمة حصار، وتعني : القصر والقلعة، وتعريب اسم المدينة هو : القصر الأبيض، والقلعة البيضاء . أما كلمة آقجة فمعناها : المائل إلى البياض، وهي اسم عملة عثمانية فضية، تساوي ثلث بارة، وعرفت باسم آقجة حصار وآقحصار أربعة أماكن هي : آقجة حصار الألبانية، مدينة آقحصار وكانت مركز قضاء تابع لسنجق صاروخان التابع لولاية آيدن في تركيا، وآقحصار التابعة لمدينة إزميد إلى الشرق من مدينة اسطنبول في تركيا، وهنالك آقحصار البوسنة، التي تُسمى حالياً بروساسة، كما تُسمى بروساج »Prusca« وهي مركز قضاء تابع لولاية ترافنيك ثاني العواصم البوسنوية أيام الخلافة الإسلامية العثمانية، وتقع إلى الغرب من سراي ايفو، عند مصب نهر بروسكستا، واسمها القديم دلنجي، وقد فتحها المجاهد العثماني مصطفى باشا سنة ٧٠٩هـ /١٠٥١م .

 وتتبع آقحصار ثلاثة مراكز نواحي هي : بروزور، وكوبرس، وبوغوينه، وكان في تلك النواحي في آخر أيام الخلافة العثمانية : ٣٢ جامعاً ومسجداً، وأربع مدارس ابتدائية ومدرسة رشدية ثانوية، وأربع مدارس للمسيحيين، وكنيسة واحدة، و٣٢ خاناً، وقد أنجبت تلك الناحية الكثير من العلماء، ومنهم : مصطفى بن محمد البوسنوي الآقحصاري، وحاجي نسيم أوغلى أحمد بن حسن الذي سرد أخبار الحرب الروسية سنة ٦٨١١هـ /٢٧٧١  - ٣٧٧١م، والحوادث التي سبقتها من سنة ٨٤١١  - ٦٥١١هـ /٥٣٧١  - ٤٤٧١م، ومخطوطته موجودة في المكتبة الأهلية في باريس، القسم التركي العثماني تحت الرقم : ٨٦١، ومن علمائها الشيخ أحمد بن مصطفى الآقحصاري، ومن ألمع مشاهير علماء آق حصار العلامة حسن كافي الآقحصاري البوسنوي .

 العالم المجاهد الشاعر حسن كافي أفندي

العلامة حسن بن طورخان بن داود بن يعقوب الذيبي  "نسبة إلى قرية الذيب " الآقحصاري، المولود في بلدة آقحصار البوسنوية التي تسمى »بروساج« واشتهر باسم حسن كافي لأنه شرح كافية ابن الحاجب في النحو العربي، وقيل لأنه كفى قومه بما يحتاجونه من العلوم التي كانت سائدة في زمانه، وكانت ولادته سنة ١٥٩هـ /٤٤٥١م، وقد صامَ من الدهر ثلاثين سنة، وألّف كُتباً مستقلة في مُعظم علوم زمانه، وأنشأ جامعاً ومكتباً ومدرسة، وأوقف أوقافاً كثيرة، وكانت وفاته في بلدته آقحصار في الخامس عشر من شهر شعبان سنة ٥٢٠١هـ /٦١٦١م، ودفن في حرم جامعه الذي بناه  "انظر كتاب حدائق الحقائق في تكملة الشقائق، تأليف نوعي زاده عطائي، باللغة العثمانية ص : ٣٨٥  - ٤٨٥ " وقد كان يحضر غزوات الجهاد في سبيل الله مؤرخاً وخطيباً واعظاً ومُجاهداً، وقد وُلِّيَ الإفتاءَ والقضاء في بلده بعد شيخه القاضي بالي أفندي الذي تولى القضاء سنة ٦٨٩هـ /٨٧٥١م، وتوفيَ سنة ٩٩٩هـ /٠٩٥١م، واستمر حسن كافي أكثر من عشرين سنة في منصب القضاء، وبرع في العلوم الإسلامية، حيث درس على شيخ ترافنيك مصلح الدين أفندي مؤلف شرح المقدمة الغزنوية، ثم أكمل دراساته في الآستانة عاصمة الخلافة الإسلامية العثمانية، وأجاد اللغات الثلاث : العربية والتركية العثمانية، والفارسية قراءةً وكتابةً، وقَرَضَ الشعرَ، وصَنَّفَ الكتب الجليلة المفيدة  "انظر حدائق الحقائق في تكملة الشقائق، لنوعي زاده عطائي، المجلد الثاني، ص : ٣٨٥  - ٤٨٥ " .

اشترك حسن كافي الآقحصاري في الجهاد في معركة إرلو »Erlau« وكتب رسالة حول تلك الغزوة، وقد ترجم تلك الرسالة غارسيان ده تاسي »Garcik de Tassy« ونُشرت سنة ٤٢٨١م في المجلة الآسيوية، المجلد الرابع، ص : ٣١٢ وما بعدها، ومن هذه الرسالة نسخ مخطوطة في مكتبة الغازي خسرو بك في مدينة سراي ايفو عاصمة البوسنة والهرسك،

عاد حسن كافي من المدينة المنورة إلى بلده آقحصار سنة ٣٨٩هـ /٥٧٥١م، وشرع بعقد مجالس الدرس للطلبة في بلده، ثم شرع في التأليف سنة ٨٨٩هـ /٠٨٥١م، فألف الكُتُبَ التالية على التوالي : رسالة في تحقيق لفظ جلبي »رباني« ومختصر الكافي من المنطق، ألفه سنة ٨٨٩هـ /٠٨٥١م، شرح مختصر الكافي من المنطق، وصل فيه إلى آخر التصورات، حينما كان يعمل في سلك القضاء في أقحصار وحديقة الصلاة، في شرح مختصر الصلاة لابن كمال باشا، وكان تأليفها سنة ٦٩٩ هـ /٧٨٥١م .

