تعقيباً على كتابات تناولت مخطوطة «الوسائل إلى معرفة الأوائل» للسيوطي - د . محمود السيد الدغيم - الحياة - ALHAYAT SATURDAY 28 MARCH 2009 ISSUE NO 16794 CLASSICS السبت 28 آذار )مارس( 2009 الموافق 1 ربيع الثاني 1430 ه/ العدد 16794: رداً على مقالة "صلاح حسن رشيد" التي نُشِرَتْ في ملحق التراث بجريدة الحياة (العدد: 16787 - 21/03/09//)

alhayat.gif

*******

رابط المقال في جريدة الحياة

اضغط هنا

****

تحميل المقال مع صفحة الحياة بصيغة بي دي اف

اضغط هنا 

***

مقالة "صلاح حسن رشيد" ، ورد؛ د. محمود السيد الدغيم

*******

تعقيبا على ما دار حول "مخطوطة «الوسائل إلى معرفة الأوائل» للسيوطي

محمود السيد الدغيم*

* باحث أكاديمي سوري مقيم في لندن

نُشِرَتْ في ملحق التراث بجريدة الحياة (العدد: 16787 - 21/03/09//) مقالة للباحث "صلاح حسن رشيد" تحت عنوان "مخطوطة «الوسائل إلى معرفة الأوائل» للسيوطي" ومما قاله الباحثُ: "تعتبر مخطوطة كتاب «الوسائل إلى معرفة الأوائل» للحافظ جلال الدين السيوطي «ت 911 هـ/ 1505» من عيون المخطوطات في هذا الشأن، فهي تبحث عن أوائل الازدهار الفكري والعرفي والحضاري على ظهر الأرض، ومنذ بدء الخليقة. وإذا كان فن «الإتيكيت» فناً غربياً، في نزعته وتكوينه، فإن مخطوطة الأسيوطي تؤكد أن «الإتيكيت» كان معروفاً لدى العرب والمسلمين في حضارتهم قبل أكثر من خمسة عشر قرناً من الزمان".

عندما يقرأُ القارئُ هذا الكلام يظن أن البحث يدور حول اكتشاف مخطوطة مجهولة، أو مخطوطة نادرة تمّ اكتشافها حديثاً، أو مخطوطة طبعت للمرة الأولى حديثاً، أو أُعيدت طباعتها مع إضافات جديدة مبتكرة تزيد على طبعة سابقة، ولكننا لا نجد أثراً لشيء مما ذكرناه، فالطبعة التي يتحدّث عنها الباحث قد صدرت منذ أكثر من ربع قرنٍ من الزمن.

ويقول الباحث "صلاح حسن رشيد" في مقالته بجريدة الحياة: "ويرى الباحثان المصريان إبراهيم العدوي وعلي محمد عمر - محقِّقا مخطوطة السيوطي والصادرة عن مكتبة الخانجي في القاهرة - أن هذه المخطوطة لَخَّص فيها السيوطي كتاب الأوائل للعسكري وزاد عليه أضعافه".

وهكذا يمرّ الباحث مرور الكرام دون ذِكر تاريخ الطبعة التي يتحدث عنها في سياق الحديث عن المخطوطة، ثم يبين لنا مشكوراً أن المحققين اعتمدا "على نسختين للمخطوطة، الأولى: كُتبت بقلم معتاد، بخط علي الشعراوي، وتقع في 88 ورقة، وفي كل صفحة 17 سطراً، ومتوسط الكلمات في كل سطر تسع كلمات، وهى محفوظة في دار الكتب المصرية برقم 1932 تاريخ طلعت والأخرى: كُتبت بقلم معتاد أيضاً عام 1027 هـ، وقد وُضعت العلامة «ك» فوق مادة الأوائل التي أضافها السيوطي، وهي تقع في «90 صفحة» وهى محفوظة أيضاً بدار الكتب المصرية برقم 319 تاريخ تيمور".