بعدما ألف حسن كافي الكتب الأربعة التي ذكرناها رحل من اقحصار إلى اسطنبول، فوليَ القضاء في قضاء سرْم، وبنفس الوقت مارس مهنة التدريس، وشرع بتأليف كتاب »سمت الوصول إلى علم الأصول«، وأتمّه في طريقه لأداء فريضة الحج سنة ٠٠٠١هـ /١٩٥١م، وعرض الكتاب على علماء الشام والقدس، ثم علماء الحرمين الشريفين فأكرموه وكرّموه، ولاسيما الشيخ مير غضنفر، وبعد الحج عرض الكتاب على علماء ديار السلطنة العثمانية، وتخت الخلافة الإسلامية، فاستحسنوه، وأشاروا عليه بشرحه، وبعد ذلك كلف بقضاء أقحصار فمارس القضاء وشرح كتاب »سمت الوصول« في سنة ٤٠٠١هـ /٥٩٥١م، وفي نفس السنة أنهى تأليف سابع كتبه وهو كتاب أصول الحكم في نظام العالم .

وكتاب »سمت الوصول إلى علم الأصول«  "هو مختصر كتاب منار الأنوار للنسفي "، ثم ألف كتاب شرح سمت الوصول إلى علم الأصول، ومنه مخطوطة بمكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو، في المجموع الرقم الجديد : ٦٩٨ /١، والرقم القديم : ٦٤٩ /١، من الورقة : ١ حتى الورقة : ٤٨، وكانت هذه المخطوطة موقوفة في مكتبة محمد بك قره كوز في مدينة موستار عاصمة الهرسك، وهي مكتوبة بخط التعليق، وقد استنسخها مصطفى بن الحاج محمد الزركري سنة ٣٨٠١هـ /٢٧٦ م، من خط مؤلفها الشيخ حسن كافي الآقحصاري الذي ألّف متن الكتاب سنة ٠٠٠١هـ، وانتهى من شرحه سنة ٤٠٠١هـ، وأولها »الحمد لله الذي هدانا لِبابه بكتابه، ودعانا إلى جنابه بخطابه، والصلاة على أشرف أحبابه محمد وآله وأصحابه، وبعد . . .« .

وجاء في آخر الكتاب قول المؤلف : » . . . وليكن هذا آخر الكتاب، والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، والحمد لله الملك الوهاب، والصلاة على محمد والآل والأصحاب  - اللام فيهما عوض عن المضاف إليه، أي : وآله وأصحابه  - قد وقع الفراغ عن تصنيفه في آخر الثلث الآخر، أي : في آخر ربيع الأوّل، من الربع الأوّل، وهو الفصل الأوّل من السنة القمرية، وهو : محرم وصفر وربيع الأول، من العشر العاشر، أي : العام الأخير من ألف عام من هجرة النبي عليه السلام .

 "وانتهى المُصنف " من شرحه في آخر الشهر الآخر من السنة الرابعة بعد الألف، أي : في آخر شهر ذي الحجّة . كتبه الفقير مصطفى بن الحاج محمد الزركوي عن خطّ مُصنفه وشارحِهِ الفاضل المُحقِّق المُدقق أعني القاضي حسن أفندي الآقحصاري، غفر الله لكاتبه ومصنِّفِهِ بفضلهِ ومنِّهِ .« وصورة هذه المخطوطة موجودة في قسم تصوير المخطوطات في مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن، على الميكروفيلم الرقم : ٩٠ /٢ .

ومن مؤلفات حسن كافي كتاب »أصول الحكم في نظام العالم«، الذي ألفه باللغة العربية سنة ٤٠٠١هـ /٥٩٥١م، وموضوعه الإصلاحات الإدارية في دولة الخلافة الإسلامية العثمانية، وُعرض الكتاب على بطانة السلطان العثماني الثالث عشر محمد الثالث بن مراد بن سليم بن سليمان القانوني بن سليم الأول  "تسلطن في ٧١ رمضان سنة ٣٠٠ هـ، / ٦٢ /٥ /٤٩٥١م وتوفي سنة ٢١٠١هـ /٣٠٦١ م " وعُرض الكتاب أثناء غزوة قلعة أكري  "كرزت "  "Cerestes " قرب ايرلاو  "Erlau " في جنوب بلاد المجر  "هنغاريا " سنة ٤٠٠١هـ /٥٩٥١م، التي اشتبكت فيها القوات العثمانية مع قوات امبراطورية النمسا والمجر ومن معهم من الأوروبيين، وبناء على رغبة أكابر علماء البطانة السلطانية تُرجِمَ الكتاب إلى اللغة العثمانية من قِبل المؤلف بعد تأليفه، وشرحه المؤلف باللغة العثمانية في شهر رجب سنة ٥٠٠١هـ /٧٩٥١م، وطبع في مطبعة إبراهيم متفرقة في اسطنبول سنة ٤٤١١هـ /٢٣٧١م، تحت عنوان  "أصول الحكم في نظام الأمم "، ثم نقله الأتراك الجمهوريون العلمانيون إلى الحروف اللاتينية وطبعوه بعدما استبدلوا الحروف العربية العثمانية بالحروف اللاتينية، وترجمه البوسنويون إلى لغتهم وطبعوه سنة ٩١٩١، وتُرجم من اللغة التركية العثمانية إلى اللغة الألمانية وطبع في فيينا عاصمة النمسا سنة ٩٦٧١م، كما تُرجم إلى اللغة الفرنسية سنة ٤٤١١هـ /٢٣٧١م، وطبع باللغة الفرنسية سنة ٧٩٢١هـ . كما تُرجم الكتاب وطبع باللغات الهنغارية، والأوردية .