وهذا الكلام يدفعنا للبحث عن مخطوطات الكتاب ومطبوعاته، فالطبعة التي يتحدث عنها هي الثانية من الكتاب،إذ صدرت الطبعة الأولى منه بتحقيق محمد أسعد طلس عن مطبعة النجاح في بغداد؛ سنة 1369 هـ/ 1950م، وتقع تلك الطبعة البغدادية في 216 صفحة، ومقدمة في 12 صفحة، وفهارس في 61 صفحة. ومجموع صفحاتها 289 صفحة.

وبعد صدور الطبعة العراقية بثلاثين سنة صدرت طبعة مكتبة الخانجي في القاهرة سنة 1401 هـ/ 1980م، وهي الطبعة التي اطلع عليها الباحث صلاح حسن رشيد، ولم يذكر لنا تاريخ نشرها ولا تاريخ نشر ما سبقها. وتقع طبعة الخانجي في 191 صفحة، ومقدمة في 11 صفحة، وفهارس في 35 صفحة، ومجموع صفحاتها 237 صفحة. وهذا يعني أن الطبعة العراقية تزيد على الطبعة المصرية من حيث عدد الصفحات، وأن الباحثين المصريين قد استفادا من الطبعة العراقية، ولم يذكر مدى تلك الاستفادة والاقتباس الباحث صلاح حسن رشيد، وقد ورد ذِكر الطبعتين في الكتب الخاصة بالتراث العربي الإسلامي المنشور. (انظر: ذخائر التراث العربي الإسلامي المطبوعة: 1/605، لعبد الجبار عبد الرحمن، منشورات جامعة البصرة 1401 هـ/ 1981م، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع: 3/338). وبعد صدور الطبعتين نشرت دار مكتبة الحياة ـ بيروت، الطبعة الاولى 1408 هـ/ 1988م، تحقيق: عبد الرحمن الجوزو، ثم حقق الكتاب أحمد عبد القادر، ونشرته دار الوفاء، المنصورة، مكتبة دار ابن قتيبة، الكويت، ط. الأولى، 1410 هـ/ 1990م، ثم سطا على الطبعات السابقة "محمد زينهم" وادعى أنه حقق الكتاب و علق عليه و قدم له، و نشرته دار الآفاق العربية؛ في القاهرة سنة 1424 هـ/ 2003م، والحقيقة أن كل هؤلاء المحققين عيال على المحقق الأول محمد أسعد طلس، وتعددت أسماء المحققين لأسباب تجارية غير علمية.

أما الحديث حول مخطوطات الكتاب فهو ذو شجون لأن المخطوطات العربية والإسلامية لم تفرس بشكل كامل، ومن الإشارات المتقدمة إلى الكتاب ما ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: 2/207.، ومع ذلك فإن ما نُشر من الفهارس يدلنا على أن لكتاب الوسائل مخطوطات أُخرى غير المخطوطتين اللتين ذكرهما المحققان.

وإن المخطوطات المعروفة من كتاب الوسائل هي : مخطوطة مكتبة رئيس الكُتّاب في السليمانية ذات الرقم: 944، وتقع في 69 ورقة، وهي بخط أحمد بن محمد الشهير بأبي الطيب الأزهري، وتاريخها في 13 ربيع الأول سنة 976 هـ/ 1559م، و مخطوطة مكتبة السليمانية في إستانبول ذات الرقم الحميدي: 708/27، والمخطوطة ذات الرَّقْم الْحَمِيْدِيّ: 843/1، وتقع في ستين ورقة. وأوَّلُها: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ ، وبه ثقتي، الحمد لله الأول فليس له آخر... وبعد فهذا كتاب لطيف جامع لخصت فيه كتاب الأوائل للعسكري، وزدت فيه أضعافه، ورتبته ترتيباً حسن التناول على الأبواب... وَسَمَّيْتُه بالوسائل إلى معرفة الأوائل، وما جزمت به ولم أعزه فهو ما ذكره العسكري جازماً به بلا سَنَدٍ ولا عزو، فإني أورده بإسناده...

وقد كتبت هذه المخطوطة في غرة جمادى الأولى سنة 1100 هـ/ 1689م. ووردت في آخرها عبارة: "بَلَغَ مُقَاْبَلَةً بحسب الطاقة والإمكان" وهذه العبارة تدل على توثيق المخطوطة.