ومنه عدة مخطوطات باللغة العربية بمكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو، تحت الرقم الجديد : ٣٩٨١ والرقم القديم : ٨٢٩١، كما توجد منه مخطوطات باللغة التركية العثمانية .

ألف القاضي حسن كافي الآقحصاري كتباً أخرى، فمنها كتاب ألّفه سنة ٦٠٠١هـ /٨٩٥١م، تحت عنوان : روضات الجنان في أصول الإعتقادات وعلم الكلام، وقد طُبع الكتاب، ونُسب خطأ إلى الإمام البركوي، ومنه ٤١مخطوطة في مكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو .

ومن مؤلفات حسن كافي الآقحصاري كتاب »أزهار الروضات، شرح روضات الجنان«، ألفه سنة ٤١٠١هـ، وطبع الكتاب، ونسب خطأً إلى البركوي، وله كتاب تمحيص التلخيص في علم البلاغة، وقد نقح فيه كتاب التلخيص، للخطيب القزويني، وبيّض مسوداته سنة ٨٠٠١هـ /٠٠٦١م، وله أيضاً شرح كتاب »تمحيص التلخيص في علم البلاغة«، وكتاب »نور اليقين في أصول الدين«، في شرح عقائد الطحاوي، وقد جاء في آخره : »ولما تمّ تحريره وتسويده، وكمل تقريره وتجويده، عند الحاصرة تحت قلعة أوستروغون . . . قبل الفتح بيومين، وهو اليوم الثامن عشر من جُمادى الأولى لسنة أربع عشرة وألف من الهجرة النبوية« الموافقة لسنة ٦٠٦١م، وقد حقق هذا الكتاب السيد زهدي عادلوفيتش البوسنوي، ونال عليه شهادة الماجستير من كلية أصول الدين، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ونشرته مكتبة العبيكان في الرياض سنة ٨١٤١هـ / ٧٩٩١م .

سلسلة شيوخ الآقحصاري

 

دأب العلماء على تلقي العلم سماعاً من أفواه الرجال حَذَرَ الوقوع في التصحيف والتحريف، وحرص العلماء على توثيق مشيخاتهم، وسلاسل علمائهم صعوداً ونزولاً دون انقطاع، ودونوا تلك السلاسل كأنساب للعلم وطُرُقه ومسالكه، وللقاضي حسن كافي الآقحصاري كتاب نظام العلماء إلى خاتم الأنبياء، الذي ألّفه الآقحصاري في أواخر سنة ٨٠٠١هـ /٠٠٦١م، وبيّن فيه سلسلة شيوخه في الفقه الحنفي حتى الإمام أبي حنيفة النعمان، ومن أبي حنيفة حتى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ومن الكتاب عدّة نسخ مخطوطة بمكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو عاصمة البوسنة والهرسك .

وإحدى نسخه المخطوطة بمكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو، في المجموع الرقم الجديد : ٦٢٧ /٢ والرقم القديم : ٠٣٩١ /٢، من الورقة : ٥٦ حتى الورقة : ٨٨، وأوّله : »الحمد لله الذي زين الأرض بالعلماء كما زين بالنجوم السماء« ومنه صورة مصغرة في قسم تصوير المخطوطات في مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن، على الميكروفيلم .

ومن الكتاب مخطوطة أخرى بمكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو، في المجموع الرقم الجديد : ٤٩٨١ /٢ والرقم القديم : ٩٨ /٢، من الورقة : ٧ حتى الورقة : ٧١، وهذه المخطوطة بخط الشيخ محمد الخانجي البوسنوي، الذي استنسخها سنة ٥٤٣١هـ / ٦٢٩١م .

ومن الكتاب مخطوطة بمكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو، في المجموع الرقم الجديد : ٦٩٨ /٢، والرقم القديم : ٦٤٩ /٢، من الورقة : ١٣ حتى الورقة : ٩٤، وقد جاء في آخرها : سمع مافي هذه المخطوطة »من الآقحصاريين : مولانا اسماعيل كمال القاضي ومولانا حمدي وأخوه الأصغر القاضي ومولانا أحمد بن محمد الشهير بخواجه زاده وأخوه الأصغر مولانا محمد القاضي ومولانا محمد المدرس الشهير بقويو زاده ومولانا محمد بن علي القاضي الشهير بشيخي زاده ومولانا رجب الزاير لحرم مولانا المحترم القاضي وغيرهم من الملازمين والمدرسين والأئمة والخطباء الراسخين ومن النوباديين الرجل الصالح وتارك الدنيا استاذنا ومولانا الشيخ حسن الشهير حسن زاده وأعز أحبابنا وأخونا مولانا الشيخ الخطيب والإمام ومولانا عباري الخطب والكتاب، وأشرف إخوتنا شريكنا وصديقنا مولانا عمر المعيد لشيخ الإسلام يحيى الشهير بمتولي زاده، ومولانا رضوان جلبي الإمام والخطيب ومعلم أمير الأمراء الكرام محمود بيك، ومن تلاميذته الأفقر والأحقر هذا الأدنى والعبد الضعيف المستهام خليل بن بابا أورج القاضي، وغيرهم من العلماء الكرام، حرره الفقير خليل القاضي« . ومنه مخطوطة بمكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو، في المجموع الرقم الجديد : ٧٩٨ /٢، والرقم القديم : ٦٤٩ /٢، من الورقة : ٥٨ حتى الورقة : ٠٩، وكانت هذه المخطوطة موقوفة في مكتبة محمد بك قره كوز في مدينة موستار عاصمة الهرسك، وهي مكتوبة بخط التعليق، وقد استنسخها مصطفى بن الحاج محمد الزركوي سنة ٣٨٠١هـ /٢٧٦١م، من خط مؤلفها الشيخ حسن كافي الآقحصاري، وأولّها »الحمد لله الــذي« وصـــورة هذه المخطوطة موجودة في قسم تصوير المخطوطات في مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي في لندن، على الميكرو فيلم الرقم : ٩٠ /٢ .

ومنه مخطوطة أخرى في مكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو، في المجموع الرقم القديم : ٩٢٣٧ /١٢ .

ومنه مخطوطة أخرى في مكتبة الغازي خسرو بك في سراي ايفو، في المجموع الرقم القديم : ١٩٤٣ .

***********************************************

"العنوان " شيخ السيف والقلم  . نص مخطوطة العالم البوسنوي حسن كافي افندي " ٢ من ٢ " "

"الكاتب " محمود السيد الدغيم "

"تاريخ .ميلادي " 11 -06 -1999 " "تاريخ .هجري " 27 -02 -1420 "

" جريدة الحياة/ لندن "

"العدد " 13243 " "الصفحة " 23 "

تحدثنا في حلقة أمس عن حياة الشيخ حسن كافي وأعماله . واليوم ننشر مخطوطه للمرة الأولى . والكلام الوارد بين القوسين من وضع المحقق؛ د. محمود السيد الدغيم .

»الحمد لله الذي فضّلنا على كثير من عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين الطيبين، وعلى علماء أُمّته إلى يوم الدين وبعد " فلما ناسب لكلّ عالِمٍ وسالك أن يعلم أساتيذه، ويعرف مشايخه في المطالب والمسالك حتى ينتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تتبّعت أساتيذي ومشايخي وتمحّصتهم من الثقات، وتصفحتُ بعض التواريخ من المعتبرات كتاريخ ابن خلكان، وطبقات أصحاب الحنفية، والشقايق النعمانية، ونحوها، فاستقصيت في تخريجهم على الترتيب الذي أخذوا العلم عليه ممّن فوقهم وِجاهاً وشفاهاً حتى انتهى إلى الحضرة العلية النبوية، والسدّة المُصطفوية .

 فبدأتُ بعون الله العلي الأعلى منَ الدرجة العُليا، والمقام الأعلى، وهو مقام سيد الأولين والآخرين، وسند الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله ربّ العالين، وهو أوّل مَنْ رفع رايات العلوم الدينية، ووضع آيات المعارف اليقينية، وعيّن الشريعة المحمدية، وبيّن الطريقة الأحمدية، عليه صلوات الله وسلامه أبد الآبدين .

ثم في المقام الثاني مَن أخذ عنه " من أصحابه العظام، وأتباعه الكرام، خصوصاً منه سادات العلماء الأعلام، وسعادات مشايخ الإسلام " عمر بن الخطاب "٠٤ ق " هـ  - ٣٢ هـ /٤٨٥  - ٤٤٦ م" وعلي بن أبي طالب "ت ٠٤ هـ /٠٠٦  - ١٠٦ م" وعبدالله بن مسعود "ت ٢٣ هـ /٣٥٦ م" رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .

 الثالث الذي أخذ منهم " علقمة بن قيس "بن عبدالله بن مالك النخعي الهمذاني، أبو شبل التابعي ت ٢٦ هـ /١٨٦ م" ومسروق "بن الأجدع بن مالك الهمذاني الوادعي، أبو عائشة التابعي ت ٣٦ هـ /٣٨٦ م" وشريح القاضي ابن الحارث "بن قيس بن الجهم" الكندي "أبو أمية التابعي اليماني، توفي في الكوفة سنة ٨٧ هـ /٧٩٦ م" رحمة الله عليهم أجمعين .

 الرابع الذي أخذ منهم " الإمام إبراهيم بن يزيد "بن قيس بن الأسود" النخعي "المذحجيّ التابعي أبو عمران" عليه رحمة الله العليّ "٦٤  - ٦٩ هـ /٦٦٦  - ٥١٨ م" .

 الخامس الذي أخذ منه " الإمام حمّاد بن "مسلم، أبو إسماعيل بن أبي" سليمان عليه رحمة الرحمن "الكوفي التابعي، سمع أنس بن مالك وتفقه بابراهيم النخعي، وروى عنه سُفيان، وشُعبة، وأبو حنيفة وفقه به، وعليه تخرّج وانتفع، وأخذ حماد عنه بعد ذلك ومات في حياته سنة ٠٢١ هـ /٧٣٧ م، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية للتميمي، ج " ٣، ص " ٦٨١  - ٧٨١" .