وهنالك مخطوطات أخرى من الكتاب في مكتبة السلطان أحمد الثالث؛ رقم: 1541/106، وهي مكتوبة سنة 998 هـ، ورقم: 2343، ورقم: 2437، ورقم: 3054، وفي مكتبة السلطان أبايزيد؛ رقم: 5361، ومكتبة كوبريلى؛ رقم: 1080/5، ورقم: 1579/8، ومكتبة حسين جلبي؛ رقم: 860/2، وهي مكتوبة سنة 914 هـ، أي بعد وفات المؤلف بثلاث سنوات، وتوجد مخطوطة في مكتبة جعفر ولي؛ رقم: 274، وخزانة جامع الزيتونة بتونس/ أدب: 4744، ودار الكتب الوطنية بتونس: 4756، وحسن حسني عبد الوهاب بتونس: 18537، ومكتبة علي بن إبراهيم الخاصة في صنعاء؛ رقم: 151، وفي مكتبة الأوقاف العامة في بغداد: 307/1، وفي مكتبة المدرسة الرضوانية في الموصل: 18/76/8، وفي مكتبة بلدية الإسكندرية: 5575/ج، وفي المكتبة الأزهرية: 5403 عام - 209 خاص. ولاشكّ أن هنالك مخطوطات أُخرى من الكتاب غير هذه المخطوطات المذكورة.

أما مؤلف الوسائل فهو عبد الرحمن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عثمان بن مُحَمَّد، الخضيري الطولوني، الأسيوطي، السيوطي، جلال الدين، أبو الفضل (ت911 هـ/ 1505م)، فأصله من أسيوط، ونشأ بالقاهرة، وكان عالما شافعيا ومؤرخا ومحدثا، ولما بلغ أربعين سنة أخذ في التجرد للعبادة وتحرير مؤلفاته فألف كثيرا من الكتب. واتُّهِم بالأخذ من التصانيف المتقدمة ونسبتها إلى نفسه بعد أجراء التقديم والتأخير فيها، ومن مؤلفاته: الأشباه والنظائر في فروع الشافعية؛ والحاوي للفتاوى؛ والإتقان في علوم القرآن، وفي هذا الكتاب روايات موضوعة، ولعل السبب هو أن أواخر سنوات حياة السيوطي كانت في فترة حكم قانصوه الغوري الذي اتبع الصفويين، وكانت نهايته على يد الخليفة العثماني أمير المؤمنين سليم الثاني بن أبايزيد الثاني بن محمد الفاتح؛ في معركة مرج دابق في (25 رجب 922 هـ/ 24 آب/ أغسطس 1516م). الأعلام 3/301؛ معجم المؤلفين الطبعة القديمة: 5/128-131. وطبعة المجلدات الأربعة 2/82. GAL، II، 143. وكتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام؛ تاريخ مكة لقطب الدين المَكِّيّ الحنفي النهروالي: ص: 127، طبعة المطبعة العامرة في القاهرة سنة 1303 هـ/  1885م.

وقد صرح الباحث أن السيوطي قد استفاد من كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري ت 395 هـ/ 1005م، وقد صدرت منه طبعات كثيرة، ونحن نرى أن السيوطي قد استفاد أيضا من كتاب الأوائل لأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ت 360 هـ/ 971م، ومن كتاب الأوائل. لأبي بكر بن أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني الذي نشرته دار الخلفاء للكتاب الإسلامي في الكويت، تحقيق : محمد بن ناصر العجمي، كما استفاد من كتاب الأوائل في الحديث ليوسف ين عبد الرحمن القضاعي الدمشقي المزي ت 742 هـ/ 1341م، ومنه مخطوطة في الخزانة التيمورية رقم: 368. وقد ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون أن المتأخرين قد ألحقوا مباحث الأواخر بعلم الأوائل، وذكر من المصنفات بهذا الصدد: "الأوائل للعسكري، وإقامة الدلائل لابن حجر، ومحاسن الوسائل للشبلي، ومحاضرة الأوائل لعلي ده ده، وأزهار الخمائل لابن دوقه كين، والوسائل أرجوزة أيضاً، وكتاب الأوائل لمحمد بن أبي القاسم الراشدي، وكتاب الجلال لابن خطيب داريا، وكتاب الأوائل للطبراني" كشف الظنون: 1/199-200. طبعة جامعة إستانبول 1360 هـ/ 1941م.