 السادس الذي أخذ منه " سلطان المجتهدين وبرهان ائمة الدين الإمام أبو حنيفة نعمان بن ثابت بن طاووس بن هرمز بن ملك بن شيبان رحمه الله "ولد سنة ١٦ هـ، وقيل سنة ٠٨ هـ، وتوفي سنة ٠٥١ هـ، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية للمولى تقي الدين بن عبدالقادر التميمي الداري الغزي المصري الحنفي، تحقيق الدكتور عبدالفتاح محمد الحلو، منشورات دار الرفاعي  - الرياض ٣٠٤١ هـ /٣٨٩١ م، المجلد الأول، الصفحة " ٣٧  - ٩٦١" .

 السابع الذي أخذ منه " الإمام الحقّاني محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله "صاحب أبي حنيفة، توفي قاضياً على الري سنة ٩٨١ هـ، وعمره ٨٥ سنة، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية للحافظ قاسم بن قطلوبغا، تحقيق إبراهيم صالح، منشورات دار المأمون بيروت ٢١٤١ هـ /٢٩٩١م،  " ٧٨١  - ٩٨١" .

 الثامن الذي أخذ منه " الإمام أبو حفص الكبير أحمد بن حَفْص البخاري رحمه الله "عَلَمُ الزمان، وشيخ ماوراء نهر جيحون بخراسان، وُلد سنة ٠٥١ هـ، وتوفي ببخارى سنة ٧١٢ هـ، وسمع من محمد بن الحسن، ووكيع بن الجراح، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية، المجلد الأول، الصفحة " ٢٤٣  - ٣٤٣، وانظر سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد " ٠١، الصفحة " ٧٥١  - ٩٥١" .

التاسع الذي أخذ منه " الإمام أبو حفص الصغير، أبو عبدالله محمد بن أبي حفص أحمد بن حفص رحمه الله "مفتي بخارى وعالمها، تفقه بوالده، وسمع من الحُميدي، ولقي أبا نعيم، وعاش إلى نحو سنة ٠٧٢ هـ، وقال أبو القاسم بن مندة " توفي أبو عبدالله في رمضان سنة ٤٦٢ هـ، انظر سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد " ٠١، الصفحة " ٩٥١، والمجلد " ٢١، الصفحة " ٧١٦  - ٨١٦"،

العاشر الذي أخذ منه عبدالله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل السند بوني رحمه الله "أبو محمد الحارثي البخاري الكلاباذي عالم ماوراء النهر المشهور بعبدالله الأستاذ، ووفاته في شوال سنة ٠٤٣ هـ، انظر سير أعلام النبلاء للذهبي المجلد ٥١ /الصفحة " ٤٢٤  - ٥٢٤" .

الحادي عشر " الذي أخذ منه الإمام محمد بن الفضل البخاري الكماري رحمه الله، "كنيته أبو بكر توفي في بخارى سنة ١٨٣ هـ، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص " ٥٢٣" .

الثاني عشر " الذي أخذ منه الإمام القاضي الحسين بن الخَضِر بن محمد أبو علي النسفي رحمه الله، "توفي سنة ٤٦٢ هـ، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية، المجلد الأول، الصفحة " ١٣١  - ٢٣١" .

الثالث عشر الذي أخذ منه " عبدالعزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحَلْوانيّ رحمه الله، "الملقب شمس الأئمة، توفي في كَشَّ وحُمل إلى بخارى فدفن بها سنة ٨٤٤ هـ، وقيل سنة ٩٤٤ هـ، انظر الطبقات السنية في تراجم الحنفية للتيمي، المجلد الأول، الصفحة " ٢٤٣  - ٣٤٣" .

 الرابع عشر الذي أخذ منه " أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي رحمه الله، "شمس الأئمة توفي سنة ٨٨٤ هـ وقيل في حدود سنة ٠٠٥ هـ، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص " ٢٨١  - ٥٨١" .

السادس عشر الذي أخذ منه " حسام الدين عمر بن عبدالعزيز بن عمر بن أبي سهل مازه، الشهير بصدر الشهيد رحمهم الله "برهان الأئمة أبو محمد، المعروف بالحُسام الشهيد، ولد في صفر سنة ٣٨٤ هـ، واستشهد سنة ٦٣٥ هـ انظر سير أعلام النبلاء للذهبي ج ٠٢ /ص " ٧٩، وانظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص " ١٦١  - ٢٦١"،

السابع عشر الذي أخذ منه " علي بن أبي بكر بن عبدالجليل الفَرْغَانيّ المَرْغِنْيانيّ صاحب الهداية، "برهان الدين أبو بكر الرّشتانيّ من بلاد ماوراء النهر التابعة لفرغانة، توفي سنة ٣٩٥ هـ، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص " ٨٤١  -٩٤١، وسير أعلام النبلاء ج ١٢، ص " ٢٣٢"،

الثامن عشر الذي أخذ منه " شمس الأئمة محمد بن عبد الستار بن محمد العمادي الكردري، "الحنفي البراتقينيُّ  - البراتقين من أعمال كردر ببلاد خوارزم  - ولد سنة ٩٥٥ هـ، وتوفي في بخارى سنة ٢٤٦ هـ، ودفن عند الإمام عبدالله بن محمد بن يعقوب الحارثي، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص " ٣٢٢  -٤٢٢، وسير أعلام النبلاء ج ٣٢، ص " ٢١١"،

 التاسع عشر الذي أخذ منه " محمد بن محمد بن نصر البخاري السغناقي، "حافظ الدين، انظر سير أعلام النبلاء للذهبي، المجلد " ٣٢، الصفحة " ٣١١" .

العشرون الإمام الحسين بن علي بن حَجَّاج بن علي صاحب النهاية "هو الإمام الملقب حُسام الدين الصِّغناقِيُّ، وقيل " سغناق بالسين " بلدة في تركستان، كانت وفاته في مدينة مرو مابين سنة ١١٧ و ٤١٧ هـ، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص " ٠٩، والطبقات السنية في تراجم الحنفية للتيمي، المجلد الثالث، الصفحة " ٠٥١  -٢٥١"

 الحادي والعشرون " الإمام قِوامُ الدين محمد الكاكي صاحب معراج الدراية "هو محمد بن حمد بن أحمد السنجاري المعروف بقوام الدين الكاكي، أخذ عن علاء الدين عبدالعزيز البخاري، وقرأ عليه الهداية، وعن حسام الدين حسن السغناقي، وهما عن فخرالدين محمد بن محمد المايمرغي، وقدم القاهرة فأقام بجامع ماردين يفتي ويدرس إلى أن مات سنة ٩٤٧ هـ، ومن تصانيفه معراج الدراية في شرح الهداية، وعيون المذهب، جمع فيه أقوال الأئمة الأربعة، انظر الفوائد البهية في تراجم الحنفية لللكنوي ص " ٦٨١"

 الثاني والعشرون " الشيخ أكمل الدين محمد بن محمد بن محمود بن أحمد البابِرتيّ رحمه الله "علامة المتأخرين وخاتمة المحققين، ونسبته إلى بابِرت مدينة في شرق تركيا قريبة من أرزن الروم التي تسمى حالياً " أرض روم، وهو عالم مشهور برَعَ وساد، وأفتى، ودرّس وأفاد، وصنّف فأجاد، توفي ليلة الجمعة ٩١ رمضان المبارك سنة ٦٨٧ هـ، انظر تاج التراجم في من صنف من الحنفية ص " ٥٣٢" .

الثالث والعشرون الذي أخذ منه " المولى شمس الدين الفناري محمد بن حمزة بن محمد رحمهم الله "أوحد زمانه في العلوم النقلية، وأغلب أقرانه في العلوم العقلية، وشيخ دهره في العلم والأدب، ومجتهد عصره في الخلاف والمذهب الحنفي، وهو أحد الرؤساء الذين انفرد كل منهم على رأس القرن الثامن، وهم " الشيخ سراج الدين بن الملقن في كثرة التصانيف في الفقه والحديث، ومجدالدين الشيرازي صاحب القاموس في اللغة، وزين الدين العراقي في الحديث، وشمس الدين الفناري في الاطلاع على كل العلوم العقلية والنقلية، أخذ علوم التصوف عن أبيه حمزة الفنري "نسبة إلى الفنار حسب رواية السيوطي في بغية الوعاظ، عن الكافيجي" وولي القضاء في مدينة بروسا "بورصة" في أيام السلطان بايزيد، ولد سنة ١٥٧ هـ، وتوفي سنة ٤٣٨ هـ، انظر الفوائد البهية في تراجم الحنفية لللكنوي ص " ٦٦١  - ٧٦١" .

الرابع والعشرون الذي أخذ منه " المولى محمد بن أرمغان، الشهير بمولى يگان رحمهم الله "بلغ رتبة الفضل والكمال، وانتهت إليه رياسة التدريس، ومنصب القضاء بعد موت أستاذه الفناري في مدينة بروسا التركية "بورصة" وتوفي في مدينة إزنيق التي تسمى حالياً " إزنيك، واسمها القديم " نيقية، وقد ذكره طاشكوپري زاده بكتاب الشقائق النعمانية ص " ٩٧  - ٠٨، في الطبقة السادسة في علماء دولة السلطان مراد خان بن السلطان محمد، وقد تسلطن مراد بعد وفاة أبيه سنة ٥٢٨ هـ، أما اللكنوي فذكره في الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص " ٠٦١، وقال " إنه توفي في أيام دولة السلطان الفاتح محمد خان الثاني بن مراد خان، وقد بويع السلطان محمد الفاتح بعد وفاة أبيه سنة ٥٥٨ هـ، وتوفي سنة ٦٠٨ هـ، فخلفه ابنه السلطان يلدريم بايزيد الثاني . وللشيخ أرمغان ولدان من العلماء هما " القاضي محمد شاه، والمدرس يوسف بالي، انظر طاشكوپري زاده كتاب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية ص " ٠٨  - ١٨" .