أمّا فن المراسم والسلوك الذي عبّر عنه الباحث بـ «الإتيكيت» واعتبره " فناً غربياً، في نزعته وتكوينه" فهو كلام يناقض قوله: " فإن مخطوطة الأسيوطي تؤكد أن «الإتيكيت» كان معروفاً لدى العرب والمسلمين في حضارتهم قبل أكثر من خمسة عشر قرناً من الزمان"، وبالإضافة إلى ذلك نقول: هنالك كتب خصصها مؤلفوها المسلمون لموضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومواضيع السلوك، والآداب الشرعية، والشؤون الإدارية في الإسلام، وهي مواضيع تتضمّن فيما تتضمّنه «الإتيكيت» وغيره.

ومن تلك الكتب على سبيل المثال: كتاب الآداب الشرعية والْمِنح المرعية لمحمد بن مفلح الحنبلي الدمشقي ت 763 هـ/ 1362م، وهو كتاب يتضمن أصول وفروع «الإتيكيت» وفنونه، وقد نشرته مؤسسة قرطبة في القاهرة سنة 1407 هـ/ 1987م في ثلاثة مجلدات، وهنالك كتاب (سلوك المالك في تدبير الممالك؛ لشهاب الدين المعتصم أحمد بن محمد بن أبي الربيع، طبعة جمعية المعارف المصرية لمحمد توفيق باشا سنة 1286 هـ/ 1869م) وكتاب (مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها ومرضيها، تأليف أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري الخرائطي، المطبعة السلفية، 1350 هـ/ 1931م) ومن تلك الكتب كتاب سرج الملوك للطرطوشي، وكتاب التبر المسبوك في نصيحة الملوك للغزالي، وكتاب سلوان المطاع في عدوان الأتباع لمحمد بن أبي محمد بن علي القرشي المعروف بابن ظفر ت 565 هـ/ 1170م، وكتاب المنهج المسلوك في سياسة الملوك لعبد الرحمن بن عبد الله الشيزري ت 589 هـ/ 1193م، منشورات مكتبة المنار في الأردن سنة 1407 هـ/ 1987م.

ومن الكتب التي أصَّلت للشؤون الإدارية في صدر الإسلام كتاب تخريج الدلالات السمعية؛ تأليف: علي بن محمد بن سعود الخزاعي ت 789 هـ/ 1387م، تحقيق: إحسان عباس، ومنشورات دار الغرب الإسلامي، وقد جاء في مقدمة "تخريج الدلالات" أن الخزاعي كان يلتقط الفوائد ويقتنص الشوارد التي سيبني منها كتابه أيام عزلته عن العمل، وأنه استمر يجمع ويرتب ويبوّب حتى انتهى من ذلك سنة 786 هـ/ 1384م، وإذا به ينهي عملاً طويلاً شاقاً يسميه "تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية". الذي قدّمه إلى موسى بن المتوكل على الله المريني.

وأثبت الخزاعي أن "العمالات الشرعية" ليست شيئاً مستحدثاً، وإنما هي خطط وجدت أيام الرسول، وتولاها كثير من الصحابة، فمَن تولاها من بعد لم يخرج عن النهج المرضي بل إنه ليحرز الشرف الكبير لأنه يجد نفسه واقفاً في ركب صحابي جليل، وكذلك يقال أيضاً في أصحاب الحرف والصنائع، فإن أي قارئ لهذا الكتاب سيجد الحقيقية الصادقة التي تزيل عن أصحاب الخطط وأصحاب الحرف وصمة البدعة.