 الخامس والعشرون الذي أخذ منه " المولى خضر بيك بن جلال الدين رحمه الله تعالى "ووالده جلال الدين بن صدر الدين بن حاجي إبراهيم خير الدين الرومي الحنفي، ولد سنة ٠١٨هـ ببلدة سفري حصار ونشأ في بورصة، من بلاد الروم، أي " تركيا، درس على والده القاضي جلال الدين، وبلغ رتبة الكمال عقلاً ونقلاً عند شيخه محمد بن أرمغان، الشهير بمولانا يگان، وتخرج عليه وتزوج ابنته، وصار من أفراد عصره ذا باعٍ مُمتدّ في النظم والنثر حيث كان ينظم باللغات الثلاث العربية والعثمانية التركية والفارسية، وحصّل العلوم الغريبة، وناظر علماء العرب والعجم فقطعهم بحضرة السلطان محمد الفاتح، فأثنى عليه السلطان ثناء جميلاً، وأنعم عليه بمدرسة جدّه في مدينة بورصة التركية، ولما فتح السلطان محمد الثاني مدينة القسطنطينة وأذل قياصرة الروم، قلد الشيخ خضر بيك منصب القضاء في اسطنبول، فكان أولّ قاضٍ عثماني فيها، وقد قدِم مكة المكرمة سنة ٩٥٨، وتوفي في اسطنبول سنة ٣٦٨هـ، وكان له مُعيدان هما " خواجه زادة، وشمس الدين الخيالي، انظر كتاب الشقائق النعمانية لطاشكوپري زاده ص " ١٩  - ٤٩" .

 السادس والعشرون الذي أخذ منه المولى مصلح الدين مصطفى بن يوسف بن صالح، الشهير بخواجه زاده البروسوي "توصل إلى خدمة تلميذ المولى يگان، الشيخ محمد بن قاضي آياثلوغ، المشهور بآيثلوغ جلبيسي المدرس في مدرسة أغراس، وقرأ عليه الأصولين والمعاني والبيان، ثم أخذ العلم على الشيخ خضر بك مدرس المدرسة السلطانية في بورصة، وصار مُعيداً لدروسه، ثمّ قابل السلطان مراد خان فولاه قضاء كستل، ثمّ أعطاه المدرسة الأسدية في مدينة بورصة، ثم قابل السلطان محمد الفاتح ووزيره محمود باشا، وناظر المولى زيرك بين يدي السلطان فأفحمه، وأعجب السلطان الفاتح بعلمه، فعيّنه معلماً لنفسه، فدرسه متن عزالدين الزنجاني في التصريف، وكتب عليه شرحاً، ثم قلّده منصب قاضي العسكر العثماني في العاصمة العثمانية السابقة أدرنة، ثم قضى في القسطنطينية، وألف كتاب التهافت، ثم أعطاه الفاتح قضاء إزنيق ومدرستها، وولي إفتاء بورصة في أيام السلطان بايزيد، ورغم اضطراب رجليه ويده اليمنى في كبره طلب منه السلطان بايزيد أن يؤلف حاشية على شرح المواقف للإيجي، فامتثل أمره وكتب الحاشية بيده اليسرى إلى أثناء مبحث الوجود فتوفي في مدينة بورصة التركية وهو مُفتٍ فيها سنة ٣٩٨ هـ، وبقيت الحاشية مسودة، فبيضها تلميذه المولى بهاء الدين فلما أتمّها وافاه الأجل أيضاً، وأخر عبارات تلك الحاشية قوله " لايتم المطلوب، وابنه الشيخ محمد قاضي قضاء كته، ومدرس مدرسة جنديك في بورصة، انظر كتاب الشقائق النعمانية لطاشكوبري زاده ص " ٦٢١  - ٩٣١، والفوائد البهية في تراجم الحنفية لللكنوي ص " ٤١٢  - ٥١٢" .

 والمولى مصلح الدين القسطلاني الشهير بكستلي رحهم الله "مصطفى بن محمد القسطلاني، درس على المولى خضر بك ومعيديه خواجه زاده والخيالي، ثم صار مدرساً في قصبة مدرني ثم انتقل إلى مدرسة ديمتوقة، ثم أعطاه السلطان محمد الفاتح إحدى مدارسه الثمانية في اسطنبول، ثم قلده السلطان الفاتح منصب قاضي العسكر السلطاني كله بعدما تولى قضاء بورصة ثلاث مرات، ولما قسم قضاء العسكر، وهُما اناطولي ورو ايلي، أُوْكِل إلى القسطلاني قضاء روم ايلي، وأوكل قضاء اناطولي إلى المولى ابن الحاج حسن، وتوفي السلطان محمد الفاتح وآلت السلطنة ولي بايزيد، فأحال القسطلاني على التقاعد، وعين له كلّ يوم مئة درهم، فبنى جامعا في اسطنبول، توفي في مدينة اسطنبول، ودفن في مقبرة أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه سنة ١٠٩هـ /٠٦٤١م، معجم المؤلفين ٣ /٣٨٨، وانظر كتاب الشقائق النعمانية لطاشكوبري زاده ص " ٢٤١  - ٧٤١" .