وقد قسم الخزاعي كتابه في عشرة أجزاء: ثمانية منها في العمالات وواحد في الحرف والصناعات وباب ختامي، وانقسمت الأجزاء العشرة إلى 178 باباً. واستمرّ التأليف في هذا المجال، فألف الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني (1290-1327هـ) كتاب: "التراتيب الإدارية، والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية، التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية، في المدينة المنورة العلية". والذي قال في ديباجته:

"ومن عرف نهضة الإسلام وتعاليم النبي عليه السلام، وأمعن النظر في تلك النهضة؛ تحقق أن ليس هناك من أساليب التمدن ما لم يكن الإسلام في وقت ظهوره أصلا له وينبوعا. فمن تأمل ما بثه النبي صلى الله عليه وسلم من التعاليم وأنواع الإرشاد، وما حوى القرآن من آداب الاجتماع، وسنّ من طرق التعارف والتمازج، وما أودع الله غضون كلماته الجوهرية من أحكام الطبيعة وأسرار الوجود، وفرائد الكائنات، وما ضبط من الحقوق وسن من نظامات الحياة. وما تلته به السنة النبوية من تهذيب النفوس والأخلاق، والإرشاد للأخذ بالأحسن فالأحسن، وأحكمته من سنن الارتقاء والإخاء البشري، والتمتع بضروب الحرية...عَلِمَ أنّ التمدُّن الإسلامي في إبان ظهوره قامت معه تلك الأعمال لتأثير تلك التعاليم على قلوب سامعيها في ذلك الحين".

إن الحديث عن موضوع «الإتيكيت» عند العرب والمسلمين واسع جدا لا تستوعبه مقالة صحفية، ولكننا كتبنا ما كتبناه تذكرةً للباحثين المهتمين «بالإتيكيت»، وأما موضوع السيوطي وكتابه فهو واسع أيضاً، والمعروف من عناوين كتب السيوطي المخطوطة التي نعرف أماكن مخطوطاتها هو: 576 عنواناً، ويتفاوت عدد المخطوطات الخاصة بكل عنوان من تلك العناوين زيادةً ونقصاناً، وأما كتب السيوطي المطبوعة لغاية سنة 1410 هـ/ 1990م فقد بلغت 233 كتابا ورسالة حسبما ورد في المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع: 3/ 272- 339. وقد نُشرت دراسات مستفيضة حول السيوطي في مجلة التراث العربي بدمشق، العدد : 51 - السنة 13 - شوال 1413 هـ/ نيسان "أبريل" 1993م، وتضمن ذلك العدد أيضاً فهرس مؤلفات جلال الدّين السيوطي المخطوطة والمطبوعة اعتماداً على دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها. الذي قام بإعداده أحمد الخازندار، ومحمد إبراهيم الشيباني.‏ ومن أراد المزيد حول هذا الموضوع يمكنه الاطلاع عليه في موقع اتحاد الكتاب العرب الإليكتروني.

*****************

المقال المردود عليه

مخطوطة «الوسائل إلى معرفة الأوائل» للسيوطي

القاهرة - صلاح حسن رشيد     الحياة     - 21/03/09//

من الأمور التي أثارت إعجاب المستشرقين مدى حفاوة العرب والمسلمين بتوثيق حضارتهم وتاريخهم في الميادين المختلفة: سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وهو أمر تلحظه أدبيات من الحديث عن العادات والتقاليد والتأريخ لبداياته في نشأة الحضارة الإنسانية على مدار عصورها السحيقة.

ولقد بسط العرب القول في الحديث عن الملوك والخلفاء، والأفراد، والحروب، ومظاهر الحضارة، ودراسات المجتمعات وكيفية نشوئها وارتقائها في سُلَّم المدنية.

وتعتبر مخطوطة كتاب «الوسائل إلى معرفة الأوائل» للحافظ جلال الدين السيوطي «ت 911 هـ» من عيون المخطوطات في هذا الشأن، فهي تبحث عن أوائل الازدهار الفكري والعرفي والحضاري على ظهر الأرض، ومنذ بدء الخليقة.