السابع والعشرون الذي أخذ منه " شيخ الخافقين، مُفتي الثقلين أستاذ أستاذنا الإمام كمال باشا زاده أحمد بن سليمان بن كمال الوزير رحمهم الله "عرف بلقب شمس الدين، ودخل القاهرة صُحبة السلطان سليم الأول لما حرّرها من مماليك الشراكسة، وكان جده من أمراء الدولة العثمانية، قرأ على القسطلاني الذي قرأ على المولى خضر بك، وخطيب زاده، ودرس في مدرسة علي بك في أدرنة، ومدرسة اسكوب في مقدونيا، والمدرسة الحلبية في أدرنة، ثمّ درس في إحدى مدارس الفاتح الثمانية في اسطنبول، ثم مدرسة السلطان بايزيد في أدرنة، ثم تولى منصب القضاء في مدينة أدرنة، فقضاء العسكر في آناطولي، ثم عزل وأعطي مدرسة الحديث في أدرنة، ثم تولى إفتاء اسطنبول، وتوفى فيها وهو مُفتٍ سنة ٠٤٩ هـ، صنف أكثر من ثلاث مئة رسالة في المباحث المهمة الغامضة، وألف في الكثير من فروع العلوم، وقد ألف باللغة العربية ونظم الشعر باللغة العثمانية التركية والفارسية، وذكره لطاشكوپري زاده في كتاب الشقائق النعمانية ص " ٧٧٣  - ٩٧٣، على رأس الطبقة التاسعة في علماء دولة السلطان سليم خان بن بايزيد الذي تسلطن سنة ٨١٩ هـ، وهو أول خليفة عثماني" .

الثامن والعشرون الذي أخذ منه " شيخي الهادي، شيخي وأستاذي، الشيخ حاجي أفندي الشهير بقره يلان فيما بين الأقران " كان مُعيد المدرسة، وأميناً لفتواه ستّ عشرة سنة، ثم صار مدرّساً على طريق التقاعد بمدرسة جتالجة بقُرب قسطنطينية المحمية، توفى رحمه الله وهو مدرّس فيها سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة "٥٧٥١ م" وكان عمره الشريف قد جاوز المئة "وكان هذا الشيخ معيداً للإمام أحمد بن كمال باشا" .

التاسع والعشرون ممّن أخذ منه، هذا الفقير، كثير التقصير، المُحتاج إلى رحمة ربه القدير ؛ القاضي حسن بن تورخان بن يعقوب الآقحصاري، عفى عنهم ربهم الباري " قد سمعت من والدي المرحوم، ومن الثقات من أقرانه، انّ يعقوب المزبور المرحوم قد عاش مائتين وسبعاً وعشرين سنة، وقد كان مُتنقّلاً من اسكندرية الرومية إلى قرية ذيب "وقوفو" بناحية آقحصار نصرانياً، ثم أسلم بهداية الله تعالى عند مجيء السلطان محمد خان "الفاتح" لفتح ديار آقحصار قبل فتح قسطنطينية، ثم عاش في الإسلام إلى أوائل سلطنة السلطان سليمان خان عليه الرحمة والرضوان، وعاش جدي المرحوم "داود" إحدى وسبعين سنة، وشهد غزوات كثيرة، ثم صار شهيداً في محاصرة قلعة وَرَانه بولاية هروات» خرواتيا أو كرواتيا« وعاش والدي المرحوم "تورخان" بالصلاح والقناعة ستاً وتسعين سنة بآقحصار، رحمهم الله الغفار، وتوفي  - الوالد  - سنة أربع وتسعين وتسعمائة "٠٩٥١م" وسمعت منه أني ولدت بأمر الله الملك المنان سنة إحدى وخمسين وتسعمائة، في زمان السلطان العادل السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان بن بايزيد خان بن أبي الفتح محمد خان "الثاني " الفاتح" عليهم رحمة الرحمن "وفي نسخة أخرى " وسمعت من والدتي المرحومة أنّ هذا العبد الضعيف، وُلد بأمر الله اللطيف يوم الجمعة بعد العصر من رمضان . . ." ثمّ تيسّر لي تحصيل مبادئ العلوم في بلادنا "وأنا ابن اثنتي عشرة سنة، حتى تيسر لي تحصيل مبادئ العلوم في بلادنا" ثمّ ارتحلت إلى دار السعادة قسطنطينية المحمية "في أوائل سلطنة السلطان سليم الثاني بن السلطان سليمان القانوني بن السلطان سليم الأول" واشتغلت عند كثير من الفضلاء، ثمّ انتسبت إلى خدمة الشيخ المذكور، والأستاذ المزبور "مُعيد ابن كمال باشا" وكنت مُتتلمذاً من حضرته العزيزة، مُتلذّذاً بصحبته اللذيذة، مُقتبساً من أنوار أنفاسه الشريفة زماناً كثيراً، مُغترفاً من بحار أبحاثه اللطيفة أواناً غزيراً، فأخذتُ ما أخذتُ من حضرته، ووجدت ما وجدت في خدمته، ثّم ابتلاني الله الملك الجبار مرتين بقضاء آقحصار، ثمّ ببعض البلاد والديار، والحمد لله رب العالَمين على ما جعلني من خدمة هؤلاء العالِمين، وأدخلني بلطفه في زمرة علماء الدين، والصلاة على حبيبه محمد سيد الأنبياء والمرسلين، وآله وأصحابه الطاهرين، ورضي الله تعالى عنّا وعن أساتيذنا ومشايخنا أجمعين، آمين يا "مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين« .

 ٭ د. محمود السيد الدغيم، زميل باحث في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية  - جامعة لندن . 19977 "الحياة"..عام "العنوان " شيخ السيف والقلم  . نص مخطوطة العالم البوسنوي حسن كافي افندي.

ملف مخطوطات : اضغط هنا

 

 


thumb qr1 
 
thumb qr2
 

إحصاءات

عدد الزيارات
16432332
مواقع التواصل الاجتماعية
FacebookTwitterLinkedinRSS Feed

صور متنوعة