وإذا كان فن «الإتيكيت» فناً غربياً، في نزعته وتكوينه، فإن مخطوطة الأسيوطي تؤكد أن «الإتيكيت» كان معروفاً لدى العرب والمسلمين في حضارتهم قبل أكثر من خمسة عشر قرناً من الزمان.

ولعل حديث السيوطي وغيره من المؤرخين عن «الأوائل» وتخصيصه باباً للطهارة وبناء الحمَّامات والاهتمام بالتزيين ووضع الأصباغ والحِنَّاء والعطور، وتقليم الأظافر من الأدلة على حفاوة الحضارة الإسلامية بالنظافة.

ويرى الباحثان المصريان إبراهيم العدوي وعلي محمد عمر - محققاً مخطوطة السيوطي والصادرة عن مكتبة الخانجي في القاهرة - أن هذه المخطوطة لخَّص فيها السيوطي كتاب الأوائل للعسكري وزاد عليه أضعافه.

ولقد اتبع السيوطي في مخطوطته «الوسائل» طريقة النقل، وأكثر النقل عن ابن الأثير، والأزرقي، والإسنوي، والكرماني، والثعالبي، وابن الحاج، وابن حجر، والذهبي، والمقريزي، وأبي نعيم، وابن فضل الله، لكن الزيادات التي أضافها السيوطي على «أوائل» العسكري - كما يذكر المحققان - تدل على أنه كان بارعاً في جمع الأخبار، وتعتبر عنايته بالحديث عن «الأوائل» في فجر الإسلام، وكذلك عن الأوائل الخاصة بالدول الإسلامية عملاً جليلاً، حفل بمادة قيمة وبصر يسترعي الانتباه، كما تعد تعبيراً رائعاً عن دراسة النواحي العمرانية والاقتصادية والاجتماعية.

ومن الأمور الطبيعية أن «تكون مصر لها نصيب الأسد من إضافات السيوطي على العسكري». فقد أضاف إلى مصر أموراً لها صلة بتاريخ الحضارة، وكذا «أوائل» الأمور بها في نواح متعددة، بحسب إشارة المحققين.

ومما يُكبر ويُعظم من قيمة السيوطي والمخطوطة أنه «حفظ لنا كثيراً من مواد نقلها عن كُتب أصبحت مفقودة، وأخرى ما زالت في دور الكتب مخطوطة».

واعتمد المحققان على نسختين للمخطوطة، الأولى: كُتبت بقلم معتاد، بخط علي الشعراوي، وتقع في 88 ورقة، وفي كل صفحة 17 سطراً، ومتوسط الكلمات في كل سطر تسع كلمات، وهى محفوظة في دار الكتب المصرية برقم 1932 تاريخ طلعت والأخرى: كُتبت بقلم معتاد أيضاً عام 1027 هـ، وقد وُضعت العلامة «ك» فوق مادة الأوائل التي أضافها السيوطي، وهي تقع في «90 صفحة» وهى محفوظة أيضاً بدار الكتب المصرية برقم 319 تاريخ تيمور.

وتحتوي المخطوطة على الأبواب التالية: مقدمة المؤلف، وباب بدء الخلق، وباب الطهارة، وباب الصلاة، وباب الجنائز والمرض، والزكاة، والصيام، والحج، والبيوع، والفرائض، والنكاح، والحدود والجنايات، واللباس، والجهاد، والأسماء والألقاب، والأطعمة والزرع، والمبعث النبوي، والعلم، والإمارة، والأمثال، وأشراط الساعة والبعث والنشور.

يقول السيوطي في مُفتتح المخطوطة: «بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، الحمد لله الأول، فليس له آخر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا تثنى عليه الخناصر، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله..».

وفي نهايته يقول: «تم كتاب الوسائل في الأوائل لخاتمة الحُفَّاظ والمُحِّدثين مولانا وسيدنا العلامة قدوة المحققين الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله آمين.. وكان الفراغ منها في سابع عشر شهر رمضان من شهور سنة ثمان وعشرين وألف للهجرة، وبخط علي الشعراوي».

رابط المقال في جريدة الحياة

اضغط هنا

 

*********